مناقب التاريخ الاسلامي - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مناقب التاريخ الاسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-11-08, 15:33   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قصة أبي قدامة مع المرأة التي أعطته شعرها ليجعله قيدا لفرسه في سبيل الله .

السؤال

هناك قصة عن أبي قدامة مع إحدى النساء وولدها ، وأبو قدامة رجل عاش في العراق في القرن العاشر وحارب ضد النصارى ، فهل لديكم سيرة ذاتيه كاملة لأبي قدامة ؟

الجواب

الحمد لله


هذه القصة ذكرها بعض المؤرخين ، كابن الجوزي رحمه الله في كتابه "صفوة الصفوة" (2/363) ، قال : " بلغنا عن أبي قدامة الشامي قال : كنت أميراً على الجيش في بعض الغزوات

فدخلت بعض البلدان فدعوت الناس إلى الغزو ورغبتهم في الثواب ، وذكرت فضل الشهادة وما لأهلها

ثم تفرق الناس وركبت فرسي وسرت إلى منزلي ، فإذا أنا بامرأة من أحسن الناس تنادي: يا أبا قدامة ، فقلت: هذه مكيدة من الشيطان ، فمضيت ولم أجب ، ما هكذا كان الصالحون

فوقفت ، فجاءت ودفعت إلي رقعة وخرقة مشدودة وانصرفت باكية ، فنظرت إلى الرقعة فإذا فيها مكتوب: إنك دعوتنا إلى الجهاد ورغبتنا في الثواب ، ولا قدرة لي على ذلك

فقطعت أحسن ما فيّ، وهما ضفيرتاي ، وأنفذتهما إليك لتجعلهما قيد فرسك ، لعل الله يرى شعري قيد فرسك في سبيله فيغفر لي .

فلما كانت صبيحة القتال فإذا بغلام بين يدي الصفوف يقاتل فتقدمت إليه وقلت: يا فتى أنت غلام غر راجل ، ولا آمن أن تجول الخيل فتطأك بأرجلها ، فارجع عن موضعك هذا .

فقال: أتأمرني بالرجوع ؟

وقد قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) الأنفال/15-16 .

فحملته على هجين كان معي فقال: يا أبا قدامة أقرضني ثلاثة أسهم فقلت: أهذا وقت قرض؟ فما زال يلح علي حتى قلت بشرط : إن منّ الله بالشهادة أكون في شفاعتك

قال: نعم ، فأعطيته ثلاثة أسهم فوضع سهماً في قوسه وقال: السلام عليك يا أبا قدامة ، ورمى به فقتل رومياً. ثم رمى بالآخر وقال: السلام عليك يا أبا قدامة فقتل رومياً ، ثم رمى بالآخر وقال: السلام عليك سلام مودع .

فجاءه سهم فوقع بين عينيه فوضع رأسه على قربوس سرجه

فتقدمت إليه وقلت: لا تنسها. فقال: نعم ، ولكن لي إليك حاجة: إذا دخلت المدينة فأت والدتي وسلم خرجي إليها

وأخبرها، فهي التي أعطتك شعرها لتقيد به فرسك ، وسلم عليها فإنها العام الأول أصيبت بوالدي ، وفي هذا العام بي ، ثم مات " .

وذكر القصة إلى آخرها .

ولم نجد لهذه الحكاية إسنادا ينظر فيه ، فابن الجوزي رحمه الله لم يذكر إسنادها وإنما قال : بلغنا ، فمن الذي أبلغه ؟ ولا نعلم من هو أبو قدامة صاحب هذه القصة ، وعباراتها وسياقها يوحي بعدم صحتها .

وكثير من هذه الحكايات يكون من نسج القصاصين ، يحثون الناس بها على الجهاد وأعمال الخير ، ولا يصلح الكذب في جد ولا هزل .

وقد أغنى الله عز وجل عباده عن الأقاصيص التي لا تثبت ، والحكايات التي لا نعرف لها أصلا، بالقصص الحق ، أحسن القصص ، وخير الكلام ، فقال تعالى : (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ) آل عمران/ 62

وقال عز وجل : ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ) يوسف/ 3 .

وآيات الكتاب الحكيم ، وأحاديث السنة الصحيحة ، في أبواب الجهاد والبذل في سبيل الله كثيرة لا تحصى ، وفيها الغنية والكفاية

وفي أخبار الصالحين والمجاهدين ، أهل الخير والمعروف والجهاد من سلف هذه الأمة وأعلامها ، ما يغني عن هذه الحكايات .

والله تعالى أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-11-08, 15:49   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الردّ على من يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبغض أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها .

السؤال

عند طلاق الرسول لأم المؤمنين حفصة عليها السلام ذكر في البخاري أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لحفصة : إن الرسول صلى الله عليه وسلم ردها من أجله

كيف الرد على من يستشهد بهذا ليقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم يكره حفصة ويتمنى موتها رضي الله عنها ؟ وهل هناك قصص معها تؤكد عكس هذا ؟


الجواب

الحمد لله


أولا :

زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، وهن زوجاته في الدنيا والآخرة ، رضي الله عنهن ، والواجب على كل مؤمن أن يكرمهن ويوقرهن .

قال الله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) الأحزاب /6 .

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره :

"وقوله : (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) أي: في الحرمة والاحترام ، والإكرام والتوقير والإعظام " انتهى .

وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره :

"قوله تعالى: (وأزواجه أمهاتهم) شرَّف الله تعالى أزواج نبيه صلى الله عليه وسلم بأن جعلهن أمهات المؤمنين ، أي : في وجوب التعظيم والمبرة والإجلال

وحرمة النكاح على الرجال، وحجبهن رضي الله تعالى عنهن ، بخلاف الأمهات" انتهى .

ذكر ابن سعد في طبقاته (8/78) :

عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: " قال أبي – يعني لما توفيت عائشة رضي الله عنها :

(أما إنه لا يحزن عليها إلا من كانت أمه) .

وذكر ابن سعد في الطبقات أيضا أن رجلاً وقع في عائشة يوم الجمل واجتمع عليه الناس [يعني : للإنكار عليه] !!، فقال عمار: ما هذا؟!

قالوا: رجل يقع في عائشة!

فقال له عمار: " اسكت مقبوحا منبوحا، أتقع في حبيبة رسول الله، صلى الله عليه وسلم ؟!! إنها لزوجته في الجنة "
.
وسئل العلامة ابن باز رحمه الله :

ما هو واجب المسلم تجاه أمهات المؤمنين , زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- ؟

فأجاب :

"واجبهم محبتهن والترضي عنهن ، كالترضي عن الصحابة ، ومحبتهن في الله ، يحبهن في الله كما يحب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ويترضى عنهم ، رضي الله عنهن وأرضاهن

هذا واجب المؤمن محبة الصحابة في الله ، ومحبة أزواج النبي في الله ، والترضي عن الجميع رضي الله عن الجميع" انتهى .

ثانيا :

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب زوجاته كلهن رضي الله عنهن ، وكان بعضهن أحب إليه من بعض ، وكانت عائشة رضي الله عنها أحبهن إليه

وليس فيهن من كان يبغضها صلى الله عليه وسلم ، بل كلهن طاهرات طيبات كريمات عفيفات ، من صفوة الله من خلقه

ولذلك اختارهن الله تعالى زوجات لنبيه صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى : (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) النور/26 .

ثالثا :

أما طلاق النبي صلى الله عليه وسلم لحفصة ، فقد طلقها ثم عاتبه ربه عتابا رقيقا ، وأمره بمراجعتها ، وأثنى عليها باجتهادها في العبادة ، وأخبره الله عز وجل أنها زوجته في الجنة .

فماذا يريد هؤلاء المفترون بعد كل هذا الثناء والمناقب ؟!

روى الحاكم (6753) عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا خَالَاهَا ، فَبَكَتْ وَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا طَلَّقَنِي عَنْ شِبَعٍ، وَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

فَقَالَ: ( قَالَ لِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: رَاجِعْ حَفْصَةَ، فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ )وحسنه الألباني لغيره في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " (2007) .

وروى ابن حبان في "صحيحه" (4276) عَنْ ابن عُمَرَ قَالَ: " دَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ: " مَا يُبْكِيكِ؟ لَعَلَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَكِ؟! إِنَّهُ قَدْ كَانَ طَلَّقَكِ، ثُمَّ رَاجَعَكِ مِنْ أَجْلِي

فَأَيْمُ اللَّهِ لَئِنْ كَانَ طَلَّقَكِ، لَا كَلَّمْتُكِ كَلِمَةً أبدا" قال الهيثمي في "المجمع" (9/ 244): " رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ " ، وصححه الألباني في "الإرواء" (7/158)

فتبين بذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما طلق حفصة ، راجعها لثلاثة أسباب :

الأول : أنها كثيرة العبادة لله عز وجل ، من الصيام والقيام ، ومثل هذه ينبغي أن تكون زوجة، لا أن تطلق
.
الثاني : أن الله تعالى قضى أن تكون زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ، وما قضاه الله قدراً ، لا يمكن مخالفته بحال من الأحوال .

الثالث : إكراماً من النبي صلى الله عليه وسلم لأبيها عمر رضي الله عنه ، فقد كان أحب الرجال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي بكر رضي الله عنهما .

وليس في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبغضها ، ولا أنه كان يتمنى لها الموت ، سبحانك هذا بهتان عظيم ؛ بل خلق الرسول صلى الله عليه وسلم يأبى ذلك

ولا يمكن أن يظن برسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يتمنى الموت لمسلم ليستريح منه
.
وقد جاء في حديث حفصة نفسها رضي الله عنها أنها قالت : (وَاللَّهِ مَا طَلَّقَنِي عَنْ شِبَعٍ) ، ومعناه : لم يمل مني ، ولا كرهني وأبغضني .

بل جاء في صحيح البخاري (2468) لما غضب الرسول صلى الله عليه وسلم من زوجاته ، وحلف أن لا يقربهن شهرا ، دخل عمر على حفصة رضي الله عنها وقال لها

: " لَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكَ هِيَ أَوْضَأَ مِنْكِ [أي : أجمل] وَأَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . يُرِيدُ عَائِشَةَ " ثم أخبر عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قاله لحفصة ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

والفعل (أحب) في اللغة العربية يدل على أن الطرفين مشتركان في المحبة ، غير أن أحدهما أكثر من الآخر فيها .
وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام ، وأقره ولم ينكره ، وتبسم رضىً به .

فكيف يُدعى بعد ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبغضها ويتمنى موتها ؟!

بل نفس حديث طلاقها ، يدل على فضلها رضي الله عنها ، لما فيه من الثناء من رب العالمين عليها.

قال الشيخ محمد بن آدم الأثيوبي في " شرح سنن النسائي " (29/352) في فوائد هذا الحديث :

"منها: بيان ما كان يحصل للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلم من المشكلة الزوجيّة ، حتى يؤدّي ذلك إلى أن يفارق أهله، وذلك تشريعًا لأمته ، كيف يطلّقون

وكيف يراجعون ، ورفعًا لدرجاته صلى اللَّه عليه وسلم ؛ لأن ذلك من المصائب الدنيويّة التي يؤجر عليها العبد ، حيث يلحقه بسببه الغمّ والهمّ .

ومنها: بيان فضيلة عمر بن الخطّاب رضي اللَّه تعالى عنه ، حيث إن اللَّه تعالى أمر نبيّه صلى اللَّه عليه وسلم بمراجعة ابنته بعد طلاقها، رحمة به رضي اللَّه عنه .

ومنها: بيان منقبة أم المؤمنين حفصة رضي اللَّه تعالى عنها ، حيث أمر اللَّه تعالى نبيّه صلى اللَّه عليه وسلم بمراجعتها بعد الطلاق ، وأخبره بأنها زوجته في الجنّة " انتهى .

