السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الأفاضل ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (سيأتى على أمتى سنوات خداعات يكذب فيها الصادق و يصدق فيها الكاذب ويؤتمن الخائن و يخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضه) قيل (وما الرويبضه؟) قال: (الرجل التافه السفيه يتكلم فى أمر العامة) ...
لقد أضحت الأمة الإسلامية في تخبط شديد ونزلت بها الفتن المدلهمات وغاب العلم وتفشى الجهل وركن الناس إلى الدنيا وضعف فيهم الولاء والبراء ، وابتغى المسلمون العزة في غير دينهم فأذلهم الله ، فهذا زمن فتن بلاريب ينبغي فيه للمسلم المخلص اللبيب عدم استشرافها والبحث عنها ، بل اذا اقتضى الأمر أن يدعوا الله أن يلحقه به غير فاتن ولا مفتون فليفعل.
لقد ذقنا في بلدنا الجزائر ألوانا من الفتن لم يشهدها بلد آخر ، فبعد مئة واثنين وثلاثين سنة من المعاناة من احتلال غاشم ظالم قذر حاول اغتصاب أرضنا وطمس هويتنا تخلصنا منه بقدرة الله -عز وجل- وتوحدنا صفا واحدا في مجابهته في ثورة خالدة مشرفة تضيء تاريخنا المجيد لتأتي أعوام الثمانينات بفتنة دموية مماثلة لما يحدث الآن في بعض البلدان العربية سقط فيها الكثير من الأرواح مطالبة بتلكم الديمقراطية المزعومة التي ظن الناس أنها خلاص وفكاك لهم ، لتأتي بعدها سنوات التسعينات بفتنة عظيمة خطيرة أدخلت البلاد في دوامة لم يكتمل تعافينا منها بعد وماحادث أكاديمية شرشال الأليم عنا ببعيد ،فتنة أتت عىل الأخضر واليابس قتل فيها الكثير من أبناء الجزائر بغير وجه حق ، كان الرعب يومها إفطارنا وغداءنا وعشاءنا ، لا يستطيع الواحد منا التنقل من مكان إلى مكان وهو مطمئن على نفسه كان الناس يذبحون بالسيوف والسكاكين وهم نائمون في بيوتهم ، ولن ننسى أبدا مجزرة بن طلحة يوم أبيدت قرية بأكملها في ليلة لن ينساها الجزائريون لقد عشنا سنوات جمر لم نصدق بعد أننا بدأنا نتعافى منها ، فليس هناك نعمة مثل الأمن فهو عماد الأمر كله.
أعتقد جازما أن الجزائريين لن ينزلقوا في فتنة أخرى يسعى لتدبيرها الحاقدون بليل ، نحن نعلم جيدا من وراء هذه القلاقل ، والشعب اليوم أوعى بكثير من أي يوم مضى ، لن ندع فرنسا ولا اليهود الصهاينة يغرقوننا في الدماء مجددا بغير وجه حق ولا شرع ولا دين ...
نحن لن ندع النيتو يدخل بلادنا ولن نسمح لفرنسا بحمل لوائه والعودة إلى بلد أذلها شعبه ومرغ أنفها في التراب ، لن ندع أي كافر جبان يخرج على قنوات الفتنة ويطالب بحماية الشعب كما يزعمون ...
فيا شباب الجزائر أقولها لكم كما قالها الشيخ البشير الإبراهيمي سابقا :" يا شباب الجزائر كونوا أو لا تكونوا..."
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إنها ستكون فتن ألا ثم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي فيها والماشي فيها خير من الساعي إليها ألا فإذا نزلت أو وقعت فمن كان له إبل فليلحق بإبله ، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، قال: فقال رجل يا رسول الله : أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض ؟
قال : يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج إن استطاع النجاء ، اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟
فقال رجل يا رسول الله : أرأيت إن أكرهت حتى يُنطَلَقُ بي إلى أحد الصفين أو إحدى الفئتين ، فضربني رجل بسيفه ، أو يجيء سهم فيقتلني؟
قال: يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار)) .
وقال صلى الله عليه وسلم :
سيأتي على الناس زمان سنوات خداعات: يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة .