النقابات ترد على سلال بعد غلقه أبواب التوظيف في القطاع
قطاعا التربية والصحة في حاجة لـ50 ألف منصب مستعجل
الاثنين 17 جوان 2013
الجزائر:خيرة لعروسي
269 مسابقة تضم آلاف المناصب في الوظيفة العمومية تمتد إلى نهاية 2013
استغربت نقابات الوظيف العمومي، إعلان الوزير الأول أن القطاع متشبع ولن يوفر مناصب شغل للبطالين مستقبلا، وأكدت أنها تتنافى مع الورشات الكبرى التي يتم إنجازها من مؤسسات تربوية وجامعية ومستشفيات، والاحتياجات الكبيرة التي سيتم تسجيلها، علما أن قطاعي التربية والصحة فقط يسجلان حاليا عجزا في المناصب، حيث سيفقد الأول أكثر من 25 ألف موظف متقاعد، فيما لم يتم بعد توظيف 25 ألف متعاقد في القطاع الثاني لحد الآن.
تساءلت نقابات الوظيف العمومي عن خلفيات تصريحات الوزير الأول عبد المالك سلال، والتي تضمنت قوله بأن القطاع عاجز عن استقبال الكم الكبير من طلبات التوظيف، وإن كانت قد اعتبرت تشجيعه للقطاعين الصناعي والفلاحي مؤشرا إيجابيا يدل على تفطن السلطات العمومية لضرورة خلق ثروات أخرى خارج المحروقات، إلا أنها تخوفت بالمقابل من أزمة ستعصف بالبلاد من شأنها أن تؤثر على مداخيلها وتقضي على سياسة الدعم الموجهة للطبقة العاملة.
و فيما أغلق الوزير الأول الباب نهائيا أمام التوظيف في القطاع، حددت المديرية العامة للوظيفة العمومية 269 مسابقة في مختلف القطاعات، تضم آلاف المناصب، تمتد إلى نهاية العام الجاري، حيث تصدر التعليم العالي قائمة المناصب المفتوحة، ولازالت العملية متواصلة لحد الآن من خلال إعلان الوزارة عن مسابقة تخص سلك الاستشفائيين الجامعيين وكذا أخصائيي الصحة العمومية.
و قال رئيس النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”سناباست” مزيان مريان: إن الوزير الأول تجاهل العجز الكبير الذي تشهده قطاعات حساسة واستراتيجية كالتربية والصحة والتعليم العالي، فبالنسبة للأول لا بد من التذكير،يضيف، بأن قطاع بابا احمد سيفقد أكثر من 25 ألف موظف متقاعد، وهو ما سيقابله حتميا ومنطقيا تعويض هذه المناصب بموظفين جدد، ناهيك عن النقص الكبير في التأطير، بالنظر إلى عدد المؤسسات التربوية الجديدة التي سيتم تسليمها للقضاء على الاكتظاظ، حيث تم إحصاء أكثر من 609 ثانوية أشرفت عملية إنجازها على الانتهاء في مختلف ولايات الوطن.
و لا يمكن حسب محدثنا، لأي مسؤول التكهن أو اتخاذ قرار بوقف التوظيف في القطاع، بعيدا عن لغة الأرقام التي تكشف، يقول مزيان، عن عجز كبير في التأطير في الأطوار الثلاثة باعتراف من الوزير نفسه خلال لقاءاته بمديريه الولائيين والمحليين لتقييم الدخول المدرسي لهذا العام. وهو نفس ما يراه رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، الدكتور إلياس مرابط، الذي قال إن تصريحات الوزير الأول لا تعكس أبدا تلك التي جاءت على لسان وزير الصحة عبد العزيز زياري ومن قبله جمال ولد عباس، بخصوص إدماج وتثبيت حوالي 25 ألف متعاقد يمثلون الأسلاك المشتركة على مستوى المستشفيات الجامعية والمؤسسات الصحية، وهي عملية كان من المفروض أن تكون مصالح الوظيف العمومي قد شرعت فيها قبل نهاية العام الماضي.
وبحسب محدثنا، فإن وزارة الصحة وجهت فعليا مراسلة ”ليست الأولى” إلى مديري الصحة الولائيين ومن خلالهم إلى مسيّري المؤسسات الصحية الجوارية، لإحصاء المتعاقدين وإعداد قوائم بأسمائهم قصد إيداعها على مستوى مصالح المالية والوظيفة العمومية للتعجيل في تسوية وضعيتهم وتثبيتهم في مناصبهم، ما يطرح تساؤلات حول تصريحات الوزير الأول التي أغلقت أبواب التوظيف في الوظيف العمومي.
و أشار الدكتور مرابط أيضا إلى عجز كبير في التغطية الصحية على مستوى القطاعين الخاص والعام، خاصة بالنسبة للطب العام وجراحة الأسنان والأخصائيين والصيدلة، وفي هذا الإطار عّلق ممثل ممارسي الصحة العمومية على تصريحات وزير الصحة الأخيرة التي حمل فيها الصيادلة أزمة ندرة الدواء في المستشفيات، حيث قال بأن المستشفيات العمومية لم تعد تستقطب هذه الفئة من الأطباء بسبب غياب محفزات كتلك التي يقدمها القطاع الخاص، خاصة ما تعلق بالمسار المهني.