وهؤلاء الذين يقدحون في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه ، وصفهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بأنهم "أكذب طوائف الأمة على الإطلاق"

انتهى من "مجموع الفتاوى (27/125).

والذي ننصح به السائلة ، إذا لم يكن عندها من العلم الشرعي ما تستطيع به الرد على أولئك المفترين : أن لا تستمع لشبهاتهم ، ولا تجادلهم ، ولا تدخل إلى مواقعهم .

وليكن اهتمامها أولاً بتعلم الكتاب والسنة ، وفهمهما والعمل بما فيهما .

ثم لا بأس بعد تحصيل القدر اللائق من العلم الشرعي الصحيح ، لا بأس بمعرفة عقائد الفرق الضالة ، ثم الرد عليهم ، لمن تأهل لمقام الجدال والرد .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-08, 15:55   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم على عائشة بقطع يدها ؟

السؤال

أنا فتاة مسلمة عمري 16 سنة ، وأنا والحمد لله أستطيع الرد على شبهات الرافضة

ولكن هناك حديث عرضوه علي لم أعرف الرد وهو : أن الرسول دعا على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقطع يدها ، وكيف تفسيره ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

قصة عائشة رضي الله عنها وردت في عدد من مصادر السنة بإسناد ظاهره الصحة

روى الإمام أحمد في مسنده (40 / 303) : عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : " دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَسِيرٍ ، فَلَهَوْتُ عَنْهُ ، فَذَهَبَ

فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( مَا فَعَلَ الْأَسِيرُ ؟ ) ، قَالَتْ : لَهَوْتُ عَنْهُ مَعَ النِّسْوَةِ فَخَرَجَ ، فَقَالَ : ( مَا لَكِ ؟ قَطَعَ اللهُ يَدَكِ ، أَوْ يَدَيْكِ ) ، فَخَرَجَ ، فَآذَنَ بِهِ النَّاسَ ، فَطَلَبُوهُ

فَجَاؤُوا بِهِ ، فَدَخَلَ عَلَيَّ وَأَنَا أُقَلِّبُ يَدَيَّ فَقَالَ : ( مَا لَكِ ، أَجُنِنْتِ ؟ )

قُلْتُ : دَعَوْتَ عَلَيَّ ، فَأَنَا أُقَلِّبُ يَدَيَّ ، أَنْظُرُ أَيُّهُمَا يُقْطَعَانِ ، فَحَمِدَ اللهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا ، وَقَالَ : ( اللهُمَّ إِنِّي بَشَرٌ ، أَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ ، فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ ، أَوْ مُؤْمِنَةٍ ، دَعَوْتُ عَلَيْهِ ، فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَطُهُورًا ) " .

وهذا الحديث ليس فيه ما يعيب أمّنا عائشة رضي الله عنها ؛ لوجوه عدة :

الوجه الأول :

هذه القصة لم تر فيها عائشة رضي الله عنها ولا من حضرها ما يعيب في الدين والتقوى ، فعائشة رضي الله عنها هي من أخبرت بها

وهذا يدلّ على أنها مجرد حادثة عادية وعارضة ، وليس لها تعلق بدين عائشة رضي الله عنها في شيء
.
الوجه الثاني :

هذه القصة فيها منقبة لعائشة رضي الله عنها ، فالنبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن لها عوضا عن هذا الدعاء الذي أخافها ، دعاء بالرحمة والفضل والطهارة من الذنب ، كما في آخر القصة :

( وَقَالَ : اللهُمَّ إِنِّي بَشَرٌ ، أَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ ، فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ ، أَوْ مُؤْمِنَةٍ ، دَعَوْتُ عَلَيْهِ ، فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَطُهُورًا )
.
الوجه الثالث :

هذا الحديث فيه بشارة كبيرة لأمّنا عائشة رضي الله عنها ، حيث أثبت أنها من أهل الإيمان عند الله تعالى ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في آخر الحديث :

( فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ ، أَوْ مُؤْمِنَةٍ ، دَعَوْتُ عَلَيْهِ ، فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَطُهُورًا ) .

الوجه الرابع :

أن النبي صلى الله عليه وسلم بَيَّن في الحديث أن عائشة رضي الله عنها لم تكن تستحق هذا الدعاء ، وأن دعاءه عليها لم يكن له سبب شرعي

وإنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بمقتضى بشريته . ولذلك تراجع عن هذا الدعاء ، ودعا الله تعالى أن يكون زكاة وطهورا لها .

وعائشة رضي الله عنها لم يستجب فيها الدعاء الأول ، فلم تقطع يدها ، وماتت رضي الله عنها ولم يصبها شيء من ذلك ؛ وهذا مما يثبت البشارة لها بالإيمان ، ودعاء الخير في آخر الحديث .

وإننا لنعجب من أولئك الذين يتعامون عن عشرات الأحاديث والمواقف التي تثبت فضل عائشة رضي الله عنها وشدة محبة النبي صلى الله عليه وسلم لها

ولم يكن يحب إلا طيبا ، ثم يحاولون القدح فيها ، بمثل هذا الحديث الذي هو منقبة لها في الحقيقة ، ولكنهم قوم لا يفقهون.

ثانيا :

مما يحسن الانتباه إليه ، أن مجادلة أهل الضلال وسماع شبههم لا يليق إلا بمن تمكّن من العلم الشرعي ويعلم من نفسه القدرة على رد هذه الشبهات .

والمسلم إذا لم يكن متمكنا من العلم الشرعي فلا يصح له أن يتصدّر لسماع شبه أهل الضلال
.
وقد اشتهر عن السلف الصالح النهي عن مجالسة أهل البدع وسماع أقوالهم ، ولا شك أن هذا هو اللائق بحالك وسنك ، أن تجتهدي في تعلم دينك

وسنة نبيك ، والثبات على ذلك ، وتعرضي عن أهل البدع : فلا تسمعي لهم ، ولا تجادليهم ، حتى يكون عندك من العلم الراسخ ما تستطيعين به الرد على مثل هذه الشبهات .

والله أعلم
.









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-08, 16:20   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

حافظ القرآن : هل يأكله الدود في قبره ويبلى جسده ، أم يبقى ، ولا يبلى ؟

السؤال

ماهي أسهل طريقه لحفظ القرآن الكريم كامل أو أجزاء من القرآن الكريم ؟

وهل حافظ القران يأكل الدود جسده في القبر؟

الجواب

الحمد لله


أولا :

قواعد مهمة لحفظ القرآن الكريم :


1 - الإخلاص : وجوب إخلاص النية ، وإصلاح القصد ، وجعل القرآن والعناية به من أجل الله تعالى والفوز بجنته ، والحصول على مرضاته

قال تعالى : ( فاعبد الله مخلصا له الدين . ألا لله الدين الخالص ) وفي الحديث القدسي :

قال الله تعالى : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه ) . فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ وحفظ القرآن رياء أو سمعة .

2 - تصحيح النطق والقراءة : ولا يكون ذلك إلا بالسماع من قارئ مجيد أو حافظ متقن . والقرآن لا يؤخذ إلا بالتلقي . فقد أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم من جبريل شفاها

. وأخذه الصحابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم شفاها وسمعه منه وأخذه كذلك أجيال من الأمة .

3 - تحديد نسبة الحفظ في كل مرة : فيجب على مريد القرآن أن يحدد المراد حفظه في كل مرة ، وبعد تحديد المطلوب وتصحيح النطق تقوم بالتكرار والترداد

ويجب أن يكون التكرار والترداد مع التغني بالقرآن وذلك لدفع السآمة والملل أولا ، وليثبت الحفظ ثانيا ؛ ذلك أن التغني أمر محبب إلى السمع فيساعد على الحفظ ويعوّد

اللسان على نغمة معينة فيتعرف بذلك على الخطأ مباشرة عندما يختل وزن القراءة ، هذا فضلا عن أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) رواه البخاري .

4 - لا تجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماما : فلا يصح للحافظ أبدا أن ينتقل إلى مقرر جديد في الحفظ إلا إذا أتم تماما حفظ المقرر القديم وذلك ليثبت ما حفظه تماما في الذهن .

ومما يعين على حفظ المقرر أن يجعله الدارس شغله طيلة الليل والنهار وذلك بقراءته في الصلاة السرية ، وإن كان إماما ففي الجهرية ، وكذلك في النوافل

وفي أوقات انتظار الصلوات ، وبهذه الطريقة يسهل عليه الحفظ ويستطيع كل أحد أن يمارسه ولو كان مشغولا بأشياء أخرى .

5 - حافظ على رسم واحد لمصحف حفظك : مما يعين تماما على الحفظ أن يجعل الحافظ لنفسه مصحفا خاصا ( أي أن يعتمد طبعة معينة ) لا يغيره مطلقا وذلك لأن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع ، حيث تنطبع صور الآيات

ومواضعها في المصحف في الذهن مع القراءة والنظر في المصحف ، فإذا غير الحافظ مصحفه الذي يحفظ فيه ، أو حفظ من مصاحف شتى متغيرة مواضع الآيات فإن حفظه يتشتت ويصعب عليه الحفظ .

6 - الفهم طريق الحفظ : من أعظم ما يعين على الحفظ فهم الآيات المحفوظة ومعرفة وجه ارتباط بعضها ببعض ، ولذلك يجب على الحافظ أن يقرأ تفسير بعض الآيات والسور التي يحفظها

وعليه أن يكون حاضر الذهن عند القراءة وذلك ليسهل عليه استذكار الآيات . ولكن لا يعتمد في الحفظ على الفهم بل عليه بالترديد والتكرار ليسهل عليه الحفظ .

7 - لا تجاوز سورة حتى تضبطها : بعد إتمام سورة من القرآن ، لا ينبغي للحافظ أن ينتقل إلى سورة أخرى إلا بعد إتمام حفظها ، وربط أولها بآخرها

وأن يجري لسانه بها بسهولة ويسر دون إعنات فكر وكد خاطر في تذكر الآيات ، بل يجب أن يكون الحفظ متيسرا ، ولا يجاوزها إلى غيرها حتى يتقن حفظها .

8 - التسميع الدائم : يجب على الحافظ ألا يعتمد على تسميع حفظه لنفسه ، بل عليه أن يعرض حفظه على حافظ آخر ، أو متابع آخر في المصحف ويكون هذا الحافظ أو المتابع متقن للقراءة السليمة

حتى ينبه الحافظ لما قد يقع فيه من أخطاء في النطق أو التشكيل أو النسيان ، فكثيرا ما يحفظ الفرد منا السورة خطأ ولا ينتبه لذلك حتى مع النظر إلى المصحف

لأن القراءة كثيرا ما تسبق النظر فينظر مريد الحفظ في المصحف لا يرى بنفسه موضع الخطأ من قراءته . ولذا فتسميع القرآن لشخص وسيلة جيدة لاستدراك الخطأ .

9 - المتابعة الدائمة : يختلف القرآن في الحفظ عن أي محفوظ آخر من شعر أو نثر ، لأن القرآن سريع الهروب من الذهن ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها ) متفق عليه

فلا يكاد القارئ يتركه قليلا حتى يهرب منه وينساه سريعا ، ولذلك فلا بد من المتابعة الدائمة والسهر الدائم على المحفوظ من القرآن وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم

: ( إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة ، إن عاهد عليها أمسكها ، وإن أطلقها ذهبت ) متفق عليه . وهذا يعني أنه يجب على حافظ القرآن أن يكون له ورد دائم أقله جزء من الثلاثين جزءا من القرآن كل يوم

وأكثره قراءة عشرة أجزاء ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه ) متفق عليه ، وبهذه المتابعة المستمرة يستمر الحفظ ويبقى .

10 - العناية بالمتشابهات : القرآن الكريم متشابه في معانيه وألفاظه ، قال تعالى : ( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم

وقلوبهم إلى ذكر الله ) . لذا يجب على قارئ القرآن الجيد أن يعتني عناية خاصة بالمتشابهات ، ونعني التشابه اللفظي وعلى قدر الاهتمام به يكون الحفظ جيدا .

11 - اغتنام سني الحفظ الذهبية : فالموفق من وفقه الله تعالى إلى اغتنام سنوات الحفظ الذهبية ، وهي من سن الخامسة إلى الثالثة والعشرين تقريبا ، فالإنسان في هذه السن تكون حافظته جيدة جدا

فقبل الخامسة يكون دون ذلك وبعد الثالثة والعشرين يبدأ الخط البياني للحفظ بالهبوط ويبدأ خط الفهم بالصعود

لذا على الشباب ممن هم في هذه السن اغتنام ذلك بحفظ كتاب الله تعالى حيث تكون مقدرتهم على الحفظ سريعة وكبيرة والنسيان يكون بطيئا جدا بعكس ما بعد تلك السني الذهبية

وقد صدق من قال : ( الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر ، والحفظ في الكبر كالنقش على الماء ) .

وبعد ، فإن من حق كتاب الله علينا أن نحفظه ونتقن حفظه ، مع الاهتداء

بهديه واتباعه وجعله دستور حياتنا ونور قلوبنا وربيع صدورنا وعسى أن تكون تلك القواعد أساسا طيبا لمن يريد حفظ كتاب الله تعالى بإتقان وإخلاص . والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد .

الشيخ محمد صالح المنجد

ثانيا :

روى البخاري (4814) ، ومسلم (2955) - واللفظ له - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: ( كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُهُ التُّرَابُ ، إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ مِنْهُ ، خُلِقَ وَفِيهِ يُرَكَّبُ) .

فظاهر هذا : أن جميع بني آدم تأكلهم الأرض ، ولا يبقى من أجسادهم شيء إلا عجب الذنب ، وهو عظم صغير في أسفل الظهر .

ولم يرد - فيما نعلم – استثناء أحد لا تأكله الأرض إلا الأنبياء فقط ، فعَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :

( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ) رواه أبو داود (1047) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .

وقال الشيخ الألباني رحمه الله :

" لا نقول على الله ما لا نعلم ، نقول: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ، أما غير الأنبياء: فلا دليل معنا بأن أجسادهم تبقى " .

انتهى من "موسوعة الألباني في العقيدة" (8/ 153) .

ولا يمنع ذلك أن يحفظ الله أجساد بعض أوليائه ، من الشهداء والصالحين ، فلا تأكل الأرض أجسادهم ، كرامة من الله لهم ، لكن ليس ذلك على سبيل اللزوم لكل ولي أو صالح ، فإن الأصل أن تأكل الأرض أجساد الناس .

قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله :

" حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ، كَمَا رُوِي فِي السُّنَنِ.

وَأَمَّا الشُّهَدَاءُ فَقَدْ شُوهِدَ مِنْهُمْ بَعْدَ مُدَدٍ مِنْ دَفْنِه ، كَمَا هُوَ لَمْ يَتَغَيَّرْ، فَيُحْتَمَلُ بَقَاؤُه كَذَلِكَ فِي تُرْبَتِه إِلَى يَوْمِ مَحْشَرِه، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ يَبْلَى مَعَ طُولِ الْمُدَّة ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَكَأَنَّه

- وَاللَّهُ أَعْلَمُ - كُلَّمَا كَانَتِ الشَّهَادَة أَكْمَلَ، وَالشَّهِيدُ أَفْضَلَ، كَانَ بَقَاءُ جَسَدِه أَطْوَلَ "

انتهى من"شرح الطحاوية" (ص 401) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" أما الشهداء والصديقون والصالحون: فهؤلاء قد لا تأكل الأرض بعضهم كرامة لهم ، وإلا فالأصل أنها تأكله: ولا يبقى إلا عجب الذنب "

انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (204/ 10) .

والذي ينبغي للعبد الناصح لنفسه : أن يهتم به أن يجتهد في طاعة الله تعالى حتى يكون منعما في قبره ، ثم يفوز بالنعيم الأعظم يوم القيامة .

وما أحسن ما قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" المهم كل المهم : أن يكون الإنسان منعماً في قبره ، سواء بقي الجسم أم لم يبق " .

انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (204/ 10) بترقيم الشاملة.

وقد روى الفاكهي في "أخبار مكة" (2/ 351) ، وابن حزم في "المحلى" (1/42)

عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ ، قَالَتْ : " لَمَّا صُلِبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا دَخَلَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الْمَسْجِدَ وَذَلِكَ حِينَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَهُوَ مَصْلُوبٌ

فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَمَالَ إِلَيْهَا فَعَزَّاهَا، وَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الْجُثَثَ لَيْسَتْ بِشَيْءٍ، وَإِنَّمَا الْأَرْوَاحُ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى ، فَاتَّقِي اللهَ وَعَلَيْكِ بِالصَّبْرِ " .

إسناده صحيح .

وينظر : "سير أعلام النبلاء" (2/294) وحاشيته .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-09, 12:59   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
kamal_ali
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا










رد مع اقتباس
قديم 2018-11-09, 15:39   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kamal_ali مشاهدة المشاركة
شكرا جزيلا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

الشكر موصول لحضورك المميز مثلك
في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-09, 15:45   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



افتراء الرافضة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه شرب الخمر!!

السؤال

هل يوجد في كتب أهل السنة والجماعة أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه شرب الخمر حتى بعد إسلامه وهذا موجود في كتبنا ؟ لأن بعض الشيعة الذين أناقشهم ذكروا ذلك ، ولم أعرف كيف أرد عليهم .


الجواب

الحمد لله

هذه التهمة هي من الكذب والافتراء ، ومن المعلوم لكل مسلم أنه لا يجوز أن يتهم المسلمُ أحداً بذنبٍ من الذنوب إلا بدليلٍ واضح لا لَبْسَ فيه .

وإذا كان اتهام الناس من غير دليل ذنبا عظيما ، فكيف باتهام شخص مثل عمر رضي الله عنه؟!

فالفاروق عمر رضي الله عنه أعلن الحرب على الخمر منذ إسلامه ، فأهمّه خطرها قبل أن تحرّم .

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : " لَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ قَالَ عُمَرُ : اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شِفَاءً ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ )

قَالَ : فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ ، قَالَ: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شِفَاءً ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي النِّسَاءِ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى) فَكَانَ مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ يُنَادِي: أَلَا لَا يَقْرَبَنَّ الصَّلَاةَ سَكْرَانُ ، فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شِفَاءً ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ( فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ) قَالَ عُمَرُ :

انْتَهَيْنَا " رواه أبو داود (3670) .

ثمّ إنه بعد أن تولّى الخلافة رضي الله عنه اهتم بشأن تحذير الناس من الخمر وبيان حكمها.

عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

" سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : أَمَّا بَعْدُ ، أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ نَزَلَ تَحْرِيمُ الخَمْرِ ، وَهْيَ مِنْ خَمْسَةٍ مِنْ :

العِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالعَسَلِ وَالحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ، وَالخَمْرُ مَا خَامَرَ العَقْلَ ) رواه البخاري (4619) ، ومسلم (3032).

كما اهتم بتحديد العقوبة على شرب الخمر ، لمّا لم يجد نصا صريحا عليها ، واستشار كبار الصحابة في ذلك .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ :

" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ ، فَجَلَدَهُ بِجَرِيدَتَيْنِ نَحْوَ أَرْبَعِينَ ، قَالَ : وَفَعَلَهُ أَبُو بَكْرٍ ، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ اسْتَشَارَ النَّاسَ

فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَخَفَّ الْحُدُودِ ؛ ثَمَانِينَ . فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ " رواه مسلم (1706) .

فهل يعقل في طباع البشر أنّ شخصا يهتم بتطهير المجتمع المسلم من الخمر إلى هذه الدرجة ، ويستمر على هذا المنهاج إلى أن يتوفى ، ثمّ يتساهل في شرب الخمر ؟!

وهذه الفرية من الرافضة ليست غريبة عليهم ، وقد وصفهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بأنهم " أكذب طوائف الأمة على الإطلاق "

انتهى من " مجموع الفتاوى " (27/125) .

ولا يوجد في كتب السنة والآثار أن عمر رضي الله عنه شرب الخمر ، بل غاية ما ورد فيها أنه رضي الله عنه شرب النبيذ ، وذلك ثابت في قصة موته رضي الله عنه ، حيث سقاه الطبيب نبيذا .

والنبيذ يطلق على الخمر ، ويطلق أيضا على الماء الذي يوضع فيه شيء من التمر أو الزبيب حتى يحلو الماء ثم يشرب قبل أن يتخمر ، فهذا الثاني هو الذي شربه عمر رضي الله عنه

وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يشربه ، وأجمع العلماء على جوازه .

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما

: " قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَخَلْفَهُ أُسَامَةُ ، فَاسْتَسْقَى ، فَأَتَيْنَاهُ بِإِنَاءٍ مِنْ نَبِيذٍ : فَشَرِبَ ، وَسَقَى فَضْلَهُ أُسَامَةَ ، وَقَالَ : ( أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ ، كَذَا فَاصْنَعُوا ) " رواه مسلم (1316) .

قال النووي رحمه الله تعالى :

" وهذا النبيذ : ماء مُحلى بزبيب أو غيره ، بحيث يطيب طعمه ، ولا يكون مسكرا ، فأما إذا طال زمنه وصار مسكرا : فهو حرام "

انتهى من " شرح صحيح مسلم " ( 9 / 64) .

وقال رحمه الله تعالى :

" وجواز شرب النبيذ : ما دام حلوا لم يتغير ولم يغل ؛ وهذا جائز بإجماع الأمة " .

انتهى من" شرح صحيح مسلم " (13 / 174) .

فالعجب ممن يعرض عن عشرات الأحاديث التي فيها فضل عمر رضي الله عنه وقوة دينه وأنه أفضل الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر

وعلى هذا أجمع الصحابة رضي الله عنهم ، وشهد به علي رضي الله عنه وأعلنه على منبر الكوفة ، ثم يريد القدح فيه بمثل هذا اللفظ المحتمل (النبيذ) ويدع المحكم الواضح الجلي الذي يثبت فضله

وهذه طريقة الذين في قلوبهم زيغ

كما قال الله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ) آل عمران/7 .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-09, 15:51   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ترجمة الصحابي عبد الله بن رواحة رضي الله عنه

السؤال

أريد معرفة المزيد عن الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة، وهل بالإمكان إيراد قصيدته المشهورة التي يصف فيها النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي في الليل والمشركون نائمون ؟

الجواب

الحمد لله

هو الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس الأنصاري الخزرجي أبو محمد، ويقال أبو رواحة، ويقال أبو عمرو، المدني، شهد بدرا وبيعة العقبة، وهو أحد النقباء، وأحد الأمراء في غزوة مؤتة واستشهد بها.

قال الذهبي رحمه الله :

" كان شاعر النبي صلى الله عليه وسلم، وأخا أبي الدرداء لأمه " .

"سير أعلام النبلاء" (2/ 90).

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" أَحَد شُعَرَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَحَدِ النُّقَبَاءِ بِالْعَقَبَةِ، وَأَحَدِ الْبَدْرِيِّينَ "

انتهى من "فتح الباري" (7/ 516).

وقال المرزبانيّ في "معجم الشعراء"

: " كان عظيم القدر في الجاهلية والإسلام " .

"الإصابة" (4/ 75).

وقال ابن سعد رحمه الله :

" كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ يَكْتُبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلَةٌ. وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ الْعَقَبَةَ مع السبعين من الأنصار

وهو أحد النقباء الاثني عشر من الأنصار، وَشَهِدَ بَدْرًا وَأُحُدًا وَالْخَنْدَقَ وَالْحُدَيْبِيَةَ وَخَيْبَرَ وَعُمْرَةَ الْقَضِيَّةِ. وَقَدَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَدْرٍ يُبَشِّرُ

أَهْلَ الْعَالِيَةِ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَاسْتَخْلَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمَدِينَةِ حِينَ خَرَجَ إِلَى غَزْوَةِ بَدْرٍ الْمَوْعِدِ. وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فِي ثَلاثِينَ راكبا إلى أسير بن رازم

الْيَهُودِيِّ بِخَيْبَرَ فَقَتَلَهُ. وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ خَارِصًا فَلَمْ يَزَلْ يَخْرُصُ عَلَيْهِمْ إِلَى أَنْ قُتِلَ بِمُؤْتَةَ "

انتهى من "الطبقات الكبرى" (3/ 398).

وقال ابن كثير رحمه الله :

" هُوَ خَالُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أُخْتُهُ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ، أَسْلَمَ قَدِيمًا وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ، وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ لَيْلَتَئِذٍ لِبَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَشَهِدَ بَدْرًا وَأُحُدًا وَالْخَنْدَقَ وَالْحُدَيْبِيَةَ وَخَيْبَرَ، وَكَانَ يَبْعَثُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَرْصِهَا

وَشَهِدَ عُمْرَةَ الْقَضَاءِ، وَدَخَلَ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ مُمْسِكٌ بِزِمَامِ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ أَحَدَ الْأُمَرَاءِ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ مُؤْتَةَ ، وَقَدْ شَجَّعَ الْمُسْلِمِينَ لِلِقَاءِ الرُّومِ حِينَ اشْتَوَرُوا فِي ذَلِكَ

وَشَجَّعَ نَفْسَهُ أَيْضًا حَتَّى نَزَلَ بَعْدَمَا قُتِلَ صَاحِبَاهُ، وَقَدْ شَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشَّهَادَةِ، فَهُوَ مِمَّنْ يُقْطَعُ لَهُ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ.

وعَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ كَانَ يَأْخُذُ بِيَدِ الرَّجُلِ مِنْ أَصْحَابِهِ فَيَقُولُ: قُمْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً فَنَجْلِسُ فِي مَجْلِسِ ذِكْرٍ "

انتهى من "البداية والنهاية" (6/ 456).

وقد كان رضي الله عنه رجلا صالحا تقيا سباقا للخير والفضل ، مواليا أهل الإيمان ، معاديا أهل الكفر ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، مجاهدا في سبيل الله

حتى أكرمه الله بالشهادة يوم مؤتة سنة ثمان من الهجرة ، مع زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم ، فنعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه قبل أن يأتيهم خبرهم .

روى البخاري (2798) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ عَنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ فَفُتِحَ لَهُ) ، وَقَالَ: (مَا يَسُرُّنَا أَنَّهُمْ عِنْدَنَا) أَوْ قَالَ: (مَا يَسُرُّهُمْ أَنَّهُمْ عِنْدَنَا) وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ .

وقد روى الترمذي (2847) وصححه عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ القَضَاءِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، يَمْشِي وَهُوَ يَقُولُ:

خَلُّوا بَنِي الكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ ...
اليَوْمَ نَضْرِبْكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ

ضَرْبًا يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ ...
وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ

فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا ابْنَ رَوَاحَةَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي حَرَمِ اللَّهِ تَقُولُ الشِّعْرَ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خَلِّ عَنْهُ يَا عُمَرُ، فَلَهِيَ أَسْرَعُ فِيهِمْ مِنْ نَضْحِ النَّبْلِ) .

وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

وروى البخاري (1945) ومسلم (1122) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ:

(لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، وَمَا مِنَّا أَحَدٌ صَائِمٌ، إِلَّا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ).

ثانيا :

روى البخاري (1155) عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال - وَهُوَ يَقُصُّ فِي قَصَصِهِ، وَهُوَ يَذْكُرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :" إِنَّ أَخًا لَكُمْ لاَ يَقُولُ الرَّفَثَ " يَعْنِي بِذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ

وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ ...
إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الفَجْرِ سَاطِعُ

أَرَانَا الهُدَى بَعْدَ العَمَى فَقُلُوبُنَا ...
بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ

يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ ...
إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْمُشْرِكِينَ المَضَاجِعُ "

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" مَعْنَاهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ذِكْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَطْرَدَ إِلَى حِكَايَةِ مَا قِيلَ فِي وَصْفِهِ فَذَكَرَ كَلَامَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ بِمَا وُصِفَ بِهِ مِنْ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ "

انتهى، من "فتح الباري" (3/41).

وقال بدر الدين العيني رحمه الله :

" قوله: (وَفينَا) أَي: بَيْننَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.

قَوْله: (يَتْلُو كِتَابه) أَرَادَ بِهِ الْقُرْآن، وَالْجُمْلَة حَالية. قَوْله: (إِذا انْشَقَّ) ، وَفِي رِوَايَة: (كَمَا انْشَقَّ) .

قَوْله: (مَعْرُوف) فَاعل (انْشَقَّ) .

قَوْله: (سَاطِع) صفة: لمعروف (وَمن الْفجْر) بَيَان لَهُ، وَهُوَ من سَطَعَ الصُّبْح إِذا ارْتَفع، وَأَرَادَ بِهِ أَنه يَتْلُو كتاب الله وَقت انْشِقَاق الْوَقْت الساطع من الْفجْر.

قَوْله: (الْهدى) مفعول ثَان. لـ (أرانا) . قَوْله: (بعد الْعَمى) ، أَي: بعد الضَّلَالَة، وَلَفظ الْعَمى مستعار مِنْهَا.

قَوْله: (بِهِ) أَي: بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.

قَوْله: (يُجَافِي) أَي: يباعد، وَهِي جملَة حَالية

ومجافاته جنبه عَن الْفراش كِنَايَة عَن صلَاته بِاللَّيْلِ. قَوْله: (إِذا استثقلت) أَي: حِين استثقلت بالمشركين (الْمضَاجِع) جمع مَضْجَع، وَكَأَنَّهُ لمح بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: (تَتَجَافَى جنُوبهم

عَن الْمضَاجِع يدعونَ رَبهم خوفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفقُونَ) السَّجْدَة/ 61 "

انتهى من "عمدة القاري" (7/ 214).

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-09, 15:56   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما المقصود بـ "الكتاب" في قوله تعالى : ( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) ؟

السؤال


في أثناء قراءتي للآيات (38-40) من سورة النمل شد انتباهي قدرة الجن على التحرك بسرعة كبيرة ، وتمكن الرجل الذي عنده علم من الكتاب من نقل العرش بلمح البصر فما المقصود بالكتاب ؟

وهل هو علم ديني أم دنيوي ؟

فأنا اعتقد أنّه في ذلك الوقت كان هناك كتاب يتعلم الناس منه تحريك الأشياء عن بعد ، أو التحكم في الوقت ، وأنه من الممكن أن يكون هذا الكتاب لا يزال موجوداً حتى يومنا هذا

في مكان ما في هذا العالم ؛ فما رأيكم بهذه النظرية ؟


الجواب


الحمد لله


قال الله تعالى في قصة سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ

: ( قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ

أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) النمل/38- 40 .

وكان "الذي عنده علم من الكتاب ، فيما قيل ، " : رجلا من صالحي الإنس وعلمائهم ، وليس من الجن ، وكان يعلم اسم الله الأعظم ، والمشهور أن اسمه " آصف بن برخيا " .

والذي عليه جمهور المفسرين أن هذا الرجل الصالح دعا الله عز وجل باسمه الأعظم فاستجاب له .

قال القرطبي رحمه الله :

" أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ آصَفُ بْنُ بَرْخِيَا، وَهُوَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَكَانَ صِدِّيقًا يَحْفَظُ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمِ ، الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ " .

انتهى من" تفسير القرطبي" (13/ 204) .

وانظر : " تفسير ابن عطية" (4/ 261) ، "تفسير ابن كثير" (6/ 193) .

فحملت الملائكة العرش ، وأتت به سليمان عليه السلام .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" والذي عنده علمٌ من الكتاب ، لمّا قال عفريتٌ من الجنّ لسُليمان: ( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وإِنِّي عَلَيهِ لقَوِيّ أَمِين قال الَّذي عِنْدَه عِلْمٌ مِنَ الكِتَابِ أَنا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) أتته به الملائكة

كذلك ذكره المفسرون عن ابن عبّاس وغيره: أن الملائكة أتته به أسرع مما كان يأتي به العفريت "

انتهى من "النبوات" (2/ 1066) .

وقد اختلف المفسرون في المقصود بـ "الكتاب" في هذه الآية ، فقيل : هو الكتاب المنزل من الله ، التوراه أو الزبور .
وقيل : كتاب آتاه الله تعالى سليمان عليه السلام ، كان خاصا به .

وقيل: المراد بذلك الكتب التي تضمنت الحكمة ، فاكتسب منها ذلك الشخص الصلاح والتقوى.

قال ابن عطية رحمه الله :

" دعا الذي عنده علم من التوراة، وهو الْكِتاب المشار إليه ، باسم الله الأعظم" .

انتهى من" تفسير ابن عطية " (4/ 260) .

وقال الخطيب الشربيني رحمه الله :

" (قال الذي عنده علم من الكتاب) المنزلُ ، وهو علم الوحي والشرائع .

وقيل: كتاب سليمان .

وقيل: اللوح المحفوظ .

قال البقاعي: ولعله التوراة والزبور "

انتهى من "السراج المنير" (3/ 60) .

وقال ابن عاشور رحمه الله :

" أَيْ عِنْدَهُ عِلْمٌ مُكْتَسَبٌ مِنَ الْكُتُبِ ، أَيْ مِنَ الْحِكْمَةِ ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِالْكِتَابِ التَّوْرَاةَ " .

انتهى من"التحرير والتنوير" (19/ 271)

والمقصود أن هذا الرجل كان من علماء بني اسرائيل ، يعلم الكتب التي أنزلها الله ، ويعلم الحكمة ، فدعا الله باسمه الأعظم فاستجاب له .

فلم يكن هذا الكتاب من كتب العلوم الدنيوية ، في قول عامة المفسرين ، ولا هو كتاب يتعلم الناس منه التحكم في الأشياء ، أو تحريكها عن بعد

كما يدعي ذلك البعض الآن ، ولا هو من هذه التوهمات ، والأماني الكاذبات بسبيل ؛ فدع عنك أخي السائل تلك الخيالات :

خُذ ما تَراهُ وَدَع شَيئاً سَمِعتَ بِهِ * في طَلعَةِ الشَمسِ ما يُغنيكَ عَن زُحَلِ

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-09, 16:07   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في أحد رسائله أنه أشعري ؟

السؤال

قرأت على النت أن الشيخ ابن تيمية قال في إحدى رسائله بأنه أشعري ؟

فهل هذا النقل صحيح ؟

وهل كتب ابن تيمية ذلك فعلا ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

الواقع أن المتأمل في هذه "الشبهة"

أو لِنَقُل : في هذه "التهمة"

يجد أن التدليل على بطلانها

ومنافاتها لحال شيخ الإسلام ابن تيمية

وجهوده ، ومعارفه هي أشبه شيء بقول المتنبي :

وليس يصِحُّ في الأذهانِ شيءُ ...
إذا احتاج النهارُ إلى دليلِ !!

