وصف النائب محمد كبارة، عضو كتلة "المستقبل" النيابية، الشمال اللبناني بأنه "خزان اللبنانيين السنة وقاعدتهم الأولى"، مشيرًا إلى أن "حزب الله" الشيعي يريد أن يضرب تلك القاعدة، ودعاه إلى أن "يستفيق من سكرة "7 مايو".
وقال كبارة في تصريحات لصحيفة "السياسة" الكويتية: "إن الشمال هو خزان اللبنانيين السنة وقاعدتهم الأولى, و"حزب الله" يريد أن يضرب القاعدة السنية من دون الدخول في نزاع مذهبي لذلك اعتمد مبدأ مرتزقة ليفتح معركة بينهم وبين أهل المدينة تؤدي, حسب اعتقاده, إلى إضعاف عاصمة اللبنانيين السنة".
وأضاف يقول: "ولكن نقول بوضوح شديد إننا لن نسمح لا لحزب الله ولا لغيره بإقامة مربعات أمنية لا في طرابلس ولا في الشمال, وليتعظ من يريد أن يتعظ".
وحول الخروقات التي تقوم بها القوات السورية للأراضي اللبنانية، قال النائب محمد كبارة: "الوضع خطير جداً, وبالتالي فإننا لا نستبعد أن يتفجر الوضع بين الأهالي وكتائب الأسد في أي لحظة, لأن كتائب الأسد تعتدي على أراضينا وكرامتنا وتطلق نيرانها على منازل أهلنا".
واعتبر أن الأراضي اللبنانية ستبقى عرضة لخروقات كتائب الأسد طالما بقيت حكومة الأسد-نصر الله حاكمة, مضيفاً أن "هذه الحكومة لا تجرؤ حتى على مناقشة الموضوع, ولا تجرؤ حتى على أخذ العلم بأن قوات الأسد تخترق سيادتنا"، في إشارة إلى حكومة نجيب ميقاتي التي يسيطر عليها "حزب الله".
ودعا كبارة "حزب الله" إلى أن "يستفيق من سكرة "7 مايو" وليتذكر أنه وحلفاءه غدروا بالعاصمة وأهلها وسيطروا عليها, ولكنهم هزموا في كل المناطق الأخرى التي حاولوا التطاول على كراماتها, سواء في الجبل, أو البقاع أو الشمال", مضيفاً ان "تهديداتهم لا تخيف أحداً, فليفهموا وليتعظوا".
وهاجم مسلحو "حزب الله" في أحداث 7 مايو 2008 العاصمة بيروت وبعض مناطق جبل لبنان بعد قرار حكومي بإغلاق شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب حول العاصمة. وقُتل خلال تلك الأحداث نحو 80 شخصا وجرح اكثر من 200.
من جانب آخر، شدد عضو كتلة "المستقبل" النيابية على أن مواقف الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله الرافضة لتمويل المحكمة تضع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمام امتحان يتلخص بسؤالين: هل سيكون قادراً على الالتزام بتعهداته للمجتمع الدولي؟ أم هل سيثبت للبنانيين وللمجتمع الدولي بأنه ينفذ أوامر السيد حسن والرئيس السوري بشار الأسد؟.
وقال كبارة لـ"السياسة": "أعتقد أن الحكومة هي أغلى ما يملكه السيد نصر الله في لبنان لأنها تؤمن غطاء السلطة لسلاحه غير الشرعي, لذلك لن يحرج الميقاتي ولن يخرجه, بل سيتيح له اعتماد سيناريو سخيف لتمويل المحكمة من دون المرور بمجلس الوزراء أو مجلس النواب. وهذا لن يغير في موقف حزب الله من المحكمة في شيء".
"حزب الله" يختطف ثلاثة معارضين سوريين:
إلى ذلك، قامت عناصر من "حزب الله" تستقل ثلاثة "جيبات" سوداء اللون وسيارة "فان" باختطاف ثلاثة مواطنين سوريين, هما الشقيقان مصطفى وياسين الصحن وصديقهما عيسى صالح الذين يقطنون في مبنى للمهجرين في منطقة بئر حسن خلف إذاعة البشائر, بضاحية بيروت الجنوبية.
وأكد ادريس الصحن أن "الجيبات" الثلاثة التي اختطفت شقيقيه مصطفى وياسين وصديقهما لا تحمل لوحات مرور, مشيراً إلى أنه أبلغ قوى الأمن الداخلي و"حزب الله" الذي نفى أن يكون المخطوفون لديه.
من جهته, أكد مصدر أمني لبناني رفيع لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن عناصر من "حزب الله" اختطفوا السوريين الثلاثة, ليل أمس, واقتادوهم الى جهة مجهولة, مشيراً إلى أن عملية الخطف تأتي في سياق ما سبق وأثير عن حوادث خطف لناشطين سوريين في لبنان وتسليمهم إلى نظام دمشق.
في غضون ذلك, أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا لـ"السياسة" أن استمرار عمليات اختطاف معارضين سوريين, يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك تعاوناً من الداخل اللبناني مع السلطات السورية وهو مؤشر بالغ الخطورة, الأمر الذي من شأنه أن يثير تساؤلات كبيرة عن عجز الأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية عن التصدي لهذه العمليات التي تهدد الأمن الوطني وتستبيح حياة اللبنانيين وغير اللبنانيين.
وأضاف "إننا نعمل على توجيه أسئلة إلى الوزارات المعنية وقادة الأجهزة الأمنية عن أسباب عدم التصدي لعمليات اختطاف المعارضين السوريين, من خلال الجلسات التي تعقدها لجنتا الدفاع والأمن النيابية وحقوق الإنسان للإحاطة بتفاصيل هذه العمليات وبكل الوسائل المتاحة للحصول على أجوبة شافية في هذا الموضوع".
وأكد أن هناك مخاوف من استمرار هذا المسلسل إذا لم تتحرك السلطات الأمنية اللبنانية وتعمل على توقيف الخاطفين.
المصدر: مفكرة الاسلام