إفك وفتنة إلى يوم الدين

[بشير قادري]

في تاريخنا الإسلامي الكثير من الحوادث والسير هي اليوم تمثل سرّ التشظي والانقسام ، وسرّ الحروب والانتقام ، فوددت أن اكتب في الموضوع تساؤلات لنائم في حجر التاريخ أصابه بعض الشرر
سألت صديقي الذي قدّمني في مجلس سمّاه في رحاب الإيمان : هل حادثة الإفك بداية انهيار القيم ؟ أم بداية لفتنة عظيمة ؟ أم هي عبرة وعبر على مرّ التاريخ؟

[رحيق الكلمات]

السلام عليكم
احيانا تأتينا بوادر الحرية من تمتمات الروح وهي تتمعن في الوجود
فالذاكرة بها نشقى وبها نسترجع قوة النصوص
ولا يخرس الباطل الحق ابدا انما هي ايام ودول
ولأن كل منا يبحث عن شعلة امل تطرد سواد النفس
ها نحن نتجاوز مسافة التحديق الى مسافة التصديق
فالارض مازالت تحتفظ بآثار المطر ومع ذلك لم تنبت شيئا
هي عبرة على كل حال

[بشير قادري]

وقبل أن أنتهي من أسئلتي أحاط بي في شكل دائرة مغلقة شباب متدين عابر للقارات وفي أعينهم نظرات تقدح شررا
يتهجمون على منطقي الفاسد ، ومنهم من رماني بعمى البصر والبصيرة.
ولكنّي أفلت من هذا الحصار والتحقت بحمى ذكتور في التاريخ وسألته دون سابق تحضير
أستاذي : كيف قتل ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه ؟ وما رأيك في موقعة الجمل ؟
فنظر إليّ مليا وقال : إما عقلك مفخخ ؟ أو أن سؤالك ملغم ؟
وتركني واندس بين الحضور..... ثمّ وجد في احتساء الشاي الأحمر الحل.....

[رحيق الكلمات]

وقار الجُمل يلقينا في بئر عميقة يختنق فيها ألف الف سؤال
ولكن كما هي عادة الحقيقة تظهر واضحة لا لبس فيها
قالوا ان الجميع نهض على صوت يطرق مسامع المكان والزمان
مع ان الواقع كان شاحبا
وكم حاول الزمن تدارك الامر باستنجاده بالنصرة
لكن هيهات الكل كان يغرق في تفكيره الضيق
وطوفان الالم يتفجر في الروح
ولم يعلم بعدها هل كان الزمن صامتا ام كان يعيد صياغة النصوص من جديد؟

[بشير قادري]

وتساءلت بيني وبين نفسي عن سر ّ هذا التباين وسرّ هذا الجفاء والارتياب مع جمع من الشباب تثقّف على التكفير والإرهاب
وحين لازمني هذا الامتعاض انزويت في ركن ركين وغفوت ، حتى اقترب مني شاب أشعث أغبر وألقى عليّ التحية ومباشرة دون مقدمات ولا مجاملات وبصوت عربي فصيح قال لي :

اأنا من اقتحم الدار وبيدي شعلة من نار تنضح بالنفط،

أنا من أشعرته مشقصاً ( أي نصلاً طويلاً عريضاً ) وقطعت يد نائلة واتكأت بالسّيف على صدره فـأرديته قتيلا وخلصت الأمة منه . هل عرفتني وأدركت بطولتي؟
قلت : والله ما نسيت كنانة بن بشر التجيبي...
فهل عرفتم من الرّجل ؟ ومن الشّهيد ؟

[رحيق الكلمات]

السلام عليكم

استشهاد عثمان رضي الله عنه
أول المشهد يطل علينا ولابد ان نتقبل الحقيقة
اطلت الفتنة من دون ان نتساءل عن دافع الحماسة
تبث الرعب هناك وواصل طريقه الى هنا
كيف نهجم على ذاكرة الأمس ونحن نعيد ترتيب اوراقها بتنسيق جديد
انه تشظي الروح يخلفه تبعثر الحروف
الزمن تنفس اللامعنى ونحن هزمنا الفقد
يا نسختنا المبتورة الم تسمعي قوله تعالى
{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ} [البقرة:137].

[بشير قادري]

أعيدوا الله الى القلوب ،إلى مكانه اللائق بجلاله .من بدأ الطائفية سيصطلي بنارها ،فنارها شرهة لا تتوقف حتى تحرق الجميع .