كان في مساحة ضيقة غير معرّفة من الكون، سميتها المنفى الكوني..
تسبب هذا النفي في اضطراب معاييري الفيزيائية بتضخم كثافتي..
بسبب رواسب الحزن والهزيمة..
وهذا ما سبب حتمية تسمى عدم القابلية للحياة..!!
لتبدأ معها مظاهر الخمود والانطفاء..
في ظل تسارعات الفعل ورد الفعل انهارت منظومة الزمن..
لتنعدم قيمتا النهار والليل الفعليتين..
وأصبحت معدوم الهوية بشكل صارخ..
في مكان ما كنت تتجاوزين القوانين الكلاسيكية بالتحول إلى ناحيتي..
شممت عطري الذي خلفته أثناء انسحابي الأخير..
كنت قادمة إلي كشمس هائلة..
ولأن نواتي مازلت قائمة فعليا فإنها تحركت رغما عني
بفعل الجاذبية الهائلة التي صنعها زحفك نحوي..
وتحرك الكوكب في اللحظة التي كان يستعد فيها للأفول والانطفاء..
كنت تبغين من غزوك إنشاء مجرة بأكملها ابتداء من عنصرين اثنين:
لقد تغير مركز دورانك في الكون تحسبا لبطء عملية الجذب
ولو أنك تشبثت بمكانك مع علمك ببعدي الشديد عنك
وعن اختلاف سرعة الحركة الافتراضية
والطاقة اللازمة لعملية تجاوز قوانين الجذب الكونية
أول ما شدني لإيقاف عملية التدمير الذاتي وهج وجهك النوراني
الذي لفح أديمي الشبه العاري من سطح هوائي
يحميه من التفاعل المباشر مع أي إسقاطات ضوئية..
وصلت معها رسائل الجذب بصورة تضرب الكلاسيكية
بسرعة محصلتها ضرب سرعة الضوء المعلومة في العدد 9.15..
أتعرفين سر العدد في هذه العلاقة الفيزيائية؟
دعك من معرفة مصداقية قانون السرعة؟
الشيء الوحيد الراسخ في الذاكرة دون أن أعلم يقينا مدى مصداقيته..!!
في مسار أشعتك بطلت قوانين الجذب الأخرى..
التي كان من الممكن تعطيلها للسرعة القصوى لرسائلك الجاذبة..
فلا تأثير للثقوب السوداء..
ولا للتفاعلات الكونية المحيطة..
لقد تحرك كوكبي بشكل تلقائي بمجرد ارتفاع حرارة سطحه
في مرحلة الانتقال بدأت حرارتي الكلية ترتفع
وخاصة في منطقة النواة القلب النابض لكوكبي كله..
أبطئي من سرعتك وغيري تسارعك إلى قيمة سلبية لفترة محدودة..
أتعلمين أن سرعة الاقتراب العالية تسبب ضغطا عاليا بسبب قوى الجاذبية
فيحدث تسارع رهيب في حركة الالكترونات العشقية..
وقد تفلت من مدارها الافتراضي
فتسبب خللا فادحا في بناء ذرات كوكبي..
وتجد بروتونات العقل نفسها وحدها منعزلة
في مواجهة نيترونات الصمت القاتل فترتفع حرارتي بشكل جنوني..
الآن حرارتي وصلت الألف درجة..
وهي على عتبة الألفين التي تعتبر ذروة الحرارة في باطني
والتي تسمح بانفجار كوني يلغيني كليا من مساحة الكون..
لتسخر من انفجاري بعد عصور من النفي الكوني المتكرر..
إبطاؤك سيمدني بالحرارة اللازمة لبلوغ عتبة الألف ومائتا درجة
التي توفر لي الحد المثالي للحياة..
كما يجب أن تسربي كما هائلا من الحرارة
في سبيل بناء غيمة كونية هائلة
تحمينا من الاختراق وتضمن اتحادا كونيا في ظروف مناسبة..
الحرارة المناسبة مع العناصر الباطنية
ستضمن نشوء طبقة كثيفة من الهواء تضمن الحياة لعصور أخرى..
والتبادل الحراري سيوصلك إلى درجة مثالية
وتسمح باتحاد كوني لا نظير له دون انفجارات..
حافظي على اتجاه دورانك لكي لا يحدث انعكاس في القطبية في كوكبي
يحدث زلزالا هائلا قد يدمر مشروع بناء مجرتنا..
الزلزال إن حدث فإنه سيتبع التشققات البنيوية الداخلية
ويحدث مأساة قد توقف مشروع اكتمال نظريتي الكونية الجديدة
التي ربما سأتسلم بناء عليها جائزة نوبل للجنون العشقي..
نظريتي ستبهر فلاسفة العشق..
ومصلحة قياس درجة جنون الحب
التابعة للمنظمة العالمية للصعلكة وتتبع أخبار العشاق..
وستوضح رؤية كونية جديدة لمفهوم جديد للحب..
والمستحيل الذي سيصبح وفق فلسفتي مجرد كذبة
نصنعها نحن تبريرا لعجزنا المتوارث..
مفاهيم عصر ما قبل التاريخ..
لأن التاريخ بعد آخر هزيمة صار يحسب من قبيل ما قبل التاريخ..
سيصبح نقطة انطلاق تأريخنا..
ولنا أشهر اثنتا عشرة بأسماء مختلفة..
سننظم في هذا الأخير مهرجانا ثنائيا للغزل العفيف..
والرابح فينا ملزم بدفع فاتورة السفر عبر الزمن
لاختيار إقليم آخر في هذا الكون..
بعيدا عن مرتزقة الحب العفيف..
والساخرين من الطارقين في مساءات الشوق كما حدث لي ذات مساء..
لأجل النظرية والتعريف بها
أستحق جائزة نوبل حبيبتي للحب
ويسعدني أن تكوني المانحة الشرفية..