..... أحدْ
رسالة إلى بلالٍ الحبشي
مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتيتُ إليك يحملني السؤالُ
فخذْ بيدي و قلْ لي يا بلالُ
أتيتَ و فيك جوع الأرض يمشي
فكيف مشتْ بسيرتك الرحالُ
و كيف تقاطرتْ كفاك مجداً
وليس لديك مالٌ أو عيالُ
إذا عاش الفقير بقلب ليثٍ
فليس يضيره أنْ قلَّ مالُ
وإن عاش الغنيُّ على الدنايا
ففوق عظامه ترسو النعالُ
بلالُ أرى حروفي ليس ترقى
إليكَ و ليس يسعفني المقالُ
وإنّك في دمي لحنٌ عميقٌ
على أنغامه تغفو الرمالُ
و صوتك حين تنثره البوادي
سحابٌ في رؤى قفري ثقالُ
أذانك لم يزلْ في الأرض حياً
و في عرض السماء له مثالُ
تفور به مآذننا و تشدو
بنجواه الروابي و التلالُ
طعمتَ الرّقّ حتى قيلَ عبدٌ
و فوق الرقّ تحملك الخصالُ
و جئتَ إلى رسول الله حراً
و قمتَ إليه حين الناسُ مالوا
وقلتَ ( الله أكبر) فاستبيحتْ
ظلالُ الشركِ و اهتزّتْ قلالُ
فثارتْ في قريشَ سيوفُ قهرٍ
على شفراتها سكن الوبالُ
جروحك يا حبيبي حرُّ نارٍ
( أميةُ) في لظاها مايزالُ
إذا ( أحدٌ) تهادتْ منك مادت
على أطراف مكّتهم جبالُ
إذا ( أحدٌ ) لها ( أحدٌ ) فأهونْ
بما تلقاه في الله الرجالُ
بلالُ يراعيَ المحمومُ كهلٌ
و ليس إلى الوفاء هنا مجالُ
و للحبشيّة السمراء دينٌ
على حرفي فهل يرجى و صالُ؟
بلالُ سوادُ وجهكَ عند ربي
هلالٌ لا يجاريه هلالُ
و لونكَ كان في ماضيك شيئاً
و لكنْ عاش في غده الجمالُ