عشر ذي الحجة :لمن شاء منكم أن يتقدم

[أبوعبد الباسط]

أخي المؤمن أمامك موسم رباني وفرصة ذهبية لتتقرب من الله جل جلاله

إن لله نفحات فتعرضوا لها

ومن هذه النفحات عشر ذي الحجة التي أقسم الله بها (وليالي عشر) كما ذكر عشرات المفسرين.والله عظيم لا يقسم إلا علفى عظيم فتأمل هذا بارك الله فيك

وشهد الله لها أنها أياما معلومات

فتعينت هاته الأيام بتعيين الله لما لها من فضل استثنائي لا يدانيه ولا يقاربه فضل

وقيل الشفع والوتر في قوله تعالى (والشفع والوتر) المقصود بالوتر يوم عرفة والمقصود بالشفع يوم عرفة ويوم النحر

وقيل في قوله تعالى (وشاهد ومشهود ) أن الشاهد هو يوم عرفة

والعمل الصالح في هاته الأيام المباركة أفضل من كل شيء إلا رجل جاهد بماله ونفسه فلم يرجع من ذالك بشيء

حقا فضل عظيم وبركة إلهية وكرم إلهي ورحمة تسع الجميع

ومن تأمل المواسم الدينية يعلم كم ان رحمة الله واسعة فمن رمضان إلى ست من شوال إلى الحج إلى عشر ذي الحجة إلى فضل شهر الله محرم وعاشوراء وهكذا

كل ذالك حتى تبقي يا عبد الله قريبا من الله

حقيقة نوازع النفس تنحرف بك وشواغل الأيام تجعل القلب قاسيا ومرور الأيام وطول الأمل يجعل النفس تألف الصلوات الخمس والجمعة لتأتي هاته المواسم فتنفض الغبار



أمامك عبد الله هاته الوسائل لتحسن استفادتك من هذا الموسم الرباني الكريم المبارك

1.

استعداد نفسي للتقرب إلى الله تبارك وتعالى وهذا من علامة الإيمان فالمؤمن يستغل المواسم ليصحح علاقته بالله تبارك وتعالى والغافل يطلق الحبل على الغارب ويترك رياح الزمن تعبث به فلا يدري بما يرجع إلى ربه

وقانا الله تلك الغفلة المهلكة

2.دعاء الله بالتوفيق

الموفق من فقه الله والمحروم من حرم نفسه وأهلكته ذنوبه (قل هو من عند أنفسكم

3.

الإخلاص ثم الإخلاص

فليس مثل الإخلاص رفعة وقبولا فاعمل الصالح يرفعه ولا يقبل إلا ما كان لله خالصا فاخلص عملك فإن الناقد بصير كما في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه

4.

الحصول على أجر الحاج

ليس الحج فقط لمن زار بيت الله والحرام

اماك صلاة الفجر فلا تغفل عنها والذكر بعدها حتى تطلع الشمس

5.

الإكثار من قراءة القرآن الكريم

والقرأن الكريم محيظ لا ساحل له فيه من الجواهر والدرر ما الله به عليم فلا تنس أخي الكريم أن تقرأ كتاب الله بتأمل وتدبر وشوق ومحبة

وليس تدبر القرآن الكريم حكرا على العلماء والمثقفين فيفهموا معانيه

استعن ببعض كتب التفسير ثم اعمل عقلك وتأمل وسترجع بفائدة كبيرة

علة نزول القرآن الكريم هي التدبر والتذكر قال تعالى (كتاب أنزلنه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذر أولوا الألباب

ولا خير في أمة تنبذ كتابها أو تقرأه بدون تدبر

6.الإكثار من النوافل

ولا يزال عبدي يتقرب إلى حتى أكون بصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ولئن سألني لأعطينه

فانظر رحمك الله فضل النوافل

طول ركوعك وسجودك وخشوعك بين يدي الله تبارك وتعالى هو المنفذ الوحيد لتحصل على حلاوة العبادة

وهو المنفذ الوحيد للقرب من الله

ومتى قبلك الله فمن مثلك

اللهم وفقنا لذالك يا كريم

7.الإكثار من الصلاة والسلام على النبي الكريم

تعجبني قصة للشيخ المغامسي حفظه الله أنه أجرى عملية للقلب ثم صعد الدم إلى قلبه فما كان من الأطباء سوى أن يعيدوا فتح قلبه

لكن كانت فيه ممرضة نصحته بالصلاة والسلام على النبي الكريم ففعل ذالك فنزل الدم من القلب ولم تجر له العملية

فسبحان الله الكريم الرؤوف الرحيم

وفضل الصلاة والسلام على على رسول الله لا تحصى عددا

فأكثر من ذالك فإنه يصل إلى رسول الله ويفرح به

اللهم صل على الحبيب صلاة تكرمنا بها بنور الفهم وتخرجنا بها من ظلمات الوهم وتحقق لنا بها المطالب وتنشرح بها القلوب والصدور

8.

الإكثار من الذكر

ليس بدعا من القول ولا تعرض عنه يا عبد الله لأنك تنصح به دائما وأبدا

انظر عبد الله

الكل يريد شراء السعادة

والكل يبحث عن مخرج

والكفار يفعلون المستحيل والمخجل والغريب حتى يرضوا رغبات أنفسهم

فهل اطمأنت نفوسهم

كلا والله

ترى ضحكات باهتة ونفوسا حائرة وعقولا بائرة وتخبطا وتخليطا لا أول له ولا آخر

وامام عبد الله الوصفة الحقيقية للسعادة (ألا بذكر الله تطمئن القلوب )

الله خالقنا وهو الطبيب وهو العالم بطبائع النفوس فهل نشك في الوصفة

لا والله

هاته أيام مباركة ووصفة الله العلاجية تزداد فائدتها فكرر هاته الأيام هاته الأذكار

سبحان الله

والحمد لله والله أكبر

ولا إله إلا الله

للحجاج التلبية ولنا الذكر وكلاها واحد

فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

9.الدعاء

الدعاء باب الله المفتوح إلى الأبد

وأنت لو طلبت العباد ملوك وانتقدوك وربك إن نسيته غضب منك وتفقدك وقال أين عبدي

وحلاوة الدعاء بساطته والبكاء فيه والتذلل بين يدي الله واحذر أن تكون مطالبك الدنيا فقط

فإن فعلت ذالك فلم تفهم بعد حقيقة الدين

اذكر نصيبك من الدنيا ولا تنس حظك من الآخرة

وبوابة الولاية تبدأ من هنا

فمن وفقه الله للدعاء بإخلاص تتنزل معه الدموع وتشعر فيه بالخشوع وتنبسط نفسك فقد فتح لك الباب

والله جل جلاله يحب العبد الملح في الدعاء

والدعاء بالمأثور جميل والأجمل منه أن يكون عن عفوية وبساطة وسجية

استمع إلى قلبك واستحضر عظمة الله تبارك وتعالى ولا تنظر للكمات كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام لذالك الصحابي (حولها ندنن)

اللهم افتح علينا في الدعاء فتح العارفين بالله

10.
إصلاح ذات البين

لا زال البعض يظن أن العبادة صلاة وذكر ودعاء وصدقة وينس ما عدا ذالك

بل من أعظم القربات أن تسعى في إصلاح ذات البين في زمن قست فيه القلوب وكثرت فيه العداوات واتبع الناس أهواءهم

ومن الناس من يفتح الله على يديه يرزقه الله لسانا طيبا وبشاشة وذكاء ونورا في القلب تنقاد له نفوس الآخرين فاجتهد أن تكون أنت وانت

وقد ترك عبد الله ابن عباس الأعتكاف من أجل أن يتوسط لأحد عليه دين عند آخر وهذا يجرنا إلى

11.

السعي في قضاء مصالح الناس

خير العباد أنفعهم للعباد

وأسعدهم من تقضى على يديه المصالح

يتوسط ويتشفع ويعين بيده ولسانه وماله وبكل ما يملك

سعادته حين يرى الناس سعداء

راحته يوم يرتاح الناس

هل بيننا أمثال هؤلاء

والله قليل ماهم

اللهم كثر في الأمة أمثال هؤلاء

هنا معيار الرجولة والبطولة

12.

وأخرى يحبها الله وينتظرها منك أخي المؤمن هاته الأيام

الصدقة وأعظم الصدقات أن تعين الفقراء في شراء أضحيتهم فيفرحون كما يفرح الناس

13.

ومشروع العائلة

فالصالح منا من يصلح نفسه ويصلح أهله فيذكرهم بالله ويرغبهم في العبادة فلا يرصى أن يصوم حتى يصوم معه أهله ولا يرضى أن يقوم حتى يقوم معه أله إلا أن يكون لهم عذر

وليس التقرب لله منحصرا في فئة معينه

الكل يتقرب إلى الله بما يتيسر له

فاعامل الذي لا يستطيع أن يصوم يذكر ويدعوا ويستغفر وينصح ويقرأ كتاب الله

والحائض النفساء وغير ذالك

الكل يتقرب إلى الله بما تيسر له ومتى صدقت النوايا لن نعدم الوسائل

14.

الدعوة إلى الله والتي تخلى عنها الكثير وظنوا أنها مسؤولية الدعاة والعلماء

والحق أن الدعوة إلى الله واجب الجميع في حدود المعقول

فالنصيحة بالتوبة والتربية وقول الكلام الطيب والدعوة للصلاة في المسجد لا يتطلب منك فقها ولا علما

اما مسائل العلم فنتركها لأهلها

15.

شراء أضحية العيد وتحقيق الغاية من ذالك

لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم

16.

الإصرار على أن لا تخرج هاته الأيام المباركة حتى نحقق غايتها وهي

التقوى وحلاوة العبادة والدعاء ومحاولة فهم كتاب الله والإسهام في إصلاح المجتمع ورقة القلوب وطيبة النفوس وصلاح العائلة

ذالك ما يريد منك ربك

اللهم وفقنا للاجتهاد في ذالك يا أكرم الأكرمين يارب العالمين

17

.
الصوم في هذه الأيام المباركة
فمن وفقه الله جل جلاله لصيام كل الأيام فجميل أ وعلى الأقل يوم بيوم أو أقل القليل ولا يفوتك هذا أبدا صيام يوم عرفة لما له من فضل معروف متداول فاحرص رحمك الله على المسارعة في الخيرات وصيام هاته الأيام
إنها الغنيمة الباردة والثواب العظيم يساق إليك بأقل التكاليف
والصوم صحة وعافية وجلاء في العقل وصفاء في القلب وانسياب نوراني في الروح وطهارة للنفس فلا يفوتنك هذا
عض عليه بالنواجذ ولن تعدم الخير
وأعلم أن فعل القربات قد لا ترى له أثرا في الحال لكنه وديعة في خزائن الله الحكيم يصرف عنك الضر في لحظة لا تتوقعها
يحرصك في وقت لا تدري ما يحدث فيه لك
يكفر عنك خطايا طالما عكرت صفو حياتك
18
لا تنس إخوانك هنا وهناك
علينا أن نكثر من الدعاء بكل إخلاص لإخواننا في سوريا
هم يتجرعون الغصص ونحن عنهم غافلون
والنشامى في غزة في رباط يسهرون ويحرصون الشرف والدين ونحن عنهم غافلون
وشباب يعبث به العابثون في دول الربيع العربي لا يدري إلى أين ولا كيف
هؤلاء نسأل الله أن يلطف وأن ييسر أمرهم وأن يجعل لهم مخرجا كريما
وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا
19.
الحرص على وحدة الأمة
كفى عنصرية وعنجهية وجهوية وقومية ووطنية زائفة تافهة
مخجل ومبكي هذه الحماقات بين الدول العربية باسم (كرة القدم)
هل تصل السفالة ولاتفاهة والحماقة والغباء إلى هاته الدرجة
سذج ضحايا وعصابات تستغل الأحداث تستغل الأحداث كما حدث بين الجزائر ومصر
باسم كرامة الوطن تهدر الملايير وتصفق الجماهير وتسيل الدماء
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
اللهم لطفا
ونحن نرى في هاته الأيام المباركة حجاجنا ووقوفهم بعرفة جاؤوا من كل فج عميق
فكفانا جهوية
الحمد لله على نعغمة الإسلام وقد وحدتنا
فعلينا أن نقوي مثل هاته المباديء والمشاعر
20
الحفاظ على العمل الصالح بعد نهاية العشر وإلا كنا كالتي تنقض غزلها من بعد قوة
اللهم نجنا أن نرد على أعقابنا ويسر لنا العمل الصالح ويسرنا له يا كريم.