بقدر مانحن مؤمنون بقضاء الله وقدره...
لقد أصبحت حينما أدخل قسمي مشتت الأفكار شارد الذهن قليل التركيز لدرجة لا أعرف هدفا لما أنا أقدمه للتلاميذ ...كل هذا وقد مسني حيفُ وظلمُ وجور قانون الترقية العنصرية المستمد من نظام الأبرتايد البائد... فتراني أضع مصحفا أهدته لي أمي فوق المكتب أمسكه بين الحين والآخر فأقبله وأكرر العمل نفسه لمرات فيستغرب التلاميذ مني سلوكا لم يألفوه ....يضحكون ساخرين لحالي فأنادي أولهم لينال قسطه من العقاب ويليه الثاني فأختار له من العقاب ما يناسب حجمه ...أفكر في الخروج من القسم فتتشتت أفكاري أكثر...أتذكر نصيحة جدي عندما أوصاني قائلا : عندما يضلمك أحد " أخسر وْفارق" فتراودني الاستقالة من منصبي لأبدا حياة جديدة أبيع فيها الكسبرة والسبانخ قرب بائع الدجاج....
لكن في لحظة طيش مني قررت أن أجعل من قلمي حبلَ مشنقتي وانتحر فوق المكتب وأمام منظر تلاميذي الذين أحبهم لتكون قصتي عبرة للأجيال، عندها فقط قد ينصفني التاريخ ويسجل حدثا اسمه قانون العار......