|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
لقاء ينشر لاول مرة للشيخ ابن عثيمين
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2015-07-22, 14:47 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
لقاء ينشر لاول مرة للشيخ ابن عثيمين
فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله- الذي توفي قبل أكثر من عشرة أعوام وصف حال الأمة الإسلامية بما تعيشه وما سيمر بها من الفتن والمحن -التي نعيش شيئاً منها في هذا الزمن-.. فقد سُئل قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، وأجاب باستفاضة وقراءة متأنية عن كثير من الأحداث المثيرة والقضايا الحساسة في المجتمع الإسلامي. معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أحد طلاب سماحة الشيخ ابن عثيمين -آنذاك- خص صحيفة «الجزيرة» بأسئلة وإجابات كثيرة ومثيرة لقضايا مهمة وحساسة عرضها على فضيلته عام 1417ه ،وقد أدرك فضيلته رحمه الله أنها تعايش الزمان والمكان، حين تحدث عن العقيدة الإسلامية والأخلاق والقيم والثوابت، فهو مدرك بأنه الوقت لا يزيدها إلا ثباتاً ورسوخاً وصفاء وفق الكتاب والسنة ومنهج السلفية التي وسمها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالفرقة الناجية، هذه الإجابات التي تنشرها الجزيرة كانت ضمن بعض ما عثر عليه معالي د. أبا الخيل في مكتبته الخاصة، وكتبت وعدلت بيد فضيلة الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-ووقع على إجازتها، وهي على النحو التالي: السؤال الأول: من المعلوم أن أهل السنة والجماعة يحرصون على وحدة جماعة المسلمين؛ ولذلك يرون السمع والطاعة لولي الأمر بالمعروف مهما حدث بهدف حماية أمن الناس واستقرارهم. فضيلة الشيخ، يوجد من أبناء المسلمين من يرى أن هذا تخاذلٌ وانهزامية بل ومداهنة، فما قولكم حفظكم الله؟ - بسم الله الرحمن الرحيم. نرى أن الواجب على المسلمين أن يكونوا أمة واحدة كما أمرهم الله تبارك وتعالى بقوله: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) . إن الدين كما بينه النبي - عليه الصلاة والسلام - هو النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم، وإذا آمن الناس بهذا امتثلوا لأمر الله تعالى بالاعتصام بحبله جميعاً وعدم التفرق. والدين هو النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وإتباع الإيمان بالعمل، والحرص على جمع الكلمة، والنصح، والمسلمون إن التزموا بذلك فإنهم سوف يحصلون على سعادة الدنيا والآخرة، وسوف تكون لهم العزة والكرامة. وإذا كان الأمر بالعكس فتفرقوا شيعاً، وكان لكل شخص منهج خاص حسب ما يهواه دون الرجوع إلى الكتاب والسُّنة فإن الأمة سوف تتفرق ووحدتها، وسوف تتمزق، وتحدث الفوضى الفكرية والاجتماعية، وربما يؤدي ذلك إلى التصادم الفعلي؛ فيحصل الشر والبلاء.
|
||||
2015-07-22, 14:51 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
هل حق أن التكفير أو الكفر متروك لآحاد الناس؟ - ليس لأحد، لا للعلماء ولا لغيرهم، أن يكفِّر أحداً، ليس ذلك إلا لله ولرسوله، لكنه يجب فَهْم النصوص على ما دلت عليه.في حال الحكم بكفر شخص معيَّن تأتي مسألة الخروج عليه إذا كان من أصحاب الشوكة أو السلطان. لأهل السنة والجماعة ضوابط حتى في هذه المسألة - حفظك الله -. يقول بعض الناس «لنا أن نحمل السلاح لأن القسم الأول متوافر»؛ فهل نحمل السلاح مباشرة أم أن هناك خطوات أيضاً تؤخذ؟ - الرسول عليه الصلاة والسلام لم يجز منابذة الولاة إلا بشروط، قال: «إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان»، وهذه الشروط يصعب جداً تحقيقها بمجرد النظر في الأولى؛ لأن قوله: «إلا أن تروا»، أي تعلموا، والعلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً؛ فينتفي بذلك الشك أو الظن؛ فلا يكفي في ذلك غلبة الظن ولا الشك المتردد بل لا بد من العلم بأنه كفر، أي لا بد أن يكون الشيء الذي تلبَّس به ولي الأمر كُفْراً لا فسقاً؛ فالفسوق مهما كان لا يبيح الخروج على ولاة الأمور، وإن عظم.
الشرط الثالث: أن يكون بواحاً، أي ظاهراً صريحاً، لا يحتمل التأويل، هو كفر بالدلالة القطعية من الكتاب والسنة، لا يكفي الظن ولا يكفي ما يحتمل التأويل، ولا بد من شيء بواح. والشرط الرابع: أن يكون عندنا فيه من الله برهان، أي دليل يكون حجة لنا عند الله - عز وجل - فيما ننابذ به ولي الأمر ونخرج به عليه. فإذا تمت هذه الشروط فلا بد من شرط آخر دلت عليه النصوص وهو القدرة على إزالة هذا الوالي دون سفك دماء الأبرياء وانتهاك الأعراض واستحلال الأموال؛ لأن هذا - أعني شرط القدرة - ثابت في كل واجب من واجبات الشرع، لا بد فيه من القدرة لقول الله تعالى: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) ، وقوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم «ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم». أما مجرد أن يظن الإنسان أن ما قام به ولي الأمر كفر دون تحقُّق الشروط الأربعة، ثم لو تحققت الشروط الأربعة يخرج على الإمام أو ولي الأمر وليس عنده القدرة التي تحسم الموقف دون سفك دماء واستحلال أموال، فهذا خطأ في التصرف، والإنسان العاقل البصير يعتبر بما مضى في سلف هذه الأمة من العواقب الوخيمة التي ترتبت على الخروج على ولي الأمر حتى مع كون الخارج ظاهره الصلاح والاستقامة؛ لأن الفوضى في المجتمع فساد عظيم يجب على المرء أن يتحاشاه ما استطاع. |
|||
2015-07-22, 14:56 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
- نقول: نحن معهم في أننا نتمنى من الله - عز وجل - أن يعود الإسلام لعزته وقوته ونشاطه، لكن الإسلام يتمثل في أهله فلا عزة لهم ولا قوة إذا لم يتمسكوا به؛ فلا بد أولاً من تطبيق الإسلام في نفوسنا، وأن نجاهد أنفسنا قبل كل شيء، وألا نمشي أو نسير خطوة واحدة إلا على المنهج السليم الذي رسمته لنا شريعة الله - عز وجل - فإذا فعلنا ذلك، وأقمنا أنفسنا وتمسكنا بديننا، ثم لم نخطُ خطوة إلا ونحن عارفون أنها على مقتضى الكتاب والسنة، وأن عاقبتها ستكون حميدة، فحينئذ يكون الفعل. [/size]أما الفوضى والهوجاء التي لا تفيد بل لا تزيد الأمور إلا شراً فليست من الإسلام في شيء. أما مسألة الانهزامية التي أشرت إليها فإن بعض الناس يرى أن السير بحكمة وتقدير الحال الحاضرة انهزامٌ، وأن الواجب أن نعامل غيرنا وكأن لنا السيطرة التامة والقوة التي لا تُقهر، ولا شك أن الإنسان إذا قدر هذا التقدير فإنما يعيش في خياله، ولا يعيش في الواقع الحاضر. إذا نظر الإنسان إلى ما وقع في صلح الحديبية من أشجع الناس وأشد الناس في دين الله وأقواهم عزيمة محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَبل تلك الشروط القاسية في بادئ الرأي، أفيقال هذا انهزام؟! فإن من المعلوم أن من جملة الشروط التي التزم بها النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يضع الحرب بينه وبين قريش عشر سنين، وأن من شاء دخل في عهد قريش ومن شاء دخل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم يرجع من أطراف الحرم وقد جاء معتمراً ومعه الهدي، يرجع فيتحلل من عمرته إلى بلده المدينة دون أن ينال إربه في إتمام نسكه، وأن من جاء من المشركين مسلماً مهاجراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة فإنه يرد إلى قريش، وأن من ذهب من المسلمين إلى قريش فإنهم لا يردونه، وهذا لا شك شرطٌ ثقيلٌ جداً جداً. أفيقال إن ذلك انهزام؟!! من المعلوم أن هذا هو عين المصلحة كما تبيّن بعد ذلك؛ فالإنسان قد يتحمل ما يتحمل من الشروط التي تظهر وكأنها قاسية وفيها مصلحة وراء ذلك؛ ولهذا سمى الله تعالى هذا الصلح فتحاً قال تعالى: (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى). نحن نسأل الله سبحانه وتعالى أن نرى في المسلمين من القوة والعزة والكرامة ما يقهرون بها أعداءهم، ولا يمكن هذا إلا بتطبيق الدين الإسلامي الذي وعد الله - عز وجل - وهو أصدق القائلين بظهوره على سائر الأديان، قال الله تعالى هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ، ومن أصدق من الله قيلا، ومن أوفى بعهده من الله. فإذا طبَّق المسلمون دين الإسلام على حسب ما شرعه الله لهم وسار عليه نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون وصحابته المرضيون فحينئذ تكون العزة. ]مما فُتن به الناس في العالم الإسلامي الآن التدين على أساس حزبي، ونحن في هذه البلاد معرَّضون لهذه الفتنة، وهناك من يرى في إجابة سابقة لفضيلتكم بأن «هذه الجماعات عندها حق وباطل» عدم ممانعة من الانضمام لهذه الجماعات..] - نعم، نحن نرى أن الجماعات فيها حق وباطل، لكن لا نرى إنشاء هذه الجماعات؛ لأن إنشاء هذه الجماعات يترتب عليه الولاء والبراء؛ حيث إن كل جماعة يتبرأ من كان معها ممن لم يكن معها، والعجب أن بعض الجماعات عندها حسب حالها وفعلها قاعدة باطلة، هي أن من لم يكن معك فهو عليك، وهذا خطأ عظيم؛ فالذي أرى أن هذه الجماعات إنشاؤها غلط ومخالف لما أمر الله تعالى به في قوله: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) ، وفيما نهى الله عن التفرق في قوله: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) ، وأن المتفرقين في دينهم داخلون في قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) ، ونرى أن الواجب على هذه الجماعات أن تجتمع وتتآلف، وأن تنظر في الفوارق التي بينها وتقضي عليها؛ ليكونوا كلهم تحت راية واحدة على ما كان عليه الصحابة رضي الله عنه، فإن الصحابة رضي الله عنهم يقع بينهم من الخلاف ما يقع، ومع ذلك القلوب واحدة والأمة واحدة، ولا يرى أحد منهم أنه مفارق للآخر، والأمثلة على هذا كثيرة يعرفها من تتبع التاريخ وتتبع أقوال العلماء؛ ولذلك نرى من أول الأمر ألا تُقام هذه الجماعات والأحزاب.
|
|||
2015-07-22, 15:02 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
- كيف تفهم هذا وأنا أقول إننا ننكر إنشاءها، ونرى أن الواجب أن الأمة تكون أمة مسلمة واحدة ما دامت على خط مستقيم، وهو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ ولهذا لما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فِرْقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول الله؟ قال «هي الجماعة»، يعني الذين يجتمعون على دين الله عز وجل، وفي رواية «من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي»، فإذا ضممت هذا إلى هذا صار المعنى هي الجماعة التي تكون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا هو الذي نريده. الآن لما ظهرت بوادر تحزب كما ذكرت نجد من الشباب بعضهم من يسب الآخر ويفسقه، وربما يكفِّره، بحجة لا أصل لها إطلاقاً (كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ) ، كل هذا لأن هذه الجماعة ألَّفَتْ نفسها وكأنها في شق والجماعة الأخرى في شق آخر. حفظك الله، مما يقع فيه البعض التقليل من شأن علماء هذه البلاد بدعوة فقه الواقع الذي يزعمون أن علماءنا يفقدونه، وللأسف قد نجد من أبناء هذه البلاد من يسير في هذا الزعم.. - لا شك أن فقه الواقع أمرٌ مطلوبٌ، وأن الإنسان لا ينبغي أن يكون في عزلة عما يقع حوله وفي بلده، بل لا بد أن يفقه، لكن لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يكون الاشتغال بفقه الواقع مشغلاً عن فقه الشريعة والدين الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرِد الله به خيراً يفقهه في الدين»، لم يقل يفقهه في الواقع، فإذا كان عند الإنسان عِلْم بما يقع حوله لكنه قد صرف جهده وجل أمره إلى الفقه في دين الله فهذا طيب، أما أن ينشغل بالواقع والتفقه فيه - كما زعم - والاستنتاجات التي يخالفها ما يقع فيما بعد؛ لأن كثيراً من المشتغلين بفقه الواقع يقدمون حسب ما تمليه عليهم مخيلتهم، ويقدرون أشياء يتبين أن الواقع بخلافها، فهنا الحرج، فإذا كان فقه الواقع لا يشغله عن فقه الدين فلا بأس به، لكن لا يعني ذلك أن نقلل من شأن علماء يشهد لهم بالخير وبالعلم وبالصلاح، لكنهم يخفى عليهم بعض الواقع، فإن هذا غلط عظيم؛ فعلماء الشريعة أنفع للمجتمع من علماء فقه الواقع؛ ولهذا تجد بعض العلماء الذين عندهم اشتغال كثير بفقه الواقع وانشغال عن فقه الدين لو سألتهم عن أدنى مسألة في دين الله عز وجل لوقفوا حيارى أو تكلموا بلا علم يتخبطون تخبطاً عشوائياً، والتقليل من شأن العلماء الراسخين في العلم المعروفين بالإيمان والعلم الراسخ جناية ليس على هؤلاء العلماء بأشخاصهم، بل على ما يحملونه من شريعة الله تعالى. أيضاً من المعلوم أنه إذا قلَّت هيبة العلماء وقلَّت قيمتهم في المجتمع فسوف يقل بالتبع الآخذ عنهم، وحينئذ تضيع الشريعة التي يحملونها أو بعضها، ويكون في هذا جناية عظيمة على الإسلام وعلى المسلمين أيضاً. والذي أرى أنه ينبغي أن يكون عند الإنسان اجتهاد بالغ، ويصرف أكبر همه في الفقه في دين الله عز وجل؛ حتى يكون ممن أراد الله بهم خيراً، وألا ينسى نفسه من فقه الواقع، وأن يعرف ما حوله من الأمور التي يعملها أعداء الإسلام للإسلام. قد يكون هذا - حفظك الله - من باب كلمة الحق التي يراد بها باطل، بدليل أن علماء هذه البلاد عندما كان لهم مواقف واضحة جداً في الأحداث التي تدور في المنطقة تحديداً، وأدلوا بدلوهم، قالوا ليتهم انشغلوا بالفقه.. إنما هو في الحقيقة فقه للهوى، بدليل أنه من يعرف من علمائنا يجد فقهاً حقيقياً للواقع. حفظك الله أنا أتساءل: إلى متى يُزعم أن علماءنا لا يفقهون الواقع وكما نعرف أن المجتهد هو فقيه بواقعه، وبحمد الله علماء هذه البلاد تتوافر فيهم صفة الاجتهاد. إذن هو مصطلح استُخدم يراد به في الأساس التقليل من شأن علماء المنهج السلفي، وعلماء أهل السنة والجماعة، فأتمنى أن توجهوا كلمة للشباب الذين تعرضوا للفتنة من خلال هذا الطرح؟ - نقول - أعاذنا الله وإياكم من الهوى - وأكرر أنه لا ينبغي للإنسان أن يصرف جل همه ووقته للبحث عن الواقع، بل أهم شيء أن يفقه دين الله عز وجل، وأن يفقه من الواقع ما يحتاج إلى معرفته فقط، وكما أشرت في الكلام الأول فإن من فقهاء الواقع من أخطؤوا في ظنهم وتقديراتهم، وصار المستقبل على خلاف ما ظنوا تماماً. لكن هم يقدرون ثم يبنون الأحكام على ما يقدرونه؛ فيحصل بذلك الخطأ، وأنا أكرر أنه لا بد أن يكون الفقيه بدين الله عنده شيء من فقه أحوال الناس وواقعهم؛ حتى يمكن أن يطبق الأحكام الشرعية على مقتضى ما فهم من أحوال الناس، ولهذا ذكر العلماء في باب القضاء أن من صفات القاضي أن يكون عارفاً بأحوال الناس ومصطلحاتهم في كلامهم وأفعالهم حفظك الله، البعض يتأول في مسألة أهل الذمة بدعوى عدم وجود ولي الأمر العام أو الخلافة أو لعدم وجود أهل الذمة أصلاً بدعاوى عديدة؛ ولذلك لا يجدون غضاضة في دعوة الناس للاعتداء على غير المسلمين من المعاهدين. أنا أوافق على أنه ليس عندنا أهل ذمة؛ لأن أهل الذمة هم الذين يخضعون لأحكام الإسلام ويؤدون الجزية، وهذا مفقود منذ زمان طويل، لكنَّ لدينا معاهدين ومستأمِنين ومعاهدين معاهدة عامة ومعاهدة خاصة، فمن قَدم إلى بلادنا من الكفار لعمل أو تجارة، وسُمح له بذلك، فهو إما معاهداً أو مستأمناً؛ فلا يجوز الاعتداء عليه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة».. فنحن مسلمون مستسلمون لأمر الله - عز وجل - محترمون لما اقتضى الإسلام احترامه من أهل العهد والأمان، فمن أخل بذلك فقد أساء للإسلام وأظهره للناس بمظهر الإرهاب والغدر والخيانة، ومن التزم أحكام الإسلام واحترم العهود والمواثيق فهذا هو الذي يُرجى خيره وفلاحه.
|
|||
2015-07-22, 15:09 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
[color="rgb(0, 100, 0)"] |
|||
2015-07-24, 17:43 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
بارك الله فيك على المجهود |
|||
2015-07-24, 19:16 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
|
|||
2015-07-25, 00:05 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
حوار رائع يجيب على شبهات كثيرة، و يرجى التثبيت للفائدة... |
|||
2015-07-25, 05:11 | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
اقتباس:
بارك الله فيك اخي عثمان
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
للشيخ, لاول, مقال, ينصر, عثيمين |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc