خيركم من تعلم القرآن وعلمه - الصفحة 8 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

خيركم من تعلم القرآن وعلمه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-01-23, 14:00   رقم المشاركة : 106
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



هل كان ابن مسعود يجوِّز قراءة القرآن بالمعنى؟

السؤال

سمعت في إحدى القنوات الدينية عن حديث لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه فيما معناه

: أنه كان يعلِّم رجلاً القرآن ، وكان الرجل لا يستطيع أن ينطق كلمة (الأثيم) في قول الله تعالى (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم) فبدَّلها له عبد الله بن مسعود بكلمة "الفاجر"

مع العلم بأن المشايخ في القناة أقروا أن الحديث صحيح ، والسؤال هو : كيف يكون ذلك في وجود قول الرسول (قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي) ؟


الجواب

الحمد لله

أولاً :

القرآن كلام الله المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم , ولا يمكن لأحدٍ أن يبدله ، لا النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا غيره من باب أولى

وفي ذلك يقول تعالى : (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِ

نْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) يونس/15 .

قال ابن كثير رحمه الله :

أي : ليس هذا إليَّ ، إنما أنا عبد مأمور ، ورسولٌ مبلِّغ عن الله .

"تفسير ابن كثير" (4/253) .

وقال الزرقاني رحمه الله :

وليس بعد كلام الله ورسوله كلام ، كذلك أجمعت الأمة على أنه لا مدخل لبشر في نظم هذا القرآن

لا من ناحية أسلوبه ، ولا من ناحية ألفاظه ، بل ولا من ناحية قانون أدائه ، فمَن يخرج على هذا الإجماع ، ويتبع غير سبيل المؤمنين : يولِّه الله ما تولى ، ويصله جهنم ، وساءت مصيراً .

وها نحن أولاء قد رأينا القرآن في تلك الآية يمنع الرسول من محاولة ذلك منعاً باتّاً ، مشفوعاً بالوعيد الشديد

ومصحوباً بالعقاب الأليم ، فما يكون لابن مسعود ، ولا لأكبر من ابن مسعود بعد هذا أن يبدِّل لفظاً من ألفاظ القرآن بلفظٍ من تلقاء نفسه .

"مناهل العرفان في علوم القرآن" (1/188) .

ثانياً:

أما الأثر المذكور عن ابن مسعود : فقد أخرجه عنه : أبو عبيد وابن الأنباري وابن المنذر – كما قال السيوطي - عن عون بن عبد الله أن ابن مسعود أقرأ رجلاً : (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم) فقال الرجل : "طعام اليتيم"

فرددها عليه ، فلم يستقم بها لسانه ، فقال : أتستطيع أن تقول : طعام الفاجر ؟ قال : نعم ، قال : فافعل .

وقد روي مثل ذلك أبي الدرداء رضي الله عنه ، أخرجه سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه .

انظر : "الدر المنثور" للسيوطي (7/418) .

وقد أجاب العلماء عن هذا بأجوبة سديدة ترفع الإشكال الوارد في السؤال ، ومن تلك الأوجه :

1. أن هذا كان من ابن مسعود تقريباً للمتعلم ؛ ليفهم معنى الكلمة ، حتى يسهل عليه بعد ذلك نطقها نطقا صحيحاً .

قال القرطبي رحمه الله بعد أن ذكَر الأثرين عن ابن مسعود وأبي الدرداء :

ولا حجة في هذا للجهَّال من أهل الزيغ أنه يجوز إبدال الحرف من القرآن بغيره

لأن ذلك إنما كان من عبد الله تقريباً – (وفي نسخة تقريعاً) - للمتعلم ، وتوطئة منه له للرجوع إلى الصواب ، واستعمال الحق والتكلم بالحرف على إنزال الله ، وحكاية رسول الله صلى الله عليه وسلم .

"تفسير القرطبي" (16/149) .

2. أن يُحمل قول ابن مسعود على أنه جاءت قراءة تلك الكلمة على الوجهين ، وأن ابن مسعود سمع الوجهين من رسول الله صلى الله عليه وسلم , ويؤيد هذا القول ثبوته عن أبي الدرداء أيضاً .

قال الزرقاني رحمه الله :

أما هذه الرواية المنسوبة إلى ابن مسعود من أنه أقرأ الرجل بكلمة "الفاجر" بدلاً من كلمة (الأثيم) في قول الله تعالى : (إن شجرت الزقوم طعام الأثيم) :

فتدل على أن ابن مسعود سمع الروايتين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولما رأى الرجل قد تعسر عليه النطق بالأولى: أشار عليه أن يقرأ بالثانية ، وكلاهما منزَّل من عند الله .

"مناهل العرفان" (1/133) .

3. أن يُحمل هذا الفعل من الصحابييْن على أنه تفسير للآية ، وليس تغييراً للفظها ، وأنهما أرادا أن يفسرا للقارئ معنى (الأثيم) بأنه الفاجر.

قال أبو بكر الجصَّاص رحمه الله :

يجوز أن يكون أراد التفسير لا نص القراءة ، كما قال ابن مسعود للأعجمي الذي كان يلقنه (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم) فكان يقول : "طعام اليتيم" ، فلما أعياه قال له : "طعام الفاجر" ، وإنما أراد إفهامه المعنى .

"أحكام القرآن" (5/337) .

وهذا الوجه الأخير هو المشهور عند العلماء حتى كان أبو حيان الأندلسي المفسر يحمل كل ما ورد عن بعض الصحابة من قراءةٍ مخالفةٍ لرسم المصحف المجمع عليه ، على أنها تفسير للآية وليست قرآناً .

وانظر : "تفسير البحر المحيط" (1/313) .

ولا يُظن بابن مسعود رضي الله عنه أن يتلفظ بقول من عنده ، ثم ينسبه لربه تعالى على أنه من القرآن الكريم ! وقد اشتد نكير العلماء على من اعتقد أن ذلك هو فعل أحد من الصحابة الأجلاء

أو من بعدهم من الأئمة ، وليس في دين الله تعالى ما يُسمى " القراءة بالمعنى "

وما يحاوله نفر من المستشرقين الكفار ، وفئام من الرافضة الزنادقة الطعن في ثبوت ألفاظ القرآن ثبوتاً قطعيّاً ، وأنه محفوظ من التبديل والتحريف : محاولات بائسة ، لا ترقى لمجرد سماعها ، ولا تثبت مع التحقيق العلمي .

قال القرطبي رحمه الله :

قال ابن الأنباري : وذهب بعض الزائغين إلى أن من قال : إن من قرأ بحرف يوافق معنى حرف من القرآنِ : فهو مصيب إذا لم يخالف ، ولم يأت بغير ما أراد الله

وقصد له ، واحتجوا بقول أنس هذا ، وهو قولٌ لا يعرَّج عليه ، ولا يلتفت إلى قائله ، لأنه لو قرىء بألفاظ القرآن إذا قاربت معانيها ، واشتملت على غايتها : لجاز أن يقرأ في موضع (الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين) :

"الشكر للباري ملك المخلوقين" ، ويتسع الأمر في هذا ، حتى يبطل لفظ جميع القرآن ، ويكون التالي له مفترياً على الله تعالى كاذباً على رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا حجة لهم في قول ابن مسعود

: "نَزلَ القرآنُ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ ، إنما هو كقول أحدكم : هلم ، وتعال ، وأقبل" : لأن هذا الحديث يوجب أن القراءات المنقولة بالأسانيد الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا اختلفت ألفاظها

واتفقت معانيها ، كان ذلك فيها بمنزلة الخلاف في "هَلُمَّ" ، و "تعال" ، و "أقبل" ، فأما ما لم يَقرأ به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

وتابعوهم : فإن من أورد حرفاً منه في القرآن : بُهت ، ومال ، وخرج عن مذهب الصواب ، وحديثهم الذي جعلوه قاعدتهم في هذه الضلالة لا يصححه أهل العلم .

"تفسير القرطبي" (19/41 ، 42) .

وقول أنس المشار إليه في أول الكلام :هو ما رواه عنه الأعمش قال : قرأ أنس بن مالك "إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلاً" ، فقيل له : ( وَأَقْوَمُ قِيلاً ) فقال : أقوم ، وأصوب ، وأهيأ : سواء . انتهى .

وهذا الأثر عن أنس هو الحديث الذي قال عنه القرطبي في آخر كلامه المنقول عنه أنفاً : لا يصححه أهل العلم . فهذا الأثر لم يثبت عن أنس رضي الله عنه .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

وأما من قال عن ابن مسعود أنه كان يجوز القراءة بالمعنى : فقد كذب عليه ، وإنما قال : "قد نظرت إلى القراء فرأيتُ قراءتهم متقاربة ، وإنما هو كقول أحدكم : أقبل ، وهلم ، وتعال ، فاقرؤوا كما علمتم" ، أو كما قال .

"مجموع الفتاوى" (13/397) .

