مجاهلٌ تحار فيهن القطا .................... لا دِمنةٌ لا رسم دارٍ قد بقي
مجاهل جمع مَجهل : و هو الفلاة لا أعلام فيها يُهتدى بها ، تحار : تضلّ ، القطا : جمع قطاة : و هو طير بحجم الحمام ، يُضرب به المثل في الإهتداء إلى المكان المطلوب ، و الدّمنة : آثار الديار ، و الرسم : الأثر .
أي : تلك المفاوز مجاهل لا يهتدى فيها حتى القطا المعروفة بسرعة الإهتداء ، قد عفت آثارها ، و درست معالمها و هي كذلك مظنة اللف و الدّوران ، و الضلال و التيهان .
و قوله : لا دمنة لا رسم دار قد بقي . برفع دمنة و رسم على الإبتداء أو على اعمال لا عمل ليس ، كقوله تعالى (( يومٌ لابيع فيه و لا خلة و لا شفاعة ))
و خبر دمنة محذوف دل عليه ما بعده ، و يجوز فيه وجه آخر و هو رفع دمنة ، و فتح رسم كقول أمية بن الصّلت :
فلا لغو و لا تأثيم فيها ................. و ما فاهوا به أبدا مقيم
و ينبغي الإقتصار فيه على هذين الوجهين من الإعراب لسلامتهما من الضرورة و هي تنوين دمنة في حال البناء