رُعاف قلم مكلوم

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ألجمته ، قيّدته ، حبسته ...... لكن أبى إلاّ أن يتكلما ،
استوقفته ..... فأبى إلا أن يتقدما ،
رحمته و أشفقت عليه ،
فنزعت عنه اللّجام و أطلقت له العنان .
فأراد أن يتكلم ...
فرجوته : أن لا يقول هجرا ، و أن لا يقول إلا صدقا
فأجاب طوعا و أناب
فقال :
الكل ـ إلا من أبى ـ تحت أديم منتدى الجلفة إخوان ، رَضاعُهم الكتاب و السنة ، و أدبُهم الخلق الحسن ، و الرّضاع لُحمة كلحمة النّسب ،
هذا هو الذي يجب أن يكون عليه الحال ... لكنّ وراء الأكمة ما وراءها .
فقلت لقلمي : لا أصدّق .
قال : ألهذا ألجمتني قبل قليل و قيّدتني ؟ لأنك لا تصدّق ، و لا تريد مني أن أنطق ؟
قلت : تكلّم و لا تفضحنا سائر اليوم ، لا أبا لك .
قال : ألا ترى بعينيك ساحات القتال ، و مصارع الأبطال ، ألا ترى الحرب الباردة توشك أن تكون حارقة .
أصبح الموضوع الذي يطرح كأنه حقل ألغام ، لا يقتحمه إلا كل أسد ضرغام
و الرّدود و ما أدراك ما الرّدود ، تحاكي فينا سنّة أهل الأخدود .
سبّ و شتم و قذف و ظن و تهكم و احتقار و ازدراء و تنابز بالألقاب ......
تقاطع و تدابر و تنافر .....
ألهذا توجد المنتديات و بمثل هذا تُعمر ؟
لقد قلت لي قديما و انت تزمع أن تحُطّ رحلك في هذ المنتدى
أن المنتديات تجمع و لا تفرق ، و تُرقّع ما تخَرّق
قلت : و ما العمل ؟
قال : ـ السّعي وراء إصلاح ذات البين ،
( فساد ذات البين )
أليست هي الحالقة كما قال النبي صلى الله عليه و سلم
ـ و اتباع هدي النبي صلى الله عليه و سلم في التعامل مع المُخالف .
ـ و الصّبر على الأذى و الظلم ، و التّرفع عما يزري بالمروءة
ـ و عامل الناس بأخلاقك ـ إن كانت أخلاقك كما أمر الله عز و جل ـ لا بأخلاقهم
فقلت له : و إن لم يحصل ذلك ؟
فقال : إن لم تنفذ بجلدك فأنت هالك ، فقد تعدّدت أسباب المهالك ، و ازهد فيما هنالك
فقلت له : نصيحتك سأُبلّغها ، و موعظتك سأطبقّها
قال : قل لهم :
الله الله في منتدى الجلفة ، فله في وجه الباطل جولة و وقفة

برُعافِ قلم المهاجر
إلى الله السّلمي