والله أعلم








 


رد مع اقتباس
قديم 2019-01-23, 14:03   رقم المشاركة : 107
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قراءة ابن عباس والشمس تجري لا مستقر لها

السؤال

قرأت في تفسير سورة " يس " في كتاب تفسير ابن كثير ( النسخة الإنجليزية ) أن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما قرآ الآية : ( والشمس تجري لا مستقر لها )

فهل هذه القراءة صحيحة ؟

وهل هناك اختلافات أخرى في آيات القرآن ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

هذه القراءة ينقلها بعض المفسرين في كتبهم ، ولم نقف عليها مسندة إلا عند أبي عبيد القاسم بن سلام بسنده في " فضائل القرآن " (رقم/548) قال : حدثنا مروان بن معاوية

عن محمد بن أبي حسان ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ : ( والشمس تجري لا مستقر لها ) .

ومحمد بن أبي حسان هذا : لم نقف على ترجمة له

إلا أن يكون هو محمد بن سعيد الشامي المصلوب بالزندقة ، فقد كان يسمى أحيانا : محمد بن أبي حسان . كما في " ميزان الاعتدال " (3/561)، فإن يكن هو فلا يخفى حكم هذا الإسناد بعد ذلك .

يقول القرطبي رحمه الله :

" وقرأ ابن مسعود وابن عباس : ( والشمس تجري لا مستقر لها ) أي : إنها تجري في الليل والنهار لا وقوف لها ولا قرار ، إلى أن يكورها الله يوم القيامة .

وقد احتج من خالف المصحف فقال : أنا أقرأ بقراءة ابن مسعود وابن عباس .

قال أبو بكر الأنباري : وهذا باطل مردود على من نقله ؛ لأن أبا عمرو روى عن مجاهد عن ابن عباس ، وابن كثير روى عن مجاهد عن ابن عباس :

( والشمس تجري لمستقر لها ) فهذان السندان عن ابن عباس اللذان يشهد بصحتهما الإجماع يبطلان ما روي بالسند الضعيف مما يخالف مذهب الجماعة ، وما اتفقت عليه الأمة .

قلت : والأحاديث الثابتة التي ذكرناها ترد قوله ، فما أجرأه على كتاب الله ، قاتله الله " انتهى.

" الجامع لأحكام القرآن " (15/28-29)

ثانيا :

إن صحت هذه القراءة وأمثالها من القراءات الواردة عن بعض الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، فإنها تحتمل أحوالا ثلاثة :

الأول :

أن تكون من القراءات القرآنية التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنها لم تنقل لنا نقلا متواترا ، ولم تبلغنا إلا من طريق آحاد الصحابة ، وآحاد الرواة

فهذه لها أحكامها وخصائصها التي بينها العلماء في مطولات الكتب ، ومعلوم أنه ليس في ذلك أي طعن على القرآن الكريم ، فأحرف القرآن الكثيرة التي نزل عليها

وأوجه القراءات التي يقرأ بها لا يلزم أن تنقل إلينا تامة كاملة ، بل يكفي أن تنقل الأمة إحدى هذه الأوجه – وهو ما أجمع عليه الصحابة رضوان الله عليهم في مصحف عثمان الإمام

لتحقيق الوعد بالحفظ الذي تكفل الله به للقرآن الكريم ، وإلا فمن المعلوم أن كثيرا من الأحرف لم تنقل إلينا

بل أمر عثمان رضي الله عنه بحرق كل ما خالف المصحف الإمام الذي أجمع عليه الصحابة ، وما ذلك إلا لأن حفظ القرآن الكريم يتحقق ببقاء أحد هذه الأحرف التي نزل عليها ، وهو ما تم بالفعل .

الثاني :

أن تكون من القراءات التفسيرية التي وردت عن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم

فقد كان بعض الصحابة يدخل الكلمة والكلمتين بين آيات القرآن الكريم في مصحفه وقراءته لغرض التفسير والتوضيح ، وليس لدعوى النقل والإسناد ، وهذا ما يسميه العلماء بـ " القراءات التفسيرية للقرآن الكريم " .

الثالث :

أن تكون من القراءات المنسوخة ، وهي قراءات كثيرة ، ولكن هذا الصحابي المعين لم يعلم بوقوع النسخ لهذه القراءة ، فاستمر على تلاوتها ونقلها في مصحفه الخاص

ولكن المصحف الإمام الذي أجمع عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم لا يشتمل على شيء من القراءات المنسوخة .

ينظر : " المقدمات الأساسية في علوم القرآن "

عبد الله الجديع (ص/162-168) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-23, 14:05   رقم المشاركة : 108
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما هو الترجيع في قراءة القرآن ؟

السؤال

قرأت في " زاد المعاد " عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن أنه كان يُرَجِّع . فما هو الترجيع ؟

وهل نفعل الترجيع عند تلاوتنا للقرآن ؟


الجواب

الحمد لله

الحديث الوارد في ترجيع النبي صلى الله عليه وسلم عند التلاوة هو ما يرويه عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه فيقول :

( رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ - أَوْ مِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ

- قَالَ : فَرَجَّعَ فِيهَا . قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ مُعَاوِيَةُ يَحْكِي قِرَاءَةَ ابْنِ مُغَفَّلٍ . وَقَالَ : لَوْلَا أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْكُمْ لَرَجَّعْتُ كَمَا رَجَّعَ ابْنُ مُغَفَّلٍ يَحْكِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ : كَيْفَ كَانَ تَرْجِيعُهُ ؟

قَالَ : آ آ آ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ )

رواه البخاري (7540)

والمقصود بالترجيع ههنا هو تحسين الصوت والتغني بالقرآن الكريم عند الإتيان بالمدود ، من خلال ترديد الصوت بالحلق وإشباع المد .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" الترجيع : هو تقارب ضروب الحركات في القراءة ، وأصله الترديد ، وترجيع الصوت ترديده في الحلق .

وقد فسره كما سيأتي في حديث عبد الله بن مغفل المذكور في هذا الباب في كتاب التوحيد بقوله : ( أ ا أ ) بهمزة مفتوحة ، بعدها ألف ساكنة ، ثم همزة أخرى .

ثم قالوا : يحتمل أمرين :

أحدهما : أن ذلك حدث من هز الناقة .

والآخر : أنه أشبع المد في موضعه فحدث ذلك .

وهذا الثاني أشبه بالسياق ، فإن في بعض طرقه : ( لولا أن يجتمع الناس لقرأت لكم بذلك اللحن ) أي : النغم .

وقد ثبت الترجيع في غير هذا الموضع :

فأخرج الترمذي في " الشمائل " والنسائي وابن ماجه وابن أبي داود واللفظ له من حديث أم هانئ : كنت أسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ وأنا نائمة على فراشي يرجع القرآن .

والذي يظهر أن في الترجيع قدرا زائدا على الترتيل :

فعند ابن أبي داود من طريق أبي إسحاق ، عن علقمة قال : بِتُّ مع عبد الله بن مسعود في داره ، فنام ثم قام ، فكان يقرأ قراءة الرجل في مسجد حيه لا يرفع صوته ويسمع من حوله ، ويرتل ولا يرجع .

وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة :

معنى الترجيع : تحسين التلاوة ، لا ترجيع الغناء ؛ لأن القراءة بترجيع الغناء تنافي الخشوع الذي هو مقصود التلاوة " انتهى.

" فتح الباري " (9/92)

وقال ابن القيم رحمه الله :

" إذا جمعت هذه الأحاديث إلى قوله : ( زينوا القرآن بأصواتكم ) ، وقوله : ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) ، وقوله : ( ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقران )

علمت أن هذا الترجيع منه صلى الله عليه وسلم كان اختيارا ، لا اضطرارا لهز الناقة له ، فإن هذا لو كان لأجل هز الناقة ، لما كان داخلا تحت الاختيار ، فلم يكن عبد الله بن مغفل يحكيه ويفعله اختيارا ليؤتسى به

وهو يرى هز الراحلة له حتى ينقطع صوته ، ثم يقول كان يرجع في قراءته ، فنسب الترجيع إلى فعله ، ولو كان من هز الراحلة لم يكن منه فعل يسمى ترجيعا " انتهى.

" زاد المعاد " (1/483-484)

وقال ابن بطال رحمه الله :

" ومعنى حديث ابن مغفل في هذا الباب التنبيه على أن القرآن أيضا رواية النبي رواية النبي عن ربه .

وفيه من الفقه : إجازة قراءة القرآن بالترجيع والألحان الملذة للقلوب ، بحسن الصوت ... ، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يبالغ في تزيين قراءته لسورة الفتح التي كان وعده الله فيها بفتح مكة ،

فأنجزه له ؛ ليستميل قلوب المشركين العتاة على الله لفهم ما يتلوه من إنجاز وعد الله له فيهم ، بإلذاذ أسماعهم بحسن الصوت المرجَّع فيه بنغم ثلاث ، في المدة الفارغة من التفصيل.

وقول معاوية : ( لولا أن يجتمع الناس إلي لرجعت كما رجَّع ابن مغفل ، يحكي عن النبي صلى الله عليه وسلم ) يدل أن القراءة بالترجيع والألحان تجمع نفوس الناس إلى الإصغاء والتفهم

ويستميلها ذلك حتى لا تكاد تصبر عن استماع الترجيع المشوب بلذة الحكمة المفهومة منه " انتهى.

" شرح صحيح البخاري " (10/537-538)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-23, 14:07   رقم المشاركة : 109
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إذا نسي الإمام بعض آيات فكيف يأتي بها ليكون قد ختم القرآن؟

السؤال

إذا نسي الإمام آية أو شيئا من القرآن أثناء صلاة التراويح ، ثم تذكرها فيما بعد ، فماذا يفعل؟

هل يمكن أن يكون ختم القرآن في الصلاة مع أنه لم يقرأ هذه الآية؟


الجواب

الحمد لله

لا ينال القارئ ثواب ختم القرآن الكريم إلا إذا قرأه جميعاً ، ولم يترك منه شيئاً ، فلو أسقط آية ولم يقرأها لم يكن قد ختم القرآن الكريم .

حتى ذكر العلماء أنه ينبغي أن يأتي بالبسملة في أول كل سورة إلا سورة براءة ، ويعتني بذلك حتى يكون خاتما للقرآن .

قال النووي رحمه الله :

"وينبغي أن يحافظ على قراءة (بسم الله الرحمن الرحيم) في أول كل سورة سوى براءة ، فإن أكثر العلماء قالوا : إنها آية ، حيث كتبت في المصحف

وقد كتبت في أوائل السور سوى براءة ، فإن قرأها كان مثبتاً قراءة الختمة أو السورة ، وإذا أخل بالبسملة كان تاركاً بعض القرآن عند الأكثرين" انتهى .

"التبيان" (صـ 61 ، 62) .

وعلى هذا ، فلابد أن يأتي القارئ بما نسيه من الآيات حتى ينال ثواب الختمة .

وقد ذكر العلماء رحمهم الله طريقتين عند السلف ، في الإتيان بالآية أو الآيات التي نسيها الإمام في صلاة التراويح :

الأولى : أن يجمع كل هذه الآيات ويقرأها جميعاً في آخر ليلة من ليالي رمضان ، وهذا كان فعل الأئمة في مكة قديماً .

الثانية : أنه متى تذكر الآية التي نسيها رجع إليها [وهذا إذا كان لا يزال في القراءة في الصلاة] ثم يكمل بعدها من حيث انتهى ، وهذا روي عن علي رضي الله عنه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وهو يذكر أن الترتيب فيما شُرع فيه الترتيب يسقط بالنسيان ، قال :

"ومنها : إذا نسى بعض آيات السورة في قيام رمضان ، فإنه لا يعيدها ، ولا يعيد ما بعدها ، مع أنه لو تعمد تنكيس آيات السورة وقراءة المؤخر قبل المقدم لم يجز بالاتفاق ....

سئل الإمام أحمد رحمه الله عن الإمام في شهر رمضان يدع الآيات من السورة ، ترى لمن خلفه أن يقرأها؟

قال : نعم ، ينبغي له أن يفعل ، قد كانوا بمكة يوكلون رجلاً يكتب ما ترك الإمام من الحروف وغيرها ، فإذا كان ليلة الختمة أعاده .

قال الأصحاب ـ كأبي محمد (ابن قدامة) ـ : وإنما استحب ذلك لتتم الختمة ، ويكمل الثواب.

فقد جعل أهل مكة وأحمد وأصحابه إعادة المنسي من الآيات وحده يكمل الختمة والثواب

وإن كان قد أخل بالترتيب هنا ، فإنه لم يقرأ تمام السورة ، وهذا مأثور عن علي أنه نسي آية من سورة ثم أثناء القراءة قرأها ، وعاد إلى موضعه ولم يشعر أحد أنه نسي إلا من كان حافظاً" انتهى .

"مجموع الفتاوى" (21/410 ، 411) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-23, 14:12   رقم المشاركة : 110
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تحديد المفصلّ من القرآن وطواله وقصاره

السؤال

ما هو المفصل من القران الكريم ؟

ومن سماه هكذا ؟

ولماذا سمي به ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

المفصّل هو سور القرآن القصيرة التي كثر الفصل بينها بالبسملة ، سمي مفصلا لكثرة فواصله .

وقد اختلف في تحديده هل يبدأ من سورة ق أو من الحجرات ، واختلف كذلك في طواله وأوساطه وقصاره على أقوال :

جاء في "الموسوعة الفقهية" (33/ 48) :

" اختلفوا في المفصل : فذهب الحنفية إلى أن طوال المفصل من ( الحجرات ) إلى ( البروج ) , والأوساط منها إلى ( لم يكن ) , والقصار منها إلى آخر القرآن .

وعند المالكية : طوال المفصل من ( الحجرات ) إلى ( النازعات ) , وأوساطه من ( عبس ) إلى ( الضحى ) , وقصاره من ( الضحى ) إلى آخر القرآن .

وقال الشافعية

: طوال المفصل كالحجرات واقتربت والرحمن , وأوساطه كالشمس وضحاها والليل إذا يغشى , وقصاره كالعصر وقل هو الله أحد .

وذهب الحنابلة إلى أن أول المفصل سورة ق ؛ لحديث أوس بن حذيفة قال

: " سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يحزبون القرآن ؟

قالوا : ثلاث وخمس , وسبع , وتسع , وإحدى عشرة , وثلاث عشرة , وحزب المفصل وحده " [ رواه أبو داود (1395) وابن ماجه (1345) وحسنه إسناده ابن كثير في فضائل القرآن (83)

وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود ] . قالوا : وهذا يقتضي أن أول المفصل السورة التاسعة والأربعون من أول البقرة لا من الفاتحة . وآخر طواله سورة عم , وأوساطه منها للضحى , وقصاره منها لآخر القرآن " انتهى .

وينظر : "فتح الباري" (2/249) ، الإتقان في علوم القرآن ، للسيوطي (1/180) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" أول المفصل من ق إلى آخر القرآن على الصحيح ، وسمي مفصلا لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة على الصحيح " انتهى ، باختصار يسير من "فتح الباري" (2/259) ، وينظر أيضا : "فتح الباري" (9/43) .

ثانيا :

وأما أول تسمية ذلك بالمفصل : فقد كان هذا الاسم معلوما شائعا بين الصحابة ، وردت به أحاديث كثيرة منوعة عن عدد من الصحابة .

جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ : قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ اللَّيْلَةَ فِي رَكْعَةٍ ؟

فَقَالَ : هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ ؟! لَقَدْ عَرَفْتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ ؛ فَذَكَرَ عِشْرِينَ سُورَةً مِنْ الْمُفَصَّلِ ، سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ .

رواه البخاري (775) ومسلم (822) .

والأحاديث التي ذكر فيها التسمية بالمفصل كثيرة جدا ، ومتنوعة ، في الصحيحين وغيرهما ، مما يرجح أن التسمية بذلك توقيفية عن النبي صلى الله عليه وسلم

عن جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ : كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ ، فَصَلَّى الْعِشَاءَ فَقَرَأَ بِالْبَقَرَةِ ، فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ ، فَكَأَنَّ مُعَاذًا تَنَاوَلَ مِنْهُ .

فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( فَتَّانٌ ، فَتَّانٌ ، فَتَّانٌ ) ثَلَاثَ مِرَارٍ ، وَأَمَرَهُ بِسُورَتَيْنِ مِنْ أَوْسَطِ الْمُفَصَّلِ . قَالَ عَمْرٌو ـ راوي الحديث ـ : لَا أَحْفَظُهُمَا .

رواه البخاري(701) ومسلم (465) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-23, 14:16   رقم المشاركة : 111
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف يقرأ سورة البقرة في البيت ؟

وهل تجزئ القراءة من المسجل ؟


السؤال

قراءة سورة البقرة في البيت وطردها للشياطين :

هل يلزم قراءتها بصوت مرتفع ؟

وهل استخدام المسجل يؤدي الغرض ؟

وهل يجزئ قراءتها منفصلة ؟ .


الجواب

الحمد لله


أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفضل العظيم لسورة البقرة كاملة

ولبعض آياتها العظيمة مثل " آية الكرسي " و آخر آيتين منها ، ومما ذكره صلى الله عليه وسلم في فضلها أن الشياطين تفر من البيت الذي تُقرأ فيه هذه السورة ، وأنها نافعة في الوقاية من السحر وفي علاجه .

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفِر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ) رواه مسلم ( 780 ) .

قال النووي – رحمه الله - :

هكذا ضبطه الجمهور " ينفِر " ورواه بعض رواة مسلم " يفرُّ " وكلاهما صحيح .

" شرح مسلم " ( 6 / 69 ) .

عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البَطَلة ) رواه مسلم ( 804 ) .

البَطَلة : السحرة .

ولا يشترط قراءتها بصوت مرتفع ، بل يكفي أن تُقرأ وتتلى في البيت ، ولو مع خفض الصوت ، كما لا يشترط أن تُقرأ دفعة واحدة ، بل يمكن أن تُقرأ على مراحل

ولا يشترط أن يكون القارئ واحداً من أهل البيت ، بل لو وزعت بينهم لجاز ، وإن كان الأفضل في كل ذلك أن تُقرأ دفعة واحدة ومن شخص واحد .

ولا يجوز أن يُعتد بقراءة الصوت الخارج من إذاعة أو شريط ، بل لا بدَّ من مباشرة القراءة من أهل البيت أنفسهم .

سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

هناك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان لو قرأ سورة " البقرة " لا يدخل الشيطان في بيته ، لكن لو كانت السورة مسجلة على شريط هل يحصل نفس الأمر ؟

فأجاب :

لا ، لا ، صوت الشريط ليس بشيء ، لا يفيد ؛ لأنه لا يقال " قرأ القرآن " ، يقال : " استمع إلى صوت قارئ سابق " ، ولهذا لو سجَّلنا أذان مؤذن فإذا جاء الوقت جعلناه في " الميكرفون " وتركناه يؤذن هل يُجزئ ؟

لا يجزئ ، ولو سجلنا خطبة مثيرة ، فلما جاء يوم الجمعة وضعنا هذا المسجل وفيه الشريط أمام " الميكرفون " فقال المسجل " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ثم أذَّن المؤذن ، ثم قام فخطب ، هل تُجزئ ؟ لا تُجزئ ، لماذا ؟

لأن هذا تسجيل صوتٍ ماضٍ ، كما لو أنك كتبته في ورقة أو وضعتَ مصحفاً في البيت ، هل يُجزئ عن القراءة ؟ لا يُجزئ .

" أسئلة الباب المفتوح " ( السؤال رقم 986 ) .

لكن إن لم يكن في أهل البيت من يستطيع أن يقرأ سورة البقرة ، ولم يكن هناك من يقرؤها لهم في البيت ، واستخدموا المسجل في قراءتها ، فالأظهر

إن شاء الله ، أنه يحصل لهم هذه الفضيلة في البيت : فرار الشيطان منه ؛ لاسيما إن كان من أهل البيت من يستمع القراءة من المسجل .

والله أعلم

هل قراءة سورة البقرة من المسجل يطرد الشيطان من المنزل؟

السؤال : يقول الرسول صلى الله عليه وسلم، فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ) . وسؤالي : هل يكفي أن يأتي الإنسان بالمسجل

ويضع فيه شريطا مسجلا عليه سورة البقرة ، ويقوم بتشغيله حتى يقرأ كامل السورة ؟ أو لا بد أن يقرأ الإنسان بنفسه أو من ينوب عنه السورة ؟

الجواب:

الحمد لله

الأظهر- والله أعلم- أنه يحصل بقراءة سورة البقرة كلها من المذياع أو من صاحب البيت ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من فرار الشيطان من ذلك البيت

ولكن لا يلزم من فراره أن لا يعود بعد انتهاء القراءة، كما أنه يفر من سماع الأذان والإقامة ثم يعود حتى يخطر بين المرء وقلبه، ويقول له: اذكر كذا، واذكر كذا .

. كما صح بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالمشروع للمؤمن أن يتعوذ بالله من الشيطان دوما، وأن يحذر من مكائده ووساوسه وما يدعو إليه من الإثم، والله ولي التوفيق " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (24/413) .

فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز

فتاوى نور على الدرب









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-01-23 في 14:16.
رد مع اقتباس
قديم 2019-01-23, 14:20   رقم المشاركة : 112
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يريد معاونة في " الإعجاز العلمي " في القرآن ليستعمله في دعوة الكفار

السؤال

أنا مؤمن - بلا شك - أن القرآن الكريم الذي بين أيدينا اليوم هو نفسه الذي كان أُنزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الله تعالى قال في كتابه العزيز : ( إنّا نحن نزلنا الذِّكْر وإنّا له لحافظون )

. أقول ذلك لأن عندي بعض الأصدقاء الكفرة ، وأود أن أتكلم معهم في " فضائل الإسلام " ، على أمل أن يسلموا ، وإن أحد الأمور المهمة التي أريد طرحها لهم عن الإسلام هي عن معجزات القرآن الكريم

, مثل أن أقول لهم : إن القرآن الكريم الذي بين أيدنا هو نفسه الذي كان قبل 1429 سنة , فأقول لهم : إن القرآن الكريم يُثبت أنه لا يوجد تشابه بين بصمتين لأصبعين في العالم

, وأقول لهم أيضا الكثير من العلوم الحديثة التي تم اكتشافها ، مثل كروية الأرض ، أنه قد أثبتها القرآن الكريم ,

والكثير من المعجزات . فكيف لي أن أُثبت أصالة القرآن الكريم لأنني أشعر أن أحدهم سيجادل ويقول : إن أحداً ما قد أدخل على القرآن مثل تلك الحقائق ؟ . وجزاكم الله خيراً على الإجابة سلفاً .


الجواب

الحمد لله

أولاً:

نشكر لك أخي السائل حرصك على الخير ، وعلى هداية الناس لهذا الدين العظيم ، ونبشرك أن ما تفعله هو من أجلِّ العبادات ، والطاعات ، وهو مما يميز هذه الأمة الخيِّرة ، أن جعلها الله تعالى آمرة بالمعروف

وناهية عن المنكر ، قال تعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) آل عمران/ 110 .

فاستمر – بارك الله فيك – على نشر الخير في الأرض ، وابذل ما تستطيع من جهد لهداية من ضل عن الطريق .

وفي الوقت نفسه ننبهك إلى ضرورة طلب العلم ، والسعي في تحصيله ؛ لأن ما تقوم به هو من مهمات الأنبياء ، ولا بدَّ لمن قام بهذا الجهد أن يكون على دراية بما يتكلم به

وخاصة أنك تتكلم في شرع الله ، وهو ما ينبغي التأني فيه حتى تتقن العلوم الشرعية ، وخاصة المتعلقة بموضوع الدعوة ، وهو المسائل العلمية في الإعجاز القرآني .

ثانياً:

ينبغي أن نتنبه في سياق الكلام عن " الإعجاز العلمي " في القرآن الكريم إلى أمور منهجية مهمة :

1. القرآن الكريم كتاب هداية ، احتوى على ما يُصلح حال الفرد ، والأسرة ، والمجتمع ، والدولة ، وهو ليس كتاب " كيمياء " ، أو " جيولوجيا "

أو " طب " ، وما فيه من إشارات لعلوم الطبيعة لا ننكرها ، لكن لا نعطيها أكبر من حجمها .

وإعجاز القرآن في أصله هو إعجاز لغوي ، بياني ، ومن هنا فقد تحداهم النبي صلى الله عليهم بالإتيان بمثله ، فعجزوا ، مع أنهم أهل فصاحة ، وبيان .

2. ينبغي التفريق بين " النظريات " و " الحقائق " في هذا الباب ، فكثيراً ما يُخلط بينهما

فتُجعل النظريات حقائق ثابتة ، فيحمل المتحمسون آيات القرآن عليها ، ثم سرعان ما تُنقض بنظرية أخرى ! فيقع في قلب المسلم من الشك والريب ما يكون سببه جهل من تكلم في هذا العلم ، وخلط بين الأمور .

كما أنه توجد حقائق لا شك فيها ، لكن ليس من اللازم أن يكون في القرآن حديث عنها بنفسها ، ويأتي بعض المتحمسين ليتكلف حمل نصوص من القرآن أو السنة عليها ، وقد نهينا عن التكلف .

3. وللأخذ بما يقوله بعض العلماء المعاصرين بما تدل عليه بعض الآيات القرآنية من أوجه الإعجاز العلمي ينبغي مراعاة أمور :

أ. عدم الجزم بالنظريات العلمية على أنها حقائق علمية لا تقبل المناقشة .

ب. عدم الجزم بأن ما يقولونه هو تفسير للآية القرآنية ، ولا هو بالمرجح بين الأقوال المختلفة فيها .

ج. يجب مطابقة المعنى المذكور للغة العربية ؛ لأنها لغة القرآن .

د. أن يكون المتكلم في دلالة الآية من أصحاب العلم الشرعي .

هـ. أن لا يخالف المعنى المذكور آية ، أو حديثاً صحيحاً ، أو إجماعاً .

و. الابتعاد عن التكلف والتمحل في الاستنباط من الآية القرآنية .

انظر " التفسير العلمي للقرآن بين المجيزين والمانعين " للشيخ محمد الأمين ولد الشيخ .

ثالثاً:

وأما قولك في احتمال أن يزعم زاعم أنه ثمة من وضع هذه الأشياء في القرآن : فهو احتمال بعيد أن يلجأ إليه إنسان عاقل جاد في مناقشته ؛ لأن وجود هذا الاحتمال مرفوض حتى عند أعداء الدين

وهم يعلمون قطعاً أن ما تلاه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم ، وما تلاه النبي على أصحابه : هو الذي بين أيدينا الآن ، ليس فيه حرف زائد

ولا ناقص ، فلو أدخل أحد حرفاً فيه : لانكشف أمره ، وافتُضح ، وقد تكفل الله تعالى بحفظه ، ولا نظن أنك قصدت أن أحداً من المتقدمين قد يكون هو الذي وضع مثل هذه الزيادات في القرآن ؛

فبالإضافة لما ذكرناه من حفظ الله له من التحريف : فقد كان المتقدمون في غفلة وبُعد عن العلم التجريبي هذا ، وعن اكتشافه بالأدوات والآلات المخترعة حديثاً .

ثم إن النسخ الخطية المكتوبة من قديم ، محفوظة في مكتبات العالم ، على صورة واحدة ، وكتب التفسير القديمة محفوظة في مكتبات المشرق والمغرب

والعرب والعجم ، وكلها تحتوي على تلك الآيات ، بصورة واحدة . والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ، عربهم وعجمهم ، علماؤهم وعامتهم ، يحفظون القرآن على هيئة واحدة

. فقد تواتر نقل القرآن تواترا قطعيا ، بما لم يتواتر به علم كتاب آخر ، ولا كلام آخر ، واللجوء إلى هذه السفسطة في الحوار ، يعني أنه لا فائدة منه ، ولا سبيل إلى الاقتناع بحقيقة

وبإمكان المناقش أن يرد عليها بنفس الرد في جميع ما يعتقده مخالفه من النصوص والكتب العلمية والدينية .

وانظر جواب السؤال القادم

ففيه تفصيل إثبات القرآن ، وعدم تعرضه للتحريف ، والتبديل .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-23, 14:23   رقم المشاركة : 113
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الرد على من يحاول أن يثبت عدم صحة القرآن

السؤال

قرأت مؤخرا بحثاً كتبه باحثون ألمان عن صحة القرآن . بعض ما قالوه نوقش في مقال في مجلة أتلانتك الشهرية بعنوان "ما هو القرآن ؟ "

كتبه توبي ليستر نُشر في عدد يناير 1999 من تلك المجلة. لب القضية كان عن وجود نسخة قديمة جدا من القرآن في مسجد في اليمن يرى تحريفاً في القرآن الموجود .

في بعض المواضع الكتابة التي كانت توجد في هذه النسخة قد مُسحت وكُتب فوقها .

المقال يحاول أن يلقي الشبهة للمسلمين في نظرتهم للقرآن بأنه موثوق به تماماً ، وحاول أن يثبت أن القرآن عبارة عن كلام يتعرض للتغيير مثل أي كلام آخر.

أنا غير مسلمة ولكنني أعلم بأن القرآن له مكانة في الإسلام كمكانة المسيح في النصرانية .

بالنظر لهذا ، كيف تجيب على محاولة الذي يريد أن يفند صحة القرآن ؟

وهل يوجد لديك رد آخر على هذا الهجوم على صدق القرآن ؟.


الجواب

الحمد لله

1.إن ثبوت صحة ما في أيدينا من نسخ القرآن الكريم لم يثبت عندنا بدليل أو بدليلين ، بل ثبت بأدلة كثيرة متوافرة لا يقع عليها عاقل منصف إلا ويقطع أنه هو كما أنزله الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم .

2.وقد تعاقبت الأجيال جيلا بعد جيل تتلو كتاب الله وتتدارسه بينهم ، فيحفظونه ويكتبونه

لا يغيب عنهم حرف ، ولا يستطيع أحد تغيير حركة حرف منه ، ولم تكن الكتابة إلا وسيلة من وسائل حفظه وإلا فإن الأصل أن القرآن في صدورهم .

3.ولم يُنقل القرآن لنا وحده حتى يمكن تطرق التحريف المدَّعى إليه ، بل نقل تفسير آياته

ومعاني كلماته ، وأسباب نزوله ، وإعراب كلماته ، وشرح أحكامه ، فأنَّى لمثل هذه الرعاية لهذا الكتاب أن تتطرق إليه أيدي آثمة تحرِّف فيه حرفاً ، أو تزيد كلمة ، أو تسقط آية ؟

4.وإن تحدَّث القرآن عن أشياء غيبية مستقبلية ، أنزلها الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ليبيِّن أنه من عند الله ، وأن البشر لو أرادوا كتابة كتاب فإنهم قد يبدعون في تصوير حادث

أو نقل موقف ، لكن أن يتحدث أحدهم عن أمر غيبي فليس له في هذا المجال إلا الخرص والكذب ، وأما القرآن فإنه أخبر عن هزيمة الروم من قبل الفرس ، وليس هناك وسائل اتصال تنقل لهم هذا الحدث

وأخبر في الآيات نفسها أنهم سيَغلبون فيما بعد في مدة معينة ، ولو أن ذلك لم يكن لكان للكفار أعظم مجال للطعن في القرآن .

5.ولو جئت إلى آية من كتاب الله تعالى فذهبت إلى أمريكا أو آسيا أو أدغال أفريقيا أو جئت إلى صحراء العرب أو إلى أي مكان يوجد فيه مسلمون لوجدت هذه الآية نفسها

في صدورهم جميعاً أو في كتبهم لم يتغير منها حرف .

فما قيمة نسخة مجهولة في ( اليمن ) لم نرها يمكن أن يحرِّف فيها أحد العابثين في هذا العصر آية أو كلمة ؟

وهل يقوم مثل هذا الكلام في سوق البحث والنظر ؟ وخاصة أن القوم يدَّعون البحث والإنصاف والعدل في القول .

فماذا يكون رد هؤلاء لو جئنا إلى كتاب من كتبهم الموثوقة لمؤلِّفين معروفين

ولهذا الكتاب نسخ كثيرة في العالم ، كلها على نسقٍ واحدٍ ، ثم ادَّعى مدَّعٍ وجود نسخة من هذا الكتاب في بلدٍ ما ، وفيها زيادات وتحريفات عما في نسخهم ، فهل يعتدون بها ؟

جوابهم هو جوابنا .

6.والنسخ المخطوطة عند المسلمين لا تثبت بهذا الشكل الساذج ، فعندنا خبراء يعرفون تاريخ الخط ، وعندنا قواعد يضبط فيها إثبات صحة هذه المخطوطة كوجود السماعات والقراءات عليها ، واسم وتوقيع من سمعها وقرأها .

ولا نظن أن هذا قد وجد في هذه النسخة المزعومة من اليمن أو من غيرها .

7.ويسرنا أن نختم ردنا بهذه القصة الحقيقية والتي حدثت في بغداد في العصر العباسي ، حيث أراد يهودي أن يعرف صدق الكتب المنسوبة لله من أهلها وهي التوراة عند اليهود ، والإنجيل عند النصارى ، والقرآن عند المسلمين .

فراح إلى التوراة فزاد فيها ونقص أشياء غير ظاهرة جداً ، ثم دفعه إلى ورَّاقٍ – كاتب – منهم وطلب نسخ هذه النسخة ، قال : فما هو إلا زمن يسير حتى صارت نسختى في معابد اليهود وبين كبار علمائهم .

ثم راح إلى الإنجيل فزاد فيه ونقص كما فعل في التوراة ، ودفعه إلى ورَّاقهم وطلب نسخه فنسخه ، قال : فما هو إلا زمن يسير حتى صار يقرأ في كنائسهم وتتناوله أيدي علمائهم .

ثم راح إلى القرآن فزاد فيه ونقص كما فعل في التوراة والإنجيل ، ودفعه إلى ورَّاق المسلمين لينسخه له .

فلما رجع إليه لاستلام نسخته ألقاه في وجهه وأعلمه أن هذا ليس قرآن المسلمين !

فعلم هذا الرجل من هذه التجربة أن القرآن هو كتاب الله بحق وأن ماعداه لا يعدو أن يكون من صنع البشر .

وإذا كان ورَّاق المسلمين قد علم تحريف هذه النسخة فهل يمكن أن تمشي هذه على علماء المسلمين ؟

وإذا أرادت السائلة تحويل هذه التجربة القديمة إلى واقع حالي فما عليها إلا أن تفعل فعل ذلك اليهودي الذي أسلم وتزيد وتنقص من هذه الكتب الثلاثة ولتر نتيجة تجربتها .

ولن نقول لها اعرضي نسختك من القرآن على ورَّاق ، بل سنقول اعرضيها على صبيان وأطفال المسلمين ليكشفوا لك خطأ نسختك !

وقد طبعت بعض الدول الإسلامية مصاحف فيها أخطاء كان مكتشفها من الأطفال الصغار قبل الكبار .

والله الهادي .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-23, 14:25   رقم المشاركة : 114
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كل القرآن فاضل، ولكن بعضه أفضل من بعض

السؤال

ما هي أهمية سور القرآن؟

الجواب

الحمد لله

أنزل الله سبحانه القرآن على نبيه ، وجعله سورا مجموعها 114 سورة ،

وبين هذه السور تفاضل كما جاءت الأحاديث الصحيحة بفضل سورة الفاتحة ، والإخلاص ، وسورة الكافرون ، والمعوذتين ، والزلزلة ، والأعلى

وسورة البقرة وآل عمران . أما بقيت القرآن فله مزية وفضل أيضا .

سميت السورة بذلك لأن السورة تتميز بموضوع تختص به ويكون فيها أحكام ومواعظ وآداب ولها أهميتها بحيث إن الذي يقرأها له أجر بحسب ما تضمنته تلك السور من مواعظ وأحكام تختص بها .

والله أعلم

سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-23, 14:31   رقم المشاركة : 115
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

حكم التخاطب مع الغير أثناء قراءة القرآن

السؤال

هل يجوز التخاطب مع الغير أثناء قراءة القرآن ؟

الجواب

الحمد لله

"لا نعلم حرجاً في ذلك ، فلا نعلم حرجاً في أن يتكلم المسلم وهو يقرأ القرآن ، لكن كونه يستمر في قراءته ولا ينشغل بالكلام أولى ، حتى يحضر بقلبه للتدبر والتعقل ، فهذا أفضل إذا لم تدع الحاجة إلى الكلام .

أما إذا دعت الحاجة إلى الكلام فلا حرج إن شاء الله أن يتكلم ثم يرجع إلى قراءته

مثل أن يرد السلام على من سلم عليه ، مثل أن يجيب المؤذن إذا سمع الأذان وينصت له ؛ لأن هذه سنن ينبغي للمؤمن أن يأخذ بها ولا يتساهل فيها

فإذا سمع الأذان أنصت للأذان وأجاب المؤذن ثم عاد إلى قراءته ، وهذا هو الأفضل .

كذا إذا سلم عليه إنسان فيرد عليه السلام ، أو سمع عاطساً حمد الله يشمته ، أو جاءه إنسان يسأله حاجة فيعطيه ، فكل هذا لا بأس به .

أما إذا كان كلاماً ليس له حاجة فالأولى له تركه حتى يشتغل بالقراءة وحتى يتدبر ويتعقل ؛ لأن هذا هو المطلوب

فالله سبحانه وتعالى يقول

: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) ص/29

ومعلوم أن الكلام الذي ليس له حاجة يكون فيه شغل للقلب ، وفيه أيضاً إضعاف للتدبر ، فالأولى تركه" انتهى .

الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله -

"فتاوى نور على الدرب" (1/335)


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-26, 16:00   رقم المشاركة : 116
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



سمة الآيات المكية مخاطبة جميع الناس

السؤال

في كل موضع من القرآن يرد فيه كلمة عن " الحج " أو " مكة " أو " الكعبة " يكون المخاطبون هم الناس ، حتى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع كان يقول : أيها الناس ! ما السر الذي يربط مكة بالناس

ففي كل التكاليف والخطابات يكون المخاطبون هم المؤمنون؟


الجواب


الحمد لله

أولا :

النداء في القرآن الكريم بـ ( يا أيها الناس ) ورد في عشرين موضعا في القرآن الكريم

اثنان منها في سورة البقرة ، وأربعة في النساء ، وواحد في الأعراف ، وأربعة في يونس ، وأربعة في الحج ، وواحد في لقمان ، وثلاثة في فاطر ، وواحد في الحجرات .

والمتأمل في هذه الآيات جميعا يجد أنها تخاطب جميع الناس ، مؤمنهم وكافرهم ، صالحهم وفاسقهم ، تدعوهم إلى التأمل فيما ينفعهم في آخرتهم ، وتذكرهم بربوبية الله لهم

وفقرهم إليه سبحانه ، كي يكون ذلك دافعا إلى عبادته وحده لا شريك له ، وإخلاص الدين له

ولما كان المقصود من هذا الخطاب جميع الخلق ، ولم يكن محصورا بفئة معينة ، ناسب أن يكون بصيغة ( يا أيها الناس ) ، دون النداء بـ ( يا أيها الذين آمنوا ) .

وليس لذلك علاقة بذكر الكعبة أو مكة أو الحج خاصة ، بل إن معظم السور السابقة التي ورد فيها النداء بـ ( يا أيها الناس ) ليس فيها ذكر الكعبة أو مكة أو الحج مطلقا

فلا نرى أن هذا النداء قد خص عند ذكر الكعبة أو مكة دون سائر التكاليف الشرعية .

وقد ذكر بعض العلماء من الفروق بين السور المكية والسور المدنية ، أن الخطاب بـ (ياأيها الناس) يكون في السور المكية ، والخطاب بـ (ياأيها الذين آمنوا) يكون في السور المدنية .

وهذا هو الغالب ، فقد ورد في السور المكية كالبقرة والنساء الخطاب بـ (ياأيها الناس) ، وورد في بعض السور المكية كالحج الخطاب بـ (ياأيها الذين آمنوا) .

ثانياً :

أما ما جاء في القرآن الكريم من اقتران خطاب عموم " الناس " عند ذكر الحج ومناسكه فلعل سببه هو أن أول ما فرض الحج كان بنداء إبراهيم عليه السلام أهل الأرض جميعا ، يدعوهم إلى زيارة بيت الله الحرام والتنسك فيه

وذلك في قوله سبحانه وتعالى : ( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) الحج/27 .

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" أي : ناد في الناس داعيا لهم إلى الحج إلى هذا البيت الذي أمرناك ببنائه .

فَذُكر أنه قال : يا رب ، وكيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم ؟ فقيل : ناد وعلينا البلاغ . فقام على مقامه ، وقيل : على الحِجْر ، وقيل : على الصفا ، وقيل : على أبي قُبَيس [جبل عند الكعبة]

وقال : يا أيها الناس ، إن ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه . فيقال : إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض ، وأسمَعَ مَن في الأرحام والأصلا

وأجابه كل شيء سمعه من حَجَر ومَدَر وشجر

ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة : " لبيك اللهم لبيك ". هذا مضمون ما روي عن ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جُبَير ، وغير واحد من السلف ، والله أعلم .

أوردها ابن جَرير ، وابن أبي حاتم مُطَوّلة " انتهى .

" تفسير القرآن العظيم " (5/414) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-26, 16:03   رقم المشاركة : 117
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يجوز قراءة القرآن بدون فهم معناه

السؤال

هل يجوز قراءة القرآن دون فهم معانيه؟


الجواب

الحمد لله

"نعم ، يجوز أن يقرأ المؤمن والمؤمنة القرآن وإن لم يفهم المعنى ، لكن يشرع له التدبر والتعقل حتى يفهم ، ويراجع كتب التفسير إذا كان له فهم يستطيع به المراجعة

يراجع كتب التفسير وكتب اللغة العربية حتى يستفيد من ذلك ، ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه ، والمقصود أنه يتدبر ، لأن الله سبحانه وتعالى قال : (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) ص/29 .

فالمؤمن يتدبر ، يعني : يعتني بالقراءة ويفكر في معناها ، ويتعقل معناها وبهذا يستفيد ، وإن لم يستفد المعنى كاملاً فقد يستفيد معاني كثيرة ، فيقرأ بتدبر وتعقل ، والمرأة كذلك

حتى يستفيد من كلام ربه ، وحتى يعرف مراده وحتى يعمل بذلك ، والله سبحانه يقول : (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد/24 .

فربنا عز وجل حثنا وحرضنا على التعقل والتدبر بكلامه سبحانه ، فإذا قرأ المؤمن أو قرأت المؤمنة كتاب الله فمشروع لهما التدبر والتعقل والعناية بما يقرأ ؛ حتى يستفيد من كلام الله وحتى يعقل كلام الله

وحتى يعمل بما عرف من كلام الله ، ويستعين في ذلك بكتب التفسير التي ألفها العلماء مثل تفسير ابن كثير ، وتفسير ابن جرير ، وتفسير البغوي ، وتفسير الشوكاني ، وغيرها من التفاسير

ويستفيد من كتب اللغة العربية ، وهكذا يسأل أهل العلم المعروفين عنده بالعلم والفضل ، يسألهم عما قد يشكل عليه" انتهى .

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

"فتاوى نور على الدرب" (1/332) .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-26, 16:06   رقم المشاركة : 118
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اختلاف العلماء في عدِّ البسملة آية من الفاتحة لا يدخل في تحريف القرآن؟

السؤال

القرآن الكريم نقل إلينا بالتواتر ، من غير نقص ، ولا زيادة , ولا شك فيه ، ولا ريب , ولا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه , وهذا ما تعلمناه وتربينا عليه . سؤالي هو : كيف اختلف أهل العلم من السلف على أن البسملة

آية من سورة الفاتحة ، أو أنها ليست بآية ؟ وهل هذا الخلاف معتبر ؟ وأنا هنا لا أبحث في أدلة هذا الفريق ، وذلك الفريق , ولا أبحث عن معلومات إضافية في هذه المسألة من ناحية فقهية

, فلقد قرأت فيها الكثير والكثير من الأبحاث , ولكن بحثي وسؤالي هو : كيف نسوِّغ الاختلاف في آية من القرآن الكريم الذي نقل إلينا بالتواتر ، جمع عن جمع

وهكذا ، على أنها آية ، أو ليست بآية؟ هل يجب أن لا يكون هناك خلاف في هذه المسألة ؟

. أرجو أن تنفِّسوا عنِّي كربة هذا الهم الذي أصابني من هذه المسألة .


الجواب

الحمد لله


لم يختلف المسلمون في أن الله تعالى قد حفظ كتابه من الزيادة والنقصان ؛ تحقيقاً لقوله عز وجل : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحِجر/ 9 .

وقد أجمع المسلمون على كفر كل من يخالف هذا فيزعم أن كتاب الله تعالى فيه ما ليس منه ، أو نقص منه ما أنزل الله فيه .

قال القاضي عياض رحمه الله :

"وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض ، المكتوب في المصحف بأيدى المسلمين ، مما جمعه الدفتان من أول (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) إلى آخر (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) أنه كلام الله

ووحيه المنزَّل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن جميع ما فيه حق ، وأن من نقص منه حرفاً قاصداً لذلك ، أو بدَّله بحرف آخر مكانه

أو زاد فيه حرفاً مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه ، وأُجمع على أنه ليس من القرآن ، عامداً لكل هذا : أنه كافر" انتهى .

"الشفا بتعريف حقوق المصطفى" (2/304 ، 305) .

وأما اختلاف العلماء في عد البسملة آية من القرآن أم لا؟ فلا يدخل في هذا ، لأن أئمة القراءات لم يختلفوا في قراءتها في أوائل السور

وقد اتفق الصحابة رضي الله عنهم على إثباتها في أوائل السور إلا سورة التوبة ، وذلك في المصحف الذي كتبه عثمان بن عفان رضي الله عنه وبعث به إلى الأمصار .

قال الشوكاني رحمه الله في الكلام عن البسملة :

واعلم أن الأمة أجمعت أنه لا يكفر من أثبتها ، ولا من نفاها ؛ لاختلاف العلماء فيها ، بخلاف ما لو نفى حرفاً مُجمعاً عليه ، أو أثبت ما لم يقل به أحد : فإنه يكفر بالإجماع .

ولا خلاف أنها آية في أثناء سورة " النمل " ، ولا خلاف في إثباتها خطّاً في أوائل السور في المصحف ، إلا في أول سورة " التوبة " .

"نيل الأوطار" (2/215) .

وقد جعل بعض العلماء الاختلاف في عد البسملة آية من القرآن ، كاختلاف أئمة القراءات في بعض الكلمات والحروف ، فقد يثبت في بعض القراءات ما لا يثبت في غيرها .

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله :

"اختلف العلماء في البسملة ، هل هي آية من أول كل سورة ، أو من الفاتحة فقط ، أو ليست آية مطلقاً ، أما قوله في سورة النمل : (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) : فهي آية من القرآن إجماعاً .

وأما سورة " براءة " : فليست البسملة آية منها اجماعاً ، واختُلف فيما سوى هذا ، فذكر بعض أهل الأصول أن البسملة ليست من القرآن

وقال قوم : هي منه في الفاتحة فقط ، وقيل : هي آية من أول كل سورة ، وهو مذهب الشافعي رحمه الله تعالى .

ومِن أحسن ما قيل في ذلك : الجمع بين الأقوال : بأن البسملة في بعض القراءات - كقراءة ابن كثير - آية من القرآن ، وفي بعض القرآءات : ليست آية ، ولا غرابة في هذا .

فقوله في سورة "الحديد" (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) لفظة (هُوَ) من القرآن في قراءة ابن كثير

وأبي عمرو ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ، وليست من القرآن في قراءة نافع ، وابن عامر ؛ لأنهما قرءا ( فإن الله الغني الحميد ) ، وبعض المصاحف فيه لفظة (هُوَ) ، وبعضها ليست فيه .

وقوله : (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) ، (وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا) الآية ،

فالواو من قوله ( وقالوا ) في هذه الآية من القرآن على قراءة السبعة غير ابن عامر ، وهي في قراءة ابن عامر ليست من القرآن لأنه قرأ (قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا) بغير واو ، وهي محذوفة في مصحف أهل الشام ، وقس على هذا .

وبه تعرف أنه لا إشكال في كون البسملة آية في بعض الحروف دون بعض ، وبذلك تتفق أقوال العلماء " انتهى .

" مذكرة في أصول الفقه " ( ص 66 ، 67 ) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-26, 16:10   رقم المشاركة : 119
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يأثم من نسي ما حفظه من القرآن بسبب ضعف ذاكرته ؟

السؤال


ما حكم من حفِظ شيئاً من القرآن الكريم ، أو الأسماء الحسنى ، ثم نسيها ، أو نسي بعضاً منها بسبب ذاكرته الضعيفة

هل سيعذبه الله على ذلك ؟ .


الجواب

الحمد لله

أولاً:

لا ينبغي للمسلم أن يقول " نسيتُ " فيما ضاع من ذاكرته في حفظه للقرآن ، بل " أُنسيتُ " أو " نُسِّيت " .

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعود قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( بِئْسَمَا لأَحَدِهِمْ يَقُولُ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ هُوَ نُسِّيَ ، اسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ

فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ بِعُقُلِهَا ) . رواه البخاري ( 4744) ومسلم ( 790 ) .

وفي لفظ لمسلم : ( لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ هُوَ نُسِّيَ ) .

وهو الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم .

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَمِعُ قِرَاءَةَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : ( رَحِمَهُ اللَّهُ ، لَقَدْ أَذْكَرَنِي آيَةً كُنْتُ أُنْسِيتُهَا ) . رواه البخاري ( 4751) ومسلم ( 788 ) .

قال أبو العباس القرطبي – رحمه الله - :

قوله في آخر الحديث : ( بل هو نُسِّي ) ، وهذا اللفظ رويناه مشدَّدًا مبنيًّا لما لم يسم فاعله ، وقد سمعناه من بعض من لقيناه بالتخفيف ، وبه ضُبِط عن أبي بحر ، والتشديد لغيره ، ولكل منهما وجهٌ صحيح

فعلى التشديد يكون معناه : أنه عوقب بتكثير النسيان عليه ؛ لما تمادى في التفريط ، وعلى التخفيف يكون معناه : تُرِك غير مُلْتَفَتٍ إليه

ولا مُعْتَنىً به ، ولا مرحوم ، كما قال الله تعالى : ( نسوا الله فنسيهم ) ؛ أي : تركهم في العذاب ، أو تركهم من الرحمة .

" المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم " ( 2 / 419 ) .

ثانياً:

وقد اختلف العلماء في حكم نسيان القرآن ممن كان حفظه ، وقد ذهب طائفة من الشافعية إلى أنه من الكبائر ! وقال بعضهم إنه من الذنوب .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

فإن نسيان القرآن من الذنوب .

" مجموع الفتاوى " ( 13 / 423 ) .

وقال الشيخ زكريا الأنصاري – رحمه الله - :

( ونسيانه كبيرة ) , وكذا نسيان شيء منه ؛ لخبر ( عُرضت عليَّ ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها )

وخبر ( من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله عز وجل يوم القيامة أجذم ) رواهما أبو داود ) ا.هـ .

وفي حاشية " الرملي " عليه :

قوله : ( ونسيانه كبيرة ) موضعه إذا كان نسيانه تهاوناً وتكاسلاً .

" أسنى المطالب " ( 1 / 64 ) .

والأظهر أن نسيان القرآن : ليس كبيرة ، بل ولا ذنبا، ولكنه مصيبة ، أو عقوبة ، والغالب أن يكون هذا بسبب إعراضه عن العمل به ، وعدم تعاهده

وقد أمِر بكلا الأمرين ، فلما لم يستجب للأمر عوقب بما فيه سلب لخيرٍ عظيم ، وقد يكون نسيانه له بسبب معاصٍ وذنوب ، فيأثم عليها ، ويعاقب بسلب القرآن منه ، وأما إن كان نسيانه لما حفِظَ بسبب ضعفٍ في ذاكرته :

فلا شيء عليه ، لكن عليه المداومة على تنشيطها بكثرة القراءة ، وبالقيام بما يحفظ ؛ فإنه من أعظم السبل للبقاء على ما يحفظ .

1. من قال إن نسيان القرآن مصيبة :

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

وأخرج أبو عبيد من طريق الضحاك بن مزاحم موقوفاً قال : " ما مِن أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب أحدثه ؛ لأن الله يقول : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) ، ونسيان القرآن من أعظم المصائب .

" فتح الباري " ( 9 / 86 ) .

2. من قال إنه عقوبة :

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

قال أبو العباس القرطبي – رحمه الله - :

مَن جمع القرآن : فقد علت رتبته ، ومرتبته ، وشرف في نفسه ، وقومه شرفاً عظيماً ، وكيف لا يكون ذلك و " من حفظ القرآن فكأنما أدرجت النبوة بين كتفيه " [ قاله عبد الله بن عمرو بن العاص

وانظر " السلسلة الضعيفة " ( 5118 ) ]، وقد صار ممن يقال فيه : " هو مِن أهلِ الله تعالى وخاصته " [ رواه ابن ماجه ( 215) وهو صحيح ] ، وإذا كان كذلك

فمِن المناسب تغليظ العقوبة على من أخلَّ بمزيته الدينية ، ومؤاخذته بما لا يؤاخذ به غيره

كما قال تعالى : ( يا نساء النبي من يأتِ منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين ) ؛ لاسيما إذا كان ذلك الذنب مما يحط تلك المزية ويسقطها ؛ لترك معاهدة القرآن المؤدي به إلى الرجوع إلى الجهالة .

" المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم " ( 2 / 419 ) .

وبكل حال : فهي مصيبة أو عقوبة ، لكن لا نجزم بالإثم لمجرد النسيان .

قال علماء اللجنة الدائمة :

فلا يليق بالحافظ له أن يغفل عن تلاوته ، ولا أن يفرط في تعاهده ، بل ينبغي أن يتخذ لنفسه منه ورداً يوميّاً يساعده على ضبطه ، ويحول دون نسيانه ؛ رجاء الأجر ، والاستفادة من أحكامه

عقيدة ، وعملاً ، ولكن مَن حفظ شيئاً مِن القرآن ثم نسيه عن شغل ، أو غفلة : ليس بآثم ، وما ورد من الوعيد في نسيان ما قد حفظ : لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 4 / 99 ) .

والظاهر أن من قال إن نسيان القرآن من الذنوب ، أو الكبائر : قد استدل بحديثين وردا في ذلك – كما نقلناه عن زكريا الأنصاري - ، لكن كلا الحديثين لا يصحان ، فلا يصلح الاستدلال بهما .

1. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي حَتَّى الْقَذَاةُ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ مِنْ الْمَسْجِدِ وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ سُورَةٍ مِنْ الْقُرْآنِ أَوْ آيَةٍ أُوتِيَهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا ) .

رواه الترمذي ( 2916 ) وضعفه ، ونقل عن البخاري استغرابه ، وأبو داود ( 461 ) ، وضعفه الألباني في " ضعيف الترمذي " .

2. عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ امْرِئٍ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَنْسَاهُ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَجْذَمَ ) .

رواه أبو داود ( 1474 ) وضعفه الألباني في " ضعيف أبي داود " .

والظاهر أن من قال إن النسيان كبيرة ، أو أنه ذنب : لم يرِد ما يكون بسبب ضعف الذاكرة ، بل ما كان النسيان بسبب التهاون ، والكسل ، كما صرَّح به الرملي الشافعي .

سئل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله - :

نحن طلاب العلم نحفظ الكثير من الآيات على سبيل الاستشهاد ، وفي نهاية العام نكون قد نسينا الكثير منها ، فهل ندخل في حكم من يعذبون بسبب نسيان ما حفظوه ؟ .

فأجاب :

نسيان القرآن له سببان :

الأول : ما تقتضيه الطبيعة .

والثاني : الإعراض عن القرآن ، وعدم المبالاة به .

فالأول : لا يأثم به الإنسان ، ولا يعاقب عليه ، فقد وقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى بالناس ، ونسي آية ، فلما انصرف ذكَّره بها أبيّ بن كعب ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :

( هلا كنت ذكرتنيها ) ، وسمع رسول الله قارئاً يقرأ ، فقال : ( يرحم الله فلاناً فقد ذكرني آية كنت أنسيتها ) .

وهذا يدل على أن النسيان الذي يكون بمقتضى الطبيعة : ليس فيه لوم على الإنسان .

أما ما سببه الإعراض ، وعدم المبالاة : فهذا قد يأثم به ، وبعض الناس يكيد له الشيطان ، ويوسوس له أن لا يحفظ القرآن لئلا ينساه ويقع في الإثم ! والله سبحانه وتعالى يقول

: ( فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ) النساء/ 76 ، فليحفظ الإنسان القرآن ؛ لأنه خير ، وليؤمل عدم النسيان ، والله سبحانه عند ظن عبده به .

" كتاب العلم " ( 96 ، 97 ) .

وما سبق من الجواب هو في " نسيان القرآن " ، ولم نجد شيئاً من كلام العلماء في " نسيان أسماء الله الحسنى " ، وليسا سواءً .

وانظر أجوبة السؤالين القادمين

والله أعلم









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-01-26 في 16:13.
رد مع اقتباس
قديم 2019-01-26, 16:13   رقم المشاركة : 120
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكلة نسيان القرآن

السؤال

عندما كنت صغيراً كنت أذهب لمدرسة داخلية وأحفظ القرآن ، تركت مدرسة التحفيظ بعد أن حفظت 4 أجزاء وذلك لاني لم أستطع التوفيق بين مدرسة التحفيظ والمدرسة العادية في نفس الوقت

كان عمري وقتها 12-13 عاما ولم أكن قد بلغت حينها.

فهل آثم الآن بعد 20 عاما وقد نسيت الأجزاء الأربعة التي حفظتها ؟

الناس قالوا لي أنه ذنب عظيم ويجب علي أن أراجعها مرة أخرى ، وأنا حائر فأرجو المساعدة.


الجواب

الحمد لله


لا شك أن النسيان فطري في الإنسان ، وما سميّ الإنسان إلا لنسْيه ، وهو يختلف عادة من شخص لآخر فيقلّ ويكثر بحسب ما فاوت الله بين العباد في قوّة الذاكرة .

والقرآن الكريم يتفلّت من الصدور إذا لم يبادر المسلم إلى المراجعة الدائمة والتعاهد المستمر لما يحفظه منه .

ولعل في ذلك حكماً منها الابتلاء والامتحان لقلوب العباد لكي يتميز الفرق بين القلب المتعلق بالقرآن المواظب على تلاوته والقلب الذي تعلّق به وقت الحفظ ثم فترت همته وانصرف عنه حتى نسيه .

ولعلّ من الحِكَم أيضا تقوية دافع المسلم إلى الإكثار من تلاوة القرآن الكريم لينال الآجر العظيم بكل حرف يتلوه ولو أنه حفظ فلم ينس لما احتاج إلى كثرة التلاوة فيفوت عليه أجر المراجعة والتعاهد

فخشية النسيان تدفعك إلى الحرص على التلاوة ليزيد أجرك عند ربك ، ولك بكل حرف تتلوه حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها .

ولقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تعاهد القرآن الكريم خشية النسيان وحذر من التهاون في ذلك كما جاء في أحاديث عديدة ، منها .

1- ما رواه البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ . البخاري 5031

والمعروف أن الإبل إذا ذهبت وتفلتت من صاحبها لا يقدر على الإمساك بها إلا بعد تعب ومشقة فكذلك صاحب القرآن إن لم يتعاهد حفظه بالتكرار والمراجعة انفلت منه واحتاج إلى مشقة كبيرة لاسترجاعه .

· قال الحافظ ابن حجر في الفتح (9/79) في شرحه لهذا الحديث : ما دام التعاهد موجوداً فالحفظ موجود ، كما أن البعير ما دام مشدوداً بالعقال فهو محفوظ

وخصّ الإبل الذكر لأنها أشد الحيوان الإنسي نفوراً ، وفي تحصيلها بعد استكمان نفورها صعوبة .

2- وروى مسلم في صحيحه رقم (790و791) عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عُقُلها

3- وروى البخاري رحمه الله عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِئْسَ مَا لأَحَدِهِمْ أَنْ يَقُولَ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ نُسِّيَ وَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنْ النَّعَمِ . صحيح البخاري 5032

قال الحافظ في الفتح (9/81) : قال ابن بطال هذا حديث يوافق الآيتين : قوله تعالى إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً وقوله تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر .

فمن أقبل عليه بالمحافظة والتعاهد يسّرّ له ، ومن أعرض عنه تفلّت منه .

وفي هذا حض على دوام مراجعة الحفظ وتكرار التلاوة خشية النسيان وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المثل لأنه أقرب في توضيح المقصود

كما أكد ذلك بالقسم ( فو الذي نفس محمد بيده ) تأكيداً على أهمية تعاهد القرآن ومراجعة الحفظ .

3ـ وأما ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنباً أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها.

فهو حديث ضعيف ضعفه البخاري والترمذي وانظر تخريج مشكاة المصابيح للألباني رقم (720)

قال الإمام ابن المنادى رحمه الله في متشابه القرآن (ص 52) :

مازال السلف يرهبون نسيان القرآن بعد الحفظ لما في ذلك من النقص .

وقال السيوطي في الإتقان (1/106) :

ونسيانه كبيرة صرح به النووي في الروضة وغيرهما لحديث عُرضت علي ذنوب أمتي ..

ومن أعظم ما يٌعين على تذكّر القرآن وتثبيت حفظه : القيام به في الصلاة وتلاوته فيها وخصوصا قيام الليل وكان السّلف يتلونه في النهار ويقومون به في الليل .

فإذا كنت أيها الأخ السائل مجتهدا في مراجعة القرآن ومتعاهدا له فليس عليك إثم ولو حصل لك نسيان بعضه وإنما الذمّ واللوم على من فرّط وضيّع وأهمل وترك المراجعة والتعاهد نسأل الله المغفرة .

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا ، اللهم علمنا منه ما جهلنا وذكّرنا منه ما نُسّينا إنك أنت السميع العليم .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
موسوعه القرآن وعلومه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc