"بيب غوارديولا" : طلبت الثقه في البدايه .. هذا سر ( مانشيستر ) .. ولست رجل شرطه
أجرى "بيب غوارديولا" مدرب البارسا مقابلةً مطولةً من موقع "فيفا" الرسمي وقد عُرض الجزء الأول من المقابله اليوم وسيتم عرض الجزء الثاني يوم الأربعاء القادم .
أول ما سُئل عنه "بيب" كان السر وراء التألق الذي لم يتوقف منذ توليه مهام تدريب البارسا فقال :" لا وجود لأسرار في واقع الأمر , كان من الواجب عَلَيَّ كبادئ احترام تاريخ هذا الفريق العريق , الكبير بكل المقاييس , ثم تعين عَلَيَّ البحث عن لاعبين جيدين وتطعيمهم بلاعبين من مدرسة الفريق من أجل مساعدة القادمين من الفئات الصغرى ومنحهم فرصة إثبات الذات في الوقت المناسب وعدم التخوف من ذلك " .
وعن التطورات التي حدثت في الفريق منذ تدريبه له قال :" لم يكن يعرفني أحد عند تسلمي زمام الأمور , وأول ما طالبت به داخل الفريق هو الثقة , وعدتهم أن تسير الأمور على خير وقلت أننا سنخرج من هذه التجربة مرفوعي الرأس , لقد التزمت إزاء الأنصار بتعزيز قوة الفريق وجعل أسلوبه أفضل ووعدتهم بأنهم سيشعرون بالفخر عندما يرون نتائج العمل على أرض الميدان , ما يريده الجمهور هو الأسلوب الممتع لمتابعته , لا يريدون الخداع , قد يقبل الأنصار بأن يلعب الفريق بشكل سيء لكنهم يمتعضون كثيراً عندنا يكون بمقدور المرء بذل جهد ما ولا يقوم بذلك , وقد نما الفريق وتطور من هذا المنطلق , أدخلنا بعض التغييرات , لكننا حافظنا على الجوهر ذاته , ألا وهو الهجوم وتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف والظهور بأفضل صورة ممكنة " .
وعندما طُلب منه تقييم الإنجاز المتمثل بالمشاركه بـ ( مونديال الأنديه ) بصفته بطلاً لـ اوروبا العام الماضي وكذلك تحقيقه للقبين في أكبر البطولات الاوروبيه من أصل "3 مشاركات" فيها كمدرب قال :" لقد كان احتلال المركز الأول في دور المجموعات أمراً مهما للغاية , ويكون هذا الهدف على رأس أولوياتي كلما شاركنا في دوري الأبطال لأن التصفيات صعبة , ويجتاز الفريق فيها لحظات عصيبة , لقد كثر الحديث عن مباراة نصف النهائي ضد "ريال مدريد" , وقد كان ذلك النزال بالفعل عسيراً , وربما أصعب من موقعة النهائي , لقد حدث هذا الأمر منذ ثلاث سنوات ضد "تشيلسي" ثم بعد ذلك ضد "إنتر ميلان" , وهذه المرة ضد ( ريال مدريد ) ".
وبسؤاله عن الأداء المميز ضد ( مانشيستر يونايتد ) بنهائي دوري الأبطال والذي إعتبره الكثيرون أفضل اداءٍ بالتاريخ نجده يقول :" هذا صحيح , غير أن هناك معطى آخر لا يجب نسيانه ,حيث تكون مباريات النهائي في العادة متكافئة , وهو ما جعل عرضنا في موقعة "مانشستر" مثيراً للإنتباه , لقد لعبنا بشكل جيد في مباريات أخرى لكن الأصعب هو القيام بالأمر ذاته في النهائي بسبب معطيات ذهنية وبسبب قوة الخصم , لقد كان الإستعداد الجيد سر الفوز في تلك الموقعة , لا نتحدث في بعض الأحيان عن هذه الأمور , لكنها مهمة للغاية في المباريات الحاسمة " .
وبسؤاله عن تجريبه للعديد من الخطط هذا الموسم رغم ان الخطه الإعتياديه حققت نجاحاً باهراً قال :" يتحدث البعض عن الخطط التكتيكية , لكن التكتيك في واقع الأمر هو اللاعب , يحاول المدرب تكييف مهارات اللاعبين وجعلها في خدمة مصلحة الفريق , لا أقل ولا أكثر , يجب التفكير في الخصم واللاعبين عند الحديث عن التكتيكات , أما ما نقوم به هذا الموسم فهو في سبيل مواجهة الصعوبات التي يخلقها لنا الخصوم في كل مباراة , يعرف الخصوم مواطن قوتنا وضعفنا مع توالي الأيام , وأصبحوا قادرين على إزعاجنا , لذلك يجب البحث عن حلول " , وهل ان هذا السبب وراء البحث عن لاعبين أذكياء في سوق اللاعبين قال :" بطبيعة الحال , لكن هذا الأمر غير ممكن دائماً لسوء الحظ , نتعاقد مع اللاعبين بناء على نصائح الأصدقاء والمعارف وأشرطة الفيديو , لكننا لا نتعرف على المرء جيداً إلا فوق أرضية الميدان , عندما يكون اللاعب إلى جوارنا ويتبين لنا إن كان قادراً على القيام بما نطلبه منه , وهذا أمر صعب المنال , تسير الأمور جيداً في بعض الأحيان , وتسير على نحو سيء في أحيان أخرى عديدة " .
