|
قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2010-03-14, 20:51 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
عمــــر التحدي ( مسابقة)
|
||||
2010-03-16, 21:03 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
بعد صلات العصر مباشرة يحمل بوعلام سجادته ويتجه نحوى شجرة الصنوبر الباسقة خلف المسجد لطالما اجتمع تحتها أبطال ثورة التحرير المباركة ينشرون الوعي ويلهبون حماس الحاضرين من أهل الدوار , يجلس بوعلام تحتها وحوله شيوخ أهل الدوار ممن غربت شمسهم لم تعد ثمة ثورة وحديث بوعلام عن أوليائه الصلحين وعن معجزاتهم وقدرتهم الخارقة وهم أجداث يرقدون في قبورهم لا زال بأفكاره المنحرفة يشق طريق الظلال ويمهد للجهل فيغرق الدوار في جهل مطبق وانتكاسة خرج عمر من كوخه يطلب تسلية نفسه ككل أمسية لم يكن كباقي الشباب يقظون جل وقتهم تسكعا في الوديان والشعاب وإنما كان يخلو إلى روضة من روضات الجبل غير بعيد عن الدوار وبينما هو يسير لمح مجلس بوعلام فحدثته نفسه أن يجالسهم فاتجه نحوهم وكلما دنا خف صوت بوعلام ولما استوي على ظهورهم وهم بالجلوس زجره بوعلام إذهب إلى الوادي.. لا شأن لك بالجلوس معنا.. عاد عمر أدراجه منهزما مضى نحوى الروضة وهو يحدث نفسه لماذا أذهب إلى الوادي أهناك مدارس؟؟ هل هناك مجالس العلم؟؟ لماذا عمي صالح يحدثني؟؟ ثمة فرق بين الرجال فهم ليسو سواء كان يسير ويده على ركبته منحنيا ومقدما رأسه كانت الروضة في مرتفع فإذا بلغها تبين المحيط من علو لا ترى إلى سلسلة مترابطة من جبال, لا زال يجد في السير إليها وهو يحدث نفسه توقف فجأة ثم جثي على ركبتيه مدى يده إنها وردة برية ترى ماذا تفعل في هذا المكان وبين هذه الأدغال تمدد بجنبها وهو يتأملها كائن يبدو ضعيف يداعبه تيار الهواء الخفيف فيتمايل من جهة لجهة تأمله فإذا هو هندسة عجيبة وتركيب محكم ألوان متناسقة أحمر وأخضر يسر الناظرين صوت خافت في أعماق عمر ألا ترى هذه القدرة ألا ترى هذا الإبداع ألا ترى هذا الإتقان ..فسبحان من خلق وهدى وقدر كل شيء.. يقظة الضمير وفطنة العقول حين تتحرر من جمودها فتشهد أثر الصانع وقدرته وإبداعه في عوالم الأشياء فتعلن الخضوع له وتلتمس سبيله فتحقق خلاصها , لقد سرى في نفس عمر هذا الشعور وهذا الإدراك – يهدي الله لنوره من يشاء- تأمل الوردة فإذا هي تنغلق على نفسها وكأنما تنهي درسها لعمر رفع رأسه للسماء أسراب الطيور عائدة إلى أعشاشها ومالت الشمس خلف قمم الجبال متوارية عن الأنظار |
|||
2010-03-19, 19:16 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
ليس كعادته ينهي بوعلام مجلسه في هذا الوقت قبل صلات المغرب بنصف ساعة قام من مجلسه متجه نحو بستانه مشى خطوات ثم التفت خلفه وهتف سى إبراهيم فأقبل إليه هذا الاخير مهرولا انعم سيدي الشيخ تابع بوعلام سيره وهو يتحدث لقد رأيت أمرا فيه خير للفتى عمر.. إيه.. الولد كالغصن المقطوع من الشجرة صعبة عليه الحياة يجب أن نساعده فقطع حديثه إبراهيم لكن الفتى شق طريقه في هذه الحياة نعم يا سي إبراهيم الفتى أصبح شابا يفع مقتدر ولذا رأيت أن أزوجه ابنتي ربيعة تهلل وجه إبراهيم وهتف نعم الأمر سيدي الشيخ فرد عليه بوعلام إذا تدبر أمره
بعد صلات المغرب انسل إبراهيم من بين الصفوف مهرولا إلى بيته ليفاجئ عمر ويفرحه قد كان كالأب لعمر بعد رحيل الخالة يامنة فتح له بابه وأمر زوجته على خدمته ولم يكن يجد عمر ملاذا له غير هذان الزوجين ليخففا عنه مشقة الحياة توقف إبراهيم أمام بيته برهة حائر أيدخل على عمر في كوخه أم ينتظره لحظة العشاء فيبشره ثم رأى من الحكمة أن يدخل عليه ويحدثه بانفراد دفع باب الكوخ بلطف وهتف عمر فقام إليه عمر تفضل عمي إبراهيم وجلس بجنبه على الحصير رفع رأسه ويده على العمامة يعدلها برفق في ما كان عمر مطرق رأسه يبحث عن جواب لسؤال ترى لما جاء عمي إبراهيم قبل صلات العشاء وخصني بهذه الجلسة ليس من عادته, انبعث صوت إبراهيم عمر أنت رجل طيب والكل يشهد لك نعم لقد انفردت عن أولاد الدوار فلم تعد مثلهم بل سلكت مسلك الرجال تغدو كل فجر مرتحلا إلى المدينة فتأتينا بالمئونة فمن غيرك قام بما تقوم بيه أنت اليوم قادر على بناء أسرة رفع عمر رأسه قليلا نعم عمي إبراهيم لكن ..فقاطعه , ماذا الست الفتى الذي ذلل الصعاب وانتصر على الفقر والوحدة وتسلل إلى قلوب أهل الدوار كبيرهم وصغيرهم فها أنت رجل تحظى بابنة سيد القوم ففهم عمر وأراد إبراهيم أن يزيل حيرته نعم سنزوجك بربيعة بنت سي بوعلام وهو من طلب مني ذالك |
|||
2010-03-26, 23:17 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
وقف إبراهيم وهم بالخروج ثم التفت إلى عمر لا تنسى العشاء لا زال ليل عمر طويل وصراعه مستمر نفس تهوى وتميل ميلا عظيم فتى في الخامسة عشر يفتح له باب سابق لأوانه ويجد نفسه مرغم على اتخاذ قرار مصيري هكذا بدا له الأمر ثمة طموح وأحلام تتجاوز حدود الدوار بل هي ممتدة إلى أقصى بعد فهل يعرض عن ما هو كائن ماثل بين يديه ويميل للمجهول الغائب البعيد وهذا الإحساس هذا الشعور أليس حقيقة.. رباه أين أنت أماه ..أين أنت أبتاه.. يصرخ فلا مجيب.. يلتفت عن اليمين والشمال فراغ رهيب ووحدة قاتلة
ليلة صيفية زادها البدر سحرا بين نجوم توقدت مشهد بديع لناظرين من قمة جبل شاهق كان فيه عمر مستلقي على حصير ليلته هذه لا تشبه كل الليالي خال نفسه يقفز من نجمة إلى نجمة فإذا هو وجه لوجه مع القمر نعم ربيعة فتاة كالقمر فتيان الدوار يقدسونها سرا واسمها يجعل نبضات القلب تتسارع والدم يتدفق فيظهر جريانه في العروق لطالما شاهدوها في موكب مع الوصيفات والجاريات متجهة إلى الوادي لغسل الملابس يجتمع الفتيان جانبا يرقبون ويخطفون النظرة ليشهدوا القمر بين النجوم لم يكن عمر كباقي الفتيان كان منشغلا مترفعا يهفوا لما هو خير ولم يكن يختلف عنهم في ما أودع الله في النفس فكم من مرة التقى ربيعة صدفة وتلاقت الأعين فجأة فيشيح بنظره بعد أن يشهد تلك البسمة ويصيبه السهم كانت سهام ربيعة لا تخطأ عمر ولا ترمى إلى إليه وكان يدرك ذالك |
|||
2010-03-30, 19:50 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
يريد أن يرسم في مخيلته صورة الوالدين فلا يستطيع كيف وهو لم يرى الأب عبدالقادر الذي باع نفسه لله وجعل روحه قربانا لحرية الوطن كيف والأم قد اختارت الموت بدل حياة الذل والمهانة هكذا فارقوه وهو صبي شب وكبر على ذكرى فراقهم
هي لحظة ليفصل ويتخذ قرار ..يتقلب على الحصير ويرتحل من محطة إلى محطة بذاكرته لا زالت صورة ربيعة في مخيلته لازالت بسمتها مرتسمة لا زالت نظرتها تلفح قلبه هي رسالة قرأها واطلع على خباياها لم يكن مجرد ضن أو وهم بل هي حقيقة وها هي الفرصة سانحة لتتجسد على ارض الواقع ليشع نور القمر على هذه الغرفة المظلمة ليبدد عتمتها هي حقا حدود البيت ضيقة والمعيشة في هذا الدوار ضنكه وقاتمة السواد فما عساه فاعل أيركن لهذه الحياة أم ثمة حياة أفضل. لا..لا.. إنها أحلام ربما طيف سكن عمر جراء وحدته فراح يرسم أحلام الكبار يخال نفسه سلطان بيده الأمر يدبر ويقرر يخرج بالجيوش فيقهر الأعداء وكم هم الأعداء الجهل والفقر والتخلف هو يراها هكذا وقائع يزحف إليها بإصرار وعزيمة عليه أن ينتصر على قلبه عليه أن يتنازل عن ربيعة عليه أن يطوي صفحة ويقلب صفحة أخرى كان منشغلا بصراعه فلم يستفيق إلا على صهيل حماره وضجة قد أحدثها فقام مسرعا إليه وما إن فتح الباب حتى لمح ثعبان ينسل هاربا فظن أن الثعبان قد فزعه وعاد إلى نفسه ما عساه فاعلا |
|||
2010-03-30, 20:19 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
ومع أول صيحة الديك المعلنة لفجر جديد كعادته يصلي ركعات ويمسك رباط حماره ليقلع متجه صوب المدينة لم يبتعد كثير عن الدوار وبينما هو يجد في سيره توقف الحمار وبدا ساكن حاول أن ينهره فلم يستجيب.. وقع على الأرض.. ما هي إلا لحظات حتى ارتجف جسمه ثم سكن إلى الأبد هي الموت نهاية كل حي تأمله عمر بحزن وشفقة ثم تبادر إلى ذهنه أن يجعل له أخدود وينهي أثره كليا من هذه الحياة هرع مسرعا إلى كوخ في طرف الدوار فاخذ فأسا كان موضوع بجنب الكوخ عاد مسرعا كالريح وانهمك في الحفر ولما انتهى دفعه على ظهره فكان منزله الأخير كالقبر وأعاد الفأس وواصل مسيرته راجلا هكذا إذا لم يكن ذاك الثعبان الذي رآه ليلته بتسلله وفراره إلا وقد بلغ غايته وأي غاية هذه التي يحيا بها أن يسلب غيره الحياة هي مشيئة القهار ولا معقب لأمره هو وحده من يدبر الأمر جلّ وعلى وهكذا عمر يودع الدوار ويترك ربيعة لمشيئة القدر طموحه اكبر من أن يسجن نفسه في ذاك الكوخ وذاك الدوار المعدم وما عساه فاعل لو يتزوجها أيرحل بها والى أين يأخذها وهو لا يدري واجهته ولا قبلته هكذا اتخذ قراره أن يغادر الدوار بلا رجعة ويسافر بطموحه وأحلامه . |
|||
2010-03-31, 21:20 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
بدا من بعيد بنيان المدينة ابيض تعلوه حمرة وتتخلله بقع خضراء لشجيرات تزينت بها كان بالأمس ينعم فيها المستعمر .. رحلت وتركت خلفك حلم رغما عنك رحلت لأنك سكنت أرضا لم تكن لك ولن تكون لا زالت تلك الأسوار شاهدة عن جبروتك وطغيانك لا زالت تشهد تسلل الأبطال خلسة فتسكن الرعب والموت للغاصبين كم ليالي أقمتها بالرقص والشرب وصخب الغناء كنت تفر من الرعب من الموت وما كنت تدري أنك تخرج ذليل منكسر لقد فهم عمي صالح رسالة عمر يطلب العون ولن يتفانى في مساعدته فهو يعرف أي طينة عمر فرد عليه لا عليك بني ستقضي ليلتك هذه عندي وسيحظر اليوم ابني بالقاسم من العاصمة ومساء الغد ستغادر معه وهو من يتكفل بك ستحقق حلمك يا بنيصبح جديد على شعاع الشمس الدافئ كان عمر يتأمل ذاك المشهد وكان يتلهف لملاقاة عمي صالح.. لكن ما ذا سأقول له هجرة الدوار وأهله رفضت الزواج بربيعة وتركت قلبها معلق وماذا بعد أين سأذهب ولمن التجئ عسى الله أن يجعل لي مخرج سبحانه لا يخيب من علق قلبه بيه وأحسن الضن بيه وتوكل عليه حقا هو من خلق الظلام والنور هو من شق بينهما هو من يدرك السر والعلن هو من يدبر الأمر كله انه الآن ليسمع همسي وما يجول في فكري هو اقرب لذاك الشعور الكامن في قلبي لطالما كان اقرب إلي من كل من هم حولي وهو لا يغيب عني طرفة عين هاهي أبواب المدينة مشرعة وها هو دكان عمي