كانت العصابات الصهيونية وحلفائها الغربيين على رأسهم
الولايات المتحدة الأمريكية، وأطراف لبنانية وعربية تنتظر
هزيمة مدوية لحزب الله وتفككه وتبدده.
خاصة مع الضربات الأولى المدوية التي تلقاها الحزب وأدت
إلى إخراج ما يقارب 5000 من العناصر النشيطين من
ساحة المعركة بتفجيرات البيجر، إغتيال قادة الصف الأول
على رأسهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله وخليفته المنتظر
هاشم صفي الدين، وقادة التحكم والسيطرة الميدانيين وتدمير
مخازن الصواريخ والمسيرات.
هذه العمليات الموجعة أضرت بالحزب كثيرا وهو ما إعترف به
ضمنيا أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في خطاب الإنتصار، خاصة
إغتيال قيادته، ما جعل الحزب يفقد التحكم والسيطرة على
سيرورة الحرب.
وكان على الحزب تعيين قادة أخرين وجدد في مكان من
تم إغتياله، وتلك كانت مهمة شاقة خاصة مع فقدان الإتصال،
وأنه حتى من يعين حديثا يستهدف من العساكر الصهاينة.
ما يدل أن العصابات الصهيونية كانت تتهيأ لحرب إبادة
الحزب نهائيا من الوجود، بوضع تخطيط محكم لذلك.
وكان المراد من ذلك، عند الشروع في الإجتياح البري إستسلام
عناصر الحزب المرابطين في الخطوط الأمامية وهروبهم من ساحة
المعركة تاركين أسلحتهم، خاصة بعد الوقع المعنوي الذي ألم بهم في
إغتيال قادتهم، مثلما جرى للجيش العراقي في عمليةإقتحام وإجتياح
العاصمة بغداد من طرف الجيش الأمريكي، وبالتالي إعلان ما تبقى من
قادة الحزب الإنهزام والإستسلام.
إلا أن الحزب بصلابة صفوفه وجسارة عناصره استوعب الصدمة بالثبات
والعزم واسترجع قواه، فإخرط من جديد في ساحة المعركة، وفرض وقفا
لإطلاق النار على العدو الصهيوني تحت النار.
وبذلك يسقط المشروع الصهيوني بإبادة حزب الله وفي أقل الأحوال
تجريده من سلاحه.