السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الماوردي -رحمه الله-:
و للإعجاب اسباب
فمن اقوى اسبابه
1- كَثْرَةُ مَدِيحِ الْمُتَقَرِّبِينَ وَإِطْرَاءِ الْمُتَمَلِّقِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا النِّفَاقَ عَادَةً وَمَكْسَبًا
2- وَالتَّمَلُّقَ خَدِيعَةً وَمَلْعَبًا، فَإِذَا وَجَدُوهُ مَقْبُولًا فِي الْعُقُولِ الضَّعِيفَةِ أَغْرَوْا أَرْبَابَهَا بِاعْتِقَادِ كَذِبِهِمْ، وَجَعَلُوا ذَلِكَ ذَرِيعَةً إلَى الِاسْتِهْزَاءِ بِهِمْ.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يُزَكِّي رَجُلًا فَقَالَ لَهُ: قَطَعْتَ مَطَاهُ لَوْ سَمِعَهَا مَا أَفْلَحَ بَعْدَهَا» .
وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
يَا جَاهِلًا غَرَّهُ إفْرَاطُ مَادِحِهِ ... لَا يَغْلِبَنَّ جَهْلُ مَنْ أَطْرَاك عِلْمُك بِك
أَثْنَى وَقَالَ بِلَا عِلْمٍ أَحَاطَ بِهِ ... وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِالْمَحْصُولِ مِنْ رِيَبِك
والتجربة دلت أن الإنسان إذا مُدح بما ليس فيه وسكت وأقرّ، لابد أن يسمع من الذم ما ليس فيه، وإذا مُدح بما فيه لأنّه جاء التوجيه النبوي: ((إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب))، لاسيما في حقّ من يتأثر بالمدح؛ فإذا مُدح بما فيه سمع من الذم ما فيه ولا يظلمُ ربّك أحد.
اليس ينبغي على العاقل ان يسترشد اخوان الصدق ،أصفياء القلوب ، و مرائي المحاسن و العيوب على ما ينبهونه عليه من مساوئه التي صرفه حسن الظن عنها ،فأنهم امكن نظرا و أسلم فكرا و يجعلون ما ينبهونه عليه من مساوئه عوضا عن تصديق المدح فيه.
ثمّ سمعنا من يقبل المدح؛ بل سمعنا من يُثني على نفسه؛ بل سمعنا من يتحايل على غيره ليمدحه، ورأينا من يَغضب إذا لم يُمدح،
بارك الله فيكم اي منطق هذا الذي تأصل في نفوس البعض و أصبحت النصيحة لهم و تذكرتهم بعيوبهم من قبيل الذم لهم و التنقص