ذات يوم كنت هنا .. أرسم حلمي .. أعيش يومي
أغرس ورود الأمل في صحراء يأسي ..
ذات يوم كنت أعانق طيف الذكريات .. وألوَّنُ لوحةَ أيامي بألوانِ الفرح .
ذاتَ يومٍ كنت أركضُ تحتَ المطر أحملُ مظلتي أقفز هنا وهناك ..
أعدُّ تلك القطرات حيناً وحيناً آخر أفتح فمي لعل قطرة من قطرات المطر تسقط فيه ..
... ذات يوم كنت أغمض عيني أحلم أني أحلق مع الغمام .. أبتسم كلما لاحت أطياف أحبتي في مخيلتي ..
ذات يوم كنت استيقظ على صوت مذياع أبي صوت القرآن يتعالى وهناك أبي يجلس يطرق سمعه لآيات ربي ..
وأمي تقدم له وجبة الإفطار .. رغيف ساخن .. وحليب ساخن و حبات من تمر .. تبتسم له فيبادلها الابتسامة .. بساطة ..
وروح تهنأ بالإطمئنان و القناعة والرضا ..
ذات يوم كنت انتظر متى يلوح الصباح ..
متى تشرق الشمس لألتقي برفقتي ..نلعب .. نركض ..نلهو بألعاب كانت في أعيننا كل شيء .. و أحاديث لا تخلو من البراءة ..
ذات يوم كنت هناك .. انتظر قدوم العيد ..حيث السعادة والفرح ..
انتظر بزوغ الشمس لأرتدي ثوب َالعيد الذي هو كل شيء بالنسبة لي .. لأذهب مع رفقتي نطرق الأبواب نطلب العيدية .. هدايا بسيطة وقطع حلوى ..تتراقص قلوبنا من أجلها ..
ذات يوم كنت هناك أجلس مع شقيقتيَّ على سطح منزلنا نتسامر ليلاً نتجاذب أطراف الحديث ..
نعدُّ النجوم .. نخطئ فنعيدُ العدَّ مرة أخرى ..
نضحك فتتعالى أصواتنا لا نحس بالوقت .. براءة و صفاء ..
ذات يوم كنت هناك في ذلك البيت الجميل ..حيث الحب يعم القلوب ..
حيث الدفء يعمُّ الدروب .. حيث القلوب تئن فَيُحس بها ...
ذات يوم و ذات يوم . وأحاديثُ كانت .. وصدقٌ و ودٌّ ..
وأعود من ذاكرتي و أفتح عيني فأجدني هنا ..في هذا الزمن ..
زمن الخوف و الكبرياء ..زمن الزيف و الخداع .. زمن الشتات ..
برودٌ برودٌ في كلِّ شيء ..لا طعمَ .. لا نكهة َ..
وكل شيء يفيض يفيض إلا بصدق المشاعر فهو زهيد ..
ذات يوم أغمض عيني ..لأهرب من زمن الجفاء .. إلى زمن الوفاء ..
آهة تخرج من صدري لعلها تخفف من بركان يثور مع ثورات هذا الزمن .. ولعل القادم يعيدني إلى ما مضى..