وإنما مثل من يحتفي بهذه الأقوال ، والروايات ، في جانب ما استفاض وعرف عن شيخ الإسلام وحياته

ووجده الناس من تصانيفه ومؤلفاته ، مثله كمثل من يتعلق برواية غريبة شاذة ، وحيدة فاذة ، تخالف ما تواتر من الأخبار ، واستفاض من الروايات والآثار !!

روى الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التيمي ، رحمه الله ، قَالَ: " كَانُوا يَكْرَهُونَ غَرِيبَ الْحَدِيثِ وَالْكَلَامَ "

انتهى من "المحدث الفاصل" ، الرامهرمزي (565) .

وقال أبو يُوسُفَ: " مَنْ تَتَبَّعَ غَرِيبَ الْحَدِيثِ كَذَبَ "
.
انتهى من "المحدث الفاصل" (562)

"الكفاية" للخطيب البغدادي (142) .

ولولا أن مثل هذه الروايات قد سيقت في مصادر تاريخية ، لها اعتبارها ، ومن الناس من قد يصدر عنها ، أو يغتر بما فيها

لكان الإعراض عن الاشتغال بها أولى ، وأدعى لرفضها ؛ لكن : كيف ، وقد قيل ؟!! و" لكُلِّ ساقِطَةٍ لاقِطَةٌ " !!

ثانيا :

أكثر ما غر من نقل مثل هذا الكلام ، ما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله في ترجمته له من "الدرر الكامنة" (1/148) ، في جملة حكايته لمحنته ، وحاله مع خصومه :

" وقام القاضي زين الدين ابن مخلوف قاضي المالكية مع الشيخ نصر ، وبالغ في أذية الحنابلة ، واتفق أن قاضي الحنابلة شرف الدين الحراني كان قليل البضاعة في العلم

فبادر إلى إجابتهم في المعتقد واستكتبوه خطه بذلك ، واتفق أن قاضي الحنفية بدمشق وهو شمس الدين ابن الحريري انتصر لابن تيمية ، وكتب في حقه محضرا بالثناء عليه بالعلم والفهم

وكتب فيه بخطه ثلاثة عشر سطرا من جملتها أنه منذ ثلاثمائة سنة ما رأى الناس مثله ، فبلغ ذلك ابن مخلوف ، فسعى في عزل ابن الحريري، فعزل ..

وتعصب سلار لابن تيمية وأحضر القضاة الثلاثة الشافعي والمالكي والحنفي وتكلم معهم في إخراجه ، فاتفقوا على أنهم يشترطون فيه شروطا وأن يرجع عن بعض العقيدة ، فأرسلوا إليه مرات

فامتنع من الحضور إليهم ، واستمر .

ولم يزل ابن تيمية في الجب إلى أن شفع فيه مهنا أمير آل فضل ، فأخرج في ربيع الأول في الثالث وعشرين منه ، وأحضر إلى القلعة .

ووقع البحث مع بعض الفقهاء ، فكتب عليه محضر بأنه قال : أنا أشعري .

ثم وجد خطه بما نصه : الذي اعتقد أن القرآن معنى قائم بذات الله ، وهو صفة من صفات ذاته القديمة ، وهو غير مخلوق ، وليس بحرف ولا صوت

وأن قوله ( الرحمن على العرش استوى ) ، ليس على ظاهره ، ولا أعلم كنه المراد به ، بل لا يعلمه إلا الله ، والقول في النزول كالقول في الاستواء .

وكتبه : أحمد بن تيمية .

ثم أشهدوا عليه أنه تاب مما ينافي ذلك مختارا .

وذلك في خامس عشري ربيع الأول سنة 707 ، وشهد عليه بذلك جمع جم من العلماء وغيرهم ، وسكن الحال ، وأفرج عنه وسكن القاهرة .." انتهى .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-09, 16:08   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وأول ما يقال في مناقشة مثل هذا الكلام :

أننا أمام حكاية لحال سجين ، في حكم خصومه ، فهم الذي يحكمون فيه ، وهم الذين يشهدون ويحضرون ، وهم الذين ينقلون عنه ما قال ، أو يذكرون أنه قاله ..

وهو في ذلك كله تحت قهرهم وسلطانهم ، حتى قال الذهبي ، ثم ابن عبد الهادي :

" ثم بقي سنة ونصفا ، وأخرج ، وكتب لهم ألفاظا اقترحوها عليه ، وهدد وتوعد بالقتل ، إن لم يكتبها "

انتهى من "الدرة اليتيمة- تكملة الجامع" للذهبي (46)

"العقود الدرية" لابن عبد الهادي (252) .

وقد تتبع الشيخان المحققان : محمد عزيز شمس ، علي العمران : المصادر التي تكلمت عن هذه المحنة ، وما حصل فيها ، وقارنا بين ما ورد في هذه المصادر حول هذه المسألة ، ثم قالا :

فتبين من هذا العرض أن :

من المؤرخين من لم يذكر القصة ولا المكتوب أصلا .

ومنهم من أشار إليها إشارة فقط ، دون تفصيل للكتاب الذي كتبه ، مع ذكرهم ما صاحب كتابته تلك من التخويف والتهديد بالقتل .

ومنهم من فصلها وذكر نصَّ المكتوب ، لكن دون ذكرهم لما صاحب ذلك من تهديد وتخويف بالقتل !!

وعلى هذا يمكننا القول : أن (ابن المعلم) و (النويري) قد انفردا من بين معاصري الشيخ بقضية رجوعه ، وسياق ما كتبه ، وتابعهما على ذلك بعض المتأخرين .

وعليه فيمكن تجاه هذه القضية أن تتخذ أحد المواقف التالية :

الأول : أن نكذب كل ما ذكره المؤرخون جملة وتفصيلا، ونقول : إن شيئا من ذلك لم يكن .

الثاني : أن نثبت أصل القصة ، دون إثبات أي رجوع عن العقيدة ، ولا المكتوب الذي فيه المخالفة الصريحة لما دعا إليه الشيخ ، قبل هذا التاريخ وبعده ( أي 707هـ) .

الثالث : أن نثبت جميع ما انفرد به (ابن المعلم) و (النويري) من الرجوع والكتابة !!

فالأول : دفع بالصدر . والثالث: إثبات للمنفردات والشواذ، وتقديمها على الأشهر والأكثر.

والذي يثبت عند النقد ويترجح هو : الموقف الثاني : أن الشيخ كتب لهم عبارات مجملة - بعد التهديد والتخويف - لكن ليس فيها رجوع عن عقيدته ، ولا انتحال لعقيدة باطلة ، ولا كتاب بذلك كله ، وذلك لأسباب منها :

أن هذا الكتاب مخالف لعقيدة الشيخ ، التي كان يدعو إليها ويناضل عنها طوال حياته ، قبل هذه الحادثه وبعدها .
أنه لا يوجد في كتاباته ومؤلفاته أي أثر لهذا الرجوع

أو إشارة إلى هذا ، أو الكتاب ، أو إلى ما تضمنه ، ولو كان قد حصل منه شيء من الكتابة لهم بذلك

لكان حقيقا بعد ظهوره على أعدائه - على الأقل - وتمكنه منهم ، بعد انكسار الجاشنكير، ورجوع الناصر، أن يطلب هذا الكتاب ، أو ينفيه عن نفسه .

أن الشيخ رحمه الله قد حصلت له مضايقات كثيرة في مسائل عديدة ، قبل هذا التاريخ وبعده، سجن من أجلها وعوتب، فلم يعرف عنه أنه رجع عن شي منها

بل غاية أمره أن يسكت عن الإفتاء بها مدة ، ثم يعود إلى ذلك ويقول : لا يسعني كتمان العلم ، كما في مسالة الطلاق " العقود " ( ص325)

فكيف يكتب هذه المرة ما يناقض عقيدة أهل السنة

ويقرر مذهب أهل البدع ؟! ، وما شأن الخصوم ، عند الشيخ رحمه الله ، إلا كما وصفهم هو بنفسه، لما قيل له : يا سيدي قد أكثر الناس عليك ؟! فقال : إن هم إلا كالذباب

ورفع كفه إلى فيه ونفخ فيه . "العقود " (ص268) ، ووصف الحافظ الذهبي ثبات الشيخ أمام خصومه فقال : " حتى قام عليه خلق من علماء مصر والشام ، قياما لا مزيد عليه ... وهو ثابت

لا يداهن ولا يحابي ، بل يقول الحق المرّ الذي أداه إليه اجتهاده ، وحِدّة ذهنه ، وسعة دائرته في السنن والأقوال"

وقال أيضا: "

قد سجن غير مرة ليفتر عن خصومه ، ويقصر عن بسط لسانه وقلمه ، وهو لا يرجع ولا يلوي على ناصح إلى أن توفي " .
ومما يفت في عضد هذه الأكذوبة : أن جماعة طلبوا من الشيخ أن يقول : إن هذا الاعتقاد الذي كتبه وناظر من أجله الخصوم ، هو اعتقاد أحمد بن حنبل - يعني: وهو مذهب متبوع

فلا يعترض عليه - فلا يرضى الشيخ بهذا، بل يصدع بأن هذا هو معتقد سلف الأمة جميعهم

وليس لأحمد اختصاص بذلك. " العقود " ( ص 218-219،240-241) .

إن أقصى ما يمكن قوله في كتابة الشيخ لهم : إنها كتابة إجمالية في مسائل العقيدة، بما لا ينافي الحق ولا الصواب، وانظر نماذج لبعض ما كان يستعمله الشيخ مع خصومه ليدحرهم ويكبتهم

وفي أنفسهم ما فيها : " العقود " (ص 212 ، 215 ، 240-241) . ولم يستطع الأعداء أن يجبروه على كتابة أكثر من ذلك الإجمال ، ثم وجدوا أنه لا فائدة في إشاعة ذلك المكتوب عنه بالوجه الذي كتبه

فزوّروا عليه كلاما، ثم زوروا عليه توقيعه ، وأشهدوا عليه جماعة ، ليتم لهم ما أرادوا ، وقضية الكذب والتقول والتزوير على الشيخ باتت من أشهر خصال أعدائه

. انظر ذلك في مواضع كثيرة في " العقود " (ص200، 204 ، 207 ، 209 ، 328) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-09, 16:08   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


قال البرزالي في الموضع الأول عن خصومه : "وحرفوا الكلام ، وكذبوا الكذب الفاحش".

وقال في الموضع الثاني :

" واختلفت نقول المخالفين للمجلس ، وحرفوه ، ووضعوا مقالة الشيخ على غير موضعها ، وشنع ابن الوكيل وأصحابه بأن الشيخ قد رجع عن عقيدته ، فالله المستعان " .

وقال الشيخ نفسه ـ في الموضع الثالث : " وكان قد بلغني أنه زُوِّر عليّ كتاب إلى الأمير ركن الدين الجاشنكير، يتضمن ذكر عقيدة محرفة ، ولم أعلم بحقيقته ، لكن علمت أن هذا مكذوب" .

وقال الشيخ في الموضع الرابع :

" أنا أعلم أن أقواما يكذبون علي ، كما قد كذبوا علي غير مرة .. " ...

ومما يؤيد كذب هذه الأخلوقة : أن الكتاب الذي زعموا : كتب سنة 707 هـ

فكيف يصح هذا ؛ وهم يطالبونه في سنة 708هـ بكتابة شيء بخطه في هذه المسألة نفسها ؟! فإنه لما جاءه المشايخ التدامرة نحو سنة 708هـ وقالوا :

" يا سيدي ، قد حمّلونا كلاما نقوله لك ، وحلّفونا أنه ما يطلع عليه غيرنا : أن تنـزل لهم عن مسألة العرش ، ومسألة القرآن ، ونأخذ خطك بذلك

نوقف عليه السلطان ونقول له : هذا الذي حبسنا ابن تيمية عليه ، قد رجع عنه ، ونقطع نحن الورقة " ، انتهى !! فقال لهم الشيخ : " تدعونني أن أكتب بخطي : أنه ليس فوق العرش إله يعبد

ولا في المصاحف قرآن ، ولا لله في الأرض كلام ؟! "

. ودق بعمامته الأرض ، وقام واقفا ، ورفع رأسه إلى السماء ، وقال : " اللهم إنـي أشهدك على أنهم يدعونني أن أكفر بك وبكتبك ورسلك ، وأن هذا شيء ما أعمله .." ، ثم دعا عليهم .

ولما قالوا له : " كل هذا يعملونه حتى توافقهم ، وهم عاملون على قتلك أو نفيك أو حبسك ؟ ، فقال لهم : " أنا إن قتلت؛ كانت لي شهادة، وإن نفوني؛ كانت لي هجرة.." ؛ فيئسوا منه ، وانصرفوا !!

[ ذكره إبراهيم الغياني ، خادم شيخ الإسلام – الجامع 147-148] .

فلو كان لهم كتاب بخطه في تلك المسائل - كما زعموا - لم يطلبوا منه أن يكتب لهم بخطه كتابا آخر .

فخلصنا أنه لم يكن معهم في المرة الأولى، إلا الكذب والتزوير والتحريف !! "

انظر : "الجامع لسيرة شيخ الإسلام" (39-47) .

على أن شيخ الإسلام ، قد حكى بنفسه ، طرفا من هذه المحنة التي اتصلت نحوا من ثمانية عشر شهرا ، وما كان منه لأعدائه وخصومه فيها ، وما طلبوه منه

وما أجابهم به ، وذلك في أول كتابه الذي صنفه في الرد على مقالة الأشاعرة ، في مسألة "الكلام" ، وسماه : "التسعينية" ، قال رحمه الله بعد خطبة الكتاب :

" أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّهُ فِي آخِرِ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَسَبْعُمِائَةٍ , جَاءَ أَمِيرَانِ رَسُولَانِ مِنْ عِنْدِ الْمَلَإِ الْمُجْتَمِعِينَ ، مِنْ الْأُمَرَاءِ وَالْقُضَاةِ وَمَنْ مَعَهُمْ

, وَذَكَرَا رِسَالَةً مِنْ عِنْدِ الْأُمَرَاءِ , مَضْمُونُهَا : طَلَبُ الْحُضُورِ وَمُخَاطَبَةُ الْقُضَاةِ ، لِتَخْرُجَ وَتَنْفَصِلَ الْقَضِيَّةُ , وَأَنَّ الْمَطْلُوبَ خُرُوجُك , وَأَنْ يَكُونَ الْكَلَامُ مُخْتَصَرًا وَنَحْوُ ذَلِكَ ؟

فَقُلْت : سَلِّمْ عَلَى الْأُمَرَاءِ ، وَقُلْ لَهُمْ : لَكُمْ سَنَةٌ ، وَقَبْلَ السَّنَةِ مُدَّةٌ أُخْرَى ، تَسْمَعُونَ كَلَامَ الْخُصُومِ ، اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ، وَإِلَى السَّاعَةِ لَمْ تَسْمَعُوا مِنِّي كَلِمَةً وَاحِدَةً ؛ وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الظُّلْمِ ,

فَلَوْ كَانَ الْخَصْمُ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا أَوْ عَدُوًّا آخَرَ لِلْإِسْلَامِ وَلِدَوْلَتِكُمْ ، لَمَا جَازَ أَنْ تَحْكُمُوا عَلَيْهِ حَتَّى تَسْمَعُوا كَلَامَهُ , وَأَنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ كَلَامَ الْخُصُومِ وَحْدَهُمْ فِي مَجَالِسَ كَثِيرَةٍ , فَاسْمَعُوا كَلَامِي

وَحْدِي فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ , وَبَعْدَ ذَلِكَ نَجْتَمِعُ وَنَتَخَاطَبُ بِحُضُورِكُمْ , فَإِنَّ هَذَا مِنْ أَقَلِّ الْعَدْلِ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ فِي قَوْلِهِ : ( إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ

أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) ؟!

فَطَلَبَ الرَّسُولَانِ أَنْ أَكْتُبَ ذَلِكَ فِي وَرَقَةٍ ، فَكَتَبْته ، فَذَهَبَا ثُمَّ عَادَا , وَقَالَا : الْمَطْلُوبُ حُضُورُك لِتُخَاطِبَك الْقُضَاةُ بِكَلِمَتَيْنِ ، وَتَنْفَصِلوا ؟

وَكَانَ فِي أَوَائِلِ النِّصْفِ مِنْ الشَّهْرِ الْمَذْكُورِ ، جَاءَنَا هَذَانِ الرَّسُولَانِ بِوَرَقَةٍ كَتَبَهَا لَهُمْ الْمُحَكَّمُ مِنْ الْقُضَاةِ , وَهِيَ طَوِيلَةٌ ، طَلَبْتُ مِنْهُمْ نُسَخًا ، فَلَمْ يوافقوا ، وتأملتها

فوجدتها مكذوبة علي ، إلا كلمة واحدة : مِنْ أَنَّهُ عَلَى الْعَرْشِ حَقِيقَةً ، وأن كلامه حرف وصوت ، قائم به ، بلا تكييف وَلَا تَشْبِيهَ .

قُلْتُ : ليس هذا فِي كلامي ولا خَطِّي .

وَخَاطَبَنِي بِخِطَابٍ فِيهِ طُولٌ ، قَدْ ذُكِرَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ .

فَنَدِمُوا عَلَى كِتَابَةِ تِلْكَ الْوَرَقَةِ ، وَكَتَبُوا هَذِهِ .

فَقُلْت : أَنَا لَا أَحْضُرُ إلَى مَنْ يَحْكُمُ فِيّ بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ ، وَبِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ، وَيَفْعَلُ بِي مَا لَا تَسْتَحِلُّهُ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى , كَمَا فَعَلْتُمْ فِي الْمَجْلِسِ الْأَوَّلِ .

وَقُلْت لِلرَّسُولِ : قَدْ كَانَ ذَلِكَ بِحُضُورِكُمْ ؛ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَمْكُرُوا بِي كَمَا مَكَرُوا فِي الْعَامِ الْمَاضِي ؛ هَذَا لَا أُجِيبُ إلَيْهِ .
وَلَكِنْ مَنْ زَعَمَ أَنِّي قُلْت قَوْلًا بَاطِلًا ، فَلْيَكْتُبْ خَطَّهُ بِمَا أَنْكَرَهُ مِنْ كَلَامِي

وَيَذْكُرُ حُجَّتَهُ , وَأَنَا أَكْتُبُ جَوَابِي مَعَ كَلَامِهِ , وَيُعْرَضُ كَلَامِي وَكَلَامُهُ عَلَى عُلَمَاءِ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ , فَقَدْ قُلْت هَذَا بِالشَّامِ ، وَأَنَا قَائِلُهُ هُنَا , وَهَذِهِ عَقِيدَتِي الَّتِي بَحَثْت بِالشَّامِ ، بِحَضْرَةِ قُضَاتِهَا وَمَشَايِخِهَا وَعُلَمَائِهَا .

وَقَدْ أَرْسَلَ إلَيْكُمْ نَائِبُكُمْ النُّسْخَةَ الَّتِي قُرِئَتْ ، وَأَخْبَرَكُمْ بِصُورَةِ مَا جَرَى , وَإِنْ كَانَ قَدْ وَقَعَ مِنْ التَّقْصِيرِ فِي حَقِّي , وَالْعُدْوَانِ ، وَالْإِغْضَاءِ عَنْ الْخُصُومِ مَا قَدْ عَلِمَهُ اللَّهُ وَالْمُسْلِمُونَ ,

فَانْظُرُوا النُّسْخَةَ الَّتِي عِنْدَكُمْ . وَكَانَ قَدْ حَضَرَ عِنْدِي نُسْخَةٌ أُخْرَى منهَا ، فَقُلْت : خُذْ هَذِهِ النُّسْخَةَ ، فهي اعْتِقَادِي ؛ فَمَنْ أَنْكَرَ مِنْهُ شَيْئًا فَلْيَكْتُبْ مَا يُنْكِرُهُ ، وَحُجَّتَهُ ، لِأَكْتُبَ جَوَابِي ؟

فَأَخَذَا الْعَقِيدَةَ وَذَهَبَا ، ثُمَّ عَادَا وَمَعَهُمَا وَرَقَةٌ لَمْ يُذْكَرْ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ الِاعْتِرَاضِ عَلَى كَلَامِي ، بَلْ قَدْ أَنْشَئُوا فِيهَا كَلَامًا طَلَبُوهُ . وَذَكَرَ الرَّسُولُ أَنَّهُمْ كَتَبُوا وَرَقَةً ثُمَّ قَطَعُوهَا ثُمَّ كَتَبُوا هَذِهِ ، وَلَفْظُهَا :

" الَّذِي نَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يَعْتَقِدَهُ : أَنْ يَنْفِيَ الْجِهَةَ عَنْ اللَّهِ وَالتَّحَيُّزَ ، وَأَنْ لَا يَقُولَ إنَّ كَلَامَ اللَّهِ حَرْفٌ وَصَوْتٌ قَائِمٌ بِهِ , بَلْ هُوَ مَعْنًى قَائِمٌ بِذَاتِهِ , وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَا يُشَارُ إلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ إشَارَةً حِسِّيَّةً

, وَنَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ لَا يَتَعَرَّضَ لِأَحَادِيثِ الصِّفَاتِ وَآيَاتِهَا عِنْدَ الْعَوَامّ , وَلَا يَكْتُبُ بِهَا إلَى الْبِلَادِ , وَلَا فِي الْفَتَاوَى الْمُتَعَلِّقَةِ بِهَا ؟
فَلَمَّا أَرَانِي الْوَرَقَةَ ، كَتَبْتُ جَوَابَهَا فِيهَا مُرْتَجِلًا ، مَعَ اسْتِعْجَالِ الرَّسُولِ :

أَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ : " الَّذِي نَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يَعْتَقِدَهُ أَنْ يَنْفِيَ الْجِهَةَ عَنْ اللَّهِ وَالتَّحَيُّزَ " فَلَيْسَ فِي كَلَامِي إثْبَاتٌ لِهَذَا اللَّفْظِ ; لِأَنَّ إطْلَاقَ هَذَا اللَّفْظِ نَفْيًا وَإِثْبَاتًا : بِدْعَةٌ , وَأَنَا لَا أَقُولُ إلَّا مَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ , وَاتَّفَقَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأَمَةِ .

فَإِنْ أَرَادَ قَائِلُ هَذَا الْقَوْلِ , أَنَّهُ لَيْسَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ رَبٌّ وَلَا فَوْقَ الْعَرْشِ إلَهٌ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعْرُجْ بِهِ إلَى رَبِّهِ , وَمَا فَوْقَ الْعَالَمِ إلَّا الْعَدَمُ الْمَحْضُ ؛ فَهَذَا بَاطِلٌ مُخَالِفٌ لِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا .

وَإِنْ أَرَادَ بِذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ لَا تُحِيطُ بِهِ مَخْلُوقَاتُهُ , وَلَا يَكُونُ فِي جَوْفِ الْمَوْجُودَاتِ ؛ فَهَذَا مَذْكُورٌ مُصَرَّحٌ بِهِ فِي كَلَامِي , فَأَيُّ فَائِدَةٍ فِي تَجْدِيدِهِ ؟









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-09, 16:09   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

وَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ : " لَا يَقُولُ : إنَّ كَلَامَ اللَّهِ حَرْفٌ وَصَوْتٌ قَائِمٌ بِهِ بَلْ هُوَ مَعْنًى قَائِمٌ بِذَاتِهِ " ؛ فَلَيْسَ فِي كَلَامِي هَذَا أَيْضًا وَلَا قُلْته قَطُّ ؛ بَلْ قَوْلُ الْقَائِلِ

: إنَّ الْقُرْآنَ حَرْفٌ وَالصَّوْتَ قَائِمٌ بِهِ , بِدْعَةٌ , وَقَوْلُهُ : إنَّهُ مَعْنًى قَائِمٌ بِذَاتِهِ بِدْعَةٌ

، لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ لَا هَذَا وَلَا هَذَا , وَأَنَا لَيْسَ فِي كَلَامِي شَيْءٌ مِنْ الْبِدَعِ , بَلْ فِي كَلَامِي مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ السَّلَفُ : أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ.

أَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ : " إنَّهُ لَا يُشَارُ إلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ إشَارَةً حِسِّيَّةً " ؛ فَلَيْسَ هَذَا اللَّفْظُ فِي كَلَامِي ؛ بَلْ فِي كَلَامِي إنْكَارُ مَا ابْتَدَعَهُ الْمُبْتَدَعُونَ مِنْ الْأَلْفَاظِ النَّافِيَةِ , مِثْلُ قَوْلِهِمْ : إنَّهُ لَا يُشَارُ إلَيْهِ , فَإِنَّ هَذَا النَّفْيَ أَيْضًا بِدْعَةٌ .

فَإِنْ أَرَادَ الْقَائِلُ أَنَّهُ لَا يُشَارُ إلَيْهِ ، أَنَّهُ لَيْسَ مَحْصُورًا فِي الْمَخْلُوقَاتِ ، أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ مِنْ الْمَعَانِي الصَّحِيحَةِ فَهَذَا حَقٌّ .
وَإِنْ أَرَادَ : أَنَّ مَنْ دَعَا اللَّهَ لَا يَرْفَعُ إلَيْهِ يَدَيْهِ

, فَهَذَا خِلَافُ مَا تَوَاتَرَتْ بِهِ السُّنَنُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَا فَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ عِبَادَهُ مِنْ رَفْعِ الْأَيْدِي إلَى اللَّهِ فِي الدُّعَاءِ ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( إنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إذَا رَفَعَ إلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا إلَيْهِ صِفْرًا ) ؛ وَإِذَا سَمَّى الْمُسَمِّي ذَلِكَ إشَارَةً حِسِّيَّةً , وَقَالَ : إنَّهُ لَا يَجُوزُ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ .

وَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ : " أَنْ لَا يَتَعَرَّضَ لِأَحَادِيثِ الصِّفَاتِ وَآيَاتِهَا عِنْدَ الْعَامَّةِ " فَمَا فَاتَحْتُ عَامِّيًّا فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ قَطُّ .
وَأَمَّا الْجَوَابُ : بِمَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ الْمُسْتَرْشِدَ الْمُسْتَهْدِيَ

فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ يَعْلَمُهُ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ )

, وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : ( إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى ) الْآيَةَ , فَلَا يُؤْمَرُ الْعَالِمُ بِمَا يُوجِبُ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ .

فَأَخَذَا الْجَوَابَ ، وَذَهَبَا فَأَطَالَا ، الْغَيْبَةَ , ثُمَّ رَجَعَا وَلَمْ يَأْتِيَا بِكَلَامٍ مُحَصَّلٍ ، إلَّا طَلَبَ الْحُضُورِ !!

فَأَغْلَظْتُ لَهُمْ فِي الْجَوَابِ ، وَقُلْتُ لَهُمْ بِصَوْتٍ رَفِيعٍ : يَا مُبَدِّلِينَ ، يَا مُرْتَدِّينَ عَنْ الشَّرِيعَةِ ، يَا زَنَادِقَةً , وَكَلَامًا آخَرَ كَثِيرًا !!
ثُمَّ قُمْتُ ، وَطَلَبْتُ فَتْحَ الْبَابِ ، وَالْعَوْدَ إلَى مَكَانِي .

وَقَدْ كَتَبْت هُنَا بَعْضَ مَا يَتَعَلَّقُ بِهَذِهِ الْمِحْنَةِ الَّتِي طَلَبُوهَا مِنِّي فِي هَذَا الْيَوْمِ , وَبَيَّنْت بَعْضَ مَا فِيهَا مِنْ تَبْدِيلِ الدِّينِ , واتباعِ غَيْرِ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ , لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ الْمَنْفَعَةِ لِلْمُسْلِمِينَ ,

وَذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ نَكْتُبُ مِنْهَا مَا يَسَّرَهُ اللَّهُ تَعَالَى ...

" انتهى من "التسعينية" (1/109-119) .

فبهذا يتبين بطلان هذه الفرية التي تعلق به من لم يحقق الأمر ، ولم يفهم شيئا عن سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، ومنهجه .

وينظر أيضا ـ للفائدة ـ : "مجموع الفتاوى" (3/160) وما بعدها

و"العقود الدرية" لابن عبد الهادي (253) وما بعدها ، ط عالم الفوائد .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-10, 15:42   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



أولاد الحسن والحسين رضي الله عنهما .


السؤال:

لدى صديق يقول : بأنه ينتهى نسبه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم

لكن أنا أعرف أن أحفاده الحسن والحسين لم ينجبا ؛ فكيف يكون حفيده ؟


الجواب

الحمد لله


أولا :

مما يُذكر من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم : أن أولاد ابنته فاطمة رضي الله عنها ورضي عنهم ، وذريتها ، ينسبون إليه ، ولا ينسبون إلى آبائهم

لشرف النسب النبوي ، الذي لا نسب أشرف منه ولا أعلى قدراً منه .

ثانيا :

ليس كل من زعم أن نسبه ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكون صادقا في زعمه ، فكم ممن يزعم ذلك ، وهو من أبعد الناس عنه نسبا ، وهؤلاء طوائف الصوفية

باختلاف فرقهم وجماعاتهم ، عامتهم يزعمون أن إمامهم وصاحبهم من آل البيت ، وهذا من البلاء الذي ابتلي به المسلمون ، فإنهم يخدعون بذلك العامة والبسطاء من الناس حتى يقبلوا طريقتهم .

فلا يصح تصديق كل من انتسب إلى أهل البيت ، إلا إذا كان صحيح النسبة فعلا ، معروفا أمره بين علماء النسب ، مشهورا بذلك ، بالنقل المستفيض

خلفا عن سلف ؛ وأما مجرد الزعم بذلك : فلا يعول عليه ، ولا يؤخذ به .

ثالثا :

الحسن بن علي رضي الله عنهما ولد فى نصف رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، وتوفى بالمدينة سنة تسع وأربعين، وقيل: سنة خمسين، وقيل: إحدى وخمسين، ودفن بالبقيع .

"تهذيب الأسماء واللغات" (1/ 158) .

أما الحسين رضي الله عنه فقد ولد في شعبان سنة أربع من الهجرة ، واستشهد يوم عاشوراء سنة إحدى وستين .

"سير أعلام النبلاء" (4/ 348-371)

وقد أنجب الحسن والحسين بنين وبنات ، ومن أبنائهما من صار له ذرية إلى الآن ، ومنهم من انقطع نسله .

أما بنو الحسن : فقال الذهبي رحمه الله :

" بنو الحَسَنِ هُم : الحَسَنُ ، وَزَيْدٌ ، وَطَلْحَةُ، وَالقَاسِمُ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ -فَقُتِلُوا بِكَرْبَلاَءَ مَعَ عَمِّهِمُ الشَّهِيْدِ- وَعَمْرٌو، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَالحُسَيْنُ، وَمُحَمَّدٌ

وَيَعْقُوْبُ، وَإِسْمَاعِيْلُ، فَهَؤُلاَءِ الذُّكُورُ مِنْ أَوْلاَدِ السَّيِّدِ الحَسَنِ. وَلَمْ يُعْقِبْ مِنْهُم سِوَى الرَّجُلَيْنِ الأَوَّلَيْنِ:

الحَسَنِ وَزَيْدٍ، فَلِحَسَنٍ خَمْسَةُ أَوْلاَدٍ أَعْقَبُوا، وَلزِيدٍ ابْنٌ، وَهُوَ الحَسَنُ بنُ زَيْدٍ، فَلاَ عَقِبَ لَهُ إلَّا مِنْهُ، وَلِي إِمْرَةَ المَدِيْنَةِ، وَهُوَ وَالِدُ السِّتِّ نَفِيْسَةَ، وَالقَاسِمِ، وَإِسْمَاعِيْلَ، وَعَبْدِ اللهِ، وَإِبْرَاهِيْمَ، وزيد، وإسحاق، وعلي -رضي الله عنهم " .

انتهى من "سير أعلام النبلاء" (4/ 347)

أما بنو الحسين : فقال الذهبي رحمه الله :

" أَولاَدُ الحُسَيْنِ هُمْ: عَلِيٌّ الأَكْبَرُ الَّذِي قُتِلَ مَعَ أَبِيْهِ، وَعَلِيٌّ زِينُ العَابِديْنَ، وَذُرِّيَتُهُ عَدَدٌ كَثِيْرٌ، وَجَعْفَرٌ، وَعَبْدُ اللهِ ، وَلَمْ يُعْقِبَا " انتهى من "سير أعلام النبلاء" (4/ 372) .

انظر: "تهذيب التهذيب" (2/345) ، "تهذيب الأسماء واللغات" (1/ 163) .

فتبين بذلك أن القول بأن الحسن والحسين رضي الله عنهما لم ينجبا : غلط ظاهر ، يعرفه كل من مارس تاريخ أهل البيت ، وعرف شيئا عن أخبارهم وأنسابهم .

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المهدي من عترتي [أهل بيتي] ، من ولد فاطمة ) رواه أبو داود (4284) ، وابن ماجة (4086) ، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود".

وقد ورد في بعض الأحاديث أن المهدي من ذرية الحسن ، وهذا يدل على أن ذرية الحسن ستبقى إلى آخر الزمان .

رابعا :

ينبغي أن يعلم : أن شرف النسب لا يفيد صاحبه فضيلة ولا شرفاً إلا إذا قرنه بالإيمان والعمل الصالح ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : (مَن ْبَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ) رواه مسلم (2699) .

قال المباركفوري في "تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي" :

"الْمَعْنَى مَنْ أَخَّرَهُ عَمَلُهُ عَنْ بُلُوغِ دَرَجَةِ السَّعَادَةِ ( لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ " مِنْ الْإِسْرَاعِ أَيْ لَمْ يُقَدِّمْهُ نَسَبُهُ , يَعْنِي لَمْ يَجْبُرْ نَقِيصَتَهُ لِكَوْنِهِ نَسِيبًا فِي قَوْمِهِ ، إِذْ لَا يَحْصُلُ التَّقَرُّبُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالنَّسَبِ بَلْ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ

. قَالَ تَعَالَى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)

, وَشَاهِدُ ذَلِكَ أَنَّ أَكْثَرَ عُلَمَاءِ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ لَا أَنْسَابَ لَهُمْ يُتَفَاخَرُ بِهَا , بَلْ كَثِيرٌ مِنْ عُلَمَاءِ السَّلَفِ مَوَالٍ , وَمَعَ ذَلِكَ هُمْ سَادَاتُ الْأُمَّةِ وَيَنَابِيعُ الرَّحْمَةِ , وَذَوُو الْأَنْسَابِ الْعَلِيَّةِ الَّذِينَ لَيْسُوا كَذَلِكَ

فِي مَوَاطِنِ جَهْلِهِمْ نَسْيًا مَنْسِيًّا , وَلِذَلِكَ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : " إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الدِّينِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ " كَذَا قَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاةِ وَقَدْ صَدَقَ الْقَارِي .

ثم ذكر المباركفوري أن ابن الصلاح روى في "مقدمته" عن الزهري أنه قدم على عبد الملك بن مروان ، فذكر له أن من يسود البلاد هم أهل الدين والعلم ، وكانوا كلهم من الموالي .

فذكر له : عَطَاء بْن أَبِي رَبَاحٍ في مكة ، وطَاوُس بْن كَيْسَانَ في اليمن ، ويَزِيد بْن أَبِي حَبِيبٍ في مصر , ومَكْحُول في الشام

ومَيْمُون بْن مِهْرَانَ في الجزيرة ، والضَّحَّاك بْن مُزَاحِمٍ في خراسان , والحسن البصري في البصرة . ثم ذكر إبراهيم النخعي في الكوفة ، فقال عبد الملك بن مروان : "فَمِنْ الْعَرَبِ أَمْ الْمَوَالِي ؟ قَالَ : مِنْ الْعَرَبِ

. قَالَ عبد الملك : وَيْلَك يَا زُهْرِيُّ ! فَرَّجْت عَنِّي , وَاَللَّهِ لَيَسُودَنَّ الْمَوَالِي عَلَى الْعَرَبِ حَتَّى يُخْطَبَ لَهَا عَلَى الْمَنَابِرِ وَالْعَرَبُ تَحْتَهَا . قَالَ : قُلْت : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِذًا هُوَ أَمْرُ اللَّهِ وَدِينُهُ , مَنْ حَفِظَهُ سَادَ وَمَنْ ضَيَّعَهُ سَقَطَ " اِنْتَهَى.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"تَعْلِيقُ الشَّرَفِ فِي الدِّينِ بِمُجَرَّدِ النَّسَبِ هُوَ حُكْمٌ مِنْ أَحْكَامِ الْجَاهِلِيَّةِ الَّذِينَ اتَّبَعَتْهُمْ عَلَيْهِ الرَّافِضَةُ وَأَشْبَاهُهُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَهْلِ

فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

: (لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ، وَلَا لِعَجَمِيِّ عَلَى عَرَبِيٍّ ، وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبْيَضَ ، وَلَا لِأَبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ إلَّا بِالتَّقْوَى. النَّاسُ مِنْ آدَمَ

وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ) وَلِهَذَا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ آيَةٌ وَاحِدَةٌ يَمْدَحُ فِيهَا أَحَدًا بِنَسَبِهِ وَلَا يَذُمُّ أَحَدًا بِنَسَبِهِ؛ وَإِنَّمَا يَمْدَحُ بِالْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى ، وَيَذُمُّ بِالْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ وَقَدْ ثَبَتَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ: (

أَرْبَعٌ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فِي أُمَّتِي لَنْ يَدَعُوهُنَّ :الْفَخْرُ بِالْأَحْسَابِ ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ ، وَالنِّيَاحَةُ ، وَالِاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ) . فَجَعَلَ الْفَخْرَ بِالْأَحْسَابِ مِنْ أُمُورِ الْجَاهِلِيَّةِ ...

وَالشَّرِيعَةُ إنَّمَا عَلَّقَتْ بِالنَّسَبِ أَحْكَامًا مِثْلَ كَوْنِ الْخِلَافَةِ مِنْ قُرَيْشٍ وَكَوْنِ ذَوِي الْقُرْبَى لَهُمْ الْخُمْسُ وَتَحْرِيمِ الصَّدَقَةِ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْوِ ذَلِكَ

لِأَنَّ النَّسَبَ الْفَاضِلَ مَظِنَّةُ أَنْ يَكُونَ أَهْلُهُ أَفْضَلَ مِنْ غَيْرِهِمْ؛ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (النَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إذَا فَقِهُوا) ...

فَأَمَّا إذَا ظَهَرَ دِينُ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ تَتَعَلَّقُ الْأَحْكَامُ وَعَرَفَ نَوْعَ دِينِهِ وَقَدْرَهُ لَمْ يَتَعَلَّقْ بِنَسَبِهِ الْأَحْكَامُ الدِّينِيَّةُ ، وَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ لِأَبِي لَهَبٍ مَزِيَّةٌ عَلَى غَيْرِهِ لَمَّا عَرَفَ كُفْرَهُ كَانَ أَحَقَّ بِالذَّمِّ مِنْ غَيْرِهِ؛

وَلِهَذَا جُعِلَ لِمَنْ يَأْتِي بِفَاحِشَةٍ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضِعْفَانِ مِنْ الْعَذَابِ كَمَا جُعِلَ لِمَنْ يَقْنُتُ مِنْهُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ أَجْرَيْنِ مِنْ الثَّوَابِ

. فَذَوُو الْأَنْسَابِ الْفَاضِلَةِ إذَا أَسَاءُوا كَانَتْ إسَاءَتُهُمْ أَغْلَظَ مِنْ إسَاءَةِ غَيْرِهِمْ

وَعُقُوبَتُهُمْ أَشَدُّ عُقُوبَةً مِنْ غَيْرِهِمْ... لِأَنَّ مَنْ أَكْرَمَهُ بِنِعْمَتِهِ وَرَفَعَ قَدْرَهُ إذَا قَابَلَ حُقُوقَهُ بِالْمَعَاصِي وَقَابَلَ نِعَمَهُ بِالْكُفْرِ كَانَ أَحَقَّ بِالْعُقُوبَةِ مِمَّنْ لَمْ يُنْعِمُ عَلَيْهِ كَمَا أَنْعَمَ عَلَيْهِ".

انتهى من " مجموع الفتاوى "(35/230-231) .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-10, 15:52   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما رأي علماء الحنفية الكبار في شيخ الإسلام ابن تيمية ؟

السؤال

ما رأي علماء الحنفية الكبار في شيخ الإسلام ابن تيمية ؟

الجواب

الحمد لله


علماء الحنفية على قسمين :

القسم الأول :

من كان شديد التعصب للماتريدية أو للصوفية ، فوقف موقفا معاديا لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى

فهؤلاء كلامهم في شيخ الإسلام ابن تيمية لا قيمة له عند أهل الفقه ، فقد جرت بين أهل العلم قاعدة : أن أهل العلم لا يقبل قول بعضهم في بعض إلا ببيّنة . كما قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى :

" والصحيح في هذا الباب أن من صحت عدالته ، وثبتت في العلم إمامته ، وبانت ثقته ، وبالعلم عنايته لم يُلتفت فيه إلى قول أحد ، إلا أن يأتي في جرحته ببينة عادلة يصح بها جرحته

على طريق الشهادات ، والعمل فيها ، من المشاهدة والمعاينة لذلك بما يوجب تصديقه فيما قاله ، لبراءته من الغل والحسد والعداوة والمنافسة ، وسلامته من ذلك كله ، فذلك كله يوجب قبول قوله من جهة الفقه والنظر " .

انتهى من " جامع بيان العلم وفضله " ( 2 / 1093 – 1094 ) .

وهؤلاء في طعنهم في شيخ الإسلام ابن تيمية ليس لهم بينة ولا حجة أصلا ، إلا أنه خالفهم في آرائهم ، والواجب عند الاختلاف والتنازع في الآراء

: أن يعرض قول المختلفين على نصوص الشرع فمن كان الحق معه فهو أولى به

كما في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) النساء / 59 .

قال القرطبي رحمه الله تعالى :

" قوله تعالى: ( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ ) أي : تجادلتم واختلفتم ...

( فِي شَيْءٍ ) أي : من أمر دينكم . ( فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ) أي : ردوا ذلك الحكم إلى كتاب الله ، أو إلى رسوله ، بالسؤال في حياته ، أو بالنظر في سنته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ؛ هذا قول مجاهد والأعمش وقتادة

وهو الصحيح . ومن لم ير هذا اختل إيمانه ؛ لقوله تعالى : ( إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) "

انتهى من " الجامع لأحكام القرآن " ( 6 / 433 ) .

القسم الثاني : أهل العلم والإنصاف ؛ فهؤلاء ، رغم اختلافهم مع شيخ الإسلام ابن تيمية ، إلا أنهم كانوا معترفين بفضله وعلمه .

ومما وقفنا عليه من ثنائهم واعترافهم بعلمه نذكر الآتي :

1- شمس الدين بن الحريري الحنفي رحمه الله تعالى (توفي سنة 728ه

وهي السنة التي توفي فيها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله) :

قال ابن كثير رحمه الله تعالى :

" قاضي القضاة شمس الدين بن الحريري أبو عبد الله محمد بن صفي الدين أبي عمرو عثمان بن أبي الحسن بن عبد الوهاب الأنصاري الحنفي ، ولد سنة ثلاث وخمسين ، وسمع الحديث واشتغل

وقرأ " الهداية " ، وكان فقيها جيدا ، ودَرَّس بأماكن كثيرة بدمشق ، ثم ولي القضاء بها ، ثم خطب إلى قضاء الديار المصرية ، فباشر بها مدة طويلة ، محفوظ العرض ، لا يقبل من أحد هدية ، ولا تأخذه في الحكم لومة لائم .

وكان يقول : إن لم يكن ابن تيمية شيخ الإسلام فمن ؟ وقال لبعض أصحابه: تحب الشيخ تقي الدين ؟ قال : نعم . قال : والله لقد أحببت شيئا مليحا !!

توفي رحمه الله يوم السبت رابع جمادى الآخرة ودفن بالقرافة " .

انتهى من " البداية والنهاية ؛ طبعة دار هجر" ( 18 / 306 – 307 ) .

2- بدر الدين العيني رحمه الله تعالى ، وهو من أشهر علماء الحنفية واشتهر بكتابيه " البناية شرح الهداية " و" عمدة القاري شرح صحيح البخاري "
:
وثناء العيني رحمه الله تعالى على شيخ الإسلام ابن تيمية يمكن أن نقسمه على ثلاثة أوجه :

الوجه الأول : بدر الدين العيني في كتابه " عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان " كان إذا جاء ذكر ابن تيمية يصفه بأوصاف تدل على اعترافه بعلمه وفضله ، ومن ذلك :

قال رحمه الله تعالى في حوادث سنة ( 667 هـ ) :

" ومنها : أن أهل حران خرجوا منها وقدموا الشام ، وكان فيهم الشيخ الإمام العلامة تقي الدين ابن تيمية صحبة أبيه وعمره ست سنين ، وأخواه زين الدين عبد الرحمن ، وشرف الدين عبد الله وهما أصغر منه "

انتهى من " عقد الجمان : عصر سلاطين المماليك" (2 / 51).

وقال العيني رحمه الله تعالى في حوادث ( 683 هـ ) :

" ومنها : أن الشيخ الإمام العلامة تقي الدين أبا العباس أحمد بن تيمية دَرَّس بدار الحديث السكرية التي بالقصاعين ، وذلك في يوم الاثنين ثامن المحرم من هذه السنة

وحضر عنده قاضي القضاة بهاء الدين بن الزكي الشافعي ، والشيخ تاج الدين الفزاري شيخ الشافعية ، والشيخ زين الدين بن المرحل ، وزين الدين بن المنجى الحنبلي ، وكان درسا هائلا

وجلس الشيخ تقى الدين أيضا يوم الجمعة عاشر صفر في الجامع الأموي بعد الصلاة على منبر هيء له لتفسير القرآن

فابتدأ من أوله ، فكان يجتمع عنده خلق كثير والجم الغفير ، واستمر في ذلك مدة سنين متطاولة على هذا المنوال "
.
انتهى من " عقد الجمان : عصر سلاطين المماليك " ( 2 / 330 - 331 ) .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اصول العقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc