~◘ الحديثُ الحادي والثلاثـون ◘~
عن أبي العباس سهل بن سعدٍ الساعدىّ - رضى الله عنه - قال : (( جاء رجلٌ إلى النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ الله ، دُلَّنِي على عملٍ إذا عملتُه أحبَّني اللهُ وأحبَّني الناس ، فقال : ازهد في الدنيا يُحِبُّكَ الله ، وازهد فيما عند الناس يُحِبُّكَ الناس )) حديثٌ حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة .
◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
ومعنى" الزُّهْـد في الشيء " : الإعراضُ عنه لاستقلاله ، واحتقاره ، وارتفاع الهِمَّة عنه .. يُقال : شيءٌ زهيد ؛ أي قليل حقير .
♦---•---♦
وقد أنشد بعضُ السَّلَف :
إنَّما الدنيا إلى الجنـ .. ـةِ والنارِ طريـقُ
والليالي مَتجرُ الإنـ .. ـسانِ والأيامُ سوقُ
♦---•---♦
وليس الذَّمُّ راجعًا إلى مكان الدنيا الذي هو الأرض التي جعلها الله لبني آدم مِهادًا وسَكَنًا ، ولا إلى ما أودع الله فيها مِن الجِبال والبِحار والأنهار والمعادن ، ولا إلى ما أنبته فيها مِن الشجر والزرع ، ولا إلى ما بَثَّ فيها مِن الحيوانات وغير ذلك ، فإنَّ ذلك كله مِن نعمة الله على عباده بما لهم فيه مِن المنافع ، ولهم به مِن الاعتبار والاستدلال على وحدانية صانعه وقُدرته وعظمته ،، وإنَّما الذَّمُّ راجِعٌ إلى أفعال بني آدم الواقعة في الدنيا ، لأنَّ غالبَها واقِعٌ على غير الوجه الذي تُحْمَدُ عاقبتُه ، بل يقع على ما تَضُرُّ عاقبتُه أو لا تنفع ، كما قال عز وجل :
(( اعْلَمُوا أنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلَادِ )) الحديد/20 .
( .................................)