فضل أداءُ النافلِة في البيت
أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9
بسم الله الرحمن الرحيم
هل تصدقُ أخي الغالي أن من صلَّى النّوافلَ في بيتهِ يتضاعفُ أجُره خمساً وعشرينَ مرةً على من صلاَّها في المسجدِ أمامَ الناسِ ولو كانَ في الحرمينِ وذلك على عكسِ الفريضةِ؟
فقد روى عن صهيبٌ الروميُّ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صَلَاةُ الرَّجُلِ تَطَوُّعًا حَيْثُ لَا يَرَاهُ النَّاسُ تَعْدِلُ صَلَاتَهُ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ). صححه الألباني في صحيح الجامع رقم (3821)، وفي حديثٍ آخرَ مرفوعٍ عن رجلٍ من أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فضلُ صلاةِ الرجلِ في بيتِهِ على صلاتِهِ حيثُ يَراهُ الناسُ كفضلِ الفريضةِ على التطوُّع). صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم (441)
وهذا يعني أن مجموعَ الحسناتِ التي يحصلُ عليها من صلى النوافل المسجدِ خلالَ خمسٍ وعشرينَ سنةً، يمكنُ أن تكسبها أنت خلالَ سنةٍ واحدةٍ إذاَ صلَيتَهَا في البيتِ أو في المكانِ الذي لا يراك فيهِ أحدٌ. (رواه أبو داود في فضل المشي إلى الصلاة (2/266)، هل ترضى أن تُفوتَ هذا الأجرَ العظيم؟ لا أظنُّ ذلكَ، فاحرِص أخي المسلمُ على أن يكون لك نصيبٌ من صلاةِ التطوعِ حيثُ لا يراكَ الناسُ، فإنهُ أكثرُ لكَ أجراً وأبعدُ عنِ الرياء.
ثم أعلم أخي الكريم أنهُ كلمَا كانَ العملُ مُخلصاً لله كانَ الثوابُ عليهِ عظيماً، ثبتَ عن أبي سعيدٍ رضي الله أنهُ قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليهِ وسلم: (صلاةُ الرجلِ في جماعةِ تزيدُ على صلاتهِ وحدهُ خمساً وعشرينَ درجةً، فإذا صلاها بأرضِ فلاةٍ، فأتمَّ وضوءها وركوعها وسجودها، بلغَت صلاتُهُ خمسين درجةً). رواه أبو داود كتاب فضل المشي إلى الصلاة (2/266).
لماذا هذا الثوابُ لمن فعل ذلكَ؟ لأنهُ لم يصلَّ خوفاً من هيئةٍ، ولم يُذكرهُ للصلاةِ صوتُ مؤذنٍ، وليس عندهُ صديقٌ أو قريبٌ يرائي أمامهُ ولكنهُ الخوفُ من الله تبارك تعالى، والاستشعارُ بمراقبِة الله لهُ، وهو في صحراءَ خاليةٍ من البشرِ، مما جعلةُ يقومُ يصلي فريضةً لله دخل وقتُها، فكان ذلك الثوابُ والأجرُ المضاعفُ.
فعود نفسَكَ على الإخلاصِ، بأن تجعل للبيتِ نصيباً من صلاةِ النافلةِ فإنَّ لك في ذلك خيراً عظيماً، روى زيدُ بنُ ثابت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلاَةِ صَلاَةُ المَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا المَكْتُوبَةَ). رواه البخاري (731)
المصدر: كتاب (كيف تطيل عمرك الإنتاجي) – د. محمد بن إبراهيم النعيم (رحمه الله)
● ((صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس))
قال الشيخ محمد بن سعيد رسلان -حفظه الله تعالى- :
صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس، فإن هذه لا يحرص عليها المسلمون؛ السنن البعدية لا تصلى في المسجد أصلاً، إلا إذا كانت في جماعة كصلاة القيام في رمضان، وأما البيوت فلابد من أن يجعل لها نصيب، فالإنسان يصلي النوافل في البيت ما استطاع بعيدا عن رؤية الناس إياه.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أخرج ذلك أبو يعلى بإسناد صحيح : (صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا وعشرين). خمسا وعشرين ضعفاً إذا صلى الإنسان بعيداً عن أعين الناس في النافلة -تطوعا-.
(صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا وعشرين). أي خمسا وعشرين ضعفاً، وهذا حديث صحيح.
وأما الإسناد الموقوف عن الصحابي الذي قال ان صلاة الرجل تطوعا حين لا يراه الناس تزيد كفضل صلاة الرجل في المسجد جماعة فهو إسناد صحيح مقبول .
قال المنذري رحمه الله :
" إسناد جيد " انتهى من " الترغيب والترهيب " (1/171)، وصححه الشيخ الألباني موقوفا في " صحيح الترغيب والترهيب " (1/106)، وأما في " السلسلة الصحيحة " (رقم/3149) فقال إن له حكم الرفع
فأكثروا النوافل في البيت فانها مضاعفة هنالك أثابكم الله وتقبل الله منا ومنكم