أيها المسلمون: من فضل الله على عباده أن دائرة الحرام ضيقة؛ فالأصل في المطعومات والمعاملات، وكل المنافع وطرق الكسب هو الحل، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في كلمة جامعة: "واعلم أن الأصل في جميع الأعيان الموجودة على اختلاف أصنافها وتباين أوصافها، أن تكون حلالا مطلقا للآدميين، وأن تكون طاهرة لا يحرم عليهم ملابستها ولا معاشرتها، ثم قال -رحمه الله-: وهذه كلمة جامعة، ومقالة عامة، وقضية فاضلة، عظيمة المنفعة، واسعة البركة، يفزع إليها حملة الشريعة فيما لا يحصى من الأعمال وحوادث الناس" انتهى كلامه -رحمه الله-.
عباد الله: ولكن الإنسان بتقصيره، وطمعه لم تسعه دائرة الحلال الواسعة، فتراه يدخل دائرة الحرام بأكل الحرام، من الرشوة والاختلاس، والتكسب بوسيلة حرام من البيوع الفاسدة، واللهو المحرم.
يا عبد الله: الحياة قصيرة، والزمن سريع الزوال، فلا تطلب الرزق بمعصية الله، وما أدى إلى الحرام فهو حرام، بأكل الحرام تنزع البركات، وتكثر الأمراض والعاهات، وتحل الكوارث والأزمات، ويفشو التظالم والشحناء.