|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
تحليل مقال فلسفي حول العادة والارادة : هل يكفي أن نكرر أمرا حتى نتعلمه ؟ جدلية
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2018-09-03, 15:18 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
تحليل مقال فلسفي حول العادة والارادة : هل يكفي أن نكرر أمرا حتى نتعلمه ؟ جدلية
تحليل مقال فلسفي حول العادة والارادة نص المقال : هل يكفي أن نكرر أمرا حتى نتعلمه ؟ الطريقة : جدلية طرح المشكلة : لا أحد يستطيع إنكار دور وضرورة التكرار في تعلم الكثير من العادات والمهارات الحركية والذهنية معا ، فالإنسان لا يتعلم السباحة بمجرد أن يدخل البحر ، ولا يستطيع أن يعزف لحنا موسيقيا إلا بعد قيامه بمحاولات كثيرة ، كما أن حفظ قصيدة شعرية تقتضي من كل إنسان مهما تكن قوة ذاكراته قراءتها مرات عديدة ، لكن الإشكال المطروح هل التكرار يبقى العامل الوحيد لتكون العادات ؟ وإذا كان التكرار شرطا ضروريا فهل هو مع ذلك كاف ؟ محاولة حل المشكلة : عرض منطق الأطروحة الأولى : يرى هذا الموقف أن التكرار شرط كاف لتكون العادات ، ويبقى هو العامل الأساسي لاكتساب العادة ، فالاكتساب العادة لابد من التعلم والتعلم يقتضي بوجه عام ميلا للعمل وتكرار هذا العمل ، فكلما كان الميل أقوى كان اكتساب العادة أسرع وأكثر رسوخا ، والعمل إذا تكرر مع وجود الميل أصبح عادة ، والتكرار بصورة عامة ضروري ويجب أن يستمر إلى أن يصدر العمل بدون جهد وبسهولة تامة ، وهذا ما أكده الفيلسوف اليوناني أرسطو قديما حين قال : (( إن العادة وليدة التكرار )) ، ولقد اتخذ أنصار الموقف الآلي حديثا بوحي من هذه الفكرة الأرسطية من الفعل المنعكس الشرطي أساسا لتفسير السلوك تفسيرا ميكانيكيا محضا ، ويرجع تفسير تكوين العادات بطريقة المنعكس الشرطي إلى العالم الفيزيولوجي الروسي بافلوف وهذا من خلال التجارب التي أجراها على الكلاب فقد أثبت أن الكلب يتعلم الاستجابة الشرطية بعد تكرار عملية الاقتران بين المنبه الطبيعي ( اللحم المجفف ) والمنبه الاصطناعي ( صوت الجرس ) لعدة مرات ، ولقد تتكون العادات بطريقة أخرى أقل بساطة تعرف بالمحاولة والخطأ ، وهذه الطريقة يرجع الفضل فيها إلى العالم النفساني الأمريكي ثورندايك حيث أثبت هذا الأخير أن الحيوان يتعلم بعض المهارات والسلوكات عن طريق التكرار وهذا من خلال قيامه بتجربة فقد كان يضع قطا جائعا داخل قفص وتوضع بالقرب منه وخارج القفص قطعة من السمك وكان لا يستطيع أن يخرج إلا بالضغط على مزلاج خاص فكان القط في المحاولات الأولى يستغرق وقتا طويلا للخروج من القفص لأنه يقوم بحركات عشوائية خاطئة ولا يتمكن من الخروج إلا بالضغط على المزلاج بالصدفة ، لكن القط في نهاية الأمر أصبح قادرا على الخروج مباشرة من القفص بعد وضعه داخله . النقد : لا شك أن التكرار ضروري لتعلم بعض العادات والمهارات الحركية لكن هذا لا يعني أنه شرط ضروري وكاف ، إن كلب بافلوف لا يتعلم الاستجابة الشرطية لصوت الجرس إلا إذا كان جائعا ، فالطفل لا يتعلم العزف على آلة موسيقية إلا إذا كان لديه حافز ودافع إلى ذلك . عرض منطق الأطروحة الثانية : يرى هذا الموقف أن التكرار ليس شرطا ضروريا وكافيا في اكتساب العادة فالإنسان لا يتعلم كل شيء عن طريق التكرار لأنه يستطيع بعقله وذكائه أن يبدع حلولا ناجحة يطبقها مباشرة في الواقع ولا يحتاج إلى التكرار، وهذا ما أكده العالم النفساني الألماني كوهلر من خلال التجارب التي قام بها على القردة فقد لا حظ أن القرد لا يقوم بمحاولات عشوائية ولا يهتدي إلى الحل السليم الناجح للمشكلة التي يواجهها بالصدفة بل إنه قادر على استبصارأي إدراك عناصر المشكلة والصعوبة دفعة واحدة ثم إبداع الحل المناسب والناجح كإسقاط الموز المعلق في السقف مثلا باستعمال العصا كتجربة أولى ثم إسقاط الموز المعلق بوضع أحد الصندوقين فوق الآخر كتجربة ثانية ثم إسقاط الموز المعلق بإدخال أحد العصايتين في الأخرى كتجربة ثالثة ،وهذا ما يبين لنا أن الكائن الحي لو يبقى يكرر نفس الحركات فهذا يعني أنه يكرر نفس الأخطاء وعندئذ يفشل في مهمته كما ذهب الفيلسوف الفرنسي رافسون إلى أن العادة لا تحتاج إلى تكرار الفعل عدة مرات بل ربما يتم اكتسابها لأول مرة إذ يرى أن العادة استعداد نحو تغير يتولد في كائن عن طريق استمرار أو تكرار هذا التغير نفسه ، فالعادة إذن ليس المقصود بها العادة المكتسبة فقط عن طريق التكرار وإنما العادة المتكونة عن تغير وبالتالي فالعادة حسب رافسون استعداد وملكة يتولد في الذات . النقد : إن التكرار الذي يفيد التعلم هو تكرار المحاولات وليس تكرار الحركات ، ولكن التكرار مع ذلك يقوي ويرسخ الحركة في الذات ، كما نلاحظ أن العادات التي لم تستفد من التكرار لمدة طويلة من الزمن تضعف أو تزول ، وهذا ما يفسر مثلا ضرورة القيام بتدريبات متواصلة ومنظمة في مجال الرياضة . التركيب : إن التكرار لوحده لا يفسر ظاهرة التعلم واكتساب العادات بمختلف أشكالها وأنواعها لكنه شرط ضروري لتعلم كثير من العادات ، إن وجود الدافع والذكاء والحدس عوامل ضرورية في اكتساب بعض العادات وتبرز هذه الضرورة عندما يتعلق الأمر بالإنسان الذي يكتسب خبرات ومهارات لا يمكن مقارنتها بتلك التي نجدها عند الحيوان ، فالتكرار وحده لا يستطيع تفسير الضرب على آلات موسيقية معقدة كالبيانو مثلا . حل المشكلة: في الأخير يمكن أن نؤكد على أهمية عامل التكرار في اكتساب العادات لكن يبقى هذا العامل ليس كافيا فلا بد من وجود عوامل أخرى كالذكاء والحدس والدافع ولهذا فالعادة ليست سلوكا آليا محضا ، إنها تبقى دائما تحت مراقبة الشعور والإرادة ================================================== ========== تحليل مقال فلسفي حول الشعور و اللاشعور الطريقة : جدلية نص المقال : هل أساس الحياة النفسية الشعور أو اللاشعور؟ طرح المشكلة : إن كلمة النفس مبهمة لأنها لا تخرج عن المفاهيم الميتافيزيقية المجردة فهي عند الفلاسفة عصية عن كل تعريف, لذلك تم استبدالها بمصطلح السلوك, و لكي نقف على الحياة السيكولوجية وجب علينا التمييز بين نوعين الأول باطني وجداني والثاني خارجي نلاحظه في تصرفات الإنسان وأفعاله, لذلك يكون الشعور في مفهومه العام هو وعي الذات لذاتها لهذا يعرفه لالاند بقوله "هو حدس العقل التام والواضح لأحواله وأفعاله" وبالتالي فالشعور هو المعرفة المباشرة التي تتم بدون وسائط يُدرك من خلالها الفرد أحواله النفسية الداخلية و ما يجري حوله أما بالنسبة للاشعور فنقصد به ذلك الجانب المظلم العميق والخفي من النفس أو هو تلك الأفعال الغير الواعية التي تُؤثر في سلوك الإنسان دون الوعي بأسبابها , ومن خلال شدة التعقيد والتداخل حول تفسير جوهر الحياة النفسية و التي بدورها أثارت جدلاً واسعاً في أوساط الفلاسفة وعلماء النفس قديماً وحديثاً فمنهم من يُرجع أساس الحياة السيكولوجية إلى الشعور وأن الإنسان يعي دائمًا أسباب سلوكه بينما يرى البعض الآخر أن الإنسان لا يعي اسباب سلوكه بمعنى أن اللاشعورهو الجانب الذي يُغطي كل أحوالنا النفسية ومنه نطرح التساؤل كالتالي: هل كل حادثة نفسية شعورية؟ ألا يوجد ما يُعرف باللاشعور؟ أو بالأحرى هل كل احوالنا النفسية واعية أو هي مجموعة من الأفعال اللاوعية؟ محاولة حل المشكلة : الاطروحة: ويتزعم هذا الموقف كل من النظرية (العقلية , الحسية , الظواهرية , الحدسية ) حيث يتفق أنصار المدارس النفسية التقليدية و الفلاسفة وعلماء النفس أن الشعور هو المبدأ الوحيد للحياة النفسية, أي أن الإنسان يعي كل افعاله و أقواله و تصرفاته وشعارهم في ذلك كل ما هو نفسي شعوري,ولعل أبرز نظرية التي أكدت و بشكل قطعي للشعور النظرية العقلية بزعامة ديكارت و النظرية الحدسية الروحية وعلى رأسها هنري برغسون حيث يقول الفيلسوف الفرنسي روني ديكارت في الكوجيتو " أنا أفكر إذن أنا موجود" بمعنى أنني أعي و أشعر بما أفكر فيه و هذا دليل على أنني موجود و لا ينقطع هذا الوعي إلا بانقطاعي عن هذا الوجود, كما أن ديكارت بدوره أثبت خلود النفس و أن الإنسان هو عبارة عن ثنائية (الجسم, النفس) فاما النفس تعي جميع أحوالها فكل ما هو نفسي شعوري فالشعور مرادف للحياة النفسية وهي مُستقلة عن البدن و هذا الاخير لاشعوري لاننا لا نعلم ما يجري داخله (كانقسام الخلايا ,حركة الاعضاء, تدفق الدم....الخ, و بالتالي فنشاط الجسم لاواعي بينما نشاط النفس نشاط واعي و يقول ديكارت أيضاً "لذا ثبت عندي أن هذه الأنا أعني نفسي التي بها أكون أنا , تتميز عن جسمي تمييزاً تاماً حقيقياً هي قادرة على أن تكون او توجد بدونه",و يُعزز هذا الراي ابن سينا الذي بدوره أثبت خلود النفس أيضاً "في قوله الشعور بالذات لا يتوقف أبدا" و يقول أيضاً " إذا تجرد الإنسان من كل شيء حتى شعوره ببدنه فإنه لن يتجرد من تفكيره و أنه يستطيع ان يُفكر " وذلك لأن إمكانية الفصل بين الشعور والعقل تبدو مستحيلة . وهذا ما دفع بالفلسفات الكلاسيكية والمعاصرة لكي تجعل قوام السلوك هو الشعور، والموقف الذي يفرض نفسه بقوة رغم حداثته هو الموقف الحدسي الذي تبناه الفيلسوف الفرنسي المعاصر برغسون، لقد جعل الحياة الحدسية بداية ونهاية لكل فكر أو سلوك يصدر عن الذات, فهو يجد في الشعور خاصية الكيفية، بمعنى أنه غير قابل للقياس أو الاستقراء, وأحسن مثال هو الإبداع كحالة شعورية، فهو يندفع في النفس كالنهر المتدفق الذي لا يعرف الاندفاع، ويأتي في ديمومة خالصة بمعنى أنه حالة لا تعرف الانقطاع،حيث يقول الفيلسوف الفرنسي المعاصر زعيم المدرسة الشعورية الحدسية هنري برغسون الذي يقر بالحدس منهجاً لمعرفة الحياة النفسية المُتغيرة والمُتجددة :" الشعور هو ذلك النهر العظيم الذي لا يعرف الإنقطاع " كما اعتمد برغسون على منهج واحد وهو الاستيطان، وهو تأمل الذات لذاتها وهو ينتج عن فهم وتفسيرات الحياة العميقة مهما بدت معقدة ومتداخلة بالإضافة إلى إدموند هوسرل الذي دعم هذا الموقف والذي أعطى بُعدا جديدا للمبدأ الديكارتي وحوله إلى مبدأ جديد أسماه الكوجيتاتوم: "أنا أفكر في شيء ما, فذاتي المُفكرة اذن موجودة " لذلك ما يميز الإنسان عن غيره هو قوة وعيه مع إمكانية تجاوز العالم الداخلي والتوجه إلى عالم المدركات الحسية لذلك برهن الاتجاه الحدسي أو الروحاني عن رؤيته بشهادة الحدس نفسه فهو الدليل والبرهان، إن ألأحكام النفسية الصادرة عن إعمال العقل وشحذ الذهن وكذلك الأمر مع الحاسة فنحن لا نشعر بقوة الشيء إلا بعد انطباعه في عالم الإحساسات و بالتالي فالشعور و الوجود مترادفان, و الشعور شرط ضروري في كل الحياة النفسية للإنسان. رحموني عمر النقد و المناقشة : لو كانت الحياة النفسية شعورية وواعية فقط فكيف نُفسر قيامنا ببعض السلوكات التي لا نفهمها حيث تخرج عن إرادتنا؟ وبالتالي فمعطيات الشعور غير كافية لمعرفة و تفسير كل تصرفات الإنسان , كذلك كيف نفسر بعض السلوكات التي تصدر من الإنسان ولا يعي أسبابها ولا يُمكننا حتى أن نُدرجها في ساحة الشعور لأننا لا نشعر بها و بالتالي فالشعور لا يُمكنه احتلال ساحة النفس وحده وهذا ما اثبته علم النفس المُعاصر وبالتالي فإن معطيات الشعور ناقصة و غير كافية لمعرفة و تفسير كل تصرفات الإنسان. ومهما بدت هذه الأفكار قوية فهي لا تخرج عن مباحث الفلسفة وعن التحليلات الميتافيزيقية، فالشعور أو الحدس يبقى قضية مجردة لا تخضع لملاحظة أو استقراء ولقد فصل الفيلسوف الأمريكي جون واطسن في المسألة لما قال: "إذا أراد عالم النفس أن يكون علما موضوعيا، فيجب أن يتخلى عن فكرة الشعور". نقيض الأطروحة:يرى أنصار المدرسة المادية ( السلوكية ) أن جوهر الحياة النفسية هو اللاشعور فهو الذي يغطي الجزء الاكبر في نفس الإنسان و لا وجود لفكرة الشعور فكل أحوالنا النفسية لاواعية ويتزعم هذا الموقف العديد من الفلاسفة و علماء النفس حيث يقول نيتشه :" كل ما هو شعوري سطحي و مُزيف " و يقول أيضاً : " إنما النا (الشعور ) وهم " أي هناك العديد من المواقف التي تحدث دون مبرر شعوري لها , حيث يعود الفضل لاكتشاف اللاشعور إلى الفلاسفة و من بينهم " ليبنتز "الذي يرى أنه يوجد إدراكات بسيطة تؤثر في في النفس دون ان يشعر بها إلا أن إثبات حالات لاشعورية بطرق علمية يعود إلى مدرسة التحليل النفسي التي نشأت في العيادات الطبية و على رأسهم سيغموند فرويد ذو الأصل النمساوي الذي استفاد من تجارب الأطباء السابقين له "شاركو, برنهايم.." , بصدد علاجهم للإضطرابات العصبية و الهستيرية التي اكتشف أن سببها خلل نفسي و ليس عضوي , عن طريق التنويم المغناطيسي إلا أن هذا الاخير يحتوي على مجموعة من المناقصات لأن المُنوم مغناطيسياً تعتليه جملة من الإضطرابات و الشحنات الإنفعالية كما أن علاجها مؤقت لذلك وضع سيغموند فرويد ما يُسمى ب التداعي الحر و يتم عن طريق الثقة المُتبادلة بين الطبيب و المريض من أجل إخراج المكبوتات في حالة الوعي و هذا ما يُسمى ب "التنفيس أو التطهير " وهكذا تُقتلع العقدة من جذورها و يتم إخراج المكبوتات بشُحناتها الإنفعالي و هكذا يُشفى المريض نهائيا حيث أنشأ فرويد مدرسة التحليل النفسي حيث يقول : " إن فرضية اللا شعور فرضية لازمة و مشروعة و لنا أدلة على وجود اللاشعور" ومن الأمثلة التي يستشهد بها فرويد لتدعيم موقفه افتتاح رئيس المجلس النيابي الجلسة بقوله :"أيها السادة أُعلن رفع الجلسة ..و بذلك يكون قد عبر لاشعورياً عن عدم ارتياحه لقرار الجلسة وهناك قصص كثيرة لسيغموند فرويد مع مرضاه و التي تُؤكد نظريته القائمة على مبدأ نفي الشعور ومن الأدلة على وجود حياة لا واعية نجد مثلا النسيان والأخطاء والهفوات وكذلك ما يظهر في الأحلام أو في عملية تداعي المعاني , أحلام اليقظة... والشواهد كثيرة. ثم بين وضعية الجهاز النفسي وأقسامه، فالقسم الأول هو الأنا الأعلى وصورته المجتمع وما يقدمه من ضوابط وقواعد أخلاقية وثقافية أما القسم الثاني فهو الأنا ويقصد به الذات الواعية المدركة، أما القسم الأخير فهو الهو، الذي شمل مجمل الحياة اللاشعورية التي تتدافع فيها الأهواء والغرائز والشهوات ويعتقد بأن الذات الواعية تحدث نوع من التوازن بين الدوافع الغريزية والمطالب الاجتماعية ثم يضع منهجا علميا تحليليا فهو يدرس حالة المريض ويقوم بعملية تفكيك فيقف على العقد ويفسرها بآلية الكبت ويستعين بتحليل أحلام المريض وفهم ردود الأفعال، والوقوف على الاستجابات وهذا يستعين بنظرية وضعها وهي النظرية الجنسية أو الليبدو فقد اعتقد بأن طاقة النفس هو فعل الغريزة، وقد أضاف في آخر حياته غريزة ثانية هي التحطيم وهو متأثر بالفلسفات المادية..حيث كشف التحليل النفسي عن جدارته و فعاليته في علاج العديد من الأمراض العصبية و النفسية , كما كشفت على مدى تأثير تجارب الأطفال و على سلوكات الراشدين وهذا يُعد إنجازاً تربوياً , كما أنها عززت الجانب الإنساني حيث أنقذت العديد من الناس الذين كان يُلقى بهم في السجون أو يظلون محط سخرية الآخرين , بالإضافة لذلك فتحت مدرسة التحليل النفسي آفاق واسعة في علم النفس , وبالتالي فاللاشعور كما شبهه فرويد بالجبل الجليدي قمته التي تطفو على السطح هي الشعور أما ذلك الجزء العميق و الكبير يتمثل في اللاشعور و بالتالي فالشعور مجرد خرافة ميتافيزيقية على حد تعبير واطسون و أن الشعور هو الجانب الواسع في الحياة النفسية . النقد و المناقشة: صحيح ان مدرسة التحليل النفسي فسرت و ألقت الضوء على الجانب المُظلم في نفس الإنسان و فتحت آفاق واسعة في دراسة النفس البشرية و الدليل على ذلك ظهور علم النفس العلاجي إلا انها حفلت بالعديد من المناقصات و المُبالغات مما ادى بالشك في نظرية اللاشعور واعتبارها مُجرد فرضية فلسفية ولا ترقى لأن تُصبح حقيقة علمية وهذا ما أثبته تلاميذه الذين انشقوا على فرويد "آدلر ويونغ" كما أن فرويد غلب الجانب اللاشعوري على الجانب الشعوري للإنسان كما انه نظر نظرة أحادية بيولوجية و جعل الإنسان خاضع لغرائزه و في ذلك حط لقيمة الإنسان و كرامته بالإضافة إلى تفسيره المادي البحت للنفس و تشبيهها بالجهاز , كما انه فسر الأعلى (الإنسان ) بالأدنى (الغريزة ) كما أن سيغموند فرويد اعترف نفسه قائلا " ...فلقد يسأل سائلاً إلى أي حد وصل اقتناعي أنا بصحة الفروض التي ذهبت إليها ؟ و عن هذا أجيب باني أنا نفسي غير مُقتنع , و أني لا أعمل على إغراء غيري من الناس بالإيمان بتلك النظريات.." وبالتالي فمدرسة التحليل النفسي و بالرغم ما تملك من آليات فلن تستطيع إيجاد تفسير حقيقي لهذا الجوهر الميتافيزيقي (النفس)رحموني عمر . التركيب: إن الحياة النفسية، هي ذلك الانسجام والتوافق العام بين فعاليات الذات لذلك أقر علماء النفس المعاصر بتنوع المناهج والتفسيرات وأثبتوا أن الحياة السيكولوجية مظهر معقد ومتداخل بين حياة واعية مدركة وأخرى لا واعية خفية ومبهمة، وعملية الانتقال تقوم بها الذات لتحدث ذلك التكيف المطلوب لتجاوز العوائق السلوكية، وهذه النظرة التكاملية تذلل الصعوبات وتجعل إمكانية تفسير السلوك ممكنة. و الرأي الشخصي: إن الإنسان هو ذلك العالم الواسع الذي لا تحده معالم و لا تُفسره قوانين علمية إنه أعقد من كل ذلك, إنه مُتميز بعقله و حسه و استقلاليته و مع ذلك ان التوسع في النظريات السيكولوجية يساهم في رفع الغموض و الالتباس عن باطن الإنسان,إلا أن الحياة النفسية للإنسان حياة واعية بالدرجة الاولى لأن الشعور يمتاز بدوره بالديمومة و التعاقب المتواصل الذي لا يجف و لا ينقطع على حد تعبير برغسون فالجانب الشعوري يغطي الجزء الأكبر من حياتنا النفسية حل المشكلة: و في الأخير نستنتج من كل ما سبق ذكره أن الحياة النفسية تتأسس على ثنائية مُتكاملة قوامها الشعور و اللاشعور, فالشعور يجعل الإنسان يتكيف مع عالمه الخارجي و يتعرف على أحوال ذاته و حوادثها, و اللاشعور بمخزونه المُتنوع يساعد على اكتشاف تاريخ الفرد وتقويم سلوكه فالشعور ليس فقط ساحة الصراع بين المتناقضات بل هو آلية التوازن و الوعي و المعرفة و اللاشعور ليس سجنا للرغبات المكبوتة بل كطاقة يمكن توجيهها نحو الإبداع العلمي و الفني وتظل نظرية اللاشعور في سياق التحليل النفسي بمثابة اجتهاد أدى إلى اكتشافات حول النفس البشرية و هذا مالا يمكن إنكاره على الصعيد العيادي , ولكنه يظل أفتراض فلسفي أقرب منه إلى الحقيقة العلمية موقع الدراسةوالتوظيف
|
||||
2018-09-09, 07:05 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
شكرا لك اخي الكريم على مجهودك |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
بكالوريا, فلسفة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc