قصة ترويها احدى المتزوجات بعد حادثة القطار بمصر..
#أنا متزوجة بعسكري منذ 6 سنوات ماكثة ببيت أهله وهو رجل عسكري في مدينة أخرى
وطوال فترة زواجنا ونحن نتمنى أن نرزق بالخلفة والذرية والحمد لله بعد5 سنين أذن الله أن أكون بالحمل وشاءت الأقدار أن أنجب أحلى توأمين أسيل ومحمد ومنذ لحظة ولادتهم وزوجي لم تسعه الأرض من شدة الفرح بل وأخذ إجازة وقدم الى البيت وكان كله بهجة وفرحة ومنها قرر نقلي معه وكراء سكن في مدينة عمله والسكن هناك كي يكون قريبا منا وعند اكتمال مدة إجازته رجع الى المدينة التي يعمل بها وقرر البحث عن سكن للكراء لكنه وجد صعوبة كبيرة خاصة من رؤسائه فعمله يتطلب إجراءات صارمة والحمد لله بعد مدة عثر لنا على سكن للكراء وقدم الي كي يأخذني أنا وأولاده
ومنذ يوم قدومه وهناك رؤيا تتكرر علي يوميا في المنام حيث رأيت كأن هناك شيخا كبيرا ذو لحية بيضاء وعليه من النور ما شاء الله ..أمسكني من يدي وقال لي تعالي أنا من سيوصلك لحي الخضراء
(في داك المنام الخضراء هي الحي الذي استكرى لنا فيه زوجي ) وأنا أقول له ..لا لن أذهب معك فالمكان بعيد اصبر حتى يأتي حسن زوجي هو من سيأخذنا لكن الشيخ لا يزال يمسكني من يدي وأنا أتهرب بحجة أن أسيل ابنتي جائعة وسترهقني طوال الطريق وتركت يده ..وبعد مدة رأيت دخاانا أبيضا كثيفا وفجأة عم الدخان بكل المكان واختفى الشيخ ...تكرر علي هذا المنام مرارا وتكرارا وأنا لم أخبر به أحدا ..جهزنا كل أمتعتنا وكل ما سنأخذه معنا لمقر سكنانا الجديد ...
وفي آخر ليلة قبل السفر سهرنا حتى ساعة متأخرة من الليل وذهبنا كي ننام وكان لم يبقى لنا الا ساعتين أو ثلاث قبل موعد سفرنا ..أردت ضبط منبه الهاتف لكن البطارية قد نفذت فقد كنا في إرهاق كبير من شدة التعب
فذهب زوجي ألى أخيه بالغرفة المجاورة لنا وأخبره بأن يوقضنا قبل موعد الرحلة وأن يأخذنا الى محطة النقل فأخبره أخوه بأنه لن ينام وبأنه سيضل ساهرا يتصفح مواقع التواصل فيس بوك...ذهبنا للنوم وبعد مضي أربع ساعات أفاق زوجي مذعورا لأن وقت الرحلة قد مضى وذهب إلى أخيه لكنه أخبره بأن النعاس قد غلبه وبدأ زوجي بالصراخ وجاءت حماتي وأبو زوجي لتهدئته وأخبروه بأن كل شيء حصل فيه خير من الله
صمت زوجي لكنه لم يزل متذمرا من الموقف الذي حصل معه ومضى بقية اليوم وكنا مجتمعين كلنا في البيت والتلفاز شغال وإذا به خبر عاجل ...حادثة قطار بمحطة رمسيس...ووجود عدة ضحايا ...لم أتمالك نفسي ولم أستوعب ما جرى واستبعدت أن تكون نفسها المحطة التي كنا سنسافر منها ففي وقت الحادثة كان من المفروض أن نكون هناك في نفس موقع الحادثة ..أغمي علي من هول ما رأيت ولم أفق الا وأهلي يبكون كوني أخبرتهم أني سأسافر على متن تلك الرحلة وكون هاتفي كان مغلقا لم أتكلم أبدا من شدة الصدمة وذرفت الدموع بحرقة قدم أهلي ومعهم بعض الصدقات من أكل وشرب يوزعونها شكرا لله واأنا لازلت تحت تأثير الصدمة بل وأحيانا اظن أني ميتة وتلك هي جنازتي حتى زوجي هاتفه لم يتوقف للحظة من قبل زملائه في العمل ولم يصدقوا أنه لم يسافر ذالك اليوم
كم هو صعب أن تكون قريبا من الموت تتذكر كل كبيرة وصغيرة وحتى من كنت قد نسيتهم تذكرتهم بل وحتى أطفالي كل ماأراهم أبكي بحرقة أتخيلهم محترقين ومتفحمين
الله كتب لنا عمرا جديدا وحياة جديدة لحكمة وحده الله سبحانه من يعلمها
#إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم ارحم كل من فقدناهم برحمتك يا أرحم الراحمين