وقفات مع مقال"هل السلفيون يكدبون على السلف"

[ابوزيدالجزائري]

الحمد لله وبعد:
لقد وقفت على مقال للأخ ابو زيد العربي في هذه المنتديات حول الموضوع المشار اليه في العنوان و أحببت أن أفرده بالرد لأن ما ذكر فيه مما يكثر ايراده و اثارته ،ومثيروه لا يخلوا أن يكونوا أحد صنفين :
1-اما مغرض متجاهل للحقائق .
2-أو مقلد ينعق بمالا يعرف.
و-للأسف-لم أجد في هذا المقال الا ما يصدق عليه أن يسمى بلغة المنطق"مغالطة"وباليونانية"سفسطة"وبالعربية"هذيان".
تلاعب بالعبارات و تذييل وحشو خال من التأصيل والتدليل.
قال في مطلعه -وفقه الله- الكل يعلم ان السلفيين يقولون انهم اقتداء للسلف الصالح ولا طالما يرددون ان الخير في اتباع السلف والشر في ابتداع الخلف......

ولكن الدي تحيرت منه وبعد قراءتي لكتب السلف من فقه او عقيدة او منهج وجدت هناك فرق وبعد كبير بين السلفيين والسلف
بل وجدت الاخوان والصوفية * كعلماء وليس كبدع* أقرب للسلف من السلفين.ثم ذكر جملة من المسائل التي زعم أن السلفيين خالفوا بها السلف.
أقول معلقا :
1-أنا أشك أنك قرأت شيئا من كتب السلف و لو كنت قرأت فأخرج لنا منها المسائل العقدية التي خالف بها السلفيون السلف سواء قيما يتعلق بالايمان بالله أو برسله أو بالقدر أو في أي مبحث من المباحث .
2-كل المسائل التي ذكرتها تجد من قال بها من السلف ثم هي مسائل خلافية فقهية تعلم ذلك لو كان لك أدنى نظر في كتب الفقه .
3-البدع الكبرى التي عند الصوفية و الاخوان من ارجاء وغلو في الصالحين ووحدة وجود هذه تجعلهم أقرب الى السلف نعوذ بالله من الخذلان .
ولنا عودة لتفصيل هذا الاجمال فقد حان وقت العصر.

[ابوزيدالجزائري]

اقرأ مثلا أصول السنة للامام أحمد أو السنة لابنه عبد الله أو الابانة لابن بطة أو كتاب التوحيد لابن خزيمة أو مجمل أصول أهل السنة للالكائي أو الايمان لابن أبي شيبة أو الايمان لابن سلام أو عقيدة السلف للصابوني أو خلق أفعال العباد للبخاري أو الرد على بشر المريسي للدارمي أو...أو.. .عناوين كثيرة يصعب حصرها وهي ما بين مبسوطة أو مختصرة مشحونة بنقل أقوال السلف.
ثم قارن بين ما فيها و بين ما كتبه من تسميهم المنتسبين الى السلفية من لدن ابن تيمية و كتبه كمنهاج السنة و نقض التأسيس والواسطية و الحموية و التدمرية و...وابن القيم و كتبه كالصواعق المرسلة و اجتماع الجيوش الاسلامية و....الى ابن باز في العقيدة الصحيحة و صالح الفوزان في الارشاد الى صحيح الاعتقاد ،مرورا بكتب محمد بن عبد الوهاب و أئمة الدعوة النجدية و كل أعلام الدعوة السلفية.
و أخرج لنا من كتب القوم أين خالفوا السلف في العقيدة في أي باب وابدأ بباب التوحيد الى أن تصل الى أبواب كرامات الأولياء و الخروج و معاملة المبتدعة مرورا بباب القدر و باب الايمان وحده و...الى غيرها من أبواب المعتقد ،نريد منكم أن تخرجوا لنا هذه المخالفات و أنى لكم هذا،و أما الكلام و الدعوى فلايعجز عنها أحد.
أما في خصوص الاخوان و الصوفية فأنا سائلك هل الطواعف بالقبورو اقامة الموالد والمشاهد البدعية من عمل السلف ،أم أن وحدة الوجود والحلول من مذهبهم كما عند غلاة الصوفية ،أم أن البدع الطرقية بدعة التيجانية و النقشبندية و..و... من هدي السلف.
أو أن القول بالتفويض كما عند حسن البنا في "عقائده"أو تكفير الأمة كما عند سيد قطب في تفسيره من هدي السلف أو ...أو....الى اخره من بحر مخازيهم مما يجعلهم أقرب الى السلف أنبؤونا بعلم ان كنتم صادقين.

[¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨]

[الحسين بن فرج]

لا شك ان كثير من المنتسبين للسلف قد أساؤوا فهمهم للسلف أو حرفوا اقوالهم ولم يعوها جيدا ؟ كما يسيء الكثير من المنتسبين للاسلام عموما اما بالافراط او التفريط ؟ ثم ان السلف اختلفوا كثيرا كما نختلف نحن اليوم ولم يكن الواحد منهم ليتجرا على التبديع ؟لذلك لا يمكن ان نكون تابعين للسلف دون أن نختلف في أكثر من مسالة ؟

[ابوزيدالجزائري]

نعم نختلف لكن فيما نختلف نختلف في المسائل الفقهية العملية نختلف في بعض وجهات النظر -هذه سنة الله في خلقه أن تختلف أفهامهم و مداركهم- لكن لا نختلف في أصول الملة التي هي محل اجماع عند السلف أو المسائل التي فيها أدلة واضحة كالشمس .
فلما نختلف في حكم صيام يوم السبت أو تثنية أو تربيع التكبير في الأذان أو جلسة الاستراحة أو موضع القبض في الصلاة أو اشتراط اذن ولي الأمر لقنوت النازلة ونحو ذلك من المسائل الخلافية الاجتهادية هذا كله مما يسوغ الخلاف فيه و لا يجب أن يشنع بعضنا فيه على بعض هذا لا يفعله من شم رائحة الفقه والعلم هي مسائل اختلف فيها السلف و لكل منها أدلة و براهين و حجج.
لكن أن ترد النصوص بدعوى الخلاف أو يأتي شخص الى ما أجمع اليه السلف كالايمان بالصفات فيؤولها و يعطلها أو يكفر المسلمين بالكبيرة أو نحو ذلك هذا لا يسوغ لأحد أحد أن يفعله،ومن كان شأنه كذلك كان السلف يحكمون عليه بالضلال و يأمرون بهجره زجرا له ووقاية للمسلمين من الاغترار،هذا معلوم عن السلف تجده في كتب العقائد ومصنفات الحديث و كتب التراجم .