اتحاف العقول شرح الثلاث الاصول....عبيد الجابري حفظه الله - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها ..

قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها .. يعنى بجميع المتون من نظم و قصائد و نثر و كذا الكتب و شروحاتها في جميع الفنون على منهج أهل السنة و الجماعة ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اتحاف العقول شرح الثلاث الاصول....عبيد الجابري حفظه الله

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-09-14, 16:08   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ام مصعب111
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي اتحاف العقول شرح الثلاث الاصول....عبيد الجابري حفظه الله

الأولى: العلم.
وهو معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.
الثانية: العمل به.
الثالثة: الدعوة إليه.
الرابعة: الصبر على الأذى فيه.
والدليل قوله تعالى" وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ"

[الشرح]:
الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له قيوم السموات و الأراضين، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله و صفيه الأمين صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين… أما بعد:
فقول الشيخ رحمه الله" اعلم رحمكالله" إلى آخرة؛ هذه الجملة تعود كثير من أهل العلم تصدير كتبهم بها لما تشتمل عليه من لفت النظر أعني في قوله " اعلم" فهو أمر و تنبيه؛ تنبيه السامع لما يلقى إليه من الكلام لأهميته، كما أن الجملة تشتمل على الدعاء بالرحمة للمخاطب " رحمكالله" و هذه المسائل تتعلق بالعمل. أربع مسائل عملية في الدين و قوله " الأولى: العلم" العلم ضد: الجهل وهو أدرك حقيقة الشيء على ما هو عليه إدراكا جازماً، ثم فسر فقال "العلم
وهو معرفة الله "، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة"معرفة الله هي الإيمان به؛ و الإيمان به يقتضي الإيمان بوجوده؛ و الإيمان بربوبيته و الإيمان بأسمائه وصفاته و معرفة نبينا محمدrالإيمان بأنه رسول من الله "ومعرفة دين الإسلام بالأدلة "هذه الجملة تنبيه إلى قاعدة التي استنبطها العلماء من الكتاب و السنة؛ و تلكم القاعدة:الأصل في العبادات المنع إلا بنص. فالدين و التقرب و التعبد لله لا يكون إلا بالنص الصحيح الصريح فليس للاجتهاد مجال في إثبات شيء من التعبد و هذا الدليل إما كتاب و إما سنة و إما إجماع عن سلف الأمة على أن الله أمر بكذا و معرفة دين الإسلام بالأدلة..يروى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالبt أنه قال: " لوكان الدين بالرأي لكان باطن الخف أولى بالمسح من أعلاه"و هذا ما اتفقت عليه كلمة الأئمة أئمة الإسلام من أصحاب المذاهب الأربعة و غيرهم على أن الدين بالدليل و كان الإمام مالك رحمه الله يقول بعد درسه "كل كلام فيه مقبول و مردود إلا كلام صاحب هذا القبر" يعني النبي r و لهذا فإن أهل السنة و الجماعة أهل السلفية يزنون أقوال الناس و أعمالهم بميزانين لا ثالث لهما و ذالكم الميزانان هما النص و الإجماع فالنص ماذا يشمل ؟ الكتاب و السنة ؛ فما وافق نصاً أو أجماعاً قبل منه ، ومن خالف نصاً أو أجماعاً رد عليه قوله و فعله.
"ومعرفة دين الإسلام بالأدلة" الوقوف عند الدليل في التعبد هذا هو شرط المتابعة، لأن كل عبادة لابد لها من شرطين حتى تنال عند الله القبول؛ فما ذالكم الشرطان؟ تجريد الإخلاص لمن؟ لله وحده و تجريد المتابعة لمن ؟ لرسول الله r هذه المسألة الأولى. و هي ثلاثة أصول ستأتي بعد معرفة الله و معرفة نبيه و معرفة دين الإسلام .
و المسألة الثانية ما هي ؟ العمل بهذا الدين أي العمل به أي بدين الله فإن ثمرة العلم العمل؛ فالعلم دون عمل كشجرة لا ثمرة لها قال عبدالله بن مسعود t " كنا لا نتجاوز عشر آيات من فم رسول اللهrحتى نتعلم معناها و العمل بها فقال كنا نتعلم العلم و العمل" فإن العلم مع العمل الصحيح بشروطه حجة للعبد عند الله عزوجل.
