معصية تغلبك، ومعصية تقابلك (تصادفك)، ومعصية تبحث عنها وتعد لها..
وكلها لم يضع أحد السيف على رقبك ويأمرك بفعلها !
ومع ذلك تقع فيها وتفعلها ، وفي كثير من الأحيان بلا تردد ولامبالاة !
ولو كنت مخلصا صادقا في البعد عن المعصية وأسبابها لوجدت الله {توابا رحيما}.
اسمع وانظر جيدا: {قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه} يعني أنهم يدعونه إلى المعصية مع التهديد والوعيد !
فدعا الله بصدق وإخلاص أن يبعده عن هذه المعصية ، وأن السجن أحب إليه من الوقوع فيها.
{فاستجاب له ربه} أي: لمااستجاب العبد لربه بطاعته، وعلم أن له ربا يؤيده ويخلصه، {استجاب له ربه فصرف عنه كيدهن، إنه هو السميع العليم} سميع للأقوال، عليم بالأفعال والأحوال، وبالصادق من الكاذب، فيجزي كلا بما يليق به .
فسبحان من اصطفى من عباده المخلصين، وجعلهم قدوة للصالحين، وعظة للمذنبين، لعلهم ينيبون فيخلصون.
جعلني الله وإياكم من المنيبين التائبين المخلصين .