ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن شقيق قال: خطبنا ابن عباس يوماً بعد العصر حتى غربت الشمس وبدت النجوم، وجعل الناس يقولون الصلاة الصلاة. قال: فجاءه رجل من بني تميم لا يفتر ولا ينثني الصلاة الصلاة، فقال ابن عباس: أتعلمني بالسنة لا أم لك؟ ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء. قال عبد الله بن شقيق فحاك في صدري من ذلك شيء، فأتيت أبا هريرة فسألته، فصدق مقالته.
فالمساجد ستكون عامرة دائما بإذن الله في كل مكان وزمان . قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " جُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا "
فلا تغتروا كثيرا بتشدد رجال الدين و أصحاب العمائم لأن عملهم مقترن بالمساجد. و يقتاتون من أجور يؤخذونها من عملهم في المساجد. فيسهل لهم التشدد على غيرهم من الناس لأنهم في سعة من هذا الأمر .
و ليكن سبيلك أن تصلي ولا تتركها أبدا حتى لو صليت في بيتك أغلب الأوقات. و خاصة العاملين الذين يتعبون كثيرا و هم مضغوطون في أعمالهم طاعة للحاكم . و لكي يرتاح رجال الدين في المساجد و الفضائيات بتوفير الكهرباء و الدفء و البرودة . . .
و لتكن عزيمتك في اصلاح ذات البين ومساعدة الفقراء و المساكين و معاونة الشباب بالمال و الكلمة الطيبة . و الحرص على الأخلاق الحسنة . و لا يكن ديدنك التحكك للمسؤولين و الخوف منهم و أخذ المال و تجميعه كما يفعل أغلب رجال الدين و علماء السلاطين. الذين لا يهمهم شيء سوى تعقيد الأمور و التشدد على الناس باسم الله و باسم الدين . و الله و دين الله براء من هذا .
و لا تتبع سبيل الذين يدعون للتكفير و التقتيل .
عن ابن عمر قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ( لايزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ نفساً حراماً) أخرجه البخاري