|
قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
هذه مشاركتي في المسابقة كاملة ......" الساحرة"
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2010-03-21, 14:09 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
هذه مشاركتي في المسابقة كاملة ......" الساحرة"
الســــــــــــــــــــــاحـــــــــــــــرة
كان جالسا كعادته كل أمسية صيفية ، في باحة منزلهم الذي يفوح عبق التاريخ من أرجاءه ،فهو قصر لأحد أغاوات الأتراك توارثته عائلتهم أبدا عن جد . على جانبه الأيمن تتشابك أغصان الياسمين متسلقة السور الخارجي لعلها تطل على ما يوجد خلفه ، وياليتها لا تفعل فالعصرنة حولت كل شيء لبنايات " صفراء فاقع لونها .. لكنها تسوء الناظرين ، وقف الجمال قبل أن يصل إليها . المدينة خلت من كل حس ، رغم أن بيتهم وسط حي من أحياء العاصمة ، حتى العصافير التي كانت تأوي لحديقة بيتهم ، ليس يدري أ نامت مبكرا أم غادرتها لمكان آخر ...حتى نافورة المياة التي كانت تعزف سنفونية خريرية توقفت اليوم . - عاصفة من السكون تجتاح المكان ، يجب أن اغادر لغرفتي في الطريق لغرفته ارتفعت أصوات إخوته من غرفة التلفاز . عجبا ما هذا؟ يطل من الباب متمتما -ألا تفكرون في غير كرة القدم ؟ بالله عليكم أخبروني كيف تستطيعون البقاء لساعتين أما التلفاز وعيونكم على هذه الجلدة المنفوخة ؟ -أوووووووووه.... يقول الأخ الأصغر - دعك منه إنه دائما هكذا ...يجيب أكبرهم صاحبنا يرغي ويزبد لكنه برزانته المعهودة ولا مبالاته يردف قائلا : -هل من فائدة لكم في متابعة مبراة ؟ ألا تعلمون كم بلغ سعر السكر والعدس؟ ألم تسمعوا بالأخطاء في امتحانات البكالوريا ؟ هل هناك مجال للمقارنة بين دخل لاعب من هؤلاء و 10 عائلات مثلكم . غادر الى غرفته مسرعا دون انتظار الجواب الذي يعرفه مسبقا . أخذ حماما باردا ، فحرارة شهر جوان لم تعد ترحم ، دخل لغرفته كتب بعض مقاطع من روايته الجديدة " وحي الألم " وهي قصة عن عائلة من الطبقة الدنيا في المجتمع ..أطفئ المصباح ونام . - حتى الساعة الثانية والنصف لم يغمض لي جفن يا أمي -لما بني ؟ -ألم تسمعي ذلك الهرج والصراخ في الخارج ؟! -آه قل الهتافات والإحتفالات - ما السبب يا ترى ؟ - بني !! إنه فوز المنتخب الوطني -آه اممممممممممممم تناول افطاره بسرعة كي يلحق الحافلة ، ورغم ذلك بقي لمدة تفوق الساعة نظرا لكثافة حركة المرور وهو مشكل لا حل له في العاصمة . صديقنا يدعى نزار ، في الخامسة والعشرين من عمره ، شعره أسود ، نظرته ثاقبة ، متوسط الطول يميل للنحافة ، تراه واقفا لكنه بالكاد يحمل وزن جسمه لمرض سكن داخله منذ زمن بعيد ، لكنه يخفي كل هذا تحت ثوب من الإبتسامات الرقيقة والكلمات العذبة ألبسه شخصية صقلتها الهموم والمشاكل وتحمل عبئ عائلة هو كافلها الوحيد . بعد ساعة من الوقت الضائع في النقل استغله في مطالعة احد الكتب ، وصل نزار لمكان عمله ... حيث تلمع من بعيد لوحة سوداء كتب عليخها بالأصفر الذهبي " جريدة العالم ...يومية وطنية مستقلة "، مقر فخم وسط بنايات من العهد الإستعماري ، غير بعيد ساحة عموميو يتوسطها قصر تركي تحول إلى " النادي الأدبي " يقضي فيه نزار أوقات فراغه . - صبح الخير عمي سعيد - صباح الخير نزار ،مبروك علينا الربح - مبروك ( يتمتم )في كل مكان الكرة سئمت .. - أهلا شباب كيف الحال ؟( يخاطب زملائه في قاعة التحرير ) يصافحهم ويدخل إلى مكتبه فهو يشغل منصب رئيس القسم الوطني والمجتمع . نقاش كبير في القاعة المجاورة ، يخرج : - ما الذي يحدث ؟! - هاي نزار ..نحن نبحث عن عنوان " منشيت " مناسب للصفحة الرئيسية . - عن أي موضوع ؟ - عجيب نزار !!، طبعا عن فوز المنتخب في البليدة أمس على نظيره المصري - آه ، لدي اقتراح رغم بعدي عن الكرة كما تعرفون . - هات نزار أنت عودتنا بالعناوين الجذابة . ما رأيكم في : " عصا الشيخ تبطل سحر الفرعون بتشاكر " - رائع ..يقول رئيس التحرير غير آبه بالتعاليق يعود نزار إلى مكتبه وينهمك في كتابة مقالين الأول عن ارتفاع أسعار المواد الإستهلاكية ، والثاني عبارة عن روبورتاج لعائلة تعاني الأمرين في بيت من غرفة واحدة ... أكمل نزار مقاليه وحضر مجموعة من الأسئلة سيوجهها في الغد لوزير التربية الذي سيعقد ندوة صحافية عن دورة البكالوريا لهذا العام . بعدها يعرج على النادي الأدبي فاليوم صديقته " فايزة " ستقوم بالتعريف لدوانها الجديد " جروح غائرة " ... كالعادة تبدأ الأمسية بالبروتوكولات الشكلية التي لا تغني شيئا ، بعدها تصعد فايزة إلى المنصة وهي فتاة على عتبة الثلاثين من عمرها ، تحب لبس السواد وتوشح رأسها بـ:"شال " أسود وهي عادتها منذ أن توفي زوجها في حادث مرور قبل أشهر . - عجبا أهذه هي فايزة .. يتساءل نزار حقا كانت أمسية اليوم على عكس سابقاتها ، حيث بدت فايزة بعيدة عن نهجها الذي تسلكه دوما وهو طريق الألام ،حيث بدأت تتحدث عن الأمل ، السعادة ، الفرح ،الانتصار ... - آه قولي هذا من البداية ...حتى أنت غيرتك كرة القدم يحمل نزار محفظته ويخرج دون أن يودع صديقته . في البيت ارتمى على سريره وبدأ في استعادة أبيات الشعر التي قالتها فايزة ، رأسه يكاد ينفجر ،أسئلة كثيرة تدور في ذهنه - هل أنا مخطئ؟ ربما .. لا لالا أبدا ما نفع الكرة ، ما الذي أجنيه من متابعة الجري . في الغد يوم جديد لنزار ، استيقض مبكرا ، تناول إفطاره بسرعة لأن أمامه مشاغل كثيرة هذا اليوم .. كعادته حمل محفظته السوداء ، بعد أن لبس بدلته الكلاسكية ، سروال أسود ، حذا أسود ونظارات سوداء ، بقميص أزرق فاتح ولولا حرارة الصيف لكان أسود في أسود ... فالأسود هو ترجمة لحقيقة الألم الذي يعانيه نزار ولا يفشي بسره لأي كان . انطلق مسرعا نحو وزارة التربية التي لا تبعد كثيرا عن مقر سكناه .. - عجبا حتى هنا كل شيء كروي فقد كانت الأسئلة الموجهة للوزير تدور على نحو أخرج الندوة عن موضوعها : - معالي الوزير ما هو تعليقكم على الانتصار الباهر ؟ - كيف ترون واقع الكرة ؟ - هل أنا في حلم ؟؟؟...يتساءل نزار يأتي دوره في طرح السؤال : - معالي الوزير ، يتحدث الكثيرون عن أخطاء في مواضيع الإمتحانات ، هل هذا صحيح ؟ وكيف يتم تجاوز أثره السلبي على الطلبة ؟ ومن جهة أخرى ألا ترى الموضوع سيؤثر على سمعة البكالوريا في بلادنا ؟ - هههه -يضحك الوزير - لكل معضلة حل يا أخ نزار .. لا تقلق فكما كنا أقوياء في الكرة سنكون أقوى في العلم ، وسنحل هذه التي تسميها مشكلة . - كيف !؟ - أرأيت لقد عاد منتخبنا بعد سنوات من الغياب وأصبح يحسب له ألف حساب في الخارج ، كذلك هي الجزائر تقوم بعد كل سقطة لتقوم بوجه أكثر سناء من قبل ......... - اجابة خارج النص - يتمتم نزار - - عموما شكرا معالي الوزير عاد نزار إلى الجريدة ، كتب مقاله بسرعة تاركا مشاغله ليوم آخر .... فالصداع بدأ والألم عشش في رأسه ، دخل بعها لإحد المنتديات التي سجل فيها بالأنترنت ، لكن كل شيء اكتسى ثوبا كرويا ... الصداع يزداد والألم لا يقاوم .. - اعذرني أستاذ لا يمكنني البقاء هنا ،أحس بصداع شديد - خذ راحتك أخ نزار ..إلى الغد - شكرا .. يودع رئيس التحرير ويعود للمنزل . كان الصداع يزداد كلما مضى الوقت ، فالندوة الصحفية ، الجريدة ، الحافلة ، المنزل كلها اكتست طابعا كرويا ... لا حديث الا عن الفوز ، المبارة القادمة ، اللاعب فلان والمدرب .....لم يستطع نزار متابعة إحدى حصص النقاش عن قضية الأقصى ، لأن اخوته كانوا ينتظرون لقاءا تلفزيونيا مع لاعبي " الخضر " على هامش مباراة البليدة .... ...انتهى فصل صيف ساخن بدرجات الحرارة المرتفعة ، وتلاه خريف أسخن لتسارع الأحداث فيه ، وظهور تجاذبات عديدة كان نزار عرضة لها .. تغير كثيرا طوال هذه المدة ... كتب في مذكراته : " ... كل شيء اصطبغ بالأحمر والأبيض والأخضر ..النجمة والهلا يحلقان في كل مكان ...الكرة حديث العام والخاص حتى أمي أصبحت مدمنة على متابعة أخبار الخضر ... كل البرامج ، النشاطات ، بل حتى المشاكل تلاشت أمام سحر الكرة .... حتى أنا - نزار الذي لم يحب الكرة يوما - تغيرت وأصبحت أكتب عن الكرة ، أصبح لدي كم هائل من المعلومات عن لا عبين كنت لا أفرق بينهم ..." تغير نزار كثيرا ، أصبح كات عمود في ركن قار بالجريدة .. نزار يدافع عن تغيره باقول أن :" القارئ أصبح يطلب هذا النوع من المعلومات وما علينا إلا إرضاءه " ، استفاد نزار كثيرا من تجربته الجديدة ، فأسلوبه الرائع مكنه من أن يجد مكانا عاليا في جريدته ، حتى أنه كسب ثقة رئيس تحريره فجعله كاتبا لعمود قار بالجريدة تحت اسم " قذائف " .... 12 نوفمبر ...حافلة الخضر تتعرض للقذف بالحجارة قرب مطار القاهرة ، الجزائر تندد ، مصر تفند .. قنوات فضائية تنقل الحاثة بالصور وأخرى مصرية تسميها " حدوتة الأوتوبيس " ..... نزار حائر ، الأزمة تزداد ... الشرخ يتسع بين الإخوة الأشقاء ... تتسارع الأحداث فجأة ... تنهزم الجزائر بثنائية في استاد القاهرة ، الوجهة للخرطوم ..." أكثر من 10 ألاف مناصر جزائرييغزون أم درمان " ..عنتر يحي يهدم خطة التوريث بقذيفة الـ: 100 كم في الساعة " .." يا شيعة آل مبارك موتوا بغيضكم " ...عناوين لمقالات كدتبها نزار خلال هذا الأسبوع ... - آه ما أصعب ما أنا فيه .. - مابك بني يبدو أنك قلق ؟؟ - نعم أمي الكرة .... ما بها بني ؟؟ - آه لقد جعلتنا نحتار مذا نعمل .. - دافع عن بلدك - وهل هناك غيره أماه نزار تموقع مع المدافعين عن الجزائر ورموزها أمام الهجمة الشرسة لـ:" فضائحيات مصر " حاول أن يكون موضوعيا في طرحه فانساق وراء نقد نظام مبارك وترسانته الإعلامية ... ووسط هذا الطوفان نسي أو تناسى فضائح نظام آخر .. نسي كباقي الجزائريين مشاكل كثيرة ... فانفجرت ذات يوم بإضراب في قطاع التربية ، تلاه آخر في الصحة وثالث في سوناكوم والحجار ... احتجاجات هنا وهناك ، صفعات جديدة للمواطن الهائم في حب الخضر ... الأزمة تشتد .. انهزام الجزائر أمام فريق سمي " المغمور " .. عودة قوية أما مالي وانغولا .. ثم تركيع فيلة الكوت ديفوار ... وسط هذه التجاذبات كان نزار بين المد والجزر كان يرى فتنا تتلاحق كتلاحق الموج ... يبن هجوم " هيفاء وهبي " و " الغندور " من جهة ودموع " صفوت حجازي " وسكوت " أبو تريكة " من جهة ثانية ... بين غلاء فاحش وارتفاع أسعار المواد الإستهلاكية وبين انتشار الرايات الوطنية في كل مكان ... نقص معدلات " الحرقة " بقيت هذه الحال في ذهن نزار لغاية يوم 03 مارس 2010 ... - صباح الخير نزار ... - أهلا أختاه ..كيف حالك اليوم - بخير والحمد لله ...هل سمعت ما حدث أمس في بيت جارنا "العربي" ؟؟؟ - لا خيرا إن شاء الله !؟ سمير الإبن الأكبر ضرب اخته نرجس ، وهي الأن في غرفة النعاية المركزة وهو في الحبس .. سبحان الله ..كيف حدث هذا !؟ تصور .. نرجس اشترت قبل يومين تذكر لحضور المبارة الودية بين الجزائر وصربيا ، ولما سمع سمير أمس بالأمر ثارت ثائرته .. وبعد نقاش لا مخرج له مع أخته .. أخذ سكينا وطعنها به ولولا لطف الله لكانت اليوم في قبرها .. - اللهم عافنا واعف عنا - أرأيت نزار ما فعلته بنا الكرة وإلى أين أوصلتنا - نعم أختاه ..هذا ما تفعله بنا الكرة " هذا ما تفعله ..الكرة " كلمات توقف عندها نزار كثيرا ورددها لمرات - ما بك نزار لما تكرر هذه الجملة !؟ - لا عليك أختاه .. أنا في غرفتي حضري لي كوب شاي أخضر لأنه لدي الكثير لأكتبه اليوم . اتجه نزار لمكتبه وبدأ في كتابة مقال فكر كثيرا في كتابته قبل اليوم لكنه خشي من تداعياته السلبية التي قد تحدث.. "...فلتذهب كرة القدم إلى الجحيم ...!!!!" كان العنوان الذي اختاره نزار .. تحدث في مقاله هذا - بكل موضوعية - عن المأسي التي سببها الهيام بكرة القدم ، تحدث عن العمى الذي أصاب البعض ، تحذث عن التخدير الذي مس الشعب ، تحدث عن فضائح النظام التي أخفتها الكرة ، تحدث كثيرا وكثيرا ... فتح بريده الإلكتروني أرسل المقال للجريدة ... رغم يقينه أنه لن ينشر . أقفل هاتفه النقال ..أخذ قلما بيده - آه يا صديقي الوفي أنت الوحيد الذي تفهمني بدأ في كتابة رواية جديد تحت عنوان " الساحرة " كانت الكلمات الأولى التي كتبها " كان جالسا كعادته كل أمسية صيفية ، في باحة منزلهم الذي يفوح عبق التاريخ من أرجاءه ،فهو قصر لأحد أغاوات الأتراك توارثته عائلتهم أبدا عن جد . على جانبه الأيمن تتشابك أغصان الياسمين متسلقة السور الخارجي لعلها تطل على ما يوجد خلفه ..... "
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
......", مشاركتي, المسابقة, الساحرة", كاملة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc