العمــــــــــــــــــــل
لقد رفع الإسلام من شأن العمل,حيث جعله بمنزلة العبادة التي يعبدها المسلم ابتغاء مرضــــــاة الله, وجعله سببا في طلب الرزق,وطلب الرّزق من القضايا الهامة في حياة الإنسان, إن لم يكن أهمها, وإذا كان الرزق من عند الله,فليس معنى هذا أن يتكاسل الإنسان ويترك العمل,فالله حثّنا عنه,لنعمّر الأرض ونبني أمتنا ونسعى سعيا حثيثا لتحقيق ما نصبوا إليه,حيث قال الله تعالى:"هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النّشور".
إن الإسلام يمقت الكسل ويحارب التواكل,ولا يريد أن يكون المؤمن ضعيفا فيستذل,أو محتاجا فيطمع في غيره,أو متقاعسا فيتخلّف عن ركب الحضارة.
ونظرا لقيمة العمل فلقد كان الرسل والأنبياء ذوي حرف وصناعات,بالرغم من مسؤولياتهم المهمة في نشر دين الله.
فالعمل هو سبب تقدم الشعوب والأمم,فبه استطاع الإنسان أن يصنع الطائرة والصاروخ والسيّارة والهاتف النقّال,وبه استطاع الوصول إلى أعماق البحار فاستخرج منها أشياء كثيرة,وخدم الأرض فعاش من خيراتها,وبه حقق الناس النجاح في دراستهم.
فاعمل أيّها التلميذ واتقن العمل الذي تقوم به حتى تستطيع أن تحقق النجاح في آخر العام,وليكن النحل والنمل والمجتهدون الناجحون مثلك الأعلى,فلا يترك الوقت سدى,واعلم وتأكّد أنّ اجتهادك وعملك اليوم هما سببا نجاحك في المستقبل.
إن تخصيص الفاتح من ماي كل سنة للاحتفال بعيد العمال,يعدّ اعترافا بمجهوداتهم في خدمة المجتمع وازدهار أمتهم, وتكريما لهم على ما يبذلونه .
شرح المفردات:
التواكل:الاعتماد على الغير.
متقاعسا:متخاذلا.
حرف: مهن.
أعماق: أغوار,قاع.
من مدرسة الخداشات,القلب الكبير