من ذكاء الصحابة
من كتاب ابن الجوزي
· فمن المنقول عن أبي بكر رضي الله عنه:
لمّاهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلّم يركب, وأبو بكر رديفه. وكان أبو بكر يعرف الطريق لاختلافه الى الشام.
فكان يمرّ بالقوم فيقولون: من هذا بين يديك يا أبا بكر؟
فيقول: هاد يهديني.
· وعن الحسن قال:
لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من الغار لم يستقبلهما أحد يعرف أبا بكر الا قال له: من هذا معك يا أبا بكر؟ فيقول: دليل يدلّني الطريق.
وصدق والله أبو بكر.
· وعن الحسن قال:
لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يصلي بالناس, فقال:" ان الله خيّر عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله عز وجلّ".
قال: فبكى أبو بكر. فعجبنا من بكائه أن خبّر رسول الله صلى الله عن عبد خيّر. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم هو المخيّر, وكان أبو بكر أخبرنا به.
· وعو ابن عمر قال:
بينما عمر رضي الله عنه جالس اذ رأى رجلا, فقال: قد كنت مرّة ذا فراسة, وليس لي رأي ان لم يكن هذا الرجل ينظر ويقول في الكهانة شيئا.. ادعوه لي.
فدعوه فقال: هل كنت تنظر وتقول في الكهانة شيئا؟
قال: نعم.
.................................................. ..............................
· وقد روّينا عن عمر رضي الله عنه أنه خرج يعسّ المدينة بالليل, فرأى نارا موقدة في خباء.
فوقف وقال: يا أهل الضوء.
وكره أن يقول: "يا أهل النار". وهذا من غاية الذكاء.
· ومن المنقول عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه, عن البحتري قال:
جاء رجل الى عليّ ابن أبي طالب, فأطراه وكان يبغضه, فقال له:
اني ليس كما تقول, وأنا فوق ما في نفسك.
· ومن المنقول عن الحسن بن علي رضي الله عنهما:
لمل جيء بابن ملجم الى الحسن قال له: أريد أن أسارّك بكلمة.
فأبى الحسن وقال: انه يريد ان يعض أذني.
فقال ابن ملجم: والله لو مكّنني منها لأخذتها من صماخه.
ومن المنقول عن الحسين رضي الله عنه أن رجلا ادّعى عليه مالا وقدّمه الى القاضي, فقال الحسين:
ليحلف على ما ادّعى ويأخذه.
فقال الرجل: والله الذي لا اله الا هو.
فقال: قل والله والله والله ان هذا الذي تدّعيه لك قبلي.
ففعل الرجل وقام, فاختلفت رجلاه وسقط ميّتا.
فقيل للحسين في ذلك فقال:
كرهت أن يمجّد الله فيحلم عنه!
.................................................. ..........................