مُشْكِلَتِي مَعَ ......!!

[تصفية وتربية]

بسم الله الرحمن الرحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّاكم الله جميعًا

أثنـاء ترددي على رُكن: مشكلتي ضمن أقسام الأسرة، وخلال مُطالعتي لبعض المواضيع لاحظتُ أن جلّ المواضيع تندرِج تحت إطار واحد وهو: مشاكل بين المخطوبين!

كما هو معلوم أن شرعنا الحنيف وضع قواعِد وأُسُسْ لجميع العلاقات الإنسانية على مختلف أنواعها، وسطّر لها حُدود وشرّع لها آداب، ومن بين هذه العلاقات؛ علاقة الخاطب مع مخطوبته.
فالخاطب قبل العقد أجنبي عن مخطوبته، فلا يحل لـه مُكالمتها ولا الخلوة بها ولا النّظر إلى مفاتنها حالـه حال أي أجنبي.

وفي ظل الاِنفتاح الذي تشهده مُجتمعاتنا وفي ظل انتشار وسائِل الاِتصال على مختلف أنواعها، بِتنا نشهد تطورًا كبيرًا في العلاقة بين المخطوبيْن، حيث بات من الضروري لدى جل المخطوبين التعرّف على الطرف الآخر (هذا إن لم يكن هناك تعارف قبل الخطبة)، وبات من الشاذ جدًا أن ترى اِثنين مخطوبين لا يوجد تواصل بينهما، فأصبحت هناك مكالمات يومية، ورسائل مُتبادلة سواء عبر الهاتف أو الانترنت، إضافة إلى لقاءات خارج نطاق العائِلة كأن يتناولا الطاعم معًا وغيره.
وهذا ممّا أدى إلى فتح مجال كبير للنقاش بين المخطوبين والكلام في جميع المجالات، وقد يتفاوت هذا من شخص لآخر، لكن المهم أن أساس النقاش والحديث موجود، وهذا بدوره أدى إلى أن اعتاد الطرفين على بعضهما البعض بدرجة كبيرة أو كما يُقال بالعامي: "داصروا بعض"، وهذا أدّى إلى كثرة الخلاف بينهما، بل وفي بعض الأحيان أدّى إلى إهانة الرجل للمرأة أو العكس، وهذا مُلاحظ ومُشاهد.

فهنا يُطرح سؤال: هل فعلاً يجب أن يتعرّف الطرفان على بعضهما البعض قبل البِناء؟؟

لو نعود سنوات إلى الوراء مثلاً نجد أن الزيجات كانت 'زيجات تقليدية' ومع ذلك كانت ناجحة بنسبة كبيرة وكانت نسبة الطلاق قليلة جدًا، بل حالات الطلاق تُعد على أصابع اليد الواحدة مقارنة بما هو الحال اليوم، فهل يمكننا أن نستنتج من خلال هذا أن هذا التواصل من بين أحد أسباب ارتفاع نسبة الطلاق؟؟

ولو نُسلّم جدلاً أن التواصل والتعرف على الطرف الآخر لا بد منه قبل الزواج، فلما تسمح الفتاة للرجل أن يُهينها أو أن يسب أهلها -وهذا لا حظته من خلال قراءتي للعديد من المواضيع تتحدث عن ذلك-؟؟؟

ولماذا بات المجتمع ينظر لمن لا تتواصل مع خاطبها على أنها غير متفتحة، أو أن ينظرون لها نظرة شك وريبة -وهذا ما لاحظته وبكثرة-، حيث أن أغلبهم لا يُصدق أن هناك فتاة قد لا تتواصل ولا تتحدث مع خاطبها؟؟

أترك لكم المجال لإبداء ءاراءكم وتقييم لهذه المسألة
وجزاكم الله خيرًا

وكتبت:
أم عبد الرحمن