بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ،
مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ،
وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ،
ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً ..
أمْا بَعد ...
التقوى
الآية:
قـال الله تعـالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ غ– وَاتَّقُوا اللَّهَ غڑ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[الحر:18].
الحديث:
عـن أبي أمامـةرضي الله عنه قـال: سـمعت رسـول الله صلى الله عليه وسلم يخطـب في حجـة الـوداع فقـال: «اتقـوا الله ربكـم، وصلـوا خمسـكم، وصمـوا شـهركم، وأدوا زكاة أموالكـم، وأطيعـوا ذا أمركـم، تدخلوا جنة ربكم» (1).
المعنى:
التقوى: أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه. فتقــوى العبــد لربــه: أن يجعــل بينــه وبيــن مــا يخشــاه مــن ربــه؛ مــن غضبــه وســخطه وعقابــه، وقايــة مــن ذلــك. وهــو امتثــال أمــره واجتنــاب معصيتــه (2).
وقــد عرفهــا طلــق بــن حبيــب رحمه الله بقولــه: «العمــل بطاعــة الله عـلـى نــور مــن الله، رجــاء ثــواب الله، وتــرك معــاصي الله عــلى نــور مــن الله مخافــة عــذاب الله».
قـال الذهبـي رحمه الله معلقـا: «أبـدع وأوجـز فـلا تقـوى إلا بعمـل... فمـن داوم عـى هـذه الوصيـة فقـد فـاز»(3).
ثمرات التقوى:
. وللتقوى ثمرات في الكتاب والسنة أوصلها بعضهم إلى ثلاثين ثمرة منها:
- الانتفــاع بالقــرآن الكريــم، ومحبــة الله عز وجل قــال تعــالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التو بــة: 4].
رحمـة الله للمتقـن، قـال تعـالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ غڑ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعـراف:156].
- تكفير السيئات.
- تفريج الكربات.
- زيادة في الرزق.
- سبب في حصول العلم.
- نور يقذفه الله في القلب يفرق به بن الحق والباطل.
- هي وصية الله للأولين والآخرين.
مراتب التقوى:
قال ابن القيم رحمه الله :التقوى ثاث مراتب:
إحداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات.
والثانية:حميتها عن المكروهات.
والثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني.
فالأولى: تعطي العبد حياته.
والثانية:تفيده صحته وقوته.
والثالثة: تكسبه سروره وفرحه وبهجته.».
قــال ســعيد بــن جبــير رحمه الله: إن ُ الخشــية أن تخشــى الله حتــى تحــول خشــيتك بينــك وبــين معصيتــك فتلــك الخشــية»(4).
قال أبو محمد عبدالله القحطاني رحمه الله في نوتيته:
وإذا خـلــوت بـريبة في ظلمـة *** والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحٍ من نظر الإله وقل لـها *** إن الذي خـلق الظام يرانــي
وقال علي بن محمد البسامي رحمه الله:
وإذا بـحـثـت عـن التقــي وجـدتــه *** رجلا يـصـدق قـوله بفـــعال
وإذا اتـقـى الله امــرؤ وأطـاعـــــه *** فـيـداه بيـن مـكـارم ومـعال
وعلى التقي إذا تراســخ في التقى *** تاجان: تاج سكينة، وجـمـال
وإذا تنـاسبـت الـرجــال، فمــا أرى *** نسبا يكون كصالح الأعمــال(5).
(1) أخرجه الترمذي برقم: (867 )وصححه الألباني.
(2) العرب.
(3) سير أعلام النبلاء (601/4)
(4) درر الأقوال من أفواه الرجال (ص:11)
(5) روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص:22)