صالح.. يقف عمر على عتبة الباب مطأطأ الرأس فينتبه له عمي صالح وكعادته ينهض بجهد وهو الشيخ الضعيف مرحبا بني تفضل يعانقه يلتفت خالفه أين حمارك يا عمر فيجيب عمر لقد ودعته كما ودعت الدوار يمسك عمي صالح بيد عمر تعالى معي ويدخله بيته يأتيه بصينية القهوة مع بعض الحلويات ويترك عمر برهة ويعود إليه ما وراءك يا عمر يعتدل عمر في جلوسه وبصوت خافت لقد تركت الدوار وفي اللحظة التي غادرته مات حماري دفنته على طرف المسلك وأتيتك وأنا لا ادري ما ذا افعل سوى حلم كنت أحيا به وأرى اليوم سبيل له لكي يتحقق |
|||
2010-04-03, 22:15 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
لقد اجتمع عمي صالح بابنه بالقاسم الذي كان بالأمس قائد من قادة الثورة وقد رحل الى العاصمة بعد الاستقلال ليستلم مهامه في الدولة وكان كل خميس يزور والده ويتفقده كان بلقاسم يتحدث عن دولة حديثة وعن مشوارها عن خباياها عن فتيل على وشك الاشتعال وبحكم منصب بالقاسم كعقيد في الجيش فهو يعلم من أمور الدولة عكس ما يفهم عوام الناس وحتى خواص الساسة أن ذاك أما عمي صالح فلم يندهش لحديث ابنه فهو يعلم أن شعلة الثورة قامت على جمع لطالما مزقه الاستعمار فتوحد على البندقية ولا تلبث الكراسي والمناصب فتفرق القوم من جديد . كان عمر مشتر في الجلسة فأراد عمر أن يقحم نفسه في الحديث.. لكن يا عم السنا أبناء الوطن الواحد ؟ صحيح يا عمر نحن شعب واحد في وطن واحد ولكن هي النفس الأمارة بالسوء وأراد أن يغير الحديث فنظر الكهل في العجوز وقال إن الشاب لطموح هو نسخة عبد القادر رحمه الله. اعتدل في جلوسه واسترجع الذكرى وأسرد الحديث لقد كان أباك قائد محنك وأسد ضاري على العدو التقينا عدت مرات وتبادلنا الحديث وقد كان طموحه كبير ولم يثنيه هذا الطموح في الاندفاع إلى ساحة المعركة لم يكن يخشى الموت بل كان دائما يصنع الانتصار ولو لاه لفتك العدو بخيرة قادة الناحية في صبيحة ذاك اليوم الذي سقط فيه شهيدا لقد اجتمعنا في ليلة وكان العدو قد رصد تحركنا فداهمنا وحاصر المكان ولكن أباك كان بالمرصاد إذ كان مرابط في ثغر من ثغور الجبل المقابل لهذه المدينة ولما علم بالحصار وثب من ساعته وشق طريقه وفتح جبهة من الخلف للعدو فسهل علينا فك الحصار كان يتحدث والدمع متحجر على الجفون وختم كلامه بكلمة تنبع من قلب صادق, تمنيت لو كنت مكانه رحمه الله ورحم الله جميع الشهداء , إنها لأمانة في أعناقنا و للأجيال اللاحقة لقد نزلت هذه الكلمات على عمر كوقع السياط آوى إلى الفراش وهو يعيد المشهد البطولي لأبيه ويرسم منه طريق . |
|||
2010-04-05, 20:00 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
1976...دوار سيدي عامر الذي ودعه عمر ذات صيف من سنة 1963 ورغم هذه السنين لم يتغير منه شيء سوى مقام قد أقيم في نهاية الدوار خلف أشجار الزيتون وألبسه بوعلام هيبة ووقار فأضحى للقوم معبدا يقيمون فيه طقوسهم التي علمها لهم كبيرهم جهلا وظلما . |
|||
2010-04-07, 07:57 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
بعد صلاة العصر أتجه الجمع نحوى المقام وكل في نفسه سؤال وأشدهم حيرة بوعلام ترى أي نبأ هذا يحمله عمر تزاحمت الأجساد وتطاولت الأعناق يقف عمر والأنظار له مشدودة هذا يومك يا عمر ..مرت سنين كنت تنهل من نور العلم استدركت ما فات ولحقت بالركب وكنت خير من سبق ووضعت قدمك في أول الطريق اخترت طريق المتاعب هكذا اختار عمر الصحافة وأصبح صحفي لا زال في أول طريق وكانت بداية التغير من الأرض التي نشأ فيها لقد طلب من بالقاسم وطلبات عمر لا ترد - نفس تحمل كل الخير وتسعى له جدير بأن تنحني لها الجبال- ألح عمر أن يرحّل أهل دوار سيدي عامر إلى طرف المدينة المحاذية للجبل ويسكّنوا في قرى اشتراكية لقد حمل في يده أوراق وقلم وعاد الى الدوار ليدون أسمائهم وكان ذالك تكليفا من بالقاسم وأثناء عودته أنتبه للمكان الذي ستر فيه جثة حماره فاذا هو ضريح على شكل مقام فعلم مصيبة القوم ولقد اختار المقام وهو مقام باطل أراد أن يفضح الجهل بصورته الحقيقية ويعريه تماما كما هو أراد أن يسقط قناع يلبس ظلما أراد أن يحطم وثننا يعبد ظلما أردا الحق أن يكون ولا سواه أراد أن يخلص قومه من المعانات طلب عمر فأس ليخرج شيء ذات يوم ودعه هنا فكان له الفأس طلب من بوعلام أن يفتح باب الضريح ففتح له دخل ودخل معه بعض الشيوخ وقام بحفر الخندق فأخرج لهم عظام حمار هاهو رأسه وها هي أطرافه جمعها عمر وأخرجها لناس هذا ما كان مدفونا هنا ليس ثمة ولي الله في أرضكم بل هو حمار عمر ودعه هنا ذات يوم صمتا وذهول دهشة وحيرة اعترت القوم فأراد أن يوضح الأمور حتى ولو كان حقا ولى صالح مدفون هنا لن ينفع ولن يضر ولن يكون إلى كهذه العظام فالروح عند الله فالذي ينفع ما قد كان هنا من عمل صالح فهل أصلحتم شأنكم..جئتكم اليوم لأدون أسمائكم وسترحلون من هذا الدوار بعد أسبوع . فقاطعه بعض الشيوخ وأين تريدنا أن نرحل ولمن نترك بيوتنا ؟ ثمة ديار تليق بكم وثمة أعمال تنتظر أبنائكم هناك بيوت حول المدينة خصصت لكم وهناك أراضي فلاحيه خصصت لأبنائكم وهناك مدارس يلتحق بها الأبناء لقد استبشر السكان وعاد الأبناء يحملون الأخبار السارة لنسوة وما إن علمنا الخبر حتى انطلقت الزغاريد مدوية كتلك الأمسية التي شهدت رحيل فاطمة أم عمر لكن اليوم تشهد نهاية المعانات ونهاية الحرمان هكذا أنهى عمر فصل في الدوار ليبدأ فصل آخر في المدينة أشد قسوة وضراوة ولكن يأبى عمـــــــــــــــــــــــر التحــــــــــــــــــــــدي تم بحمد الله فصل من حكاية عمر التحدي جعلته في إطار المسابقة الحكاية نسج من خيال مسافر عبر محطات المضي ثمة حقائق ثابتة, قد تتغير الأيام وتتغير معها الأحوال لكن يبقى الصراع قائم ويبقى الأمل ويبقى التحدي وتبقى الرغبة في التغيير وقد لا نملك الإرادة والعزيمة فيذهب كل سدى كهشيم تذروه الرياح ولا خير في علم لا يتبعه عمل ..,,وما كان لله داما واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل. سلام .................................................. ................ ...........مصطفى.
|
|||
2010-04-07, 08:10 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
الله يخليك.هذو هوما الرجالة و النسا تاع بصح. |
|||
2010-04-13, 16:51 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
شكرا لك أخي الكريم على مرورك الطيب وبارك الله فيك
|
|||
2010-04-25, 22:52 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
أخي بارك الله فيك |
|||
2010-04-26, 17:45 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
شكرا أخي على مرورك الطيب دمت بالود
|
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
(مسابقة, التحدي, القصة, عــــمر |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc