السلام عليكم ورحمته وبركاته
كل هذه الافكار من ورائها الابتعاد على الاصل والانزواء بالعاقل المسلم الى غير منابع دينه ؛ فبدلا من الدعوة الى المسيحية او النصرانية فهم يدعون الى علم التنمية البشرية ؛ ويحيلون القواعد والضوابط الى رجال يؤمنون بالطاغوت والجبت ويعبدون من دون الله الهة ؛ اهؤلاء أهدى أم من يهدي الى صراط مستقيم ؟ أفمن يمشي مكبا على وجهه خير ام الذي على سبيل الايمان والهدى ؟ وبما أن كثير من الاغرار والجهلاء والمستغربين والمستشرقين يطبلون ليل نهار في امور كهذه ؛ من دعوى التمدن والتحضر وتلك البهارج الكاذبة فكان حريا بالمسلم العاقل ان يستمسك بأصوله ودينه ؛ وكلامهم المسترسل في الايجابية ؛ مجمله ومعينه واوله واخره في سورة واحدة :" والعصر إن الانسان لفي خسر ؛ إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " فقه هذه الآية على خلاف ما يدعون إليه ؛ أن الحياة هي خسران لكل إنسان ؛ فلا يكتمل فيها هم او حزن ولا يكتمل فيها فرح ولا غبطة ولا ثبات فيها في الخير او الشر ا؛ فهم سواء في الخسران ولكنه استثنى المؤمنين والذين يعملون الصالحات فهذه اسباب الربح والفوز وقرن لهم في ذلك امرين وهي اتباع الحق لا الهوى والصبر على ذلك فإنه من عزم الامور ؛ وكما هو معلوم بامر الحياة بالضرورة ان مبتدأ كل شيء هو التعسير والتضيق والكبد وبعد ذلك يتفرح الحال ويتبدل المقال ويعم اليسر وغير ذلك فلن تنال من الدنيا الا الحسرة والهم والكبد مهما قرأت من كتب الايجابية او علومهم النظرية التي اسسها الهلكى من الكفار والضللة فقيد ذلك عندك بارك الله وكن متبعاً لهدى نبيك لا تابعا لمن لا خلاق لهم يوم القيامة ولتفرح يومئذ ان تكون قد اتخذت مع الرسول سبيلا ؛ يوم يعض الظالم على يديه ويقول يا ليتني