اشرب يا مشعل ... بالهنا والشفا ... حتى مبارك لم يفعلها
February 14 2013
قال مسؤولون مصريون وفلسطينيون إن قوات مصرية غمرت بمياه الصرف الصحي أنفاقا تستخدم في التهريب عبر الحدود إلى قطاع غزة الذي تحكمه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ضمن حملة لإغلاق تلك الأنفاق.وتمثل شبكة الأنفاق شريان حياة حيوي لقطاع غزة إذ ينقل عبرها ما يقدر بنحو 30 بالمئة من إجمالي البضائع التي تصل إلى غزة والتي تخفف حدة الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ ما يزيد على سبع سنوات
ورأى مراسلو رويترز أحد الأنفاق التي تستخدم في نقل الأسمنت ممتلئا بالمياه الأحد الماضي "10 فبراير" وخرج منه عدد من العمال مسرعين خوفا على سلامتهم. وقال سكان محليون إن نفقين آخرين غمرا بالمياه أيضا وإن المصريين ضخوا المياه فيهما عمدا.وقال مسؤول أمني مصري في سيناء لرويترز إن الحملة بدأت قبل خمسة أيام
وقال فلسطيني من غزة يدعى أحمد الشاعر ويعمل داخل الأنفاق إن أحد أقاربه لاقى حتفه داخل نفق العام الماضي بعد أن انهار عليه.كن عمال الأنفاق الفلسطينيين ما زالوا مصممين على الاستمرار رغم المخاطر.وأغلقت عشرات الأنفاق منذ أغسطس/ آب الماضي في أعقاب مقتل 16 جنديا مصريا في هجوم شنه مسلحون قرب الحدود مع غزة.وقالت القاهرة إن بعض أولئك المسلحين عبروا الحدود إلى الأراضي المصرية عن طريق الأنفاق لكن الفلسطينيين نفوا ذلك. وأمرت السلطات المصرية على الفور بشن حملة على الأنفاق
من جانبها، أكدت مصادر في حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الخميس تصعيد الجيش المصري أخيرا لحملته الأمنية ضد أنفاق التهريب المنتشرة على الشريط الحدودي مع القطاع.وقالت المصادر إن الجيش المصري عمد منذ مطلع العام الجاري على تصعيد استهداف عمل أنفاق التهريب وتعطيل حركة تدفق البضائع من خلالها إلى جانب إغلاق عدد من الأنفاق عبر إغراقها بالمياه
وذكرت المصادر التي طلبت الاحتفاظ باسمها أن الجيش المصري يعمل منذ مطلع العام الجاري على نشر مزيد من وحداته على الشريط الحدودي وإنشاء مواقع وتجهيزها لوجستيا مع مدها بالتيار الكهربائي والاتصالات الأرضية بشكل منفصل عن مدينة رفح المصرية.وأثارت الخطوة دهشة وغضب حماس التي تسيطر على القطاع والتي تأمل في علاقات أفضل كثيرا مع مصر بعد انتخابات العام الماضي التي جاءت بالرئيس الإسلامي محمد مرسي
وأكد مسؤول من حماس أن مصر تستهدف الأنفاق مجددا. ولكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل ورفض التكهن بتوقيت الحملة التي بدأت بينما كان قادة الفصائل الفلسطينية يجتمعون في القاهرة لمحاولة إنهاء الخلافات بينهم.ولوحظ، وفق ذات المصادر، قيام الجيش المصري بتشييد، عبر وحدة هندسية خاصة، حوالي 10 أبار مياه ارتوازية على طول الشريط الحدودي بهدف إغراق الأنفاق بمياه الصرف الصحي فور الحاجة لذلك
وأوضحت أن المياه الجوفية المستخرجة من تلك الآبار كافية لإغراق باطن الحدود وإحداث انهيارات قاتلة ومدمرة في الأنفاق المنتشرة على الشريط الحدودي والذي يمتد لمسافة 13 كيلو متر.وجرى خلال الأيام الأخيرة استهداف عدد من الأنفاق في حي السلام شرقي رفح والتي تعرف بضعف سيطرة الأمن التابع لحكومة حماس في غزة وذلك من خلال إغراقها بالمياه ومن ثم ردمها بالحجارة
وقدر عمال وملاك أنفاق في الجانب الفلسطيني من الحدود مع مصر عدد الأنفاق العاملة حاليا بنحو 400 إلى 500 نفق تركز على توريد مواد بناء وكميات يومية من الوقود وبعض أصناف غذائية متنوعة
في المقابل لجأ ملاك أنفاق إلى تركيب مضخات كبيرة بداخلها لشفط المياه العادمة التي ضخها الجيش المصري.تستخدم الأنفاق في تهريب البضائع إلى قطاع غزة عقب فرض إسرائيل حصار مشدد عليه منتصف عام2007 أثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع فيه بالقوة.وأدى العمل في هذه الأنفاق البدائية إلى مقتل أكثر من 200 عامل غالبيتهم سحقا بالرمال
وتراجعت حدة العمل في الأنفاق منذ أن قررت إسرائيل تخفيف حدة الحصار مطلع تموز/ يوليو 2010 استجابة لضغوط دولية