وبسؤاله عن كون البارسا يعتمد على تعدد الوظائف بالفريق وان يملك عدداً أقل من اللاعبين مقارنةً بالأنديه الاخرى قال :" لم أتخوف أبداً من مسألة نقص اللاعبين , أعتقد أن المرء يدبر أحواله بشكل أفضل عندما تكون الإمكانيات محدودة , لا سيما عندما يتعلق الأمر بفريق له لاعبين بجودة عالية , لدي ثقة عمياء في مجموعتي , وتقوم فلسفتي على مبدأ بسيط ألا وهو أن لكل مشكلة حل , لذلك أبحث دائماً على البدائل لمواجهة المشاكل المحتملة , سواء مع الفريق الأول أو مع الشبان " , وبخصوص إعتماده على لاعبين خط الوسط في أماكن عديده نجده يقول :" وسط الميدان لبنة أساسية داخل فريق كرة القدم , ويمتاز لاعبو وسط الميدان بالذكاء , ويتعين عليهم دائماً التفكير في مصلحة الفريق برمته , لذلك لديهم قدرات هائلة على التضحية , ويتعين عليهم فهم منظومة اللعب بشكل جيد , كلما ازداد عدد لاعبي وسط الميدان كلما صارت مسألة الإعتماد عليهم في وظائف أخرى أسهل , لذلك نبحث عن لاعبين متعددي الوظائف , فهذا يمكننا من الإعتماد على مجموعة محدودة ولكنه يجعل خياراتنا أكثر " .
وبسؤاله عن عالم التدريب ومن المدرب الذي أثر فيه أكثر , هل هو "كرويف" ام "ساكي" وهل هناك مدربين تركوا بصمةً في مسيرته المهنيه قال :" أثّر فيَ "كرويف" كثيراً , فقد قضيت إلى جواره "ست سنوات" وتعلمت منه الكثير , لم يكن تأثير "ساكي" علي كبيراً لأني لم أحظى بفرصة اللعب تحت إمرته , كما أثّر في "خوان مانويل لييو" لقد قضيت معه "ستة أشهر" في "فريد كولياكان" في المكسيك , وكانت تجربة غنية وتعلمت خلالها الكثير , أُكِنُّ له الكثير من الإحترام , وأتوجه له بالشكر الجزيل من هذا المنبر , فقد كان كريماً وتقاسم معي معارفه وما أكثرها " .
وعن رأيه بما قاله ( ميسي ) مؤخراً عن كون ( بيب ) يهتم بأدق التفاصيل وانه امر بتغيير نظام التغذيه منذ توليه زمام تدريب البارسا قال :" عندما يكون جسد المرء وسيلة عمله تصير للراحة والتغذية أهمية قصوى , ويتعين على اللاعب الحفاظ على مؤهلاته البدنية إلى أبعد حد , لذلك ندعو اللاعبين للإستراحة في منازلهم واللعب بشكل جيد والتغذية على نحو سليم , التغذية هي بنزين عضلات الجسد , ولا ينطبق هذا الأمر على "ميسي" فقط , بل على اللاعبين جميعاً " .
وفي آخر سؤال من الجزء الأول سُئل عن قراره بإلغاء المعسكرات المغلقه ليله المباريات فقال :" لا يقضي الناس العاديون ليلتهم في الفندق قبل الذهاب إلى العمل , نحاول أن تكون حياة اللاعبين عادية إلى أبعد حد , فإذا لم يستريحوا بما يكفي , وإذا لم يعتنوا جيداً بأنفسهم سيكون مردودهم سيئاً وسيفقدون عملهم , أحكم على اللاعبين بالإستناد على عملهم وجهدهم داخل الميدان , لا انطلاقاً من حياتهم الخاصة , لست رجل شرطة , لقد دأبت على النوم على الساعة "العاشرة" , ولا رغبة لي في مراقبة اللاعبين , لذلك أفضل أن يكونوا في منازلهم مع أسرهم , لا مُحْتَجَزين في الفنادق , نحاول استعمال المنطق والعقل السليم , لقد سألتموني في البداية عن سر النجاحات , إنه دون شك المنطق السليم " .