تطور فن الوصف الشعر بين المشرق والاندلس - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى اللّغة العربيّة

منتدى اللّغة العربيّة يتناول النّقاش في قضايا اللّغة العربيّة وعلومها؛ من نحو وصرف وبلاغة، للنُّهوضِ بمكانتها، وتطوير مهارات تعلّمها وتصحيح الأخطاء الشائعة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تطور فن الوصف الشعر بين المشرق والاندلس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-11-23, 19:14   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
alisoso
عضو جديد
 
إحصائية العضو










456ty تطور فن الوصف الشعر بين المشرق والاندلس

بسم الله الرحمان الرحيم
اتمنى ان تساعدوني في بحثي الذي هو بعنوان تطور فن الوصف الشعر بين المشرق والاندلس مع تهميش واهم مراجع ومصادر هذا البحث الذي هو تحت مقياس النص الادبي القديم
رجاء ارجوكمممممممممم اريد مساعدة انا احتاجه يوم السبت وشكرا لكم









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-11-23, 22:06   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*سندوسة*
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية *سندوسة*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخي نحاول نجمعلك معلومات ونتا رتبهم ولا لخصهم

https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%B1%D8%A...B1%D8%A8%D9%8A










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-23, 22:06   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*سندوسة*
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية *سندوسة*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخي نحاول نجمعلك معلومات ونتا رتبهم ولا لخصهم

https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%B1%D8%A...B1%D8%A8%D9%8A










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-23, 22:08   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*سندوسة*
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية *سندوسة*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خصائص الشعر الأندلسي:
كان الشعر في الأندلس الأكثر ذيوعًا من أي جنس أدبي آخر؛ لأنَّه كان يمثل أهم مظاهر الحياة العقليَّة العربيَّة في الأندلس، وساعدت الطبيعة الفاتنة كما أسلفنا علىوكان الحنين إلى المشرق يُمثِّل جانبًا كبيرًا من أماني شُعَراء الأندلس وأحلامِهِم، فهذا عبدالرَّحمن الدَّاخل، يتذكَّر أرض آبائِه وأجداده فيقول:
تَبَدَّتْ لَنَا وَسْطَ الرَّصَافَةِ نَخْلَةٌ تَنَاءَتْ بِأَرْضِ الغَرْبِ عَنْ بَلَدِ النَّخْلِ
فَقُلْتُ: شَبِيهِي فِي التَّغَرُّبِ وَالنَّوَى وَطُولِ التَّنَائِي عَنْ بَنِيَّ وَعَنْ أَهْلِي
نَشَأْتِ بِأَرْضٍ أَنْتِ فِيهَا غَرِيبَةٌ فَمِثْلُكِ فِي الإِقْصَاءِ وَالمُنْتَأَى مِثْلِي[1]
نضوج الشِّعْر وإخصاب الصُّور الشعرية، كما كان لمجالس الأنس والبهجة الأثر الكبير في تنوُّع أغراض الشعر[2].

أهم الأغراض الشعرية:
لقد تعدَّدت الأغراض الشعريَّة التي تناولها الشُّعراء، فمنهم مَن خصَّص أشعارَه للمَدْحِ، وآخرون للهجاء، ومن أهمِّها:
المدح:
يكثر هذا الغرَض في الموشَّحات غالبًا، ولعلَّ أشهر موشَّحة في هذا الإطار تلك التي نظمها لسان الدين بن الخطيب في مدح الأمير الغني بالله صاحب غرناطة، والَّتي تعتبر من اللون الرَّاقي المتماسك من هذا الفن، يقول لسان الدين:
جَادَكَ الغَيْثُ إِذَا الغَيْثُ هَمَى يَا زَمَانَ الوَصْلِ بِالأَنْدَلُسِ
لَمْ يَكُنْ وَصْلُكَ إِلاَّ حُلُمًا فِي الكَرَى أَوْ خِلْسَةَ المُخْتَلِسِ[3]
ومِن أشهر الآثار في المدْح أيضًا رائيَّة أبي بكر بن عمَّار[4] في مدح المعتمد بن عباد، حيثُ استهلَّها بمدخل رائع، يقول فيه:
أَدِرِ الزُّجَاجَةَ فَالنَّسِيمُ قَدِ انْبَرَى وَالنَّجْمُ قَدْ صَرَفَ العِنَانَ عَنِ السُّرَى
وَالصُّبْحُ قَدْ أَهْدَى لَنَا كَافُورَهُ لَمَّا اسْتَرَدَّ اللَّيْلُ مِنَّا العَنْبَرَا[5]
ثم ينتقل بعد وصْف الطبيعة إلى مدح المعتمد قائلاً:
أَثْمَرْتَ رُمْحَكَ مِنْ رُؤُوسِ مُلُوكَهُمْ لَمَّا رَأَيْتَ الغُصْنَ يُعْشَقُ مُثْمِرَا
وَصَبَغْتَ دِرْعَكَ مِنْ دِمَاءِ مُلُوكِهِمْ لَمَّا رَأَيْتَ الحُسْنَ يُلْبَسُ أَحْمَرَا
وَإِلَيْكَهَا كَالرَّوْضِ زَارَتْهُ الصَّبَا وَحَنَا عَلَيْهِ الطَّلُّ حَتَّى نَوَّرَا
الرِّثاء:
قلَّدوا الشرق فيه، وتفجَّعوا على الميت، ووصفوا المصيبة وعدَّدوا المناقب، يقول ابن حزمون في رثاء أبي الحملات قائد الأعنَّة ببلنْسِية، وقد قتله نصارى أسبانيا:
يَا عَيْنُ بَكِّي السِّرَاجْ الأَزْهَرا ... النَّيِّرَا اللامِعْ
وَكَانَ نِعْمَ الرِّتَاجْ فكُسِّرَا ... كَيْ تُنْثَرَا مَدامِعْ[6]
أمَّا رثاء الممالك الذَّاهِبة، فكان أكثر روْعة من رثاء الشُّعراء المشارقة، فقد هالَهم أن يَرَوا ديارَهم تسقط واحدةً بعد أُخْرى في أيدي الأسبان، فبكَوْها بكاء الثَّكلى، ومن أشهر ما قيل في هذا الضَّرب من الرثاء قصيدةُ أبي البقاء الرندي[7] التي يرْثِي فيها الأندلس بأسرها، ومطلعها:
لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ فَلا يُغَرَّ بِطِيبِ العَيْشِ إِنْسَانُ
هِيَ الأُمُورُ كَمَا شَاهَدْتُهَا دُوَلٌ مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءَتْهُ أَزْمَانُ
الهجاء:
لقد تميز الهجاء عند بعض شُعَراء الأندلس بالتطرُّف والقسْوة، فابن حزمون مثلاً حين هجا نفسَه كان أشدَّ قسْوةً من ألدِّ أعدائه، ويقول في ذلك:
تَأَمَّلْتُ فِي المِرْآةِ وَجْهِي فَخِلْتُهُ كَوَجْهِ عَجُوزٍ قَدْ أَشَارَتْ إِلَى اللَّهْوِ
إِذَا شِئْتَ أَنْ تَهْجُو تَأَمَّلْ خَلِيقَتِي فَإِنَّ بِهَا مَا قَدْ أَرَدْتَ مِنَ الهَجْوِ[8]
ويمضي الشَّاعر يهْجو نفسَه في عدَّة أبيات يكمل بها صورتَه بشكْلٍ سيِّئ، ولَم تكُن لِلهجاء سوقٌ رائجة في الأندلُس ولاسيَّما الهجاء السياسي؛ وذلِك لقلَّة الأحزاب السياسيَّة وعدم وجود الشعوبيَّة.

الغزَل:
كان يدْعو إليْه كلُّ ما في الأندلس من طبيعةٍ جميلةٍ وحياة حضريَّة ناعمة، وغالبًا ما يتداخَلُ مع الغزَل وصف الطَّبيعة، مثل قول أبي الربيع الموحدي: أَقُولُ
لِرَكْبٍ أَدْلَجُوا بِسُحَيْرَةٍ قِفُوا سَاعَةً حَتَّى أَزُورَ رِكَابَهَا
وَأَمْلأَ عَيْنِي مِنْ مَحَاسِنِ وَجْهِهَا وَأَشْكُو إِلَيْهَا إِنْ أَطَالَتْ عِتَابَهَا[9]
وغالبًا ما يقَع شعراء الغزل في الأندَلُس على تشبيهاتٍ واستِعارات طريفة، كقول أبي حفص عمر بن عمر:
هُمُ نَظَرُوا لَوَاحِظَهَا فَهَامُوا وَتَشْرَبُ عَقْلَ شَارِبِهَا المُدَامُ
يَخَافُ النَّاسُ مُقْلَتَهَا سِوَاهَا أَيَذْعَرُ قَلْبَ حَامِلِهِ الحُسَامُ[10].
وإذا ما أمعنَّا النَّظر في الإنتاجات الشِّعْريَّة الأندلسية سنجد فيها كمًّا هائلاً من الأشْعار التي نظمتها المرأة الأندلسيَّة، حتَّى إنَّها خاضت في أغْراض كانت حكرًا على الرجُل؛ كالهجاء والزُّهْد والمجون وكذلك الغزل، مثل قول أم الكرم بنت المعتصم بن صمادح[11]:
حَسْبِي بِمَنْ أَهْوَاهُ لَوْ أَنَّهُ فَارَقَنِي تَابَعَهُ قَلْبِي[12]
رابعًا: الفنون المستحدثة في الشعر الأندلسي:
الموشحات:
الموشَّح فن شعري مستحْدَث، يختلف عن ضروب الشعر الغِنائي العربي في أمور عدَّة، وذلك بالتِزامه بقواعد معيَّنة في التقفية، وبخروجه غالبًا على الأعاريض الخليليَّة، وباستعماله اللُّغة الدارجة أو العجميَّة في خرجته، ثمَّ باتِّصاله القوي بالغناء.

ومن اللافت للنَّظر أنَّ المصادر التي تناولت تاريخ الأدب العربي لَم تقدِّم تعريفًا شاملاً للموشَّحات، واكتفتْ بالإشارة إليْها إشارة عابرة، بل حتَّى إنَّ البعض تحاشى الإشارة إليْها.

أمَّا عن سبب التَّسمية، فالرَّاجح أنَّ هذا الفن سمِّي بالموشَّح لما فيه من ترْصيع وتزيين وتناظر وصنعة، فكأنهم شبَّهوه بوشاح المرأة المرصَّع باللؤلؤ والجوهر.
الموشَّحات فن أنيق من فنون الشعر العربي اتَّخذ قوالب بعيْنِها في نطاق تعدُّد الأوزان الشعريَّة، وكان ظهوره بالأندلس، واتَّسعت الموشَّحات لاحتِضان كلِّ موضوعات الشِّعْر وأغراضه[13].

وهي ألوان جديدة من الشِّعْر تَخرج بأوزانِها وقوافيها على أساليب العرَب المعروفة في النَّظم، وهكذا حلقتِ العبقريَّة الشَّاعرة في أجواء سمْحة، وطلعت على النَّاس بأدب موشَّح حطَّم كثيرًا من القيود في الشِّعْر[14].

إذ اعتمد الموشَّح أحيانًا على بعض الأوْزان الشِّعْريَّة القديمة، فلا بدَّ له من أن يبدل فيها وينوِّع في تفاعيلها، وأوَّل من ابتدع الموشَّحة هو محمد بن محمود القبري نسبة إلى بلد "قبرة"، ويأتي اسم أحمد بن عبد ربه صاحب "العقد الفريد" في مقدّمة مؤسّسي هذا الفن، بيْنما هناك من يرى أنَّ المؤسّس الفعلي لفنّ الموشَّحات هو أبو بكر عبادة بن السماء المتوفَّى سنة 422 هجرية[15].

اتَّخذ الموشَّح من حيث بناؤه شكلاً مقنَّنًا بحيث أصبح كلُّ موشح يشتمل على أجزاء بعينها، في نطاق مسمَّيات اصطلح المشتغِلون بفن التوشيح عليْها، وهي:
1- المطلع أو المذهب.
2- الدور.
3- السمط.
4- القفل.
5- البيت.
6- الغصن.
7- الخرجة[16].

وحتَّى نستطيع توضيح الهيكلة الفنِّية للموشحات؛ اخترنا موشَّحة لابن مهلهل يصِف فيها الطَّبيعة وصفا رقيقًا[17]:
النَّهْرُ سَلَّ حُسَامَا عَلَى قُدُودِ الغُصُونْ المطلع
وَلِلنَّسِيمِ مَجَالْ
وَالرَّوْضُ فِيهِ اخْتِيَالْ الدور
مُدَّتْ عَلَيْهِ ظِلالْ
وَالزَّهْرُ شَقَّ كِمَامَا وَجْدًا بِتِلْكَ اللُّحُونْ القفل
أَمَا تَرَى الطَّيْرَ صَاحَا
وَالصُّبْحَ فِي الأُفْقِ لاحَا
وَالزَّهْرَ فِي الرَّوْضِ فَاحَا
وَالبَرْقَ سَاقَ الغَمَامَا تَبْكِي بِدَمْعٍ هَتُونْ الخرجة

الزجل:
الزَّجل هو الموشَّح المنظوم باللغة العاميَّة، فحين انتشرت الموشَّحات عند الطبقة المثقَّفة، نسجت الطبقة العاميَّة على سليقتها الأزْجال، التي كانت تؤدَّى مصحوبة بالموسيقى، ونظمت دون التِزام بقافية أو وزن.

وفي هذا الصَّدد أورد ابن خلدون في المقدّمة: "لما شاع فنُّ التَّوشيح في أهل الأندلس، وأخذ به الجمهور؛ لسلاستِه وتنميق كلامِه وترصيع أجزائه - نسجت العامَّة من أهل الأمصار على منوالِه، ونظموا في طريقتهم بلُغتهم الحضريَّة من غير أن يلتزموا فيه إعرابًا، واستحدثوا فنًّا سمَّوه بالزَّجل، والتزموا النَّظم فيه على مناحيهم إلى هذا العهْد، فجاؤوا فيه بالغرائب، واتَّسع فيه للبلاغة مجال، بحسب لُغَتِهم المستعجمة".

وكان أوَّل مبتكر للزَّجل هو أبو بكر بن قزمان[18]، وقال عنه ابن سعيد[19]: "رأيتُ أزْجالَه مرويَّة ببغداد أكثر مما رأيتُها بحواضر المغرب"، وبذلك انتقل هذا الزَّجل كما انتقلت الموشَّحات إلى المشرق، واستخدمتْه الأقاليم في آدابها الشعبيَّة[20].

ومن الزجَّالين الكبار في الأندلس نذكر أحمد بن الحاج المعروف بمدغليس[21]، ويَعْتَبِره الأندلسيُّون خليفة ابن قزمان، ويجعلون مكانته في الزَّجل شبيهة بمكانة ابن تمام في الشِّعْر، وهناك أيضًا على سبيل المثال لا الحصر: ابن غزلة، وابن جحدر الإشبيلي، وأبو عمر الزَّاهد، والحسن بن أبي الدباغ، وغيرهم.

ويؤْثَر عن أبي الدباغ حبُّه الشَّديد للزَّجل إنشاءً وجمعًا، فكانت له أزْجال في الهجاء، وله يرجع الفضل في جمع مختارات الزجَّالين في مجموعتين، سمَّى الأُولى بـ: "مختار ما للزَّجَّالين المطبوعين" والثانية بـ: "ملح الزجَّالين"[22].

والشَّائع في هذا الفن أن تأتي الأزْجال بأربعة مصاريع، يلتزم الرَّابع منها رويًّا واحدًا في القصيدة، وأمَّا الثَّلاثة فتكون على قافية واحدة، وتسمَّى بـ: "القراديات"[23].

خاتمة:
بعد هذه الجوْلة المختصرة بين ثنايا الشِّعْر الأندلسي، يمكن تسجيل مجموعة من الملاحظات في جُمْلة من المستويات، فعلى مستوى الأسلوب والألفاظ لم يغرق الشُّعراء الأندلسيُّون في استعمال غريب اللفظ، فاعتمدوا على البديع، وأكْثروا من التَّشبيه والتشخيص، وتأثَّروا كثيرًا بشُعَراء الشَّرق من حيثُ روعةُ الأُسْلوب وجزالته، وجَمال الفِطرة ونظارة الحضارة، هذا على مستوى الأسلوب والألفاظ.

أمَّا من حيث المعاني، فيُمْكن إجْمال خطوطها الأساسيَّة في كونها: سهلة قريبة المأْخَذ بعيدة عن التكلُّف، كما أنَّ معظم التَّشابيه في أشْعارهم حسِّيَّة مأخوذة من المحيط، إضافة إلى تميُّزهم بدقَّة الخيال وبُعْده عن الصُّور التجريديَّة.

وفيما يخصُّ الموشَّحات فقد ساهمت في إغْناء الشِّعْر العربي وأخْصبت إنتاجه؛ لبراعتِه الآخذة بالنفوس، ولموسيقاه العذْبة التي تطرب لها الأسماع.


ــــــــــــــــــــــــ
[1] الأدب الأندلسي: موضوعاته وفنونه، مصطفى الشكعة، م س، ص: 247.
[2] المرجع نفسه، ص: 248.
[3] الفن ومذاهبه في الشعر العربي، شوقي ضيف.- م س، ص: 453.
[4] أبو بكر محمد بن عمّار بن حسين بن عمّار المشهور بابن عمّار (422-479 هـ/1031-1086م) شاعر ووزير من أهل الأندلس، ارتبطت حياتُه بحياة ملك إشبيلية المعتمد بن عباد الذي قتل ابن عمار بيديه عام 479 هـ.
[5] الأدب الأندلسي: موضوعاته وفنونه، مصطفى الشكعة، م س، ص: 346.
[6] المرجع نفسه، ص: 437.
[7] أبو البقاء صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن علي بن شريف الرندي الأندلسي (601 هـ -684 هـ الموافق: 1204 - 1285 م) هو من أبناء (رندة) قرب الجزيرة الخضراء بالأندلس وإليها نسبته.
[8] الأدب الأندلسي: موضوعاته وفنونه، مصطفى الشكعة، م س، ص: 55-56.
[9] نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، أحمد بن محمد المقري التلمساني، م س، ج: 1، ص: 148.
[10] الفن ومذاهبه في الشعر العربي، شوقي ضيف، م س، ص: 453.
[11] بنت المعتصم بالله، أبي يحيى محمد بن معن بن أبي يحيى بن صمادح التجيبي، قال الأديب أبو الحسن علي بن موسى بن سعيد في المغرب: كانت تنظم الشعر، وعشِقَت الفتى المشهور بالجمال من دانية المعروف بالسمار، وعملت فيه الموشَّحات ولها ثلاثة إخوة شعراء: الواثق عزّ الدولة أبو محمد عبد الله، ورفيع الدولة الحاجب أبو زكريا يحيى، انظر نزهة الجلساء في أشعار النساء، السيوطي.
[12] الأدب الأندلسي: موضوعاته وفنونه، مصطفى الشكعة، م س، ص: 149.
[13] الأدب الأندلسي: موضوعاته وفنونه، مصطفى الشكعة، م س، ص: 371.
[14] كتاب الشعر، جميل سلطان، منشورات المكتبة العباسية، دون طبعة، السنة: يناير 1970، ص: 112.
[15] الأدب الأندلسي: موضوعاته وفنونه، مصطفى الشكعة، م س، ص: 373.
[16] المرجع نفسه، ص: 375.
[17] الأدب الأندلسي: موضوعاته وفنونه، مصطفى الشكعة، م س، ص: 376.
[18] هو أبو بكر محمد بن عيسى بن عبد الملك بن قزمان المعروف بابن قزمان الأصغر، عاش أصداء ما تبقى من عهد ملوك الطوائف، وكامل العهد المرابطي، وصدر العهد الموحدي بالأندلس، وتوفي عام (555هـ/1086م)، ينتمي لأسرة حازت المجد والشرف في الثقافة والسياسة والدين، توزَّع إنتاجه الأدبي بين الشِّعْر والنثر والموشح والزَّجل، وبرع في فن الزَّجل إلى حد وصفه بأنَّه زعيم الزجَّالين وإمامهم، وأنَّ منزلته بين الزجَّالين بمنزلة المتنبي بين الشُّعراء، له ديوان ضخم سماه "إصابة الأغراض في ذكر الأعراض"، نال اهتِمام المستشرقين والمستعربين الذين اعتبروه جسرًا بين الشرق والغرب، وأصدروا بهذا الصَّدد عدَّة نشرات أهمها:
- نشرة المستشرق النرويجي "جونزبرج" ونشرها ببرلين 1896م.
- نشرة المستشرق التشيكي "نيكل 1933م".
- نشرة المستشرق الفرنسي "كولان 1933م".
- نشرة المستشرق الإسباني "إميليو غرسية غومس1972م".
- نشرة المستعرب الإسباني "فيذيريكو كورينتي 1980م".
بالإضافة إلى الزجل له موشحة واحدة ذكرها صفي الدين الحلي في كتابه "العاطل الحالي والمرخص الغالي"، ومقطوعات شعرية وردت في مصادر مختلفة، وكتابات نثرية أهمها مقدمة الديوان، ورسالتان في "الذخيرة في محاسن الجزيرة" لابن بسام، ومثلهما في "الإحاطة في أخبار غرناطة" لابن الخطيب.
[19] ابن سعيد الغرناطي الأندلسي هو علي بن موسى بن محمد بن عبد لملك بن سعيد الغرناطي نور الدين أبو الحسن المؤرخ المالكي ولد سنة 610 هـ دار البلاد، من مصر والشام وبغداد وبصرة ثم الحرمين، ورجع إلى إفريقية، سكن تونس، وتوفي بها سنة 685هـ وله مصنَّفات كثيرة منها كتابه الذي نقلِّب صفحاته "المُغْرب في محاسن حلى أهل المغرب"، وقد ألفه لمحيي الدين محمد بن الصاحب بن ندى الجزري.
[20] الفن ومذاهبه في الشعر العربي، شوقي ضيف، م س، ص: 451-454.
[21] مدغليس اسم مركبٌ من كلمتين أصله مضغ الليس، والليس جمع ليسة وهي ليقة الدواة؛ وذلك لأنه كان صغيرًا بالمكتب يمضغ ليقته، والمصريون يبدلون الضاد دالاً، فانطلق عليه هذا الاسم وعرف به، وكنيته في ديوانه أبو عبدالله بن الحاج، عُرف بمدغليس.
[22] الفن ومذاهبه في الشعر العربي، شوقي ضيف، م س، ص: 451-454، بتصرف.
[23] كتاب الشعر، جميل سلطان، م س، ص: 154.










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-25, 10:37   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
alisoso
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Thumbs up

شكرا لك اختي جزاك الله خيرا . ربي يعطيك ما تتتمني شكرااااا لككككككككككككي ربي يحفضكككككك










آخر تعديل alisoso 2016-11-25 في 10:40.
رد مع اقتباس
قديم 2016-11-25, 15:11   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
alisoso
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ارياد معلومات اضافية اكثر رجاءا او اسماء كتب مراجع او مصادر










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-25, 18:45   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
alisoso
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اختي كريمه لقد جمعت هذه المعلومات ولكن اهم في بحث هي اسماء مصادر ومراجع ولقد سئلت عن بحث لقد قالوا لي بان معلوماته ليست كافية
هذه معلومات التي جمعتها ويمكن تفيدكم رجاءا من لديه اسماء ماجع ومصادر يقول لي وشكرا لكي ختي كريمه وشكرا لكم .
الوصف في الشعرالأندلسي:-
توطئة:
الوصف يعد من افضل اغراض الشعر العربي,وأقربها إلى النفوس،ومن طبيعة الشاعر لا يقول الوصف الأ وهو واسع الخيال لديه القدرة على والاستطاعة على تصوير المحسوس, إلى صوراً حية,للسامع وكأنه يراه إمامه،ولابد من وجود الحوافز,والمواقف التي تثير مشاعر الشاعر وتجعله يبدع في الوصف...فلذالك عرف الوصف عند الأندلسيين بكثرة الحوافز الطبيعية والأحداث المتتالية.

تعريفه:
هو إظهار أو استحضار شئ , أو مكان,أو حيوان, أو إنسان, لا يقع تحت نظر القارئ عبر التصوير اللغوي إما بأسلوب نقلي يكون فيه التصوير معادلا للموضوع الموصوف, وإما بأسلوب ملون بالعاطفة والخيال,ما يجعل التعبير يتجاوز الموضوع الموصوف,اذ يعاد خلقه وفقا لرؤية الذات المعاينة.
ويعد الوصف من الأغراض الأصيلة في الشعر العربي، حيث طرقوا به كل ميدان قرب من حسهم أو إدراكهم أو قام في تصورهم.ولذا لم يكن عجيباً إن يقبل شعراء الأندلس عليه أكثر من إقبالهم على أي غرض.
وقد اشتدت عنايتهم به، حتى اتسعت دائرته لكل ما وقع تحت أعينهم، وخاصة وصف المناظر الطبيعية، والمشاهد الكونية،كالرياض، والثمار، والأزهار، والطيور، والبحار، والأنهار، وأفردوا للوصف القصائد، أو حلوا صدورها به، وربطوا بين وصف الطبيعة وسائر الفنون الشعرية.
ومن ذالك قول أبو البلقاء متغزلاً:
أَلثـامٌ شَـفَّ عـن ورد نــد أم غمـام ضحكـت عن بَـرَدِ
أم علـى الأزرار مـن حُلَّتهـا بـدرُ تـمَّ في قضيـب أَملَـدِ
بــأبـي ليـن لـه لـو أنـه نـقلـــت عطـــفتـه لـلـخلــد
لا وألحـاظ لـهـا سـاحـرة نفثـت في القلـب لا في العقـد
لا طلبـت الثـأر منهـا ظالمـا وأنـا القــاتـل نفســي بيـدي

وصف الطبيعة في الأندلس
من الموضوعات التي شاعت في الأندلس وازدهرت كثيراً شعر وصف الطبيعة وهذا موضوع في الشعر العربي منذ العصر الجاهلي إذ وصف الشعراء صحراءهم وتفننوا في وصفها لكن هذا الوصف لم يتعد الجانب المادي وفي العصر الأموي والعباسي عندما انتقل العرب المسلمون إلى البلدان المفتوحة وارتقت حياتهم الاجتماعية أضافت على وصف الطبيعة وصف المظاهر المدنيَّة والحضارة وتفننوا , فمن ذلك فقد وصف الطبيعة عند الشعراء العباسيين أمثال النجدي والصنوبري وأبي تمام وأبي بكر النجدي الذي عاش في بيئة حلب ولكن ما الجديد الذي جاء به الأندلسيون بحيث أن هذا الموضوع أصبح من الأغراض والموضوعات التي عُرف بها أصل الأندلس .
عوامل ازدهار شعر الطبيعة في الشعر الأندلسي

• ازدهار الحضارة العربية في الأندلس ازدهارا كبيرا وهذا الازدهار الذي شمل جميع جوانب الحياة الأندلسية .
• جمال الطبيعة الأندلسية التي افتتن بها شعراء الأندلس وتعلقوا بها وفصَّلوا في وصفها والتغني بمفاتنها .
• ازدهار مجالس الأنس والبهجة واللهو حيث كانت هذه المجالس تُعقدُ في أحضان الطبيعة .
خصائص وصف الطبيعة
• أفرد شعراء الطبيعة في الأندلس قصائد مستقلة ومقطوعات شعرية خاصة في هذا الغرض بحيث تستطيع هذه القصائد باستيعاب طاقة الشاعر التصويرية وخياله التصوري , غير الالتزام الذي تسير عليه القصيدة العربية فلم يترك الشاعر زاوية من زوايا الطبيعة إلا وطرقها .
• يعتبر شعر الطبيعة في الأندلس صورة دقيقة لبيئة الأندلس ومرآة صادقة لطبيعتها وسحرها وجمالها فقد وصفوا طبيعة الأندلس الطبيعية والصناعية مُمَثَّلة في الحقول والرياض والأنهار والجبال وفي القصور والبرك والأحواض .
• تُعد قصائد الطبيعة في الأندلس لوحات بارعة الرسم أنيقة الألوان محكمة الظلال تشد انتباه القارئ وتثير اهتمامه .
• أصبح شعراء الطبيعة نظراً للاهتمام به يحل محل أبيات النسيب في قصائد المديح , بل إن قصيدة الرثاء لا تخلو من جانب من وصف الطبيعة .
• أصبحت الطبيعة بالنسبة لشعراء الأندلس ملاذاً وملجأ لهم يبثونها همومهم وأحزانهم وأفراحهم وأتراحهم إلا أن جانب الفرح والطرب غلب على وصف الطبيعة فتفرح كما يفرحون وتحزن كما يحزنون .
• المرأة في الأندلس صورة من محاسن الطبيعة , والطبيعة ترى في المرأة ظلها وجمالها فقد وصفوا المرأة بالجنة والشمس .
لوصف
يعد من أفضل أغراض الشعر العربي,وأقربها إلى النفوس،ومن طبيعة الشاعر لا يقول الوصف الا وهو واسع الخيال لديه القدرة على والاستطاعة على تصوير المحسوس, إلى صوراً حية,للسامع وكأنه يراه إمامه،ولابد من وجود الحوافز,والمواقف التي تثير مشاعر الشاعر وتجعله يبدع في الوصف...فلذالك عرف الوصف عند الأندلسيين بكثرة الحوافز الطبيعية والأحداث المتتالية.
تعريفه:هو إظهار أو استحضار شئ , أومكان,أوحيوان, أو إنسان, لا يقع تحت نظر القارئ عبر التصوير اللغوي إما بأسلوب نقلي يكون فيه التصوير معادلا للموضوع الموصوف, وإما بأسلوب ملون بالعاطفة والخيال,ما يجعل التعبير يتجاوز
الموضوع الموصوف,إذ يعاد خلقه وفقا لرؤية الذات المعاينة. ويعد الوصف من الأغراض الأصيلة في الشعر العربي ولعل مايهمنا في هذا المقام هو الحديث عن
وصف الطبيعة المزوج بــ الرثاء
وتعتبر هذه قفزه جريئة تحتاج لعبقرية وإبداع كي تؤدى بأكمل وجه , وذلك لأنهم مزجوا الرثاء بوصف الطبيعة, حيث البسوا الطبيعة حلل همومهم , وآلامهم الدفينة , وعلى رأس من قاموا بهذه التجربة " ابن خفاجة " حين رثى الوزيرأبا عبد الله بن ربيعه حيث يقول في مطلعها :
في كل ناد منك روض ثناء وبكل
خد فيجدول مــاءِ
ولكل شخص هزة الغصن الندي وتحت البكاء ورنه المـكـَّـاءِ
جالت بطرفي للصبابة عبرة كالغيم
رق فجال دون سماءِ
وبسطت في الغبراء خدي ذلة
أستنزلالرحمى من الغبراءِ .
لاهزني أمل وقد حل الردى بأبي
محمد المحل النائي .
هم شعراء الطبيعة الأندلسيين :
ابن رشيق، ابن خفاجة ، ابن
الشهيد، ابن الزقاق، وابن زيدونوالرصافي الرفاء
، وابن زمرك.
وامل ازدهار شعر الطبيعة في الشعر الأندلسي:

• ازدهار الحضارة العربية في الأندلس ازدهارا كبيرا وهذا الازدهار الذي شمل جميع جوانب الحياة الأندلسية .
• جمال الطبيعة الأندلسية التي افتتن بها شعراء الأندلس وتعلقوا بها وفصَّلوا في وصفها والتغني بمفاتنها .
• ازدهار مجالس الأنس والبهجة واللهو حيث كانت هذه المجالس تُعقدُ في أحضان الطبيعة .
خصائص شعر الطبيعة
• أفرد شعراء الطبيعة في الأندلس قصائد مستقلة ومقطوعات شعرية خاصة في هذا الغرض بحيث تستطيع هذه القصائد باستيعاب طاقة الشاعر التصويرية وخياله التصوري , غير الالتزام الذي تسير عليه القصيدة العربية فلم يترك الشاعر زاوية من زوايا الطبيعة إلا وطرقها .
• يعتبر شعر الطبيعة في الأندلس صورة دقيقة لبيئة الأندلس ومرآة صادقة لطبيعتها وسحرها وجمالها فقد وصفوا طبيعة الأندلس الطبيعية والصناعية مُمَثَّلة في الحقول والرياض والأنهار والجبال وفي القصور والبرك والأحواض .
• تُعد قصائد الطبيعة في الأندلس لوحات بارعة الرسم أنيقة الألوان محكمة الظلال تشد انتباه القارئ وتثير اهتمامه .
• أصبح شعراء الطبيعة نظراً للاهتمام به يحل محل أبيات النسيب في قصائد المديح , بل إن قصيدة الرثاء لا تخلو من جانب من وصف الطبيعة .
• أصبحت الطبيعة بالنسبة لشعراء الأندلس ملاذاً وملجأ لهم يبثونها همومهم وأحزانهم وأفراحهم وأتراحهم إلا أن جانب الفرح والطرب غلب على وصف الطبيعة فتفرح كما يفرحون وتحزن كما يحزنون .
• وصف الطبيعة عند شعراء الأندلس مرتبطاً ومتصلاً بالغزل والخمر ارتباطاً وثيقاً فوصف الطبيعة هو الطريق إليها فكانت مجالس الغزل والخمر لا تعقد إلا في أحضان الطبيعة .
• المرأة في الأندلس صورة من محاسن الطبيعة , والطبيعة ترى في المرأة ظلها وجمالها فقد وصفوا المرأة بالجنة والشمس , بل إنهم إذا تغزلوا صاغوا من الورد خدوداً ومن النرجس عيوناً ومن السفرجل نهوداً ومن قصب السكر قدوداً ومن ابنة العنب ( الخمر ) رضابا
.
أصناف من الوصف في شعر الطبيعة:
هنا سنعرض بض الاصناف التي امتاز الشعراء في وصفها وتصويرها حتى ان قارئ القصيدة يسلتهم جمالها وكانه يراها امامه, وقد استقراء الشعراء مجال البئة وتضاريسها ومعطيات الحيات الكونية فيها.
وسنستهل تلك الاصناف بمايلى:-

ــ الروضيات:
وهو الشعر المختص في الرياض وما يتصل بها.
سنستهل الكلام عن الروّضِيات بهذه الأبيات الرائعة للقاضي أبو الحسن بن زنباع التي يصف قصة الطبيعة وفعل السحاب والأمطار في الأرض التي تتسربل بعدهما بحلتها الجميلة فتتفتح أزهارها وتنضج ثمارها حيث قال(2)

أبدت لنا الأيامُ زهرة طيبها وتسربلت بنضيرها وقشيبها
واهتزعِطف الأرض بعد خشوعها وبدت بها النعماء بعد شحوبها
وتطلعت في عنفوان شبابها من بعد ما بلغت عتيَّ مشيبها
وقفت عليها السحبُ وقفة راحم فبكت لها بعيونها وقلوبها
فعجبتُ للأزهار كيف تضاحكت ببكائها وتبشرت بقطوبها
وتسربلت حللاً تجر ذيولها من لدمها فيها وشق جيوبها
فلقد أجاد المزن في إنجادها وأجاد حرُّ الشمس في تربيبها
وهذه أبيات جميلة للشاعر الوزير عبدا لله بن سماك والذي يقول فيها:
الروض مخضرٌ الربى متجملٌ للناظرين بأجمل الألوانِ
وكأنما بسطت هناك شوارها خودٌ زهت بقلائد العقيانِ
والطير تسجع في الغصون كأنما نقرُالقِيان حنت على العيدانِ
والماء مطَّردٌ يسيل لعابه كسلاسلٍ من فضةٍ وجمانِ
بهجات حسنٍ أُكملت فكأنها حسن اليقين وبهجة الإيمانِ

ــ الزهريات : الشعر المختص بالأزاهير .

وقد وصف الأندلسيون الأزهار وأكثروا في هذا النوع من الوصف فوصفوا الورد والنرجس والشقائق والنيلوفر والياسمين والقرنفل واللوز وغير ذلك مما وقعت عليه عيونهم في تلك الطبيعة الخلابة من زهريات وسنستعرض بعض
الأمثلة الجميلة التي قيلت في بعض منها,فهذا ابن حمديس يرثي باقة ورد أصابها الذبول فتحرق حزناً وأسى عليها فقال هذين البيتين
يا باقة في يميني بالردى ذبلت أذاب قلبي عليها الحزن والأسفُ
ألم تكوني لتاج الحسن جوهرةً لما غرقتِ،فهلاَّ صانك الصدفُ
وهذه أبيات في زهرة الياسمين للمعتضد بالله عباد بن محمد بن عباد يصفها مشبهاً إياها بكواكب مبيضة في السماء ويشبه الشعيرات الحمراء التي تنسرح في صفحتها بخد حسناء بدا ما بدا فيه من آثار فيقول:
أنما ياسـميننا الغضُّ كواكبٌ في السماء تبيضُّ
والطرق الحمر في جوانبه كخد حسناء مسه عضُّ
ويقول ابن حمديس في وصف النيلوفر:
ونيلوفرٍ أوراقه مستديرةٌ تفتَّح فيما بينهن له زهرُ
كما اعترضت خُضر التراس وبينها عواملُ أرماحٍ أسنَّتُها حُمرُ
هو ابن بلادي كاغترابي اغترابه كلانا عن الأوطان أزعجه الدهرُ
وهذه أبيات رقيقة جداً ومن أروع ما قيل في وصف الشقائق لابن الزقاق:
ورياض من الشقائق أضحى يتهادى بها نسيم الرياحِ
زرتها والغمام يجلد منها زهرات تروق لون الراح
قلت ما ذنبها ؟ فقال مجيباً سرقت حُمرةَ الخدودِ الملاح
وهذا أيضاً وصف بديع لشجرة لوز قاله أبو بكر بن بقي:
سطرٌ من اللوز في البستان قابل نيما زاد شيءٌ على شيءٍ ولا نقصا
كأنما كل غصنٍ كُمُّ جاريةٍ إذا النسيم ثنى أعطافه رقصا
وهذا وصف جذاب لزهرة ألأقاح للأسعد ابن إبراهيم بن بليطة ويقول:
أحبب بنور الأقاح نوَّاراعسجـــده في لجينــه حارا
أي عيون صُوِّرْنَ من ذهبرُكِّبَ فيها اللجينُ أشفارا
إذا رأى الناظرون بهجتها قالوا نجومٌ تحـــفُّ أقمارا
كأن ما اصفرَّ من مُوسِّطه عليلُ قومٍ أتوه زوارا

ــ الثمريات:-
الشعر المختص بالأثمار,والبقول,وما يتصل بها.
وصف الأندلسيين للثمرة نفسها فقد وصفوا التفاحة والسفرجل والرمانة والعنب وحتى الباذنجان !! وأبدعوا في ذلك كثيرا فقال أبو عثمان ألمصحفي وقد تأمل ثمرة السفرجل الأبيات التالية الرائعة المحبوكة في نسيج رائع, ولفظ رقيق ومعنى أنيق موشى بلوعة حب وشكوى صب رغم إنه شطح في آخرها قليلاً ( وزودها ) حتى نسي إن ما بين يديه ما هو إلا حبة من السفرجل!!ويقول:

ومصفرَّةٍ تختال في ثوب نرجس وتــعبق عن مسك زكيِّ التنفس
لها ريح محبوبٍ وقسوة قلــــــبه ولونُ محبٍ حُلَّةَ السُــقم مـكتسي
فصفرتها من صفرتي مستعارةٌ وأنفاسها في الطيب أنفاسُ مؤنسي
فلما استتمت في القضيب شبابها وحاكت لها الأنواء أبراد سندس
مددت يدي باللطف أبغي قطافها لأجعلها ريحانتي وسـط مجلسي
وكان لها ثوبٌ من الزغب أغبرٌ يرف على جسم من التـبر أملسِ
فلما تعرَّت في يدي من لباسها ولـــم تبق إلا في غلالة نرجسِ
ذكرتُ بها من لا أبوح بذكره فأذبلـــها في الكف حرّ تنفس

وهذا أحمد بن محمد بن فرح يقدم صورة بهية لثمرة الرمان فيقول:

ولابسة صدفاً أحمرا أتتك وقد ملئت جوهرا .
كأنك فاتح حُقٍّ لطيفٍت ضمَّن مرجانَه الأحمرا

وكذلك كأن للعنب نصيب عند شعراء الأندلس فقال فيه الشاعر أحمد بن الشقاق ما يلي:
عنب تطلَّع من حشى ورق لنا صُبغت غلائل جلده بالإثْمدِ
فكأنه من بينهن كواكبٌ كُسفت فلاحت في سماء زبرجدِ

ــ المائيات:
الشعر المختص بوصف الأنهار,والبرك, والسواقي.
كانت الأنهار الكثيرة الوفيرة المياه،وما يتشعب عنها من برك،وخلجان,وغدران،وما ينبت على شواطئها,من حدائق،ورياض،وما يصاحبها من ظواهر طبيعية كمد,وجزر,وفجر,ونهار,وليل,وشمس,وأصيل من مظاهر الطبيعة الخلابة في بلاد الأندلس؛وكانت أكبر المدن مثل قرطبة وأشبيلية وغرناطة تقع على تلك الأنهار,التي كانت ترفد الأرض بالخصب,والعطاء فاتخذ الأندلسيون من ضفافها مراتع للمتعة,واللهو,ومن صفحاتها ساحات تمرح عليها زوارقهم,وأشرعتهم,وهم في هذه وتلك يعزفون أعذب الألحان,ويتغنون باعذب الشعر وأرقه....
وهذه الأبيات الرائعة لابن حمديس في وصف بركة من الماء في أحد القصور وقد احتوت على تماثيل لأسود تقذف الماء من أفواهها...
ولعل لفن النقش والنحت والزخرفة الذي كأن سائداً آنذاك أثر كبير في جمال هذه الصورة التي رسمها الشاعر بكل براعة:
وضراغمٍ سكنت عرين رياسة ٍتركت خرير الماء فيه زئيرا
فكأنما غشَّى النُّضارُ جسومَها وأذاب في أفواهها البلورا
أُسْدٌ كأن سكونها متحركٌ في النفس،لووجدت هناك مثيرا
وتذكَّرت فتكاتِها فكأنما أقْعت على أدبارها لتثورا
وتخالها والشمس تجلولونها ناراً ،وألسنَها اللواحسَ نورا
فكأنما سَلَّت سيوفَ جداولٍ ذابت بلا نارٍ فعدُنَ خريرا
وكأنما نسج النسيمُ لمائهِ درعاً، فقدَّر سردَها تقديرا
وبديعة الثمرات تعبر نحوها عيناي بحرَ عجائبٍ مسجورا
شجريةٍ ذهبيةٍ نزعت إلى سحرٍ يؤثر في النُّهى تأثيرا
قد سَرَّحت أغصانَها فكأنما قبضت بهن من الفضاء طيورا

الأمثلة على وصف المائيات كثيرة جداً .
وتبقى الطبيعة وحدة متكاملة من الصعب تجزيئها والدارس لشعر الطبيعة عند الأندلسيين لا بد وإن يستغرب من هذا الكم الهائل من الأشعار التي قيلت في هذا المجال ولا أظن إن أمة من الأمم قد برعت في تصوير الطبيعة بمظاهرها وظواهرها المختلفة كما برع الأندلسيون.
الثلجيات:-
الشعر المختص في الثلج والبرد...
ننتقل الآن إلى الثلج الجميل الذي يكسو الأرض والسطوح والسفوح والأغصان العارية,بغلالة بيضاء نظيفة ناصعة وطاهرة,وكإنه قطن مندوف فيبعث في النفس بهجة ما لها مثيل, وعلى كل حال يبقى ما قيل في الثلجيات أقل مما قيل في الروضيات والمائيات حيث بدأ هذا النوع من الوصف متأخراً في بلاد الأندلس كمثيله في الشرق ومن الأبيات الرائعة التي قيلت في الثلج تلك التي قالها أبو جعفر بن سلام المعا فري المتوفى عام 550م وقال فيها:
ولم أر مثل الثلج في حسن منظر تقر به عينٌ وتشْنَؤه نفسُ
فنارٌ بلا نور يضيء له سناً وقطرٌ بلا ماءٍ يقلِّبه اللمسُ
وأصبح ثغر الأرض يفترُّ ضاحكا فقد ذاب خوفاً أن تقبِّله الشمس
وهذه أبيات للشاعر الرقيق ابن زمرك يمدح فيها السلطان ويصف الثلج في نفس الوقت فيقول:
يا من به رتب الإمارة تُعتلى ومعالمُ الفخر المشيدةُ تَبتنِي
ازجر بهذا الثلج حالاً إنه ثلج اليقين بنصر مولانا الغني
بسط البياض كرامة لقدومه وافترَّ ثغراً عن كرامة مُعتني
فالأرض جوهرةٌ تلوح لمعتلٍ والدوح مُزهِرةٌ تفوح لمجتني
سبحان من أعطى الوجود وجوده ليدل منه على الجواد المحسن
وبدائع الأكوان في إتقانها أثرٌ يشير إلى البديع المتقن

وهذه أبيات جميلة لابن خفاجة في وصف الثلج يقول فيها:
ألا فَضَلتْ ذيلَها ليلةٌ تجرُّ الربابَ بها هيدبا
وقد برقع الثلجُ وجهَ الثرى وألحف غصنَ النقا فاختبى
فشابت وراء قناع الظلام نواصي الغصون وهامُ الربى
وما دمنا نتحدث عن الثلج فلا بد من الإشارة إلى البَرَد أيضاً والذي كأن له نصيب في شعر الأندلسيين ومنهم عبد الجبار بن حمديس الصقلي الذي كتب قصيدة تزيد عن العشرين بيتاً وصف فيها السيول والغدران والبرق والروض وخصص بعض أبياتها للبرد فشبهه بدرر على نحور فتيات حسان أو بلؤلؤ أصدافه سحاب أو بدموع تتساقط من السحاب وغير ذلك من الصور المألوفة وغير المألوفة ويقول فيها:
نثر الجوُّ على الأرض بَرَدْ أي درٍ لنحورٍ لو جمدْ
لؤلؤٌ أصدافه السحْب التي أنجز البارق منها ما وعدْ
ذوَّبتْهُ من سماء أدمعٌ فوق أرض تتلقَّاه نَجَدْ
المصادر : الطبيعة في شعر ابن خفاجه /الطبيعة في شعر الاندلس جودت الركابي
الوصف في الشعرالأندلسي:-
توطئة:-
الوصف يعد من افضل اغراض الشعر العربي,وأقربها إلى النفوس،ومن طبيعة الشاعر لا يقول الوصف الأ وهو واسع الخيال لديه القدرة على والاستطاعة على تصوير المحسوس, إلى صوراً حية,للسامع وكأنه يراه إمامه،ولابد من وجود الحوافز,والمواقف التي تثير مشاعر الشاعر وتجعله يبدع في الوصف...فلذالك عرف الوصف عند الأندلسيين بكثرة الحوافز الطبيعية والأحداث المتتالية.
تعريفه:-
هو إظهار أو استحضار شئ , أو مكان,أو حيوان, أو إنسان, لا يقع تحت نظر القارئ عبر التصوير اللغوي إما بأسلوب نقلي يكون فيه التصوير معادلا للموضوع الموصوف, وإما بأسلوب ملون بالعاطفة والخيال,ما يجعل التعبير يتجاوز الموضوع الموصوف,اذ يعاد خلقه وفقا لرؤية الذات المعاينة.(1)
ويعد الوصف من الأغراض الأصيلة في الشعر العربي، حيث طرقوا به كل ميدان قرب من حسهم أو إدراكهم أو قام في تصورهم.ولذا لم يكن عجيباً إن يقبل شعراء الأندلس عليه أكثر من إقبالهم على أي غرض.
وقد اشتدت عنايتهم به، حتى اتسعت دائرته لكل ما وقع تحت أعينهم، وخاصة وصف المناظر الطبيعية، والمشاهد الكونية،كالرياض، والثمار، والأزهار، والطيور، والبحار، والأنهار، وأفردوا للوصف القصائد، أو حلوا صدورها به، وربطوا بين وصف الطبيعة وسائر الفنون الشعرية..(2)
ومن ذالك قول أبو البلقاء متغزلاً:

أَلثـامٌ شَـفَّ عـن ورد نــد أم غمـام ضحكـت عن بَـرَدِ
أم علـى الأزرار مـن حُلَّتهـا بـدرُ تـمَّ في قضيـب أَملَـدِ
بــأبـي ليـن لـه لـو أنـه نـقلـــت عطـــفتـه لـلـخلــد
لا وألحـاظ لـهـا سـاحـرة نفثـت في القلـب لا في العقـد
لا طلبـت الثـأر منهـا ظالمـا وأنـا القــاتـل نفســي بيـدي
نشئت الوصف في الشعر الأندلسي:-

نشاء الوصف مع نشؤ الشعر في الاندلس,وكان ذالك في القرن الثالث الهجري,منذ اكتمل تعربها,وضل حيا في الأندلس حتى الانفاس الاخيرة للعرب هناك.(1)
ولعل اول من كتب الشعر في الاندلس هم النازحون ,ومنهم عبدالرحمن الداخل,ـالذى وطد الملك لبني مروان في الاندلس ـ ولقد بعث الى اخته بالشام ابيات يصف فيها شوقه اليها والى بلده ووطنه الذي فارقه موجع القلب فارا من سيوف العباسيين,(2)
حيث قال:
أيها الراكـبُ المُيَمِّمُ أرضي أَقْرِ من بعضيَ السلامَ لبـعضي
إن جسمي كما تراه بأرض وفؤادي ومـالِكِــيه بــأرض
قُدِّرَ البَيْـنُ بيننا فافتـرقنا وطوى البين عن جفوني غمضي
قد قضى الله بالفراق عليـنا فعسى باجتماعناا سـوف يقـضي

ومنه ايضاً هذهي الابيات التى تفيض بالحنين والشوق التي قالها في وصف نخلة فريدة في حديقة قصره بالرصافة. حيث قال:

تبدت لنا وسط الرصافة نخلةٌ ٌ تناءت بارض الغراب عن بلد النخل
فقلت شبيهي في التغرب والنوى وطول التنائى عن بنى وعن اهلي
نشأت بأرض انت فيها غريبة فمثلك في الاقصاء والمنتأى مثلى

وقد اصبحت قرطبة في زمن عبد الرحمن ومن عقبه من الامراء مركز الحركة العلمية والأدبية في الأندلس.
ومن ذالك الزمن استمر الوصف في تطور ونمو حتى ضهر بالصورة التي وجدناه عليها في شعر الاندلسيين.
وهكذا كانت نشئت الوصف في الشعر الأندلسي

.................................................. ...........

ازدهار الوصف في الشعر الأندلسي:-

لقد ازدهر الوصف مع نهضة الادب في فترة الخلاقة الأموية-العهد الذهبي- بالأندلس وتبدا باتخاذ عبد الرحمن الثالث لقب الخليفة الناصر لدين الله سنة316هــ ،(1)
وكانت قد وضعت بواكير الوصف-الطبيعيات-مع الاتجاه المحدث في فترة صراع الإمارة التي تبد من حكم عبدالرحمن الأوسط سنة206هــ(2)
ومن الامثلة على الوصف في هذهي الحقبة-صراع الامارة-قول عبد الرحمن الوسط وقد كتب به الى صديقه الشاعر عبدالله ابن الشمر: (3)

ما تراه في اصطباح وعقود الـقطـر تنـثـر
ونسيـم الـروض يختا ل على مسك وعنبـر
كـلمـا حـاول سـبـقا فهو في الريحان يعثـر
لا تكن مهمالة واســـ بق فما في البطء تعذر

ــ وكانت من دوافع هذا الازدهار ونهضته,في هذه الحقبة-فترة الخلافة- هي الوحدة والاستقلال,والامن والرخاء,والتحضر والرقى,مما اتاحت لهم النهضة الثقافية,ومن جرا ذالك ظهر الاتجاه المحافظ الجديد في الشعر الأندلسي, ومن نماذج الوصف في هذه الفترة,قول ابن عبد ربه في وصف القلم(1):
بكفه ساحر البيـــان إذا أدراه في صحيفة سحرا
ينطق في عجمة بلفظته نَصَمُُ عنها ونسمع البصرا
نوادر يقرع القلوب بها إن تستبنها وجـدتها صورا
نظام دُر الكلام ظمنه سلكا لخط الكتاب معتطرا

ــ ومن اسباب الازدهار :الحياة اللاهية التي عاشها الشعراء(4). وكثرة الشعراء في فترة الخلافة ساعد الى ازدهار الوصف, وجميع الاتجاهات الشعرية ايضا, فمن الشعراء:-
ابن عبدربه,وهانئ بن محمد, وابن يعقوب الاعمى,وابي بكر المغيري,وعبيد الله بنيعلى....وغيرهم كثيرا من الشعراء
ــ ومن العوامل ايضا واهمها مايلي:-
عناية الملوك والأمراء بالشعراء حتى اصبح قول الشعر زينة لكل اديب جمالاً لكل عالم حتى النساء اولعن بقول الشعر وبالوصف خاصة لانه من اجود وامتع اغراض الشعركقول حمدونة الأندلسية تصف وادياً(5):
وقانا لفحة الرمضاء واد سقاه مضعاف الغيث العميم
حللنا دوحة فحنا علينا حنو المرضعات على الفطيم
.................................................. .....................
من أسباب تميز الأندلسيين بفن الوصف:-

لقد تميز الأندلسيين بـفن الوصف ,ومن اهم العوامل التي ميزة غرض الوصف من دون الاغراض الاخرى للشعر هي:
حب الأندلسيين لوطنهم حباً تميزوا فيه عن غيرهم، و سحر الأندلس و جمالها، مما فرض على
معظم الأدباء أن يصفوا هذا الجمال في قطع مفردة أو قصائد طويلة،(1)
و لعل خير ما يعبر عن هذا الجمال و السحر قطعة لابن خفاجة يقول فيها:

يــا أهــل أندلــس لله دركــــم ُ ماء و ظل و أنهار و أشجار
ما جنة الخـلد إلا في ديـاركـــم ُ ولو تخيرت هذا كنت أختارُ
لاتحسبوا في غد ان تدخلوا سقرا فليس تدخل بعد الجنة النارٌ

ففي هذهي الابيات اتضح لنا مدى حب الشعراء لوطنهم الأندلس, حتى انهم وصفوها بالجنة ولن يختاروا غيرها إن خيروا,وذالك لحبهم الشديد لبلادهم.
- و من أسباب هذا التميز أيضاً كثرة مجالس الأنس,سواء الخاصة او العامة، حيث كانت تتخذ من الطبيعة مسرحاً لها و كان الشعراء يقومون بمزج الوصف لمجالسهم, بوصف الطبيعة التى اثارة المشاعر,والهبت القرائح في نفوسهم. ولقد تغنوا الشعراء بوصف الطبيعة الأندلسية,وجمالها,
وهذه قصيدة لابن سفر المريني يتغنى فيها بجمال الطبيعة الأندلسية،
و يقول فيها:
في أرض أندلس تلتذ نعماء و لا يفــارق فيهـا الـقلب سراءُ
وليس في غيرها بالعيش منتفع ولا تقوم بحـــق الأنـس صهباءُ
أنهارها فضة والمسك تربتها والــخزّ روضتهـا و الـدرّ حـصباءُ
و للهواء بها لطف يرقّ بهمن لا يـــ،ـرقّ و تبـــدو مـنه أهـواءُ
فيها خلعتُ عذاري ما بها عِوضٌ فهي الرياضُ وكلّ الأرض صحراءُ

- ومن اهم الاسباب الذي ميزة الاندلسيين بالوصف عن غيرهم هو؛ان الطبيعة عندهم طروب تبعث جوالطرب,ووصفها يمثل الجوانب الضاحكة الندية منها, واكثر شعرهم في وصف المنتزهات ومجالس انسهم ولهوهم في احضانها.(2)
ومن ذالك الوصف يقول ابن خفاجة واصفاً نهراً:
لله نــهر ســال في بــطحاء أشـــهى وروداً من لمى الحسناء
متـــعطفٌ مـثل الـــســوارة كــــأن هو الزهـر يكنفه مجرّ سماء
قد رقّ حــــتى ظــُنّ قـوســاً مفرغا من فضة في روضة خضراء
وغدت تــحفّ به الــغصون كأنـها هـدب تحف بمـــقلة زرقــاء
والريح تعبث بالغصون وقد جرى ذهب الأصيل على لجين الماء
.................................................. ......
أبرز سمات الوصف في الشعر الأندلسي:-

أما سمات الوصف في الشعر الاندلسي,فهي كثيرة
ومن أبرزها:- التشخيص؛ أي إسباغ الحياة على الأمور المعنوية أوعلى الجمادات و تجسيمها و مخاطبتها مخاطبة الكائن الحي، و هي سمة انتشرت في الشعر الأندلسي كثيراً. و من أشهر القصائد التي تمثل هذه السمة قصيدة لابن خفاجة في وصف جبل، يقول فيها:
وقور على ظهر الفلاة كأنه طوال الليالي ناظر في العواقب
أصخت إليه و هو أخرس صامتٌ فحدثني ليل السّرى بالعجائب
و قال ألا كم كنت ملجأ قاتلو موطن أوّاه تبتل تائب
و كم مرّ بي من مدلج و مؤوّبو قال بظلّي من مطي و راكب

ومن ابرز سمات الوصف في الشعر الأندلسي : نقل الإحساس بوسائل فنية جديدة متقنة؛ مع غلبت الجانب العاطفي,وهذه السمة الوصفية تعد من ضمن التجارب الشخصية ,التي اتسموا بها شعراء الأندلس,ومن هآؤلآ.. عبدالرحمن الداخل في وصف النخلة التى قال فيها:
تبـدت لنا وسط الرصافة نــخلةٌ تناءت بارض الغراب عن بلد النخل
فقلت شبيهي في التغرب والنوى وطـول التنائى عن بنـى وعن اهلي
نشأت بأرض انت فيها غريبـــة فـمثلـك في الاقصاء والمنتأى مثلى
سقتك غوادي المزن في المتناى الذي يسح ويستثمر السماكين بالوبل

لقد صورها حتى ان جعل نخلته كائناُ حياً,ذات صفات نفسية وعاطفية ,تشاركه فيما يكابد من آلام الغربة,والبعد المؤلم,عن الاهل والاحباب جميعا,ومن هنا استحقت نخلته ان يدعو لها بالسقيا في حنان واشفاق,كما يفعل الاحياء...على ان المقابلة بين حاله وحال النخلة,تضفي على تجربته بعدا نفسيا ملحوضاً.

ومن ابرز السمات أيضاً:- أن معظم شعر الوصف عند شعرا الاندلس جاء في قطع قصيرة ,ومنه قول الشاعر ابن اللبانة في وصف جزيرة ميورقة :

بلدٌ أعارته الحمامةُ طوقها وكساه حلةَ ريشهِ الطاووسُ .
فكأنما الأنـهارُ فيه مدامةٌ وكأن ساحات الديار كؤوسُ
بلدٌ أعارته الحمامةُ طوقها = وكساه حلةَ ريشهِ الطاووسُ .
فكأنما الأنهارُ فيه مدامةٌ =وكأن ساحات الديار كؤوسُ
بلدٌ أعارته الحمامةُ طوقها = وكساه حلةَ ريشهِ الطاووسُ .
فكأنما الأنهارُ فيه مدامةٌ =وكأن ساحات الديار كؤوسُ
بلدٌ أعارته الحمامةُ طوقها = وكساه حلةَ ريشهِ الطاووسُ .
فكأنما الأنهارُ فيه مدامةٌ =وكأن ساحات الديار كؤوسُ
ومن ابرز السمات ايضا:- إن معظم شعرهم جاء سهلاً واضحاً لا غرابة فيه و لا تعقيد.
كما نجد أن هذا الفن قد امتزج في معظم الأحيان بموضوعات تقليدية أخرى كالغزل و المدح و الخمر، و كانت تفتتح به بعض القصائد عوضاً عن المقدمة التقليدية، حتى إن بعض الشعراء مزج بين الرثاء و وصف الطبيعة.
ومثال ذالك مرثية ابن البانة "تبكي السماء"حيث استهلها بوصف الطبيعة الحزينة(1).وقال:
تبكي السماء بدمع رائح غاد على البهاليل من ابناء عباد
ومزج بين الغزل وبين الصف في غزليته "راق الربيع"(2) وقال:
راق الربيع وراق طبع هوائــه فالنطر نطارة ارضـــه وسمائه
شعر الطبيعة عند الأندلسيين:-

وهب الله الأندلس طبيعة ساحرة ووافرة جمالاً.. جبالها الخضراء وسهولها الجميلة، وتغريد طيورها على أفنان أشجارها... كل ذلك له أثره في جمال الأندلس التي شغفت بها القلوب وهامت بها النفوس.
و هنا نجد تَعَلّق الأندلسيين بها، يسرحون النظر في خمائلها، وأخذ الشعراء والكتاب ينظمون درراً في وصف رياضها ومباهج جنانها.
يقول ابن خفاجة:
ياأهل الأندلس لله دركم ماء وظل وأنهار وأشجار
ماجنة الخلد الا في دياركم ولو تخيرت هذا كنت اختار
لا تخشوا بعد هذا ان تدخلوا سقراً فليس تدخل بعد الجنة النار
لقد شحذت الطبيعة قرائح الشعراء عند الأندلسيين.
ولم يكن جمال الطبيعة في الأندلس هو وحده الذي ساعد على ضهور شعر الطبيعة هذا، بل ان حياة المجتمع الاندلسي والاستقرار السياسي من الموثرات ايضاً في هذا الشعر، الذي يمثل تعلق الشعراء الاندلسيين ببيئتهم وتفضيلها على غيرها من البيئات، ولكون الشعر عندهم يصف طبيعة الاندلس سواء الطبيعية او الصناعية، فهم يصورونها عن طريق الطبيعة كما ابدعها الله في الحقول والرياض والانهار والجبال والسماء والنجوم، ويصفونها كما صورها الفن لديهم في القصور والمساجد والبرك والاحواض وغيرها، ومن هنا يكتمل تذوقهم لجمال الطبيعة فيزداد حبهم لها ويبدع شعرائها في وصفها.

الاقاليم الطبيعية :
ان هذا الشعر يصف مختلف البلاد الاندلسية ، فكان لبعض الاقاليم شعراؤها الذين اهتموا بوصف ديارهم
فابن زيدون مثلاً يتغنى بقرطبة وزهرائها، وابن سفر المريني يصف اشبيلية،
وابو الحسن ابن نزار يتعلق بوادي اشتات فيصوره تصويراً ينم عن براعه بما يتركه في النفس من طراوة الندي والظل والشجر يقول:

وادي الأشات يهيج وجدي كلما اذكر ما افضت بك النعماء
لله ظلك والهجير مسلــط قد بردب لفحاته الأنداء
والشمس ترقب ان تفوز بلحظة منه فتطرف طرفها الأفياء
والنهر يبسم بالحباب كانه سلخ نضته حية رقطاء
فلذاك تحذره العيون، فميلها ابداً على جنباته ايماء
.....................................
كما أن وصف الطبيعة في الأندلس,يمثل الجوانب الضاحكة الندية لهم،فكذلك المرأة صورة من محاسن الطبيعة الأندلسية عندهم،فيرون في المرأة ظلها وجمالها، ولذلك كانت الحبيبة روضاً وجنة وشمساً لدى الشاعر،وإضافة ألي ذلك،فإن شعرهم يعنى بوصف الطبيعة وتصويرها على نحو إنساني تملأه الحركة والنشاط، كما في شعر ابن زيدون وابن خفاجة وغيرهما كما فعل لسان الدين ابن الخطيب في موشحته التي عارض بها موشحة ابن سهل والتي يقول في مطلعها 1).
جادك الغيث اذا الغيث همي يازمان الوصل بالأندلس

لم يكن وصلك الا حلماً في الكرى او خلسة المختلس...

وهنا نجد إنه أيضا من اثر الطبيعة إنه اخترع قالب شعري جديد وهو (الموشح) ذلك الفن الشعري المستحدث الذي غنى طبيعة الأندلس.(2)
يقول الشاعر احمد ابن حمديس في وصف الليل, والثريا, وطلوع الفجر, وشروق الشمس

وليل رسبنا في عباب ظلامه إلى إن طفا للصبح في افقه نجم
كأن ألثريا فيه سبع جواهر فواصلها جزع به فصل النظم
وتحسبها من عسكر الشهب سرية عمائمهم بيض وخيلهم دهم
كأن السهى مضنى اتاه بنعسة بنوه وظنوا ان موتته حتم
كأن انصداع الفجرنار يرى لها وراء حجاب حالك نفس يسمو
وتحسبه طفلاً من الروم طرقت به من بنات الزنج نائبة أم
أأعلم في احشائها ان عمره لدى وضعه يوم فشيبه الهم
ودرت لنا الشمس النهار مذيبة على الأرض روحاً في السماء له جسم

وقال ابن خفاجة في وصف الليل:
وليل كما مد الغراب جناحه وسال على وجه السجل مداد
به من وميض البرق،والليل فحمة شرار ترامى والغمام زناد
سريت به احييه، لاحيه السري تموت ولا ميت الصباح يعاد
يقلب مني العزم انسان مقلة لها الأفق جفن والظلام سواد
بخرق لقلب البرق خفقه روعة به، ولجفن النجم فيه سهاد
سحيق ولاغير الرياح ركائب هناك ولاغير الغمام مزاد
وهكذا كان شعراء الاندلس يعبرون عن مشاهد طبيعية رأوها وعاشوا في رحابها واحسوا بجمالها. والطبيعة في الاندلس ,ووصفها لها يمثل الجوانب الضاحكة الندية، وكذلك المرأة صورة من محاسن الطبيعة في الاندلس، فهي تجد في المرأة ظلها وجمالها، ولذلك كانت الحبيبة روضاً وجنة وشمساً لدى الشاعر، اضافة الى ذلك. فإن شعرهم يعنى بوصف الطبيعة وتصويرها على نحو إنساني تملأه الحركة والنشاط، كما في شعر ابن زيدون وابن خفاجة وغيرهما كما فعل لسان الدين ابن الخطيب في موشحته التي عارض بها موشحة ابن سهل والتي مطلعها.
جادك الغيث اذا الغيث همي يازمان الوصل بالأندلس
لم يكن وصلك الا حلماً في الكرى او خلسة المختلس...
وهنا نجد انه ايضاً من اثر الطبيعة انه اخترع قالب شعري جديد وهو (الموشح) ذلك الفن الشعري المستحدث الذي غنى طبيعة الاندلس.
يقول احمد ابن حميدس في وصف الليل والثريا وطلوع الفجر وشروق الشمس:


وليل رسنبا في عباب ظلامه الى ان طفا للصبح في افقه نجم
كأن الثريا فيه سبع جواهر فواصلها جزع به فصل النظم
وتحسبها من عسكر الشهب سرية عمائمهم بيض وخيلهم دهم
كأن السهى مضنى اتاه بنعسة بنوه وظنوا ان موتته حتم
كأن انصداع الفجر نار يرى لها وراء حجاب حالك نفس يسمو
وتحسبه طفلاً من الروم طرقت به من بنات الزنج نائبة أم
أأعلم في احشائها ان عمره لدى وضعه - يومٌ؟ فشيبه الهم
ودرت لنا الشمس النهار مذيبة على الأرض روحاً في السماء له جسم
وقال ابن خفاجة في وصف الليل:-
وليل كما مد الغراب جناحه وسال على وجه السجل مداد
به من وميض البرق، والليل فحمة شرار ترامى والغمام زناد
سريت به احييه، لاحيه السري تموت ولا ميت الصباح يعاد
يقلب مني العزم انسان مقلة لها الافق جفن والظلام سواد
بخرق لقلب البرق خفقه روعة به، ولجفن النجم فيه سهاد
سحيق ولاغير الرياح ركائب هناك ولاغير الغمام مزاد



وابن هانيء الاندلس يعمد في الوصف الى طرافة التشبيهات ويقدم لنا صورة حيه للطبيعة بما فيها من عوارض الغيث ومعركة السحاب والريح، ويعد ابن هاني عبقرياً تبدو عبقريته في الاغراض التقليدية كالمدح والوصف والحكمة، وفي هذه القصيدة نجده يبدع في وصف الربيع:

ألؤلؤ دمع هذا الغيث ام نقط ماكان أحسنه لوكان يلتقط
أهدى الربيع الينا روضة انفاً كما تنفس عن كافوره السفط
غمائم في نواحي الجو عالقة حفل تحدر منها وابل سبط
بين السحاب وبين الريح ملحمة معامعٌ وظبي في الجو تخترط
كأنه ساخط يرضي على عجل فما يدوم رضى منه ولا سخط

وبعد كانت تلك اضاءه على طبيعة الأندلس شعراً... ووصفاً، ونماذج ممزوجة بالإبداع.
الوصف عند بعض شعراء الاندلس:-


اولاُـــ الوصف عند الشاعر ابن خفاجة الأندلسي

توطئة:
هو أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الفتح بن خَفَاجَةَ, وُلِدَ في سنة 450هـ في جزيرة شقر من أعمال بلنسية إحدى عواصم الأندلس, وتوفي فيها سنة 533هـ
شاعر الطبيعة في الأندلس
كان ابن خفاجة يعد أديب الأندلس وشاعرها بدليل ما نعته به المقري في كتابة نفح الطيب . وكان رقيق الشعر أنيق الألفاظ. وقد تفرد ابن خفاجة بالوصف والتصرف فيه, ولا سيما وصف الأنهار والأزهار, والبساتين والرياض والرياحين, فكان أوحد الناس فيها حتى لقبه أهل الأندلس بالجنان, أي البساتين, ولقبه الشقندي بصنوبري الأندلس. وهو القائل:
يا أهل أندلس لله دركُمُ ماءُ وظل ُ وأنهارُ وأشجارُ
ما جنة الخلدُ إلا في دياركمُ لو خُيرت .. هذا كنت أختارُ
لا تختشوا بعد ذا أن تدخلوا سقرا فليس تُدخل بعد الجنة النارُ

وكان أستاذاً ونابغة عصره في وصف الطبيعة في مظاهرها الرائعة, وجمالاتها الفتانة, فهو يصورها ويشخصها صادق الحب لها, متقد العاطفة نحوها, ريان بالإعجاب بها .
يقول وهو يصف نهراً :
لله نهر سال في بطحاء أشهى وروداً من لمى الحسناء

مُتعطف مثل السوار كأنه والزهر يكنفــه مجر سماء

قد رق حتى ظُن قوساً مفرغاً من فضة في بُرده خضراء

وغدت تُحف به الغصون كأنها هُدب تحف بمقلة زرقاء

فالطبيعة إذاً عند ابن خفاجة هي كل شيء, فقد شغف بها ومزج روحه بروحها وبادلها الشعور والإحساس, وكان يتحدث إليها كما يتحدث إلى شخص ذي حياة وحركة
ولكن لو صدقنا التقدير نقضنا على أنفسنا القول بأنه شاعر الطبيعة وقلنا إنه كان يرى الطبيعة في إطار الفناء, وضمن إحساسه بالتغير, وحسّه الدقيق بالصراع بينه وبين الزمن، وصراعه مع الهلع، أو هاجس الموت، أو الخوف

فنجده يتقن في وصف الطبيعة والأشياء من حوله وصفاً يبلغ حد الإعجاز، ويتفنن في استحضار الصور والألفاظ والتراكيب من مخيلته حتى يكاد السامع يظن أنه بلغ في وصفح حد تصوير الأشياء بأبهى صورة وأجمل تركيب. والغريب أن ابن خفاجة نفسه كان يدرك شدة إلحاحه على الطبيعة واستغلاله لها في شعره, وكان هو نفسه حائراً في تفسير هذه النزعة المتمكنة, فهو يقول عن نفسه مستعملاً, ضمير الغائب: (إكثار هذا الرجل في شعره من وصف زهرة ونعت شجرة وجرية متر ورنة طائر ما هو إلا لأنه كان جانحاً إلى هذه الموصوفات لطبيعة فطر عليها وجبلة وإما لأن الجزيرة كانت داره ومنشأه وقراره...حتى غلب عليه حب ذلك الأمر, فصار قوله عن كلف لا تكلف, مع اقتناع قام مقام اتساع, فأغناه عن تبذل وانتجاع), فهو يرجح أن يكون حب الطبيعة لديه أمراً في تركيبه وجبلته, فإن لم يكن كذلك فهو أثر من آثار البيئة الطبيعية الجميلة التي نشأ فيها. متناسياً حالته النفسية، أولا يردي ذكرها وتأثيرها على إبداعه وإتقانه الوصف والجمال.
ونستعرض هنا بعضاً من قصائده في وصف الجبل وتلك هي التي يقول فيها:

وأر عن طمّاح الذؤابة باذخ ....... يطاول أعنان السماء بغارب
يسدّ مهبّ الريح عن كلّ وجهة ...... ويزحم ليلاً شهبه بالمناكب
وقور على ظهر الفلاة كأنه .... طوال الليالي مطرقٌ في العواقب

فهذه صورة الجبل الذي يمثل الطموح والارتفاع والاعتراض والوقار الصامت الذي يشبه إطراق المتأمل, ثم يأخذ هذا الصامت في سرد ما مرّ به من مشاهد, فهو شخص آخر إزاء الشاعر يحدثه:

وقال ألا كم كنت ملجأ فاتك .... وموطن أوّاه تبتّل تائب
وكم مرّ بي من مدلج ومؤوّب ...... وقال بظلّي من مطي وراكب
ولاطم من نكب الرياح معاطفي. وزاحم من خضر البحار جوانبي
فحتى متى أبقى ويظعن صاحب ... أودع منه راحلاً غير آيب
وحتى متى أرعى الكواكب ساهرا ...... فمن طالع أخرى الليالي وغارب
فرحماك يا مولاي دعوة ضارع ....... يمدّ إلى نعماك راحة راغب
فأسمَعَني من وعظه كلّ عبرة ...... يترجمها عنه لسان التجارب
فسلّى بما أبكى,وسرّى بما شجى .... وكان على ليل السّرى خير صاحب
وقلت قد نكبت عنه لطّية .... سلام فانّا من مقيم وذاهب

نرى أن إنسانية الجبل تتزايد تدريجاً في القصيدة, فإذا هو يمثل صورة أخرى من وقفة الشاعر نفسه, أو هو الشاعر نفسه, وهو لا يعبر عن طول الصمود ولذة الخلود, وإنما يعبر عن استثقاله للحياة, ووحدته بعد ذهاب إخوانه, وكان بذلك يعبر عن(قيمة الموت) أي يهون وقعه على نفس الشاعر التي تفرق وتهلع من الموت، وتحاول الهرب من شبحه المخيف, وارتاح الشاعر حين بكى, ووجد في (أخيه)- أو صنوه - الجبل عزاءً وودعه وهو أقوى نفساً على مواجهة مصيره.


وأما قصيدته في القمر فقد أثارتها في نفسه غربته, فجعل يتأمل هذه الدورة التي تعتري القمر بالنقصان والكمال, والاختفاء والظهور, وحفزه ذلك إلى مناجاة من(خلا بنفسه يفكر, ونظر نظر الموفق يعتبر), ونسب هذه المناجاة إلى القمر نفسه فقال:

لقد أصخت إلى نجواك من قمر .......... وبت أدلج بين الوعي والنظر

ولكن القمر ظل صامتاً على خلاف الجبل الذي وجد فرصته في السرد والحديث, فاستمد الشاعر في هذه المرة عظة من الصمت:
وإن صمتّ ففي مرآك لي عظة ...... قد أفصحت ليَ عنها ألسن العبر
تمر من ناقص حوراً,ومكتمل ... ...كوراً,ومن مرتق طوراً,ومنحدر
والناس من معرض يلهى,وملتفت ... يرعى, ومن ذاهل ينسى, ومدكر
تلهو بساحات أقوام تحدّثنا .. . وقد مضوا فقضوا,إنا على الأثر
فان بكيت,وقد يبكي الجليد,فعن ...... شجو يفجّر عي الماء في الحجر

وبعد هذه المقدمات نعود إلى تفسير الحقائق التي أجملناها حول موقف هذا الشاعر من الطبيعة وأبرزها صلة الطبيعة عنده بالعبرة أو بمشكلة الفناء التي كانت تلح على نفسيته إلحاحا يلحقه بالمرض النفسي. ورغبة الاصطفاء والانتقاء التي تجعله غريباً ومتفرداً، وكذلك عجزه عن وجود الحب، أو الشريك الذي كان يطمح إليه.


ــ ثإنياً الوصف عند ابن زيدون:


توطئة:
هوا لوليد، أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي. ولد بقرطبة عام 394 ه. وكأن والده قاضياً في قرطبة، ومن أهل اليسار والمكانة، فعنى بتربية ابنه وتعليمه، فحفظ القران الكريم، وروى الحديث الشريف، وطلب الفقه، وتعمق في الأدب، فكأن يحفظ الشعر الكثير في صغره، ويُعنى بأمثال العرب وحكمهم وتاريخهم، مما كإن له أكبر الأثر في شعره ونثره.

شخصيته:
برغم أطوار حياته التي اعترضتها كثيراً من المؤامرات, والوشايات,والتقلبات،نلاحظ إن تلك المحن والمصائب كشفت لنا عن شخصية ابن زيدون القوية المتماسكة التي لا تلين ولا تخضع؛ فقد سجن أكثر من مرة ولكنه ظل أبياً شجاعاً معتزاً بنفسه وشعره وأدبه.هذه الأبيات فيها بعضا من ملامحه:
إنِّي بَصَرْتُ الهَوَى عَنْ مُقْلَةٍ كُحِلَتْ بِالسِّحْرِ مــِنْكَ وَخَدٍّ بِالجَــمَالِ وُشِي
لَمَّا بَدَا الصَّدْغُ مُسْوَدَاً بِأحْمَرِهِ أرَى التَّسَــالُمَ بَيــْنَ الرَّوْمِ وَالحَبَشِ
أوْفِى إلَى الخَدِّ ثُمَّ انْصَاعَ مُنْعَطِفَاً كَالعُقْرُبَانِ انْثَنَــى كَمِنْ خَوْفِ مُحْتَرِش
لَوْ شِئْتَ زُرْتَ وَسَلْكَ النَّجْمِ مُنْتَظِم الأفْــقُ يَخْتَالُ فِي ثَوْبٍ مِنَ الغَبَش
صَبَاً إذَا التَذَّتِ الأجْفَانُ طَعْمَ كَرىً جَفَا المَنَامَ وَصَاحَ اللَّيْلَ:يَا قُرَشِي
هَذَا وَإنْ تَلِفَتْ نَفْسِي فَلاَ عَجَبٌ قَدْ كَانَ مَوْتِي مِنْ تِلْكَ الجُفُوْنِ خُشِيي

شعره:
ابن زيدون أعظم شعراء الأندلس شأنا وأجلهم مقاماً، وقد قال الشعر في أغراض كثيرة كالغزل والمدح والرثاء والاستعطاف ووصف الطبيعة، وقد كإن في مدحه لحكام الأندلس يركز على معاني الشجاعة والقوة، وكإن يضع نفسه في مصاف ممدوحيه على طريقة المتنبي، لما كأن يمتاز به من عزة النفس ورفعة الشأن.









أما شعر الطبيعة فقد رسم ابن زيدون لطبيعة الأندلس الجميلة أحلى الصور وأكثرها تعبيراً وروعة,وهذه احدى قصائدة الدالة على ابداعه:

حـالـت لـفـقدكم أيامـنـا فَــغَـدَتْ
سُــودًا وكـانـت بـكـم بـيـضًا لـيالينا
إذ جـانـب الـعـيـش طَـلْقٌ مـن تألفنا
ومـوردُ اللهو صـافٍ مـن تـصافينا
وإذ هَـصَـرْنا غُـصون الـوصل دانـية
قـطوفُها فجنينا مـنـه مـا شِـيـنا
لـيـسـقِ عـهـدكـم عـهـد الـسـرورفـمـا
كــنــتـم لأرواحـــنــا إلا ريـاحـيـنـا
لا تــحـسـبـوا نَــأْيــكـم عـــنــا يُـغـيِّـرنـا
أن طـالـمـا غــيَّـر الـنـأي الـمـحبينا
والله مـــــا طــلــبـت أهـــواؤنــا بـــــدلا
مـنـكم ولا انـصرفت عـنكم أمـانينا
يـا سـاريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق به
من كان صِرفَ الهوى والود يَسقينا
ويـــــا نــسـيـمَ الــصِّـبـا بــلــغ تـحـيـتـنا
مـن لـو عـلى الـبعد حيًّا كان يُحيينا
وقد امتاز شعره بالدقة في الوصف واختيار الألفاظ المعبرة والمحسنات البديعية التي تأتي من غير تكلف فتضفي على القصيدة جمالاً، يضاف إلى حسن اختياره للقوافي المعبرة والأوزان الشعرية المناسبة، حتى لقبه كثير من الأدباء (ببحتري المغرب) لصفاء شعره ورقته وسلاسته.
وقد كأن لثقافته العربية العميقة أثر واضح في معانيه الشعرية؛ فقد استفاد من اطلاعه الواسع وحفظه لروائع الشعر العربي،فاستمد من كل ذلك معاني جميلة نثرها في ثانيا أشعاره،فكأن يجمع بين المعنى العميق والتعبير الرشيق,وخير مثال قصيدته التي بعث بها من السجن إلى الوزير أبي الحزم بن جهور:
لَمْ تَطْوِ بُـرْدَشـبابي كَـبْرَةٌ، وأرى بَرْقَ المشيبِ اعتلى في عارض الشَعَرِ
قبل الثـلاثين، إِذْ عـَهْدُ الصِّبا كَثَبٌ وللشـبــيبةِ غُصـنٌ غَيْرُ مُهْتَصَرِ
ها إنّها لـوعةٌ، في الـصدرِ، قـادحة نارَ الأسى، ومشيـبِي طائِرُ الشـررِ
لا يُــهْنِئِ الشـامتَ المرتاحَ خاطِرُهُ أنّي مُـعَنَّى الامَـاني ضائِعُ الخَطَر
هَلِ الرِّياحُ بـنـجمِ الأرْضِ عاصِفَةٌ أَمِ الكُسوفُ لغيـرِ الشَّـمْسِ والقمر
إِنْ طالَ في السِّجْنِ إيداعي فلا عجب قَدْ يُودَعُ الجَفْنَ حَدُّ الصارمِ الذكرِ
وإنْ يُثَبِّطْ، أبا الحزم الرضى، قَـدَرٌ عَنْ كَشْفِ ضُرّي فلا عَتْبٌ على القدر
قَدْ كنتُ أحسبُني والنَّــجْمُ في قَرَنٍ فَفِيْمَ أصبــحتُ مُنْحَطاً إلى العَفَر
هَبْني جهلت فكان العِلْق سَـيِّئةً لا عُذْرَ منـهـا سوى أني من البَشَرِ.

الوصف عند ابن زيدون:
أنطبع شعر "ابن زيدون" بالجمال والدقة وانعكست آثار الطبيعة الخلابة في شعره، فجاء وصفه للطبيعة ينضح بالخيال، ويفيض بالعاطفة المشبوبة والمشاعر الجياشة، وامتزج سحر الطبيعة بلوعة الحب وذكريات الهوى، فكأن وصفه مزيجًا عبقريًا من الصور الجميلة والمشاعر الدافقة، ومن ذلك قوله:
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقًا
والأفق طلق، ومرأى الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصائله
كأنه رق لي فاعتل إشفاقًا
والروض عن مائة الفضي مبتسم
كما شققت عن اللباتأ طواقًا
نلهو بما يستميل العين من زهر
جال الندى فيه حتى مال أعناقًا
كأنه أعينه إذ عاينت أرقي
بكت لما بي، فجال الدمع رقراقا
ورد تألق في ضاحي منابته
فازداد منه الضحى في العين إشراقًا
سرى ينافحه نيلوفر عبق
وسنان نبه منه الصبح أحداقًا.
كأن "ابن زيدون" شاعرًا متمكنا في شتى ضروب الشعر ومختلف أغراضه، وكإن شعره يتميز بالصدق والحرارة والبعد عن التكلف، كما كإن يميل إلى التجديد في المعاني، وابتكار الصور الجديدة، والاعتماد على الخيال المجنح؛وهذه احدى روائعه:
ودَّع الصبرَ محبٌ ودَّعك
ْذائعٌ من سره ما استودعكْ .
يقرع السِّن على أن لم يكن
زاد في تلك الخطى إذ شيَّعكْ .
يا أخا البدر سناءً وسنا
حفظ الله زماناً أرجعكْ .
إن يطُل بعدك ليلي فلكم
بت أشكو قصر الليل معكْ
ولقد حظي فن الأخوانيات عنده بنصيب وافر من هذا التجديد وتلك العاطفة، ومن ذلك مناجاته الرقيقة لصديقه الوفي "أبي القاسم" حيث قال:
يا أبا القاسم الذي كان ردائي وظهيري من الزمان وذخر
يهل لخالي زماننا من رجوع أم لماضي زماننا من مكرِّ؟
أين أيامنا؟ وأين ليال كرياض لبسن أفاق زهر؟

ابن حزم الأندلسي"الشاعر"

توطئة:
اشتهر ابن حزم فقيها متميزا ومجادلا قويا ومفكرا أصيلا.
كما اشتهر أديبا وشاعرا ومؤلفا غزير الإنتاج، وناقدا، وهو يعد من العلماء القلائل الذين جمعوا بين قوة الفكر ورقة الأدب والفن.
اسمه:
هو أبو محمد بن على بن احمد بن حزم, ويلقب بالقرطبي نسبة الى موطن ولادته ونشأته.وقيل انه من اصل اسباني,ولد سنة 384هــ.(1)-احمدهيكل

شخصيته,وشعره:
يمتاز بأسلوبه في الشعر عن جميع الشعراء في زمنه, لأنه انطلق فيه من مبدأ ديني أخلاقي، فقبل بعض الأغراض الشعرية كأشعار الحكمة والزهد والوعظ والرثاء والاعتبار بالدنيا… الخ.
ورفض أخرى، كأشعار واللهو والخمريات والخلاعة ونهى عن ذكر الفواحش في الغزل، ورفض الهجاء رفضا قاطعا لما فيه من تناول لأعراض الناس.
وتبرز شخصية في التوسط والاعتدال في كل شيء، كما أنه لا يساير المقولة المشهورة "أعذب الشعر أكذبه" لانه يستقي اشعاره من واقع التجربة وليس من الذاكرة, والخيال.
وتبرز شخصيته في هذه الابيات التى ظاهرها الافتخار وباطنها أسى مرير وحسرة مؤلمة لما قوبل به علمه من إنكار وجحود:
أنا الشمس في جو العلوم منـيــــرة ولكن عيبي أن مطلعي الغـــــرب
ولو أنني من جانب الشرق طالــع لجد على ما ضاع من ذكري النهــب
ولي نحو أكناف العراق صبابـــة ولا غرو أن يستوحش الكلف الصـب
فإن ينزل الرحمن رحلي بينهــــم فحينئذ يبدو التأسف والكـــــــــرب
فكم قائل أغفلته وهو حاضــــــــر وأطلب ما عنه تجيء به الكتــــــب
هنالك يدري أن للبعد قصـــــــــة وأن كساد العلم آفته القــــــــــــرب

الوصف عند ابن حزم:
ابن حزم مثله كمثل اقرانه الشعراء في الأندلس,تغلبهم الطبيعة وينهالون في مناكبها واصفينا جمالها, التى سلب الالباب وقيل فيها أجمل الاشعار، ففي وصف الطبيعة,ما نظمه بعد التنزه في بستان مع بعض إخوانه، واصفا ذلك البستان وما يزخر به من جمال طبيعي، حيث قال:
ولما تروجنا بأكناف روضــــــــة مهدلة الأفنان في تربها النـــــدي
وقد ضحكت أنوارها وتضوعـــت أساورها في ظل فيء ممـــــدد
وأبدت لنا الأطيار حسن صريفهـا فمن بين شاك شجره ومغــــرد
وللماء فيما بيننا متصــــــــــرف وللعين مرتاد، هناك ولليــــــــد.

وفي هذا السياق تندرج أبياته التي نظمها، يصف الليل الذي امتد ظلامه، ووقف النجم حائرا وسط السماء فلا هو يمضي ولا هو يغيب، كأنه ارتكب خطأ فهو خائف وجل أو يترقب موعدا أو عاشقا دنفا:
أقول والليل قد أرخى أجلتــــــــه وقد تأنى بألا ينقضي فوفــــــــا
والنجم قد حار في أفق السماء فمــا يمضي ولا هو للتغوير منصرفـــا
تخاله مخطئا أو خائفا وجــــــــلا أو راقبا موعدا أو عاشقا دنفــــــا
فهذه التشبيهات المتلاحقة في بيت واحد وهذا التشخيص للنجم كمظهر من مظاهر الطبيعة، لا يصدر إلا عن خيال مبدع.

ومن القصائد الوصفية التي تكشف عن تغلغل موضوع الطبيعة في نفوس الشعراء الأندلسي وتجلى هذا، بصفة خاصة إحساس ابن حزم العميق بها، ويشبه ابن حزم الليل المقصر للعمر بقلب الزهرة (وسطها) لدكانة لونها التي تناسب الليل,ويقول فيها:
سقى الله أياما مضت ولياليـــــا تحاكي لنا النيلوفر الغض في النشر
فأوراقه الأيام حسنا وبهجــــــة وأوسطه الليل المقصر للعمــــــــــر
لهونا بها في غمرة وتآلـــــــف تمر فلا تدري وتأتي فلا تــــــدري.

ومن أجمل قصائده (وتروى لغيره) قصيدة نظمها يتشوق فيها إلى أهله وولده، نظمها أثناء حبسه،وهي قصيدة رائعة تسكنها اللوعة والحزن، والحنين إلى الحرية واللهفة إلى لقاء أهله وأولاده،ومشاعر الحزن التي تستشف من لغتها.
يقول واصفا معاناته وغربته:
مسهد القلب في خديه أدمعـــه قد طالما شرقت بالوجد أضلعـــه
داني الهموم، بعيد الدار نازحهـا رجع الأنين سكيب الدمع مفزعـه
يأوي إلى زفرات لو يباشرهـــا قاسي الحديد فواقا ذاب أجمعــه.
وفي القصيدة شكوى موجعة مما آلت إليه حاله من ضعف ونحول، ثم في حنين عارم إلى أهله وولده، ينادي ذاك الراحل بعيدا، نحو دياره، حيث يوجد رمقه وقلبه:
يا راحلا عند حي عنده رمقـــــي اقرأ السلام على من لم أودعـــه
وأطول شوقاه ما جد البعاد بهــــم إليهم مذ سعوا للبين أفظعــه
لئن تباعد جثماني فلم أرهـــــم فعندهم وأبيك القلب أجمعــــه
إنه نداء محمل باللهفة والأشواق، إلى الأحباب الغائبين
الفن ومذاهبه في الشعر العربي، شوقي ضيف










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-25, 19:31   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*سندوسة*
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية *سندوسة*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خويا بلا مزية غادي نزيد نشوفلك
صراحة انا هاد المعلومات مانحتاجهاش راني محبسة لقراية في مدة غير بغيت نعاونك

خويا عاود قرا المعلومات الاخيرة راه فيها المصادر










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-25, 19:53   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*سندوسة*
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية *سندوسة*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشعر الأندلسي في طلائع الدراسات العربية عن الأندلس (تواريخ الأدب العربي) - د.أحمد عبد القادر صلاحية​

لم تكن أوائل تواريخ الأدب العربي تفرد الأدب الأندلسي بجزء خاص من تأليفها بل كانت تدمجه في ثنايا الأدب العباسي وتشير إليه إشارات يسيرة في أثنائه، والمثال الأوضح على ذلك كتاب:"تاريخ آداب اللغة العربية"، للأستاذ جرجي زيدان.‏

من أوائل التواريخ الأدبية تأليفاً التي جعلت للأدب الأندلسي مساحة من أسفارها كتاب:"تاريخ آداب العرب" للأستاذ مصطفى صادق الرافعي الذي ألفه نحو 1912، ومع أن المنية قد اخترمت المؤلف قبل إنهائه وتنقيحه، ومع سقوط أوراق من مسودته التي أخرجها إلى النور الأستاذ محمد سعيد العريان، ومع كونه من رواد من ولج هذا الميدان فإني أعد ما كتبه أفضل ماكتب عن الأدب الأندلسي في تواريخ الأدب العربي إلى الآن؛ نظراً إلى رؤيته الشمولية الثاقبة وأحكامه المنصفة واستيعابه الواسع بالقياس إلى عصره وإلى كمية المصادر المطبوعة والمتاحة في ذلك الوقت عن "الفرع الفينان من الحضارة العربية"(1) كا يسميه الأستاذ الرافعي، ومنذ البداية يقرر اعتلاء الأدب الأندلسي مرتبة سامقة لا يعلوها سوى الأدب العراقي في تاريخ الأدب العربي، ومع ذلك فإن الأندلس تتميز في بعض المجالات من العراق، يقول: "إن الأدب الأندلسي لا يبزه في التاريخ إلا الأدب العراقي، ولقد يكون في الأندلس ما ليس في العراق من بعض فروع الحضارة والصناعة غير الفرق مابين الموطنين في زينة الطبيعة ونضارة الإقليم".(2)‏

ولعل الرافعي هو الأول والأعظم من بين مؤرخي الأدب الأندلسي في تمييز نسيج الشعر الأندلسي من سواه من نسج أشعار الأقطار العربية بفراسته الشعرية الدقيقة بل يرد على من لا يفرق بينهما ويتهمه بالجهل والسطحية والاهتمام بالقشور وترك اللباب، يقول: "لقد يخطئ من يزعم أن شعرالأندلسيين يغيب في سواد(3) غيره من شعر الأقاليم الأخرى كالعراق والشام والحجاز بحيث يشتبه النسيج وتلتحم الديباجة وذلك زعم من لايعرف الشعر إلا بأوزانه ولا يميز غير ظاهره".(4)‏

ومن ثم يشخص خصائص الشعر الأندلسي وسماته ومزاياه بمسبر ثاقب فيكون الخيال في رأس قائمة هذه المزايا، وكذلك المعاني المبتكرة والموسيقى الساحرة ويذكر أهم بواعثها من حضارة جديدة وطبيعة خلابة، ويورد أهم أدواتها وهي إحكام التشبيه وبراعة الوصف بوصفهما جوهر الشعر، يقول: "يمتاز شعر فحول الأندلس بتجسيم الخيال النحيف وإحاطته بالمعاني المبتكرة التي توحي بها الحضارة، والتصرف في أرق فنون القول واختيار الألفاظ التي تكون مادة لتصوير الطبيعة وإبداعها في جمل وعبارات تخرج بطبيعتها كأنها التوقيع الموسيقي... ومن أجل ذلك أحكموا التشبيه وبرعوا في الوصف لأنهما عنصران لا زمان في تركيب هذه الفلسفة الروحية التي هي الشعر الطبيعي"(5).‏

يختلف هذا القول كثيراً عن أقوال بعض المستشرقين في تعليل اهتمام الشعراء الأندلسيين بالخيال فبينما جعلوا من روعة الخيال كَلاً على الشعر وثقلاً على صدره، وغلظة تذهب رونق الشعر إذ بالأستاذ الرافعي يجعل ذلك شيئاً لازماً لازباً ضرورياً في مكونات الشعر الحقيقي وفي الفلسفة الشعرية الروحية للأندلسيين. وقد تفرد الأستاذ الرافعي بوصف الخيال الشعري الأندلسي بالنحافة قاصداً امتزاج الخيال بالرقة مضيفاً إليه التجسيم أي كثرة اهتمام الشعراء الأندلسيين بتشخيص الجمادات وأشباهها وتجسيدها؛ كل ذلك بوحي من الحضارة الجديدة الغنية.‏

لا يكتفي المؤلف بتبيان سمات الشعر الأندلسي التي قد يشركه فيها شطر من الشعر العربي، فليست الرقة والخيال البديع والموسيقى العذبة مقصورة على الشعر الأندلسي، لذلك يدقق في الفوارق الجزئية من دون حماسة جارفة أو ميل إلى الشعر الأندلسي بل على العكس من ذلك إذ يحاول تلمس الموضوعية وإن لم يخل أسلوبه في التعبير من الإنشائية وأحكامه من الرومانسية الحالمة، يقول: "وقد يشاركهم في كثير من ذلك شعراء الشام، ولكنّ رقة هؤلاء عربية مصفاة وبذلك امتازوا على عرب الحجاز والعراق فهم لا يهولون بالألفاظ المقعقعة ولا يغالون في فخامة التركيب ولكن لا يستقبلك في شعرهم ما يستقبلك في شعر الأندلسيين من الشعور الروحي الذي لا سبيل إلى تصويره بالألفاظ والذين تتبين معه أن الفرق بين الخيالين كأنه الفرق بين البلادين في التبعية والاستقلال، وليس يدل على ما قدمناه على أن شعر فحول الأندلسيين ممتاز على إطلاقه وأن غيره لا يمتاز عليه بل الأمر في ذلك كالجمال: كل أنواعه حسن رائع ولكن النحافة اللينة منه تستدعي-مع الإعجاب- رقة؛ هي بعينها التي يجدها من يتدبر ذلك الشعر"(6).‏

إن أحكام الأستاذ الرافعي لا تخرج عن الانطباع الذاتي الصادر عن فراسة صيرفي خبير وهي-على أهميتها- لم تسلك الأسلوب المنهجي في البحث والاستنتاج والتقويم، لذلك كانت نتائجها تهوّم في الخيال وتستعصي على التعبير فقارئ الشعر الأندلسي يشعر بشعور روحي كالعشق لا يوصف و"لاسبيل إلى تصويره بالألفاظ"، ومن ثم فالشعر الأندلسي ضرب من الجمال -وليس الملاحة- يتصف بالنحافة، وهذه النحافة ليست سقماً وعظاماً ناتئة بل رشاقة وبضاضة وليونة محببة لا يقتصر رائيها على الإعجاب بها؛ بل يخالطه رقة وحنين إلى الفردوس المفقود.‏

وألف الأستاذ أحمد الإسكندري غير كتاب في تاريخ الأدب العربي، فإذا كان في "وسيطه" لم يفرد الأدب الأندلسي عن الأدب العباسي فإنه أفرد للأندلس شطراً من تاريخه الذي يسميه: "تاريخ آداب اللغة العربية في الأندلس والدول المتتابعة من زوال الدولة العباسية إلى الآن" أي إلى عام 1927. وفي هذا الكتاب آراء عامة عن الأدب الأندلسي، يحالف بعضها الصواب ويجانب بعضها السداد، وتنقصها الشواهد لقلة المصادر ويشوبها التناقض فهو طالما جمع بين جنوح الخيال الأندلسي إلى الإبداع وأنه لم يخرج من إطار الشعر المشرقي أو إساره، يقول: "كانت معاني اللغة وتصوراتها وأخيلتها في العصر الأول عربية النزعة بدوية الشكل ممتزجة بالعقائد الإسلامية، ثم تنوعت في العصر الثاني بتنوع العلوم وأشكال الحضارة في صور شتى إلا أنها لم تخرج في الجملة عن دائرة الفكر العربي الإسلامي فتجانفت(7) عن تعمقات الفلاسفة، وتغلغل أهل المنطق والجدل، وتهويل الفرس وإغراقهم كما كان الشان في المشرق بل كانت المعاني الفكرية نهاية في الصراحة، والخيال غاية في الجمال والرقة، ثم سارت المعاني في الطريق التي سلكتها أغراض اللغة في العصور التالية"(8).‏

ثم يؤكد -في مكان آخر- تقليد الأندلس للمشرق في الشعر عامة ظاهراً وباطناً يقول: "وإذا نظرنا إلى خواص الشعر الأندلسي من حيث طريقة نظمه وأغراضه ومعانيه ولفظه وأسلوبه وجدناه جارياً-في الجملة في العصور المختلفة- على نحو ما كان عليه في المشرق إلا في بعض أمور زادوا فيها على المشارقة وإن لم تخرج عليهم بالمرة"(9).‏

لكم وددتُ أن تكون هذه الأمور المحدودة تتعلق بجوهر الشعر وأسلوبه وجزئياته أي من داخل الشعر فلم تكن سوى زيادته في أغراض ونقصانه في أغراض(10) أخر أي من خارجه.‏

وعلى ذلك فهو يدرك تشكل معاني الشعر الأندلسي بوساطة الخيال البديع لأن الخيال أداة الشعر الرئيسية التي يتشكل بها يقول: "كان الغالب على معنى الشعر الأندلسي الخيال البعيد فنشأ لهم ذلك من ولوعهم بالوصف وروعة أشكال الموصوف من جمال الطبيعيات والمصنوعات ولأن الخيال هو مادة الشعر الأصلية".(11)‏

كما يقول في أسلوب الشعراء الأندلسيين: "وكان لهم الغاية البعيدة والذوق السليم في صوغ المجاز والاستعارة"(12)، وكذلك ينبه على أثر الثقافة العربية والبيئة الجديدة والحياة الاجتماعية في أدبهم وخيالاتهم بيد أنه يقرر أنهم أقل من الشعراء المشارقة من دون موازنة حقيقية، فيذكر أن اللغة العربية قد أمدتهم "بفصاحة القول وجزالة اللفظ وحسن البيان"(13) وأكسبتهم معيشتهم الرغيدة "رقة ا لخيال والتفنن فيه ولطف الوجدان ودقة المعاني وروعة الألفاظ. غير أنهم مع كل هذا لم يشتهر فيهم من يبذ في البلاغة أمثال بشار وأبي فراس وأبي تمام والبحتري والمتنبي والمعري، بلاغة وجزالة، وفخامة معنى، ومتانة أسلوب"(14).‏

ويدرج الأستاذ أحمد حسن الزيات في كتابه "تاريخ الأدب العربي" الأدب الأندلسي أو الحديث عن الأندلس كله في ذيل العصر العباسي، وفي "لمحة وجيزة" -كما يقول- يصور آراء عصره المشبع بالرومانسية في الشعر الأندلسي فيتحدث عنه كأنه يذكر شاعراً معيناً فيجمع - متناقضاً-بين الافتنان في الخيال وتقليد المشرق، ويحدد التجديد في الموشحات التي استحالت -برأيه- إلى الزجل، ويبالغ في إبراز أثر البيئة الطبيعية وفي وصفها بريشة حالمة يقول: "وجد الشعراء العرب في أوربا مالم يجدوه في آسيا من الحياة المتنوعة والجواء المتغيرة والمناظر المختلفة والأمطار المتصلة والخمائل الجميلة والأدواح الظليلة والأنهار الروية والسهول الغنية والجبال المؤزرة بعميم النبت، والمروج المطرزة بألوان الزهر فصفت أذهانهم وسما وجدانهم وعذب بيانهم ووسعوا دائرة الأدب وهذبوا الشعر فتأنقوا في ألفاظه وتنوّقوا في معانيه ونوعوا في قوافيه وتفننوا في خياله ودبجوه تدبيج الزهر وسلسلوه سلسلة النهر وأكثروا من نظمه في البحور الخفيفة القصيرة حتى ضاقت أوزان العروض عما تقتضيه رقة الحضارة ورقي الغناء فاستحدثوا الموشح باللغة الفصحى، ثم تطور عند انحطاط الأدب واضمحلال أمر العرب إلى الزجل باللغة العامية.. إلا أن شعرهم- على الجملة- جار مجرى الشعر المشرقي، فلم تبعد حدوده، ولم يكسر قيوده إلا بمقدار -ما ذكرناه لك- من ابتداع الموشح وتنويع القافية"(15).‏

تتوالى تواريخ الأدب العربي في النقل عن سابقاتها أو عن المستشرقين من دون تمحيص حتى غدا الأدب الأندلسي مجالس طرب في مجالي الطبيعة الفاتنة وغدا شعرهم مادة للغناء أساساً، وهو -من جهة ثانية- مقلد للمشرق ولم يبلغ مداه، وبالغ بعض الدارسين في ذلك وأسرفوا في توهمهم وتشويههم الأدب الأندلسي وأصحابه من مثل الأستاذ بطرس البستاني في كتابه أدباء العرب في الأندلس وعصر الانبعاث"، فهو-مثلاً- ينعت الأندلس ببحبوحة العيش- وليست كلها كذلك- ثم ينتقل إلى توهم انحدار الأندلسيين جميعهم إلى مستنقعات الرذيلة والفحش، يقول: "وكانت الأندلس دار خصب وغنى، وموطن حضارة ولهو وجمال فانصرف أهلها إلى متع الحياة يتذوقونها فأسرفوا في طلب الملذات، وانغمسوا في حمأة الدعارة، وتهتك شاعرهم وكاتبهم فنطقت شفتاه بأفحش الأقوال، وتمادى في ذكر مجالس اللهو والخمر والتعهر غير متحوب ولا وجل"(16).‏

وهو كذلك يتحدث عن محبة الأندلسيين طبيعة بلدهم وأثرها في تجميل خيالاتهم فينسب الفضل إلى الطبيعة ويقصره عليها من دونهم في ذلك مع أن لخيال الشاعر الخلاق الأثر الأكبر في الإبداع والاختراع، يقول: "وَشَغَفُ الأندلسيين بالطبيعة منحهم خيالاً جميلاً وتشابيه حلوة، فكانت الرقة والنعومة ميزة أشعارهم والفضل في ذلك للأندلس وما لربوعها من تأثير في نفوسهم"(17).‏

إن كثيراً من هذه الأوصاف الواهمة تدل على عدم اطلاع أصحابها اطلاعاً كافياً على الأدب الأندلسي إذ يخالفون حقائق مشهورة كعناية الأندلسيين يتصيد المعاني والغوص عليها كما يقول ابن سعيد(18)، وكذلك وصم الشعر الأندلسي بأنه لمجرد الغناء مما يستبطن وراءه الزعم بضحالة الفكر الأندلسي، يقول "والشعر الأندلسي فيه رقة وجمال وفيه خيال لطيف، وصور براقة ملونة، ولكن ليس فيه من المعاني الدقيقة ما في الشعر العباسي لأن أصحابه عنوا بتزيين ألفاظه وتوشية أوصافه، والتنوق في قوالبه أكثر من عنايتهم بتصيد معانيه والغوص عليها في قراراتها البعيدة فكأنهم أرادوا أن يتغنوا فنظموه صالحاً للغناء"(19).‏

أما تقليد الشعراء الأندلسيين للشعراء المشارقة وتقصيرهم عنهم، واقتصار تجديدهم وتفوقهم على بعض الموضوعات أي في الإطار الخارجي ففي مثل قوله:"ولم يترك أهل الأندلس باباً من أبواب الشعر المعروفة إلا قرعوه ونوعوا أغراضه وفنونه، فمنه ما ترسموا به أهل المشرق فواطؤوهم في معانيهم وشاركوهم في أساليبهم وعارضوهم في مشهورات قصائدهم ولكنهم لم يبلغوا شأوهم ولا شقوا غبارهم، ومنه ما طبعوه بطابعهم الخاص وبذوا به المشارقة كوصف الطبيعة والعمران ورثاء الممالك البائدة"(20).‏

وأقف -هنا- وقفة مطولة بعض الشيء لأبين اختلاف آراء باحث كبير في الأدب العربي وتاريخه هو الدكتور شوقي ضيف بمرور الزمن في كتابين يفصل بينهما زهاء أربعين عاماً، أولهما: تأريخ فني للشعر العربي، هو الفن ومذاهبه في الشعر العربي وفيه خصص فصلاً للأندلس، وثانيهما تاريخ موسع للأدب العربي وفيه خصص كتاباً كبيراً للأندلس.‏

كان وكد الباحث في الكتاب الأول أن يؤكد تبعية بل عبودية الشعر الأندلسي للشعر المشرقي، وانحصار التجديد في الموشحات والأزجال؛ فضلاً عن بعض الأفكار الرومانسية كجمال الأندلس وترفها وكأنها مجرد روضة صغيرة، يقول: "لعل أهم مايميز الأندلس ترفها ونعيمها ووصف شعرائها لطبيعتها وحسن مناظرها فقد ذهبوا يتغنون بمشاهدها ومواطن الجمال والفتنة فيها ويشيدون بها أيما إشادة"(21).‏

أما المبالغة الشديدة في وصف الشعر الأندلسي بالتقليد الأعمى للمشرق وتكرير ذلك مراراً فلا يشابهه في ذلك أحد من الدارسين من هذا قوله: "الشعر في الأندلس: رأينا الأندلس تؤسس حياتها العقلية والأدبية على أسس مشرقية وجعلها ذلك تعيش في فنها وشعرها داخل الإطار المشرقي العام إذ كانت الفكرة الأساسية عند من يريد أن يكتب شعراً أن يكون شعره على نمط الشعر عند المشارقة من القدماء أو العباسيين ومعنى ذلك أن الشاعر الأندلسي لم يحاول أن يُخضع الشعر العربي لشخصيته بل رأيناه هويخضع له، فهو يخضع لموضوعاته المعروفة في المشرق كما يخضع لأفكاره ومعانيه وأخيلته وأساليبه"(22)، أما سبب ذلك فلأن "مثل الأندلسيين في الشعر هي نفس مثل المشارقة"(23).‏

يشمل هذا التقليد كل جوانب الحياة والشعر حتى شعر الطبيعة- أعظم ما لديهم- يقول:"فقد كانت الكتلة الأندلسية تنساق نحو تقليد المشرق بكل مافيه، وحتى شعر الطبيعة عندهم -لم يأتوا فيه بجديد سوى الكثرة، أما بعد ذلك فصورته كله بما فيها من أفكار وأخيلة وأساليب هي الصورة المشرقية... وما أراني أبعد إذا قلت إن الأندلس كانت تستمد نهضتها وحياتها من بغداد شأنها في ذلك شأن الأقاليم الأخرى....وإنها غرقت إلى آذانها في الثقافة العربية العامة التي نهضت بها بغداد... وإن الإنسان ليخيل إليه أن الأندلس كانت تقلد المشرق في جميع جوانب الحياة... إن الأندلسيين كانوا يعيشون على تقليد أهل المشرق"(24).‏

ويبالغ د.شوقي ضيف أيما مبالغة في أثر المشرق في الأندلس ومدى إغراق الشعراء الأندلسيين في الاعتماد الكلي على الشعراء المشارقة ولم ينج من التقليد أي عصر من العصور الأندلسية حتى ذروة الشعر الأندلسي في القرنين الرابع والخامس الهجريين؛ فهذا التقليد في رأيه القديم كان شعيرة شعرية من تركها فقد صبأ عن دين الشعر، وشمل التقليد داخل الشعر من معان وصور وأساليب، وخارجه من وزن وقافية وموضوعات وأغراض شعرية فلم يعد شعر الأندلسيين سوى تلفيق لمواد الشعر المشرقي وأدواته، وسبب ذلك هو عقم التفكير الفني عند العرب وعجزهم عن الابتكار والتجديد يقول: "كان الأندلسيون يولّون وجوههم -دائماً- نحو المشرق، يقلدون شعراءه في مذاهبهم ونماذجهم ولعله من أجل ذلك شاعت عندهم فكرة معارضة قصائد المشارقة... وعلى هذه الشاكلة يصوغ الشعراء قصائدهم على صورة القصائد العباسية وهي صورة لا تقف عند المشابهة في الوزن والروي بل تمتد إلى المشابهة في المعاني والأساليب وكأنما القصيدة في رأيهم ليست إلا تلفيقاً للمواد الفنية التي تركها العباسيون فهم يبدئون ويعيدون في المعاني والصور الموروثة دون أن يضيفوا إليها جديداً إلا قليلاً، إنما هي مواد وعناصر تتراكم وتتجمع فتحدث قصيدة ولكنها لا تحدث عملاً فنياً قيماً إلا في الندرة، أما الكثرة فإنها تصنع تحت تأثير المواد العتيقة وكان حرياً بالشعراء أن ينحّوا عن شعرهم كل ماهو عتيق غير أن التفكير الفني عند العرب كان قد فقد كل مقدرته على الابتكار والتجديد، ولذلك لم يستطع الأندلسيون أن يتجهوا بشعرهم إلى وجهات جديدة سوى ما سنراه -بعد قليل- عندهم من الموشحات والأزجال، أما بعد ذلك فالشعر الأندلسي باق على قديمه العربي سوى ماكان من تجديداته في أوزان موشحاتهم وأزجالهم، وهي تجديدات اضطرهم إليها الغناء اضطراراً، أما بعد ذلك فأساليبهم وصورهم هي نفس الأساليب والصور المشرقية. ونحن نبحث عبثاً إذا حاولنا أن نجد عند الأندلسيين رغبة في تغيير صياغة الشعر تغييراً تاماً بحيث تدفع بالشعراء إلى إحداث مذهب جديد وإنما هم يعيشون في الإطار الفني العباسي العام ومافيه من مذاهب الصنعة والتصنيع والتصنع يخلطون بين هذه المذاهب في غير نظام ولا نسق معين"(25).‏

ويصل الأمر به إلى الزعم بأن الشعر الأندلسي قد جمد وصار بلا حياة والشاعر مجرد ساكب على قوالب مشرقية جاهزة أي الحكم بموت الشعر الأندلسي يقول:"لم يستطع شعراء الأندلس أن يحدثوا مذهباً فنياً جديداً في الشعر العربي فقد جمدوا -غالباً- عند التقليد والصوغ على نماذج مشرقية"(26).‏

وأخيراً لا يكتفي د.ضيف بغرس كل تلك الفسائل الشائكة بل يحاول أن يقلع كل غرائس التجديد التي كانت تنمو وئيدة في وحول تلك الآراء العجيبة يقول:"والحق أنه ينبغي أن لا نتعلق بالفكرة الشائعة من أن الأندلس كان لها شخصية واضحة في تاريخ الشعر العربي، فإن هذه الشخصية تنحصر في كثرة الإنتاج وخاصة في شعر الطبيعة أما بعد ذلك فالأندلس تستعير من المشرق موضوعات شعرها ومعانيه وصوره وأساليبه وكل ما يتصل به استعارة تكاد تكون طبق الأصل"(27)!!..‏

لقد حكم د.ضيف على الشعر الأندلسي -في كتابه الأول- بالموت المبرم من دون وجه حق أما في كتابه الثاني "عصر الدول والإمارات- الأندلس" فتنقلب الصورة رأساً على عقب فتنتفي اللمحات الرومانسية إلى جمال الطبيعة وتتحول إلى معلومات جغرافية واقعية(28)وتنتهي عبارات التقليد الأعمى ويبتعد كثيراً عن النظر إلى المشرق بل يتحول إلى مدافع عن الأندلس ويحاول أن يرسم "هذه الصورة المستوعبة لأدب الأندلس مع تصحيح الأحكام المخطئة التي من شأنها الغض من مكانته الرفيعة"(29)، وليس هذا فحسب بل يذكر - ربما أول مرة- تفوق الأندلس في غرضي الغزل ووصف الطبيعة، يقول: "وأول غرض عرضه الغزل، وفيه تتفوق الأندلس -في رأينا- على جميع البلدان العربية... وتحول الفصل من الغزل إلى الطبيعة والخمر، وينّوه البحث دائماً بتفوق الأندلس على البلدان العربية في شعر الطبيعة، لما كان يتملى به الشاعر من جمال هذا الفردوس بجناته ورياضه وأزهاره ورياحينه وأنهاره، وما يجري فيها أو يتهادى من زوارق تزدان بالشموع ليلاً وكأن أهل الأندلس كانوا في عرس دائم ليلاً ونهاراً. وقد تغنى الشعراء الأندلسيون بجمال هذا الفردوس الأرضي وما يسكب في النفوس من سحر يروع القلوب والألباب على نحو ما هو معروف عن ابن خفاجة وتفجؤنا عنده وعند أضرابه من شعراء الطبيعة -بل عند جميع شعراء الأندلس في كل الأغراض الشعرية- صور في منتهى الروعة"(30).‏

بيد أنه في غمار البحث يلجأ إلى المنهج الوصفي وطريقة الاستيعاب، ويطامن كثيراً من قوله بتفوق الغزل الأندلسي؛ فأكثر ما يقول: "إن صور الغزل في قصائد الشعر الأندلسية "تأخذ نسقّاً أندلسياً جديداً ينعش الفكر بعبقه"(31). وكذلك فإن تنويهه الدائم بتفوق الأندلس في شعر الطبيعة على البلدان العربية لا نكاد نسمع له حساً في فصل شعراء الطبيعة ولا نكاد نجد له صدى -أيّ صدى- إلا في ترجمة ابن خفاجة(32) حيث يقول: "أحسّ بعناصر الطبيعة إحساساً عميقاً وهو إحساس تفرد به لا بين شعراء الأندلس وحدهم بل بين شعراء العربية جميعاً بحيث يعد أكبر شعراء الطبيعة عند العرب في مختلف عصورهم"(33).‏

لا تفارق تلك الصورة المشوهة والأوهام الخطيرة تواريخ الادب التالية المختصرة منها والمطولة على نسب متفاوتة؛ من تصوير للطبيعة الفاتنة وتوهم انصراف الناس إلى اللهو والسكر من جانب، ومن التناقض بين نعت الشعر الأندلسي بأنه ذو خيال رفيع وأنه مقلد للمشرق في الوقت نفسه من جانب آخر، من هذه التواريخ الوجيزة في الستينيات كتاب: "دراسات في الشعر العربي"، تأليف الأستاذ عطا بكري، ومثال على تصويره الطبيعة الأندلسية الجميلة الممتعة، وأثرها في تطوير الطبيعة الصناعية قوله:"لقد وجد العرب في الأندلس مالم يجدوه في أقطارهم الأخرى من نواحي الطبيعة المتعددة الصور والمناظر المتنوعة والأجواء المتغيرة، فقد كانت غزارة الأمطار ولطافة الجو واعتداله من الأسباب التي ألبست تلك البلاد حلة سندسية قشيبة فانتشرت السهول الممرعة الخضراء والجبال الشم المطرزة بأبهى ألوان الورود والوديان المعطرة بأجمل الأزهار الزاهية وجرت الأنهار الروية في كل مكان، وجادت الأرض المنبتة المعطاء عليهم بالغلات ووافر الخيرات حتى ظهرت على الأندلسيين معالم الغنى وفاحش الثراء فبنوا القصور المنيفة والدور العالية واعتنوا بتنظيم الحدائق وأكثروا من الأحواض والحمامات"(34).‏

ومثال على تصوير الحياة الاجتماعية الضاحكة والعابثة قوله: "أضف إلى ذلك ما اجتمع لدى أهل الأندلس من خفة الروح والظرف وحب الفكاهة والتندر والإقبال على الموسيقى والغناء والانغماس في اللهو والمرح والانغمار في كرع جامات الخمر وتعاطي المسكرات كيف لا وإن الكروم في بلادهم كثيرة ومزارعها منبثة في كل مكان"(35).‏

ومثال على التناقض الفكري في الأحكام في الصفحة الواحدة والتناقض بين نعت الخيال بالتقليد والإبداع معاً قوله: "قال شعراء الأندلس في مختلف الأغراض التي قال فيها الشعراء المشارقة... لم يبعدوا -كثيراً- عن المشارقة في أغراض الشعر ومعانيه"(36) وكان قد وصف أشعارهم بالمعاني المبتكرة في الصفحة ذاتها -إلى جانب ذكره التقليد يقول:"تتسم بالعذوبة والصفاء وصدق الوجدان وبالمعاني المبتكرة والتعابير الرشيقة والألفاظ الأنيقة والذوق النقي السليم والخيال الرائق الرفيع"(37).‏

ومن نماذج تواريخ الأدب العربي المدرسية كتاب: الرائد في الأدب العربي" للأستاذ نعيم الحمصي، وهو يمهره على أولى صفحاته بأنه "كتاب المدرس والطالب"، وفيه يتجاوز تصوير الأندلس بأنها موطن الجمال والخمر والخلاعة وأنه "لم يكن الشاعر الأندلسي يعنى -في الغالب- إلا بتصوير الجانب الضاحك الجميل من الطبيعة"(38) ويصل إلى درجة التناقض الفكري الكبير بين صفحات قلائل إذ يبدأ المؤلف بعرض مسيرة وجيزة للشعر الأندلسي يقسم الشعر فيها ثلاث مراحل؛ مرحلة التقليد ثم المنافسة ثم التجديد وهي مراحل مقبولة وإن كانت غير كاملة، وهي - على أية حال- مناسبة لطلاب المرحلة الثانوية العامة، ولكنه وقف عند المرحلة الأولى وسحب خصائصها التقليدية على سائر العصور الأندلسية وجميع الأغراض الشعرية ولم يف بوعده بأنه سيتحدث عنها بعد قليل. أما التجديد في الشعر الأندلسي -برأيه- فكان في موضوع شاذ هو الغزل بالمذكر مع أن هذه الظاهرة الشعرية الشائنة قد ظهرت في المشرق أولاً، أما تفوقهم فكان في بعض موضوعات الوصف ولا يكمل ذلك حتى يصم أكثر التشبيهات الأندلسية بأنها مبتذلة لا فضل لهم فيها سوى طريقة عرضها الجديدة، يقول في مقدمة حديثه:"كان أدباء الأندلس في بادئ الأمر يقلدون المشرق ثم تجاوزوا ذلك إلى منافسته ثم بدأ عندهم نوع من التجديد أو استقلال الشخصية الأدبية وتميزها مما سنتحدث عنه بعد قليل".(39)‏

فظننا خيراً وانتظرنا كثيراً فكانت النتيجة ليس كما وعد، فتجديد الشعر الأندلسي مقتصر على أنه "طرق بعض المواضيع والمعاني الخاصة التي لم يكن يبيحها العربي لنفسه من قبل في العهدين الجاهلي والإسلامي كالغزل بالمذكر مثلاً"(40) ثم يزعم أن الشعراء الأندلسيين قد اتبعوا الشعراء المشارقة في أغلب الأغراض الشعرية خلا الوصف في بعض أنواعه بيد أن "أكثر تشابيههم مبتذلة إلا أنهم يفتنّون في استخراج صورها البيانية، ووضعها في قوالب جديدة من التعبير.... ولم يتغير أسلوبهم في شعرهم عن أسلوب المشارقة"(41).‏

ومن تواريخ الأدب العربي المفصلة التي صدرت في سبعينيات هذا القرن كتاب "تاريخ الأدب العربي في الأندلس" تأليف الأستاذ "إبراهيم علي أبو الخشب"، وهو يقف وحيداً على الضفة الثانية في قبالة سائر مؤرخي الأدب العربي إذ يلبس مسوح المحاماة ليدافع عن الأدب الأندلسي ويثبت ماله وما عليه في يمنى صحائفه، ويسهب في الإطراء والمدح إسهاباً كثيراً ويبالغ في أحكامه بأسلوب إنشائي عال ورؤية رومانسية غارقة، يتحدث منذ المقدمة عن الأدب الأندلسي الذي شغل زهاء ثمانية قرون بتعميم شديد، كأنه يتحدث عن شاعر واحد مبدع فيكيل له الثناء كيلاً؛ فيصفه بأنه "عرف بخصوبة الخيال وألاقة البيان وروعة البلاغة وقوة الصياغة وحسن العرض ومتانة الأسلوب وجودة السبك وبراعة التصوير وسحر المعنى"(42).‏

يشمل هذا المديح جميع العصور التي مر بها الأدب الأندلسي من دون النظر إلى مراحل نشأته وتطوره وتراجعه فيرى الأدب بعين الرضى والمقة والإعجاب والميل والهوى والتعصب، يقول: "إن الدارس للأدب العربي بالأندلس ليأخذه العجب العاجب لتلك الروعة البيانية والميزة البلاغية والطلاوة الأدبية التي انفرد بها عن سواه من ألوان الأدب في سائر العصور التاريخية المختلفة"(43).‏

ويتطرق إلى المؤثرات المشرقية، ويعالج قضية استمدادهم الثقافي من أصحابها معالجة حماسية رومانسية غير أن المهم فيها أنه جعل الخيال وتجليه أهم دلائل الدفاع عن الأدب الأندلسي ونفي تهمة الاجترار والتقليد ومن ثم الحكم للأدب الأندلسي بالتجديد والروعة والخلود، يقول: "وأهل الأندلس إذا كانوا قد جعلوا المشارقة مثلهم الأعلى أو أساتذتهم الموجهين أو منارهم الهادي، فإن ذلك لا يعني أن أدبهم كان صورة جامدة أو مثالاً جافاً أو تقليداً أعمى أو غير مستقل كل الاستقلال أو بعضه فإن الخيال الرائع الذي نعثر عليه في الأدب الأندلسي والصور الجميلة التي نصادفها والتفكير السليم الذي نجده والألفاظ الحلوة التي نلتقي بها والأسلوب القوي الذي نقرؤه والإبداع النادر الذي نحصل عليه ترينا مقدار ما أسدى إلى الأدب العربي ذلك التراث من أياد لا نذكرها له إلا خلعنا عليه رداء من الثناء الخالد والمديح الخالص والإجلال البالغ والاحترام الزائد".(44)‏

ليس هذا فحسب بل يثبت تفوقهم الساحق على المشرق في ميدان الوصف بعبارات إنشائية تلفّ كل أحكامه وآرائه التي تجانف الحقائق بمبالغتها الكبيرة يقول إن "المشارقة لم يكن لهم في هذا الميدان من البراعة والدقةوالابتكار والتجديد والعبقرية والإلهام ماكان للأندلسيين الذين كان شعرهم فيه سيد الشعر وقولهم فيه أربى على السحر ويظهر أن جمال البيئة وطيب المناخ ساعدتهم على أن يأتوا فيه بالوحي الذي لا يكذب والآيات التي لا ترد والإبداع الذي يتجاوز قدرة الناس"(45).‏

والذي أراه أن الباحث لو التزم القصد في آرائه والاعتدال في أحكامه لأضفى عليهما طابعاً أكبر من المعقولية ومن ثم أدخلهما حيز القبول ففي الشعر الأندلسي غنى عن هذه المبالغات وفيه مايكفي لإقرار وجوده زهرة مميزة بأريج الخيال في حدائق الشعر العربي.‏

وأوسع تاريخ للأدب الأندلسي حتى الوقت الحاضر صدر في ثمانينيات هذا القرن هو "تاريخ الأدب العربي" للدكتور عمر فروخ الذي خص المغرب العربي والأندلس معاً بالقسم الثاني في الأجزاء الرابع والخامس والسادس من كتابه، وهوإلى معاجم التراجم أقرب منه إلى التاريخ الأدبي وإن كان يستهل كل مرحلة زمانية في كل عصر أندلسي ببحث عنها قد يطول وقد يقصر، وكان شبح تقليد الأندلس للمشرق يسيطر على الجزء الرابع ولكنه يضمحل كثيراً في القسم الأول من الجزء الخامس أي في مقدمة تراجمه عن الشعراء والناثرين في عصر المرابطين ثم يتلاشى في القسم الثاني أي في عصر الموحدين وتمّحي تماماً في الجزء السادس -أي في عصر بني نصر في الأندلس- تلك الموازنة بين المشرق والأندلس وتقتصر المعالجة الأدبية على بعض الظواهر الحديثة في الشعر مما يرجح اقترابه أكثر فأكثر إلى كتب التراجم وتغير نظرته إلى الأدب الأندلسي فيما يتعلق بالتقليد والتجديد أو انعدام الشواهد الدالةعلى ذلك. لقد كثرت المقدمات في الجزء الرابع وتباينت في تأكيدها التقليد من دون مراعاة المراحل الزمنية إذ حجب ضباب الحماسة مجال الرؤية الصحيح ومنذ الاستهلال بالكلمة الأولى قبل "المقدمة" ينص على تقليد الأندلس عامة للمشرق حتى فيما اتفق النقاد على تجديدها فيه وهو الموشح، يقول: "يجب ألا يستغرب القارئ إذا قلتُ له إن الأدب الأندلسي (وخصوصاً في النثر) كان تقليداً واضحاً للأدب المشرقي إذ كان الأدب المشرقي هو المثال الذي اقتدى به المغاربة في إنشاء أدبهم، لاشك في أن الموشح فن مغربي (أندلسي) ولكن خصائص مغربية كثيرة اجتمعت في الموشحات كانت مشرقية في أصولها"(46).‏

من ثم نجده يصف الشعر في عصر الإمارة بأن "الخصائص العامة من الفنون والأغراض والأسلوب ظلت كلها مشرقية"(47)، ثم يقسمه قسمين؛ الأول: بقية القرن الثاني وأكثر أصحابه من المشرقيين الطارئين على الأندلس والثاني: القرن الثالث؛ وفيه يخرج عن رأيه السابق ليقول:"ومع أن خصائص هؤلاء الشعراء كانت لا تزال في الأكثر مشرقية تجري في نطاق الشعر الجاهلي أو الشعر الأموي أو الشعر العباسي فإن نفراً منهم قد خرج عن نطاق التقليد وعن شعر الحماسة إلى فنون منها الرثاء والوصف والغزل والخمر. وإذا كان بعض الشعراء في الأندلس قد فارق عدداً من خصائصه المشرقية فإن النثر ظل -أبداً- مشرقياً.... ثم إن الشعر عند عدّه فناً وجدانياً شخصياً -أكثر من النثر في العادة- قد تأثر بالبيئة الطبيعية والبيئة الاجتماعية في الأندلس إلى حد بعيد"(48).‏

وفضلاً عن هذا التناقض اليسير نجده في القرن التالي يرسخ سمات التقليد ويغفل بوادر التجديد التي ذكرها سابقاً؛ فإذا كان الشعر أكثر تأثراً بالبيئة الطبيعية والاجتماعية الجديدة في الأندلس واستطاع في الشطر الثاني من عصر الإمارة أن يكسر بعض قيود التقليد المشرقية فمن المنطقي أن التأثر بالبيئة الأندلسية أكثر والتحلل من تلك القيود أكبر بمرور الزمن وإقامة الخلافة الأندلسية سنة 316ه نداً تعارض المشرقية، ولكن د.فروخ لم ير هذا الرأي واستمر في تعميق الأثر المشرقي، يقول:"لم يختلف الأدب الأندلسي في الشعر والنثر من الأدب المشرقي-في خصائصه المعنوية وخصائصه اللفظية- اختلافاً ظاهراً"(49). وكذلك الأمر في عصر ملوك الطوائف فما زالت الفنون والأغراض الأندلسية هي نفسها -برأيه- الفنون المشرقية ولكن "الأندلسيين عالجوا هذه الفنون وهذه الأغراض نفسها معالجة جديدة من حيث المقدار لا من حيث النوع، لقدأكثروا من التشخيص (إضفاء صفات الأحياء على الكائنات الجامدة) ومن سعة الخيال. أما فيما عدا ذَيْنِكَ فإن النَفَس المشرقي العربي والأثر المشرقي الفارسي- من خلال النفس العربي -ظلا يسريان في الأدب الأندلسي"(50). ويظفر عصر المرابطين بإشارة يسيرة إلى استمرار التقليد فيرى أن "التقليد ظل بادياً على قصائد هؤلاء الشعراء وخصوصاً من أثر ديوان المتنبي وديوان المعري المشرقيين ولم تكتسب القصائد المقلدة كثيراً من صحة الشعر المشرقي ومتانته"(51). ويخلو عصرا الموحدين وبني نصر من أية إشارة إلى ذلك ولعل في هذا تراجعاً في الرأي وهروباً من تغير الحكم بالصمت عنه.‏

ومما يتعلق بتأريخ الأدب العربي تأريخ الفنون الشعرية وأقرب الفنون الشعرية إلى الخيال هو الوصف ووصف الطبيعة خاصة وهو غزير في الشعر الأندلسي، وأقف عند كتابين في الوصف أولهما:‏

كتاب "شعر الطبيعة في الأدب العربي" للدكتور سيد نوفل وفيه يطالعنا برأي غريب جرّه إلى نتيجة التقليد، ففي الفصل الذي خصصه للشعر الأندلسي يقول:"وحين فتح العرب الأندلس كانوا قلة بين سكانها فعاشوا بلغتهم بين جمهرة لا تعرفها وظلوا كعرب فارس ومستعربيها يعيشون بأفكارهم في البيئة العربية الأولى وإن أقاموا في الأندلس الأوربية وصار أدبهم صدى للأدب الشرقي وظل شعراء الشرق يرحلون إليهم فيشبعون آذانهم وقلوبهم"(52) ثم يفصل القول بالتقليد بحسب العصور من دون الاعتماد على دلائل كافية فيجعل الأدب الأندلسي حتى بداية القرن الخامس الهجري تقليدياً ثم هو مترجح بين التقليد والتجديد في القرن الخامس أمّا التجديد عنده فيبدأ في القرن السادس الهجري!!، وربما لا يكون لهذا التقسيم أهمية تذكر -في الوقت الحاضر-إلا أن عدداً من الدارسين نقلوا عنه هذه القسمة الضيزى وجروا عليها يقول: "فعصر الأمويين الذي امتد إلى أوائل القرن الخامس الهجري يمثل في الأندلس شعر التقليد لأدب الشرق لأن العربية لماتكن قد تكوّن لها مزاج خاص في هذه البيئة وإنما كانت تعيش غريبة على حساب وطنها الأصلي. ومن هنا اجتمع لها من معاني الطبيعة القديمة والحديثة ما اجتمع للبيئة المشرقية في غير مخصصات ولا مميزات إقليمية واضحة، ولهذا نرى شعر ابن عبدربه وابن هانئ(53) وابن شهيد(54) وابن دارج القسطلي(55) ومؤمن بن سعيد(56) ويحيى بن الفضل(57) وإدريس بن عبد ربه(58) وغريب بن سعيد وغيرهم شعراً شرقياً في أسلوبه ومعانيه. وإذا كان القرن الخامس وجدنا الشعراء يصدرون عن الحاضر ويمثلون النفس ومشاعرها والبيئة مع الأخذ بحظ من التقليد فإذا انتهى هذا القرن تم انتصار الجديد وكان مظهر هذا الانتصار واضحاً في كتابات ابن بسام والفتح بن خاقان كما كان واضحاً بالمشرق في كتابات الثعالبي قبل هذا بنحو قرن، ويتمثل شعر القرن الخامس في آثار ابن برد الأصغر(59) وابن زيدون وابن عمار والمعتمد بن عباد وابن الحداد والأعمى التطيلي(60) ومن إليهم من شعراء الطوائف الذين يجمعون طرافة البيئة إلى معاني السابقين. أما شعر الأندلس الذي يمثل البيئة وتجتمع له الحداثة والجدة فيجب أن نلتمسه عند الشعراء المتأخرين في القرن السادس ومابعده عند ابن حمديس(61) وابن عبدون(62) وابن خفاجة وابن وهبون(63) وابن سهل الإسرائيلي ولسان الدين بن الخطيب وغيرهم"(64).‏

والكتاب الثاني من كتب تواريخ الفنون الشعرية الذي أقف عليه هو: "فن الوصف وتطوره في الشعر العربي" للأستاذ إيليا حاوي، وهو من جملة الكتب العامة غير المختصة بالأندلس تتبدى فيه عقابيل تلك المرحلة الرومانسية في وصف طبيعة الأندلس كقوله: "وكل ما في الأندلس يدعو الشعراء إلى هذا الطريق: من ثراء واسع وعمران إلى رياض وبقاع دائمة النضرة لا تخلع ثوباً من الاخضرار إلا لترتدي أروع وأزهى"(65). وكذلك القول بالتقليد والتبعية للمشرق فهو يرى "اتصال خط التبعية والتقليد بين الشعر الأندلسي والشعر المشرقي"(66).‏

(1) الرافعي- تاريخ آداب العرب- 3/253.‏

(2) المرجع نفسه 3/254.‏

(3) السواد: كل عدد كثير.‏

(4) المرجع نفسه 3/296.‏

(5) المرجع نفسه 3/296.‏

(6) المرجع نفسه 3/296-297.‏

(7) تجانف: جانب. تباعد.‏

(8) الإسكندري: تاريخ آداب اللغة العربية، ص4.‏

(9) المرجع نفسه ص 27.‏

(10) انظر ص 28-29 من المرجع نفسه، وانظر إلى التناقض بين ص 27-ص30.‏

(11) المرجع نفسه ص 30.‏

(12) المرجع نفسه ص 30.‏

(13) المرجع نفسه ص 26.‏

(14) المرجع نفسه ص27.‏

(15) الزيات - تاريخ الأدب العربي ص293-294.‏

(16) البستاني - أدباء العرب في الأندلس - ص 35-36.‏

(17) المرجع نفسه ص 83.‏

(18) ابن سعيد المغربي (610-685 ه = 1214-1286م).‏

علي بن موسى بن محمد بن عبد الملك بن سعيد العنسي المدلجي، أبو الحسن، نور الدين من ذرية عمار بن ياسر، مؤرخ أندلسي من الشعراء العلماء بالأدب. ولد بقلعة يحصب قرب غرناطة ونشأ واشتهر بغرناطة، قام برحلة طويلة زار بها مصر والعراق والشام وتوفي بتونس، وقيل في دمشق. من تآليفه: المشرق في حلى المشرق- خ و"المغرب في حلى المغرب-ط" أربعة مجلدات منه طبع منها جزآن وهو تصنيف جماعة آخرهم ابن سعيد و"المرقصات والمطربات-ط" في الأدب و"الغصون اليانعة في شعراء المئة السابعة-ط"، والمقتطف من أزهار الطرف-ط، و"الطالع السعيد في تاريخ بني سعيد"، تاريخ بيته وبلده وديوان شعره"، ووصف الكون-خ، وبسط الأرض-خ كلاهما في الجغرافية، والقدح المعلى-ط، اختصاره في تراجم بعض شعراء الأندلس، ورايات المبرزين -ط انتقاه من "المغرب"، وأخباره كثيرة، وشعره رقيق جزل-الزركلي- الأعلام 5/26.‏

(19) البستاني- أدباء العرب في الأندلس ص 39.‏

(20) المرجع نفسه ص 40.‏

(21) ضيف؛ د.شوقي- الفن ومذاهبه في الشعر العربي ص 411.‏

(22) المرجع نفسه ص 417.‏

(23) المرجع نفسه ص417.‏

(24) المرجع نفسه ص412،417.‏

(25) المرجع نفسه ص 435-436.‏

(26) المرجع نفسه ص450.‏

(27) المرجع نفسه ص438.‏

(28) ضيف؛ د.شوقي - عصر الدول والإمارات- الأندلس ص 13.‏

(29) المرجع نفسه ص12.‏

(30) المرجع نفسه ص7،8.‏

(31) المرجع نفسه ص264.‏

(32) "ابن خفاجة (450- 533ه = 1058-1138م)،‏

إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الهواري الأندلسي شاعر غزل من الكتاب البلغاء. غلب على شعره وصف الرياض ومناظر الطبيعة وهو من أهل جزيرة شقر Alcira من أعمال بلنسية في شرقي الأندلس لم يتعرض لاستماحة ملوك الطوائف مع تهافتهم على الأدب وأهله له "ديوان شعر -ط"، الزركلي - الأعلام 1/57.‏

(33) المرجع نفسه ص 320.‏

(34) بكري- دراسات في الشعر العربي ص 44.‏

(35) المرجع نفسه ص 46.‏

(36) المرجع نفسه ص46.‏

(37) المرجع نفسه ص46.‏

(38) الحمصي- الرائد في الأدب العربي ص 563.‏

(39) المرجع نفسه ص560.‏

(40) المرجع نفسه ص560.‏

(41) المرجع نفسه ص563.‏

(42) أبو الخشب - تاريخ الأدب العربي في الأندلس ص 5.‏

(43) المرجع نفسه ص61.‏

(44) المرجع نفسه ص70.‏

(45) المرجع نفسه ص167.‏

(46) فروخ- تاريخ الأدب العربي 4/6.‏

(47) المرجع نفسه ص 4/64.‏

(48) المرجع نفسه ص4/75.‏

(49) المرجع نفسه ص4/194.‏

(50) المرجع نفسه ص 4/397.‏

(51) المرجع نفسه ص5/43.‏

(52) نوفل - شعر الطبيعة في الأدب العربي ص 249.‏

(53) " ابن هانئ (326-362 ه = 938-973م).‏

محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو قاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة: أشعر المغاربة على الإطلاق، وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق وكانا متعاصرين ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها (ولم تذكر المصادر اسمه)، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة... فرحل إلى إفريقية والجزائر، ثم اتصل بالمعز العبيدي (معد بن اسماعيل) وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان مدة قصيرة ورحل المعز إلى مصر بعد أن فتحها قائده جوهر فشيعه ابن هاني وعاد إلى إشبيلية فأخذ عياله وقصد مصر لاحقاً بالمعز فلما وصل إلى برقة قتل فيها غيلة. له ديوان شعر-ط" شرحه الدكتور زاهد علي في كتاب سماه تبيين المعاني في شرح ديوان ابن هاني-ط، وترجمه إلى الإنكليزية". الزركلي- الأعلام 7/130.‏

(54) "ابن شهيد الأَشْجَعي (382 -426 ه = 992-1035م).‏

أحمد بن عبد الملك بن أحمد بن شهيد من بني الوضاح من أشجع من قيس عيلان أبو عامر الأشجعي: وزير من كبار الأندلسيين أدباً وعلماً ومولده ووفاته بقرطبة. له شعر جيد يهزل فيه ويجد: في "ديوان -ط" جمعه المستشرق شارل بلا. وتصانيفه بديعة منها "كشف الدك وإيضاح الشك"، و"حانوت عطار" و"التوابع والزوابع-ط"، قطعة منه مصدرة بدراسة تاريخية لبطرس البستاني. وكانت بينه وبين ابن حزم مكاتبات ومداعبات". الزركلي - الأعلام 1/163.‏

(55) "ابن دراج (347-421 ه = 958-1030م).‏

أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القَسْطَلي؛ الأندلسي، أبو محمد شاعر كاتب من أهل "قَسْطَلّة دراج"، المسماة اليوم "Cacella" قرية في غرب الأندلس منسوبة إلى جدة. كان شاعر المنصور أبي عامر وكاتب الإنشاء في أيامه له ديوان شعر-ط"، في مجلد ضخم قال الثعالبي: كان بالأندلس كالمتنبي بالشام. وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره" الزركلي- الأعلام 1/211.‏

(56) "مُؤْمِن بن سعيد (.....-267 ه -..... - 881م).‏

مؤمن بن سعيد بن إبراهيم بن قيس مولى الأمير عبد الرحمن المرواني الداخل، فحل شعراء قرطبة في عصره. كان يهاجي ثمانية عشرشاعراً فيعلوهم، ورحل إلى المشرق فلقي أبا تمام وروى عنه شعره ومات في سجن قرطبة" الزركلي- الأعلام7/334 وقد جمعت ما تبقى من شعره.‏

(57) في الاسمين تحريف ولم أجدهما في المصادر التي ذكرها في كتابه وفي سائر المصادر الأندلسية.‏

(58) هو أبو عبد الله غربيب بن عبد الله الثقفي الطليطلي (وقد نقله خطأً عن اليتيمة غريب بن سعيد) شاعر أندلسي قديم من أهل الحكمة والدهاء والشهرة بالفضل والخير، أصله من قرطبة ثار فيها على ولاتها وأعلن تذمره من جورهم فأخرج منها فرحل إلى طليطلة وسكن فيها وتزعم من كان بها من الثائرين على بني أمية، وكان أهلها يلجؤون إليه وظلت طليطلة ممتنعة على أمراء بني أمية طوال حياته، وكان الناس يتداولون شعره لرقته وحكمته، وفي تاريخ وفاته خلاف بين 191-207 ه. ابن حيان- المقتبس ص 76 (ط مكي) -ابن القوطية- تاريخ افتتاح الأندلس 65 -الثعالبي- يتيمة الدهر 2/52، الحميدي - الجذوة ص 326، الضبي- البغية ص 442، ابن سعيد- المغرب 2/23- المقري - النفح 4/332- إحسان عباس- ملحق الأعلام في كتاب التشبيهات 325- فروخ- تاريخ الأدب العربي 4/92، سزكين -تاريخ التراث العربي- الشعر 5/39.‏

(59) "ابن بُرْد (.... بعد 440 ه=.....- بعد 1048م).‏

أحمد بن محمد بن أحمد بن برد، أبو حفص: شاعر أندلسي من بلغاء الكتّاب من بيت فضل ورياسة، له رسالة في السيف والقلم والمفاخرة بينهما، قال الحميدي وهو أول من سبق إلى القول في ذلك بالأندلس، وقال رأيته بالمرية بعد سنة 440 وكان جده برد من الموالي". الزركلي- الأعلام 1/213.‏

(60) "الأعمى التُّطيلي (.....- 525 ه = 1131م).‏

أحمد بن عبد الله بن هريرة القيسي، أبو العباس الأعمى، ويقال له الأعيمى التطيلي: شاعر أندلسي نشأ في إشبيلية له "ديوان شعر-ط"، و"قصيدة -ط"، على نسق مرثية ابن عبدون من بني الأفطس" الزركلي- الأعلام 1/158.‏

(61) "ابن حَمْديس (......- 527 ه = 1133م).‏

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي، أبو محمد شاعر مبدع ولد وتعلم في جزيرة صقلية ورحل إلى الأندلس سنة 471 ه فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه وانتقل إلى إفريقية سنة 484 فمدح صاحبها يحيى بن تميم الصنهاجي ثم مدح ابنه علياً فابنه الحسن سنة 516، وتوفي في جزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً وقد فقد بصره. له ديوان شعر ط...."، الزركلي - الأعلام 3/274.‏

(62) "ابن عَبْدُون (.....-529 ه=.....1135م).‏

عبد المجيد بن عبد الله بن عبدون الفهري اليابري أبو محمد: ذو الوزارتين أديب الأندلس في عصره مولده ووفاته في يابُرة Evora استوزره بنو الأفطس إلى انتهاء دولتهم سنة 485 ه وانتقل بعدهم إلى خدمة المرابطين، وكان كاتباً مترسلاً عالماً بالتاريخ والحديث، ومن محفوظاته كتاب الأغاني وهو صاحب القصيدة البسامة -خ- في شستربتي (4351) التي مطلعها:‏

"الدهر يفجع بعد العين بالأثر"، في رثاء بني الأفطس شرحها ابن بدرون وغيره وترجمت إلى الفرنسية والإسبانية وله كتاب في الانتصار لأبي عبيد البكري على ابن قتيبة: الزركلي- الأعلام 4/149.‏

(63) ابن وهبون أبو محمد عبد الجليل بن وهبون المرسي الأندلسي المعروف بالدمغة شاعر أندلسي من كبار شعراء المعتمد بن عباد، ولد بمرسية ورحل إلى إشبيلية ودرس على الأعلم الشنتمري ثم لمع نجمه في الشعر واغتنى بعد فاقة بعدما صار من شعراء بلاط المعتمد بن عباد ونديماً له منقطعاً إليه تغنى بأمجاده ورثى لحاله عند تغيرها وصاحب ابن خفاجة وابن حمديس وابن عمار توفي سنة 484 أو قبلها بقليل جمع شعره الأستاذ مبارك الخضراوي وقد نشرت دراسته عن ابن وهبون في مجلة دراسات أندلسية عدد 10/1993 تونس ووعد بنشر الديوان ولم يصدر بعد. مصادر ترجمته وشعره: ابن بسام- الذخيرة2/1/473-الضبي- البغية ص387- ابن خاقان- قلائد العقيان ص587- المراكشي- المعجب ص 102 ابن دحية- المطرب ص118- السلفي - أخبار وتراجم أندلسية ص 19- المقري- النفح 3/318-319-606، 4/59-92-102-260-262-263-370- فروخ- تاريخ الأدب العربي 4/663.‏

(64) نوفل - شعر الطبيعة في الأدب العربي ص 250.‏

(65) حاوي- فن الوصف ص236.‏

(66) المرجع نفسه ص 234.‏

مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 78 - السنة 20 - كانون الثاني "يناير" 2000 - رمضان - شوال 1420

الأنـــدلــس...

توطئة..
هي شبه الجزيرة التي تشمل حالياً دولة اسبإنيا, والبرتغال. وتسمى جزيرة الأندلس من باب التغليب، وإلا فهي شبه جزيرة لا جزيرة. وقد أطلق العرب على تلك البلاد اسم الأندلس
تسميتها:
وإن أول من سكن بالأندلس على قديم الأيام فيما نقله الإخباريون, قوم يعرفون بالأندلش بالشين المعجمة وبهم سُمِّي المكان فَعُرِّب فيما بعد بالسين غير المعجمة: "الأندلس"
وقيل: إن القبيلة الجرمانية التي كانت تسكن شبه الجزيرة كانت تسمى (القندال)، فسمي الإِقليم "فنداليشيا" فعرب إلى الأندلس.
أما عند اليونان فتسمى "شبه جزيرة أيبيريا", وعلى الأرجح إن المسلمين اخذوا اسمها من كلمة(وندلس )وهو اسم لبعض القبائل الأوروبية الشمالية.(3)
موقع الأندلس:
بلاد الأندلس شبه جزيرة تقع في الجنوب الغربي من قارة أوربا، وتُعرف في عصرنا بأسبانيا والبرتغال, ويحدها من الغرب المحيط الأطلسي، ومن الجنوب مضيق جبل طارق وجزء من البحر الأبيض المتوسط، ومن الشرق البحر الأبيض المتوسط أيضاً، أما من الشمال فتحدها فرنسا التي كان العرب يطلقون عليها اسم بلاد الفرنجة, والمياه تطوف بها من كل جوانبها,عدا جانب واحد هو الشمال الشرقي,حيث تحدها جبال البرانس,الفاصلة بينها وبين فرنسا

تضاريس الأندلس ومناخها:
من أهم المعالم على سطح الجزيرة الأندلسية هي كما يلي:-
ــ الهضبة الكبرى والني تسمى "مسيتا" ويه تشغل جزءاً هئلاً من مساحتها.
ــ سلاسل من الجبال تكاد إن تطوق الهضبة,واسمها "سيرا مورينا"
ــ والسهول المنبسطة المحايدة بين الجبال والهضبة,وتمتد تلك السهول ا لى ساحل البحر الأبيض..
ــ الأنهار الكبيرة التي تجري على مدار السنة ومن أشهرها الوادي الكبير وهو الاسم التي أطلقه العرب. وهناك الأنهار الصغيرة , والعيون, والآبار,...
*ومن حيث المناخ فإنه معتدل بشكل عام , والأمطار تقل وتكثر بحسب المناطق؛ فعلى العموم، فإن المناخ في شمال الجزيرة يغلب عليه المناخ الأوروبي، وفي الجنوب يغلب عليه المناخ الأفريقي...وتمثل بلاد الأندلس قطاعاً كاملً من العالم بطبائعه المختلفة وأجوائه المتعددة وحاصلاته المتباينة. لمحة جغرافية:-

توطئة:
لقد تكلمت عن المعالم الجغرافية وبغ ماله علاقة بالتاريخ وهذه المحة انما هي السر الذي منه انطلق فن الوصف ليس بالأندلس فقط وانما في العالم العربي ساروا على نهجهم...

جمال الأندلس:
إن بلاد الأندلس ذات طبيعة ساحرة خلابة, بل هي من أجمل بقاع الأرض,فهناك السهول الخضراء والجبال المكسوة بالأشجار,والأنهار المتدفقة,والمياه العذبة,والنسيم العليل.
وكانت مضرب المثل في الجمال والنظافة ومظاهر المدنية، وكانت طبيعة الأندلس تخلب
الألباب بمروجها الخضر وأشجارها الجميلة وأزهارها الفواحة وأنهارها الرقراقة المتدفقة.وقد كانت الأندلس درة الحضارة الإِسلامية في أوربا،لا من حيث الطبيعة فقط وإنما من حيث جمالها العمراني ,الذي اخذ حليته من الطبيعة التي تحيط به.
وقد أحب الأندلسيون بلادهم ومدنها فتغنوا بِها وكتبوا شعراً خلد أسماء مدنهم مما يدل على إن كل واحد منهم كان متعلقاً ببلدته ويشتاق ويحن إليها إذا ما غاب عنها, ومما قاله الشعراء قول الرقيق ابن خفاجة في وصف الأندلس وجمال طبيعتها:
إن للـجنة بالأنـدلسِ مجتلــى حبٍ وريَّا نَفـَسِ.
فسنــا صُبْحَتِـها مـن شنبٍودجى ليلتها من لَعَسِ.

وقال شاعر آخر:
حـبذا أنـدلسٍ من بـلدٍ لم تـزل تنتج لـي كل سـرورْ
طـائرٌ شادٍ وظـلٌ وارفٌ ومـياهٌ سائحـاتٌ وقـصــورْ

وتنعم البيئة الأندلسية بالجمال , وتصطبغ بظلال, وارفة, و ألوان ساحرة, تتنفس بجو عبق عطر يضاعف من روعته وبهائه ما يتخلل جنباتها من مواطن السحر,ومظاهر الفتنة التي تبعث الانبهار والدهشة في النفوس. وقد أنعكس ذلك في شعر الأندلسيين بشكل عام, حيث ازدحم بصور متنوعة ملونة تمثل البيئة الطبيعية في هذه الرقعة المسماة بالأندلس. ومن هنا تشكلت صورة الأندلس في الأذهان متقاربة في أوصافها وألوانها وقسماتها...
هذه الصورة على العموم تأخذ عطرها وعبقها وملامحها وألوانها من الطبيعة, فهي أقرب إلى لوحة فنية ناطقة, إنها بستان زاهٍ أو حديقة غناء أو واحة خضراء.
وهذا ولا شك ما جعل الوصف من ابرز أغراض الشعر عند شعراء الأندلس،حيث تهيائت لهم أسباب الشعر وتوفرت لديهم دواعيه...

عهد الحكم الإسلامي :

فتح المسلمين بلاد الأندلس ( في عهد الأمويين أيام الوليد بن عبد الملك ) على يد طارق بن زياد,وموسى بن نصير؛ وقد حكم المسلمون الأندلس أكثر من ثمانية قرون.
حيث تم فتحها عام 92 ه/710م، وخرجوا منها عام 898 ه/1492م..
وقد كان المجتمع الأندلسي خليطاً من أجناس مختلفة؛ فهناك العرب الذين دخلوا الأندلس فاتحين أو هاجروا إليها بعد الفتح، وهناك البربر الذين شاركوا في الفتح الإِسلامي أو نزحوا من الشمال الإِفريقي، وهناك سكان الأندلس الأصليون من الأسبان الذين اعتنقوا الإِسلام، وكذلك أصناف أخرى من جنسيات متعددة كالصقالبة وغيرهم.
ولابد من الإشارة للعهود التي مرت بها الأندلس من الفتح ألي السقوط, حيث مرت بثلاثة عهود, هي:-
ــ الأول عهد الولاة:-
وهو عهد حروب وتأسيس.وفية نشاءه البذرة الأولى للشعر الأندلس.
ــ ثانيا العهد الأموي ,وينقسم ألي قسمين:-
أ-عصر الإمارة المستقلة
ب-عصر الخلافة.
وهذا العهد-العهد الأموي- ازدهر فيه الأدب الأندلسي وتنوعت فنونه..
ــ ثالثا،عهد الملوك والطوائف.
وفيه انقسمت الدولة ألي دويلات تتنازع فيما بينها
ومن هذا العهد بدء الحكم الإسلامي يضعف ويتمزق شياً فشياً حتى انهار؛وسقطت الدولة الإسلامية التي حكمة الأندلس في القارة الأوربية.

كانت منبراً للعلم, ومسرحاً للفنون الأدبية, والعمرانية,وتعتبر من ارقى دول العالم في زمنها,ولكن تفرق القلوب,والأقبال على الدنيا جعل للأوربيين مدخلاً على الدولة الأسلامية في الأندلس

أهم أغراض الشعر الأندلسي:

كثر شعر الطبيعة والخمر ويعد من أهم أغراض الشعر الأندلسي، وكإن لطبيعة الأندلس الأثر الحاسم في جعل هذا الغرض من أميز أغراض الشعر الأندلسي. وتمثل طبيعة الأندلس الملهم الأول لشعراء الأندلس، خاصة إن مجالس الخمر واللهو والغناء كانت تقام في أحضان هذه الطبيعة ويتَّسِم هذا اللون من الشعر بإغراقه في التشبيهات والاستعارات وتشخيص مظاهر الطبيعة وسمو الخيال, كما كأن يقوم كغرضاً مستقلاً بذاته ولا يمتزج بأغراض أخرى، وإن امتزج بها لم يتجاوز الغزل أو مقدمات قصائد المدح.
ومن الغزل قول ابن فرج الجياني:
وطالعة الوصال صددت عنها وما الشـيطـان فيـها بالمطــاع
بدت في الليل سافرة فباتت ديـاجي الليــل سـافـرة القنــاع
فملّكت الهـوى جمحات قلبي لأجري في العفاف على طباعي

ومن المديح قول الشاعر ابن هانئ مادحًا إبراهيم بن جعفر:
لا أرى كابن جعفر بن عليّ ملكًا لابسًـا جــلالـة مــُلْــك
مثلُ ماء الغمام يندي شبابًا وهو فــي حُلّتي تَـوَقٍّ ونُـسك
يطأ الأرض فالثرى لؤلؤ رطــب وماء الثرى مُجَاجة مسك

أوزان الشعر الأندلسي وقوافيه:

اقتدى الأندلسيون فيها بالمشارقة، يؤثرون من بينها ما غلبت عليه الأنغام الموسيقية، ولكن هذا التقليد لم يمنعهم من الإِبداع والابتكار, وحينما شاع الغناء، وتمكن سلطانه من نفوسهم، واحتاجوا بسببه إلى الأشعار السهلة والأوزان القصيرة، ابتدع الشعراء في أوزانه وقوالبه ما لم يكن عند المشارقة، ومن ذلك الموشح، الذي بنوه على تعدد الأوزان والقوافي ومن الموشحات موشحة لأبى الحسن على بن مهلل الجلياني حيث يصف فيها الطبيعة ويقول:

النهرُ سلَّ حُساما على قُدودِ الغُصون
ولــلنسـيمَ مـــجـــالُ
والروضُ فيه اختيالُ
مُــدَتْ علــيه ظِــلالُ
والزهرُ شَقَّ كِمَاما وَجْداً بتلك اللحونِ
أما تــرى الطيرَ صـــاحا
والصبحَ في الأُفْق لاحـــا
والزهرَ في الروض فاحا
والبرقَ ساقَ الغَماما تبكي بدمعٍ هَتُونِ

الوصف في الشعرالأندلسي:-
توطئة:
الوصف يعد من افضل اغراض الشعر العربي,وأقربها إلى النفوس،ومن طبيعة الشاعر لا يقول الوصف الأ وهو واسع الخيال لديه القدرة على والاستطاعة على تصوير المحسوس, إلى صوراً حية,للسامع وكأنه يراه إمامه،ولابد من وجود الحوافز,والمواقف التي تثير مشاعر الشاعر وتجعله يبدع في الوصف...فلذالك عرف الوصف عند الأندلسيين بكثرة الحوافز الطبيعية والأحداث المتتالية.

تعريفه:
هو إظهار أو استحضار شئ , أو مكان,أو حيوان, أو إنسان, لا يقع تحت نظر القارئ عبر التصوير اللغوي إما بأسلوب نقلي يكون فيه التصوير معادلا للموضوع الموصوف, وإما بأسلوب ملون بالعاطفة والخيال,ما يجعل التعبير يتجاوز الموضوع الموصوف,اذ يعاد خلقه وفقا لرؤية الذات المعاينة.
ويعد الوصف من الأغراض الأصيلة في الشعر العربي، حيث طرقوا به كل ميدان قرب من حسهم أو إدراكهم أو قام في تصورهم.ولذا لم يكن عجيباً إن يقبل شعراء الأندلس عليه أكثر من إقبالهم على أي غرض.
وقد اشتدت عنايتهم به، حتى اتسعت دائرته لكل ما وقع تحت أعينهم، وخاصة وصف المناظر الطبيعية، والمشاهد الكونية،كالرياض، والثمار، والأزهار، والطيور، والبحار، والأنهار، وأفردوا للوصف القصائد، أو حلوا صدورها به، وربطوا بين وصف الطبيعة وسائر الفنون الشعرية.
ومن ذالك قول أبو البلقاء متغزلاً:
أَلثـامٌ شَـفَّ عـن ورد نــد أم غمـام ضحكـت عن بَـرَدِ
أم علـى الأزرار مـن حُلَّتهـا بـدرُ تـمَّ في قضيـب أَملَـدِ
بــأبـي ليـن لـه لـو أنـه نـقلـــت عطـــفتـه لـلـخلــد
لا وألحـاظ لـهـا سـاحـرة نفثـت في القلـب لا في العقـد
لا طلبـت الثـأر منهـا ظالمـا وأنـا القــاتـل نفســي بيـدي
​
وصف الطبيعة في الأندلس​


من الموضوعات التي شاعت في الأندلس وازدهرت كثيراً شعر وصف الطبيعة وهذا موضوع في الشعر العربي منذ العصر الجاهلي إذ وصف الشعراء صحراءهم وتفننوا في وصفها لكن هذا الوصف لم يتعد الجانب المادي وفي العصر الأموي والعباسي عندما انتقل العرب المسلمون إلى البلدان المفتوحة وارتقت حياتهم الاجتماعية أضافت على وصف الطبيعة وصف المظاهر المدنيَّة والحضارة وتفننوا , فمن ذلك فقد وصف الطبيعة عند الشعراء العباسيين أمثال النجدي والصنوبري وأبي تمام وأبي بكر النجدي الذي عاش في بيئة حلب ولكن ما الجديد الذي جاء به الأندلسيون بحيث أن هذا الموضوع أصبح من الأغراض والموضوعات التي عُرف بها أصل الأندلس .​
عوامل ازدهار شعر الطبيعة في الشعر الأندلسي ​

• ازدهار الحضارة العربية في الأندلس ازدهارا كبيرا وهذا الازدهار الذي شمل جميع جوانب الحياة الأندلسية .
• جمال الطبيعة الأندلسية التي افتتن بها شعراء الأندلس وتعلقوا بها وفصَّلوا في وصفها والتغني بمفاتنها .
• ازدهار مجالس الأنس والبهجة واللهو حيث كانت هذه المجالس تُعقدُ في أحضان الطبيعة .​
خصائص وصف الطبيعة​


• أفرد شعراء الطبيعة في الأندلس قصائد مستقلة ومقطوعات شعرية خاصة في هذا الغرض بحيث تستطيع هذه القصائد باستيعاب طاقة الشاعر التصويرية وخياله التصوري , غير الالتزام الذي تسير عليه القصيدة العربية فلم يترك الشاعر زاوية من زوايا الطبيعة إلا وطرقها .
• يعتبر شعر الطبيعة في الأندلس صورة دقيقة لبيئة الأندلس ومرآة صادقة لطبيعتها وسحرها وجمالها فقد وصفوا طبيعة الأندلس الطبيعية والصناعية مُمَثَّلة في الحقول والرياض والأنهار والجبال وفي القصور والبرك والأحواض .
• تُعد قصائد الطبيعة في الأندلس لوحات بارعة الرسم أنيقة الألوان محكمة الظلال تشد انتباه القارئ وتثير اهتمامه .
• أصبح شعراء الطبيعة نظراً للاهتمام به يحل محل أبيات النسيب في قصائد المديح , بل إن قصيدة الرثاء لا تخلو من جانب من وصف الطبيعة .
• أصبحت الطبيعة بالنسبة لشعراء الأندلس ملاذاً وملجأ لهم يبثونها همومهم وأحزانهم وأفراحهم وأتراحهم إلا أن جانب الفرح والطرب غلب على وصف الطبيعة فتفرح كما يفرحون وتحزن كما يحزنون .
• المرأة في الأندلس صورة من محاسن الطبيعة , والطبيعة ترى في المرأة ظلها وجمالها فقد وصفوا المرأة بالجنة والشمس . ​
ابن خفاجة الأندلسي


يصف نهراً في الأندلس






لله نهـرٌ سـال َفـي بطـحـاءِ
أشهى وروداً من لمى الحسنـاءِ


مُتعطـفٌ مثـلَ السـوارِ كأنـهُ
والزهـرُ يَكنُفُـه مَجَـرُّ سمـاءِ


قد رق حتى ظُن قوسـاً مفرغـاً
من فضةٍ فـي بُـردةٍ خضـراءِ


وغدت تُحف به الغصونُ كأنهـا
هُـدب تحـف بمقلـةٍ زرقــاءِ


ولطالما عاطيـتُ فيـه مدامـةً
صفراء تَخضبُ أيـديَ الندمـاءِ


والريحُ تعبثُ بالغصونِ وقد جرى
ذهبُ الأصيلِ على لُجينِ المـاءِ
ابن سهل الأندلسي
يصف نهراً



لله نهرٌ ما رأيتُ جمَالَهُ
إلا ذكرتُ لديه نهرَ الكوثرِ


والشمسُ قد ألقت عليه رداءها
فتراهُ يرفلُ في قميصٍ أصفرِ


والطيرُ قد غنَّت لشطحِ رواقصٍ
فوقَ الغديرِ جَرَرنَ ثوبَ تَبختُرِ


وكأنَّما أيدي الربيع عَشيَّةً
حلَّين لَبَّاتِ الغصونِ بجوهرِ


وكأنَّ خُضرَ ثِمارهِ وبياضِه
ثَغرٌ تَنَسَّمَ تَحتَ خَدِّ مُعَذَّرِ

يقول ابن حمديس في وصف بركة:
والبركة هي حوض الماء الذي كانت تزين به معظم باحات القصور الفخمة في الأندلس في ذلك الوقت الذي حكم فيه المسلمون الأندلس ، وكانت تلك البرك مزينة بتماثيل الأسود والعصافير التي تخرج من أفواهها المياه كـ(نوافير):
وضراغم سكنت عرين رياسه ......................... تركت خرير الماء فيه زئيرا
فكأنما غشى النضار جسومها....................... واذاب في افواهها البلورا
اسد كأن سكونها متحرك .............................في النفس لو وجدت هناك مثيرا
وتذكرت فتكاتهافكأنما ............................... اقعت على ادبارها لتثورا
وتخالها والشمس تجلو لونها.......................... نارا والسنتها اللواحس نورا
فكأنما سلت سيوف جداول ..............................ذابت بلانار فعدن غديرا
وكأنما نسج النسيم لمائه ................................درعا فقدر سردها تقديرا
وبديعه الثمرات تعبر نحوها .............................عيناي بحر عجائب مسجورا
شجريه ذهبيه نزعت الى ................................. سحر يؤثر في النهى تاثيرا
قد سرجت اغصانها فكانما ...........................قبضت بهن من الفضاء طيورا
وكانما ياتي لوقع طيرها .............................ان تستقل بنهضها وتطيرا
من كل واقعه ترى منقارها ...........................ماء كسلسال اللجين نميرا
خرس تعد من الفصاح فإن شدت .................. جعلت تغرد بالمياه صفيرا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فذلك يدل على أنهم مزجوا وصف الطبيعة بمظاهر الحياة الحضرية المترفة ...................... وليس ذلك بغريب ................... ولكن الغريب .... والذي يدل على تفوقهم العلمي (في نظري) وحضارتهم العظيمة أنهم استطاعوا أن يصنعوا النوافير ..... من أفواه الأسود والعصافير ........ في الوقت الذي لم تكن فيه كهرباء ..............
وعندما سألت ..... عن ذلك الأمر العجيب ،،، قيل لي أنهم اعتمدوا على الظاهرة (الأسموزية) التي تتمثل في صعود الماء من أسفل النبتة إلى أعلاها..... !!!!!
فكيف فعلوا ذلك ..... الله أعلم !!​

حمدونة بنت زياد
وهي تصف وادي الاشات




أباح الدمع أسراري بِوَادي
له للحسن أثار بَوَادي


فمن نهر يطوف بكل روض
ومن روض يرف بكل وادي


ومن بين الضباء مهاة أنس
سبت لبي وقد ملكت فؤادي


لهــا لحـــظ ترقــده لأمــــر
وذاك الأمر يمنعني رقادي


إذا سدلــت ذوائبها عليهــا
رأيت البدر في أفق السواد


كأن الصبح مات له شقيــق
فمن حزن تسربل بالســواد
ابن هاني الأندلسي
في وصف المطر



ألؤلؤٌ دمعُ هذا الغيثِ أم نقـطُ
ما كانَ أحسنهُ لو كان يُلتقـطُ



أهدى الربيعُ إلينا روضةً أنفـاً
كما تنفسَ عن كافورهِ السفـطُ



غمائمٌ في نواحي الجو عالقـةٌ
حفلٌ تحدر منها وابـلٌ سبـطُ



بين السحابِ وبين الريحِ ملحمةٌ
معامعٌ وظبي في الجو تخترطُ




كأنه ساخطٌ يرضي على عجلٍ
فما يدومُ رضى منه ولا سخطُ​










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-26, 09:30   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
alisoso
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لكي اختي كريمه واسمحيلي تعبتك معايا . ايه راه استاذه قالتنا لازم 6 مراجع نتاع كتب على هادي لازم نشوف وكل واحد كيفاه يهدر على بحث ربي يجعل خير مهم اخذت هذه معلومات وسابحث على باقي في مكتبات
جزاك الله خيرا اختي كريمه










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-26, 10:36   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*سندوسة*
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية *سندوسة*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alisoso مشاهدة المشاركة
شكرا لكي اختي كريمه واسمحيلي تعبتك معايا . ايه راه استاذه قالتنا لازم 6 مراجع نتاع كتب على هادي لازم نشوف وكل واحد كيفاه يهدر على بحث ربي يجعل خير مهم اخذت هذه معلومات وسابحث على باقي في مكتبات
جزاك الله خيرا اختي كريمه
العفو اخي
وان شاء الله تجد عما تبحث عنه
بالتوفيق









رد مع اقتباس
قديم 2017-02-25, 10:24   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
alisoso
عضو جديد
 
إحصائية العضو










456ty بحث حول تلخيص كتاب لسان العرب لابن منظور جزء 5

السلام عليكم . رجاءا لدي بحث حول تلخيص كتاب لسان العرب لابن منظور جزء5 وتعريف كاتب ووصف شكل كتاب وانا ماني فاهم كيفاه نبدا ولا كيفاه ندير وماعرفتش اي كتاب لي عندو اي معلومة يساعدني ونحوس على ملخص هادا رجاءا لازم هادي سمانه يكون واجد باش سمانة تانية نلقيه هادام لخص راه يساعدني في بحث رجاءاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ساعدونيييييييييييييييي:co nfused:










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:16

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc