أشْكُو إليكمْ رِفقتِي و صِحابِي
ما يعْترِيني من صُنُوفِ عَذابِي
لمّا رضِيْتُ بأنْ أُعلِّمَ صِبْيةً
مرَدُوا علَيّ وأفقدونِي صَوابِي
يا سَعْدُ قُلْ لِيْ كيْفَ كيْفَ قضيْتَها
عشرُونَ عاماً ! ويْلُ أُمِيَ ! مَا بِي ؟
قَدْ كُنْتُ قَبْلاً فِي تبُوكَ مُعلِّمَاً
ذُو هيْبَةٍ صَعْبُ المِراسِ مُهَابِ
و إذا دَخَلتُ الفصْلَ تكْفِي نظْرَةً
مِنّي تَدُبُّ الرُّعبَ فِي طُلّابِي
واليَومَ حالِي لوْ ترَانِي هَا هُنَا
مِثْلَ الخَروفِ مُحَوَّطاً بِذِئابِ
لا نَظْرةٌ تكْفِي و لا معَها العَصَا
و يُبَحُّ صَوتِي ( اُسْكُتُوا أحْبَابِي )
و تَضِيْعُ حُصّتِيَ المَصُونةُ كُلَها
مَابَيْنَ مِرْسَامٍ و فَتْحُ كِتَابِ
و إِذا دخَلْتُ الفصْلَ بَعْدَ فُطُورِهمْ
فأنا أَسِيْرُ رَوَائِحٍ و ضَبَابِ
تَلْتفُّ حَوْلِي رِيْحُهُمْ فَأَشُمَّها
حتّى أَدُوخَ و تَرْتَخِي أعْصَابِي
وأَقُولُ صبْرَاً إنّ سَعْدَاً صَابِرٌ
هَيْهاتَ أَصبِرُ ، قدْ قتَلْتُ شَبَابِي
إنّي أَرانِي قدْ أُصَابُ بِجَلْطَةٍ
أو فَقْدُ عَقْلٍ ، أوأُرَى مُتَصَابِي
حتّى متَى يا إخْوَتِي و إلَى متَى
في كُلِّ يَوْمٍ يَسْتَجِّدُ مُصَابِي
فإلَى الحَكِيْمِ أبِي جُنَيْدٍ أشْتَكِي
بَعْدَ الإلهِ ، بِأنْ يُطِيْح نِصَابِي