قال الحسن البصري: إذا شئت أن ترى بصيراً لا صبر له رأيته، وإذا شئت أن ترى صابراً لا بصيرة له رأيته، فإذا رأيت بصيراً صابراً فذاك : قال تعالى: «وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون» سورة السجدة، الآية 24 ، ولهذا تشبه النفس بالنار في سرعة حركتها وإفسادها وغضبها، وشهوتها من النار والشيطان من النار.
وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الغضب من الشيطان، والشيطان من النار، وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ» رواه أحمد في مسنده 4/226، وفي الحديث الآخر: «الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم» ، ألا ترى إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه، وهو غليان دم القلب لطلب الانتقام. وفي الحديث المتفق على صحته: «الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم»
وفي الصحيحين: «أن رجلين استبا عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد اشتد غضب أحدهما، فقال النبي صلى الله عليه: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» رواه أحمد 5/240، وقد قال تعالى: «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم، وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم» فصلت : 34-36، وقال تعالى: «ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون، وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون» المؤمنون: 96 - 98.