إنهُ اليّأسُ يا وَلدِي
حَبلُ اللّاموْت على القلبِ الْتَفْ
وحولَ حَواسِنا تكثَّفْ
كغَمامٍ تَكَدَّسَ سَوادًا وشُحوبْ
بالفرَحِ لا يَهطِلْ
غُصةٌ اندَسّتْ بحَلقِ الأمَلْ
كالحَصَى العَالقِ بمَفرِقِ الوادِي
وبُقعُ الزيتِ على الثَوبْ
وإن اخْتفَتْ أثَرُها سيَظلْ
يا ولـــــدي
صِغارٌ قامَتْ بِنبضِهمُ الأجْسَادُ
واِضْطَرَبَت من حالٍ لِحالْ
شَقِيٌ خَفيفُ الظّلِ
مُتلوِنٌ مُحْتــــــالْ
وجافٌ مُتحَجِرٌ لا يَأَبَهُ
جَليسُهُ الخُلْوَة والإنْعِزالْ
وآخرٌ سَلِسٌ حَيِيٌّ زادَهُ الرِفْقُ
حُنُوا وجَمــــالْ
وآخرونَ أشْكالٌ وأشْكالْ
نَبغَضُهُمْ وإليهِمْ نَسْعى !
نَمْقُتُهُـم ويَحْيَوْنَ فِيــنا !
تِلك هي القُلُـــوبْ
مَسْقَطُ العِشـــــقِ
وشمسُ الهوَى التي لا تَؤوبْ