خمسةٌ منَ (القرّاءِ السّبعةِ) ليسُوا منْ (أصلٍ عربيٍّ)!
بسمِ اللهِ الرَّحمَٰنِ الرّحيم...
منْ بعدِ حمدِ اللهِ، والصّلاةِ والسّلامِ علىٰ رسولِ اللهِ:
- حتّىٰ يكونَ التّالي للقرآنِ الكريمِ قارئًا أو مقرئًا؛ فينبغي لهُ أن يتلوَ الآياتِ الكريمةِ بحروفٍ عربيّةٍ فصيحةٍ؛ ومعَ ذَٰلِكَ فلم يكنْ منَ (القرَّاءِ السّبعةِ) إلَّا اثنانِ منَ العربِ!
فسبحانَ من وهبَ الخمسةَ الباقينَ لسانًا عربيًّا، وشُهرةً في تلاوةِ كتابِ اللهِ، لايزالُ (طلّابُ القراءاتِ) ينهلونَ من (علمِهمْ)!
• قالَ الإمامُ الشّاطبيُّ -رحمهُ اللهُ- في منظومتهِ "حِرزُ الأمَاني" في البيتِ رقم (41):
أَبُو عَمْرِهِمْ والْيحْصَبِيُّ ابْنُ عَامِرٍ ... صَرِيحٌ وَبَاقِيهِمْ أَحَاطَ بِهِ الْوَلَا!
• قال القاضي -رحمهُ اللهُ- في "الوافي في شرح الشّاطبيّة":
"[]اللُّغةُ: (الْيحْصَبِيُّ) نسبةً إلىٰ (يَحْصَب)؛ جدُّ ابنِ عامِرٍ، أو إلىٰ قبيلةٍ منَ اليمنِ.
والصَّادُ تُثَلَّثُ.
المعنىٰ: أنَّ (أبا عمْرٍو البَصْرِيُّ)، و(ابنَ عامِرٍ الْيحْصَبِيَّ)؛ نسبُهُما خَالِصٌ منَ (الرِّقِّ)، ومنْ (ولادةِ العجمِ)، فهُما من (صميمِ العربِ)، وباقي (الأئمَّةِ السّبعةِ) أحاطَ بهِ (الولاءُ) وأحدقَ بهِ!
قالَ الجعبريُّ: (أبو عمْرٍو) و(ابنُ عامرٍ) نسبُهُما خالصٌ منَ (الرِّقِّ) و(وِلادةِ العَجَمِ)، وباقي (السّبعةِ) شِيْبَ نسبُهُم بولاءِ (الرِّقِّ) إنْ ثبتَ أنَّهُ مسَّهُمْ أو مسَّ أحدَ آبائِهِمْ؛ وإلَّا؛ فوِلَادَةُ العَجَمِ، ووَلَاءُ الـحِلْفِ لَا يُنافي (الصَّراحةَ)..انتهىٰ.
وقالَ أبو شامةَ: وغلبَ علىٰ ذرِّيَّةِ العَجَمِ لفظُ (الـمَوَالِـي)؛ يقالُ: "فلانٌ منَ العربِ، وفلانٌ منَ الـمَوَالِـي"؛ أيْ (العَجَمِ)؛ فهَٰذا الذِي ينبغِي أنْ يُـحْمَل عليهِ ما أشارَ إليْهِ بقولِهِ: "أَحَاطَ بِهِ الْوَلَا"؛ يعني: ولادةَ العَجَمِ.
ولَا يستقيمُ أنْ يُرَاد بِهِ (ولَاءُ العَتَاقَةِ)؛ فإنَّ ذَٰلكَ لم يتحقَّقْ فيهِم -أنفسِهِمْ- ولَا في أصولِ جميعِهِمْ، ولَا يستقيمُ أنْ يُرادَ بهِ (ولَاءُ الـحِلْفِ)؛ فإنَّ العربيَّةَ لَا تُنافي ذَٰلكَ.. انتهىٰ[/color]." اهـ
(ص: 21)، ط2 (1410هـ)، مكتبةُ الدّار، المدينة النبويّة.
• فقولُ الإمامِ الشّاطبيّ -رحمهُ اللهُ-: "أَبُو عَمْرِهِمْ والْيحْصَبِيُّ ابْنُ عَامِرٍ ... صَرِيحٌ"
هُما:
1- أبو عمْرٍو.
2- ابنُ عامرٍ.
• وقولُهُ: "وَبَاقِيهِمْ أَحَاطَ بِهِ الْوَلَا"، هم:
1- ابنُ كثير.
2- عاصم
3- حمزة
4- نافع
5- الكسائيّ
فرحمَ اللهُ (القرّاءَ السّبعةَ) -عربيَّهُمْ وعجمَهُم- ما علَّموا كتابَ اللهِ
وجزاهُم عنّا خيرًا.
- وإنَّ في هَٰذِهِ المعلومةِ -التي ذكرتُها آنفًا- أيَّما حافزٍ للإقبالِ علىٰ تعلُّمِ تلاوةِ كتابِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- ومدارستِهِ قراءةً وإقراءً!
واللهُ الموفِّقُ.
~ ~ ~
كتبتْهُ: حسّانة.
الأربعاء: 15/ صفر/ 1435هـ
مرسلة بواسطة حَسَّانَة بنت محمد ناصر الدين الألبانيّ