اجتمع علم و عمل صحيح بشرطيه السابقين كان ذالكم العلم حجة للعبد عند ربه، و إذا تخلف عن العلم العمل كان العلم حجة للعبد و كان الإنسان من المغضوب عليهم من اليهود و سموا مغضوباً عليهم لأنهم لم يعملوا بعلمهم، و إن كان عمل بدون علم كان الجهل و التخبط بالعبادة فأصبح الإنسان شبيها بالنصارى لأنهم يعبدون الله على جهل و ضلال. و في الحديث الصحيح انه يؤتى برجل يجتمع أهل النار عليه تندلق أقتاب بطنه _ أي أمعاؤه_ فيقولون يا فلان ألم تكن تأمرنا بالمعروف و تنهانا عن المنكر فيقول كنت آمركم بالمعروف و لا آتيه و آمركم بالمنكر و آتيه.
و قديماً قالوا: و عـالمٌ بعـلـمه لم يعـملن
معذبٌ من قبل عـباد الوثـن
هذه المسألة الثانية بعد العلم كان العمل به، و المسألة الثالثة الدعوة إليه، عَلِمَ فعمل فكان عليه أن يدعو إلى الدين الذي من الله عليه بمعرفته و العمل به و من هنا ما واجب الداعية أو ما آداب الداعية. للداعية إلى الله آداب كثيرة و لعلنا نذكر أهمها:
أولاً: الحرص على هداية الناس و تبليغهم دين الله.
ثانياً: الرفق فإن الرفق لم يكن في شيء إلا زانة و لم ينزع من شيء إلا شانه.
ثالثاً: الحكمة.
رابعاً: الموعظة الحسنة.
خامساً: المجادلة بالتي هي أحسن.
و الحكمة هي: و ضع الشيء في موضعه و الموعظة الحسنة الترغيب و الترهيب يستعمل كلا منهما في موضعه، و المجادلة بالتي هي أحسن إذا كان المدعو يحتاج إلى مجادلة يزيل عنه الشبه و يسلك أقرب طريق لوصول الحق إليه
سادساً: التفقه و هو علمه بالمأمورات و المنهيات
سابعاً: بيان الحق للناس و حثهم عليه بالأدلة و بيان الباطل أيضاً و تحذير الناس منه بالأدلة
ثامناً: ألا يذهب نفسه حسرات على من لم يقبل هدى الله فذالكم مما نهى الله نبيه r عنه لأنه قضت حكمت الله و سنة الله أنه يحي من حيّ عن بينه و يهلك من هلك عن بينه.
تاسعاً: التصدي لشبه المبطلين و أهل الأهواء وردها بالقوة و تحذير الناس منها فالنبي r فعل ذلك و لنأخذ مثالا واحدا فإنه حين خرج إلى حنين بعد الفتح مر الناس على شجرة ذات أنواط _ يعلق بها المشركون أسلحتهم تبركاً؛ قال حدثاء العهد بالإسلام يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فماذا قال النبي r لم يكتفِ بقول هذا حرام و أنتم مسلمون و هذا من عمل المشركين، قال كلمات كانت أبلغ الوقع على نفوس الناس أبلغ الأثر في زجرهم و اجتثاث هذه النية من قلوبهم لأن هذا العمل شرك.
قال:" الله أكبر!! إنها السنن لتتبعن سنن من كان قبلكم، لقد قلتم و الذي نفسي بيده كما قال أصحاب موسى لموسى اجعل لنا آلهة كما لكم آلهة " و هكذا سيرة السلف الصالح من الصحابة و التابعين، فإنه حينما تروج بدعة وتنتشر يواجهونها بشدة؛ من ذالكم انه لما أظهر معبد بن خالد الجُهني مقالة القدر في البصرة استنكرها الناس و جاء يعض التابعين إلى عبدالله بن عمرy و كان في آخر من بقي من أصحاب رسول الله r و أخبروه الخبر فقالوا يا أبا عبدالرحمن: ظهر عندنا أناس يقولون لا قدر و الأمر أنف؛ قال لهم أخبروهم " أني بريء منهم و أنهم براء مني، و الله لو كان لأحد مثل جبل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله ما تقبل منه حتى يؤمن بالقدر خيره و شره"زجر شديد جدا قوي، هذه من آداب الداعية إلى الله عزوجل هذه المسألة الثالثة و الرابعة "والصبر على الأذى فيه"يعني في دين الله فإن في كل مكان و زمان يلحق الدعاة إلى الله على بصيرة أذى لكنه يختلف باختلاف الزمان فإذا كانت السنة قوية و العقيدة -العقيدة السلفية – قوية الأذى يقل، فإذا ضعفت في النفوس العقيدة و ضعف التمسك بالسنة استغرب الداعية إلى السنة و إلى تصحيح المعتقد فيكثر الأذى و الذي يريد أن يقيم حجة الله على العباد يجب أن يصبر تأسيا برسول الله و بالمصلحين من أئمة الهدى من الصحابة و التابعين و من بعدهم و لهذا تجد أكثر الناس بلاً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل من أتباعهم على الدعاة إلى الله على بصيرة و الإنسان حينما يتجند داعية إلى الله إلى الهدى و دين الحق قد يستشعر غربة و تنتابه الوحشة لقلة السالكين معه وكثرة المخالفين له، و لكن هذا لا يضره فإنه لا يجوز الاغترار بالكثرة و لا الزهد في القلة. هذه إحدى المسائل التي استنبطها الشيخ رحمه الله في كتاب التوحيد في مسائلة على باب " من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب".
نأتي إلى السورة الكريمة و هي قوله تعالى" وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ "هذا الأسلوب ماذا يسمى في العربية؟ و العصر و الشمس والليل ؟ أسلوب قسم و القسم من الله عزوجل بمخلوقاته كثير في القرآن، و لله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته تشريفا بالمقسم به أو تنبيها على عِظم شأنه، أما المخلوق فلا يحل له القسم بغير الله عزوجل لقوله r"من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك" و حروف القسم ثلاثة و هي: الواو و التاء و الباء، و الباء يجب اقترانها بالفعل متقدما عليها أو متأخرا عنها؛ أقسم بالله أو بالله أقسم، أحلف الله أو بالله، وأما الواو و التاء فإنه لا يشترط لها ذلك..تالله هذا وارد في القرآن كثير و الله و المقسم به في هذه السورة الكريمة ما هو ؟ العصر و مالعصر الذي اقسم الله به هنا؟ هل هو الوقت المعروف من نهاية وقت الظهر حتى المغرب ، أو هو الدهر كله؟ يجوز هذا و بهذا و بكل من القولين قاله طائفة من أهل العلم، فلننظر ما سر القسم و العلم عند الله ؟ فلإن كان العصر ها هنا هو الوقت المعروف فلإن فيه صلاة العصر و هي أحد البردين و هي الصلاة الوسطى و الحلِفُ بعد صلاة العصر خطير و عظيم فهو من أشرف الأوقات؛و في صلاة العصر جاء الحث عليها ببيان فضلها و التحذير من تركها أو تفويتها فمن الأول:عن جرير بن عبدالله البجليt قال:كنا عند رسول اللهrفنظر إلى القمر ليلية بدر فقال:إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر؛فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس و قبل غروبها.ما الشاهد؟صلاة قبل غروب الشمس؟و ما هي:العصر.هذا يدل على فضلها.هذا الحديث يدل على أمرين:
-إثبات رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة
-فضل صلاة الصبح و العصر . و الشاهد عندنا
و من ذلكم ما جاء في الحديث الصحيح أنه لما شغل المشركين النبيr عن صلاة العصر يوم الخندق قال: شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر . و من الثاني و هو التحذير من تركها قوله r"من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله" و حذرr من التهاون فيها حتى يفوت وقتها " من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر في أهله وماله" وجهان، و إن كان المقسم به الدهر فإنه فيه من عجائب صنع الله و عظيم تقديره ما يبهر العقول فإنه فيه العصر الذي هو الزمن كله أو الدهر كله ؛يحيي الله و يميت ،يخفض و يرفع، و يعز و يذل و يعطي و يمنع و فيه النبوات على البشر و ذلك خير عظيم "والْعَصْرِ " و القسم لا بد له من جواب إما ظاهر و إما مقدر ،فما جواب القسم هنا في هذه السورة؟ "والْعَصْرِ " ما جواب القسم؟ " ِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" حكم الله سبحانه و تعالى بخسر جميع الإنسان إلا من يستثني بعد " إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ " و الإنسان يراد به الجنس " إِنَّ الْإِنسَانَ " أي عموم الانسان " لَفِي خُسْرٍ " ضد الربح،هذا العموم استثنى الله منه سبحانه و تعالى من اتصف بأربع صفات ، فما تلكم الصفات الأربع؟
الأولى: الإيمان
الثانية: العمل الصالح
الثالثة:التواصي بالحق
الرابعة:التواصي بالصبر
هؤلاء الموصفون بالصفات الأربع هم الناجون من الخسر ، من الخسران ؛ و المراد تطبيق وجه الدلالة من الصورة على المسائل الأربع ،فالشيخ ذكر أربع مسائل و استدل عليها بهذه السورة فما وجه الاستشهاد؟عندنا العلم و العمل به و الدعوة إليه و الصبر على الأذى فيه..فما هو شاهد العلم الذي هو معرفة الله و معرفة نبيه و معرفة الإسلام بالأدلة؟ الإيمان ووجه ذلك أن الإيمان في اللغة: التصديق و في الاصطلاح هي قول باللسان و اعتقاد بالقلب و عمل بالجوارح و هذا هو تمام العلم بالله و بنبيه و بدينه.


يتبع ان شاء الله




















 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الاصول....عبيد, الثلاث, الجابري, العقول, اتحاف, حفظه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc