لكل من يبحث عن مرجع سأساعده - الصفحة 161 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم البحوث العلمية والمذكرات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لكل من يبحث عن مرجع سأساعده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-01-24, 23:30   رقم المشاركة : 2401
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة faouaz abidi مشاهدة المشاركة
[السلام عليكم إخوتي الكرام أريد مساعدتكم في بحثي الجامعي تحت مسمى " التضامن والتعاون الإجتماعي " بحيث يحتوي البحث على " العمليات الأجتماعية " كمبحث تمهيدي , وأجركم على الله
أهمية التضامن والتعاون بين الأفراد والمجتمعات بواسطة: Sanaa Ayman - آخر تحديث: ٠١:٠٦ ، ٥ يوليو ٢٠١٥ ذات صلة أهمية التضامن ما هي أهمية التضامن والتعاون ما أهمية التعاون بحث عن التعاون التحضر والتعاون لا يوجد مجتمع متحضّر بدون وجود تعاون وتضامن بين جميع أفراده فكلّ فرد يجب أن يكون له دور فعّال في مجتمعه مهما كان بسيطاً فأصحاب الحرف، مثل النجارين والحدادين يعملون من أجل كسب الرزق وهم في الحقيقة يحقّقون نوعاً من التعاون بينهم وبين مجتمعهم لتعمّ المنفعة على الجميع فالحديد والخشب من أهمّ الموادّ المستخدمة في البناء وبالتالي فإن كان هناك من يستهين بدور كلّ من الحداد والنجار فهو يغفل عن أنّهم هم من يساعدون في بناء المدن وإظهاره هذه المدن بالمظهر الجميل والراقي. أهمية التعاون بين الأفراد والمجتمعات قد حث الاسلام على التعاون بين الناس لأنّه أساس النجاح في كلّ الأمور فكلما كان الناس متعاونون كلما كان هذا المجتمع راقياً، وتبدو أهمية التعاون جلية في قوله تعالى:" وتعاونوا غلى البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدون" ومن المهم التذكير بأهمية التعاون على كل ما هو خير والابتعاد عن الشر فالشر يولد العنف والأعداء، ولو أن الدول العربية تتعاون فيما بينها لأصبحت أكبر قوة في العالم تقف في وجه أي خطر قد يهددها، ولهذا فان التعاون مهم في جميع المجالات المهنية والاجتماعية حتى يصبح لدينا مجتمع متماسك ناجح في جميع المجالات. إنّ من أهميّة التعاون بين الأفراد والمجتمعات تفعيل دور العمل التطوّعي فكلّما شجعنا الشباب على الأعمال التطوعيّة كلما زاد حب العمل والتعاون على الخير وبناء مجتمع سليم قادر على مواجهة أي تحديات من أي نوع قد يمر بها ومن أمثلة ذلك أن يتمّ عمل يوم تطوّعي لتنظيف البلدة، أو زراعة الأشجار، أو أي عمل آخر يتم فيه العمل على أساس التعاون، ومن الأمثلة الأخرى على التعاون تعاون الأسرة والمدرسة في تربية الأبناء بحيث يكون دور كلّ منهما مٌكمِّل للآخر فيما يٌعرف بالتضامن أيضاً. ورغم أهمية التعاون الا أنّ ليس جميع أفراد المجتمع قادرين على التعاون إمّا لكبر السن أو بسبب المرض أو غيره من الأسباب ومن الممكن أن يتعاون بعض أفراد المجتمع ولكن ضمن إمكانيات محدّدة فلكلّ إنسان طاقة وقدرة معينة يستطيع تحملها وأي مجتمع يخلو من التعاون بين أفراده فهو مجتمع مفكّك ومن الممكن أن ينهار في أي لحظة ونرى هذا جلياً في الفترة الأخيرة في بعض الدول العربية التي تعرضت الى حروب أهلية سببت دماراً هائلاً لمجتمعها وهذا أكبر دليل على أنّ التعاون من مقومات بناء ونجاح اي مجتمع فاذا فٌقِد التعاون أو التضامن عمت الفوضى والعدائيّة بين الأفراد ممّا يؤدّي إلى انهيار هذا المجتمع.

إقرأ المزيد على موضوع.كوم: https://mawdoo3.com/%D8%A3%D9%87%D9%8...B9%D8%A7%D8%AA








 


رد مع اقتباس
قديم 2016-01-24, 23:31   رقم المشاركة : 2402
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة faouaz abidi مشاهدة المشاركة
[السلام عليكم إخوتي الكرام أريد مساعدتكم في بحثي الجامعي تحت مسمى " التضامن والتعاون الإجتماعي " بحيث يحتوي البحث على " العمليات الأجتماعية " كمبحث تمهيدي , وأجركم على الله
لتعاون وأهميته في بناء المجتمع/ أحمد ولد أحمد



إن تراجع الدولة عن دورها في الميادين الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ساهم في تزايد مبادرات أفراد المجتمع في الانتظام وبشكل منظم جماعيا داخل تنظيمات وجمعيات مختلفة من حيث الأهداف، وعرفت وتيرة مسارعة في العقود الأخيرة من الزمن، قوامها الأساس مبدأ "التطوع" في مختلف المجالات من أجل تحقيق أهداف مجتمعية في حياد واستقلالية عن الدولة. وللتعاون بين الأفراد أهمية بالغة في الحفاظ على تماسك المجتمع ونشر المحبة فيه، فالمجتمع الذي لا يسود فيه التعاون مجتمع مهدد بالتفكك والانهيار.

ومما ورد من الأحاديث الشريفة في التضامن الإسلامي، الذي هو التعاون على البر والتقوى: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) أخرجه مسلم في صحيحه , وقوله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه ) – متفق عليه - ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما .
وللتعاون عدت فوائد من أهمها:
-القوة: إذا تعاون أفراد المجتمع صاروا على قلب رجل واحد وأصبح قويا.
-المحبة: التعاون يثمر المحبة.
-توثيق العلاقات الاجتماعية: التعاون يجعل الروابط الاجتماعية قوية.
-التقدم والتطور: المجتمع المتعاون متكاتف ومتآزر، يسعى جميع أفراده إلى الأفضل، فهو مجتمع متقدم ومتطور.
ويمكن تقسيم التعاون ألي نوعين:
أ- تعاون غير مباشر : وهذا ما نلاحظه عند التجار وأصحاب الحرف المختلفة حيث يعمل كل واحد منهم علي توفير لقمة العيش لنفسه وعياله لا كنه أيضا يوفر أللمجتمع بعض حاجاته الضرورية, وهكذا تستمر الحياة وتزدهر، وهذا النوع من التعاون تفرضه الضرورة وهو قائم ومستمر مادامت الحياة.
ب- تعاون مباشر: هو التعاون الذي تتضافر فيه جهود عدة أشخاص بإرادة منهم لإنجاز عمل يعم نفعه الجميع، بحيث إذا انفرد بهي شخص واحد لم يحقق الغرض المطلوب منه. كأن نتعاون على تنظيف حي، تشجير منطقة، أو نتعاون على إصلاح قطعة أرض، أو نحارب مرضا اجتماعيا خطيرا، وهذا هو التعاون الذي أمر الله بهي ورغب فيه الرسول (ص) .



مرسلة بواسطة التجمع الشبابي لقرية توروكيلين في 3:06 ص

https://chebabtourogeilly.blogspot.co...g-post_24.html









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-24, 23:32   رقم المشاركة : 2403
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة faouaz abidi مشاهدة المشاركة
[السلام عليكم إخوتي الكرام أريد مساعدتكم في بحثي الجامعي تحت مسمى " التضامن والتعاون الإجتماعي " بحيث يحتوي البحث على " العمليات الأجتماعية " كمبحث تمهيدي , وأجركم على الله
لتعاون والتضامن
التعاون و التضامن


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نتحدت اليوم عن التضامن و التعاون
فهل يا ترى مع اختلاف الاجيال اختفت هذه الصفة ام لازالت ؟ ما اتر التضامن على حياتنا و مجتمعنا ؟ و ما مفهوم التضامن ؟ كلها اسئلة تدور في عقولنا فلنبدا هذا الموضوع

ما مفهوم...... التعاون والتضامن

التضامن قيمة أخلاقية و شعور وواجب إنساني نبيل لا يمكن أن يؤمن به ويتحلّى بخصاله إلا من كانت له شخصية مفعمة بالإنسانية وبالحسّ الاجتماعي المرهف وهو علاقة اجتماعية ورباط بين الأفراد والمجموعات,وهو علاقة حضارية بين الأفراد. و هو سلوك إنساني نبيل ،يتمثل في تقديم المساعدة للغير بهدف تحقيق الأهداف المشتركة.





وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) سورة المائدة.
الأصل في المسلمين التعاون والتعاضد والتكافل في الأفراح والأقراح وهذ كان سائدا في المجتمعات العربية قديما وفي الأرياف حاليا بقي من التعاون الشيء الذي يذكر لكن تغير العلاقات الاجتماعية وتبدل قيم المجتمعات وسيادة القيم الاستهلاكية بين الناس والتفاخر بما لديهم من وسائل الترفيه والاثاث... ادى الة اختفاء قيمالتعاون لتحل محلها قيم التنافس بين الناس على التفكير في المادة وتحصيل المال لإرضاء حاجات الفرد واشابعها من السلع والخدمات وفرض نمطا من العلاقات السطحية بين الجيران والأقارب والتي يحكمها قانون المصلحة واختفت قيم التعاون والعمل الجماعي لتحل محلها الفردية والمنفعة فأصبح قانون تبادل المنافع هو السائد بين الناس وخصوصا في المدن الكبرى التي تتعقد فيها شبكة المصالح والعلاقات بين الأفراد فقد لا يعرف الجار جاره وهو يسكن بجواره لعشرات السنين!
ساعد ذلك التقدم التقني الذي ساهم في ان يستغني الناس عن المجهود العضلي واستخدام الآلة مما ساعد على تسهيل الاعمال التي تحتاج الى التعاون فاصبح بمقدور الفرد ان يقوم بها لوحده بدون مساعدة فأصبح التعاونبين الناس والتزاور بينهم اقل وبحدود المناسبات الرسمية فقط ولم يعد التعاون بين الناس موجودا الا في البيئات الريفية وبين سكان البادية بحكم القرابة التي تجمع بين سكان الريف أو البادية فهم غالبا الجيران يكونون من الأقارب الساكنين بجانب بعضهم.




دور التعاون في تماسك المجتمع :
للتعاون أثر إنساني عظيم فهو يعمل :
- على بناء مجتمع سليم متعاون متضامن متماسك.

- قادر على مجابهة تحديات العصر .
- التخفيف من آثار الإرهاب والكوارث .
- يعمل على توطيد العلاقات بين الأفراد والمجتمعات والدول
- تعزيز الصداقة والتعاون والسلام بين الشعوب.


دور التضامن : يتمثل:
- غرس الصفات النبيلة بين أفراد المجتمع من محبة.

- التخفيف من آثار الكوارث والأزمات

- تمتين العلاقات بين الأفراد والمجتمعات

- بناء مجتمع سليم متضامن متماسك




مجالات وميادين التضامن:
أ- على المستوى الوطني: يمارس على مستوى الأسرة والحي والقرية ومكان العمل والوطن مع المحتاجين والفقراء....

ب-على المستوى الدولي: يتم بين الدول والشعوب عن طريق منظمات دولية وجمعيات إنسانية مثل : الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدوليين مهمتها تقديم المساعدات المادية والمعنوية للمتضررين من الكوارث الطبيعي
https://stforum.spacetoon.com/showthr...A7%D9%85%D9%86









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-24, 23:33   رقم المشاركة : 2404
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة faouaz abidi مشاهدة المشاركة
[السلام عليكم إخوتي الكرام أريد مساعدتكم في بحثي الجامعي تحت مسمى " التضامن والتعاون الإجتماعي " بحيث يحتوي البحث على " العمليات الأجتماعية " كمبحث تمهيدي , وأجركم على الله
أهمية التضامن الاجتماعي
التضامن قيمة أخلاقية و شعورو واجب انسان نبيل لا يمكن أن يؤمن به و يتحلى بخصاله إلاّ من كانت له شخصية مفعمة بالإنسانية و بالحس الاجتماعي المرهف و هو علاقة اجتماعية ورابط بين الافراد و المجموعات كما أنّ التضامن الاجتماعي يعتبر من اسس القيم التي تقوم على التعاون و التآزر و مدّ يد المساعدة للمحتاجين. إنّ التّضامن الاجتماعي يفضي إلى التّكامل في العمل الخيري بتكميل النّاقص و رتق الخروق على أساس المحبّة و التّرابط ؤ التّراحم و تحقيق الخير
و يعتبر في عصرنا الحالي شعار مختلف المجتمعات تنادي إليه من خلال الجمعيات و مختلف المنظمات و المؤسسات و هو ما يلاحظ من خلال تزايد عدد المتطوعين للقيام بهذا العمل النبيل و ما تمّ إصداره من مراسيم للنهوض بمختلف مجالات التكافل و التضامن

قيم التضامن الاجتماعي
إحياء قيم التضامن و التكافل الاجتماعي بات ضرورة ملحّة في ظلّ ما تعانيه الشعوب من تدهور اقتصادي و اجتماعي اثّر سلبا على الأوضاع المعيشية للكثير من الأفراد و لمجابهة هذه الظروف الاجتماعية المتردية سعت عديد الجمعيات و المنظمات إلى ترسيخ قيم التضامن الاجتماعي بشتى معانيه كمد يد المساعدة للمحتاجين لتدبير شؤونهم و تلبية احتياجاتهم و تقديم الخدمات لهم أو المساهمة قي تعليم أطفال محرومين من أبسط المرافق الحياتية أو رسم البسمة على وجه طفل فقير تكون المساعدة ببناء مساكن اجتماعية لعائلات معوزة و مؤازرتها أو ترميم مدارس
و تتجلى هذه القيم أيضا من خلال الجمعيات و المنظمات و الأفراد من الفئات الضعيفة كالفقراء و المعوزين و المحتاجين و ضحايا الزلازل و الفيضانات و كذلك بالإنصات إلى مشاغلهم و العطف عليهم و الحرص على إحاطتهم بكل الرعاية فالتضامن يشجع على العمل بالمساعدة على إيجاد موارد رزق للمحتاجين من خلال مساعدة الأفراد على الخروج من دائرة المساعدة إلى دائرة الإدماج عبر العمل و الإنتاج و هذا ما تسعى إليه بعض الجمعيات و المنظمات التطوعية التي بأعمال تضامنية للخروج بالعائلات المعوزة من بوطقة الفقر والاحتياج إلى طريق الخلق و اللإبداع و التعويل على الذات
و من هذه الجمعيات نذكر: جمعية الهلال الأحمر التونسي ، اتحاد شبان مطوعون بلب حدود ،وهذا الإتحاد يسعى جاهدا إلى ايجاد حلول فعلية لذوي الاحتياجات الخاصة و لعائلات المعوزة لا فقط بالإعانة و مد يد المساعدة و انما بالبحث عن مواطن شغل و الإحاطة بالأطفال داخل الوسط المدرسي و تفعيل مبدأ التضامن لدى لأفراد
كل مظاهر التكافل والتضامن الاجتماعي تشكل جميعها بلسما يضيف على المجتمع روح التضامن لدى المواطن المعوز و المحتاج الذي ينشد العيش الكريم بكرامة و رفاهية كغيره
https://mbasic.********.com/notes/un...4412525943994/









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-24, 23:35   رقم المشاركة : 2405
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة faouaz abidi مشاهدة المشاركة
[السلام عليكم إخوتي الكرام أريد مساعدتكم في بحثي الجامعي تحت مسمى " التضامن والتعاون الإجتماعي " بحيث يحتوي البحث على " العمليات الأجتماعية " كمبحث تمهيدي , وأجركم على الله
التضامن و التعاون استعرض الموضوع السابق استعرض الموضوع التالي اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوع رسالة
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد المساهمات: 157
نقاط: 2778
تاريخ التسجيل: 04/08/2010


مُساهمةموضوع: التضامن و التعاون الجمعة أكتوبر 15, 2010 9:48 am
التـــــضامن:

التضامن هو الاندماج في مجتمع ما أو بين مجموعة من الأشخاص وجيرانهم ونوع ذلك الاندماج ودرجته.[1] وهو يشير إلى الروابط في المجتمع التي تصل بين شخص وآخر. يتم أحيانا تصنيف التضامن الاجتماعي كنوع من الاشتراكية السياسية، حيث يُرَى كأنه القوة المحركة التي تصنف القوى العاملة بشكل مثالي. ويستخدم المصطلح في علم الاجتماع والعلوم الاجتماعية.
والأساسيات التي يتشكل عليها التضامن الاجتماعي يختلف من مجتمع لآخر، ففي المجتمعات البسيطة يقوم التضامن على أسس القرابة والقيم المشتركة، بينما في المجتمعات الأكبر والأكثر تعقيدا يوجد العديد من النظريات حول ما يقوم بتفعيل التضامن الاجتماعي.

التــــــعاون:

التعاون هو ارتباط مجموعة من الأفراد على أساس من الحقوق والالتزامات المتساوية لمواجهة وللتغلب على ما قد يعترضهم من المشاكل الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية أو القانونية ذات الارتباط الوثيق المباشر بمستوى معيشتهم الاقتصادية والاجتماعية سواء كانوا منتجين أو مستهلكين. و التعاون هو تجميع للقوى الاقتصادية الفردية وهو كذلك سلوك إنساني شوهد في مختلف العصور البشرية، لجأ إليه الإنسان في عمله وتصرفاته الخاصة والعامة. و قد كان في الماضي والحاضر وسيلة للدفاع عن الحقوق لمكافحة الظروف الاقتصادية السيئة نتيجة النظم الاقتصادية المختلفة منذ بدء ظهور الثورة الصناعية والتطور التجاري في العالم مما ساعد على ظهور طبقات الإقطاعيين واللبيراليين والاشتراكيين.
[عدل]أنواع التعاون

أولا: التعاون البدائي الذي كان معروفا بالمغرب مثل التويزة لوزيعة الشرض "تعليم ودين وخبرة".
ظهر في بريطانيا "1771 - 1858" الذي تبناه المصلح الاجتماعي "روبيت إوين" ويطلق عليه أبو التعاون.
ثانيا: التعاون الشيوعي و يعتبر كارل ماركس شيخ الشيوعيين "1818 - 1883" ويعتبر لنين بأن الجمعية التعاونية يمكن لها بأن تكون عضوا اشتراكيا.
ثالثا: التعاون المسيحي ظهر هذا النوع من التعاون بأروبا 1886 ويركز هذا التعاون على مبادئ دينية وأخلاقية من أجل حماية صغار الفلاحين وإنقاذهم من ربا القروض التي كانت عالية الفائدة.
رابعا: التعاون التقليدي أو المعاصر يسعى هذا النوع من التعاون إلى إنشاء مجتمعات تعاونية، وبرامجه تتلخص في تكوين جمعيات محلية تعمل للحصول على الفائض لمصلحة الأفراد من الأرباح، والمرحلة الثانية تكوين جمعيات الاتجار بالجملة والمرحلة الثالثة العمل على الحصول على الأرض من أجل إنتاج الحبوب والفواكه وغيرها كما يسعى مفكرو هذا النوع من التعاون بأن يمتلك المتعاونون وسائل الإنتاج قصد الحصول على منتوج جيد ومنخفض التكلفة. صور من التعاون :
يتعاون الأطفال كما يتعاون الكبار، ويقدمون خدماتهم على قدر طاقتهم وجهدهم، وكل مجهود مهما كان صغيرًا يكون نافعًا ومفيدًا، ومن صور التعاون التي يمكن للصغار أن يقوموا بها : - مساعدة الوالدين في أعمال المنزل وتلبية طلبات الأسرة.
- تنظيم حجرة نومك وتنظيفها.
- المحافظة على البيئة المحيطة بك والمرافق العامة.
- الحرص على نظافة الشارع وجماله بعدم إلقاء المهملات فيه.
- الاشتراك في الجمعيات المدرسية التي تخدم الطلاب وتقدم لهم العون.
- مساعدة عجوز في عبور الطريق.
- إعانة المحتاجين من زملائك بكل صورة ممكنة.
- نشر الفضيلة والسلوك الطيب بين زملائك.
- تقديم النصح لزملائك الذين يسلكون سلوكًا غير إسلامي.
· فوائد التعاون :
- ازدياد الروابط الأخوية بين الزملاء.
- إنجاز الأعمال في أسرع وقت وفى صورة جيدة، حيث يؤدى كل فرد ما يجيده ويحسن عمله.
- توفير الوقت وتنظيم الجهد، فبدلاً من أن يتحمل فرد واحد مسئولية إنجاز عمل ما، فإنه يوزع على آخرين لإنجازه، وهذا يعنى مجهودًا أقل ووقتًا أقل.
- إظهار القوة والتماسك، فالمتعاونون يصعب هزيمتهم، مثلهم مثل العصا يمكن كسرها إن كانت واحدة، ويصعب كسر مجموعة من العصى المترابطة.
- نيل رضا الله، لأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
- يد الله مع الجماعة : فالله تعالى يكون معهم، وما دام الله معهم فلن يخسروا، ويكون النجاح حليفهم.
- القضاء على الأنانية وحب الذات، حيث يقدم كل إنسان ما عنده ويبذله للآخر عن حب وإيمان.
· أحاديث قي فضل التعاون :
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- :
- "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا". (متفق عليه)
- "الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه". (رواه مسلم)
- "من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته". (رواه البخارى)
- "مثل المؤمنين في توداهم وتراحمهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". (متفق عليه)

اتمنى انكم استفدتم من الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://talabat-net.yoo7.com

التضامن و التعاون
استعرض الموضوع السابق استعرض الموضوع التالي الرجوع الى أعلى الصفحة
صفحة 1 من اصل 1
https://talabat-net.yoo7.com/t31-topic









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-24, 23:36   رقم المشاركة : 2406
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة faouaz abidi مشاهدة المشاركة
[السلام عليكم إخوتي الكرام أريد مساعدتكم في بحثي الجامعي تحت مسمى " التضامن والتعاون الإجتماعي " بحيث يحتوي البحث على " العمليات الأجتماعية " كمبحث تمهيدي , وأجركم على الله
مفهوم التضامن و مبادئه و اشكاله و طنيا و دوليا الخميس 20 يناير - 20:58:58
يعتبر التضامن قيمة إنسانية كبرى تساهم في
بناء المواطنة الحقة و تضمن استقرار المجتمعات وتطورها فماهو مفهوم التضامن؟ وماهي
المبادئ التي يقوم عليها؟ وما هي أشكال التضامن وطنيا و دوليا؟.





مفهوم التضامن ومبادئه: سلوك إنساني يعمل
على تقديم المساعدة للناس في وقت الحاجة و يعمل على التخفيف من معاناتهم و ينقسم إلى
قسمين تضامن مادي مثل توزيع مساعدات غذائية و تضامن معنوي كالمواساة يستمد التضامن
أسسه من التعاليم الدينية و المواثيق الدولية و القوانين الوطنية وهناك عدة مؤسسات
تعمل على نشر ثقافة التضامن
-صندوق الضماني الاجتماعي وهو مؤسسة عمومية ينخرط فيها
عمال القطاع الخاص و الشبه العمومي و مستخدمو المهن الحرة و آخرون ومن بين خدماته
تقديم منحة الوفاة لأسرة المتوفىوايضا تؤدي إلى خدمات صحية وطبية إلى جانب الخدمات
الاجتماعية

-مؤسسة محمد الخامس تعتبر مؤسسة عمومية تهدف الى محاربة الفقر و تحسين
وضعية المهمشين و العناية بالمعاقين كما تعتمد على ثقة المواطنين وتبرعاتهم
باقتناء الشارات و الطوابع البريدية و الإيداعات البنكية




-مؤسس حركة الصليب الأحمر يعتبر هنري دونان
مؤسس حركة الصليب الأحمر الدولي بموجب اتفاقية جنيف 1864 الذي أصبحت حركة في إطار
القانون الإنساني الدولي لحركة الصليب الأحمر
-الهلال الأحمر هي حركة لايهمها من هو على
حق أو باطل و هدفها حماية وعلاج ضحايا الحروب .






التضامن مسؤؤلية الجميع كل حسب موقعه و امكانياته (
دولة افراد مؤسسات ومجتمع مدني) و التخلي عن روح التضامن هو التخلي عن روح
الانسانية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.hg-alanouar.com/t143-topic









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-25, 22:25   رقم المشاركة : 2407
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohad3814 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أريد مساعدة من فضلك في مذكرة
السياسة العقابية في ظل التشريع الجزائري تنظيمها وآليات تنفيذها
https://www.tassilialgerie.com/vb/showthread.php?t=9062









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-25, 22:29   رقم المشاركة : 2408
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohad3814 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أريد مساعدة من فضلك في مذكرة
السياسة العقابية في ظل التشريع الجزائري تنظيمها وآليات تنفيذها
دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة
مــقــدمــة:
تعد العقوبة هي الجزاء الذي يتبع تجريم سلوك معين يمنع الأفراد من إتيانه، وهي بذلك جزء هام من نظام قانوني متكامل ينطلق من الرغبة الجماعية في إضفاء الحماية للأفراد بمنع سلوكات معينة وترتيب جزاءات للأفراد الذين يخالفون هذا المنع، هذه العقوبة التي تختلف باختلاف نوع الجريمة التي ارتكبت، وقد كانت العقوبة في العصور القديمة تقتصر فقط على العقوبات البدنية تأتي في مقدمتها عقوبة الإعدام، أو الشنق، او بتر أحد الأعضاء، إلا انه وبتطور المجتمعات ظهرت إلى الوجود العقوبات السالبة للحرية والعقوبات المالية كالغرامة والمصادرة وغيرها من العقوبات الأخرى، وكان الهدف من تطبيق العقوبة السالبة للحرية هو تحقيق الإيلام او بالأحرى الإنتقام من المجرم، إلاّ أنه تم استبعاد فكرة الإنتقام و التي تعد وليدة للسلوك الإنساني البدائي الجاهل متمثلة في عدة صور كالرمي في النهر أو الشنق او الضرب حتى الموت، حيث اتسمت بالطابع الوحشي، ثم تطورت العقوبة لتصبح وسيلة لتهذيب المجرم وإصلاحه و تأهيله، ومن أجل التنفيذ العقابي للعقوبات السالبة للحرية بمفهومها الجديد، يجب توافر عدة متطلبات، وهي من المتطلبات الضرورية لتحقيق تلك الغاية، ومن اهم هذه الضروريات وجوب توافر أماكن للتنفيذ بمعنى تأهيل السجون باعتبارها أماكن لتنفيذ العقوبات السالبة للحرية، وقد تطور مفهوم السجن ووظيفته حيث مر بعدة مراحل، فكانت وظيفته عند الرومان تقتصر على أنه مكان يأوي المجرمين قبل و بعد المحاكمة لتأدية العقوبة فقط،، أما بالنسبة لمعاملة المحبوسين فكانت متفاوتة بتفاوت القدرات المالية لهم،وبالتالي لم يكن هناك نظام موحد لمعاملة المحبوسين.
أما عند الفراعنة فكانت السجون عندهم تتميز بزنزانتها المظلمة تحت الأرض أو في حفر خاصة أو أقفاص يصعب الخروج منها، وفي العصور الوسطى خضع تسيير السجون لإدارة ذوي النفوذ وكان كلما إرتفع عدد المساجين كلما ساءت معاملتهم، وفي هذه المرحلة كثرت الجرائم الأخلاقية وانتشرت الأمراض داخل السجون مما دفع بالكنيسة إلى التدخل معتبرة أن المجرم مخطئ وليس منبوذ من المجتمع بل عليه أن يسترد مكانته في المجتمع عن طريق التوبة، ويقتضي من أجل ذلك إعداد مكان صالح يخصص للمحبوس ليطلب فيه التوبة، وهنا ظهرت فكرة السجن الإنفرادي حيث يستعين في ذلك المحبوس بمساعدة دينية يقدمها له رجل دين، وذلك بهدف إصلاحه وتهذيبه.
في أوائل القرن السابع عشر زاد الإهتمام بأمر السجون فظهرت السجون الحديثة في إنجلترا وهولندا، حيث كانت تنظم السجون في إنجلترا أنواعا متعددة من الأعمال يكلف المحبوسين بالقيام بها مقابل إعطائهم أجور عن ذلك العمل بالإضافة إلى اهتمامها بالتكوين المهني، وفي سنة 1595 أنشأ في أمستردام سجن حديث للرجال وآخر خاص بالنساء سنة 1597، وآخر خاص بالأحداث في إيطاليا وفي هذه المرحلة عرفت السجون حركة اهتمام واسعة ساعدت على تبني سياسة الإصلاح في العديد من الدول و المجتمعات للقضاء على مظاهر التعسف والقسوة والفساد داخل السجون.



دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة
ومع نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر شهدت السجون ثورة عارمة في كلّ أنحاء العالم بغية تحسين ظروف السجن و العناية بالمساجين، و بالتالي بدأ التفكير في شخصية المحبوس
و أساليب حمايته من جهة و عمله داخل السجن من جهة أخرى، و من ثمة تم التخلي عن فكرة أن المحبوس هو إنسان من الدرجة الثانية.
وعليه اتجهت معظم النظم العقابية إلى الإهتمام بطرق وأساليب المعاملة العقابية لاسيما فيما يتعلق بالتربية والتأهيل بالإستناد على علم النفس والإجتماع، من أجل ضمان فعالية طرق العلاج داخل السجون.
وقد تغير مصطلح السجن بتغير الأهداف والصلاحيات المنوطة به، فاصبح مؤسسة عقابية باعتبارها مدرسة للتأهيل والإصلاح الاجتماعي بدل إنزال العقاب دون جدوى.
وفي القرن العشرين انتقل علماء العقاب والباحثون من بحث فكرة تعدد أنواع السجون ونظمها إلى تعدد أساليب المعاملة العقابية، أي البحث في فلسفة الإصلاح وهذا ما تطرق إليه المفكر اديمونرو اوليفيرا بقوله :" إن اصلاح السجون يستدعي توجه جديد يقضي أن يقوم على قاعدة، في الوقت الذي يعاقب فيه المخطئ على خطيئته يتم تربيته من اجل ان يكون مواطنا صالحا ".
وبصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948 والعهد الدولي الخاص بالحقوق الإقتصادية والاجتماعية ولاسيما المادة 10 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية التي نصت على ضرورة معاملة الأشخاص المحرومين من حريتهم في إطار الكرامة الإنسانية بمعنى الحث على أنسنة السجون، وهذا ما جاءت به قواعد الحد الأدنى لمعاملة المساجين في 30/08/1955 وهي القواعد التي صادق عليها المجلس الإقتصادي والإجتماعي للأمم المتحدة في الدورة المنعقدة في جونيف بتاريخ : 31/07/1957 .
وفي سنة 1988 تم وضع مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الاشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الإحتجاز أو السجن، أما في سنة 1990 وبالتحديد في : 14/12/1990 وضعت المبادئ الأساسية لمعاملة السجناء، وهي مجموع المبادئ والقواعد التي استند إليها المشرع الجزائري في سنّه لقانون تنظيم السجون وإعادة تربية المساجين بموجب الأمر رقم 72/02 الصادر في 10/02/1972.
لكن ونظرا للتطورات التي عرفتها المنظومة التشريعية في إطار إصلاح العدالة، و باعتبار قطاع السجون إحدى أهم المرافق التي تعتمد عليها الدولة في حماية المجتمع من الظاهرة الإجرامية، لذلك فقد تبنى المشرع منهجا جديدا يتمثل في تحقيق إعادة إدماج المحبوس و إصلاحه وتحضيره إلى مرحلة ما بعد الإفراج عنه.
لذلك صدر قانون 05/04 في 06 فيفري 2005 ليتضمن قانون تنظيم السجون وإعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين، حيث جاء بسياسة عقابية جديدة تتضمن العديد من الضمانات والحقوق التي يتمتع بها المحبوس داخل المؤسسة العقابية.
بالإضافة إلى تدعيم الدور الفعال الذي تقوم به المؤسسات العقابية، باعتبارها الأداة أو الجهاز الذي تتجسد بواسطته الأهداف الجديدة للسياسة العقابية .
هذه المؤسسات العقابية التي نص على تنظيمها وسيرها بالفصل الأول من هذا القانون، حيث يندرج منه الباب الثالث تحت عنوان المؤسسات العقابية وأوضاع المحبوسين، فعرف لنا المؤسسة العقابية بموجب نص المادة 25 منه على أنها: " مكان للحبس تنفذ فيه وفقا للقانون العقوبات السالبة للحرية والأوامر الصادرة عن الجهات القضائية والإكراه البدني عند الإقتضاء".
دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

وتأخذ المؤسسة العقابية شكلين إما شكل البيئة المغلقة أوشكل البيئة المفتوحة، وهي الأشكال التي سوف نأتي إلى تفصيلها في الفصل الثاني عند التطرق إلى دور المؤسسة العقابية في إعادة إدماج المحبوس.
كما نص المشرع الجزائري في المادة 28 من قانون تنظيم السجون على تصنيف مؤسسات البيئة المغلقة إلى مؤسسات ومراكز متخصصة كما يلي:

أولا: الــمــؤسـسات :
1- مؤسسة الوقاية: وهي المؤسسة التي نجدها بدائرة اختصاص كل محكمة و تخصص لاستقبال المحبوسين مؤقتا، و المحكوم عليهم نهائيا بعقوبة سالبة للحرية لمدة تساوي أو تقل عن سنتين، كما تخصص لاستقبال المحبوسين الذين بقي لانقضاء مدة عقوبتهم سنتان أو أقل، والمحبوسين لإكراه بدني.
2- مؤسسة إعادة التربية: وهي التي نجدها بدائرة اختصاص كل مجلس قضائي، وتخصص لاستقبال المحبوسين مؤقتا، والمحكوم عليهم نهائيا بعقوبة سالبة للحرية تساوي أو تقل عن خمس سنوات، ومن بقي منهم لانقضاء عقوبته خمس سنوات أو أقل وكذلك المحبوسين لإكراه بدني.
3- مؤسسة إعادة التأهيل : وهي مخصصة لحبس المحكوم عليهم نهائيا بعقوبة الحبس لمدة تفوق خمس سنوات وبعقوبة السجن، وكذلك المحكوم عليهم معتادي الإجرام والخطرين، مهما تكن مدة العقوبة المحكوم بها عليهم وكذلك المحكوم عليهم بالإعدام.
ثانيا: المراكز المتخصصة : وتنقسم إلى قسمين:
1- مراكز متخصصة للنساء:وهي مخصصة لاستقبال النساء المحبوسات مؤقتا، والمحكوم عليهن نهائيا بعقوبة سالبة للحرية مهما تكن مدتها، وكذلك المحبوسات لإكراه بدني.
2- مراكز متخصصة للأحداث: وهي متخصصة لاستقبال الأحداث الذين تقل أعمارهم عن ثماني عشر 18 سنة المحبوسين مؤقتا، والمحكوم عليهم نهائيا بعقوبة سالبة للحرية مهما كانت مدتها.
ونظرا لأهمية الموضوع لاسيما في إطار التوجهات الجديدة للمشرع في تحقيق إعادة الإدماج الاجتماعي كهدف إصلاحي للمحبوس الذي عرف إهتماما واسعا بداية بتدعيم حقوقه داخل المؤسسة العقابية، وتحسين ظروف احتباسه وتطوير أنظمة الإحتباس.
بالإضافة إلى تدعيم النشاطات التربوية التي يستفيد منها المحبوس أثناء الفترة التي يتواجد فيها بالمؤسسة إلى حين إنقضاء مدة العقوبة، بغرض تأهيله إلى مرحلة ما بعد الإفراج عنه، كما تجدر الإشارة إلى أن المشرع جاء بميكانيزمات جديدة هدفها إعادة الادماج الإجتماعي للمحبوسين، وعليه سوف نجيب في هذا البحث على أهم الإشكاليات و هي:
- ما هي أبعاد وقواعد السياسة العقابية الجديدة ؟
- وما هي أهم التعديلات التي جاء بها قانون تنظيم السجون 05/04 ؟
- وفي ماذا تتجسد ميكانيزمات إعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين ؟
- هل تعتبر المؤسسة العقابية فعلا أداة لتحقيق الأهداف المسطرة ضمن التعديلات الجديدة ؟

دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

- هل للمؤسسة العقابية دور في إعادة إدماج المحبوس في المجتمع ؟
كل هذه الإشكاليات سوف نتطرق للإجابة عليها وفقا للخطة التالية :

الخطة المتبعة :

مـقـدمـــة
الفصل الأول: السياسة العقابية الجديدة في ضوء قانون تنظيم السجون05/04.
المبحث الأول: سياسة إعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين.
المطلب الأول : قواعد إعادة التربية والإدماج الإجتماعي للمحبوسين.
المطلب الثاني: أنظمة إعادة الإدماج.
المطلب الثالث : أهمية إعادة التربية والإدماج الإجتماعي
المبحث الثاني : ميكانيزمات إعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين
المطلب الأول : لجنة تطبيق العقوبات.
المطلب الثاني : لجنة تكييف العقوبات.
المطلب الثالث : اللجنة الوزارية المشتركة.
الفصل الثاني : دور المؤسسة العقابية كأداة لتحقيق الأهداف المسطرة ضمن السياسة العقابية الجديدة.
المبحث الأول : دور المؤسسة العقابية في إعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين.
المطلب الأول : دور البيئة المغلقة في إعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين.
المطلب الثاني : دور البيئة المفتوحة في إعادة الإدماج.
المطلب الثالث : دور الورشات الخارجية في مدى إعادة الإدماج.
المبحث الثاني : دور المؤسسة العقابية في إصلاح المحبوسين
المطلب الأول : النشاطات التربوية بالمؤسسة العقابية.
المطلب الثاني : تدعيم حقوق المحبوسين و طرق كفالتها.


دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

الفصل الأول : السياسة العقابية الجديدة في ضوء قانون تنظيم السجون 05/04
إن أسلوب تطبيق الجزاء الجنائي في المؤسسات العقابية يمثل نظاما قائما بذاته له فلسفة خاصة وشروط مقننة وأسس محددة وأهداف مرجوة، وهذا ما يؤكد أن نظام العقاب هو منظومة بحجم المنظومات الأخرى التي تحتاج بدورها إلى الكثير من العناية وتتطلب الإصلاح.
ولعل تاريخ الفكر الجنائي شهد الكثير من الإنجازات التي ساهم بها مفكرون وباحثون و مشرعون في مجال تطوير أساليب رد الفعل الإجتماعي اتجاه المحكوم عليهم، وطريقة إعادة تربيتهم وإعادة إدماجهم اجتماعيا، وكما نعلم أن الجزائر أعلنت دائما تمسكها بالحريات الفردية ومبدأ المساواة في العقوبات التي تخضع في تطبيقها والمحافظة عليها للسلطة القضائية، وهي ترى أن تنفيذ العقوبة يهدف أساسا إلى إصلاح المحكوم عليهم وإعادة إدماجهم الإجتماعي مستوحية ذلك من توصيات منظمة الأمم المتحدة الخاصة بالقواعد المطبقة في معاملة المساجين.
ومن هنا بات لزاما على الدولة رسم سياسة عقابية جديدة واضحة المعالم للتكفل الأمثل بالمحبوسين متبنية في ذلك مبدأ الإصلاح والإدماج الاجتماعي للمحبوسين على أسس علمية حديثة وفق ما تصبوا أن ترتقي إليه البشرية، لذلك فإن الأحكام الجديدة الواردة في قانون تنظيم السجون وإعادة الادماج الاجتماعي للمحبوسين 05/04 هي تجسيدا لسياسة الإصلاح، فما هي أهم القواعد والأنظمة المنتهجة وفقا للتعديلات الجديدة ؟
وما هي الآليات المسخرة لتنفيذها ؟
تلك هي الأسئلة التي سنجيب عليها من خلال المبحث الأول وكذلك المبحث الثاني كما يلي:

المبحث الأول: سياسة إعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين
بالرجوع إلى نص المادة الأولى من قانون تنظيم السجون وإعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين نجدها تنص على أنه:
" يهدف هذا القانون إلى تكريس مبادئ وقواعد لإرساء سياسة عقابية قائمة على فكرة الدفاع الإجتماعي التي تجعل من تطبيق العقوبة وسيلة لحماية المجتمع بواسطة إعادة التربية
والإدماج الإجتماعي للمحبوسين".
نستخلص أن المشرع وضع سياسة عقابية جديدة، لها أسس وتقوم على قواعد وفق أنظمة جديدة، نظرا لما لها من أهمية في إعادة الإدماج الاجتماعي الفعلي للمحبوسين، وفيما يلي سوف نتطرق إلى هذه القواعد وتبيان أهم أنظمة إعادة الإدماج، وتقييم ما مدى أهميتها.

المطلب الأول: قواعد إعادة التربية و الإدماج الاجتماعي
لقد اعتمد المشرع الجزائري اتجاها وسطيا في سن قانون العقوبات وكان ما بين الاتجاه الشخصي الذي يعتمد على مبدأ المسؤولية الأخلاقية وبين الاتجاه الموضوعي الذي يرتكز على المسؤولية الإجتماعية، وذلك فيما يتعلق بتقرير المسؤولية الجنائية وتحديد الجرائم
وتوقيع الجزاء وتبيان وظيفته والاهتمام بشخص الجاني.

دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

أما عن السياسة العقابية الحديثة فقد تمسك بوضوح وبصفة صريحة بمبادئ الدفاع الاجتماعي(1).
حيث اعتمد على أهم أساليبها وأحدثها ضمن قانون تنظيم السجون وإعادة تربية المساجين، بالأمر 72/02 الصادر في 10 فيفري 1972.
إذ جعل تنفيذ الأحكام الجزائية وسيلة للدفاع الإجتماعي،والعلاج العقابي وتشخيص المعاملة العقابية هي الأسس التي يرتكز عليها نظام تنفيذ العقوبات، لذلك يكون قد رسم لتنفيذ الجزاءات الجنائية هدفا أساسيا يتمثل في تحقيق إعادة التأهيل الإجتماعي للمحكوم عليه.
وبالتالي فإن إعادة التأهيل الإجتماعي للمحبوس كان هو هدف المشرع سابقا.
أما حاليا وبناء على التوجهات الجديدة لبرنامج إصلاح السجون الذي احتل حيزا كبيرا في برنامج إصلاح العدالة فقد عرف تطورا ملحوظا في الأسس الجديدة لإعادة التربية والإدماج الاجتماعي والتي تتجلى أساسا فيما يلي:

الفرع الأول: في مجال إعادة تكييف المنظومة التشريعية و التنظيمية:
لعل القاعدة الأولى التي تقوم عليها السياسة العقابية الجديدة هي تلك المتعلقة بصدور قانون تنظيم السجون وإعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين في 06/02/2005 والذي كان مجرد مشروع قانون، فإنه أصبح ساري المفعول والذي نص على أهم الأسس وتتمثل في:
- توسيع صلاحيات إدارة السجون للتحكم اكثر في أمن المؤسسات وعصرنة تسييرها. (2)
- رد الإعتبار لوظيفة قاضي تطبيق العقوبات وتوسيع صلاحياته في البت في عدة مواضيع.
- دعم التدابير المنظمة لأنسنة شروط الحبس ومعاملة المحبوسين.
- ترقية آليات إعادة التربية وإعادة الإدماج وذلك عن طريق إدخال المرونة في الإجراءات الخاصة بالاستفادة من أنظمة إعادة التربية، وإحداث مصالح خارجية تابعة لإدارة السجون تتولى متابعة المفرج عنهم ومساعدتهم في إعادة الإدماج.
- تفتح المؤسسات العقابية على المجتمع المدني والجمعيات و هيئات البحث العلمي والجمعيات الخيرية (3).





(1) أ- طاشور عبد الحفيظ، دور قاضي تطبيق الأحكام القضائية الجزائية، ديوان المطبوعات الجامعية، بن عكنون، الجزائر، 2001، ص 87.
(2) عن المداخلة التي ألقاها السيد مختار فليون المدير العام لإدارة السجون و إعادة الإدماج، في إطار الندوة الوطنية حول إصلاح العدالة المنعقدة يومي 28 و29 مارس 2005 بقصر الأمم، نادي الصنوبر، الجزائر.
(3) حيث تم إبرام اتفاقية مع الجمعية الجزائرية لمحو الأمية "إقرأ" بتاريخ 19/02/2001.
و اتفاقية مع الكشافة الإسلامية بتاريخ 09/07/2003.
و بتاريخ 02/10/2003 تم إبرام اتفاقية مع جمعية " أمل " لمساعدة المساجين.


دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

الفرع الــثـاني: تحسين وأنسنة ظروف الحبس:
وفي هذا المجال تمّ:
- فتح 8 مؤسسات عقابية جديدة لتخفيض الضغط على بعض المؤسسات بطاقة استعاب تقدر بـ 4400 مكان احتباس.
- رفع كلفة الوجبة الغذائية للمحبوس.
- تجهيز المؤسسات بأفرشة وأغطية غير قابلة للإشتعال لتفادي الحرائق داخل المؤسسات العقابية.
- دعم المؤسسات بسيارات إسعاف و حافلات مهيأة لنقل المحبوسين.
- اقتناء تجهيزات طبية ورفع الاعتمادات المخصصة لاقتناء الأدوية .
- تعزيز صلاحيات مدراء وضباط إدارة السجون من أجل اتخاذ التدابير الملائمة (1).
- تشجيع زيارات المنظمات غيرا لحكومية ووسائل الإعلام للإطلاع على أوضاع المؤسسات العقابية.
وفي هذا الإطار تم تنظيم سلسلة من 19 زيارة من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر على مستوى عدد معتبر من المؤسسات العقابية (2).
بالإضافة إلى ذلك فإن إدارة المؤسسات العقابية هي الأخرى عرفت اهتماما و تطورا ملحوظا لاسيما من خلال اعتماد تكنولوجيات الإتصال والإعلام في أعمالها وذلك بغرض تثمين تسيير الجمهور العقابي، وتحقيق النجاعة والفعالية في تسيير مصالحها الإدارية والمالية، بما يسهم في تجسيد مهامها الرئيسية المتمثلة في تحقيق هدف إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين ضمن إستراتيجية مكافحة الجريمة وتقليص حالات العود.
وفي إطار سياسة إعادة الإدماج تم تعبئة التعاون الدولي، بإبرام عدة إتفاقيات دولية مع هيئات مختلفة حيث تمت الإستفادة من خدمات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي ساهم في إنجاز مؤسسة نموذجية لإعادة إدماج المحكوم عليهم على مستوى مدينة بسكرة، التي تعد مكسبا لقطاع السجون في الجزائر، بالإضافة إلى الدعم الذي قدمته اللجنة الأوروبية في مجال تنظيم دورات تكوينية لفائدة موظفي السجون واقتناء تجهيزات تربوية لفائدة المحبوسين (3).
كما تم اعتماد نظام الزيارة المقربة للأحداث والنساء، وتخصيص ظروف احتباس أكثر ملائمة للنساء الحوامل والمرضعات من حيث التغذية، الرعاية الصحية، بالإضافة إلى إعادة تكييف الأحكام المتعلقة بمعاملة الأحداث المحبوسين.


(1) . بالرجوع إلى نص المادة 171 من قانون تنظيم السجون و إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين، فقد خولت لمديري ضباط إدارة السجون صلاحيات ضباط الشرطة القضائية أثناء ممارستهم لمهامهم عند وقوع جرائم ترتكب داخل المؤسسة العقابية أو خارجها.
(2)- نشرة القضاة، العدد 61، الجزء الأول، نشرة قانونية تصدرها مديرية الدراسات القانونية و الوثائق، وزارة العدل، ص 37.
(3)- مقطع من الكلمة التي ألقاها السيد وزير العدل حافظ الأختام بمناسبة افتتاح الملتقى الدولي حول عصرنة قطاع السجون، الذي انعقد بالتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية يومي 19 و 20 جانفي 2004 بالجزائر.
دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

المطلب الثاني: أنظمة إعادة الإدماج
جاء قانون تنظيم السجون وإعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين بأحكام جديدة تهدف إلى إعادة إدماج المحبوس في المجتمع، ولعل أهم هذه الأنظمة هي نظام الإفراج المشروط، ونظام الحرية النصفية وكذا إجازة الخروج وهو ما سنتطرق إليه بالتفصيل في عدة فروع.

الفرع الأول: نظام الإفراج المشروط
هو ذلك النظام الذي يسمح من خلاله بإطلاق سراح المحكوم عليه الموقوف قبل انتهاء مدة العقوبة المحكوم بها عليه مقابل الموافقة على شروط،وقد ظهر هذا النظام قديما حيث عرف في الإمبراطورية النمساوية، ثم انتشر ليشمل معظم التشريعات في العالم.
حيث قام الدكتور"غابريال ميرابو" في نهاية القرن 18 بدراسة حول نظام الإفراج المشروط و تقدم بها إلى الجمعية الوطنية الفرنسية سنة 1847، طبق أول مرة في فرنسا في 15/08/1885، و قد سبقتها إنجلترا في تطبيقه سن 1803 لينتقل بعد ذلك إلى البرتغال و ألمانيا(1).
و أخذ به المشرع الجزائري من خلال قانون تنظيم السجون وإعادة الإدماج للمحبوسين في الفصل الثالث من الباب السادس في المواد من 134 إلى 150، وبالتالي فهو يعد منحة اجازها المشرع، وجعلها مكافأة يجازى بها المحبوس الذي تتوفر فيه شروط شكلية وأخرى موضوعية.
أولا: الشروط الشكلية
فتتمثل في وجوب تقديم طلب من المحبوس شخصيا أو ممثله القانوني، أو في شكل اقتراح من قاضي تطبيق العقوبات أو مدير المؤسسة العقابية وهو ما نصت عليه المادة 137 من قانون تنظيم السجون و إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين، ليقوم بعد ذلك قاضي تطبيق العقوبات بإحالة الطلب والاقتراح على لجنة تطبيق العقوبات للبت فيه (2) .
أما المادة 139 تنص على تلك الضمانة التي منحها المشرع للحدث المحبوس إذا قدم طلب الإفراج المشروط وهي المتمثلة في وجوب عضوية قاضي الأحداث عند تشكيل لجنة تطبيق العقوبات.







(1)- د. علي عبد القادر القهوجي، علم الإجرام و علم العقاب، الدار الجامعية بالإسكندرية و بيروت العربية، 1995، ص 340.
(2)- ارجع نص المادة 138 من القانون 05/04 المؤرخ في 27 ذي الحجة عام 1425 الموافق ل 6 فيفري 2005 المتضمن قانون تنظيم السجون و إعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين.

دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

وذلك بصفته رئيس لجنة إعادة التربية وكذا مدير مركز إعادة تربية وإدماج الأحداث،
وشترطت المادة 140 من قانون تنظيم السجون على أن يتكون ملف الإفراج المشروط وجوبا على تقرير مسبب لمدير المؤسسة أو مدير المركز(1).
حسب الحالة حول السيرة والسلوك والمعطيات الجدية لضمان استقامته.
ويصدر قاضي تطبيق العقوبات إذا كان باقي العقوبة يساوي أو يقل عن 24 شهرا(2).
كما يمكن لوزير العدل أن يصدر مقرر الإفراج المشروط إذا كان باقي العقوبة أكثر من سنتين طبقا لنص المادة 142 من قانون تنظيم السجون بالقانون 05/04.
ثانيا : الشروط المـوضوعية
ونصت عليها المادة 134 وهي تتعلق في مجملها بصفة المستفيد، ومدة العقوبة التي قضاها والمحكوم بها عليه وهي :
- أن يكون محكوم عليه بعقوبة سالبة للحرية.
- حسن السيرة و السلوك مع إظهار ضمانات إصلاح حقيقية.
- المحبوس المبتدئ تحدد فترة الإختبار بنصف العقوبة.
- المحبوس المعتاد تحدد فترة الإختبار بثلثي العقوبة المحكوم بها عليه على أن لا تقل عن سنة واحدة.
- وتكون فترة الإختبار للمحبوس المحكوم عليه بعقوبة السجن المؤبد بـ 15 سنة.
- ويمكن أن يستفيد من نظام الإفراج المشروط دون شرط فترة الإختبار، وذلك لأسباب صحية إذا كان المحبوس مصابا بمرض خطير أو إعاقة دائمة تتنافى مع بقائه في المؤسسة العقابية طبقا لنص المادة 148 قانون تنظيم السجون.
و لعل من أهم أهداف نظام الإفراج المشروط وفق التعديلات الجديدة في قانون تنظيم السجون هو إطلاق سراح المحكوم عليه الذي استوفت فيه الشروط السالفة الذكر، وذلك بإعفائه من قضاء العقوبة المتبقية له، والغاية من ذلك هي مساعدة المحبوس على إعادة إدماجه إجتماعيا.









(1) - يقصد بالمركز هنا هو مركز إعادة التربية و إدماج الأحداث.
(2)- وما هذا إلا توسيعا لسلطات قاصي تطبيق العقوبات، الذي لم تكن له صلاحية النظر في هذه الطلبات، بل كانت سلطة اتخاذ قرار الإفراج المشروط تقتصر فقط على وزير العدل دون سواه و ذلك في ظل قانون تنظيم السجون لسنة 1972.


دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

الفرع الثاني : نظام الحرية النصفية

حسب نص المادة 104 فإن نظام الحرية النصفية يقصد به وضع المحبوس المحكوم عليه نهائيا خارج المؤسسة العقابية خلال النهار منفردا دون حراسة أو رقابة الإدارة ليعود إليها مساء كل يوم.
وتتجلى الغاية من الإستفادة من نظام الحرية النصفية للمحبوس في تمكينه من تأدية عمل أو مزاولة دروس في التعليم العام أو التقني أو متابعة دراسات عليا أو تكوين مهني، حسب ما نصت عليه المادة 105 من نفس القانون.
ويستفيد من هذا النظام:
- كل محبوس المحكوم عليه المبتدئ الذي بقي على انقضاء عقوبته 24 شهرا.
- المحكوم عليه الذي سبق الحكم عليه بعقوبة سالبة للحرية وقضى نصف العقوبة وبقي على انقضائها مدة لا تزيد عن 24 شهرا.
حيث يوضع المحبوس في نظام الحرية النصفية بموجب مقرر يصدره قاضي تطبيق العقوبات بعد استشارة لجنة تطبيق العقوبات مع إشعار المصالح المختصة بوزارة العدل (1).
ويلتزم المحبوس المستفيد من نظام الحرية النصفية بمجموعة من الالتزامات أهمها:
إمضاء تعهد كتابي وفقا لنص المادة 107 يلتزم بموجبه باحترام الشروط المنصوص عليها في مقرر الإستفادة، خاصة فيما يتعلق بسلوكاته خارج المؤسسة وحضوره الحقيقي في أماكن العمل أو الدراسة أو التكوين ومواظبته واجتهاده، وكذا تحديد أوقات الدخول والخروج بالإضافة إلى التزامه بالرجوع إلى المؤسسة في كل مساء طبقا لنص المادة 104 من قانون تنظيم السجون، وقد يؤذن في هذا الإطار المحبوس المستفيد من نظام الحرية النصفية بحمل مبالغ من المال تدفع له بكتابة ضبط المحاسبة لأداء مصاريف النقل مثلا أو عند العودة
وإعادة الباقي منها عند اللزوم (2).
ويمكن القول أن نظام الحرية النصفية يعتبر من بين أهم الأنظمة وأفضلها لكونه يساهم في عملية ادماج المحبوسين خصوصا إذا طبق هذا الأخير في مجال المهين والتكوين المهنيين، وبالأخص المحبوسين الذين لهم مستوى دراسي معين ومتعادي الإجرام، الأمر الذي يسمح لهم باكتساب مهن وحرف تساهم على إبعادهم على عالم الإجرام، بشرط أن تتناسب هذه المهن والحرف مع مؤهلاتهم وإمكانياتهم المادية ومتطلبات سوق العمل.
كما نجد لهذا النظام فائدة عملية قصوى تتجلى في التغير التدريجي لنمط حياة المحبوس نهارا خارج المؤسسة مع الشغل أو الدراسة أو التكوين والمبيت ليلا داخلها.


(1)- ارجع إلى نص المادة 106 من قانون تنظيم السجون
(2)-مقرر قانون تنظيم السجون، يتضمن المحاضرات التي ألقيت على طلبة المدرسة الوطنية لإدارة السجون بسور الغزلان، سنة 2006/2007.



دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

الفرع الثالث: نظام إجازة الخروج

ويقصد بهذا النظام منح مكافأة للمحبوس حسن السيرة والسلوك أقصاها 10 أيام دون حراسة حيث تنص المادة 129 على أنه: " يجوز للقاضي تطبيق العقوبات، بعد أخذ رأي لجنة تطبيق العقوبات مكافأة المحبوس حسن السيرة والسلوك المحكوم عليه بعقوبة سالبة للحرية تساوي 3 سنوات أو تقل عنها بمنحه إجازة الخروج من دون حراسة لمدة أقصاها 10 أيام،
و يمكن أن يتضمن مقرر منح إجازة الخروج شروط خاصة، تحدد بموجب قرار من وزير العدل حافظ الأختام ".
و ما يمكننا قوله في هذا الصدد أن نظام إجازة الخروج جاء به قانون 05/04 لأول مرة ولم يكن منصوص عليه من قبل في قانون تنظيم السجون الصادر في سنة 1972.
و يمكننا ان نعبر هذا النظام بمثابة عطلة تمنح للمحبوس مدتها 10 أيام دون أي حراسة، يغادر بمناسبتها المحبوس المؤسسة العقابية للإتجاه إلى مكان محدود ومعلوم يقيد في مقرر إجازة الخروج(1).
و يشترط في المستفيد من هذا النظام أن يكون:
- محكوم عليه نهائيا وحسن السيرة والسلوك
- محكوم عليه بعقوبة تساوي أو تقل عن 3 سنوات
و تمنح الإجازة بموجب مقرر صادر عن قاضي تطبيق العقوبات بعد أخذ رأي لجنة تطبيق العقوبات،مع الملاحظة أنه يمكن الطعن في هذا المقررولا إلغاؤه إلا في حالة إخطار وزير العدل لجنة تكييف العقوبات التي تفصل في هذا الإخطار في مدة لا تتجاوز 30 يوما.
وعليه نخلص إلى القول أن أنظمة إعادة الإدماج السالفة الذكر ليست مجرد حبر على ورق جاء بها المشرع الجزائري، وإنما هي سياسة انتهجها المشرع وتم تنفيذها على ارض الواقع والتي أعطت نتائج إيجابية في الوسط العقابي، لا سيما وأن حصيلة نشاط تطبيق مختلف هذه الأنظمة من سنة 2005 إلى غاية سنة 2006 أثبتت أنه تم تسجيل إستفادة:
- 4557 مستفيد من نظام الإفراج المشروط
- 891 مستفيد من نظام الحرية النصفية
- 4016 مستفيد من نظام إجازة الخروج
- وبلغ عدد المفرج عنهم المدمجين في إطار الأنشطة ذات المنفعة العامة 510 مستفيد.




(1) محاضرة بعنوان " نظام السجون في الجزائر " ألقيت من المدير الفرعي لمديرية البحث وإعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوس، للأستاذ بن عيسى علي، على طلبة مدرسة الشرطة بعنابة، جوان 2007.

دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

المطلب الثالث: أهمية إعادة التربية و الإدماج الإجتماعي

تكتسي السياسة العقابية المنتهجة في ظل قانون تنظيم السجون وإعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين أهمية قصوى، وذلك بالنظر إليها من عدة زوايا فبالنسبة للهيكلة البشرية للمؤسسة العقابية فإنه يجدر بالقائمين عليها القيام بمهامهم على أكمل وجه من أجل تحقيق إعادة الإدماج هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فإن المشرع وفقا للتعديلات الجديدة فقد وسع من صلاحيات قاضي تطبيق العقوبات حيث خول له الإشراف على العديد من أنظمة إعادة الإدماج مقارنة مع مهامه قبل التعديل (1).
كما تتجلى أهمية إعادة التربية والإدماج الاجتماعي بالنسبة للمحبوسين أنفسهم باعتبارهم محل تنفيذ هذه السياسة، وبذلك فالمحبوس يعد طرفا أصليا في العملية العلاجية، حيث ينتظر من ورائها الخروج من دائرة الجريمة، والإنضمام إلى دائرة الإصلاح من أجل الحصول على مكانة داخل المجتمع دون أن ينبذ او يهمش بعد الإفراج عنه، وذلك بتشبعه بالقيم الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك فإن سياسة إعادة الإدماج تعد وسيلة فعالة لمكافحة ظاهرة العود إلى الجريمة في نفس الوقت وسيلة يحتمي بها المجتمع ضد المجرمين، وفي هذا السياق فإن إصلاح قطاع السجون يهدف إلى جعل المؤسسات العقابية فضاءات للتربية والتأهيل
والإصلاح تؤدي وظيفة تحضير المحبوس لإعادة إدماجه في المجتمع بعد قضاء العقوبة السالبة لحرية و العمل على أن لا تكون مدرسة لتعليم الإجرام والإنحراف، وهي ضاهرة التي لاحظناها لدى بعض المحبوسين، وذلك نظرا لإحتكاك المحبوس مع المجرمين المحترفين، لاسيما ما يقع من تجاوزات وأفعال لا أخلاقية كالشذوذ الجنسي لبعض المحبوسين.
وعليه فإن العقوبة في ظل التعديلات الجديدة هي وسيلة لحماية المجتمع عن طريق إعادة التربية والإدماج وليست مجرد إنتقام من المجرم المحبوس، والغاية في ذلك هي تفادي عودة المحبوس المفرج عنه وحمايته من العودة إلى ارتكاب جريمة أخرى وانتكاسه في عالم الإجرام، حتى لا يكون العود والانتكاس عائق أو حاجز يتسبب في فشل سياسة الإدماج (2).




(1)- كان يسمى قاضي تطبيق العقوبات وفقا لقانون تنظيم السجون لسنة 1972 قاضي تطبيق الأحكام الجزائية، الذي كانت سلطاته تقتصر على مراقبة عملية إعادة التأهيل الإجتماعي مع إمكانية تقديم بعض الإقتراحات حولها، لتضيق سلطته في إتخاذ القرار نظرا لعدة اعتبارات.
(2)- محاضرات حول ظاهرة العود بعنوان هل العود فشل لإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين؟ ،ألقيت من طرف الأستاذ أحمد غاي، خلال المنتدى الوطني الأول حول دور المجتمع المدني في إعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين، بفندق الرياض، الجزائر، يومي 12 و 13 نوفمبر 2005.

دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

لا سيما وأن انتكاس المحبوس والعودة مرة أخرى إلى عالم الجريمة يدل على أنه ذو خطورة إجرامية في لم تفلح برامج الإصلاح والتربية في إصلاحه، وقد يدل على أن درجة الخطورة في نفسه بلغت الحد الذي أصبح فيه غير قابل للإصلاح.
بل ينبغي معاملته معاملة خاصة بإخضاعه لتدابير خاصة بإيداعه في مراكز متخصصة إصلاحية أو علاجية، وقد يعود سبب انتكاس المحبوس وعودته إلى الأجرام إلى عدم ملائمة البرامج الإصلاحية والتأهيلية التي كانت منتهجة من قبل، لذلك نجد المشرع ولهذه الأسباب ولغيرها لجأ إلى سياسة عقابية جديدة تهدف أساسا إلى إعادة إدماج المحبوس في مجتمعه لذلك تم تفعيل آليات تطبيق هذه السياسة، من خلال منح صلاحيات واسعة لعدة لجان سوف نأتي إلى تفصيلها في المبحث الثاني.

المبحث الــثـاني: ميكانيزمات اعادة الإدماج الإجتماعي للمحـبـوسيـن

إن السياسة العقابية الجديدة التي تبناها المشرع الجزائري بموجب قانون تنظيم السجون 05/04 وبهدف تحقيق الأهداف المسطرة بإعادة إدماج المحبوسين إجتماعيا للقضاء على الظاهرة الإجرامية أو على الأقل مكافحتها، لذلك ومن أجل تفعيل هذه السياسة التي تعتمد على مساهمة عدة هيئات وجهات، جاء القانون بالنص على آليات تتمثل في:
- لجنة تطبيق العقوبات
- لجنة تكييف العقوبات
- اللجنة الوزارية المشتركة
- لجنة إعادة التربية
- المصالح الخارجية لإدارة السجون المكلفة بإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين.
و فيما يلي سوف نأتي إلى تفصيل صلاحيات هذه اللجان كما يلي:

المطلب الأول: لجنة تطبيق العقوبات
تعد لجنة تطبيق العقوبات إحدى الآليات الفعالة المحدثة بالقانون 05/04، نظرا للدور الفعال الذي تلعبه في تطبيق سياسة إعادة الإدماج، ونظرا لأهميتها سوف نتطرق إلى التعريف بها و تشكيلتها وكذلك التطرق إلى صلاحياتها المنوطة بها.

الفرع الأول: تعريف لجنة تطبيق العقوبات
بالرجوع إلى قانون تنظيم السجون 05/04 نجد المشرع أورد لجنة تطبيق العقوبات في الفصل الثالث من الباب الثاني تحت عنوان مؤسسات الدفاع الاجتماعي، وبذلك تكون هذه اللجنة إحدى مؤسسات الدفاع الإجتماعي، وفقا للتعديلات الجديدة حيث تنص المادة 24 من هذا القانون على أنه: " تحدث لدى كل مؤسسة وقاية وكل مؤسسة إعادة التربية، وكل مؤسسة إعادة التأهيل، وفي المراكز المخصصة للنساء، لجنة تطبيق العقوبات".


دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

هذه اللجنة التي يرأسها قاضي تطبيق العقوبات، أوجب المشرع إنشاؤها على مستوى كل مؤسسة عقابية مهما كان نوعها وذلك نظرا للصلاحيات التي خولت لها، وفي سبيل تجسيد هذه اللجنة على أرض الواقع تم إصدار مرسوم تنفيذي رقم 05/180في 17 ماي 2005 ليحدد تشكيلها وكيفيات سيرها، حيث تتشكل هذه اللجنة من: (1).
- قاضي تطبيق العقوبات رئيسا
- مدير المؤسسة العقابية أو المركز المتخصص للنساء حسب الحالة
- المسؤول المكلف بإعادة التربية
- رئيس الإحتباس
- مسؤول كتابة الضبط القضائية بالمؤسسة العقابية
- طبيب المؤسسة العقابية
- الأخصائي في علم النفس بالمؤسسة العقابية
- مرب من المؤسسة العقابية
- مساعدة اجتماعية من المؤسسة العقابية
و يعين الطبيب والأخصائي النفساني والمربي والمساعدة الاجتماعية بموجب مقرر من المدير العام لإدارة السجون لمدة 3 سنوات قابلة للتجديد.
وتتوسع اللجنة إلى عضوية قاضي الأحداث عندما يتعلق الأمر بالبت في طلبات الإفراج المشروط للمحبوس من الأحداث، وذلك بصفته رئيس لجنة إعادة تربية الأحداث وكذا بصفته مدير مركز إعادة تربية و إدماج الأحداث.
كما يعين النائب العام لدى المجلس القضائي كاتب ضبط يتولى تسيير أمانة اللجنة تحت سلطة قاضي تطبيق العقوبات، حيث يتولى حضور اجتماعات اللجنة ويقوم بتحرير محاضرها وتسجيل مقرراتها وتبليغها، بالإضافة إلى تسجيل البريد والملفات، وتلقي الطعون وطلبات المحبوسين.
و تنفيذا للصلاحيات التي خولها لها المشرع فإنها تجتمع مرة كل شهر، كما يمكنها أن تجتمع كلما دعت الضرورة إلى ذلك بناء على استدعاء من رئيسها أو بطلب من مدير المؤسسة العقابية.
وبذلك تتخذ اللجنة مقرراتها بأغلبية الأصوات، وفي حالة تعادل الأصوات يرجح صوت الرئيس.
وبعد تعريفنا للّجنة سوف نتطرق إلى المهام الموكلة لها في إطار الدور الإصلاحي المخول لها بموجب قانون 05/04 فيما يلي:



(1)- ارجع إلى نص المادة 2 من المرسوم التنفيذي 05/180، المحدد لتشكيلة لجنة تطبيق العقوبات و كيفيات سيرها الصادر في 17 ماي 2005،الجريدة الرسمية لسنة 2005، العدد 35.



دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

الفرع الــثــاني: صلاحيات لجنة تطبيق العقوبات

بالرجوع إلى الفقرة الثانية من نص المادة 24 من قانون تنظيم السجون، نجد المشرع ينص على الصلاحيات المخولة للجنة تطبيق العقوبات، حيث تختص بترتيب وتوزيع المحبوسين حسب وضعيتهم الجزائية وخطورة الجريمة المحبوسين من أجلها، وجنسهم
وسنهم و شخصيتهم، ودرجة استعدادهم للإصلاح، وتكمن أهمية هذا الترتيب والتوزيع في اعتبارها الوسيلة المثلى لتحديد فئات المحبوسين حسب معايير علمية وتوزيعهم على أنواع المؤسسات العقابية من أجل تنفيذ برامج إعادة الإدماج التي تختلف باختلاف الفئة المخصصة لها، كما يعتبر التصنيف أداة لتفريد تنفيذ العقوبة الذي يقتضي الملائمة بين الشخصية
والمعاملة العقابية، وبذلك يهدف إلى رسم برنامج للمعاملة سيتمد من عناصر هذه الشخصية إنطلاقا من المعطيات التي كشف عنها الفحص النفسي والطبي الذي يجرى على المحبوس(1).
كما يسهل هذا التصنيف على المؤسسة العقابية تحقيق الأهداف المسطرة الرامية إلى إعادة إدماج المحبوس وإصلاحه وبالتالي تحضيره إلى ما بعد الإفراج.
حيث يتم فصل المحبوسين مؤقتا عن المحبوسين المحكوم عليهم، وفصل النساء عن الرجال بوضعهم في جناح خاص بهن، وكذلك فصل البالغين عن الأحداث، والعائدين عن المبتدئين، وفي هذا الصدد فإنه يتم هذا التصنيف عمليا وفقا لعدة معايير مع مراعاة الطاقة الإستعابية للمحبوسين لكل مؤسسة.
كما تختص لجنة تطبيق العقوبات بمتابعة تطبيق العقوبات السالبة للحرية و البديلة عند الإقتضاء(2).
كما تختص اللجنة بدراسة طلبات إجازات الخروج التي سبق التطرق إليها وكذا طلبات الإفراج المشروط أو الإفراج المشروط لأسباب صحية، بالإضافة إلى طلبات التوقيف المؤقت لتطبيق العقوبة، وهي تلك الطلبات التي تقدم إلى قاضي تطبيق العقوبات من أجل توقيف العقوبة السالبة للحرية لمدة لا تتجاوز 3 أشهر، إذا كان باقي العقوبة المحكوم بها على المحبوس تقل عن سنة واحدة أو يساويها وإذا ما توافرت إحدى الحالات التالية:








(1)- محاضرات الأستاذ: سالم الكسواني بعنوان تصنيف السجناء في قانون تنظيم السجون و إعادة التربية الجزائري، ملقاة على طلبة كلية الحقوق، الأردن، 1993.
(2)- انظر نص المادة 23 من قانون تنظيم السجون.
دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

- إذا توفى أحد أفراد عائلة المحبوس
- إذا أصيب أحد أفراد عائلة المحبوس بمرض خطير وأثبت المحبوس أنه المتكفل الوحيد بالعائلة.
- إذا كان زوجه محبوسا أيضا وكان من شأن بقائه في الحبس إلحاق ضرر بالأولاد القصر، أو بأفراد العائلة الاخرين المرضى منهم أو العجزة
- إذا كان المحبوس خاضعا لعلاج طبي خاص
وما يجب الإشارة إليه في هذا الصدد أن التوقيف المؤقت لتطبيق العقوبة ما هو إلا حكم من بين الأحكام الجديدة التي جاءت بها السياسة العقابية الجديدة في قانون 05/04 الغاية منه تحقيق إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين (1).
وتختص اللجنة بدراسة طلبات الحرية النصفية التي سبق وأن تطرقنا إليها أعلاه، بالإضافة إلى دراسة طلبات الوضع في الوسط المفتوح والورشات الخارجية، والتي سوف نأتي بتفصيلها ودراستها من خلال التطرق إلى دور المؤسسة العقابية كأداة لتحقيق الأهداف المسطرة ضمن السياسة الجديدة وذلك في الفصل الثاني.
ولعل من أهم الصلاحيات التي تتولاها لجنة تطبيق العقوبات هي متابعة تطبيق برامج إعادة التربية من جهة، والسعي إلى تفعيل آلياتها من جهة أخرى.

المطـلب الـثـاني: لجنة تكييف العقوبات
ونتناول في هذا المطلب تعريف اللجنة وتبيان أهم الصلاحيات المخولة لها.

الـفـرع الأول: تعريف لجنة تكييف العقوبات
وهي لجنة تتواجد على مستوى وزارة العدل يتولى رئاستها قاضي من المحكمة العليا، حيث تنص المادة 143 من القانون 05/04 على أنه :" تحدث لدى وزير العدل حافظ الأختام لجنة تكييف العقوبات تتولى عدة مهام ".
حيث صدر المرسوم التنفيذي رقم 05/181 المؤرخ 17/05/2005 ليحدد تشكيلتها وتنظيمها وسيرها وتتشكل هذه اللجنة من:
- قاضي من قضاة المحكمة العليا رئيسا
- ممثل عن المديرية المكلفة بإدارة السجون برتبة نائب مدير على الأقل
- ممثل عن المديرية المكلفة بالشؤون الجزائية
- مدير مؤسسة عقابية
- طبيب يمارس بإحدى المؤسسات العقابية
- عضوين يختارهما وزير العدل من بين الكفاءات و الشخصيات التي لها معرفة بالمهام المسندة إلى اللجنة.


(1)- انظر المواد 130، 131، 132، من قانون تنظيم السجون.

دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

ويعين أعضاء اللجنة بقرار من وزير العدل لمدة 3 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.
ويكون مقر اللجنة بالمديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أما عن اجتماعها فإن اللجنة تجتمع مرة كل شهر كما يمكنها أن تجتمع بناءاعلى استدعاء من رئيسها كلما دعت الضرورة إلى ذلك، وتزود اللجنة بأمانة يتولى تسييرها موظف يعينه المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، تتولى هذه الأمانة القيام بتحضير اجتماعات اللجنة واستدعاء أعضائها وتحرير محاضر اجتماعاتها، مع تسجيل مقررات اللجنة وتبليغها، كما تتلقى الأمانة البريد وملفات الطعون المرفوعة ضد مقررات لجنة تطبيق العقوبات.
بالإضافة إلى تلقيها لطلبات الإفراج المشروط التي يؤول الإختصاص فيها إلى وزير العدل.
وبعد تعريفنا باللجنة وتبيان تشكيلتها وطرق اجتماعها، سوف نتطرق إلى المهام الموكلة لها بموجب نص المادة 143 من قانون تنظيم السجون.
وما تجدر الإشارة إليه أن مقررات اللجنة تعد نهائية و غير قابلة لأي طعن(1).

الفرع الـثـاني: صلاحيات لجنة تكييف العقوبات
طبقا لنص المادة 143 من قانون تنظيم السجون:
- تتولى لجنة تكييف العقوبات البت في الطعن المقدم لها من المحبوس أو النائب العام، المتعلق بمقرر التوقيف المؤقت لتطبيق العقوبة، وكذلك الطعن في مقرر رفض التوقيف المؤقت لتطبيق العقوبة طبقا لنص المادة 133 من نفس القانون.
- كما تتولى اللجنة البت في الطعون المتعلقة بمقرارات الإفراج المشروط، والتي يقدمها النائب العام بعد تبليغه عن طريق كتابة ضبط المؤسسة بصدور مقرر الإفراج المشروط،
و له أجل 8 أيام من تاريخ التبليغ، بأن يطعن في هذا المقرر(2).
و تبت لجنة تكييف العقوبات وجوبا في الطعن المرفوع أمامها من النائب العام خلال مهلة 45 يوما ابتداءا من تاريخ الطعن ويعد عدم البت خلالها رفضا للطعن.
- وتفصل اللجنة في الطعون المذكورة في المادة 161 من قانون تنظيم السجون والتي تنص على أنه:" إذا وصل إلى علم وزير العدل أن مقرر قاضي تطبيق العقوبات المتعلق بإجازة الخروج أو بالتوقيف المؤقت لتطبيق العقوبات أو بالإفراج المشروط يؤثر سلبا على الأمن أو النظام العام، فله أن يعرض الأمر على لجنة تكييف العقوبات في أجل أقصاه 30 يوما، و في حالة إلغاء المقرر يعاد المحكوم عليه المستفيد إلى نفس المؤسسة العقابية لقضاء باقي عقوبته.





(1)- ارجع نص المادة 16 من المرسوم 05/181 المؤرخ في 8 ربيع الثاني عام 1426 الموافق لـ 17 ماي 2005، يحدد تشكيلة لجنة تكييف العقوبات و تنظيمها وسيرها، الجريدة الرسمية لسنة 2005، العدد 35.
(2)-انظر نص المادة 141 من قانون تنظيم السجون
دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

كما تختص لجنة تكييف العقوبات في دراسة طلبات الإفراج المشروط التي يعود اختصاص البت فيها لوزير العدل، حيث تقوم بإبداء رأيها فيها بعد دراستها، وقبل إصداره مقررات بشأنها(1).
كما يمكن للجنة أيضا أن تبدي رأيها في الملفات التي يعرضها عليها وزير العدل طبقا لنص المادة 159 من القانون 05/04 وهي تلك المتعلقة بإعفاء المحبوس من بعض أو من كل الشروط الواجب توافرها للإستفادة من أحد أنظمة إعادة التربية والإدماج الاجتماعي، المنصوص عليها في قانون تنظيم السجون، كطلب الإعفاء من شرط فترة الإختبار التي اشترطها القانون في الإستفادة من نظام الإفراج المشروط.
ما يمكن قوله في هذا الصدد فإن لجنة تكييف العقوبات تعتبر بمثابة درجة ثانية أو درجة مراقبة بالنسبة للمقررات التي يصدرها قاضي تطبيق العقوبات، ومن خلال الصلاحيات المخولة لهذه اللجنة فإننا نستشف التوجه الجديد للمشرع الجزائري في ضمان تحقيق سياسة إعادة الإدماج وبذلك تعد آلية فعالة في تنفيذ برنامج إعادة التربية وإدماج المحبوس اجتماعيا.

المـطـلب الثالـث: اللجنة الوزارية المشتركة
ونظرا لأهمية هذه اللجنة سوف نتطرق إلى التعريف بها، ثم تبيان أهم الصلاحيات المنوط بها كما يلي:

الفــرع الأول: تـعـريف اللجنة الوزارية المشتركة:
بصدور قانون تنظيم السجون وإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين 05/04 فإن الباب الثاني منه جاء تحت عنوان مؤسسات الدفاع الاجتماعي، ليندرج منه الفصل الأول تحت عنوان اللجنة الوزارية المشتركة لتنسيق نشاطات إعادة تربية المحبوسين وإدماجهم اجتماعيا، حيث نصت المادة 21على أنه :" تحدث لجنة وزارية مشتركة لتنسيق نشاطات إعادة تربية المحبوسين وإعادة إدماجهم الاجتماعي، هدفها مكافحة الجنوح وتنظيم الدفاع الاجتماعي"، ليصدر في نفس السنة المرسوم التنفيذي رقم 05/429 في 8 نوفمبر 2005 يحدد تنظيم اللجنة الوزارية المشتركة لتنسيق نشاطات إعادة تربية المحبوسين وإعادة إدماجهم الاجتماعي ومهامها وسيرها، ليتم فيما بعد تنصيب هذه اللجنة من طرف السيد وزير العدل حافظ الأختام بتاريخ 30/01/2006.







(1)- ارجع إلى نص المادة10من مرسوم التنفيذي 05/181

دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

يرأس هذه اللجنة وزير العدل حافظ الأختام أو ممثله وتتشكل من ممثلي القطاعات الوزارية الآتية:
- وزارة الدفاع الوطني
- وزارة الداخلية والجماعات المحلية
- وزارة المالية
- وزارة المساهمات وترقية الاستثمارات
- وزارة الشؤون الدينية والأوقاف
- وزارة التهيئة العمرانية والبيئة
- وزارة التربية الوطنية
- وزارة الفلاحة والتنمية الريفية
- وزارة الأشغال العمومية
- وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات
- وزارة الإتصال
- وزارة الثقافة
- وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية
- وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
- وزارة التكوين والتعليم المهنيين
- وزارة السكن والعمران
- وزارة العمل والضمان الاجتماعي
- وزارة التشغيل والتضامن الوطني
- وزارة الشباب والرياضة
- وزارة السياحة
- الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة (1).
يمكن للجنة الوزارية أن تستعين في أعمالها بممثلي الجمعيات والهيئات المحددة على سبيل الحصر في نص المادة 2 من المرسوم 05/429 وهي:
- اللجنة الوطنية الإستشارية لترقية حقوق الإنسان و حمايتها
- الهلال الأحمر الجزائري
- الجمعيات الوطنية الفاعلة في مجال الإدماج الاجتماعي للمحبوسين.





(1)- انظر المادة 2 من المرسوم التنفيذي 05/429 المؤرخ في 6 شوال عام 1426 الموافق لـ 8 نوفمبر 2005،يحدد تنظيم اللجنة الوزارية المشتركة لتنسيق نشاطات إعادة تربية المحبوسين وإعادة إدماجهم الإجتماعي ومهامها وسيرها، الجريدة الرسمية لسنة 2005، العدد74.
دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

كما يمكنها أن تستعين بخبراء أو مستشارين لتوضيح المواضيع التي تدخل في إطار مهمتها، ويعين أعضاء اللجنة بقرار من وزير العدل لمدة 4 سنوات بناءا على اقتراح من السلطات التي ينتمون إليها، ومن أجل ممارسة صلاحياتها المخولة لها فإنها تجتمع في دورة عادية مرة كل ستة أشهر، ويمكنها أن تجتمع في دورة غير عادية بمبادرة من رئيسها أو يطلب من ثلثي أعضائها، كما يمكن أن تعقد اجتماعات مصغرة تخص ممثلي القطاعات الوزارية المعنية.

الـفـرع الـثـانـي: صــلاحيـات اللجنة الوزارية المشتركة
نص قانون تنظيم السجون على إحداث اللجنة الوزارية المشتركة و حدد هدفها الذي أنشئت من أجله هو مكافحة الجنوح وتنظيم الدفاع الاجتماعي، ولعل التشكيلة الوزارية لهذه اللجنة تدل على أهميتها كونها تضم أهم القطاعات الوزارية في الدولة حيث يتم التنسيق بينها من أجل تحقيق هدف الإدماج الاجتماعيي للمحبوسين، لذلك وفي إطار الوقاية من الجنوح
ومكافحته تكلف اللجنة بتنسيق برنامج إعادة التربية وإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وتنشيطها ومتابعتها.
حيث نصت المادة 4 من المرسوم التنفيذي 05/429 على الصلاحيات والمهام المنوطة بهذه اللجنة التي تتمثل في:
- تقوم بتنسيق نشاط القطاعات الوزارية والهيئات الأخرى التي تساهم في إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين.
- إقتراح أي تدبير من شأنه تحسين مناهج إعادة تربية المحبوسين وإعادة إدماجهم إجتماعيا.
- تشارك في إعداد برامج الرعاية اللاحقة للمحبوسين بعد الإفراج عنهم.
- التقييم الدوري للأعمال المباشرة في مجال التشغيل في الورشات الخارجية والحرية النصفية.
- تقييم وضعية مؤسسات البيئة المفتوحة ونظام الإفراج المشروط وتقدم كل إقتراح في هذا المجال.
- إقتراح كل عمل والتشجيع عليه في مجال البحث العلمي بهدف محاربة الجريمة.
- اقتراح كل النشاطات الثقافية والأعمال الإعلامية الرامية إلى الوقاية من الجنوح
ومكافحته.
- إتخاذ كل التدابير التي من شأنها تحسين ظروف الحبس في المؤسسات العقابية.








دور المؤسسة العقابية في ظل السياسة العقابية الجديدة

بالإضافة إلى اللجان الثلاثة السالفة الذكر فإن المشرع وفي إطار ضمان حماية
ومعاملة خاصة بالأحداث فإنه أحدث لجنة إعادة التربية هذه الأخيرة التي تعد بدورها إحدى الآليات أو الميكانيزمات التي تعتمد عليها السياسة العقابية الجديدة، في تحقيق هدف إعادة إدماج المحبوسين لاسيما بالنسبة لفئة الأحداث، وبهدف تأطير نشاطات إعادة تربية الأحداث وإعادة إدماجهم اجتماعيا تم إحداث لدى كل مركز لإعادة التربية وإدماج الأحداث
والمؤسسات العقابية المهيأة بجناح لإستقبال الأحداث، هذه اللجنة التي يرأسها قاضي الأحداث(1).
حيث تتشكل هذه اللجنة من:
- مدير مركز إعادة التربية وإدماج الأحداث أو مدير المؤسسة العقابية.
- الــطــبيب
- المختص في علم النفس
- المـربي
- ممثل الوالي
- رئيس المجلس الشعبي البلدي أو ممثله.
يمكن أن تستعين لجنة إعادة التربية بأي شخص من شأنه أن يفيدها في أداء مهامها.
و يعين رئيس اللجنة بقرار من وزير العدل لمدة 3 سنوات قابلة للتجديد بناءا على إقتراح من رئيس المجلس القضائي المختص.
تختص لجنة إعادة التربية طبقا لنص المادة 128من قانون تنظيم السجون بما يلي:
- إعداد برامج التعليم وفقا للبرامج الوطنية المعتمدة.
- إعداد البرامج السنوية لمحو الأمية والتكوين المهني.
- دراسة واقتراح كل التدبير الرامية إلى تكييف وتفريد العقوبة المنصوص عليها في قانون تنظيم السجون
- تقييم مدى تنفيذ برنامج إعادة التربية وإعادة الإدماج الاجتماعي.
كما تجدر الإشارة إلى أن قانون تنظيم السجون نص على إنشاء مصالح خارجية تابعة لإدارة السجون تكلف بالتعاون مع المصالح المختصة للدولة والجماعات المحلية بتطبيق برنامج إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين(2).
وتطبيقا لنص المادة 113 من قانون تنظيم السجون صدر المرسوم التنفيذي رقم 07/67 في 19 فيفري 2007 ليحدد كيفيات تنظيم وسير المصالح الخارجية لإدارة السجون المكلفة بإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين، حيث تنشأ هذه المصلحة بدائرة اختصاص كل مجلس قضائي ويمكن عند الاقتضاء إحداث فروع لها بموجب قرار من وزير العدل.



https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=518468









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-25, 22:31   رقم المشاركة : 2409
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohad3814 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أريد مساعدة من فضلك في مذكرة
السياسة العقابية في ظل التشريع الجزائري تنظيمها وآليات تنفيذها
مدكرة تطور الـسـياسة العقـابية في الجـزائر ج1 الأحد ديسمبر 02, 2012 8:19 pm
إن الدور الكبـير و الفعال الذي تقـوم بـه الإدارة العـقابية أو مـا يـعرف بـإدارة الـسجون بـصـفة عامة و المؤسسـات العقابية بـصفة خـاصة في مـجال مـحاربة الجريمة و ذلك من خـلال دورهـا الأمـني الـبارز والمتمـثل في عزل الأشـخاص المـتسـببين بفعـل سلوكـياتهم المنـحرفة في المسـاس باستقرار المجتمع و أمن الأفـراد يـزداد أهـمـيـة يوما بعد يوم ، وهـو مـا يجعل هـذا الـقطاع يحظى بمـزيد من الاهتمام و الاعتناء من أجـل خـلق سـياسـة عـقابية تتـمـاشى و النظرة الحديثـة لهـذا القطـاع وهـذا بالنـظر إلى الاتفاقيات و المـعاهـدات المبرمة في هـذا المـجال.
و الـجزائـر و مـنـذ الاستقلال و مـن خلال مـا انـتهـجـتـه مـن سـياسـة في هـذا الـقطـاع نجدهـا حريـصة كل الـحرص على النـهـوض بالسـياسـة الـعقابية الجزائـرية مـحاولة في ذلك الأخـذ بأسـاليب جديـدة و فعالة مـقـتدية بذلك بما جـاءت بـه الاتفاقيات الدولية و الإعلان العالمي لـحقوق الإنـسان و قـواعد الحد الأدنى لمعاملة المـساجين و مـا هـو مـكرس في الدول الأخرى التي قـطعت شوطا لا بأس به في هـذا المـجال‘ و لعل الأمـر 72/02 المؤرخ في 10فـيفري 1972 و المتضمن قـانون السجون و إعـادة تربـية المساجين جـاء كإعلان رسـمـي يسـتشـف مـن خلاله اعتماد الإدارة العقـابية الجزائرية للأفـكـار و المبادئ الإنـسـانية العالمية الحديثة في مجال مـعاملة المسـاجين و إصلاحهم، و الذي جـعل مـن مـبـدأ إصـلاح السـجون بـصـفة عـامة والمـسجون بـصفة خـاصة وظـيفة أسـاسـية بـوضـع إدارة الـسجون كـجـهاز إداري فـعال لـتجسـيد هـذا المـبدأ على أرض الواقع.
كما أن الـجـزائر و إصـرارا منها على تـحسين ظـروف السجن و احترام حـقوق الإنـسان في السجون بالإضـافة إلى إدراج رؤية عـصـرية لمـسألة إعادة تربية المـساجيــن و إدمـاجهـم في المجـتمع لجأت مـؤخرا إلى تـعديل الأمـر 72/02 بالقانون رقم 05/04 المؤرخ في 06 فيفري 2005 المتضمن قـانون تنظيم السجون و إعادة الإدمـاج الاجتماعي للمحبوسين و الذي من خـلاله كـرست فعالية الأجـهزة و الهيئات بغرض تفعيل دورها في إدمــاج و إصلاح المحبوسين إضـافة إلى خـلق هـيئـات أخرى كل هـذا بـغية تـفعيل سـياسة تـنـظيم السجون و إعـادة الإدمـاج الاجتماعي للمحبوسين مـحاولة مـرة أخرى جـعل سـياسـة الإصلاح و الإدمـاج في مـصـف الـسياسـات الأولية حتى تـجعلـها تتمـاشى و المعاهدات الدولية المـصادق عليها من طرف الجزائر و أكـثر استجابة للمعايير و التوصـيات الرامية إلى تـعزيز حماية حقوق الإنـسان ، و بـهـذا يـكون قـانون تنـظيم السجون و إعادة الإدمـاج الاجتماعي للمحبوسين عـصـارة تـطور الـسياسة العقابية في الجزائر ، و مـن هـذا المنـطلق و بـدافـع نابع من وجوب تجاوز الحـــــدود التي تقوقع فيها النظام العقابـــي الجزائري سنحاول دراسة مـــوضوع تطور السياسة العقابية في الجزائـــر، و سنـحاول من خلال هـاتـه الدراسة إبراز الآلـيات التي كانت مبنيـة عليها السياسة العقابية الجزائرية و كذا الآلـيات المستحدثـة من خلال إستحداث القانون الجديد ، كما سـنحاول تبيان مدى نـجاح السياسة

العقابية في تحقيق وظيـفة إصلاح المـسجون و إعادة إدمـاجه من جـديد داخل المجتمع و هي الوظـيفة الرئيسية التي جاء مـن أجلـها القانون05/04 المتضمن تنظيم السجون و إعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين و من ثم فإن الهدف الأساسي من هذا الموضوع هو دراسة الأجهزة التي تقوم عليها السياسة العقابية الجزائرية و تبيان و تحليل وسائل إدماج المحبوس إجتماعيا بالإضـافة إلى دراسة الأنـظمة العقابية المجـسدة بـغرض مسـاعدة المحبوس على التأقلـم و إيـجاد أنواع من حقوق الإنسان داخل المؤسسات العقابية.
ـ أمـا عن الإشكالية التي إنـطلقنا منـها لمعالجة هـذا الموضـوع هي:
• مـا هي الأسـس و المبادئ التي تقوم عليها السياسة العقابية الجزائرية، و ما مدى تأثير الاتجاهات الفكـرية و الفلـسفية التي توصل إليها الفكر الإنساني المعاصر في بناء هذه السياسة ؟.
• ما هي الأجهزة المستحدثة في الأمر 72/02 و القانون 05/04 و التي تهدف إلى إرساء و تجسيد السياسة العقابية الجزائرية ؟
• ما هي آليات إعادة التربية و إعادة الإدماج التي تضمنتـها السياسة العقابية الجزائرية؟
• ما هي أهم التدابير المنظمة لأنسنة شروط الحبس ومعاملة المساجين؟
ـ أمـا فيما يتعلق بالمنهج العلمي الموظف في هذه الدراسة فإننا نـرى طـبيعة الموضـوع الذي نتناوله يفرض إستعمال المنهج الوصفي التحليلي ، من خلال دراسة و وصـف الأجهزة العقابية و تحليلها و تبيان مـدى فعاليتها في تحقيق وظيفة الإدماج، بالإضافة إلى تحليل و دراسة وسائل إعادة التربية و الإدماج ومختلف الأنظمة العقابية ، مع الاستعانة بالمنهج التاريخي من خلال تعرضنا إلى مصادر السياسة العقابية بعد رحيل المستعمر الفرنسي من الجزائر.
و للإجابة على الإشكاليـات المطروحة و لبلورة موضوع بحثنا عمدنا إلى وضع خطة لبحثنا أين تطرقنا فيها إلى مايلي:













الـخـــــطــــــة

الفصـل الأول: أسـس و مبادئ السـياسة العقابية في الجزائر.
I. المـبحث الأول: المـدارس الفكرية التي تطرقت إلى علم العقاب .
 المـطلب الأول: المدرسة الكلاسيكية.
 المـطلب الثـاني: المدرسة الوضــعيــة.
 المـطلب الثالث: مـدرسة الدفـاع الاجتماعي.
 المطلب الرابع نظرة الإسلام للعقاب.
II. المـبحث الثاني: قـواعد الحد الأدنى لمـعاملة المـسجونين.
 المـطلب الأول: الرعاية الصحية و الاجتماعية.
 المـطلب الثاني: التعليم و التكوين.
 المـطلب الثالث: المحافظة على أمن و كرامة المسجون.
III. المبحث الثالث: الاتفاقيات العالمية المتعلقة بحقوق الإنسان المصادق عليها
من طرف الجزائر.
 المـطلب الأول: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
 المـطلب الثاني: اتفاقية مناهضة التعذيب.
 المـطلب الثالث: العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية.
الفصـل الثاني: السـياسة العقابية خلال المرحلة 1972-2005.
I. المـبحث الأول: تـنـظيم المؤسسة العقابية و الأجهزة المستحدثة لإعادة التربية.
 المـطلب الأول: تنظــيم المؤسسـة العقابية و الأنظمة الخاصة بالمساجين في ظل الأمر 72/02.
 المـطلب الثـاني: الأجهزة المستحدثة لإعادة التربية.
II. المـبحث الثاني: أســالــيب إعـادة الـتربيــة.
 المـطلب الأول : التعـليــم و التـكـوين.
 المـطلب الثـاني: الـرعـاية الـصحية و الاجتماعية.
 المـطلب الثـالث: العمــل التربــوي.
III. المـبحث الثـالــث:الأنـظـمة العقـابية المعـتمدة في السياسة العقابية الجزائرية.
 المـطلب الأول : نـظـام الـحرية النصـفيــة.
 المـطلب الثـاني: نـظــام الو رشات الـخارجية.
 المـطلب الثـالث: نـظـام الـبيئة الـمـفتوح.
 المـطلب الــرابع: نــظــام الإفــراج الـمـشـروط.




الفصـل الثالث: السـياسـة العقابية في ظـل القـانون 05/04.
I. المـبحث الأول: تنظيم المؤسـسة الـعقابية و أجهزة إعادة الإدمــاج الاجتماعي.
 المـطلب الأول : تنـظيم المؤسـسة العقـابية و أنظمة الإحتباس في ظل القانون 05/04.
 المـطلب الثـاني : أجهزة إعادة الإدماج الاجتماعي.

II. IIالمـبحث الثاني: أســالــيب إعـادة الإدماج الإجتماعي.
 المـطلب الأول : التـعلــيم و التكــوين.
 المـطلب الثــاني: الـرعـاية الـنـفسيــة و الـصحية و الاجتماعية.
 المـطلب الثـالث: العمــل التربــوي.
III. المـبحث الثالث: الأنـظمـة الـعقـابية.
 المـطلب الأول : نـظـام الـحرية النـصـفية.
 المـطلب الثـاني : نـظــام الو رشات الـخارجية.
 المـطلب الثـالث: نـظـام الـبيئة الـمـفتوحة.
IV. المـبحث الرابع : تكييف العقوبات السـالبة للـحرية.
 المـطلب الأول : إجـازة الـخروج
 المـطلب الثـاني : التوقيت المؤقـت للعقــوبة .
 المـطلب الثالث : الإفراج المـشــروط .
V. المـبحث الخامس : ترقية حقوق الإنسان في السجون.
 المـطلب الأول : إتـصال المسجون بالعالم الخارجي.
 المـطلب الثـاني : منح مساعدة إجتماعية و مالية للمحبوسين.
 المـطلب الثالث: حق المسجون في الزيارات.


IV. خـاتــمــة.















الفـصــل الأول: أسـس و مبادئ الـسـياسة العقـابية في الجـزائر
إن أي سياسـة عقابيـة لأي دولة لابد لها من أصول و أسس علمية و أفكار عقابية و مبادئ عالمية ، و من هنا و في إطار رسـم الجـزائر لـسياسة عـقابيـة قوية تتماشى مع المعايير الدوليـة كان لزاما عليـها الاستعانة بأفكار المدارس الفـكريح بالإضـافة إلى المبادئ العالمية دون أن تهمل الإتفاقيات العالمية في هذا المجال و التي صادقت على أغلبها.
المبحث الأول : المدارس الفكرية التى تطرقت إلى علم العقاب
إن العقاب في أصله إيذاء يلحق بالجاني جزرا له و تحذيرا لمن يريدون أن يسلكوا سبيله في الإعتداء على الغير،ولقد تطور العقاب من حيث أغراضه و أساليب تحقيق أهدافه في الردع العام و الخاص ليصل إلى فكرة الإصلاح و العلاج و التقويم و التأهيل و عليه سوف نحاول فيما يلي التطرق إلى مختلف المدارس التي تبنت هذه الأفكار.
 المطلب الأول: الـمدرسة الكلاسيكية (التقليدية)
تعتبر المدرسة التقليدية أول مدرسة تطرقت إلى مبدأ العقاب و التعامل مع فئة المجرمين و قد ظهرت في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، و من أهم رواد و أقطاب هذه المدرسة نجد المفكر الإيطالى سيزار بيكاريا César Beccaria ( 1738-1794) والفيلسوف الانجليزي جرمي بنتام jermy benttan(1832-1748) والألماني انسلم فيورتاخ (1883-1775) و كانت هذه المدرسة تبني تعاملها مع المنحرفين على مبدأ حرية الإنسان وإرادته الواعية على إرتكاب الأفعال المشينة ، كما أن العـقوبة عندها تبنى على فكرة العـدالة الاجتماعية لكنها عدالة نسبـية تتماشى مع الزمان والمكان أين تركز على فكرة المنفعة الاجتماعية ، و على هذا بنى بيكاريا فكرة التوازن العقــابي الذي يرى أنه لابد أن يكون للعقاب دور لمواجهة أفعال سابقة ودور لمنع وقوع أفعال جديدة ، وقد كانت نظرية العقد الاجتماعي لمؤسسها جون جاك روسو الأساس الفكري الذي انطلق منه بيكار يا في بناء فكرة العقاب ألتي مفــادها أن الأفراد انضموا إلى الجماعة عن طريق عقد تم بينهم و بموجبـه تنازلوا عن حقوقهم لفائدة الدولة مـقابل تكفل هذه الأخيرة بتحقيق الأمن و توفير السلام ،و من بين مـا تـنازل عنه الأفراد هو تلقي العقاب مقابل حماية الدولة لذواتهم وأموالهم،و من هنا يـؤسس بـيكـاريا التبرير الأخلاقي والقانوني للعـقـوبة و يـأتي العقاب كرد فـعل للعمل الإجرامي الـذي يعتبر خـرقـا للـعقـد الاجتماعي، و بـعد أن أنـتقـد أنـصار هـذه المـدرسة وضـع العقـوبات الـسائدة في عهـدهـم و الـتي كـانت مبنية على الـقـساوة واستبداد الـقـضاة في حكمهـم ،اقترحت المدرسة وضـع قـاعدة شـرعـية الجرائم و العـقـوبات و تـحديد الـجرائـم و تـبـيان عـقابـها مـن طرف السـلطة التشـريعية الـتي يـجب أن تـكون مستـقـلة عن السلطة القضائية أيـن يـصبح دور الـقـضاة يـنـحصر في تطبيق الـقوانين الموضوعة من طرف السـلطة التشريعية.
كـمـا أن إحـاطـة الجمهور بالأفعال الـتي يـجرمـهـا الـقانون تـكون بمـثابة الإنـذار الذي يساعد على عـدول الأفـراد و ابتعادهم عـن اقتراف الـجرائــم.
أمـا بنتـام نـجـده أكثر تـشـددا فـهـو يـطالب أن يـكـون ألـم العقــوبة المسلـطة على المـجـرم نسبة للذة التي كـان يسعى إلى تـحـقيقـها مـن خلال ارتكاب الجريمة ، فـهـو يـفضل عـقوبة سـلـب الحـرية لأنـها تـمـثل أقـصى عـقـاب و في اعتقاده أن حـرمـان الجاني فـترة طـويلة مـن الزمـن لحـريته كـفيل بـزجـره و ردعـــه.
أمـا فويرتاخ يـرى في تـحـقيق الـعقـوبة بواعث مـعاكـسة للـرغبة في الإجـرام تكمن في خلق الإكـراه الـنـفسي الذي يـصـرف الأفـراد عـن الإجـرام و بالتـالي فـإن مـلخـص أفـكار النظرية الكلاسيكية هـي إقـرارهـا بـحرية الإنـسـان و مـسـؤوليته عـنـد إرتـكاب الجـريمة و على أسـاسـها يكون إقرار الـعقاب الـذي يـتناسب مـع درجة الـخـطأ المرتكب كـمـا أقـرت شـرعية الجـرائـم و العـقوبات.
 المطلب الثاني: المدرسة الـوضــعيــة
والـتي نـشأت في أواخر الـقرن 19 عـلى يـد الـعالم الـنـفسـاني سيزار لومبروزو CESAR LOMBROZO في كـتابـه "الإنـسـان الـمـجرم" بالإضـافة إلى أونـريكو فيريENRICO FERI والـقاضي رفائيل قارو فالو RAFAIEL GARROFALO وعلى عكس المدرسة التقليدية فالمـدرسةالوضـعية تـجـرد الإنـسان مـن الحريـة و الإرادة في الفعل وتنفي عنـه المسؤولية في ارتكاب الجـرائــم و تـضـع هـذا الأســاس مـنـطـقا لـفكـرهـا الـعـقابي.
فـقـد إنـتهـجت هـذه المـدرســـــة في مـواجهـة الجريمــة أسـلوب البـحث الـواقـعي و التـجريبي الـقائم على المـلاحـظة و التجربة باستخدام المبادئ و الـنـتائـج الـتي تـوصـلت إلـيهـا عـلوم الاجتماع و النفس و الطب.
و يـرجع لومبروزو سبب الإجـرام إلى شـخـصية الإنـسـان المجرم الـذي يـختلف عن الإنـســــــــان السوي مـن حـيث تـكوينه الـعضـــوي و النفـسي و هـذا النقص الفـطري يـؤدي إلى إرتـكاب الجريمة1.
و أتى فـيري و طـور نـظـرية لومبروزو و أضـاف إلى عـوامـــل الإجـرام الـفطرية و الوراثية و هي عوامــل داخلية و عـوامل أخرى خـارجية تتعـلق بالـوسط المـادي و خـاصة الـبيئة الإجتماعية الـتي يعيش فيها المنحرف و منها الفقر والتشرد ، البطالة ، المرض و السكر و غيرها.
ـ و امـا قارو فـالو يـغلب العوامل الداخلية على الخارجية ، فالمـجـرم في نـظـره يـكون مـنسـاقا ومـدفوعا لا مـحالة نـحو إقـتراف الفعل الإجرامي متى تـوافرت هـذه الـعوامل و لمواجهة الإجـرام تـطرقت المدرسة الوضـعية لإعـتمـاد تـطبيق الـتدابير الجنائية لتحل مـحل الـعقوبة بـحيث تكون مـوجهة أسـاسـا للمـسـتـقـبل قـصـد مـنـع العود الإجرامي و جعل الـقانون هـنا يسلك مـهمة الطبيب، فهو يحافظ على صـحة الجـسم الإجتمــاعي بـتطـبيق تـدابير عـلاجية على المجرم الذي يمثل المريض الإجتماعي.ولقد قسمـوا التدابير الجـنـائية إلى تـدابير أمـنـية و وقـائـية.
• فـامـا الأمـنـية تتـصـف بـطابـعها الإسـتئـصالي و تـكون عن طـريق إعـدامه أو سـجنه مدى الحياة أو وضـعه في مـسـتشفى الأمـراض العقـلية أو مـنـعه مـن الإقـامة في مـكان مـعين.
• أمـا الوقـائية فـهي عبارة عن إجراءات مـتخذة لمـنـع وقـوع الجـريمة بـواسطـة العمل على الحد أو التقليل
من العوامل البيئية و الاجتماعية و الــثقافية المـســاعدة على الإجرام.
وقد طـــور فيري هـذه الـتدابير و سـمـاها بـدائـل العقوبة ( LA SUBSTITUS DE PEINE) و يـضعها في مـرتبة هـامة و أسـاسية في الدفـاع الاجتماعي.
و خلاصـة أفكار هذه المـدرسة هـي إعتماد رد الـفعل الاجتماعي ضـد الجريــمة على أسـس علمية وبالخصـوص على دراسة شخصـية المجرم ، و العوامل الدافـعة إلى إرٍتـكاب الجريمة وسـبل الـوقـاية مـنـها و تـعتـبر المـجرم مـسـيـر نحو إرتـكـاب الجريـمة و ليس مخير والمسؤولية الجـنـائية لا تـتحدد على أسـاس حرية و إرادة الـجاني في إرتـكاب الجريمة و إنما على أسـاس خـطورة شخصية الـجاني الإجرامية و العقاب يـبنـى على أسـاس الـدفاع الإجتمـاعي ضـد الجـريمة لا على أسـاس مـبـدأ العدالة و المنـفعة و الإنـتقـام و يقترحون في ذلك التدابير الأمـنية و الوقـائية و العلاج عندهــــــــــم يـتمـثل في قلع جذور و عوامل الإجـرام من شخصية المجرم بإعتباره جرثـومة إجتماعية
 المطلب الثالث: مدرسة الـدفـاع الإجتـمـاعي
يـرجـع تـاريخـها إلى بعد الحرب العالمية الثـانية و يـمثـل هذه المدرسة كل من الفقيه الإيـطالي فيليبو قراماتيكا Filipo Gramatica مـؤسس مدرسة الدفاع الإجتماعي والذي جمع أفكاره حول الدفاع الإجتماعي في مؤلفه الصادر سنة 1960 بعنوان " مبادئ الدفاع الاجتماعي " و المستشار الفرنسي مارك أنسل March Ancel صـاحب كـتاب " الـدفاع الإجتماعي الجديد" .
و قـد أعاد قراماتيكا إستعمال مـصطلح حركة الدفاع الإجتماعي الذي استعمل من طـرف الوضعيـين و إعطـاه مـفهومـا مستقلا وفق المبادئ الإنـسـانية.و ارجع مسؤولية وقـوع الجرائم على عاتـق الدولة بإعتبار ان المجـرم وقـع ضـحية اضطرابات و ظروف اجتماعية لم يـشارك في صـنعها و هـو بـهـذا يجـرده من الحرية و المسؤولية عن أفعاله و من هـنا من الطبيعي أن تـرجع إلى الدولة مسؤولية وواجب تجاهل تأهيل و إصلاح من صـدر عنه السلوك الإجرامي و ذلك باتخاذ تـدابير الدفـاع الاجتماعي التي تتلاءم مع شخصية من وقـع في الجريمة.
و قـد طالب قراماتيكا بإلغاء كلمة العقوبة و استبدالها بكلمة الدفاع الاجتماعي و إلغاء القانون الجنائي و إستبداله بقانون الدفاع الاجتماعي و تبديل قانون العقوبات بتدابير الدفاع الاجتماعي التي تنطلق مـنـها في تـجسيد مبدأ التأهيل الاجتماعي للمنحرف فهـو يتعامل مع المـجرم بـنـوع من الإنـسانية و فعالية تضمن إحترام كرامة المحكوم عليه و الإبتعاد عن كل أشكال الإهـانة النفسية و الجسـدية و المعنوية. و إقتراح تـدابير تقوم على تفريد العقوبة بما يتلاءم و شخصـية المحكوم عليه و تكون في نـظام عـقوبة سـلب الحرية غير محددة فالقـاضي يـصدر عقـوبة سـالبة للـحرية تـكون محصورة بين الحد الأقصى و الحــد الأدنى و إدارة السجون هي التي تتابع سلوك السجين و تحدد تاريخ الإفراج بمجرد بلوغ عملية الإصلاح هدفـها.
و قد أعاد مـارك أنسـل سنة 1954 طرح مدرسة الدفاع الإجتماعي مع الإبـقاء على نفس المبدأ الذي أنـطلق مـنـه قراماتيكا و هو ضـرورة تحقيق حماية المجتمع عن طريق إعادة تأهيل المنحرف،و تفادى أنسل بعض الإنتقادات الموجهة لقراماتيكا و الخاصة بإلغاء قانون العقوبات و حذف بعض المصطلحات كالجريمة و المجـرم و المسوؤلية الجنـائية و غيرهـا من المفاهيم التي مـا تـزال التشريعات الجـنـائية المـعاصرة تأخذ بـها و تـسلم بوجودهـا ، كـمـا أن أنسل يعطي لحركة الدفاع الإجتماعي بعدا إنسـانيا إذ أنه يـدعو إلى الإنتـقال من العقوبة إلى التدابير وذلك بتركيــــزالإهتمام على شخصية المنحرف وإحترام كـرامتـه. و هي لا تهمل الوظيـفة الـهامة لـتدابير الأمـن، و لـكن تـضيف لـها و للعقوبات و خاصة عقوبـة سلب الحرية هـدفا نبيلا و شريفا و هو إصلاح المنحرف.
و على خلاف قراماتيكا يـرجع أنسل سبب حـدوث الفعـــــل الإجرامي إلى مـسؤولية الفرد و حرية الإختيـــــار مـضـيفا إلـيها العناصر النفسية و العضوية و الإجتماعية التي تدخل في تكوين شـخصية المجرم فكل هـذه العوامل يجب إستغلالـها في عملية الإصـلاح.
و قـد نـادى أنسل بـنـظام إصلاحي مـوحد يشمل توحيد العقوبات و التدابير التي تكون نـظاما واحد للتدابير الإجتماعية ووضعها في متناول القاضي الذي يستعين في عمله بدراسة الشخصية الإجرامية بالإعتماد على تقارير الأطباء و علماء النفس و الإجتماع و علماء الإجرام و غيرهم ، هـذا كلـه لأجل إخـتيار الطريقة الناجحة التي تتلاءم مع إصلاح شخصية المجرم ،و مـا يميـز مدرسة الدفاع الإجتماعي الجديد هـو إقتراحها لبرنامج إصلاحي مـلمـوس يكرس عملية الإصلاح مـيدانيـا و يجعل الشخص الإجتماعي المتمثل في المجرم شـخـصا إجتماعيا يحبذ العيش في الوسط الإجتماعي مـحتـرما القوانين و ساعيا لتلبية حاجياته الضرورية بالإعتماد على نـفسه.
و نـشير هـنـا أن مـدرسة الدفاع الإجتماعي بـقيادة مـارك أنسل نـجحت في الوصول إلى حل وسط بين أفـكار المدرسة الكلاسيكية و المدرسة الوضعية ، فالكلاسكيون يرون حتمية وضع قانون عقوبات لمحاربة الجريمة ، و الوضـعيون يؤكـدون على إفلاس قانون العقوبات و يـقترحون الوقاية الطبية و الإجتماعية ( Prévention Médico-Sociale) كـبديل لـه ، و الحل التوفيقي الذي خلصت إليه مدرسة الدفاع الإجتماعي الجديد هـو ضمان حماية المجتمع و الفرد في نـفس الوقت بتطبيق العقوبة التي تكون على شـكل قرار قـضائي مصـحوب بعلاج يتماشى مع الحالة الشخصية للمنحرف.
و يتمثل الإصـلاح في تمكين المحكوم عليه في التكوين المهني و إعادة تربيتـه أخلاقـيا و مـعالجته طـبيا ، كمـا أن عملية الإدمـاج الاجتماعي لا تهمل بعض وســائل الحماية الاجتماعية و الفردية و إستقلال مبدأ الشعور بالمسؤولية و جعله محرك العملية الإصلاحية .
و خلاصة فكر مدرسة الدفاع الإجتماعي هي أنـها تعالج مشكلة العقاب من خلال إشـكالية إصلاح المذنب و تكييفه مع المجتمــــع و تركز نشاطهـا على إعادة إدمـاجه قـصـد العــودة إلى الحياة الطبيعية للمجتمع في إطار ما يحفظ كرامـــة و إنسانية الشخص المنحرف.
 المطلب الرابع : نظـــرة الإســـلام للعقــــاب
لا خلاف بين المسلمين جميعا حول العقاب لا في مشروعيته و لا في أنواعه و هذا بخلاف الأمر اليوم في القوانين الحديثة التي إختلفت في العقاب إختلافا كبيرا بين داع إلى إلغاءه حتى دعا بعضهم إلى تغيير تسمية قانون العقوبات و مدافع عن بقائه، كما اختلفوا في أنواع العقوبات السالبة للحرية و البدائل المطروحة. أما العقاب في الإسلام فهو من المبادئ التي لا يمكن حتى مجرد التفكير في إلغاءها و يمتاز العقاب في الإسلام عنه في القوانين الوضعية الحديثة بعدة مميزات كل منها له دوره الفعال في مكافحة الجريمة و هذه المميزات يمكن أن نجملها في النقاط التالية :
_ الجمع بين العدل و الرحمة : حيث أن الإسلام أبقى على حق الفرد و كيانه مستقلا عن الدولة و العدل يقتضي أن من أجرم يعاقب و في هذا رحمة عامة بالمجتمع كله كما أبقى هامشا للرحمة الخاصة و لكنها في إطار العدل و ذلك حين خير المجني عليه أو وليه بعقاب المجرم أو التصالح معه أو العفو عنه لقوله سبحانه و تعالى :"فمن عفي له من أخيه شيء فإتباع بالمعروف و أداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم و رحمة "
_المساواة بين الناس في العقاب : لا تفرق العقوبات في الشريعة الإسلامية بين حاكم و محكوم و لا بين شريف و وضيع إذ أن كل الناس أمام العقاب سواء لا فرق بين رئيس دولة و أضعف إنسان فيها والدليل على ذلك حكم عمر على عمرو بن العاص والي مصر و إبنه الذي ضرب إبن القبطي فلا نجد مثل هذه المساواة في القوانين العقابية الحديثة بل تميز بعض المسؤولين تحت ما يسمى بالحصانة سواء كانت دبلوماسية أو برلمانية .
_العقاب في الإسلام يحقق الردع ويجبر خاطر المجني عليه: أما الردع يقصد به توقيع العقوبة على مجرم معين يصرفه عن العودة إلى هذه الجريمة و هذا هو الردع الخاص و يصرف غيره عن فعل مثلها و هذا هو الردع العام لقوله سبحانه وتعالى :" و ليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين "
و أما الجبر فيقصد به عمل شيء ما يرضي المجني عليه أو أولياءه و يواسيهم جراء ما وقع عليهم ،و له أهمية أوسع و أبلغ من أهمية الردع إذ يمنع و بشكل منظم تحت إشراف الدولة من الانتقام .
و المتأمل في العقوبات التي جاء بها الإسلام يلاحظ لأول وهلة فعاليتها في مكافحة الجريمة بسبب تحقيقها للردع و الجزر و الجبر عن طريق القصاص و الجلد والقطع و الرجم و التعزير و الدية بالإضافة إلى الكفارة و هي عقوبة تختلف عن سابقاتها و تتمثل في الصيام أو العتق و تنفيذها موكول إلى الجاني نفسه فلا يمكن للقاضي أن يلزمه بها لإرتباطها بإيمان الجاني لكي يمحو الإثم الذي إقترفه و فيها ربط واضح للفرد بالإيمان بالله و تذكير به بعد النسيان أو الإهمال الذي أصابه أثناء إرتكابه الجريمة .
المبحث الثاني: مجموعـة قواعـــد الحد الأدنى لمعاملة المسجونيـــن من طرف
هيئـــة الأمم المتحـــدة في 30أوت 1955.

إن المعاملة السيئة و الغير إنسانية التي كانت تميز السجن و المسجونين أدت إلى وضع و إرساء قواعد دنيا للمحافظة على كرامة و إنسانية المسجون في إطار تنفيذه لعقوبته في السجن و لمـا كـانت المنـظمة الدولية للإصـلاح الجـنائي ( PRI ) مفوضة لتحقيق الإصلاح العقابي عن طريق تطويـر و تطبيق حقوق الإنـسان فيمـا يتعلق بتنفــيذ القانـــون و ظروف و معايير السـجــن بدأت بتفعيل مشروع القواعد الدنـيا لمـعاملة السجـنـاء Merking Standards Works ، و هـــي عـبارة عن قواعد نموذجية دنـيا لمعاملــة المسجونين التي أصـدرتهـا الأمم المتحــــدة في مؤتمرها الأول لمكافحة الجريمة و معاملة المجرمين المنعقد في جنيف 30/08/1955 و أقرها المجلس الإقتصادي و الإجتماعي بقراريه رقم 663ج بتاريخ 31/07/1957 و رقم 2076 المؤرخ في 13/05/1977 و التي تتضمن بعض القوانين التي لها طبيعة أسـاسية و مـطلقة و تتكون من مبادئ أسـاسية و هي معدة في حد ذاتها لتطبق في كل مكان و زمان و قـد أيـدت صكوك الأمم المتحدة لحقوق الإنـسان التي تـلـتهـا هـذه الـقواعد1.
و كان الغرض من هـذه القواعد هو عرض مـا أجمع على قـبولـه بـوجه عام كـمـبادئ و أساليب عملية صـالحة في معالجة المسجونين و إدارة المؤسسات مستهدية في ذلك بالآراء المقبولة عامة في عصرنا هـذا ، و هـذا مـا تـضمنـته المادة الأولى من مجموعة هذه القواعد ، و قد تضمنت بالإضافة إلى هذا مجموعة من مبادئ و التي تتلـخص في المجالات الآتية:
 المـطلب الأول : فيما يخص الرعاية الصحية و الاجتماعية.
لقد راعت قواعد الحد الأدنى لمعاملة المساجين الظروف الصحية والإجتماعية للمسجون و هذا يظهر من خلال ما نـصت عليه القاعدة 15 التي ألزمت المسجون بمراعاة النظافة الشخصية وألزمت إدارة المؤسسة بتمكينه من المياه و أدوات النظـافة اللازمة للمحافظة على صـحته و للظـهور بالمظهر اللائق ،و جاءت القاعدة 17 من مجموعة هذه القواعد تحت عنوان الملابس و الأفرشة و التي أوجبت أن تكون نظيفة و بحالة جيدة ، و أن تغسل الملابس الداخلية دوريا و بإنتظام و بالقدر الكافي للمحافظة على الصحة ، حتى أنها تطرقت إلى غذاء المسجون و أوجبت تزويد المسجون بطـعام ذي قيمة غذائية كافية للمحافظة على الصحة و القوة و أن يكون من نوع جيـد مع حسـن الإعداد و التقـديم و تزويد المسجون بالماء الصالح للشـرٍب كلما احتاج إلـيه ، كمـا أشـارت هـذه القواعد إلى الرياضة البدنية باعتبارها عامل مهم للمحافظة على صحة المسجون و إلى تمكين المسجون الذي لا يعمل في الخلاء بساعة واحدة يوميا يقضـيها في الرياضة البدنية في الهواء الطلق ، و حتى المسجونين الصغار ، و تقريب الخدمات الطبية بتوفير طبيب واحد على الأقل في كل مؤسسة عقابية و طبيب نفسي و تزويد قاعة العلاج بالأدوات و المستحضرات الطبية اللازمة و تخصيص أماكن خاصة بالنســاء لرعايتهن و علاجهن قبل الوضع و بعده و اتخاذ الإجراءات اللازمة لإجراء عملية الوضع في مستشفى مدني، و إذا ولد الطفل في السجن فيجب ألا يذكر في شهادة ميلاده، و على الطبيب أن يوقع الكشف على كل مسجون عقب قبوله بالسجن و بعد قبوله كلما دعت الضرورة.
أما فيما يخص الرعاية الاجتماعية للمسجون فقد نظمتها قواعد الحد الأدنى لمعاملة المساجين تحت عنوان الاتصال بالعالم الخارجي ، و هذا ما جاءت به القاعدة رقم 37 إذ نصت على انه يجب التصريح للمسجونين بالاتصال بأسـرهم و أصـدقائهم ذوي السمعة الطيبة عن طريق المراسلة أو الزيارات في فترات منتظمة تحت الرقابة الضرورية ، كما راعت هذه القواعد حالة المسجونين الأجانب و أوجبت السماح لهم بتسهيلات مقبولة للاتصال بالممثلين الدبلوماسيين و القنصليين للدولة التابعين لها،و ألا يمنع أي مسجون من حق الاتصال بممثل معتمد لأي دين من الأديان ، كما نصت في القاعدة 49 على وجوب أن يتوافر السجن على الباحثين الاجتماعيين و أن تكون خدماتهم مستديمة و أن تقلل الفوارق الاجتماعية في السجن و أن يعامل المسجون معاملة تؤكـد انه ما زال جزء من المجتمع و ليس منبوذا منه و لا معزولا عنه و هذا ما جاءت به القاعدة 61.و على أن يوجه اهتمام خاص نحو المحافظة على صلات المسجون بأسرته و تحسين هذه الصلات وفق ما تقتضيه مصلحة الطرفين.
 المـطلب الثاني: التعلــيم و العمـــل
لم تهمـل قـواعد الحد الأدنى لمعاملة المـساجين دور التعليم و العمل لدى المسجون ، إذ جاءت القاعدة 77 تـلزم توفير وسـائل التـدريس لتعليم جميع المسجونين القادرين على الاستفادة منه بما في ذلك التعليم الديني و يجب أن يكون التعليم إجباريا بالنسبة للأميين و صغار السن من المسجونين، كما أكدت هذه القواعد على أن يكون تعليم المسجونين متنـاسقا و متكـامـلا مع نـظام التعليم العام للدولة حتى يتمكن المسجونين من متابعة تعليمهم بعد الإفراج عنهم دون عناء و هذا ما أكدت عليه المادة 78 بنصها على وجوب توفير النشاط الترويحي و الثقافي و في جميع المؤسسات للمحافظة على صحة المسجونين العقلية و البدنية و على وجوب توفير مكتبة لدى كل مؤسـسة 1.
كما أن قـواعد الحد الأدنى لمعاملة المساجين تطرقت إلى عمـل المساجين و أوجبت أن لا يكون طابع العمل في السجون تعذيبي و إيلامي من جهة، و من جهة أخرى ألزمت كل المساجين المحكوم عليهم بالعمل مع مراعاة استعدادهم الجسماني و العقلي وفق ما يقرره الطبيب ،كما حرصت هاته القواعد على أن يكون العمل كاف ومفيد في طبيعته بحيث يساعد المسجونين على العمل بعد الإفراج عليهم و يحافظ على مقدرتهم في كسب رزقهم بطريقة شريفة، كما أشارت إلى تمكين المسجونين من إختيار العمل الذي يرغبون فيه في الحدود التي تتفق مع إحتياجات إدارة المؤسسة و النظام فيها .
و قد أشــارت هـذه القواعد على أن تقوم مصلحة السجون بنفسـها بإدارة مـصـانعـها و مزارعها إدارة مباشرة و هذا على سبيل التفضــيــل.
و لـم تهمل هـذه القواعد صـحة الـعامـل إذ ألزمت اتخاذ كل الوسـائل اللازمـة لحماية صحة العمال و تعويضهم عن إصـابات العمل و أن تكون سـاعات العمل محددة بـقانون أو لائـحة إدارية و أن يكون هـناك يوم راحة، و أن يكون هناك مقابل لعمل المسجون، و أن تتاح له الفرصة لاقتناء حاجاته الشخصية 1.
 المـطلب الثالث: المحافظة على امن و كرامة المسجون.
لـقد جـاءت قـواعد الحد الأدنى لمعاملة المساجين تنص على امن المسجون من كل خطر قد يـحدق بـه وقد جسـدت هـذه العناية في القاعدة 45 مـنها و التي جاءت تحت عنوان نقل المسجون أين أوجبت عند نقله التقليل من تعرضـهـم لنظر الجمهور بقدر الإمكـان كمـا أوجبت اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لحمايتـه من الإهانة و فضول الجمهور و أي صـورة من صـور التشـهير.
و نـصت كذلك على عـدم نـقل المسجون بوسـائل نـقل تكـون التهوية و الإضـاءة فيهما غير كافية أو أي وسيلة تعرضـهم لـمـتاعب جسمـانية لا مـبرر لـها ، كمـا تطرقت هـذه القواعد إلـى عـدم جـواز استعمال القوة في التعامل مع المسجونين إلا في الحالات المرخص بـها قـانونا كمحاولة الهرب من السجن مثلا، كمـا أشـارت إلى وجوب المحافظة على كـرامة المسجون داخل السجن بغرض الرفع من شعوره و عدم الحط من نفسيته ليكون أكثر استجابة لبرامج الإصلاح المقدمة لـه و لكي تنمي فيه الرغبة إلى الانضمام إلى المجتمع من جديد.
و من خلال عرضـنـا لقواعد الحد الأدنى لمـعاملة المساجين نجد أهم القواعد التي تم عرضـها قد اخذ بـها المشرع الجزائري سـواء في الأمر 72/02 أو القانون05/04 و هـذا يـظهر جليا من خلال تفحص قانون السجون الذي نجده قد اعتمد عليها بشكل كبير.
المبحث الثالث: الإتفـاقيات العالمـية المتعلقـة بحـقوق الإنـسـان عامة و المساجين على الخصوص

لقد حافظت القواعد و القوانين الدولية على الــحقوق الأســاسيــة للفرد عامة و على حقوق المساجين خاصة،و قـد وقـعت و صادقت مـعـظم الدول في المناطق المختـلفة في العالم بما فيها الجزائر على الاتفاقيات الدولية الخاصة و المعاهدات و العهود التي تؤكـد هـذه الحقوق و من أهم هذه الحقوق:
 المـطلب الأول: الإعـلان العالمي لحقوق الإنـســان
إن حـقـوق الإنـسان في السجون قد أستخلصت من حقوق الإنـسان العالمية عامة ، فالمادة التاسعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسـان تحظر بحزم الحبس التعسفي، لذلك تقرر المبدأ القانوني الذي يحكم حفظ و كمـال النـظام في السجن، و هذا لا يمتد فقط إلى مضمـون هـذه القواعد المطـبقة بل إلى كل الإجراءات التي تطبــق من خلالـها ، كما أن المادة الثامنة منه جاءت تنص على ضرورة وجود نوع من إعادة النظر في العقوبات التأديبية التي تتخذ في السجون إذ تنص على أنه " لكل شخص الحق في أن يلجأ إلى المحاكم الوطنية لإنصافه عن أعمال فيها اعتداء على الحقوق الأساسية التي يمنحها له القانون " ، و ليس مسموحا لضباط السجن تبرير المعاملة القاسية للمسجونين باللجوء إلى القانون أو الدفع بالانصياع لأوامر الرؤساء.
كمـا أن معايير حـقـوق الإنسـان تؤكــد على مبدأ التناسب بحيث لا تكون العقوبة في أي واقعة غير متناسبة مع الانتهاك الذي ارتكب،و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لم يهمل تنظيم حق المسجون في الصحة ، إذ يعتبر الصحة الجسمانية و العقلية للمسجونين حق مكفول لهم نصت عليه المادة 25 منه ،كما الزم أفراد طاقم السجن أن يوفروا لكل شخص الحق في مستوى معيشي كافي للمحافظة على الصحة و الرفاهية له و لأسرته ...." و أن المسجون هو الأخر مسؤول على المحافظة على صحته .
كما جاء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يلزم أفراد طاقم السجن أن يذكروا المسجونين بذلك و يشجعونهم على ممارسة هذه المسؤولية و على سبيل المثال ممارسة التمارين الرياضية و النظافة و حلاقة الذقن و تنظيف الأسنان
و إذا لم يقبل المسجونون هذه المسؤولية فانه لا يجب عقابهم على ذلك . بل يجب إخبارهم عن الصحة و المخاطر الصحية و هـذا ما تحتويه الفقرة 7 و 8 من 29من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1
 المـطلب الثاني: مـناهضـة التعذيــب و غيـــره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسيـــــة
أو اللاإنـسانيــة أو المهينـــــــة.( 1984 ).
لـقد نـصت الدسـاتير الوطنية لجميع بلدان العالم الثالث على حظر التعذيب و المعاملة أو العقوبة القاسية غير الإنـسانية و الإطاحة بالكرامة سواء مباشرة أو ضمنا ، و لتدعيم القبول العالمي لهذا المبدأ تلـزم اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب الدول و الحكومات بالتحقيق في هذه الأعمال و المعاقبة عليها و تعويض ضحايا التعذيب و العقوبة أو المعاملة القاسية و غير الإنـسانية .
و قـد صـادقت الجزائر على هذه الاتفاقية في 16/05/1989 و قد عرفت هذه الاتفاقية التعذيب في المادة 1 فقرة 1 بأنه كل "عمل ينتج عنه ألم أو عـذاب شديد جسديا كان أم عقليا يلحق عمدا بشخص بغرض الحصول من هذا الشخص أو شخص ثالث على معلومات أو على اعتراف" .
إن هـذا المبدأ الهام يحكم العقاب في السجون إذ لا يجوز تعذيب المسجونين أو إخضاعهم لأي شكل من أشكال المعاملة أو العقوبة القاسية غير الإنسانية أو الإطاحة بالكرامة و قد اعتبرت هيئة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن العـزل الانفرادي الذي يزيد عن شهـر واحد يعد طويل الأجل و يعد انتهاكا لحقوق السجين في المعاملة الكريمة2.
و تعتبر اتفاقية مناهضة التعذيب أحسن مثال يمكن أن يضرب في تقرير حق المسجون في الكرامة الإنسانية و الذي هو أمر ضروري لمساعدته على إعادة تأهيله و إصلاحه اجتماعيا و نفسيا. فلا تمييز بين الإنسان المجرم و الإنسان غير المجرم في الكرامة الإنسانية1.

 المـطلب الثالث: العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية.
لقد جاء هذا العهد يقر لجميع أعضاء الأسرة البشرية من كرامة أصيلة و حقوق متساوية و ثابتة ، يشكل وفقا للمبادئ المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة أسـاس الحرية و العدل و السلام في العالم.
و قد تطرق هذا العهد في المادة 8 فقرة 3 إلى أنه يمنع تنفيذ عقوبة الأشغال الشاقة المحكوم بها من قبل المحكمة المختصة، و أن الموقوف أو المعتقل بتهمة جزائية يجب أن يقدم سريعا إلى أحد القضاة أو أحد الموظفين المخولين قانونا مباشرة وظائف قـضائية و يكون من حقه أن يحاكم خلال مهلة معقولة ، أو أن يفرج عنه، و لا يجوز أن يكون احتجاز الأشخاص الذين ينتظرون المحاكمة هو القاعدة العامة و لكن من الجائز تعليق الإفراج عنهم على ضمانات لكفالة حـضورهم المحاكمة في أية مرحلة من مراحل الإجراءات القضائية و لكفالة تنفيذ الحكم عند الاقتضاء.
كما أشار العهد الدولي إلى فصل المتهمين الأحداث عن البالغين و يحاولون بالسرعة الممكنة إلى القضاء للفصل في قضاياهم وهذا في المادة 10 فقرة 02 ، أما الفقرة 03 جاءت تنص على وجوب مراعاة نظام السجون معاملة المسجونين معاملة يكون هدفها الأسـاسي إصلاحهم و إعادة تأهيلهم الاجتماعي و يفصل المذنبون الأحداث عن البالغين و يعاملون معاملة تتفق مع سنهم و مركزهم القانوني2.
و من خلال عرض أهم المعاهدات و الاتفاقيات المصادق عليها من طرف الجزائر ، نجد أن هـاته الاتفاقيات جاءت متطرقة إلى ما يجب أن يعامل معاملة خالية من التعذيب و المعاملات القاسية و اللاإنسانية تهدف إلى إصلاح المسجون و إعادة إدماجه اجتماعيا.
هذا بالإضافة إلى الاتفاقية الدولية الرامية إلى القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري و التي تؤكد في محتواها على كرامة البشر و المساواة بينهم من جهة ، و من جهة أخرى على النتائج الضارة للتمييز العنصري بالنسبة للانسجام بين الأشخاص الذين يعيشون جنبا لجنب في دولة واحدة مدرجة في ذلك المسجون باعتباره شخص من المجتمع سوف يعود إلى العيش مع الجماعة بعد خروجه من المؤسسة العقابية، فكلما كان هناك شعور بالمساواة و نبذ التمييز كلما ساعد المسجون على اندماجه في المجتمع من جديد لكي يصبح عضوا فعالا فيه3.

الفصـل الثاني: السياسـة العقابيــة الجزائريـــة خلال مرحلـة 1972- 2005.
تمهيد : و قـبل التطرق إلى معالم السياسة العقابية الجزائرية خلال مرحلة 1972- 2005 ، سنلقي نظـرة على معالم السـياسة العقابية خلال فترة 1962- 1972 باعتبار أن دراسة تطور السياسة العقابية لأي دولة يكون بدراسة القوانين المعتمدة من طرف تلك الدولة لتجسيد هذه السياسة، و نظرا لانعدام قانون ينظم قطاع السجون في الجزائر خلال هذه الفترة لما أحاطت بها من ظروف كانت تعيشها الدولة الجزائرية آنذاك ،أين شهدت فراغ في كل القطاعات بعد مغادرة المستعمر الفرنسي ، لهذا سنحاول بدراستنا لهذه الفترة إبراز أهم معالم السياسة العقابية آنذاك و كيف كانت تسير السجون ، و ما ميز هذه الفترة من نشـاطات بغرض إعادة الإدماج ، و هذا من خلال التطرق إلى النقاط الآتية:
أولا : أهم معالم السياسة العقابية بعد الاستقلال: لقد اعتمدت فرنـسـا بعد وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962 على التنظيم المؤقت للسلطات، و هذا في انتظار ما ستسفر عنه نتائج استفتاء تقرير المصير و في هذا الوقت قامت فرنسا بتشكيل هيئة تنفيذية مؤقتة مزدوجة السلطات ( Un Exécutif Provisoir Doublé ) و هذا برآسة محافظ سـامي و الذي بقي يحتفظ بسلطات الجمهورية الفرنسية في الجزائر في مجال الدفاع و الأمن و مخطط النظام العام1.
و قد استمر هذا الوضع الى غاية 03 جويلية 1962 ،حيث تم نقل السلطات من فرنسا إلى الهيئة التنفيذية المؤقتة برئاسة عبد الرحمان فارس و تعيين ساتور قدور مدير للعدالة ضمن هيكل مندوبية الشؤون الإدارية التي كان يترأسها عبد الرحمان شنقوف، و في 13 جويلية 1962، اصدر رئيس الهيئة التنفيذية المؤقتة تعليمة تتضمن مواصلة العمل بالتشريع الموروث عن الاستعمار المطبق على كامل التراب الجزائري باستثناء ما يتنافى و السيادة الوطنية و هذا يعني إبقاء تبعية إدارة السجون لوزارة العدل 2، ثم تم إنشاء وزارة العدل في عهد الجزائر المستقلة في شهر أكتوبر من سنة 1962 وذلك بتعيين المحامي عمار بن تومي على رأس الوزارة ،وكانت المهمة الأساسية الموكلة له آنذاك هي تحريك عجلة العدالة و تنشيط سير الهيئات القضائية ، و الذي عين حتى نهاية سنة 1963 472 قاضيا لسد الفراغ ، وفي ظل النقص الذي كان آنذاك لجأ إلى تعين الكتاب العاملين بالمحاكم و أمنـاء الضبـط و بعض مساعدي القضاة.
ثــانـيا: وضعية السجون بعد الاستقلال: ما كان يميز السجون بعد الاستقلال هو اختفاء المعتقلات و مراكز الحجز الإداري، و هذا بسبب زوال مبررات وجودها لكونها كانت وليدة حرب التحرير الوطني . كما عرفت هذه المرحلة رحيل كلي للموظفين الفرنسيين و الأوربيين و لم يبق سوى عون فرنسي واحد يعمل بالمصالح الإدارية للسجن ولقد أبقت السجون في نفوس و ذاكرة الجزائريين صورة المعاناة و أحلك أيام الاستعمار لما كانت 3 تستعمل في تعذيب و إعدام المجاهدين، هـذا ما أدى بالرئيس أحمد بن بلة في 09 أفريل 1965 إلى إصدار قرار بغلق مؤسسة برباروس ( باب جديد ) و تحويلها إلى متحف وطني للثورة بالإضافة إلى غلق 57 مؤسسة عقابية أخرى ، و هـذا القرار المتخذ من طرف الرئيس جاء مستجيبا لاعتبارات نفسية و تاريخية بحتة.
كما أن الرحيل الكلي للموظفين الفرنسيين و الأوربيين أدى بوزارة العدل إلى العمل قصد سد الفراغ و قد اعتمدت توظيف محاربي جيش التحرير الوطني و المساجين السياسيين مستغلة في ذلك خبراتهم، الأمر الذي يجعلهم أكثر دراية بشؤون الاحتباس و طرق سيره ،لكن رغم هذا لم يحظ قطاع السجون بالاهتمام اللازم من طرف وزارة العدل ، و هذا راجع إلى الظروف الصعبة التي كانت تعيشها الدولة آنذاك في تسيير شؤونـها بالإضافة إلى مراعاة مبدأ الأولويات في الإصلاح و تقديم الأهم عن المهم،و قد ظـهر أول تنظيم هيكلي لإدارة السجون في 19 أفريل 1963 تحت تسمية مديرية إدارة السجون و الذي كان يتكون من أربع مكاتب هي1:
1. مكتب النشاط الاجتماعي و الرعاية اللاحقة.
2. المكتب التقني لاستغلال البنايات و الصفقات.
3. مكتب تطبيق العقوبات .
4. مكتب الموظفين ، المحاسبة و الصفقات.
و قد عرف التنظيم الهيكلي لإدارة السجون تطورا ملحوظا،و هـذا بقيام الرئيس هواري بومدين بتنظيم هيكلي ثاني للإدارة المركزية لوزارة العدل و هذا بتاريخ 17 نوفمبر 1965 حيث تغيرت بموجبه تسمية مديرية إدارة السجون إلى مديرية إعادة التهذيب و إعادة التأهيل الاجتماعي و التي كانت تتكون من مديريتين فرعيتين همـا:
1. المديرية الفرعية لتطبيق الأحكام الجزائية.
2. المديرية الفرعية للأحداث الجـانحين.
ثـالــثا : تنظيم و تسيير السجون الجزائرية في ظل اعتماد القوانين الموروثة عن الاستعمار.: أما تنظيم سير المؤسـسـات العقابية و نـظام الاحتباس و نـظام الحراسة و كذا طرق إدارة المصالح الإدارية للسجن، و مسك السجلات كانت منقولة بصورة مطابقة عن نظام سير السجون الموروث عن المستعمر الفرنسي إلى جانب تغيير طفيف في شـدة الاحتباس و ذلك لكون السجون الجزائرية أصبح يشرف علي تسييرها موظفون جزائريون.
بالإضافة إلى الاحتفاظ بنفس التصنيف السابق الموروث عن المستعمر الفرنسي والمتمثلة في ثلاثة تصنيفات و هي: 1. السجون المركزية ( Prisons Centrales )
2. السجون ( Maisons d'Arrêts )
3. ملاحق السجون ( Prisons Annexes )
كمـا أن إعتماد القوانين الموروثة عن المستعمر الفرنسي، أوجد الدولة الجزائرية في حالة عجز عن إنشاء برنامج رسمي لمحاربة الجنوحية و العود الإجرامي و كل هذا نتيجة لما ورثـته من هياكل عقابية مبنية وفق نموذج معماري يتماشى و سياسة المستعمر في تعميق و تشديد الأمن و إرهاب الجزائريين، فأصبحت هذه السجون لا تتماشى و مجال الإصلاح و الإدماج الإجتماعي لنصل في الأخير للقول أن الجزائر باعتمادها للسياسة الاستعمارية في تسيير السجون لم يجد نفعا و لم يلق تطورا في هذا المجال.
رابــعا: أهم النشاطات الموجهة لإعادة إدماج المحبوسين في هذه الفترة:إن تبني بعض النشاطات بغرض إعادة إدماج المحبوسين خلال هذه الفترة أقتصر على بعض المؤسسات الكبرى، حيث كانت هذه النشاطات قليلة أين كانت تدخل في مجال التكوين المهني للمساجين ،و تشغيلهم في إطار العمل التربوي، و من بين هاته النشاطات:
- النشاط الفلاحي و البستنة في السجن المركزي بالبرواقية.
- ورشة صـناعة مواد البناء بالسجن المركزي بتازولت.
- ورشـة الخياطة و صناعة الأحذية بسجن الحراش1.
و فيما يخص المكتبات، فهاته الأخيرة كان يقتصــر وجودها على المؤسـسات العقابية الكبرى و التي كانت تمول عن طريق الهبات و المساعدات إلا أنـها كانت تفتقر للتسيير العقلاني من حيث اختيار الكتب التي يتماشى مضمونها مع مبدأ الإصلاح.
لقد كانت تنظر السلطة السياسية إلى السجون على أنها المكان المناسب لاحتواء و إدماج قدماء المحاربين في ميدان الشغل بعد إنتهاء الحرب باعتبار أن أغلبهم كان يفتقد لأي مستوى تعليمي، و هذا ما كان يعكس النظرة الرسمية للسجون في تلك الفترة بكونها مراكز للحراسة و مراقبة المساجين من دون إعطــاء أي اعتبار للجانب الإصلا

https://droit.moontada.com/t381-topic









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-25, 22:42   رقم المشاركة : 2410
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohad3814 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أريد مساعدة من فضلك في مذكرة
السياسة العقابية في ظل التشريع الجزائري تنظيمها وآليات تنفيذها
https://www.google.dz/url?sa=t&rct=j...12454388,d.bGQ









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-26, 09:03   رقم المشاركة : 2411
معلومات العضو
omer salah
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
ارد بحث او موضوع يتحدث عن :-
* الاطار النظري والدراسات السابقه للبحث في الغاز النفطي المسال
.....
ارجوا مساعدتي
للتواصل معي عبر الايميل الخاص
- البريد الإلكتروني حذف من قبل الإدارة (غير مسموح بكتابة البريد) -










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-26, 17:09   رقم المشاركة : 2412
معلومات العضو
ريتاج الدين 92
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية ريتاج الدين 92
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من فضلكم ابحث عن مراجع في مقياس مجالات علم الاجتماع والبحث هو حضارة المايا وجزاكم الله خيرا اريده في اقرب وقت من فضلكم










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-29, 22:44   رقم المشاركة : 2413
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريتاج الدين 92 مشاهدة المشاركة
من فضلكم ابحث عن مراجع في مقياس مجالات علم الاجتماع والبحث هو حضارة المايا وجزاكم الله خيرا اريده في اقرب وقت من فضلكم
حضارة المايـــــا ... وحضارة الازتيك !! تعالوا نتعرف عليها!

حضارة المايـــــا ... وحضارة الازتيك !! تعالوا نتعرف عليها!

حضارة المايـــــا ________________________________________


شعب المايا
شعب المايا ترجع أصوله إلى الهنود الحمر الأمريكيين الذين ساهموا في بناء حضارة في أمريكا الوسطى. ووصلت حضارة المايا أقصى مراحل تطورها الكبرى في منتصف القرن الثالث الميلادي واستمرت في الازدهار لأكثر من ستة قرون.

أنتج شعب المايا نماذج مرموقة من فن العمارة والتصوير التشكيلي والخزف والنحت، وحققوا تقدمًا كبيرًا في علم الفلك والرياضيات وطوروا تقويمًا سنويًا دقيقًا. وكانوا أحد الشعوب الأولى في النصف الغربي للكرة الأرضية، حيث كان لديهم شكل متطور للكتابة. وعاش شعب المايا في مساحة تقارب 311 ألف كم²، وقُسمت في الوقت الحاضر أرض المايا بين عدة بلدان من أمريكا الوسطى. فهي تتكون من الولايات المكسيكية كامبيشي، ويوكاتان، وكوينتانا رو وجزء من ولايتيّ تاباسكو، وتشياباس. كما تضم كذلك بليز ومعظم جواتيمالا، وأجزاء من إلسلفادور والهندوراس. ويوجد مركز حضارة المايا في الغابة المدارية للأراضي المنخفضة في جواتيمالا الشمالية. وتطور في هذه المنطقة عدد من مدن المايا المهمة، مثل: بييدراس نيكراس، وتيكال و أوكساكتون.

وبحلول القرن العاشر الميلادي تغيرت حضارة المايا في عدة نواح. ومثال ذلك، أن الناس في الأراضي المنخفضة الجنوبية، تخلوا عن مدنهم، وفي النهاية عن المنطقة برمتها. ولا زال العلماء يحاولون معرفة أسباب انهيار مجتمع المايا. وذلك بفحص وثائق المايا المتبقية والبحث عن مؤشرات ضمن بقايا مدن المايا. كما أن هناك تغيرات كبيرة حدثت في الأراضي المنخفضة الشمالية، ورغم ذلك استمر المايا في العيش هناك. واليوم، يعيش المنحدرون من المايا في المكسيك وأمريكا الوسطى. وهؤلاء الناس يتكلمون لغات المايا ويحتفظون ببعض التقاليد الدينية لأجدادهم.

طريقة الحياة

الدين. عَبَد شعب المايا عدة آلهة وإلاهات كغيرهم من شعوب ذلك العصر. وهناك مخطوط للمايا يذكر أكثر من 160 من هذه الآلهة. ومثال ذلك أن المايا عبدوا إلهًا للذرة اسمه أهمون، وإلهًا للمطر عُرف باسم شاك، وإلهًا للشمس اسمه كنيش أهو، وإلاهة للقمر اسمها إكسشيل. وكان كل إله أو إلاهة يُرتجى على جزء من حياة المايا. فكانت إكسثيل مثلاً إلاهة الطب والغزل.

أدى الدين دورًا كبيرًا في الحياة اليومية للمايا. وكان لكل يوم في سنة المايا أهمية دينية خاصة، وكانت الاحتفالات الدينية تقام على شرف آلهتهم في أيام خاصة خلال السنة. وزعم المايا أن آلهتهم ذات قدرة على المساعدة والإيذاء. ومن أجل الحصول على مساعدة الآلهة، كان المايا يصومون ويصلون، ويقدمون القرابين وفق معتقداتهم، ويقيمون احتفالات دينية عديدة. وكانت الأيائل، والكلاب، والديكة الرومية تُذبح قرابين للآلهة تقربًا وتضرعًا، وكان المايا غالبًا ما يقدمون دماءهم والتي كانوا ينشرونها على أجزاء من الورق المصنوع من لحاء (قلف) الأشجار. وقدم المايا بعض القرابين البشرية، مثل إلقاء ضحايا في آبار عميقة أو قتلهم في مآتم القادة الكبار. وفي المدن، بنى المايا أهرامات عالية من الأحجار الكبيرة، وأقاموا على رأسها معابد. وكان الكهنة يتسلقون درجات الأهرامات ويقيمون الشعائر الدينية في المعابد، وكانت الاحتفالات الدينية الكبرى التي تتعلق بالسنة الجديدة عند المايا من الطقوس المقدسة وتُقام لكل شهر احتفالات.

ويؤدّي المايا شعائر خاصة عند دفن الموتى؛ فالجثث تُصبغ بالأحمر وبعد ذلك تُغطى بحصير من التبن ويوضع معها بعض الممتلكات الشخصية، ثم تُدفن تحت المنازل. بينما يدفن حكام المايا والشخصيات المهمة الأخرى، مع حليّهم النفيسة في الأهرامات. وكان الخدم يُقتلون ويدفنون معهم، إلى جانب المجوهرات وأدوات المنزل، لاستعمالها في العالم الآخر.


العائلة والحياة الاجتماعية. عاشت عائلات المايا مجتمعة، بما في ذلك الآباء، والأبناء والأجداد. يساهم كل فرد من أفراد العائلة في العمل، فالأطفال الكبار والرجال يقومون بالعمل الزراعي، مثل إعداد الحقول وتنقيتها من الأعشاب وزراعة المحاصيل. كما عملوا أيضًا بجانب الزراعة في أعمال القنص والصيد. وتقوم النساء والبنات الشابات بإنتاج ملابس العائلة، وإعداد الطعام، وتربية الأطفال الصغار وتزويد البيت بأخشاب الموقد والماء. ولم يكن للمايا مدارس، فالأطفال كانوا يتعلمون مهارات مختلفة من خلال ملاحظة الكبار ومساعدتهم.

شكَّلت الاحتفالات الدينية واحدة من أهم الأشكال المفضلة للترويح عند المايا. وأقيمت هذه المهرجانات في أيام خاصة خلال السنة. وتخلل الرقص والأكل الاحتفالات، وبالإضافة إلى هذا، كان للمايا لعبة مقدسة تشبه كرة السلة تُلعب في ملاعب صُممت لها بصورة خاصة. وكان اللاعبون يحاولون ضرب كرة من المطاط من خلال دولاب حجري بوساطة المرفق أو الخصر.


الغذاء واللباس والسكن.
من أهم المنتجات والمحاصيل الزراعية التي اهتم بها المايا: الفاصوليا، والذرة الشامية، واليقطين. وشكلت الذرة الشامية الغذاء الرئيسي للمايا، وهيأت النساء الذرة الشامية بطرق مختلفة، حيث صنعن حلوى مسطحة من الذرة الشامية تسمى اليوم تورتيلياس نوعًا من الخبز.

استعمل المايا الذرة الشامية كذلك لإنتاج نوع من المشروب يسمى بالش الذي يضاف إليه العسل. وزرع المايا منتجات زراعية أخرى، مثل الأفوكادو والطماطم، والفلفل الحار. وهيأ المزارعون حقولهم من خلال قطع الأشجار بالفؤوس الحجرية. وأحرقوا الأشجار والأغصان، وبعد ذلك استعملوا العصي لغرس البذور في الرماد، وبعد أن تصبح التربة ضعيفة، يعمل المزارعون على تهيئة أراض إضافية ونقل حقولهم إلى مواقع جديدة. وكانت الكلاب هي الحيوانات الأليفة الوحيدة لدى المايا، وربوا الديكة الرومية والنحل في حقولهم. واصطادوا الأيائل والأرانب وحيوانات الحلوف البري وغيرها. وجمعوا القشريات من الأودية والبحر. كما قطفوا الفواكه والخضراوات من الريف.

ساهمت ملابس المايا في الحفاظ على راحتهم وسط مناخ استوائي حار، ولبس الرجال ما يُسمّى ستار العورة وهو حزام من القماش يتم لفّه حول الخصر ويمر بين الفخذين. ولبست النساء كسوات فضفاضة تصل حتى الكعبين. ونُسجت هذه الملابس من القطن أو خيوط أخرى. ولبست الطبقات العليا ملابس فاخرة ومزخرفة بحلي وطُرز. وارتدى أغنياء الناس كذلك عددًا كبيرًا من المجوهرات، أغلبها مصنوع من أحجار اليشم وقشريات بحرية ملونة.

وعاش مزارعو المايا في منازل عائلية ريفية أو قرى صغيرة قرب حقولهم. وبنوا منازلهم من أعمدة خشبية مشدودة بعضها ببعض، واستعملوا أوراق النخيل أو العشب لتكوين السقوف. وأدت مدن المايا دور المركز بالنسبة للأرياف المجاورة لها. واجتمع الناس في هذه المراكز خلال بعض المناسبات المهمة كالأسواق الدورّية والمهرجانات الدينية. ويختلف العلماء حول ما إذا كانت المدن يتوافر فيها عدد قليل أو كثير من السكان الدائمين. وربما عاش رُهبان وقادة من المايا وغيرهم في المدن لأوقات قصيرة قبل بداية الاحتفالات المهمة، ثم يعودون بعد ذلك إلى منازلهم الدائمة.


التجارة والنقل.
شارك المايا في شبكة تجارية ربطت بين عدد من المجموعات في أمريكا الوسطى وصدَّر شعب المايا في الأراضي المنخفضة عددًا من المواد، من بينها مصنوعات يدوية ومنتجات خشبية وبحرية وفراء النمور. واستوردوا أحجار اليشم والزجاج البركاني وريش الطائر المسمى الكتزل من مرتفعات جواتيمالا.

أرسل المايا الساكنون في شبه جزيرة يوكاتان الملح والمنتجات القطنية المزخرفة إلى الهندوراس. وفي المقابل، حصلوا على ثمار الكاكاو التي استعملوها لإنتاج الشوكولاتة. ونقل المايا المُنتجات عبر مسافات بعيدة حتى سهل وادي واهاكا في المكسيك ومدينة تيوتواكان، قرب ما يعرف اليوم بمدينة مكسيكو سيتي. ونقلوا أغلب المواد والمنتجات على أكتافهم أو على قوارب صغيرة عبر الأنهار. لم يعرف المايا استعمال العجلة، كما أنهم لم يستخدموا دواب حمل الأثقال كالجياد والثيران.

نظام الحكم.
لا يعرف المؤرخون الكثير عن حكومة المايا. كل مدينة كانت تحكم المنطقة المحيطة بها، وربما كانت المدن الكبيرة تحكم عددًا من المدن الصغيرة. والغالب على الظن أن الحكام كانوا من رؤساء القبائل والرهبان، وربما كان هناك قائد كبير يحكم المدينة ويجمع بين السلطتين السياسية والدينية. ولم يتفق المايا قط على تشكيل حكومة مركزية. ولكن في المراحل الأخيرة من حضارة المايا، كان لحكام المدن مثل شيشن إتز و مايا بان سلطة على مجموعات كبيرة من السكان.


كتابة المايا
استعملت رموزًا مثّلت أفكارًا بكاملها أو تركيبات صوتية وهذا الجزء من مخطوط للمايا يأتي من كتاب في علم التنجيم استعمله الكهنة.
الاتصالات والتعليم. طوّر المايا شكلاً متقدمًا من الكتابة، تكونت من عدة رموز. وهذه الرموز تركيبة من الأصوات والأفكار شكلّت نوعًا من الكتابة الهيروغليفية. انظر: الهيروغليفية.

سجّل شعب المايا معلومات على النصب التذكارية الحجرية التي تسمى إستيلا، وكذلك على بعض البنايات والأدوات المنزلية. واستعملوا الإستيلا لتدوين التواريخ المهمة والأحداث الكبرى في حياة حكامهم. وأنتج المايا كتبًا من ورق مصنوع من قلف شجر التين، بقيت منها عدة كتب من القرن الثاني عشر إلى بداية القرن السادس عشر الميلاديين وهي تحتوي على جداول فلكية ومعلومات عن الاحتفالات الدينية ويوميات تبين الأيام المحفوظة لمواسم أعمالهم مثل الزراعة والقنص. وهناك أشكال أخرى من التقدم الثقافي لدى المايا، مثل تطور الرياضيات وعلم الفلك، واستعمل المايا نظامًا رياضيًا مبنيًا على الرقم 20، بدلاً من الرقم 10 كما هو الشأن بالنسبة للنظام العشري الذي يُستعمل في الوقت الراهن. ومثِّلت النُقط والشرطات الأرقام، وكان هناك الرمز الخاص لتمثيل الصفر. ويعتبر الرياضيون الصفر أحد الابتكارات الكبرى في العالم. وطور بعض الكهنة معرفتهم بعلم الفلك بوساطة مراقبة مدارات الشمس والقمر والنجوم، ووضعوا جداول تتنبأ بالكسوف ومدار كوكب الزهرة.

استعمل الكهنة كذلك الرياضيات وعلم الفلك لتطوير نوعين من التقويم؛ الأول تقويم مقدس على حدِّ قولهم يتكون من 260 يومًا. وحمل كل يوم اسمًا مع واحد من أسماء عشرين يومًا ورقمًا من 1 إلى 13. وكان لكل اسم من العشرين يومًا إله أو إلاهة مرتبطة به. وكان الكهنة يعتقدون أن باستطاعتهم التنبؤ بالحظ السعيد أو السيء بوساطة دراسة تركيب الآلهة أو الإلاهات والأرقام. وكان للمايا تقويم من 365 يومًًا مبني على مدار الأرض حول الشمس. وقسمت هذه الأيام على 18 شهرًا باحتساب 20 يومًا لكل شهر زائدًا 5 أيام عند نهاية السنة. واعتبر المايا هذه الأيام الخمسة الأخيرة في السنة سيئة الحظ للغاية. وخلال هذه المدة كانوا يصومون ويقدمون عدة قرابين ويتجنبون أي عمل غير ضروري. واستعمل المايا الأعشاب والسحر لمعالجة المرضى. وبالرغم من ذلك، لا يعرف العلماء إلا القليل عن معرفة المايا بالطب.


الفنون والحرف.
أنتج المايا فنًا معماريًا مميزًا وفريدًا وكذلك الأمر بالنسبة للتصوير التشكيلي والخزف والنحت. وقد بنى معماريون ذوو خبرة عالية أهرامات بالأحجار الكبيرة وفوقها معابد صغيرة. وشيدوا نوعًا من الأقواس وذلك بوساطة بناء حائطين متواجهين عند القمة وربط الهوة بينهما بوساطة صف من الأحجار المسطحة. وبنى المايا كذلك بنايات كبيرة ومنخفضة، ومن المعتقد أنها كانت لسكن الرؤساء والكهنة في الاحتفالات المهمة. وتوافرت عدة بنايات ذات زخرفة مسطحة تسمى مُشوط السقف التي امتدت من النقطة العليا للسطح. وأعطت مُشوط السقف، مثل أبراج الكنائس، الانطباع بأن البنايات ذات عُلو شاهق.

زين الفنانون الجدران برسوم ملونة بألوان زاهية تصور شخصيات تشارك في معارك واحتفالات. ورسموا الشخصيات بالتصوير الكفافي (أي رسم الخطوط العامة لأجزاء الجسم) ثم لونوها بألوان مختلفة. ونادرًا ما ظلّلوا هذه الألوان أو صبغوها بصُور متدرجة. وهناك نوع مماثل من التصوير التشكيلي يظهر في خزف المايا. وصنع المايا منحوتات صغيرة من الطين ونحتوا منحوتات كبيرة من الحجر. وتشكلت أغلب المنحوتات الكبيرة التي وصل بعضها إلى عُلو 9م من شخصيات الآلهة والأفراد المهمين.


نبذة تاريخية
في المراحل المبكرة شكلت مقاطعة إلبتين، في جواتيمالا الحالية، قلب حضارة المايا. ومن الجائز أن المزارعين الأوائل استقروا في هذه المنطقة منذ 2500ق.م. بحثًا عن الأراضي الزراعية. وسكن هؤلاء الناس في قرى صغيرة وجمعوا الغذاء من الغابة المجاورة بالإضافة إلى زراعة المحاصيل.

وبحلول القرن التاسع قبل الميلاد كانت الأراضي المنخفضة للمايا مأهولة بالسكان برمتها. وآنذاك، كانت مجموعة من الهنود الحمر المسماة أولميك تعيش في منطقة توجد غرب المايا. وربما كان الأولميك من أمريكا الوسطى، هم الذين اخترعوا الأرقام والكتابة. وكان لهم كذلك فن متطور حسب نموذج الحضارة عندهم، وأثرت حضارة الأولميك في تشييد الأهرامات ونحت تماثيل حجرية. وبالإضافة إلى ذلك، بدأت صور من الإله نمر اليغور لدى الأولميك تظهر في بلاد المايا.


المرحلة الكلاسيكية.
امتدت حضارة المايا من منتصف القرن الثالث الميلادي إلى القرن العاشر الميلادي. وخلال هذه الفترة أسس المايا أكبر مدنهم وحققوا إنجازاتهم المتميزة في مجالات الأدب والعلوم. وبالإضافة إلى ذلك، بدأ المايا ممارسة تشييد النصب التذكارية تخليدًا للأحداث المهمة في حياة قادتهم.

وفي القرون الثلاثة الأولى في المرحلة الكلاسيكية كانت المدينة المكسيكية، تيويتواكان مركز إمبراطورية كبيرة. وكان لحضارة تيويتواكان تأثير قوي في فن ومعمار المايا. وأثر مؤقتًا سقوط ثيوثوا الذي حدث في القرن السابع الميلادي على المايا. ومثال ذلك أن المايا أوقفوا حركة البناء في مدنهم وأوقفوا تشييد النصب التذكارية. وبعد مدة قصيرة دبت الروح مرة أخرى في حضارة المايا واستمرت في التطور لمدة ثلاثمائة سنة إضافية. ومع بداية القرن التاسع الميلادي، شيد المايا النصب التذكارية في كل مدينة. وتخلوا عن مراكزهم الرئيسية في الأراضي المنخفضة الجنوبية الواحد بعد الآخر. وفي النهاية غادروا المنطقة بصفة نهائية. ولا زال العلماء يحاولون اكتشاف الأسباب التي أدت إلى انهيار مجتمع المايا. ويعتقد بعضُ الخبراء أن الانهيار يُمكن أن يكون ناتجًا من عوامل مثل المرض وتلف المزروعات وانتقال مجموعات بشرية أخرى إلى منطقة المايا. ومع ذلك، يعتقد عددٌ من المؤرخين أن مزارعي المايا ثاروا ضد حكومة الرؤساء والكهنة لسبب ما، وساهموا بذلك في انهيار مجتمع المايا.


المرحلة المكسيكية.
بقيت مراكز المايا في شمال يوكاتان مائة سنة بعد أن تلاشت مراكزهم الموجودة في الأراضي المنخفضة الجنوبية. وحتى بعد أن هجر المايا المراكز الشمالية، استمرت بقيّتهم في العيش في تلك المنطقة. وفي منتصف القرن العاشر الميلادي، غزا التُولتيك ـ وهم شعب جاء من الأراضي المرتفعة لوسط المكسيك ـ يوكاتان. وأسسوا إمبراطورية في المكسيك عاصمتها تُولا، في شمال ما يعرف اليوم بمكسيكو سيتي، واستولوا على المدينة القديمة للمايا، تشيشن إتزا، وحكموا جميع السكان في شمالي مايا. وأثر التولتيك في فن وهندسة المايا، وأدخلوا عبادة الإله الثعبان المريش سموها كوكولكان. وانهارت تولا في منتصف القرن الثاني عشر الميلادي، وانتهى حكم التولتيك ليوكاتان في القرن الثالث عشر الميلادي.

وعقب نهاية حكم التولتيك شيدت مجموعة من زعماء المايا عاصمة في مايابان وأعاد المايا بناء ثقافتهم من جديد حيث شيدوا مسلات حملت نقوشا. ومع ذلك، ظهرت تحولات في مجتمعهم. مثال ذلك، غلبت التجارة على المعتقدات الدينية التي كانت مهيمنة على ثقافة المايا. وأصبحت مدن المايا مراكز تجارية مزدهرة، وبدأ الناس يديرون التجارة بحرية ونشاط.

وحوالي سنة 1440م ثار بعض زعماء مدن المايا على حكام مايابان وهزموهم. وبعد هذا أصبحت يوكاتان مقسمة إلى ولايتين. في بداية القرن السادس عشر الميلادي. استولى الغزاة الأسبان على بلاد المايا، وحوالي منتصف القرن السادس عشر الميلادي، قضوا تقريبًا على ما تبقى من المايا.

أطلال تيكال في جواتيمالا تعتبر كل ما تبقى من مراكز احتفالات المايا الكبرى. وتبين هذه الصورة معبد النمر الكبير الذي تمت إعادة تشييده، وهو على ارتفاع 45م عن الأرض. ويوجد المعبد فوق رأس هرم يتكون من تسعة طوابق.
إرث المايا.
هناك في الوقت الراهن عدة شعوب في المكسيك وأمريكا الوسطى لا تزال تتكلم إحدى اللغات واللهجات العشرين التي تطورت من لغة المايا. وبعض هذه الشعوب تعيش في الأراضي العليا للمكسيك وجواتيمالا، والأخرى تعيش في الجهات الشمالية لشبه جزيرة يوكاتان في المكسيك. ولعل شعب اليوكاتيكو في يوكاتان اليوم أكثر هذه الشعوب من جهة الانحدار المباشر من المايا. هذا وكثير من المنحدرين عن شعب المايا يزرعون الأرض على غرار ما فعله أجدادهم ولا يزالون يتمسكون ببعض شعائرهم وعاداتهم التقليدية.

تشكل اليوم أطلال مراكز احتفالات المايا مواقع جذب سياحي. وتشمل هذه الأطلال في المكسيك أطلال بونامباك وبالنات في شياباس وتشيشن إتزا في يوكاتان الشمالية. ويزور السياح كذلك أطلال تيكال في جواتيمالا وكوبان في الهندوراس.
المصدر: منتديات عراق السلام

pqhvm hglhdJJJJJh >>> ,pqhvm hgh.jd; !! juhg,h kjuvt ugdih!

من مواضيع سومر في المنتدى
0 قرار تمييزي

https://www.iraqpf.com/showthread.php?t=77473









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-29, 22:45   رقم المشاركة : 2414
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريتاج الدين 92 مشاهدة المشاركة
من فضلكم ابحث عن مراجع في مقياس مجالات علم الاجتماع والبحث هو حضارة المايا وجزاكم الله خيرا اريده في اقرب وقت من فضلكم
ظهور حضارة المايا واختفاؤها.. ما زال أمرا يحيّر العلماء
ظهور حضارة المايا واختفاؤها.. ما زال أمرا يحيّر العلماء
محمّد محمّد الخطّابي من غرناطة
الجمعة 28 يونيو 2013 - 19:34
ظهور وإختفاء حضارة "المايا" ما زال أمرا يحيّر العلماء ، وما فتئ يثير غير قليل من التساؤلات حتى وإن كانت هناك بعض التفاسير والنظريات ، منها التغييرات التي طرأت على التربة فى الأراضي التي كانوا يقيمون فيها والتغيّرات الطقسية والمناخية، والحروب الأهلية المتوالية فى البوادي والأدغال، وثورات البراكين ،وإنتشار الأوبئة...إلخ ففى نهاية القرن الثامن الميلادي بدأ عصر إنحطاط المايا فى الأراضي الواطئة (غواتيمالا والهوندوراس) وإنتهت في العاشر الميلادي وآخر معلم من معالمهم المعمارية الكبرى بني عام 909.

والغريب أنّه بعد هذا الإنحطاط ظهرت حضارة جديدة لهم فى "يوكاتان" وهي شعوب المايا التي يطلق عليها علماء التاريخ " بمايا ما بعد العهد الكلاسيكي"، وقد ظهرت هذه الحضارة فى المكسيك فى الوقت الذي كانت حضارتهم فى الأدغال الجنوبية تحتضر.وضاعت معلومات كثيرة عن هذه الفترة بسبب حدث تاريخي مؤسف،إذ مثلما أحرق الرّاهب الإسباني الكاردينال ثيسنيروس فى مدينة غرناطة بمكان يسمّى إلى اليوم "باب الرّملة" آلاف الكتب والمخطوطات العربية والإسلامية فى الأندلس، كذلك أحرق الرّاهب "دييغو دي لاندا" (وهو أوّل أسقف فى يوكاتان)معظم كتب ومخطوطات للمايا التي تسجّل أخبارهم وعلومهم ومعارفهم على إختلاف مجالاتها.

وهناك رسالة كتبها هذا الراهب عام 1565 م، سبّبت حزنا عميقا لدارسي تاريخ شعب المايا والتاريخ الإنساني على العموم، تقول الرسالة :"هؤلاء القوم كانوا يستعملون نوعا من العلامات أو الحروف يكتبون بها كتبهم التي تتحدّث عن ماضيهم القديم ومدنهم.لقد عثرنا على كتب كثيرة من هذا القبيل مكتوبة بهذه العلامات لم يكن يتضمّن معظمها سوى الحديث عن الخرافات أو التعامل مع الشيطان ،لقد أحرقناها جميعها ممّا سبّب لهم ألما وحزنا شديدين". وهكذا حرم هذا الراهب العلم والتاريخ والبشرية من التعرّف على سرّ ظهور هذه الحضارة ثمّ إختفائها.

وفي عام 987 وصل غاز من الشمال يطلق عليه (كتنرالكوتل كولولكان) أي (الأفعى ذات الرّيش) ينتمي لحضارة نشأت فى الشمال تسمّى " تيلتيكاس" كانت عاصمتها " تولا" وجعل هؤلاء الغزاة من مدينة "ششين إتزا " الجميلة عاصمة لهم وأصبحت من أهمّ الحواضر ومن أكبر بناياتها معبد "كولول لكان" الذي تحكي لنا كتب التاريخ أنه كان آية من آيات الجمال المعماري حيث تنتشر فيها حيوانات محنّطة مثل النسور والنمر الأمريكي"الجاغوار" وتقوم فى ساحته ما ينيف على مائة من الأعمدة فى شكل ثعابين مريّشة أو ذات الريش المزركش،مع حمّامات بخارية وأسواق ، ومرصد فلكي دايري كان يطلق عليه " الحلزون" ، بالإضافة إلى ملاعب كرة المايا وغيرها من مظاهر العمران.

ملوك الطوائف عند المايا

وأكبرحواضرهم فى يوكاتان هي مدينة "مايبابان" أسّست عام 1100 م، كان يحيط بها سور يبلغ طوله 9 كيلومترات،وقد شيّدت على طراز مدينة " شيشين إتزا" وكان يقطن بداخلها حوالي 12 ألف نسمة.ثم بدأ ما يمكن ان نطلق عليه ب(عصر ملوك الطوائف)عند المايا حيث أسّست 17 ممالك موزّعة ، ولكنها كانت أقاليم مستقلّة لم يحقّق أيّ منها أهمية تذكر سياسيا أو إجتماعيا أو عسكريا أو ثقافيا وإتّسمت معظمها بالوهن والضعف.

وفى أواسط القرن الخامس عشر كانت شعوب المايا قد تناثرت وتركت مراكزها الحضارية وأصبحت مدنهم الكبرى خالية مهجورة، وعلى هذا الحال وجد المستكشف الاسباني " إيرنان كورتيس" هذه المدن عندما غزا المكسيك ومرّ، بمنطقة يوكاتان فى إتجاه الهوندوراس عام 1524 م وكان يقتحم هذه المجاهيل وهويستأنس بخريطة من وضع المايا كان يستعملها تجّارهم فى تنقلاتهم ورحلاتهم نحو الجنوب. وهكذا فإنّ إمبراطوريتهم كانت قد بادت عن آخرها عندما وصل الإسبان إلى أمريكا ،ولم يعر الإسبان كبير أهميّة لمعابد المايا القديمة خاصة تلك التي بنيت فى عمق الأدغال.

وكان مجتمعهم الجديد قد ورث نفس النظام الإجتماعي لقدمائهم مع حدوث ظواهر إجتماعية جديدة، حيث فقد الكهنة مكانتهم الرفيعة السابقة أمام المنزلة المرموقة التي أصبح يحظى بها المحاربون الذين كانوا يضمنون أمن الدولة وإستقرارها ، ثم التجّار الذين كانوا يمدّون الدولة بالوسائل الضرورية للعيش ، بل لقد عمل كثير من النبلاء والحكتم على مزاولة التجارة ،ولقد كان الإنتشار الواسع الذي عرفته لغتهم اثر بليغ فى زيادة توسيع رقعة المبادلات التجارية ، وكانت قوافل العبيد هي التي تنقل السلع عبرالطريق البرية، وعبر الطرق البحرية.وكانت لديهم مراكب تسع ل 25 شخصا.

وقبل أن يكتشف الأوربيون أرض المايا تصادفوا مع تجّارهم . ففى عام 1502 إلتقى كريستوفر كولومبوس فى جزيرة "غواناخا"(بالهوندوراس)مع مركب غريب من مراكب المايا يبلغ قطره حوالي ثمانية أمتار ،وكان بداخله تجّار صحبة نسائهم وأبنائهم وسلعهم ، وقد قدم المركب من يوكاتان وكان متّجها نحو الهوندوراس.

عادات وتقاليد

مثلماهو الشأن عند مختلف الشعوب والحضارات القديمة كانت عند المايا عادات وتقاليدبعضها تتّسم بالغرابة ويأنفها الذّوق العصري ،إلاّ أنّه كانوا يجدون تفاسير لعادتهم الغريبة هذه.ومن أغرب هذه العادات أنهم كانوا يقومون بإجراء إعوجاج فى جمجمة المولود،أي أنهم بعد أيام من ولادته كانوا يضعون خشبتين الأولى فى الجبهة الامامية والأخرى فى مؤخّر الرّأس وكانوا يشدّون الخشبتين بضمادة ممّا يؤدّي إلى إستطالة الجمجمة،إذ كانوا يعتبرون ذلك محبّذا وجميلا .كما كان من عاداتهم أن يعوّجوا أنوفهم حيث يجعلونها محدودبة شبيهة بمنقار طائر،ومن عاداتهم الغريبة أيضا أنهم كانوا يسبّبون الحول.

كان المايا ينشأون على إحترام السلطة والكهنة وأكبرهم سنّا،وكانوا مقلّين فى أكلهم حيث يتناولون فى إفطارهم فطائر من الذرة وكوبا من الكاكاو ، وبعد عودتهم من العمل يهيّئون الوجبة الوحيدة التي كانوا يتناولونها فى اليوم والتي غالبا ما كانت تتالف من جعة الذرة والخضر وأحيانا السمك أو اللحم أو الدواجن.

وكانت عادة تناول الكاكاو عندهم منتشرة على أوسع نطاق مثل الشاي والقهوة فى عالم اليوم .حيث كان يزرع فى بلدهم أجود أنواع الكاكاو،وكانت الشيكولاته التي تصنع من هذا النبات تخلو من السكر الذي ظل مجهولا عندهم حتى وصول الإسبان ،وكانوا يتناولونه باردا ممزوجا بالماء بعد أن يضاف إليه قليل من حبّات الذرة أو بعض مسحوق الفلفل الحار،كما كان يحلّى فى بعض الأحيان بالعسل.

مسرح وغناء ورقص وموسيقى

إلى جانب حضارة العمران والبناء التي إشتهر بها المايا التي كانت تبهر الناظرعندما يتأمل قصورهم ودورهم ومعابدهم، وعلى الرغم من جفوتهم الظاهرية وصلابتهم وشراستهم الحربية وعاداتهم الغريبة ، فقد بلغوا من جهة أخرى لإختراعهم الكتابة أوجا كبيرا فى مجال العلوم والرياضيات وعلم الفلك والطب..إلخ.

كما أنّهم خلفوا لنا كذلك جوانب ثقافية أخرى مثل الشعر ورواية الأساطير والحكايات والأمثال ،كما أنهم عرفوا جانبا آخر من جوانب الإبداع الفني لم تسلط عليه الأضواء بالشكل الذي يستحقه وهو المسرح، حيث وجد عندهم كتّاب شبيهون بيوربيديس وسوفوكليس عند الإغريق وإن لم يرق مسرحهم الى مستوى المسرح الإغريقي بمفهومه الدرامي الفني المتميّز ،فقد رفع المايا المسارح الى جانب معابدهم حيث كانوا يقدّمون أعمالا تمثيلية ويتقمّصون أدوارا لها صلة بعاداتهم وحروبهم وبسالتهم، أو التي تعكس مظاهر من حياتهم الإجتماعية اليومية .من هذه الأعمال التي سجلتها مخطوطاتهم :" تخت السماء" و"بائع البطّ" وطبائع الفلفل القارص" وو"بائع الشّباك" و"مزارع الكاكاو".

وكان الممثلون يرتدون نوعا من الألبسة تناسب الأدوار التي أنيطت بهم فى المسرحية أو الحكاية التي تقدّم على الخشبة.كما كانت عندهم فنون فولكلورية متوارثة من رقص وغناء وموسيقى ،وكان لكل جماعة سكنية مطربها الذي يلقن الاغاني ويحافظ على الألحان فضلا عن كتابة كلمات الاغاني والمقطوعات الشعرية .وتم العثور عام152فى مدينة "ميريدا" المكسيكية على تسع أوراق(نوتة)مكتوبة بلغة المايا تتضمن 15أغنية سابقة للوجود الإسباني كانت تغنّى مصحوبة بالر قص ، وكانت تعرف أغاني "دزيبالشي" وهي تشكل مظهرا من ماهر الحياة الروحية لشعوب المايا .يضاف الى ذلك إبداعات أدبية جميلة من قصص وحكايات على لسان الحيوانات على طريق إبن المقفّع أو لافونتين على الرغم من البون الزمني الهائل بين أولائك وهؤلاء .بالإضافة الى أشعارهم الموحية والرقيقة التي تتغنّى بالحياة والحب.

كما خلّفوا لنا من الناحية الفنية آثارا رائعة إستعملوا فيها مختلف الألوان فى رسومات رمزية وهندسية وطبيعية ما زالت محفوظة على جدران معابدهم وحيطان قصورهم وعلى ظهر فخارياتهم وأوانيهم .ولقد إستفاد من أسلوبهم الفني فنّانون مكسيكيو على إمتداد العصور ولم يفلت من هذا التاثير فنانون كبار مثل "ريفيرا" و"فريدا"و"سيكيروس" وطكويباس"و"تامايو"وغيرهم.ومن أهم الرسوم الجدارية التي خلفها لنا المايا رسومات "بونامباك"التي تروي قصة معركة حامية الوطيس.

أشباح المايا

يشير الباحث المكسيكي رولدان باريرا فى كتابه"أشباح المايا" أنه ليس هناك فلاح فى يوكاتان (حيث ترعرعت حضارة المايا) لا يعتقد بوجود اشباح المايا ،ويحكي هؤلاء السكان الاصليون بلغة الواثق وبشكل طبيعي حول أحداث غريبة حدثت لهم أو لأحد أفراد عائلاتهم ويقسمون بمقدّساتهم أنهم ذات مرّة إلتقوا فى طريقهم بمخلوقات غريبة ذات أشكال خرافية او اسطورية، وهذه أشياء عادية عندهم ،ففي ولاية " كينتانا روو" تمطر السّماء نوعا من الحرذون او العظاية عند هبوب العواصف والزوابع،كما انه في جبل يسمّى" سيكليرا" تعيش ذبابة تسمّى " ياكاش" تهاجم الأنف أو الأذن من أعضاء الإنسان .

ويحكى الرحّالة المكسيكي" باشيكو كروث" فى كتابه حول "حيونات منطقة يوكاتان"انه رأى بعض العمّال والفلاحين (رجالا ونساء) بدون أنوف وبلا آذان.كما يحكي الباحث المكسيكي " رامون بيتيتا ": " أنه فى قرية تسمّى (ريّو هوندو)خرج رجل فى مطاردة بطّ برّي الذي كان قد أصابه بجرح فضاع فى الجبال وبعد ثمانية ايام عاد إلى القرية شاحب اللون أفطس الأنف ذا خلقة مشوّهة ،فجبال أرض المايا متشعّبة وملتوية ووعرة ومن يتيه فيها قد يعود بما لا يحمد عقباه، ويشير "روبيرت ريدفيلد" فى كتابه " آثار وثقافة المايا": " فى هذه الأرض تنتشر فى جنح الليل العديد من أصوات المخلوقات الغريبة الشبيهة بالحشرجة لا يفهم منها الغريب شيئا ولكن الهندي المنحدر من قدماء المايا يفهم لغتها وأصواتها ورسالتها" .

ويحكي هذا المؤلف فى هذا الكتاب أن السكان الأصليين قد حكوا عن مخلوقات غريبة تجوب أرض المايا عبارة عن عمالقة ذوي ظهور محدودبة ،وأفاعي سحرية ، وطيور الريح،إذ يعتقد الهندي أن هذه المخلوقات هي من ريح،ويعتقد سكان المايا ان مدنهم الكبرى المبجّلة التي ما زالت قائمة لليوم منها مدينة "شيشين إتزا" يعمرها ملوك ومحاربون وكهنة وعبيد تظهر صورهم على الأحجاروالنصب والجدران ، وهي الآن فى سبات عميق وسوف تنهض منه يوما مّا ليعيد التاريخ نفسه.

ويشير الباحث " باريرا" أنّ طيور المايا الخرافية العجيبة التي لا تشبه لا طائر الرخّ ولا طائر العنقاء ما زالت تعيش فى أذهان وخيالات وخرافات سكّان المايا الحاليين،ويعتب الباحث باريرا على الكاتب خورخي لويس بورخيس الذي جمع العديد من المخلوقات العجيبة فى كتابه" المخلوقات الخيالية"(1967)كونه لم يتعرّض للمخلوقات الغريبة عند سكان أمريكا الأصليين باشتثناء مخلوقات فولكلورية قليلة فى أمريكا الشمالية ،وهو الذي يطلب من قرّائه فى تقديمه لهذا الكتاب يأن يمدّوه بالأسماء والأوصاف الحقيقية لهذه المخلوقات، وما إشتهر عنها من عادات.ويشير الباحث باريرا انه منذ إكتشاف أمريكا إلى اليوم أنجزت العديد من الدراسات حول هذا الموضوع من طرف باحثين مكسيكيين وأجانب، وقد إمتزجت كثير من أساطيرالمايا مع الأساطير التي إستقدمها الإسبان معهم ممّا أدّى إلى ظهور أساطير جديدة يتداولها السكّان فيما بينهم حتى اليوم من أحفاد المايا الذين يعيشون فى نفس المناطق التي عاش فيها أجدادهم.

الخلاصة

تاريخ القارة الأمريكية إذن لا يبتدئ من 12 أكتوبر1492 عندما وصل كولومبوس ليعلن للعالم عن وجود أرض وراء بحر الظلمات تعجّ بالذهب الوفيروالفضّة واللجين، ولكنه وصحبه والذين جاؤوا بعده أقامواستارا من فولاذ أمام الحقيقة ، فالأرض العذراء المكتشفة لم تكن أرضا بورا أو خلاء ، بل كانت عامرة آهلة يقطنها رجال ونساء وشعوب، إنّ المايا، والأزتيك ،والإنكا وسواهم أقاموا حضارات كبرى يمكن مقارنتها بحضارات أخرى قديمة ظهرت فى أصقاع أخرى من العالم.

تتحدّث مدنهم وقصورهم ومعابدهم الكبرى المزيّنة بمختلف ضروب التصاوير والمنحوتات عن عظمة هؤلاء ومقدراتهم الهائلة على الإختراع والعمران والبناء والخوض فى مختلف مجالات العلوم الرياضية والكتابية والفلكية والطبية ..ووضع المخطوطات المزدانة بالرسومات الملوّنة. كل ذلك وسواه يقدّم الدليل على سعة علومهم، وتعدد معارفهم، وعلوّ كعبهم فوق عتبة التاريخ، وأنهم اوّلا وأخيرا لم يكونوا قوما" جهلة متوحّشين"كما أشيع عنهم ظلما وجورا وبهتانا .

Partager

inShare
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي هسبريس
الإشتراك في تعليقات نظام RSS تعليقات الزوّار (5)

بإمكانكم تغيير عرض التعليقات حسب الاختيارات أسفله


1 - top1 fait la soupe
الجمعة 28 يونيو 2013 - 23:22
و أنا أقرأ هذا المقال، وصلت إلى السطر الذي يوجد عن يساره الفيديو بعنوان ..رحلة البحث عن الماء بإساكن .. فقلت في نفسي، هؤلاء العلماء يبحثون عن المايا فى أمريكا الجنوبية و هم قد هاجروا إلى المغرب و مازالوا يعيشون بطرق أكفس و أذل مما كان فى أمريكا الجنوبية ،تعالوا إلى المغرب يا علماء جتى ترون أناس يعيشون ظروف ما قبل التاريخ، فعلا .كثرة الهم و الغبن كتضحك.و ها أنا أضحك من ذلنا و هواننا على مسؤولي المغرب،و تسألني زوجتي الألمانية لماذا أضحك لحد سقوط دموعي، قلت لا شيء، عيبنا يبقى بيناتنا، مكاين لاش نحشموا ببلادنا عند الأجانب و لو كانت زوجتي، خليها بنظرة جميلة على المغرب و العطل و الشمس و كعب غزال و و و،و أنا راس لمحاين قلبي مقطع على الشعب المسكين و مكانبين والو، تبا تبا تبا ثم تب للمسؤولين المجرمين الذين نغصوا علينا حياتنا
تعليق غير لائق تعليق غير لائق أعلى الصفحة أعلى الصفحة مقبول مرفوض 11
2 - ayoub
السبت 29 يونيو 2013 - 01:27
محمّد محمّد الخطّابي من غرناطة merci
تعليق غير لائق تعليق غير لائق أعلى الصفحة أعلى الصفحة مقبول مرفوض 1
3 - chergui mohamed
السبت 29 يونيو 2013 - 10:58
مما لا شك فيه علي أن أمريكا أكتشفت قبل كولمبوس . بعد أن طرد الفنيقيون من الشرق من قبل ألكسندر الأكبر والرومان من الشرق واسطوطنوا أولا المغرب , وهم في طريقهم إلي تونس خوفا من الفوضي والغزوات التتلية التي كانت تسود تلك المنطقة: علما علي أن عدة مجلات وصحف وجمعيات أمريكية تؤيد وتؤكد علي أن بعض الشعوب وصلت إلي أمريكا فبل كولمبوس فيه, مما لا شك علي أن المغاربة وصلوا أ و"أمريكانيا مع الفنيقيين قبل العصر الإسلامي لذا يجب علي الباحثين المغاربة أن يكثفوا البحث في بقايا آثار مايا الأخيرة الباقية. ليس من المستبعد أن يجدوا المنفذ الصحيح لأثبات الوجود أو البقايا مختلط مع الحضارة المايا, لأن نحن المغاربة قد هضمت حقوقنا من قبل الآخرين بل نحن سباقين في كل التجديد بل "نحن ضمير العالم"أحبوا أم كرهوا فعليكم مطالعة مقالتي في اإلكترونية 44 مغربية " نحن ضمير العالم " للشركي محمد وشكرا, وأقول أمام مراي ومسمع من الرأي العالمي { منا تعلموا وعلينا اعتمدوا وعلي أتقاضنا انطلقوا وبظرفية الأزمة الاقتصادية تقهقرا, ها أنا ذا نعود ونكتسحوا ... } والي الأمام يا شباب المغرب, انتم الأعلون لا أحد يعلو ا عليكم. إلا الله
تعليق غير لائق تعليق غير لائق أعلى الصفحة أعلى الصفحة مقبول مرفوض 2
4 - asmae
السبت 29 يونيو 2013 - 13:16
اشكر كاتب المقال على هذا البحث
فهو بحث وافي منظم و شيق
تعليق غير لائق تعليق غير لائق أعلى الصفحة أعلى الصفحة مقبول مرفوض 2
5 - MOUNIR
الأربعاء 03 يوليوز 2013 - 01:34
مر اخرى شكرا اخي على هدا النص الجميل
اهرام المايا و مصر و الصين وكل الاهرام الاخرى المغطات بالتراب في باقي العالم قد بنيت من اجل انتاج الطاقة لتزويد كامل الارض بها ... وليس كمقابر للحكام او الفراعنة كما يدرس في المدارس
اختراع نكولاس تيسلة لتحميل الطاقة عن بعد هو نسخة من الوظيفة الاساسية للاهرام
هده الاهرام قد بنيت في وقت واحد من طرف اناس لهم تيكنلوجية ووعي عالي جدا جاؤو من الفضاء
هؤلاء الناس قامو بتغييرات مهمة في DNA للانسان القديم مما غير حياته جدريا...
بعد رحيل هاؤلاء الناس ومرور سنين طويلة, وبعد صعوبت العيش على سطح الارض رحل المايا والحضارات الموازية الى جوف الارض.

المهم من هدا كله (بغا يكون هد شي صح ول هلوسة) ان نعلم ان ما يدرس في المدارس او عبر التربية من خلال المجتمع حول التاريخ والحضارات القديمة اغلبه مكتوب من طرف من كان لهم مصلحة في ابقائنا في سرير النوم العميق...
تعليق غير لائق تعليق غير لائق أعلى الصفحة أعلى الصفحة مقبول مرفوض 5
المجموع: 5 | عرض: 1 - 5
https://www.hespress.com/art-et-culture/82763.html









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-29, 22:48   رقم المشاركة : 2415
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريتاج الدين 92 مشاهدة المشاركة
من فضلكم ابحث عن مراجع في مقياس مجالات علم الاجتماع والبحث هو حضارة المايا وجزاكم الله خيرا اريده في اقرب وقت من فضلكم
شعب المايا

طريقة الحياة
الدين
العائلة والحياة الاجتماعية
الغذاء واللباس والسكن
التجارة والنقل
نظام الحكم
الاتصالات والتعليم
الفنون والحرف
نبذة تاريخية
المرحلة الكلاسيكية
المرحلة المكسيكية
إرث المايا


المايا 22_133120_02.jpg

نصب تذكاري من المايا يسمّى إستيلا يوجد في كويبان، وهي مدينة توجد في هندوراس الحالية. واستعمل المايا التماثيل لتسجيل التواريخ وتخليد الأحداث المهمة في حياة حكامهم.

المايا، شعب. شعب المايا ترجع أصوله إلى الهنود الحمر الأمريكيين الذين ساهموا في بناء حضارة في أمريكا الوسطى. ووصلت حضارة المايا أقصى مراحل تطورها الكبرى في منتصف القرن الثالث الميلادي واستمرت في الازدهار لأكثر من ستة قرون.

أنتج شعب المايا نماذج مرموقة من فن العمارة والتصوير التشكيلي والخزف والنحت، وحققوا تقدمًا كبيرًا في علم الفلك والرياضيات وطوروا تقويمًا سنويًا دقيقًا. وكانوا أحد الشعوب الأولى في النصف الغربي للكرة الأرضية، حيث كان لديهم شكل متطور للكتابة. وعاش شعب المايا في مساحة تقارب 311 ألف كم²، وقُسمت في الوقت الحاضر أرض المايا بين عدة بلدان من أمريكا الوسطى. فهي تتكون من الولايات المكسيكية كامبيشي، ويوكاتان، وكوينتانا رو وجزء من ولايتيّ تاباسكو، وتشياباس. كما تضم كذلك بليز ومعظم جواتيمالا، وأجزاء من إلسلفادور والهندوراس. ويوجد مركز حضارة المايا في الغابة المدارية للأراضي المنخفضة في جواتيمالا الشمالية. وتطور في هذه المنطقة عدد من مدن المايا المهمة، مثل: بييدراس نيكراس، وتيكال و أوكساكتون.

وبحلول القرن العاشر الميلادي تغيرت حضارة المايا في عدة نواح. ومثال ذلك، أن الناس في الأراضي المنخفضة الجنوبية، تخلوا عن مدنهم، وفي النهاية عن المنطقة برمتها. ولا زال العلماء يحاولون معرفة أسباب انهيار مجتمع المايا. وذلك بفحص وثائق المايا المتبقية والبحث عن مؤشرات ضمن بقايا مدن المايا. كما أن هناك تغيرات كبيرة حدثت في الأراضي المنخفضة الشمالية، ورغم ذلك استمر المايا في العيش هناك. واليوم، يعيش المنحدرون من المايا في المكسيك وأمريكا الوسطى. وهؤلاء الناس يتكلمون لغات المايا ويحتفظون ببعض التقاليد الدينية لأجدادهم.

طريقة الحياة

الدين.

عَبَد شعب المايا عدة آلهة وإلاهات كغيرهم من شعوب ذلك العصر. وهناك مخطوط للمايا يذكر أكثر من 160 من هذه الآلهة. ومثال ذلك أن المايا عبدوا إلهًا للذرة اسمه أهمون، وإلهًا للمطر عُرف باسم شاك، وإلهًا للشمس اسمه كنيش أهو، وإلاهة للقمر اسمها إكسشيل. وكان كل إله أو إلاهة يُرتجى على جزء من حياة المايا. فكانت إكسثيل مثلاً إلاهة الطب والغزل.

أدى الدين دورًا كبيرًا في الحياة اليومية للمايا. وكان لكل يوم في سنة المايا أهمية دينية خاصة، وكانت الاحتفالات الدينية تقام على شرف آلهتهم في أيام خاصة خلال السنة. وزعم المايا أن آلهتهم ذات قدرة على المساعدة والإيذاء. ومن أجل الحصول على مساعدة الآلهة، كان المايا يصومون ويصلون، ويقدمون القرابين وفق معتقداتهم، ويقيمون احتفالات دينية عديدة. وكانت الأيائل، والكلاب، والديكة الرومية تُذبح قرابين للآلهة تقربًا وتضرعًا، وكان المايا غالبًا ما يقدمون دماءهم والتي كانوا ينشرونها على أجزاء من الورق المصنوع من لحاء (قلف) الأشجار. وقدم المايا بعض القرابين البشرية، مثل إلقاء ضحايا في آبار عميقة أو قتلهم في مآتم القادة الكبار. وفي المدن، بنى المايا أهرامات عالية من الأحجار الكبيرة، وأقاموا على رأسها معابد. وكان الكهنة يتسلقون درجات الأهرامات ويقيمون الشعائر الدينية في المعابد، وكانت الاحتفالات الدينية الكبرى التي تتعلق بالسنة الجديدة عند المايا من الطقوس المقدسة وتُقام لكل شهر احتفالات.

ويؤدّي المايا شعائر خاصة عند دفن الموتى؛ فالجثث تُصبغ بالأحمر وبعد ذلك تُغطى بحصير من التبن ويوضع معها بعض الممتلكات الشخصية، ثم تُدفن تحت المنازل. بينما يدفن حكام المايا والشخصيات المهمة الأخرى، مع حليّهم النفيسة في الأهرامات. وكان الخدم يُقتلون ويدفنون معهم، إلى جانب المجوهرات وأدوات المنزل، لاستعمالها في العالم الآخر.

العائلة والحياة الاجتماعية.

عاشت عائلات المايا مجتمعة، بما في ذلك الآباء، والأبناء والأجداد. يساهم كل فرد من أفراد العائلة في العمل، فالأطفال الكبار والرجال يقومون بالعمل الزراعي، مثل إعداد الحقول وتنقيتها من الأعشاب وزراعة المحاصيل. كما عملوا أيضًا بجانب الزراعة في أعمال القنص والصيد. وتقوم النساء والبنات الشابات بإنتاج ملابس العائلة، وإعداد الطعام، وتربية الأطفال الصغار وتزويد البيت بأخشاب الموقد والماء. ولم يكن للمايا مدارس، فالأطفال كانوا يتعلمون مهارات مختلفة من خلال ملاحظة الكبار ومساعدتهم.

شكَّلت الاحتفالات الدينية واحدة من أهم الأشكال المفضلة للترويح عند المايا. وأقيمت هذه المهرجانات في أيام خاصة خلال السنة. وتخلل الرقص والأكل الاحتفالات، وبالإضافة إلى هذا، كان للمايا لعبة مقدسة تشبه كرة السلة تُلعب في ملاعب صُممت لها بصورة خاصة. وكان اللاعبون يحاولون ضرب كرة من المطاط من خلال دولاب حجري بوساطة المرفق أو الخصر.

الغذاء واللباس والسكن.

من أهم المنتجات والمحاصيل الزراعية التي اهتم بها المايا: الفاصوليا، والذرة الشامية، واليقطين. وشكلت الذرة الشامية الغذاء الرئيسي للمايا، وهيأت النساء الذرة الشامية بطرق مختلفة، حيث صنعن حلوى مسطحة من الذرة الشامية تسمى اليوم تورتيلياس نوعًا من الخبز.

استعمل المايا الذرة الشامية كذلك لإنتاج نوع من المشروب يسمى بالش الذي يضاف إليه العسل. وزرع المايا منتجات زراعية أخرى، مثل الأفوكادو والطماطم، والفلفل الحار. وهيأ المزارعون حقولهم من خلال قطع الأشجار بالفؤوس الحجرية. وأحرقوا الأشجار والأغصان، وبعد ذلك استعملوا العصي لغرس البذور في الرماد، وبعد أن تصبح التربة ضعيفة، يعمل المزارعون على تهيئة أراض إضافية ونقل حقولهم إلى مواقع جديدة. وكانت الكلاب هي الحيوانات الأليفة الوحيدة لدى المايا، وربوا الديكة الرومية والنحل في حقولهم. واصطادوا الأيائل والأرانب وحيوانات الحلوف البري وغيرها. وجمعوا القشريات من الأودية والبحر. كما قطفوا الفواكه والخضراوات من الريف.

ساهمت ملابس المايا في الحفاظ على راحتهم وسط مناخ استوائي حار، ولبس الرجال ما يُسمّى ستار العورة وهو حزام من القماش يتم لفّه حول الخصر ويمر بين الفخذين. ولبست النساء كسوات فضفاضة تصل حتى الكعبين. ونُسجت هذه الملابس من القطن أو خيوط أخرى. ولبست الطبقات العليا ملابس فاخرة ومزخرفة بحلي وطُرز. وارتدى أغنياء الناس كذلك عددًا كبيرًا من المجوهرات، أغلبها مصنوع من أحجار اليشم وقشريات بحرية ملونة.

وعاش مزارعو المايا في منازل عائلية ريفية أو قرى صغيرة قرب حقولهم. وبنوا منازلهم من أعمدة خشبية مشدودة بعضها ببعض، واستعملوا أوراق النخيل أو العشب لتكوين السقوف. وأدت مدن المايا دور المركز بالنسبة للأرياف المجاورة لها. واجتمع الناس في هذه المراكز خلال بعض المناسبات المهمة كالأسواق الدورّية والمهرجانات الدينية. ويختلف العلماء حول ما إذا كانت المدن يتوافر فيها عدد قليل أو كثير من السكان الدائمين. وربما عاش رُهبان وقادة من المايا وغيرهم في المدن لأوقات قصيرة قبل بداية الاحتفالات المهمة، ثم يعودون بعد ذلك إلى منازلهم الدائمة.

التجارة والنقل.

شارك المايا في شبكة تجارية ربطت بين عدد من المجموعات في أمريكا الوسطى وصدَّر شعب المايا في الأراضي المنخفضة عددًا من المواد، من بينها مصنوعات يدوية ومنتجات خشبية وبحرية وفراء النمور. واستوردوا أحجار اليشم والزجاج البركاني وريش الطائر المسمى الكتزل من مرتفعات جواتيمالا.

أرسل المايا الساكنون في شبه جزيرة يوكاتان الملح والمنتجات القطنية المزخرفة إلى الهندوراس. وفي المقابل، حصلوا على ثمار الكاكاو التي استعملوها لإنتاج الشوكولاتة. ونقل المايا المُنتجات عبر مسافات بعيدة حتى سهل وادي واهاكا في المكسيك ومدينة تيوتواكان، قرب ما يعرف اليوم بمدينة مكسيكو سيتي. ونقلوا أغلب المواد والمنتجات على أكتافهم أو على قوارب صغيرة عبر الأنهار. لم يعرف المايا استعمال العجلة، كما أنهم لم يستخدموا دواب حمل الأثقال كالجياد والثيران.

نظام الحكم.

لا يعرف المؤرخون الكثير عن حكومة المايا. كل مدينة كانت تحكم المنطقة المحيطة بها، وربما كانت المدن الكبيرة تحكم عددًا من المدن الصغيرة. والغالب على الظن أن الحكام كانوا من رؤساء القبائل والرهبان، وربما كان هناك قائد كبير يحكم المدينة ويجمع بين السلطتين السياسية والدينية. ولم يتفق المايا قط على تشكيل حكومة مركزية. ولكن في المراحل الأخيرة من حضارة المايا، كان لحكام المدن مثل شيشن إتز و مايا بان سلطة على مجموعات كبيرة من السكان.

المايا 22_133120_01.jpg

كتابة المايا استعملت رموزًا مثّلت أفكارًا بكاملها أو تركيبات صوتية وهذا الجزء من مخطوط للمايا يأتي من كتاب في علم التنجيم استعمله الكهنة.
الاتصالات والتعليم.

طوّر المايا شكلاً متقدمًا من الكتابة، تكونت من عدة رموز. وهذه الرموز تركيبة من الأصوات والأفكار شكلّت نوعًا من الكتابة الهيروغليفية. الهيروغليفية.

سجّل شعب المايا معلومات على النصب التذكارية الحجرية التي تسمى إستيلا، وكذلك على بعض البنايات والأدوات المنزلية. واستعملوا الإستيلا لتدوين التواريخ المهمة والأحداث الكبرى في حياة حكامهم. وأنتج المايا كتبًا من ورق مصنوع من قلف شجر التين، بقيت منها عدة كتب من القرن الثاني عشر إلى بداية القرن السادس عشر الميلاديين وهي تحتوي على جداول فلكية ومعلومات عن الاحتفالات الدينية ويوميات تبين الأيام المحفوظة لمواسم أعمالهم مثل الزراعة والقنص. وهناك أشكال أخرى من التقدم الثقافي لدى المايا، مثل تطور الرياضيات وعلم الفلك، واستعمل المايا نظامًا رياضيًا مبنيًا على الرقم 20، بدلاً من الرقم 10 كما هو الشأن بالنسبة للنظام العشري الذي يُستعمل في الوقت الراهن. ومثِّلت النُقط والشرطات الأرقام، وكان هناك الرمز الخاص لتمثيل الصفر. ويعتبر الرياضيون الصفر أحد الابتكارات الكبرى في العالم. وطور بعض الكهنة معرفتهم بعلم الفلك بوساطة مراقبة مدارات الشمس والقمر والنجوم، ووضعوا جداول تتنبأ بالكسوف ومدار كوكب الزهرة.

استعمل الكهنة كذلك الرياضيات وعلم الفلك لتطوير نوعين من التقويم؛ الأول تقويم مقدس على حدِّ قولهم يتكون من 260 يومًا. وحمل كل يوم اسمًا مع واحد من أسماء عشرين يومًا ورقمًا من 1 إلى 13. وكان لكل اسم من العشرين يومًا إله أو إلاهة مرتبطة به. وكان الكهنة يعتقدون أن باستطاعتهم التنبؤ بالحظ السعيد أو السيء بوساطة دراسة تركيب الآلهة أو الإلاهات والأرقام. وكان للمايا تقويم من 365 يومًًا مبني على مدار الأرض حول الشمس. وقسمت هذه الأيام على 18 شهرًا باحتساب 20 يومًا لكل شهر زائدًا 5 أيام عند نهاية السنة. واعتبر المايا هذه الأيام الخمسة الأخيرة في السنة سيئة الحظ للغاية. وخلال هذه المدة كانوا يصومون ويقدمون عدة قرابين ويتجنبون أي عمل غير ضروري. واستعمل المايا الأعشاب و***** لمعالجة المرضى. وبالرغم من ذلك، لا يعرف العلماء إلا القليل عن معرفة المايا بالطب.

الفنون والحرف.

أنتج المايا فنًا معماريًا مميزًا وفريدًا وكذلك الأمر بالنسبة للتصوير التشكيلي والخزف والنحت. وقد بنى معماريون ذوو خبرة عالية أهرامات بالأحجار الكبيرة وفوقها معابد صغيرة. وشيدوا نوعًا من الأقواس وذلك بوساطة بناء حائطين متواجهين عند القمة وربط الهوة بينهما بوساطة صف من الأحجار المسطحة. وبنى المايا كذلك بنايات كبيرة ومنخفضة، ومن المعتقد أنها كانت لسكن الرؤساء والكهنة في الاحتفالات المهمة. وتوافرت عدة بنايات ذات زخرفة مسطحة تسمى مُشوط السقف التي امتدت من النقطة العليا للسطح. وأعطت مُشوط السقف، مثل أبراج الكنائس، الانطباع بأن البنايات ذات عُلو شاهق.

زين الفنانون الجدران برسوم ملونة بألوان زاهية تصور شخصيات تشارك في معارك واحتفالات. ورسموا الشخصيات بالتصوير الكفافي (أي رسم الخطوط العامة لأجزاء الجسم) ثم لونوها بألوان مختلفة. ونادرًا ما ظلّلوا هذه الألوان أو صبغوها بصُور متدرجة. وهناك نوع مماثل من التصوير التشكيلي يظهر في خزف المايا. وصنع المايا منحوتات صغيرة من الطين ونحتوا منحوتات كبيرة من الحجر. وتشكلت أغلب المنحوتات الكبيرة التي وصل بعضها إلى عُلو 9م من شخصيات الآلهة والأفراد المهمين.

نبذة تاريخية

في المراحل المبكرة شكلت مقاطعة إلبتين، في جواتيمالا الحالية، قلب حضارة المايا. ومن الجائز أن المزارعين الأوائل استقروا في هذه المنطقة منذ 2500ق.م. بحثًا عن الأراضي الزراعية. وسكن هؤلاء الناس في قرى صغيرة وجمعوا الغذاء من الغابة المجاورة بالإضافة إلى زراعة المحاصيل.

وبحلول القرن التاسع قبل الميلاد كانت الأراضي المنخفضة للمايا مأهولة بالسكان برمتها. وآنذاك، كانت مجموعة من الهنود الحمر المسماة أولميك تعيش في منطقة توجد غرب المايا. وربما كان الأولميك من أمريكا الوسطى، هم الذين اخترعوا الأرقام والكتابة. وكان لهم كذلك فن متطور حسب نموذج الحضارة عندهم، وأثرت حضارة الأولميك في تشييد الأهرامات ونحت تماثيل حجرية. وبالإضافة إلى ذلك، بدأت صور من الإله نمر اليغور لدى الأولميك تظهر في بلاد المايا.

المرحلة الكلاسيكية.

امتدت حضارة المايا من منتصف القرن الثالث الميلادي إلى القرن العاشر الميلادي. وخلال هذه الفترة أسس المايا أكبر مدنهم وحققوا إنجازاتهم المتميزة في مجالات الأدب والعلوم. وبالإضافة إلى ذلك، بدأ المايا ممارسة تشييد النصب التذكارية تخليدًا للأحداث المهمة في حياة قادتهم.

وفي القرون الثلاثة الأولى في المرحلة الكلاسيكية كانت المدينة المكسيكية، تيويتواكان مركز إمبراطورية كبيرة. وكان لحضارة تيويتواكان تأثير قوي في فن ومعمار المايا. وأثر مؤقتًا سقوط ثيوثوا الذي حدث في القرن السابع الميلادي على المايا. ومثال ذلك أن المايا أوقفوا حركة البناء في مدنهم وأوقفوا تشييد النصب التذكارية. وبعد مدة قصيرة دبت الروح مرة أخرى في حضارة المايا واستمرت في التطور لمدة ثلاثمائة سنة إضافية. ومع بداية القرن التاسع الميلادي، شيد المايا النصب التذكارية في كل مدينة. وتخلوا عن مراكزهم الرئيسية في الأراضي المنخفضة الجنوبية الواحد بعد الآخر. وفي النهاية غادروا المنطقة بصفة نهائية. ولا زال العلماء يحاولون اكتشاف الأسباب التي أدت إلى انهيار مجتمع المايا. ويعتقد بعضُ الخبراء أن الانهيار يُمكن أن يكون ناتجًا من عوامل مثل المرض وتلف المزروعات وانتقال مجموعات بشرية أخرى إلى منطقة المايا. ومع ذلك، يعتقد عددٌ من المؤرخين أن مزارعي المايا ثاروا ضد حكومة الرؤساء والكهنة لسبب ما، وساهموا بذلك في انهيار مجتمع المايا.

المرحلة المكسيكية.

بقيت مراكز المايا في شمال يوكاتان مائة سنة بعد أن تلاشت مراكزهم الموجودة في الأراضي المنخفضة الجنوبية. وحتى بعد أن هجر المايا المراكز الشمالية، استمرت بقيّتهم في العيش في تلك المنطقة. وفي منتصف القرن العاشر الميلادي، غزا التُولتيك ـ وهم شعب جاء من الأراضي المرتفعة لوسط المكسيك ـ يوكاتان. وأسسوا إمبراطورية في المكسيك عاصمتها تُولا، في شمال ما يعرف اليوم بمكسيكو سيتي، واستولوا على المدينة القديمة للمايا، تشيشن إتزا، وحكموا جميع السكان في شمالي مايا. وأثر التولتيك في فن وهندسة المايا، وأدخلوا عبادة الإله الثعبان المريش سموها كوكولكان. وانهارت تولا في منتصف القرن الثاني عشر الميلادي، وانتهى حكم التولتيك ليوكاتان في القرن الثالث عشر الميلادي.

وعقب نهاية حكم التولتيك شيدت مجموعة من زعماء المايا عاصمة في مايابان وأعاد المايا بناء ثقافتهم من جديد حيث شيدوا مسلات حملت نقوشا. ومع ذلك، ظهرت تحولات في مجتمعهم. مثال ذلك، غلبت التجارة على المعتقدات الدينية التي كانت مهيمنة على ثقافة المايا. وأصبحت مدن المايا مراكز تجارية مزدهرة، وبدأ الناس يديرون التجارة بحرية ونشاط.

وحوالي سنة 1440م ثار بعض زعماء مدن المايا على حكام مايابان وهزموهم. وبعد هذا أصبحت يوكاتان مقسمة إلى ولايتين. في بداية القرن السادس عشر الميلادي. استولى الغزاة الأسبان على بلاد المايا، وحوالي منتصف القرن السادس عشر الميلادي، قضوا تقريبًا على ما تبقى من المايا.


المايا 22_133120_03.jpg
أطلال تيكال في جواتيمالا تعتبر كل ما تبقى من مراكز احتفالات المايا الكبرى. وتبين هذه الصورة معبد النمر الكبير الذي تمت إعادة تشييده، وهو على ارتفاع 45م عن الأرض. ويوجد المعبد فوق رأس هرم يتكون من تسعة طوابق.
إرث المايا.

هناك في الوقت الراهن عدة شعوب في المكسيك وأمريكا الوسطى لا تزال تتكلم إحدى اللغات واللهجات العشرين التي تطورت من لغة المايا. وبعض هذه الشعوب تعيش في الأراضي العليا للمكسيك وجواتيمالا، والأخرى تعيش في الجهات الشمالية لشبه جزيرة يوكاتان في المكسيك. ولعل شعب اليوكاتيكو في يوكاتان اليوم أكثر هذه الشعوب من جهة الانحدار المباشر من المايا. هذا وكثير من المنحدرين عن شعب المايا يزرعون الأرض على غرار ما فعله أجدادهم ولا يزالون يتمسكون ببعض شعائرهم وعاداتهم التقليدية.

تشكل اليوم أطلال مراكز احتفالات المايا مواقع جذب سياحي. وتشمل هذه الأطلال في المكسيك أطلال بونامباك وبالنات في شياباس وتشيشن إتزا في يوكاتان الشمالية. ويزور السياح كذلك أطلال تيكال في جواتيمالا وكوبان في الهندوراس.
المصدر: ملتقى شذرات

auf hglhdh

https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=13217









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مرجع, يبدة, ساساعده


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc