. في الخمسينيات من القرن الماضي أجرى المرحوم الجراح تيجاني هدام عملية دقيقة على رقبة الرئيس التونسي الحبيب بورڤيبة. حينها قال بورڤيبة بعد العملية الجراحية الناجحة لهدام: “أنت لست هدّاما أنت بنّاء”....ǃأتمنى أن تغيّر اسمك....!
وقد ذكر بورڤيبة هذا في مذكراته.بعدها بسنوات استقلت الجزائر وعين هدام وزيرا للصحة في الجزائر المستقلة.هذا إن دل على شيئ إنما يدل على أن الدولة الجزائرية المستقلة حينهاكانت تعطي المسؤولية في الوزارات لأهل الاختصاص كما أن جامعة الجزائر في الستينيات من القرن الماضي كانت الأولى على المستوى العربي والإفريقي، وخاصة في اختصاص الطب وكان الكثير من الافارقة وإخواننا العرب وخاصة التوانسة يشدّون الرحال إلى الجزائر لدراسة الطب بمواصفات عالية لكن اليوم أصبح الجزائريون يشدّون الرحال إلى تونس للمعالجة حتى من الأمراض البسيطة، فما بالك بالأمراض الخطيرة والسبب يعود الى أن المدارس والجامعات و الوزارات كان على رأسها أمثال مالك بن نبي و تيجاني هدام وعمر بوجلاب وأحمد طالب الإبراهيمي وعبد الحق بوعلام وبلقاسم سعد الله وغيرهم من رموز العلم والثقافة والوطنية وأما الآن فأصبح على رأسها من تعرفون من النماذج البشرية التي لا علاقة لها بالعلم ولا بالصحة ولا بالثقافة ولا بالوطنية بل سماسرة ومرتزقة همهم الوحيد الكراسي لاتهمهم مصلحة الشعب ولا الوطن
إنها صورة تعكس فعلا بؤس إدارة هذا البلد في جميع النواحي والمجالات.