الصوفية الدين الرسمي لطغاة الحكم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية > أخبار عربية و متفرقات دولية

أخبار عربية و متفرقات دولية يخص مختلف الأخبار العربية و العالمية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الصوفية الدين الرسمي لطغاة الحكم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-04-23, 17:33   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بوعلام العاصمي
محظور
 
إحصائية العضو










B18 الصوفية الدين الرسمي لطغاة الحكم

الصُّوفِيَّةُ الدينُ الرَّسمي لِطُغَاةِ الحُكْمِ


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده، والصَّلاةُ والسلامُ على من لا نبيَّ بعده، وبعد.
لو تأملنا واقع طغاة الحكم المعاصرين .. العربية منها والعجمية .. لوجدنا أن الدين المرتضى لديهم، والمخدوم من قبلهم .. الذي يُروَّج له عبر مؤسساتهم ووسائل إعلامهم .. هي الصوفيَّة .. والتصوف .. فمن لم يأتِ معهم ـ من الشعوب ـ عن طريق الفسوق والمجون والتحلل، والفساد .. واستعصى عليهم تخديره من خلال هذا الطريق .. أتوا به عن طريق التصوف .. والصوفية .. فمن يختار ـ من الناس ـ الفسوق والفساد .. فالأبواب متاحة له .. وحرياته حينئذٍ محفوظة، ومُصَانة، ومُقدَّسة .. ومن أراد منهم التدين .. وأن يسير في طريق التدين .. فدين الصوفية .. جاهز .. وبابه مُشْرَعٌ لمن شاء الولوج منه .. والعكوف عليه .. فله الحرية التامة في أن يتعبد ويتدين عن طريق التصوف والصوفية لا غير؛ ذلك الدين المرتضى والمصطفى لدى طغاة الحكم، وذلك لأسباب عدة:
منها: أن الصوفية ـ بلسان الحال والمقال، وكما هو واقعها المعايش والمشاهَد ـ تفصل الدين عن الدولة والسياسة، وواقع الحياة .. فالسياسة .. وواقع الناس ومعاناتهم ومشاكلهم الخاصة والعامة في واد .. والصوفية في وادٍ آخر .. ولمن شاء أن يدخل في الصوفية .. ويسير في طريق التصوف عليه أن يتنبه لهذا الأمر .. وأن يتفرغ لحلقات الرقص، والغناء، والطرب .. والدوران والدوخان .. التي يسمونها زوراً بحلقات الذِّكر والتربية .. وأن ينأى بنفسه واهتماماته عن هموم ومشاكل، وقضايا الأمة .. وهذا مما يُثلج قلوب طغاة الحكم .. ويجعلهم في مأمن من نقمة الناس.
فالصوفية من هذا الوجه تقوم بدور المخدِّر الفعَّال للناس الذي يمنعهم من رؤية ومعايشة واقعهم على حقيقته .. فالأمة تُذبَح من الوريد إلى الوريد .. وتُنتهك حرماتها على يد أعدائها .. بينما هم يلهون ويعبثون في حلقات الرقص والغناء، والطرب .. والأهأهات .. ثم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً .. فأي نتيجة أرضى لطغاة الحكم من هذه النتيجة؟!
ومنها: أن الصُّوفيَّة من خلال منهجها الذي يقوم على الخرق، والكشف .. والذوق .. ونبذ الورَق .. والعلم المسطور في الكتاب والسنَّة .. فإنها تعمل على تجهيل الناس بحقيقة الإسلام .. وبأهداف .. ومبادئ الإسلام .. والتي منها الكفر بالطاغوت والإيمان بالله .. ومجاهدة الطغاة الآثمين .. وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .. وهذا لا شك أنه يُفرح طغاة الحكم، ويُثلج قلوبهم .. ويجعلهم في مأمنٍ ومنأى من نقمة الشعوب .. التي لو فقهت الإسلام حقاً وصدقاً، وكما أنزله الله تعالى على سيد الخلق محمد r .. لكان لهم مع هؤلاء الطغاة شأن آخر.
الإسلام الذي يحض على مجاهدة الطغاة الظالمين .. والإنكار عليهم .. والأخذ على أيديهم .. والأطر بهم إلى الحق ـ كما دلت على ذلك عشرات النصوص من الكتاب والسنة ـ لا يُرضي طغاة الحكم .. وهو دين يُخيفهم ويُقلقهم .. ويحذرون منه ومن انتهاجه .. وهم بحاجة ماسَّة إلى صرف الناس عن فهم الإسلام على حقيقته هذه، وبهذا المعنى المشار إليه أعلاه .. والصوفيَّة هي الطائفة التي تضمن وتحقق لهم هذه الخدمة العظيمة.
فالطغاة ـ لكي تسلم لهم عروشهم وأنظمتهم الفاسدة ـ يريدون إسلاماً مفرَّغاً من عقيدة الجهاد .. والصدع بالحق .. وعقيدة الولاء والبراء .. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وفقه الواقع .. والصوفية هي التي تحقق لهم هذا المطلب الخبيث.
ومنها: أن الصوفية تقوم على تربية الناس على تقديس شيوخهم .. وعلى عقد الولاء والبراء في شيوخهم .. فالمريد لا يمكن أن يصل إلى الله إلا عن طريق شيخه .. وطاعة شيخه .. وبالتالي فعليه أن يكون بين يدي شيخه كما يكون المولود لحظة ولادته بين يدي مولدته .. وعلى مبدأ لا تعترض فتنطرد .. فشيوخ الصوفية بالنسبة لمريديهم وأتباعهم أحبار اتخذوا أرباباً من دون الله، كما قال تعالى:)اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ (التوبة:31. وذلك بطاعتهم في الحق والباطل سواء، وكل ما يصدر عنهم.
وهذه نتيجة مرضية جداً لطغاة الحكم؛ وذلك أنهم عندما يضمنون أن يكون الشيخ الصوفي بصفهم وإلى جانبهم .. هذا معناه أن جميع أتباع ومريدي هذا الشيخ هم في صف طغاة الحكم وإلى جانبهم .. وبالتالي كلما توسعت قاعدة وشعبية الشيخ كلما كانوا في مأمنٍ من نقمة الناس عليهم؛ لعلمهم أنهم لا يمكن أن يعصوا الشيخ فيما يأمرهم به.
وإني لأعرف بعض الأنظمة الطاغية الحاكمة .. إذا أرادوا أن يعتقلوا جمعاً من شباب الإسلام .. ميزوا بين من ينتمي إلى شيخ صوفي، وبين غيره .. فمن يثبت لديهم أنه ينتمي إلى شيخ من شيوخ الصوفية .. والشيخ يوثق لهم ذلك، كانوا سرعان ما يُطلِقون سراحه.
ومنها: أن دين الصوفية يقوم على الخرق، والذوق، والكشف، والبدع، والإحداث في الدين ما لم يأذن به الله .. ودين هكذا وصفه يسر الطغاة .. إذ من السهولة أن يستخرجوا منه التزكيات .. والأعذار والمبررات.
فالشيخ يكفي لإقناع مريديه أن يقول لهم: قد هاتفني النبي r .. أو حدثني قلبي عن ربي .. أن أطع ومن معك من التلاميذ والمريدين .. هذا الطاغية أو ذاك .. فهذا كافٍ كدليل على الإقناع .. والتلاميذ لا يمكن أن يجرأوا أن يسألوا شيخهم عن دليل أكثر من ذلك.
ومنها: قد علم الطغاة حاجة الناس إلى الدين .. وأنه لا بد لهم من دين يتدينون ويتعبدون به .. وهم إذا لم يتدينوا بدين الباطل فسوف يتدينون بدين الحق، وبالتالي يحصل لهم ما هم يخشونه ويفرون منه .. لذا فإن المرء الذي يعيش درويشاً صوفياً في زاوية من زوايا الصوفية .. منقطعاً عن قضايا الأمة وواقعها .. أقل عليهم ضرراً من أن يعيش مجاهداً، وموحداً .. وحراً كريماً .. فهم ينظرون إلى الصوفية على أنها الخيار الضروري الذي لا بد منه للناس .. والأقل عليهم ضرراً من التوجهات والمناهج الأخرى .. وبخاصّة منها المناهج التي تكون أقرب إلى منهج اتباع الكتاب والسنة، على فهم السلف الصالح.
ومنها: أن الصوفيّة بالنسبة لطغاة الحكم تُعتبر الجبهة الداخلية التي يُشغلون بها أهل السنة والتوحيد، والجهاد عن مقارعتهم والانشغال بهم .. وبأنظمتهم الفاسدة .. فمن أهداف الطغاة أن يزرعوا في جسد الصف الإسلامي بعض التورمات والأمراض .. التي يُشغلون بها الجسد العام الكلي عن أداء وظائفه ومهامه الأساسية التي ينبغي أن يتفرغ لها .. فالصوفية ـ من هذا الوجه ـ تحقق للطغاة مطلباً هاماً لا يُستهان به.
فإن قيل: ولكن هي طريقة إلى الزهد، والذكر، وتهذيب النفس .. والمسلم بحاجة إلى ذلك؟
أجيب عن هذا التساؤل والاعتراض من وجهين:
أحدهما: أن الزهد، والذكر، وتهذيب النفس، والتربية الروحية .. كل ذلك يُؤخذ على طريقة ومنهج المتابعة للسنة، وما كان عليه النبي r وصحبه .. وليس عن طريق الابتداع والإحداث في الدين .. والرقص والغناء .. والقفز .. والأهأهات التي ما أنزل الله بها من سلطان .. كما قال تعالى:)قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (آل عمران:31. وقال تعالى:)لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (الأحزاب:21. وقال تعالى:)وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً (النساء:115. وقال تعالى:)وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (الحشر:7. وقال تعالى:)فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (النور:63.
قال الإمام أحمد: نظرت في المصحف فوجدت طاعة الرسول في ثلاثة وثلاثين موضعاً، ثم جعل يتلو:) فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ( وجعل يكررها، ويقول: وما الفتنة؟ الشرك؛ لعله إذا ردَّ بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيزيغ قلبه فيهلكه.
وقيل له إن قوماً يدعون الحديث، ويذهبون إلى رأي سفيان! فقال: أعجبُ لقومٍ سمعوا الحديث وعرفوا الإسنادَ وصِحتَه يدعونه ويذهبون إلى رأي سفيان وغيره! قال الله تعالى:) فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ( وتدري ما الفتنة؟ الكفر! قال الله تعالى:) وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ (. فيدعون الحديث عن رسول الله r، وتغلبهم أهواؤهم إلى الرأي؟! ا-هـ[<!--[if !supportFootnotes]-->[1]<!--[endif]-->].
وفي الحديث فقد صح عن النبي r أنه قال:" خذوا مناسككم عني ". وقال r:" صلوا كما رأيتموني أصلي ".
وقال r:" من أحدث في أمرنا ما ليس فيه فهو ردٌّ ". وقال r:" من صنع أمراً على غير أمرنا فهو رد ". وقال r:" كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ". وقال r:" من رغب عن سنتي فليس مني ". وغيرها كثير من النصوص التي تحض على الاتباع، وتحذر من مغبة ومخاطر الابتداع.
ثانياً: لا يمكن تحت ذريعة الذكر، وتهذيب النفس .. أن نقبل بالصوفية على ما تندرج عليه من مخالفات ومزالق شرعية خطيرة، قد تقدم ذكر بعضها .. ومنها ممارسة الشرك، كالاستغاثة بالقبور والأموات .. وتقديس وعبادة شيوخهم الأحياء منهم والأموات .. والغلاة منهم يرون عقيدة الحلول ووحدة الوجود .. وأن الله تعالى والشيخ شيء واحد .. وفي جبة واحدة، كما يقول بعضهم:" ما في الجبة إلا الله " .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .. وقاتلهم الله أنَّ يُؤفَكون.
عندما تكون الصوفية غطاء لكل هذا الشر .. فلم يعد من الممكن أن تُستساغ أو تقبل ـ حتى ككلمة ومصطلح ـ بحجة الذكر، والتربية الروحية .. فكم من كلمة حق أريد بها باطل .. وكانت غطاء لباطل.



عبد المنعم مصطفى حليمة

الصُّوفِيَّةُ الدينُ الرَّسمي لِطُغَاةِ الحُكْمِ



بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله وحده، والصَّلاةُ والسلامُ على من لا نبيَّ بعده، وبعد.

لو تأملنا واقع طغاة الحكم المعاصرين .. العربية منها والعجمية .. لوجدنا أن الدين المرتضى لديهم، والمخدوم من قبلهم .. الذي يُروَّج له عبر مؤسساتهم ووسائل إعلامهم .. هي الصوفيَّة .. والتصوف .. فمن لم يأتِ معهم ـ من الشعوب ـ عن طريق الفسوق والمجون والتحلل، والفساد .. واستعصى عليهم تخديره من خلال هذا الطريق .. أتوا به عن طريق التصوف .. والصوفية .. فمن يختار ـ من الناس ـ الفسوق والفساد .. فالأبواب متاحة له .. وحرياته حينئذٍ محفوظة، ومُصَانة، ومُقدَّسة .. ومن أراد منهم التدين .. وأن يسير في طريق التدين .. فدين الصوفية .. جاهز .. وبابه مُشْرَعٌ لمن شاء الولوج منه .. والعكوف عليه .. فله الحرية التامة في أن يتعبد ويتدين عن طريق التصوف والصوفية لا غير؛ ذلك الدين المرتضى والمصطفى لدى طغاة الحكم، وذلك لأسباب عدة:
منها: أن الصوفية ـ بلسان الحال والمقال، وكما هو واقعها المعايش والمشاهَد ـ تفصل الدين عن الدولة والسياسة، وواقع الحياة .. فالسياسة .. وواقع الناس ومعاناتهم ومشاكلهم الخاصة والعامة في واد .. والصوفية في وادٍ آخر .. ولمن شاء أن يدخل في الصوفية .. ويسير في طريق التصوف عليه أن يتنبه لهذا الأمر .. وأن يتفرغ لحلقات الرقص، والغناء، والطرب .. والدوران والدوخان .. التي يسمونها زوراً بحلقات الذِّكر والتربية .. وأن ينأى بنفسه واهتماماته عن هموم ومشاكل، وقضايا الأمة .. وهذا مما يُثلج قلوب طغاة الحكم .. ويجعلهم في مأمن من نقمة الناس.
فالصوفية من هذا الوجه تقوم بدور المخدِّر الفعَّال للناس الذي يمنعهم من رؤية ومعايشة واقعهم على حقيقته .. فالأمة تُذبَح من الوريد إلى الوريد .. وتُنتهك حرماتها على يد أعدائها .. بينما هم يلهون ويعبثون في حلقات الرقص والغناء، والطرب .. والأهأهات .. ثم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً .. فأي نتيجة أرضى لطغاة الحكم من هذه النتيجة؟!
ومنها: أن الصُّوفيَّة من خلال منهجها الذي يقوم على الخرق، والكشف .. والذوق .. ونبذ الورَق .. والعلم المسطور في الكتاب والسنَّة .. فإنها تعمل على تجهيل الناس بحقيقة الإسلام .. وبأهداف .. ومبادئ الإسلام .. والتي منها الكفر بالطاغوت والإيمان بالله .. ومجاهدة الطغاة الآثمين .. وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .. وهذا لا شك أنه يُفرح طغاة الحكم، ويُثلج قلوبهم .. ويجعلهم في مأمنٍ ومنأى من نقمة الشعوب .. التي لو فقهت الإسلام حقاً وصدقاً، وكما أنزله الله تعالى على سيد الخلق محمد r .. لكان لهم مع هؤلاء الطغاة شأن آخر.
الإسلام الذي يحض على مجاهدة الطغاة الظالمين .. والإنكار عليهم .. والأخذ على أيديهم .. والأطر بهم إلى الحق ـ كما دلت على ذلك عشرات النصوص من الكتاب والسنة ـ لا يُرضي طغاة الحكم .. وهو دين يُخيفهم ويُقلقهم .. ويحذرون منه ومن انتهاجه .. وهم بحاجة ماسَّة إلى صرف الناس عن فهم الإسلام على حقيقته هذه، وبهذا المعنى المشار إليه أعلاه .. والصوفيَّة هي الطائفة التي تضمن وتحقق لهم هذه الخدمة العظيمة.
فالطغاة ـ لكي تسلم لهم عروشهم وأنظمتهم الفاسدة ـ يريدون إسلاماً مفرَّغاً من عقيدة الجهاد .. والصدع بالحق .. وعقيدة الولاء والبراء .. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وفقه الواقع .. والصوفية هي التي تحقق لهم هذا المطلب الخبيث.
ومنها: أن الصوفية تقوم على تربية الناس على تقديس شيوخهم .. وعلى عقد الولاء والبراء في شيوخهم .. فالمريد لا يمكن أن يصل إلى الله إلا عن طريق شيخه .. وطاعة شيخه .. وبالتالي فعليه أن يكون بين يدي شيخه كما يكون المولود لحظة ولادته بين يدي مولدته .. وعلى مبدأ لا تعترض فتنطرد .. فشيوخ الصوفية بالنسبة لمريديهم وأتباعهم أحبار اتخذوا أرباباً من دون الله، كما قال تعالى:)اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ (التوبة:31. وذلك بطاعتهم في الحق والباطل سواء، وكل ما يصدر عنهم.
وهذه نتيجة مرضية جداً لطغاة الحكم؛ وذلك أنهم عندما يضمنون أن يكون الشيخ الصوفي بصفهم وإلى جانبهم .. هذا معناه أن جميع أتباع ومريدي هذا الشيخ هم في صف طغاة الحكم وإلى جانبهم .. وبالتالي كلما توسعت قاعدة وشعبية الشيخ كلما كانوا في مأمنٍ من نقمة الناس عليهم؛ لعلمهم أنهم لا يمكن أن يعصوا الشيخ فيما يأمرهم به.
وإني لأعرف بعض الأنظمة الطاغية الحاكمة .. إذا أرادوا أن يعتقلوا جمعاً من شباب الإسلام .. ميزوا بين من ينتمي إلى شيخ صوفي، وبين غيره .. فمن يثبت لديهم أنه ينتمي إلى شيخ من شيوخ الصوفية .. والشيخ يوثق لهم ذلك، كانوا سرعان ما يُطلِقون سراحه.
ومنها: أن دين الصوفية يقوم على الخرق، والذوق، والكشف، والبدع، والإحداث في الدين ما لم يأذن به الله .. ودين هكذا وصفه يسر الطغاة .. إذ من السهولة أن يستخرجوا منه التزكيات .. والأعذار والمبررات.
فالشيخ يكفي لإقناع مريديه أن يقول لهم: قد هاتفني النبي r .. أو حدثني قلبي عن ربي .. أن أطع ومن معك من التلاميذ والمريدين .. هذا الطاغية أو ذاك .. فهذا كافٍ كدليل على الإقناع .. والتلاميذ لا يمكن أن يجرأوا أن يسألوا شيخهم عن دليل أكثر من ذلك.
ومنها: قد علم الطغاة حاجة الناس إلى الدين .. وأنه لا بد لهم من دين يتدينون ويتعبدون به .. وهم إذا لم يتدينوا بدين الباطل فسوف يتدينون بدين الحق، وبالتالي يحصل لهم ما هم يخشونه ويفرون منه .. لذا فإن المرء الذي يعيش درويشاً صوفياً في زاوية من زوايا الصوفية .. منقطعاً عن قضايا الأمة وواقعها .. أقل عليهم ضرراً من أن يعيش مجاهداً، وموحداً .. وحراً كريماً .. فهم ينظرون إلى الصوفية على أنها الخيار الضروري الذي لا بد منه للناس .. والأقل عليهم ضرراً من التوجهات والمناهج الأخرى .. وبخاصّة منها المناهج التي تكون أقرب إلى منهج اتباع الكتاب والسنة، على فهم السلف الصالح.
ومنها: أن الصوفيّة بالنسبة لطغاة الحكم تُعتبر الجبهة الداخلية التي يُشغلون بها أهل السنة والتوحيد، والجهاد عن مقارعتهم والانشغال بهم .. وبأنظمتهم الفاسدة .. فمن أهداف الطغاة أن يزرعوا في جسد الصف الإسلامي بعض التورمات والأمراض .. التي يُشغلون بها الجسد العام الكلي عن أداء وظائفه ومهامه الأساسية التي ينبغي أن يتفرغ لها .. فالصوفية ـ من هذا الوجه ـ تحقق للطغاة مطلباً هاماً لا يُستهان به.
فإن قيل: ولكن هي طريقة إلى الزهد، والذكر، وتهذيب النفس .. والمسلم بحاجة إلى ذلك؟
أجيب عن هذا التساؤل والاعتراض من وجهين:
أحدهما: أن الزهد، والذكر، وتهذيب النفس، والتربية الروحية .. كل ذلك يُؤخذ على طريقة ومنهج المتابعة للسنة، وما كان عليه النبي r وصحبه .. وليس عن طريق الابتداع والإحداث في الدين .. والرقص والغناء .. والقفز .. والأهأهات التي ما أنزل الله بها من سلطان .. كما قال تعالى:)قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (آل عمران:31. وقال تعالى:)لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (الأحزاب:21. وقال تعالى:)وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً (النساء:115. وقال تعالى:)وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (الحشر:7. وقال تعالى:)فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (النور:63.
قال الإمام أحمد: نظرت في المصحف فوجدت طاعة الرسول في ثلاثة وثلاثين موضعاً، ثم جعل يتلو:) فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ( وجعل يكررها، ويقول: وما الفتنة؟ الشرك؛ لعله إذا ردَّ بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيزيغ قلبه فيهلكه.
وقيل له إن قوماً يدعون الحديث، ويذهبون إلى رأي سفيان! فقال: أعجبُ لقومٍ سمعوا الحديث وعرفوا الإسنادَ وصِحتَه يدعونه ويذهبون إلى رأي سفيان وغيره! قال الله تعالى:) فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ( وتدري ما الفتنة؟ الكفر! قال الله تعالى:) وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ (. فيدعون الحديث عن رسول الله r، وتغلبهم أهواؤهم إلى الرأي؟! ا-هـ[<!--[if !supportFootnotes]-->[1]<!--[endif]-->].
وفي الحديث فقد صح عن النبي r أنه قال:" خذوا مناسككم عني ". وقال r:" صلوا كما رأيتموني أصلي ".
وقال r:" من أحدث في أمرنا ما ليس فيه فهو ردٌّ ". وقال r:" من صنع أمراً على غير أمرنا فهو رد ". وقال r:" كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ". وقال r:" من رغب عن سنتي فليس مني ". وغيرها كثير من النصوص التي تحض على الاتباع، وتحذر من مغبة ومخاطر الابتداع.
ثانياً: لا يمكن تحت ذريعة الذكر، وتهذيب النفس .. أن نقبل بالصوفية على ما تندرج عليه من مخالفات ومزالق شرعية خطيرة، قد تقدم ذكر بعضها .. ومنها ممارسة الشرك، كالاستغاثة بالقبور والأموات .. وتقديس وعبادة شيوخهم الأحياء منهم والأموات .. والغلاة منهم يرون عقيدة الحلول ووحدة الوجود .. وأن الله تعالى والشيخ شيء واحد .. وفي جبة واحدة، كما يقول بعضهم:" ما في الجبة إلا الله " .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .. وقاتلهم الله أنَّ يُؤفَكون.
عندما تكون الصوفية غطاء لكل هذا الشر .. فلم يعد من الممكن أن تُستساغ أو تقبل ـ حتى ككلمة ومصطلح ـ بحجة الذكر، والتربية الروحية .. فكم من كلمة حق أريد بها باطل .. وكانت غطاء لباطل.



عبد المنعم مصطفى حليمة



















 


آخر تعديل بوعلام العاصمي 2010-04-23 في 17:36.
رد مع اقتباس
قديم 2010-04-23, 19:02   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الرويسي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخ بوعلام

اثارني الموضوع من باب ربط الصوفية وطغاة الحكم فاردت ان اشارك ببعض الاسطر

ما اثارني لماذا تخصيص هذه الفرقة بالذات ، وانت ترى احداث الامة وما تعانيه خاصة في الاونة الاخيرة

فاين الفرق الاخرى التي تدعي اتباع السنة النبوية والسلف الصالح من قضايا المسلمين

للاسف تجدها موجهة من طرف حكام زنادقة والوا الغرب والصهاينة ضد اخوانهم المسلمين المستضعفين

ومن اجل ماذا ؟ من اجل شيء زائل

قد يكون بيتا جميلا وراتبا كبيرا

وتناسوا ان الله سبحانه وتعالى يبدا بهم يوم القيامة الحساب

نتمنى اخي بوعلام ان يرزق هذه الامة رجالا مخلصين لا يخافون في الله لومة لائم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته









رد مع اقتباس
قديم 2010-04-24, 11:41   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
بوعلام العاصمي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

سلام عليكم بارك الله فيك اخي الرويسي على مداخلتك الطيبه
اخي اعدك اني لن اترك شيئا الا وبعون الله سؤبينه
بداتها بالصوفيه ولن اترك احدا بادن الله
ولكن ما جعلني اعمل موضوعي الاول عن هؤلاء الصوفيه يا اخي الرويسي هو ما نشاهده في قنواتنا الجزائريه
دعوات صريحه ولا غبار عليها لنشر التصوف في بلادنا
شكرا لك اخي مرة اخرى










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-24, 16:05   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سلام الجزائري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

لاينكر أحد مالصوفية من شرك وكفر وعبادة غير الله من الأضرحة والأقطاب والأغواث قد فاقت به المشركين الأوائل ,ولكن ليس من منهج الأسلام الصافي الكلام في الحكام على المنابر وتهييج الغوغاء وعامة الناس حتى يصيروا لعبة في أيدي أعداء الأمة من الإرهابيين والعلمانيين ....,بل الدعاء لهم بالتوفيق والسداد والهداية فإن في صلاحهم خير للأمة ,ورحم الله من قال لوكانت لي دعوة مستجابة لجعلتها للإمام










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-25, 11:56   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
بوعلام العاصمي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

سلام عليكم
شكرا اخي سلام الجزائري على كلامك
اخي ليس الموضوع تهييج ولا تحريض ولكنه توضيح وتبيان وكلمة حق
ولست ضد الدعاء لاي مسلم بالهدايه او بالمغفرة ولا ضد الدعاء للحكام بالهدايه وباتباع الطريق الصحيح
وشكرا










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-25, 12:49   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ghezal mohamed
بائع مسجل (ج)
 
الصورة الرمزية ghezal mohamed
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشـكوووووووووووووور










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-25, 12:53   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
lolati
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية lolati
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المشكل الذي يؤرق انظمة الحكم في الدول العربية هو التيار الاسلامي بكل طوائفه
فهم يدركون انه لا يخدم مصالحهم ويحارب الفساد الذي يتخذونه منهجا في تسيير شؤون الدولة
لهذا كان لزاما عليهم ان يختاروا طائفة دينية تخدم مصلحتهم فيعتمدون فتاويها او عقائدها وسيلة للرد او مهاجمة التيارات الاخرى التي تنافي مقاصدهم تماما مثل النظام المصري فهو من نشأ الصوفية وفتح لها مؤسسات وطورها ليثبت شرعيته ويقول للعالم الاسلامي ها انا اعتمد الدين في السياسة هذا من جهة ومن جهة اخرى ليمارس ضغط على التيار الاخر الذي يعارض النظام وهي جماعة الاخوان المسلمين " هذا فقط مثال ولك ان تقيس ذلك في مختلف دول العالم العربي والاسلامي
وشكرا لك على الموضوع دمت متميزا










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-26, 10:27   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
بوعلام العاصمي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

سلام عليكم
اخي الرويسي ويا اخي سلام الجزائري ارجعوا الى كتب التاريخ وانظرا ماكان يفعله شيوخ الصوفيه في الجزائر ابان الاحتلال الفرنسي ووقوفهم بشكل مباشر وغير مباشر مع المحتل الفرنسي لكي يسهل عليكم فهم موضوعي










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-26, 11:27   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أفنان سارة
مراقب سابق
 
الصورة الرمزية أفنان سارة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم أهد هذه الامة إلى سواء السبيل...










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-28, 15:17   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
الرويسي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوعلام العاصمي مشاهدة المشاركة
سلام عليكم
اخي الرويسي ويا اخي سلام الجزائري ارجعوا الى كتب التاريخ وانظرا ماكان يفعله شيوخ الصوفيه في الجزائر ابان الاحتلال الفرنسي ووقوفهم بشكل مباشر وغير مباشر مع المحتل الفرنسي لكي يسهل عليكم فهم موضوعي
اخي بوعلام ...
مداخلتي الاولى لا تعني الدفاع عن الصوفية ، لكن تساءلت لماذا تخصيص هذه الطائفة ان صح القول .
فانك تجد مثلا لا الحصر الاخوان المسلمين مجاهدين ومرابطين في سبيل الله كما تلاحظ في فلسطين ، وتجد نفس الطائفة مع الحاكم الظالم في اقطار اخرى ومشاركة له حتى النخاع .
تجد الطائفة السلفية التي تتخذ من الجبال سكنا ومستقرا لها للجهاد ضد الانظمة والغرب بصفة عامة وهي قناعتها بالطبع ، وتجد نفس الطائفة والتي تسمى السلفية متواطئة مع الحاكم وسمحت وشرعت بالسماح في الارض وتدنيسها من طرف عدو الامة كما تلاحظ في السعودية ومصر.
تجد مثلا الطائفة الشيعية تتسيد وتناصر المقاومة العربية والاسلامية في لبنان وفلسطين ، وتجد نفس الطائفة تتخاذل وتتعاون مع المستعمر في العراق.
ما اردت توصيله ان التخصيص في هذه القضية هو اجحاف ،لانك تجد الصالح والطالح في نفس الفرقة والطائفة والله المستعان
السلام عليكم ورحمة الله









رد مع اقتباس
قديم 2010-04-28, 20:11   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
عماري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية عماري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخى بوعلام و الله العظيم
اننى لست من العارفين فى امور الدين و لكن القظية هى اننا نرى ان هذه الفرقة لها وزن كبير فى المغرب و نرى ان كل اهل المغرب
من تونس الى المغرب هم اتباع هذه الفرقة
و هذه هى الحقيقة مع الاسف * اخى بوعلام *
ظهرت الصوفية كما يقول العلماء المحققون في أواخر المائة الثانية أوأوائل المائة الثالثة بالبصرة.

وينتسب الصوفي إلى لبس الصوف، وليس إلى الصفاء، ولا إلى أهل الصُّـفَّة، ولا إلى الصف الأول، ولا إلى غير ذلك من الدعاوي، لأن كل هذا تأباه اللغة ويكذبه التاريخ.

لقد لبس رسولنا الكريم القطن والصوف وغيرهما، ونهى عن لباس الشهرة، الذي يتمثل في لبس الصوف، أوالمرقع، أوالتميز باللون الأسود أوالأخضر، لأن ذلك أصبح شعاراً للرافضة والطرقية.

ولباس الشهرة وهو الرفيع جداً، أوالوضيع جداً، أوالمخالف لما تعارف عليه الناس، حكمه في أرجح قولي العلماء الحرمة، فليهنأ لابسه بمخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.

فالصوفية إذاً من العقائد المحدثة، وهي مأخوذة من الفكر الرافضي الشيعي، الذي مصدره اليهودية الحديثة، والفلسفات والديانات القديمة.

فى راى انا عبد الله الظعيف هذه فرقة ظالة و الله اعلم
موظوع جميل و قيم تحياتى
لم يرد لفظ "صوفي" أو"صوفية" لا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في أثر للصحابة










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-29, 11:39   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
بوعلام العاصمي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

سلام عليكم بارك الله فيكما اخي الرويسي واخي العماري على تعليقكما
اعدروني اخوتي هده الايام لضيق الوقت لكن عن قريب بادن الله تعالى ساتعمق اكثر في موضوعي واجيب على كلامكما الرائع
وشكرا










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-01, 12:58   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
بوعلام العاصمي
محظور
 
إحصائية العضو










B18 الصوفيه الدين الرسمي لطغاة الحكم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوعلام العاصمي مشاهدة المشاركة
سلام عليكم بارك الله فيكما اخي الرويسي واخي العماري على تعليقكما
اعدروني اخوتي هده الايام لضيق الوقت لكن عن قريب بادن الله تعالى ساتعمق اكثر في موضوعي واجيب على كلامكما الرائع
وشكرا

السلام عليكم اخوتي بحول الله ساكتب اليوم بعض ما يبين حقيقة التصوف


ما حقيقة الصوفية؟

متى ظهرت الصوفية؟ وإلى أي شيء ينتسب الصوفي؟
مم يتكون الفكر الصوفي أوالعقيدة الصوفية؟ وماهي مصادره؟
مصادر التلقي عند الصوفية
هل هناك علاقة بين التقلل من الدنيا، والزهد، والإكثار من ذكر الله، وبين الصوفية؟
هل هناك صوفية معتدلة وأخرى منحرفة؟
هل يجوز لأحد أن ينتسب إلى طريقة صوفية؟
الأسباب الشرعية التي تحرم الانتساب إلى الطرق الصوفية
الخلاصة

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وشرفنا بالانتساب إلى ملة خير الأنام وخاتم الرسل العظام الكرام، وسمانا بالمسلمين، فأغنانا عن تسمية غيره من الأنام، وصلى الله وسلم على رسوله ما تعاقب الملوان، وعلى أصحابه وأزواجه والتابعين لهم بإحسان.
وبعد..
من اقوى وسائل التضليل والتدليس والتلبيس على الناس المصطلحات المغلوطة، والشعارات الفارغة المبثوثة، والتعتيم على ذلك.
شاع بين الناس قديماً وحديثاً أنه لا مشاحة في الأسماء والألفاظ والمصطلحات، وإنما العبرة بالمضمون، لكن هذا الأمر ليس على عمومه، إذ هناك مصطلحات ومسميات لها ظلال واضحات، ومخالفات بينات، وعليها محاذير خطرات.
من تلك المصطلحات والتسميات التي تحمل تلك السمات والظلال مصطلح "الصوفية"، إذ يظنه البعض مرادفاً للإسلام، وموافقاً لشريعة ولد عدنان، بل يعتقد فريق من الناس أنه أعلى درجة من الإسلام، وأرفع منزلة منه، يَحْدُث هذا بسبب الجهل بحقيقة الإسلام والصوفية معاً من ناحية، ولسكوت جل العلماء عن بيان الفروق الكبيرة والمخـالفات الخطيرة بين الإسـلام والصوفية، إما خـوفاً وطمعاً، أورغباً ورهبـاً، ولله در الإمام أحمد بن حنبل حين قال: "إذا سكت الجاهل لجهله، وأمسك العالم تقية، فمتى تقوم لله حجة؟".
لقد أمر الإسلام بالتناصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، ورفع الحرج عن هذه الأمة، حيث قال مشرعها: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وليس وراء ذلك مثقال حبة من خردل من إيمان".
وليت الساكت عن البيان – وهو شيطان أخرس – سكت عن المجاهرين بالحق، ورضي بأضعف الإيمان بدلاً من النفاق.
من المحزن أن يقدِّم أرسطو – وهو كافر – الحقَّ على موافقة أستاذه أفلاطون، ويستنكف البعض عن إقرار القائلين بالحق أوحتى السكوت عنهم.
من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون أن الأرض لا تخلو من قائم لله بحجة قط، وأن الله عصم هذه الأمة أن تجتمع على ضلالة أوتتفق على بطالة، بل جعل طائفة منها لا تزال على الحق ظاهرة عالية لا يضرها من خذلها ولا من عاداها حتى تقوم الساعة، كما أخبر الصادق المصدوق.
فما حقيقة الصوفية؟ ومتى ظهرت هذه البدعة في البرية؟ وما هي أخطر عقائدها ومخالفاتها دعك عن موافقتها أوتميزها عن المحجة البيضاء والحنيفية السمحة، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية؟
هذا ما نود الإشارة إليه في إيجاز، نصحاً لله ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم، وتبرئة من المسؤولية، ولعلها تصادف آذاناً صاغية، وقلوباً واعية، ونفوساً زاكية.
دفعني لهذا البيان ما سمعته من أغنية للشيخ البرعي وأنا راكب حافلة، إذ لا فرق بين الأغاني والسماع الصوفي الملحن1 ، بل السماع الصوفي أخطر وأضر لما يحويه من الشركيات والغلو، جاء فيها أن محمداً صلى الله عليه وسلم "أساس الصوفية"، لأن هذا من الكذب المبين، والافتراء المهين، الذي يدرج قائله من جملة المكذبين على سيد المرسلين، وكذلك زعم البعض أن محمداً صلى الله عليه وسلم لبس الخرقة، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً، وأن علياً وجعفر رضي الله عنهما رقصا وتواجداً، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم تواجد.
أما نسبة أبي بكر وعمر وأبي ذر وغيرهم من الصحابة إلى الصوفية فهي أقذر وأخس من نسبة عمر إلى "الديكتاتورية"، وأبي ذر إلى الاشتراكية، سيُكتب قول هؤلاء ويسألون.
متى ظهرت الصوفية؟ وإلى أي شيء ينتسب الصوفي؟
ظهرت الصوفية كما يقول العلماء المحققون في أواخر المائة الثانية أوأوائل المائة الثالثة بالبصرة.
وينتسب الصوفي إلى لبس الصوف، وليس إلى الصفاء، ولا إلى أهل الصُّـفَّة، ولا إلى الصف الأول، ولا إلى غير ذلك من الدعاوي، لأن كل هذا تأباه اللغة ويكذبه التاريخ.
لقد لبس رسولنا الكريم القطن والصوف وغيرهما، ونهى عن لباس الشهرة، الذي يتمثل في لبس الصوف، أوالمرقع، أوالتميز باللون الأسود أوالأخضر، لأن ذلك أصبح شعاراً للرافضة والطرقية.
ولباس الشهرة وهو الرفيع جداً، أوالوضيع جداً، أوالمخالف لما تعارف عليه الناس، حكمه في أرجح قولي العلماء الحرمة، فليهنأ لابسه بمخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالصوفية إذاً من العقائد المحدثة، وهي مأخوذة من الفكر الرافضي الشيعي، الذي مصدره اليهودية الحديثة، والفلسفات والديانات القديمة.
لم يرد لفظ "صوفي" أو"صوفية" لا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في أثر للصحابة الكرام ولا الأئمة الأعلام المقتدى بهم.
مم يتكون الفكر الصوفي أوالعقيدة الصوفية؟ وماهي مصادره؟
يتكون الفكر الصوفي والعقيدة الصوفية من الآتي:
أ‌. عقائد كفرية، نحو:
  • <LI dir=rtl>عقيدة الاتحاد والحلول والفناء.
    <LI dir=rtl>جواز التوسل بالأنبياء والصالحين، الأحياء الغائبين والحاضرين منهم، والميتين.
    <LI dir=rtl>اتخاذ الوسائط.
    <LI dir=rtl>الغلو في الأنبياء والصالحين.
    <LI dir=rtl>ادعاء أن بعض المشايخ تسقط عنهم التكاليف الشرعية.
  • اعتقاد البعض أن درجة الولاية أعلى من درجة النبوة، يقول محي الدين بن عربي:
مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي
  • <LI dir=rtl>أن الرسول صلى الله عليه وسلم يُرى يقظة بعد وفاته، ويحضر الحوليات والموالد.
    <LI dir=rtl>أن الرسول صلى الله عليه وسلم خُلق من نور، وأن الأنبياء من لدن آدم خلقوا من نور محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين.
    <LI dir=rtl>تقسيم العلم إلى علم شريعة وحقيقة، أوظاهر وباطن، وهو تقسيم لم ينزل الله به سلطاناً، ولا أثر عن أحد من الأعلام.
    <LI dir=rtl>أن الرسول صلى الله عليه وسلم حي في قبره كحياته قبل وفاته، وأنه يعلم الغيب.
  • أن الشيخ يحضر عن وفاة مريديه وفي القبر ويلقنهم الشهادتين:
هم حاضرين يا ليلى
مع الملكين يـا ليلى
و ملقنـين يـا ليلى
للكلمتـين يـا ليلى
إلى غير ذلك من العقائد الكفرية المخالفة للشريعة المحمدية، فهذه مجرد أمثلة، ويمكن الرجوع إلى مصادرهم "فصوص الحكم" و"الفتوحات المكية" لابن عربي، و"طبقات الشعراني"، و"طبقات ود ضيف الله"، وغيرها؛ ونحن نعلم أن ليس كل صوفي يعرف هذه العقائد أويدين بها، لكن جل المشايخ يعلمونها ويعتقدونها.
ب. السماع الصوفي
من المخالفات الواضحة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عند الصوفية السماع الصوفي، وهوعبارة عن قصائد مليئة بالشركيات والغلو في الرسول والمشايخ، وملحنة ومصحوبة بالآلات الموسيقية.
وهناك فرق بينها وبين إنشاد القصائد الزهدية الخالية من الشركيات والغلو والتلحين والآلات الموسيقية نحو الطبل "النوبة".
وحتى هذا فقد كرهه الإمامان الكبيران الشافعي وأحمد وغيرهما، فقال الشافعي وهو يتحدث عما خلفه ببغداد: "التغبير أحدثه بعض الزنادقة ليصدوا به الناس عن كتاب الله"، وكان الإمام أحمد ينهى أتباعه عن سماع ذلك عندما أحدثه الحارث المحاسبي.
ج. الأوراد والأذكار البدعية
كذلك من مخالفات الصوفية الأوراد والأذكار البدعية التي ألفها بعض المشايخ لأتباعهم، فما من طريقة إلا ولها أوراد خاصة بها تلزم بها أتباعها ومريديها، وفيما صح عن نبينا غنى وكفاية عما أحدثه المُحْدِثون قديماً وحديثاً، فمن لم يسعه ما وسع محمداً وصحبه والتابعين لهم بإحسان فلا وسَّع الله عليه.
مصادر التلقي عند الصوفية
ونعني بذلك مصادر هذه العقائد المنحرفة، والأذكار، والسماع الصوفي البدعي المحدث، يعتمد الصوفية في ذلك على الآتي:
1. الأحاديث الموضوعة والضعيفة جداً.
2. الرؤى، منامية أويقظة، لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولمشايخهم.
3. الهواتف الشيطانية.
4. الذوق.
5. الحكايات المكذوبة، وادعاء الكرامات المزعومة المنسوبة لبعض مشايخهم.
هل هناك علاقة بين التقلل من الدنيا، والزهد، والإكثار من ذكر الله، وبين الصوفية؟
من الخلط الواضح والتلبيس الفاضح نسبة الزهد في الدنيا، والتقلل من نعيمها ومباحاتها، وعدم الاشتغال بها، والإكثار من ذكر الله عز وجل بالاذكار المشروعة إلى الصوفية، وعدم إضافة ذلك إلى الإسلام، وهذا أكبر بهتان وأعظم افتراء، سواء كان خلطاً متعمداً مقصوداً أونتيجة جهل.
إذ رسولنا صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام كانوا أئمة الزهاد والمتوكلين، ومطلقين للدنيا وزخارفها الفانية، وكانوا أخشى عباد الله وأتقاهم.
فلماذا ينسب هذا إلى الصوفية زوراً وبهتاناً ويسحب من شريعة المنزل عليه القرآن؟ وهو القائل: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"، والقائل: "والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم"، وكان يمر الشهر والشهران والثلاثة ولا توقد في بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار لصنع طعام، وعندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتسألن يومئذ عن النعيم"، قال له أصحابه: عن أي نعيم نُسأل؟ إنما هما الأسودان التمر والماء، وسيوفنا على أكتافنا، والعدو أمامنا؛ قال: "لتسألن عن الأسودين"، والمراد سؤال تعداد النعم.
كل هذا نتج من اللبس المتعمد والتضليل المقصود لمرادفة الصوفية وهي من البدع المحدثة للحنيفية السمحة والمحجة البيضاء.
الذي ندين الله به ونلقاه عليه أن الإسلام بريء من الصوفية براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وأن الصوفية شرع جديد يشمل بعض ما جاء به الإسلام وكثير من النواقض والمبطلات له، هذا بجانب البدع المحدثات، والمخالفات الواضحات، فالمرء قد يكون فيه شيء من الإيمان وأشياء من الكفر، كيف لا وقد قال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: "إنك امرؤ فيك جاهلية"، فقط لقوله لأحد الصحابة: يا ابن السوداء.
أما من اعتقد أن الصوفية أفضل من الإسلام وأعلى منزلة ودرجة منه فليجدد إسلامه.
هل هناك صوفية معتدلة وأخرى منحرفة؟
لا شك أن الصوفية ليسوا كلهم سواء، وأنهم متفاوتون قديماً وحديثاً، وأنه من الظلـم نسبة الجنيـد والفضيل بن عياض وأضرابهما من العباد والزهاد والأئمة الأخيار وقرنهم تحت اسم واحد وهو الصوفية مع الحلاج، وابن عربي، وابن سبعين، وابن الفارض، وغيرهم.
فالأوائل من أئمة المسلمين وإن صدرت منهم بعض المخالفات، وإن نسبوا إلى الصوفية، والأواخر أقرب إلى الزندقة منهم إلى الإسلام، ولذلك من الظلم نسبة الأوائل إلى الصوفية وإن صدرت من بعض الأكابر، فالصوفية معتدلهم وغاليهم من أهل البدع وإن تفاوتوا في الدرجات.
ولا يرد على هذا ما أثر عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تقسيم الصوفية إلى ثلاث مراحل فهو وصف لحالهم، ولم يرد إقرار الأوائل منهم.
هل يجوز لأحد أن ينتسب إلى طريقة صوفية؟
لا يحل لأحد أن يرضى بغير الإسلام اسماً وبديلاً، خاصة المصطلحات التي لها ظلال، ولا نعني بذلك الانتساب إلى المذاهب السنية الأربعة، ولا الانتساب إلى أهل السنة والجماعة، لأنها لا ظلال لها كالانتساب إلى طريقة صوفية، أوإلى فرقة عقدية، أوحزب أوجماعة يخالف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام في الاعتقاد والتصور والسلوك.
ونحن لا نشك أن الداخل في بعض هذه الطرق قد يستفيد بترك بعض المعاصي وبتحسين سلوكه، لكن ما يفقده بانضمامه إلى تلك الطرق أضعاف أضعاف ما يكسبه منها، فدرء المفاسد مقدم على جلب المنافع.
ومن أخطر ما يصيب المنتمي لهذه الطرق فساد العقيدة والتعصب المقيت لها، وكونه يصبح إمعة، لأن من شروط الانتساب لهذه الطرق أن يكون مع الشيخ كالميت بين يدي مغسله، ويقولون له: لا تعترض فتطرد؛ ويا فوز المطرودين ويا ندامة الباقين على هذه الحال، حيث قرر رسولنا الكريم أن الطاعة لا تكون إلا في المعروف.
والطاعة في الإسلام للعلماء العاملين بعلمهم، ولولاة الأمر المؤتمرين بأمر العلماء، أما مشايخ الطرق وجلهم نالوا ذلك بالتوارث، ولا اهتمام لهم بالعلم، فلا تجب طاعتهم، ولا يحل لأحد أن يسألهم، حيث أمرنا بسؤال أهل الذكر وهم العلماء: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
هذا مع يقيننا بأهمية المشيخة والتتلمذ على المشايخ العلماء لنيل العلم الشرعي، فالعلم بالتعلم وليس بالتلقين كما يزعم الصوفية، ولا يرد على ذلك أن يبارك الله في فهم وعلم الإنسان: "واتقوا الله ويعلمكم الله"، وحاجة المرء إلى تزكية النفس والسمو بها لا تقل عن حاجته إلى العلم الشرعي، ولذلك قال ابن وهب: ما تعلمته من أدب مالك أضعاف ما تعلمته من علمه؛ ولذات السبب قال مالك وغيره: إن هذا العلم دين فانظروا ممن تأخذون دينكم.
أما بالنسبة للمشايخ الطرقية فهم لا يشتغلون بالعلم، وعمدتهم ما قاله الشبلي وغيره: إذا جاءوني بعلم الورق بذلت لهم علم الخِرَق!!
وقد طلق كثير ممن دخل في التصوف العلم الشرعي، منهم على سبيل المثال حمد النَّحلان، كما حكى ود ضيف الله عنه، فقد طلق الفقه ثلاثاً، وهذا أول رغبات الشيطان ومتطلباته من أوليائه حتى يلقي في عقولهم ما يشاء.
وكان بعض المشايخ السابقين عندهم شيء من الزهد والتقلل من الدنيا، أما الأحفاد والأبناء فقد زاحموا أهل الدنيا وبزوهم في ذلك، ورحم الله الشيخ العبيد ود بدر حين قال: "أنا وأحمد ولدي فقراء ومساكين، والبعدنا أمراء وسلاطين، والبعدهم عكليتة2 ود الأمين"، أوكما قال، وقد غشانا الزمن الذي تنبأ به الشيخ ود العبيد، فالواجب الفرار منهم كالفرار من الأسد.
الأسباب الشرعية التي تحرم الانتساب إلى الطرق الصوفية
الأسباب التي تنهى المسلم عن الانتساب إلى الطرق الصوفية خاصة، والمخالفة للإسلام من الأحزاب العلمانية وغيرها عامة ما يأتي:
1. المخالفات العقدية والبدع التي ذكرنا طرفاً منها.
2. عدم الاشتغال بالعلم الشرعي والاستعاضة عن ذلك بالحكايات المكذوبة والكرامات المختلقة.
3. الصوفية في العقيدة مرجئة، ولذلك فهم لا يشتغلون بـ:
  • الجهاد في سبيل الله، بل بعضهم كان عوناً ولا يزال للغزاة والمستعمرين في الجزائر وغيرها، وعندما غزى التتار بلاد الشام قال أحد الطرقية مطمئناً الناس ومثبطاً لهم عن الجهاد:
يا خائفين من التتار لوذوا بقبـر أبي عمر
لوذوا بقبر أبي عمر ينجيكـم من الخطـر
فقال له شيخ الإسلام ومفتي الأنام: لو كان أبوعمر حياً واقفاً معنا ما استطعنا أن نفعل شيئاً ونحن في هذه الحال من فساد العقيدة وعدم الأخذ بالأسباب؛ ثم سعى هو وتلاميذه لتجميع الناس وتدريبهم وحضهم على القتال، مما كان له الفضل بعد الله في رد الغزاة ودحرهم.
  • <LI dir=rtl>عدم الاشتغال بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • التواكل والبطالة، ولهذا قال الإمام الشافعي: "أسس التصوف على الكسل".
4. الخوف من الممارسات الشركية المحبطة للأعمال والمخلدة لصاحبها في النار.
5. منافقة الصوفية للسلطان، كافراً كان أم مسلماً، وقد مردوا على ذلك وتفننوا فيه.
6. عدم الاشتغال بالدعوة إلى الله على بصيرة، ولا يرد على ذلك ما قام به بعض التجار من الصوفية ومن غيرهم.
7. عدم السعي لتحكيم شرع الله، بل من العوامل الرئيسة المساعدة في سقوط الخلافة العثمانية دخول بعض الخلفاء والأعيان في الطريقة النخشبندية وغيرها، وانشغالهم بها عن الجهاد.
لا يرد على ذلك بعض الشذوذ، فالحكم للغالب.
8. الصوفية عامل مخدر للشعوب الإسلامية، "فليس في الإمكان خير مما كان"، "والله يولي من يصلح" هذه شعاراتهم.
ولهذا عندما سئل الشيخ الإمام المالكي أبوبكر الفهري الطرطوشي عن جماعة من الصوفية يحضرون شيئاً من الطعام والشراب يأكلونه ويشربونه ثم يقومون إلى الرقص والتواجد حتى يقع أحدهم مغشياً عليه، وهي الحال العامة لجميع الطرقية، خاصة في الأعياد، وحوليات المشايخ، وليالي الاثنين والجمعة، هل الجلوس معهم جائز؟
فقال: افهم وفقك الله أن مذهب الصوفية ضلالة، وجهالة، وبطالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله، وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري، لما اتخذ لهم عجلاً جسداً له خوار، قاموا يرقصون حواليه وتواجدون، فهو دين الكفار وعبَّاد العجل، وأما القضيب فأول من اتخذه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى، وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وكأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان ونوابه3 أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها، ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم، هذا مذهب مالك، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم من أئمة المسلمين، وبالله التوفيق.4
وقد ذكروا له من قولهم:
يا شيخ كف عن الذنوب قبل التفـرق و الـزلل
واعمل لنفسك صالحـاً مـا دام ينفعك العمـل
أما الشبـاب فقد مضى ومشيب رأسك قد نزل
9. الصوفية عامل من عوامل الفرقة والتشتت للأمة.
10. الصوفية حائل منيع وكثيف عن الوصول إلى الدين الخالص الذي جاء به الحبيب المصطفى والنبي المجتبى.
11. الصوفية عامل من عوامل إماتة السنن وإحياء البدع، فكم من سنة أماتوها وأضاعوها، وكم من بدعة أحيوها ونشروها وجادلوا عنها؟ والبدع كلها ضلال بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم: "كل بدعة ضلالة"، من غير استثناء، فمن استحسن بدعة فبسبب هواه، أما المصالح المرسلة فلا علاقة لها بالبدع البتة.
قد يقول قائل: لماذا لم تذكر محاسنهم، أليس لهم محاسن؟ هذا من باب لزوم ما لا يلزم، لأنه إذا كانت المحاسن – إن وجدت – مغمورة بسيل من المفاسد والمضار فما فائدة ذكرها، بل لا حسنة واحدة مع فساد العقائد، ومخالفة السنة، وانتشار البدع.
الخلاصة
أولاً: أن الصوفية من البدع الحادثة المخالفة للإسلام في عقائده، وشرائعه، وأذكاره، وأوراده.
ثانياً: الصوفية شرع جديد مغاير لما جاء به البشير النذير.
ثالثاً: لا علاقة البتة بين الزهد والتقلل من الدنيا والإكثار من ذكر الله وبين الصوفية، وكون بعض الصوفية رفعوا هذه الشعارات ومارسوا بعضها لا ينقلها ذلك من الإسلام إلى الصوفية.
رابعاً: إن الدين عند الله الإسلام، وهو سمانا المسلمين، فعلينا أن لا نختار لقباً غير ذلك.
خامساً: ما عند الصوفية من معتدلين وغلاة لا يقره الإسلام ولا يرضاه.
سادساً: لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينسب رسول هذه الأمة أوأحد الصحابة أوالتابعين لهم بإحسان إلى الصوفية، وإلا فقد أعظم على الله الفرية، وليعلم أنه سيحاسب على ذلك حساباً عسيراً.
وأخيراً أسأل الله أن يرينا وجميع إخواننا المسلمين الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، ويعافينا من التعصب للآباء والأجداد، وأن يعيننا على قبول الحق والأخذ به، ولو جاءنا من منافق أوكافر، كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه.
وأقول لمن أراد المناظرة في ذلك – مع تمنينا أن يجري الله الحق على لسان مناظرينا- أننا مستعدون لذلك بهذه الشروط، وهي:
1. الالتزام بالأدلة من القرآن، وصحيح السنة، وإجماع الأمة.
2. أن يكون هناك حَكَم من علماء أهل السنة والجماعة.
3. أن لا تكون بين العامة.
4. أن تختم بمباهلة علنية إن لم يرجع المناظر.
فمن رضي بهذه الشروط فحيهلا على المناظرة، وإلا فلا، ونقول كما قال ربنا سبحانه وتعالى: "وإنا أو إياكم لعلى هدى أوفي ضلال مبين".
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا وشفيعنا محمد وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والسلام.









رد مع اقتباس
قديم 2010-05-01, 13:01   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
بوعلام العاصمي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

ما حقيقة الصوفية؟

متى ظهرت الصوفية؟ وإلى أي شيء ينتسب الصوفي؟
مم يتكون الفكر الصوفي أوالعقيدة الصوفية؟ وماهي مصادره؟
مصادر التلقي عند الصوفية
هل هناك علاقة بين التقلل من الدنيا، والزهد، والإكثار من ذكر الله، وبين الصوفية؟
هل هناك صوفية معتدلة وأخرى منحرفة؟
هل يجوز لأحد أن ينتسب إلى طريقة صوفية؟
الأسباب الشرعية التي تحرم الانتساب إلى الطرق الصوفية
الخلاصة

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وشرفنا بالانتساب إلى ملة خير الأنام وخاتم الرسل العظام الكرام، وسمانا بالمسلمين، فأغنانا عن تسمية غيره من الأنام، وصلى الله وسلم على رسوله ما تعاقب الملوان، وعلى أصحابه وأزواجه والتابعين لهم بإحسان.
وبعد..
من اقوى وسائل التضليل والتدليس والتلبيس على الناس المصطلحات المغلوطة، والشعارات الفارغة المبثوثة، والتعتيم على ذلك.
شاع بين الناس قديماً وحديثاً أنه لا مشاحة في الأسماء والألفاظ والمصطلحات، وإنما العبرة بالمضمون، لكن هذا الأمر ليس على عمومه، إذ هناك مصطلحات ومسميات لها ظلال واضحات، ومخالفات بينات، وعليها محاذير خطرات.
من تلك المصطلحات والتسميات التي تحمل تلك السمات والظلال مصطلح "الصوفية"، إذ يظنه البعض مرادفاً للإسلام، وموافقاً لشريعة ولد عدنان، بل يعتقد فريق من الناس أنه أعلى درجة من الإسلام، وأرفع منزلة منه، يَحْدُث هذا بسبب الجهل بحقيقة الإسلام والصوفية معاً من ناحية، ولسكوت جل العلماء عن بيان الفروق الكبيرة والمخـالفات الخطيرة بين الإسـلام والصوفية، إما خـوفاً وطمعاً، أورغباً ورهبـاً، ولله در الإمام أحمد بن حنبل حين قال: "إذا سكت الجاهل لجهله، وأمسك العالم تقية، فمتى تقوم لله حجة؟".
لقد أمر الإسلام بالتناصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، ورفع الحرج عن هذه الأمة، حيث قال مشرعها: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وليس وراء ذلك مثقال حبة من خردل من إيمان".
وليت الساكت عن البيان – وهو شيطان أخرس – سكت عن المجاهرين بالحق، ورضي بأضعف الإيمان بدلاً من النفاق.
من المحزن أن يقدِّم أرسطو – وهو كافر – الحقَّ على موافقة أستاذه أفلاطون، ويستنكف البعض عن إقرار القائلين بالحق أوحتى السكوت عنهم.
من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون أن الأرض لا تخلو من قائم لله بحجة قط، وأن الله عصم هذه الأمة أن تجتمع على ضلالة أوتتفق على بطالة، بل جعل طائفة منها لا تزال على الحق ظاهرة عالية لا يضرها من خذلها ولا من عاداها حتى تقوم الساعة، كما أخبر الصادق المصدوق.
فما حقيقة الصوفية؟ ومتى ظهرت هذه البدعة في البرية؟ وما هي أخطر عقائدها ومخالفاتها دعك عن موافقتها أوتميزها عن المحجة البيضاء والحنيفية السمحة، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية؟
هذا ما نود الإشارة إليه في إيجاز، نصحاً لله ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم، وتبرئة من المسؤولية، ولعلها تصادف آذاناً صاغية، وقلوباً واعية، ونفوساً زاكية.
دفعني لهذا البيان ما سمعته من أغنية للشيخ البرعي وأنا راكب حافلة، إذ لا فرق بين الأغاني والسماع الصوفي الملحن1 ، بل السماع الصوفي أخطر وأضر لما يحويه من الشركيات والغلو، جاء فيها أن محمداً صلى الله عليه وسلم "أساس الصوفية"، لأن هذا من الكذب المبين، والافتراء المهين، الذي يدرج قائله من جملة المكذبين على سيد المرسلين، وكذلك زعم البعض أن محمداً صلى الله عليه وسلم لبس الخرقة، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً، وأن علياً وجعفر رضي الله عنهما رقصا وتواجداً، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم تواجد.
أما نسبة أبي بكر وعمر وأبي ذر وغيرهم من الصحابة إلى الصوفية فهي أقذر وأخس من نسبة عمر إلى "الديكتاتورية"، وأبي ذر إلى الاشتراكية، سيُكتب قول هؤلاء ويسألون.
متى ظهرت الصوفية؟ وإلى أي شيء ينتسب الصوفي؟
ظهرت الصوفية كما يقول العلماء المحققون في أواخر المائة الثانية أوأوائل المائة الثالثة بالبصرة.
وينتسب الصوفي إلى لبس الصوف، وليس إلى الصفاء، ولا إلى أهل الصُّـفَّة، ولا إلى الصف الأول، ولا إلى غير ذلك من الدعاوي، لأن كل هذا تأباه اللغة ويكذبه التاريخ.
لقد لبس رسولنا الكريم القطن والصوف وغيرهما، ونهى عن لباس الشهرة، الذي يتمثل في لبس الصوف، أوالمرقع، أوالتميز باللون الأسود أوالأخضر، لأن ذلك أصبح شعاراً للرافضة والطرقية.
ولباس الشهرة وهو الرفيع جداً، أوالوضيع جداً، أوالمخالف لما تعارف عليه الناس، حكمه في أرجح قولي العلماء الحرمة، فليهنأ لابسه بمخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالصوفية إذاً من العقائد المحدثة، وهي مأخوذة من الفكر الرافضي الشيعي، الذي مصدره اليهودية الحديثة، والفلسفات والديانات القديمة.
لم يرد لفظ "صوفي" أو"صوفية" لا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في أثر للصحابة الكرام ولا الأئمة الأعلام المقتدى بهم.
مم يتكون الفكر الصوفي أوالعقيدة الصوفية؟ وماهي مصادره؟
يتكون الفكر الصوفي والعقيدة الصوفية من الآتي:
أ‌. عقائد كفرية، نحو:

  • <LI dir=rtl>عقيدة الاتحاد والحلول والفناء.
    <LI dir=rtl>جواز التوسل بالأنبياء والصالحين، الأحياء الغائبين والحاضرين منهم، والميتين.
    <LI dir=rtl>اتخاذ الوسائط.
    <LI dir=rtl>الغلو في الأنبياء والصالحين.
    <LI dir=rtl>ادعاء أن بعض المشايخ تسقط عنهم التكاليف الشرعية.
  • اعتقاد البعض أن درجة الولاية أعلى من درجة النبوة، يقول محي الدين بن عربي:
مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي
  • <LI dir=rtl>أن الرسول صلى الله عليه وسلم يُرى يقظة بعد وفاته، ويحضر الحوليات والموالد.
    <LI dir=rtl>أن الرسول صلى الله عليه وسلم خُلق من نور، وأن الأنبياء من لدن آدم خلقوا من نور محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين.
    <LI dir=rtl>تقسيم العلم إلى علم شريعة وحقيقة، أوظاهر وباطن، وهو تقسيم لم ينزل الله به سلطاناً، ولا أثر عن أحد من الأعلام.
    <LI dir=rtl>أن الرسول صلى الله عليه وسلم حي في قبره كحياته قبل وفاته، وأنه يعلم الغيب.
  • أن الشيخ يحضر عن وفاة مريديه وفي القبر ويلقنهم الشهادتين:
هم حاضرين يا ليلى
مع الملكين يـا ليلى
و ملقنـين يـا ليلى
للكلمتـين يـا ليلى
إلى غير ذلك من العقائد الكفرية المخالفة للشريعة المحمدية، فهذه مجرد أمثلة، ويمكن الرجوع إلى مصادرهم "فصوص الحكم" و"الفتوحات المكية" لابن عربي، و"طبقات الشعراني"، و"طبقات ود ضيف الله"، وغيرها؛ ونحن نعلم أن ليس كل صوفي يعرف هذه العقائد أويدين بها، لكن جل المشايخ يعلمونها ويعتقدونها.
ب. السماع الصوفي
من المخالفات الواضحة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عند الصوفية السماع الصوفي، وهوعبارة عن قصائد مليئة بالشركيات والغلو في الرسول والمشايخ، وملحنة ومصحوبة بالآلات الموسيقية.
وهناك فرق بينها وبين إنشاد القصائد الزهدية الخالية من الشركيات والغلو والتلحين والآلات الموسيقية نحو الطبل "النوبة".
وحتى هذا فقد كرهه الإمامان الكبيران الشافعي وأحمد وغيرهما، فقال الشافعي وهو يتحدث عما خلفه ببغداد: "التغبير أحدثه بعض الزنادقة ليصدوا به الناس عن كتاب الله"، وكان الإمام أحمد ينهى أتباعه عن سماع ذلك عندما أحدثه الحارث المحاسبي.
ج. الأوراد والأذكار البدعية
كذلك من مخالفات الصوفية الأوراد والأذكار البدعية التي ألفها بعض المشايخ لأتباعهم، فما من طريقة إلا ولها أوراد خاصة بها تلزم بها أتباعها ومريديها، وفيما صح عن نبينا غنى وكفاية عما أحدثه المُحْدِثون قديماً وحديثاً، فمن لم يسعه ما وسع محمداً وصحبه والتابعين لهم بإحسان فلا وسَّع الله عليه.
مصادر التلقي عند الصوفية
ونعني بذلك مصادر هذه العقائد المنحرفة، والأذكار، والسماع الصوفي البدعي المحدث، يعتمد الصوفية في ذلك على الآتي:
1. الأحاديث الموضوعة والضعيفة جداً.
2. الرؤى، منامية أويقظة، لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولمشايخهم.
3. الهواتف الشيطانية.
4. الذوق.
5. الحكايات المكذوبة، وادعاء الكرامات المزعومة المنسوبة لبعض مشايخهم.
هل هناك علاقة بين التقلل من الدنيا، والزهد، والإكثار من ذكر الله، وبين الصوفية؟
من الخلط الواضح والتلبيس الفاضح نسبة الزهد في الدنيا، والتقلل من نعيمها ومباحاتها، وعدم الاشتغال بها، والإكثار من ذكر الله عز وجل بالاذكار المشروعة إلى الصوفية، وعدم إضافة ذلك إلى الإسلام، وهذا أكبر بهتان وأعظم افتراء، سواء كان خلطاً متعمداً مقصوداً أونتيجة جهل.
إذ رسولنا صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام كانوا أئمة الزهاد والمتوكلين، ومطلقين للدنيا وزخارفها الفانية، وكانوا أخشى عباد الله وأتقاهم.
فلماذا ينسب هذا إلى الصوفية زوراً وبهتاناً ويسحب من شريعة المنزل عليه القرآن؟ وهو القائل: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"، والقائل: "والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم"، وكان يمر الشهر والشهران والثلاثة ولا توقد في بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار لصنع طعام، وعندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتسألن يومئذ عن النعيم"، قال له أصحابه: عن أي نعيم نُسأل؟ إنما هما الأسودان التمر والماء، وسيوفنا على أكتافنا، والعدو أمامنا؛ قال: "لتسألن عن الأسودين"، والمراد سؤال تعداد النعم.
كل هذا نتج من اللبس المتعمد والتضليل المقصود لمرادفة الصوفية وهي من البدع المحدثة للحنيفية السمحة والمحجة البيضاء.
الذي ندين الله به ونلقاه عليه أن الإسلام بريء من الصوفية براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وأن الصوفية شرع جديد يشمل بعض ما جاء به الإسلام وكثير من النواقض والمبطلات له، هذا بجانب البدع المحدثات، والمخالفات الواضحات، فالمرء قد يكون فيه شيء من الإيمان وأشياء من الكفر، كيف لا وقد قال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: "إنك امرؤ فيك جاهلية"، فقط لقوله لأحد الصحابة: يا ابن السوداء.
أما من اعتقد أن الصوفية أفضل من الإسلام وأعلى منزلة ودرجة منه فليجدد إسلامه.
هل هناك صوفية معتدلة وأخرى منحرفة؟
لا شك أن الصوفية ليسوا كلهم سواء، وأنهم متفاوتون قديماً وحديثاً، وأنه من الظلـم نسبة الجنيـد والفضيل بن عياض وأضرابهما من العباد والزهاد والأئمة الأخيار وقرنهم تحت اسم واحد وهو الصوفية مع الحلاج، وابن عربي، وابن سبعين، وابن الفارض، وغيرهم.
فالأوائل من أئمة المسلمين وإن صدرت منهم بعض المخالفات، وإن نسبوا إلى الصوفية، والأواخر أقرب إلى الزندقة منهم إلى الإسلام، ولذلك من الظلم نسبة الأوائل إلى الصوفية وإن صدرت من بعض الأكابر، فالصوفية معتدلهم وغاليهم من أهل البدع وإن تفاوتوا في الدرجات.
ولا يرد على هذا ما أثر عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تقسيم الصوفية إلى ثلاث مراحل فهو وصف لحالهم، ولم يرد إقرار الأوائل منهم.
هل يجوز لأحد أن ينتسب إلى طريقة صوفية؟
لا يحل لأحد أن يرضى بغير الإسلام اسماً وبديلاً، خاصة المصطلحات التي لها ظلال، ولا نعني بذلك الانتساب إلى المذاهب السنية الأربعة، ولا الانتساب إلى أهل السنة والجماعة، لأنها لا ظلال لها كالانتساب إلى طريقة صوفية، أوإلى فرقة عقدية، أوحزب أوجماعة يخالف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام في الاعتقاد والتصور والسلوك.
ونحن لا نشك أن الداخل في بعض هذه الطرق قد يستفيد بترك بعض المعاصي وبتحسين سلوكه، لكن ما يفقده بانضمامه إلى تلك الطرق أضعاف أضعاف ما يكسبه منها، فدرء المفاسد مقدم على جلب المنافع.
ومن أخطر ما يصيب المنتمي لهذه الطرق فساد العقيدة والتعصب المقيت لها، وكونه يصبح إمعة، لأن من شروط الانتساب لهذه الطرق أن يكون مع الشيخ كالميت بين يدي مغسله، ويقولون له: لا تعترض فتطرد؛ ويا فوز المطرودين ويا ندامة الباقين على هذه الحال، حيث قرر رسولنا الكريم أن الطاعة لا تكون إلا في المعروف.
والطاعة في الإسلام للعلماء العاملين بعلمهم، ولولاة الأمر المؤتمرين بأمر العلماء، أما مشايخ الطرق وجلهم نالوا ذلك بالتوارث، ولا اهتمام لهم بالعلم، فلا تجب طاعتهم، ولا يحل لأحد أن يسألهم، حيث أمرنا بسؤال أهل الذكر وهم العلماء: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
هذا مع يقيننا بأهمية المشيخة والتتلمذ على المشايخ العلماء لنيل العلم الشرعي، فالعلم بالتعلم وليس بالتلقين كما يزعم الصوفية، ولا يرد على ذلك أن يبارك الله في فهم وعلم الإنسان: "واتقوا الله ويعلمكم الله"، وحاجة المرء إلى تزكية النفس والسمو بها لا تقل عن حاجته إلى العلم الشرعي، ولذلك قال ابن وهب: ما تعلمته من أدب مالك أضعاف ما تعلمته من علمه؛ ولذات السبب قال مالك وغيره: إن هذا العلم دين فانظروا ممن تأخذون دينكم.
أما بالنسبة للمشايخ الطرقية فهم لا يشتغلون بالعلم، وعمدتهم ما قاله الشبلي وغيره: إذا جاءوني بعلم الورق بذلت لهم علم الخِرَق!!
وقد طلق كثير ممن دخل في التصوف العلم الشرعي، منهم على سبيل المثال حمد النَّحلان، كما حكى ود ضيف الله عنه، فقد طلق الفقه ثلاثاً، وهذا أول رغبات الشيطان ومتطلباته من أوليائه حتى يلقي في عقولهم ما يشاء.
وكان بعض المشايخ السابقين عندهم شيء من الزهد والتقلل من الدنيا، أما الأحفاد والأبناء فقد زاحموا أهل الدنيا وبزوهم في ذلك، ورحم الله الشيخ العبيد ود بدر حين قال: "أنا وأحمد ولدي فقراء ومساكين، والبعدنا أمراء وسلاطين، والبعدهم عكليتة2 ود الأمين"، أوكما قال، وقد غشانا الزمن الذي تنبأ به الشيخ ود العبيد، فالواجب الفرار منهم كالفرار من الأسد.
الأسباب الشرعية التي تحرم الانتساب إلى الطرق الصوفية
الأسباب التي تنهى المسلم عن الانتساب إلى الطرق الصوفية خاصة، والمخالفة للإسلام من الأحزاب العلمانية وغيرها عامة ما يأتي:
1. المخالفات العقدية والبدع التي ذكرنا طرفاً منها.
2. عدم الاشتغال بالعلم الشرعي والاستعاضة عن ذلك بالحكايات المكذوبة والكرامات المختلقة.
3. الصوفية في العقيدة مرجئة، ولذلك فهم لا يشتغلون بـ:
  • الجهاد في سبيل الله، بل بعضهم كان عوناً ولا يزال للغزاة والمستعمرين في الجزائر وغيرها، وعندما غزى التتار بلاد الشام قال أحد الطرقية مطمئناً الناس ومثبطاً لهم عن الجهاد:
يا خائفين من التتار لوذوا بقبـر أبي عمر
لوذوا بقبر أبي عمر ينجيكـم من الخطـر
فقال له شيخ الإسلام ومفتي الأنام: لو كان أبوعمر حياً واقفاً معنا ما استطعنا أن نفعل شيئاً ونحن في هذه الحال من فساد العقيدة وعدم الأخذ بالأسباب؛ ثم سعى هو وتلاميذه لتجميع الناس وتدريبهم وحضهم على القتال، مما كان له الفضل بعد الله في رد الغزاة ودحرهم.
  • <LI dir=rtl>عدم الاشتغال بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • التواكل والبطالة، ولهذا قال الإمام الشافعي: "أسس التصوف على الكسل".
4. الخوف من الممارسات الشركية المحبطة للأعمال والمخلدة لصاحبها في النار.
5. منافقة الصوفية للسلطان، كافراً كان أم مسلماً، وقد مردوا على ذلك وتفننوا فيه.
6. عدم الاشتغال بالدعوة إلى الله على بصيرة، ولا يرد على ذلك ما قام به بعض التجار من الصوفية ومن غيرهم.
7. عدم السعي لتحكيم شرع الله، بل من العوامل الرئيسة المساعدة في سقوط الخلافة العثمانية دخول بعض الخلفاء والأعيان في الطريقة النخشبندية وغيرها، وانشغالهم بها عن الجهاد.
لا يرد على ذلك بعض الشذوذ، فالحكم للغالب.
8. الصوفية عامل مخدر للشعوب الإسلامية، "فليس في الإمكان خير مما كان"، "والله يولي من يصلح" هذه شعاراتهم.
ولهذا عندما سئل الشيخ الإمام المالكي أبوبكر الفهري الطرطوشي عن جماعة من الصوفية يحضرون شيئاً من الطعام والشراب يأكلونه ويشربونه ثم يقومون إلى الرقص والتواجد حتى يقع أحدهم مغشياً عليه، وهي الحال العامة لجميع الطرقية، خاصة في الأعياد، وحوليات المشايخ، وليالي الاثنين والجمعة، هل الجلوس معهم جائز؟
فقال: افهم وفقك الله أن مذهب الصوفية ضلالة، وجهالة، وبطالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله، وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري، لما اتخذ لهم عجلاً جسداً له خوار، قاموا يرقصون حواليه وتواجدون، فهو دين الكفار وعبَّاد العجل، وأما القضيب فأول من اتخذه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى، وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وكأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان ونوابه3 أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها، ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم، هذا مذهب مالك، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم من أئمة المسلمين، وبالله التوفيق.4
وقد ذكروا له من قولهم:
يا شيخ كف عن الذنوب قبل التفـرق و الـزلل
واعمل لنفسك صالحـاً مـا دام ينفعك العمـل
أما الشبـاب فقد مضى ومشيب رأسك قد نزل
9. الصوفية عامل من عوامل الفرقة والتشتت للأمة.
10. الصوفية حائل منيع وكثيف عن الوصول إلى الدين الخالص الذي جاء به الحبيب المصطفى والنبي المجتبى.
11. الصوفية عامل من عوامل إماتة السنن وإحياء البدع، فكم من سنة أماتوها وأضاعوها، وكم من بدعة أحيوها ونشروها وجادلوا عنها؟ والبدع كلها ضلال بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم: "كل بدعة ضلالة"، من غير استثناء، فمن استحسن بدعة فبسبب هواه، أما المصالح المرسلة فلا علاقة لها بالبدع البتة.
قد يقول قائل: لماذا لم تذكر محاسنهم، أليس لهم محاسن؟ هذا من باب لزوم ما لا يلزم، لأنه إذا كانت المحاسن – إن وجدت – مغمورة بسيل من المفاسد والمضار فما فائدة ذكرها، بل لا حسنة واحدة مع فساد العقائد، ومخالفة السنة، وانتشار البدع.
الخلاصة
أولاً: أن الصوفية من البدع الحادثة المخالفة للإسلام في عقائده، وشرائعه، وأذكاره، وأوراده.
ثانياً: الصوفية شرع جديد مغاير لما جاء به البشير النذير.
ثالثاً: لا علاقة البتة بين الزهد والتقلل من الدنيا والإكثار من ذكر الله وبين الصوفية، وكون بعض الصوفية رفعوا هذه الشعارات ومارسوا بعضها لا ينقلها ذلك من الإسلام إلى الصوفية.
رابعاً: إن الدين عند الله الإسلام، وهو سمانا المسلمين، فعلينا أن لا نختار لقباً غير ذلك.
خامساً: ما عند الصوفية من معتدلين وغلاة لا يقره الإسلام ولا يرضاه.
سادساً: لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينسب رسول هذه الأمة أوأحد الصحابة أوالتابعين لهم بإحسان إلى الصوفية، وإلا فقد أعظم على الله الفرية، وليعلم أنه سيحاسب على ذلك حساباً عسيراً.
وأخيراً أسأل الله أن يرينا وجميع إخواننا المسلمين الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، ويعافينا من التعصب للآباء والأجداد، وأن يعيننا على قبول الحق والأخذ به، ولو جاءنا من منافق أوكافر، كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه.
وأقول لمن أراد المناظرة في ذلك – مع تمنينا أن يجري الله الحق على لسان مناظرينا- أننا مستعدون لذلك بهذه الشروط، وهي:
1. الالتزام بالأدلة من القرآن، وصحيح السنة، وإجماع الأمة.
2. أن يكون هناك حَكَم من علماء أهل السنة والجماعة.
3. أن لا تكون بين العامة.
4. أن تختم بمباهلة علنية إن لم يرجع المناظر.
فمن رضي بهذه الشروط فحيهلا على المناظرة، وإلا فلا، ونقول كما قال ربنا سبحانه وتعالى: "وإنا أو إياكم لعلى هدى أوفي ضلال مبين".
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا وشفيعنا محمد وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والسلام.









رد مع اقتباس
قديم 2010-05-01, 13:06   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
بوعلام العاصمي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

القائم بأعمال الزاوية التيجانية محمد الحبيب التيجاني بتفويض من والده الخليفة العام للزاوية "سيدي محمد التيجاني" يعقد ندوة صحفية في الجزائر العاصمة قادما إليها من ولاية الأغواط مهد الطريقة، ويعلن مساندته المطلقة لترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية جديدة، وقبله أعلنت أهم الزوايا الصوفية تدعمها اللامشروط للرئيس، ولم تكن تلك المواقف السياسية غريبة على تلك المؤسسات الدينية والروحية في بلد كل شيء فيه مسيّس، لكن الملاحظ أن جزائر الاستقلال التي عرفت منذ القدم على غرار البلدان المغاربية الأخرى بانتشار الطرق الصوفية كمؤسسات دينية روحية وحتى سياسية وإلى غاية بداية التسعينيات من القرن العشرين كادت الطرق الصوفية فيها تختفي بفعل سيطرة إيديولوجية "الإصلاح" لجمعية العلماء المسلمين التي تبناها على وجه الخصوص نظام الراحل هواري بومدين، وطيلة تلك السنين بقيت كبرى الطرق الصوفية تعيش الانحسار واختفى دورها السياسي مع سيطرة فكر جمعية العلماء بمرجعيته الإصلاحية الوهابية الذي يتهم بعض الزوايا صراحة بالتعاون مع الاستعمار الفرنسي وتشجيع ثقافة "الدجل والخرافة والبدع"، واستمرت رحلة "التيه" إلى أن عادت الزوايا من الباب الواسع بداية من سنة 1991 في بداية الجزائر التعددية عندما انتبه مولود حمروش رئيس الحكومة وأحد قياديي جبهة التحرير الوطني حينها إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه تلك المؤسسات التقليدية في مواجهة "غول" الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي ظهر خطرها جليا مع الانتخابات المحلية ليوم 12 جوان 1990 حيث سيطرت على معظم المجالس البلدية والولائية، وحينها ظهرت إلى الوجود "الجمعية الوطنية للزوايا" ثم "الاتحاد الوطنية للزوايا".
ولم تكن عودة الزاويا الصوفية إلى الساحة السياسية وليدة تلك اللحظة من تاريخ الجزائر، فقد سبقتها إرهاصات أولى كانت بدايتها سنة 1983 عندما توفي أحد أقطاب الزاوية التيجانية في السنغال وأوصى قبل وفاته بأن يدفن في تراب عين ماضي (ولاية الأغواط) مهد مؤسس الطريقة "سيدي أحمد التيجاني" في القرن الثامن عشر الميلادي وتم نقله بالفعل إلى ولاية الأغواط على متن طائرة رئاسية لدولة السنغال في عهد الرئيس السابق عبدو ضيوف الذي يتبن أنه أحد مريدي تلك الزاوية وكان لها الفضل في تنصيبه رئيسا بدلا من سلفه الشاعر الراحل سنغور وحسب أحمد التيجاني نياس مؤسس حزب الله في السنغال في حوار لإحدى القنوات الفضائية فإن الكثير من زعماء إفريقيا هم من مريدي الزاوية التيجانية مثل الرئيس التشادي إدريس ديبي ، والرئيس الموريتاني المطاح به سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله وغيرهما.
ولئن فشلت "الجمعية الوطنية للزوايا" في التصدي للفيس ومنعه من الفوز في تشريعيات 1991 التي فاز بها وتم إلغاء المسار الانتخابي وحدث ما حدث، فإن دور الزوايا بدأ يكبر سنة بعد أخرى وبلغ نفوذها أوجّه مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله وهو ابن زاوية، فقد أدت السياسة الجديدة هذه إلى انتعاش الزوايا وإعادة إحياء الكثير منها من بقي منها إلا الاسم، بحثا عن "إسلام أصيل" في مواجهة التيارات الإسلامية القادمة من المشرق، وبحثا (مع الزاوية التيجانية على وجه الخصوص) على نفوذ في إفريقيا في مواجهة النفوذ المغربي حيث مدفن مؤسس التيجانية في فاس في بلد يكاد يزول فيه الحد الفاصل بين الروحي والسياسي.
الخير شوار









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لطغاة, الدين, الحكم, الرسمى, الصوفية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:02

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc