قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الثورة السعودية قائمة بالفعل، فى الوقت الذى تشهد فيه المنطقة فترة الربيع العربى. وتحدثت الكاتبة والباحثة فى مجال الدراسات الشرقية والأفريقية سمية غنوشى، فى مقالها بالصحيفة عن الثورة التى تحدث فى السعودية بالفعل، فى الوقت الذى ينظر فيه نخبتها إلى ما يحدث فى الخارج بغضب، وتشير غنوشى إلى أن الفجوة بين الإيديولوجية المحافظة التى يتبناها النظام السعودى وبين الواقع الحضرى المعاصر قد غذت حالة عدم الرضا، فى جميع أنحاء المملكة.
وتوضح الكاتبة مقصدها بالقول إن النظام السعودى يعانى من الحصار حالياً، فمن الغرب تم الإطاحة بأقوى حليف إقليمى له، وهو الرئيس السابق حسنى مبارك، ومن الشمال تشهد سوريا والأردن موجة من الاحتجاجات، والتى لا يبدو أنها تتراجع، وعلى الحدود الجنوبية، تزداد حدة الغضب فى اليمن وعمان، وتم إرسال قوات إلى البحرين لإنقاذ نفوذها فى هذه المملكة الصغيرة، ومنع عدوى الاحتجاجات الشيعية من الانتشار فى الجانب الشرقى من المملكة السعودية، ذو الأغلبية الشيعية والذى يوجد به أيضا المخزون الأكبر من النفط.
ولم يعد الخوف من انتقال العدوى أمراً بعيداً، فقد شهدت السعودية احتجاجات بالفعل بعد وقت قصير من الإطاحة بالرئيس التونسى زين العابدين بن على، وتعرض أحد منظمى احتجاجات يوم 11 مارس الماضى إلى القتل، فى حين تم اعتقال المئات لينضموا إلى 8 آلاف من سجناء الضمير.
ورغم أن مطالب الإصلاح فى المملكة تعود إلى عام 1992، إلا أن الثورتين المصرية والتونسية قد أدت إلى التعجيل بها، وفى خطوة غير مسبوقة قام مجموعة من النشطاء والمفكرين بتحدى الحظر الرسمى، وأعلنوا تشكيل أول حزب سياسى، كما أصبحت نداءات الإصلاح تأتى من داخل المملكة، فدعا الأمير ترك إلى إجراء انتخابات برلمانية.
والآن، تجد السعودية نفسها فى قلب العاصفة الثورية العربية، فانتشرت أذرعتها الدينية والمالية لمحاولة إبقاء الوضع على ما هو عليه.
لكن الكاتبة ترى أن مستقبل البلاد لن يظل على الأرجح بيد نظام استبدادى، رغم الدعم القوى الذى يحظى به من الولايات المتحدة، بفضل إمدادات النفط، وقالت إن السعودية ليست مستعصية على التغيير المطلوب داخلياً وإقليمياً، والسؤال لا يتعلق بما إذا كان التغيير قادم على المملكة، ولكن بطبيعة ونطاق هذا التغيير.