لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم؟!
عاشت الأمة الإسلامية أوج عزتها وكرامتها وحضارتها في مختلف الجوانب، ورأى المسلمون والعالم أجمع المجتمع الإسلامي الذي بناه الرسول – – مجتمعاً مبنياً على القوة والتقدم وكان سبّاقاً في الكثير من الإنجازات البشرية، حتى تأثرت الحضارة الغربية بالحضارة الإسلامية في النهضة الأوروبية، وكان لقواعد علومها الباع الطويل في بناء هذه الحضارة الحالية. لقد بلغت الحضارة الإسلامية ما جعلها تكون أستاذة الحضارات، وساهمت في بناء حضارات أخرى في فترات من التاريخ، حيث كان علماء المسلمين الذين نبغوا في مختلف فروع المعرفة هم الذين أشرقوا بنوى العلم على ظلام أوروبا والغرب كله، ولولا ما نقل عن علماء المسلمين ما كان للنهضة الأوروبية أن تقوم.
نحن أمة فرض الله عليها أن تقود البشرية من الظلمات إلى النور، ولكن يا ترى لماذا تخلف المسلمون عن ركب الحضارات والعلم والتكنولوجيا بعد أن كانوا في المقدمة، وتوالت علينا الأزمات والنكبات في كل مناحي الحياة وانعكست مضاعفاتها على حياتنا الثقافية والاجتماعية فشكلت بذلك حاجزاً ضيقاً يحجب عنا الرؤية الحقيقية لمعرفة أسباب النكسة التي تواجه المسلمين وتحول بينهم وبين معرفة أسباب تخلفهم وتقدم الغرب، أو حتى مسايرة هذا التقدم؟!
لا يختلف اثنان اليوم في أن الشعوب الإسلامية تأتي ضمن قائمة التخلف والجهل والفقر والأمية بين دول العالم، فلقد تخلفنا عن ركب الحضارة حين تخلينا عما كلفنا به، وأصبحنا أمة ذات حضارة طُمست معالمها حتى استطال علينا الأعداء ووصفونا بالتخلف وبالعالم الثالث وبالعالم النامي وبغيرها من الألفاظ المقيتة، فما الذي أدى إلى هذا التخلف والتراجع عن ركب الحضارة وتفكك الأمة وانحسارها، بالرغم من أن الإسلام هو الدين الصحيح الذي يقاوم التخلف ويدعو إلى التطور والتقدم ويشير إلى أهمية العقل ومواكبة الحضارة والعلم ومحاربة التخلف والجهل؟!