وسائل التوحيد ودلائله عبد الرحمن الوكيل - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

وسائل التوحيد ودلائله عبد الرحمن الوكيل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2024-04-26, 15:06   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالله الأحد
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي وسائل التوحيد ودلائله عبد الرحمن الوكيل

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، فسبحانك رب العالمين! إياك نعبد، وإياك نستعين، وبك نؤمن، وعليك نتوكل، وبذكرك يا رب تطمئن القلوب.
وأشهد أن خاتم الأنبياء والمرسلين وإمام المتقين المهتدين المجاهدين عبد الله ورسوله محمد، صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى آله المؤمنين الذين اتبعوه بإحسان إلى يوم الدين، لقد كان  مع الله فكان الله معه. وكان إذا ما ادلهمت الخطوب، ورجفت حوله الدنيا بالملمات، وأغرى به الشيطان جبارا عنيدا ـ يعوذ بنور وجه الله الذي أشرقت له الظلمات، فإذا بالخطوب بشائر ورحمة، وإذا بالملمات مجالي خير ونعمة، وإذا بكل جبار طاغية ينشد منه  العفو الأمان.
وأصغ بالقلب إلي مناجاة الرسول ربَّه ـ وقد أعرض عنه الناس، ونبذت دعوته ممن أمل أن يجد عندهم مجابا من بني ثقيف، فكانوا عليه إلبًا أشد من قريش: «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين. أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟! إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملَّكته أمري؟» ثم تتجلى نفس الرسول في إشراقها الأعظم، فترسل النجوى هدى ونورا ويقينا وإيمانا، كأنما تعتذر بها عن تلك اللحظة الهافية الآسية التي استشعرت فيها ضعفا وهوانا، فيقول : «إن لم يكن بك سخط علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل علي غضبك، أو أن ينزل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك».
فأية نفس في الوجود أصفى إيمانا، وأسمى يقينا، وأجل ثقة، وأعظم حبا لله من هذه النفس التي حيت عن بينة لله، وعاشت للجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله؟! فصل اللهم وسلم على عبدك الكريم ورسولك محمد الصادق الأمين.
"وبعد" فهذا الكتاب أبتغي به وجه الله الكريم، وما أنتصر فيه إلا لدعوة الحق مشرقة الجلال والهدى والنور والبرهان من كتاب الله الحق، وسنة رسوله الحق. وإني أقدمه للمسلمين في كل قطر بعامة، وللجماعات الدينية في مصر بخاصة، أناشدهم فيه اللياذ بالحق، والتوحد الكامل الشامل تحت راية القرآن، والاعتصام بالكتاب والسنة في الدين والحياة، مذكرا إياهم بما هدى إليه الله ورسوله من الحق، وإلى صراط مستقيم.
وإني لأضرع إلى الله سبحانه أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يكون هذا الكتاب شعاع نور في هذه الظلمة الساجية، وإسفار صبح لهذا الليل الرهيب، حتى يتجلى الحق واضحا، وتنقشع ظلمات الجاهلية التي أركست الناس فقعدوا صاغرين.
وما كان في الكتاب من هدى وحق فمن الله وبتوفيق من الله، وما كان فيه من غير ذلك فمني وأستغفر الله منه، ولا أزعم لنفسي ـ وبالله أعوذ ـ أني أديت الواجب، بل حاولت أن أؤديه، مستعينا بالله، متوكلا عليه، مهتديا بهداه.
وإني لأناشد كل مسلم وكل جماعة دينية، أن يأخذوا من هذا الكتاب ما ذكرتهم به من آيات الله وأحاديث رسول الله  ، عافين عما قد يكون فيه من أسلوب ألهبه الحماس، وأججت لظاه الحمية لدين الله، وأن يقوموا ما فيه ـ بعد ذلك ـ بالعدل والحق وروح الإيمان، لا بالعصبية والحمية للأسماء، أو تراث الشيوخ والآباء. إنها دعوة يقول صاحبها ويؤمن أنها حق، ولله.
فانظروا فيها ـ عادلين مؤمنين ـ على ضوء الهدى من الكتاب والسنة، فإن رأيتموها كما يقول ويؤمن فقولوا لها كلمة منصفة عادلة، تؤيدون بها الحق في هذا العصر الذي استعلن فيه الباطل، واستظهر الظلم، ورمي دين الله الحق بكل فرية، وكل بهتان زنيم.
وإن رأيتم في الكتاب ما تحسبونه منكرا، فتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، تعالوا إلى الكتاب والسنة نحتكم إليهما، كما أمرنا الله الحكيم الخبير: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [سورة النساء: 59]. وما أتعصب لقولي، ولكن أقول لكم: وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ [سورة سبأ: 24]. فهل أنتم فاعلون؟
المؤلف
عبد الرحمن الوكيل
وسائل التوحيد أو دلائله
لتوحيد الله في الربوبية والإلهية وسائله أو دلائله، فهي وسائل لمن شاء أن يكون خالص التوحيد اعتقادا وعملا، ودلائل يفصل بها المؤمن الصادق بين الموحد والمشرك، وتلك الوسائل هي حسب ما فهمته من كتاب الله واستنبطها منه.
أولا: طاعة الله ورسوله  .
ثانيا: تقوى الله سبحانه وتعالى وحده فيما يطيع به الإنسان ربه، والرسول، ليكون لله الدين الخالص.
ثالثا: اتباع الكتاب والسنة، حتى تكون الطاعة عن بينة هادية، والعمل خالصا من كل شائبة، والاعتقاد في الله حق اليقين.
رابعا: الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله كلما وقع بين المسلمين خلاف سواء أكان في شئون الدنيا أم في شئون الدين، حتى تظل وحدة المسلمين ثابتة مكينة، والتآخي بينهم قويا صادق الشعور.
خامسا: الحكم بكتاب الله وسنة رسوله بين المختلفين أو المتخاصمين، مسلمين أو غير مسلمين، حتى تظل الدولة الإسلامية قوية العماد، لا ينتقض عليها أفرادها، ولا يختلف فيها محكوم على حاكم، ما دام حكم الله يشمل الجميع، ويطبق عليهم تطبيقا صحيحا عادلا.
سادسا: الرضى بحكم الله، والصبر عليه، والإذعان الكامل له.
تلك هي دلائل التوحيد ـ أو هي وسائله ـ التي يجب على المسلمين أن يتوصلوا بها وحدها إذا شاءوا أن يكونوا أولياء الله، وأن يكون الله وليهم، وأن يسودوا العالم كله بالحق والعدل والسلام والرحمة.
وتلك الوسائل متلازمة، لا تنفصل إحداها عن الأخرى، فلن تكون مسلما إذا ادعيت طاعة الله ورسوله وأنت تتبع في دينك غير الكتاب والسنة، ولن تكون الدولة مسلمة إذا لم تحكم بالكتاب والسنة، ولن يكون المسلم مسلما إذا ما اتقى في عمله غير الله أو ابتغى به غير وجه الله.
وإني لشديد العجب ممن يفترون على الله الكذب، ويقولون عليه بغير علم، فيزعمون أن الدين لا صلة له بشئون الحكم ولا بشئون الحياة!! كأنما الدين تشريع الفرد في نفسه ولا صلة لأحكامه بشئون الجماعة!! أو كأنما الدين عبادة للصومعة، أما خارج الصومعة فمباح للفرد أن يعمل كيف شاء، وأن يحكم بما شاء أن يجعله قانونا له في الحياة بمقتضاها يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا [سورة النساء: 60]! هذا ما يريده أولئك المفترون، ببغاوات التقليد لوثنية الغرب وإلحاده! عباد المرأة وسفورها الماجن!
* * * * *

الوسيلة الأولى: طاعة الله ورسوله ( )
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ. والذي يقترف البدعة يزعمها حسنة متولٍّ عن طاعة الله، جاحد بسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وهو ممن عناهم الله سبحانه ـ والله أعلم ـ بقوله: فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ
[سورة آل عمران: 106]. وما وجبت طاعة الرسول إلا بأمر الله وإذنه: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ
[سورة النساء].
وقد نبتت للشيطان فتنة جديدة دفعت بعض من ختم الله على قلوبهم إلى حمأة جديدة من الكفر، إذ يفترون الكذب على الله، فيزعمون أن القرآن وحده هو مصدر التشريع، أما السنة فلا!! وهؤلاء أشد على الدين خطرا ممن ينابذونه العداوة جهرا، إذ يتراءون بالتقديس الخاشع لكتاب الله، فيحسبهم الغِرُّ المفتون من ذوي الفكر الثاقب الحر، والتجديد الموهوب!! ولا أدري كيف تصدق طاعة الله إذا عصيت سنة رسول الله؟! كيف يتحقق الإيمان بالقرآن إذا كفر بسنة من نزَّل الله عليه القرآن؟! أيؤمنون به رسولا جاء بالقرآن، ويكفرون به رسولا بيَّن ما في القرآن؟! والأمين الذي ائتمنه الله على كتابه، فبلغه، وشهد الله له أنه بلغه، أليس هو الأمين الذي بيَّن وفصَّل أحكام أمانة ربه؟ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى [سورة النجم: 3]، وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [سورة النحل: 44]، وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ [سورة النحل: 64]. ويقول  «لا ألفين الرجل منكم يأتيه الأمر من أمري، إما أَمرت به، أو نَهيت عنه. وهو مُتكئ على أريكته، فيقول: ما ندري ما هذا!؟ فعندنا كتاب الله وليس هذا فيه!! وما لرسول الله أن يقول ما يُخالف القرآن، وبالقرآن هداه الله». أبو داود، والترمذي.
وإن هذا الحديث ليُعد من أعلام النبوة، فما أخبر به واقع اليوم!!
جزاء الطاعة:
كل نفس إنسانية يشغفها الظفر بالخير الدائم حبا، وتصور لها أحلامها الشاعرة أن تظفر بذلك الخير في مكان تُباكره الآمال، وتُغاديه السعادة، وزمان يطول كالأبدية، ترف بالطمأنينة أنهاره، وتسمىِِ على السلام لياليه، بين أخلاء أمجاد أعزه، خلُّص القلوب، يحيونه بالإيثار، ويُصافحونه بالمحبة. غير أن هذه الآمال النفسية لن تكون في هذه الحياة إلا صورا يسحر بها الخيال صاحبه. ولكن الله سبحانه وعد المطيع ـ ووعده الحق ـ بما هو أسمى وأجل وأصدق من تلك الآمال: وعده أن يُظفره بالخير العظيم الدائم الثابت السليم العواقب وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
[سورة الأحزاب: 71].
ولكن ما هذا المكان الذي ينعم فيه المطيع بهذا الفوز العظيم؟ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [سورة الفتح: 17]. فوز عظيم يسعد به المطيع في مكان كريم هو جنة الله الخالدة.
ولكن تراه يمضي مع الديمومة في الخلود تُسئمه الوحدة ويُقلقه التفرد في مجاليه الوضاء الفساح؟ كلا. بل سيكون مع صحاب آخرين. فمن هم أولئك الصحاب البررة؟ وما مكان ذلك المطيع السعيد بينهم؟ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا [سورة النساء: 69].
فوز خيره دائم ثابت، وعاقبة كلها أمن وسلامة، ومكانة ما فوقها للسمو مكانة، وصحاب وهم المصطفون الأخيار عند الله، كل هذا في جنة الله الخالدة
.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:36

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc