#أزمة أكاديمية تاريخ الجزائر المعاصر 📚
التاريخ والسير في عهود السلف الماضي لم يكتب فيها ، ولم يتخصص فيها وينشغل بها إلا علماء الحديث والعقائد .
والتاريخ لا يمكن ، ولا يستطع أن تكتبه بغير مصطلحات العقائد والحديث .
فلا يتحرر التاريخ ويتحقق إلا بعلوم الحديث ، وهذا ما لم أجده في أكاديمي تاريخ الجزائر المعاصرين ، فهم من أجهل الناس بالعقيدة السلفية ، وبمصطلح الحديث وعلومه ، ولهذا تجد في كتبهم العجب العجاب من الشطحات في العقائد ، ومثلهم مثل حاطب ليل يروي وينقل الموضوع والمكذوب والمصنوع ، وعن كل من هب ودب ولو من زنادقة المستشرقين ، ومن مدرسة فرنسا وبريطانيا ، ويأخذون ذلك كله مسلما من غير الغربلة والتمحيص ، و" قمش ثم فتش" التي هي أصل وقاعدة في الجمع والتحقيق والتحرير .
والذي لا يحرر التاريخ والأخبار بمسلك ومنهج المحدثين فهذا حري بأن يكذب ويغش الأمة ، ويخدم مشروع أعدائها ، ويكون بوقا من أبواقهم من حيث يجهل وهو لا يعلم ، وهذا عين الجهل المركب ، فمثله لا يجوز أن يقتحم أبواب العلم وكتابة فيه ، أو الدعوة إليه إلا بعد التعلم والتربية .
➖ قلت ( بن سلة ) : ولهذا كان من مشروعي ، وأرى أني أول من ينبه عليه ، ويسلكه ويعمل عليه ، ويدعو إليه بالجزائر ، هو توظيف العقيدة وفنون الحديث في إعادة كتابة تاريخ الجزائر الحديث .
وهذا يلزم منه تكوين المتخصصين من طلاب العلم في العقيدة والحديث ، وتربيتهم على منهج المحدثين
وهذا يلزم منه من أهل العلم والحديث ممن يحمل هذا مشروع الأمة وتجديد التاريخ ، مخالطة أولئك الدكاترة في التاريخ ومناقشتهم ، وأخذ منهم ما عندهم من بضاعة التاريخ وغربلتها ، وإفادتهم بعقائد السنة ومنهج المحدثين .
فنكون بذلك جمعنا بين مدرسة الحديث ، ومدرسة أكاديمية الجزائر في التاريخ .
وفي أخر نتحصل على بضاعة نقية سالمة في تاريخ الجزائر بعيدة عن المدرسة الفرنسية ، وعن الفلاسفة وغلو التصوف ، وبعيدة عن المستشرقين .
فتتكون بالتالي عندنا مدرسة سلفية في التاريخ ومعتدلة ، تحتكم إلى أصول العلم والتحقيق والوسطية والاعتدال ، بعيدة عن التهميش والتطرف والجهل ، والتقليد الأعمى للمدرسة الفرنسية .
وبهذا نكون قد قدمنا خدمة عظيمة للذاكرة الجزائرية التاريخية ، والقومية العربية ، وربطنا تاريخ المغرب بالمشرق في ثوابته ، في عقائده ، في انتمائه ووجوده ، وربطنا أوصال الأمة الإسلامية ، والحمد لله رب العالمين .
الباحث الكاتب : بشير بن سلة الجزائري 🇩🇿