نحن نكرهكم .

[الزمزوم]

نحن نكرهكم

هذا الشعور الذي هو لسان حال كل عربي ومسلم يقولها اليوم وفي كل لحظة بعدد دقات قلبه و حركة كل عضو من أعضائه ، يقولها نتيجة سياسات حكومة شعب طيب هو شعب بلاد الحرمين الذي اختطفه الخطاب الديني التكفيري العنصري والخطاب السياسي الذي يسير وفق أجندة أبعد ما يكون عن مصلحة الأمتين العربية والإسلامية مصلحة الغرب والصهيونية العالمية ، هذا السلوك الذي تقوم به حكومتهم ليس له أي مبرر فلم نسمع في أي وقت من الأوقات أن الشعوب العربية وفي ظل أنظمتها أنها هددت هذا الشعب أو احتلت أراضيه أو دعت للعنف فيه أو حرضت على الاقتتال بين إثنياته إلا حالة واحدة عراق صدام حسين الذي جاء به هؤلاء حكام هذا الشعب ودعموه بالمال والسلاح وانقلب عليهم وانقلبوا عليه ، فعادة الشعوب أنها لا تكن إلا الاحترام والتقدير لهذا الشعب بل كان الفضل لهذه الشعوب في بناء هذه الدولة بعد طفرتها النفطية إن خيار حكومته في نشر التطرف والإرهاب والذي تمثل في أبشع صور مجردة من الإنسانية ومن الوازع الديني في القتل والذبح والسحل والنسف وقطع الرؤوس ونشر ثقافة التكفير وممارسة التخريب والتدمير و الذي تشجع عليه هذه الحكومة بدعم من الخطاب الديني الوهابي لاخضاع المسلمين لهذا المذهب بقوة السلاح لم يزد الشعوب إلا رفضا وكرها ومقتا لشعب بلاد الحرمين فالشعوب قد تغفر أي شيء إلا المساس بحريتها وكرامتها واختياراتها ، مخطئ من يعتقد أن شعب بلاد الحرمين في منأ عن هذه الكراهية فإلى جانب مذهبهم التكفيري و من يحكمهم فقد امتد الأمر إلى الشعب نفسه والسبب في ذلك شعور هذه الشعوب بحجم الظلم الذي مورس عليهم من طرف هؤلاء الذين يقومون بذلك الأمر بثقة نفس كبيرة انطلاقا من وفرة المال الذي جنته بسبب الطفرة النفطية و بضمانات من حليفها الأمريكي الصهيوني الذي سيحميها من أي إدانات ومحاكمات لجرائمها تلك ، فماذا سيكون الحال عندما ينضب البترول و ينفذ المال ؟ ماذا سيكون الحال عندما ينتهي هذا النظام طبقا لقانون دورات الحضارات والأمم والدول ؟
أكيد أن الشعوب المظلومة ستنتقم وستثأر لنفسها ممن ظلمها ونقصد بذلك حكام هذا الشعب شعب بلاد الحرمين ، وعلماءها الذين ورطوا الكل ، والكل سيدفع الثمن غاليا بما في ذلك شعب بلاد الحرمين ، ولا تعتمدوا على النسيان أو على شراء الذمم لأن التاريخ لا يرحم وهو يسجل كل شيء وأن ذاكرة الشعوب في حالة يقظة ومراجعة ومذاكرة دائما .
ولو كان فيما قاموا به من أفعال يندى لها جبين الإنسانية ما فيه صالح الإسلام والمسلمين لهان الأمر ، فتحقيق مصلحة الدين الإسلامي أبعد ما تكون هنا عن تفكير وأهداف هؤلاء ولكنها السياسة و الصراع على المال والسلطة والنفوذ ولا يتحقق ذلك إلا بخدمة القوى الكبرى التي تأخذ كل شيء لنفسها وأما الفتات الذي يراه هؤلاء شيء كبير فيبقى لهم ولبطانتهم وخدامهم ، إن إرادة الله كبيرة وقوية ، ولا إرادة ناجزة إلا إرادته وقدرته وقضاءه وقدره لذلك هذا النعيم والراحة المؤقتة التي يعيشها شعب بلاد الحرمين ليست أبدية وليست دائمة ، ذلك أن عدالة الله تعالى تقتضي عدم نصرة الظلم والظلمة فما بالك بمن ظلم الإسلام والمسلمين ؟ لذلك الفرصة مواتية لهذا الشعب ليغير من تصرفات حكومته اتجاه المسلمين ، ولا ينسى هذا الشعب الطيب أن هذه الحكومة وإن طال الزمن أو قصر مغادرة وأهلها مغادرون وأن الشعب هو الباقي ، فهل شعب بلاد الحرمين مستعد لدفع فاتورة أخطاء حكامه ؟
أرجو أن لا يحصل ذلك .

الزمزوم