بينما كان المسلمون يقاسون الويلات على أيدي جبابرة قريش وطغاتها، حدثت معجزة الإسراء والمعراج،
فكانت منحة ربانية جليلة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، شاهد فيها رأي العين عوالم عظيمة تتضاءل
أمامها قوة قريش وجبروتها.
كان في حادثة الإسراء إلى المسجد الأقصى معنى عالمية الإسلام وانتشاره إلى ما وراء جزيرة العرب،
كما أن في حادثة المعراج إلى السموات العلا معنى علو الإسلام وارتفاعه على سائر الملل والنحل حتى
في أشق الظروف وأصعبها.
عندما علم المشركون بهذا الحدث العظيم توهموا أن المسلمين سيواجهون موقفا محرجًا يجعلهم يفقدون
ثقتهم بنبيهم، فجاءهم جواب أبي بكر رضي الله عنه كالصاعقة على رؤوسهم: إن كان قال فقد صدق.
إن أحداث السيرة النبوية ومنها الإسراء والمعراج سجل حافل بالدروس والعبر، تتطلب منا قراءة واعية
وجادة للاستفادة منها في مواجهة كافة الصعاب التي تواجهنا.