علاقة العقيدة بالإيمان والشريعة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

علاقة العقيدة بالإيمان والشريعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-08-31, 14:02   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رامة1
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية رامة1
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي علاقة العقيدة بالإيمان والشريعة

علاقة العقيدة بالإيمان والشريعة

علاقة العقيدة بالإيمان

امتدح الله في كتابه الإيمان وأهل الإيمان في مثل قوله : ( قد أفلح المؤمنون )
وقال فيهم : ( أولئك على هدىً من ربهم وأولئك هم المفلحون )
ووعدهم بالجنة : ( أولئك هم الوارثون – الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون )


والإيمان الذي أثنى الله على أهله ليس هو العقيدة فحسب ، ولكنَّ العقيدة تمثل قاعدة الإيمان وأصله ،
فالإيمان : عقيدة تستقرّ في القلب استقراراً يلازمه ، ولا ينفك عنه ، ويعلن صاحبها بلسانه عن العقيدة
المستكنّة في قلبه ، ويُصدّق الاعتقاد والقول بالعمل وفق مقتضى هذه العقيدة .

إنّ العقيدة التي تستكنّ في القلب ، ولا يكون لها وجود في العلانية عقيدة خاوية باردة ، لا تستحق أن تسمى عقيدة ،
وقد نرى كثيراً من الناس يعرفون الحقيقة على وجهها ، ولكنّهم لا ينصاعون لها ، ولا يصوغون حياتهم وفقها ،
بل قد يعارضون الحق الذي استيقنوه ويحاربونه ، فهذا إبليس يعرف الحقائق الكبرى معرفة يقينية ،
يعرف الله ، ويعرف صدق الرسل والكتب ، ولكنّه نذر نفسه لمحاربة الحق الذي يعرفه .

وفرعون كان يوقن بأن المعجزات التي جاء بها موسى إنما هي من عند الله ، ولكنه جحد بها استكباراً
وعلواً ، كما قال الله في حقه وملئه : ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوّاً )

وقد خاطب موسى فرعون قائلاً : ( قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بَصائِر ) .

وأهل الكتاب يعرفون أنّ محمداً مرسل من ربه : ( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )
ولكنّهم لا يقرّون بذلك .

واسمع إلى قول أبي طالب يخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم معتذراً لعدم إيمانه :


إذن ليس الإيمان مجرد معرفة باردة بالله ، أو معرفة يستعلي صاحبها عن الإقرار بها ، أو يرفض
أن ينصـاع لحكمها ، بل هي عقيدة رضي بها قلب صاحبها ، وأعلن عنها بلسانه ،
وارتضى المنهج الذي صاغه الله متصلاً بها .

ولذلك قال علماء السلف : " الإيمان : اعتقاد بالجنان ، ونطق باللسان ، وعمل بالأركان " .
هذا قول عامة السلف ، ومنهم الأئمة الثلاثة أحمد ومالك والشافعي . وخالف الإمام أبو حنيفة فقال :
الإيمان : الاعتقاد والنطق ، والعمل من لوازم الإيمان ولا يدخل في مسماه . وذهب فريق آخر إلى
أن الإيمان مجرد التصديق فقط ، ولو لم يكن معه قول ولا عمل ، هذا مذهب الجهمية والأشاعرة .
وذهب الكرامية إلى أنّ الإيمان هو القول فقط . والرد على مذهبهم يعلم مما أشرنا إليه في الأصل

********************************

صلة العقيدة بالشريعة


الإيمان كما ذكرنا له شطران : عقيدة نقية راسخة تستكن في القلب ، وعمل يظهر على الجوارح ،
فإذا فُقِد أحد الركنين ، فإن الإيمان يزول أو يختل ، إذ الاتصال بين الطرفين وثيق جداً .

مثل الإيمان كشجرة طيبة ضاربة بجذورها في الأرض الطيبة ، وباسقة بسوقها في السماء ،
مزهرة مثمرة مِعْطاءة ، تعطي أكلها كلّ حين بإذن ربها ، فالإيمان هو الشجرة ، وجذورها العقيدة
التي تغلغلت في قلب صاحبها ، والسوق والفروع والثمار هي العمل .

ولا شك أنّ الجذور إذا خلعت أو تعفنت فسدت الشجرة ، ويبست ، ولم يبق لها وجود ،وكذلك الإيمان
لا يبقى له وجود إذا زالت العقيدة ، أمّا إذا قطعت الساق والفروع ، أو قطع بعض منها فإنّ الشجرة
تضعف وتهزل ، وقد تموت كلياً ، لأن وجود الفروع والأوراق ضروري كي تحافظ الشجرة على بقائها ،
وكذلك الأعمال إذا تركت أو ترك جزء منها ، فإنّ الإيمان ينقص أو يزول .

*****************************************

العناية بالعمل

ومن هنا يجب الاعتناء بفعل الأعمال التي فرضها الله علينا ، أو حبب إلينا القيام بها ،
وبترك ما نهى عنه من أعمال ، لأنّ ذلك جزء من الإيمان ، فالعمل المتروك –
وإن كان قليلاً ينقص من الإيمان بذلك المقدار .

ومن هنا يجب أن ينتبه الذين يهوتّون من شأن العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والتزامها
إلى خطورة موقفهم ، وقد يتعدى بعض هؤلاء طوره ، فيصف أموراً من السنن أو الدين بأنها قشور ،
ونسأل الله أن يعفو عن هؤلاء ، فإنّ الدين كله لباب لا قشور فيه ، وإن تفاوتت أمور الدين في الأهمية .

ولا يفهم من قولنا أننا لا نُعني بالأوليات في العلم والعمل والدعوة إلى الله ، فهذا أمر ينبغي أن يكون مقرراً
ومعلوماً ، ولكن الذي ننكره هو ترك الجزئيات ، ولوم الذين لا يُلزمون أنفسهم بالصغير والكبير من أمر
الإسلام وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم .

وكم يؤثر في نفسي مشهد عمر عندما طُعِن ، ودخل عليه شاب ، وقال لعمر قولاً حسناً ، فلما أدبر الشاب ليخرج ،
إذا إزاره يمس الأرض ، فدعاه عمر وقال له : " يا ابن أخي ، ارفع ثوبك ، فإنّه أنقى لثوبك ، وأتقى لربك "
(( رواه البخاري في صحيحه ))

، ولم يمنعه الموت الذي نزل به من أن يرشد ذلك الرجل إلى أمر يعدّه كثير من الناس اليوم من القشور ، التي لا يجوز أن يُعْنى بها

منقووول __________________








 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
العقدية, بالإيمان, علاقة, والشريعة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:44

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc