|
خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2010-01-26, 12:35 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
همسات ليلية..
أيام الضياع:... من قصة: أيام الضياع- الفصل الخامس عشر- ما أضيق الفارق بين المتناقضات في الحياة، إلا فارقا مؤرقا بين ، الفقر والغنى. فكم هو شاسع ذلك الفارق وكم هي خطيرة تداعياته على البعض. وظالمة على الأخر. في ظل الحقد المتبادل بين طرفي هذا التناقض. الفصل صيفا، وحرارة شديدة تقذفها شمس منفعلة بلا سبب، ساخطة على كل حي وجامد في هذه المدينة، لا يملك غالبية الناس هنا إلا الهرب والاحتماء تحت أسقف من القش والطوب بالية كأصحابها الصابرين إكراها. يؤرجحون بمراوح من السعف على أجسادهم العليلة جيئة وذهابا. وأتساءل هزلا :هل تكفي هذه المراوح لطرد حر الهجيرة. وأجيب حسرة: كلا. لكن هذا هو لسان الحال الذي يقول: الحمد لله على كل حال. حيهم صامت لا صياح فيه ولا صراخ ولا نحيب. والشمس في كبد السماء تبحث عن غنيمة منهم. الأزقة الملتوية من كل متحرك فارغة. فكأنك تتطلع على مدينة أشباح. أما في الحي الأخر من المدينة وهو حي الأسياد وأتباعهم فالحال على غير هكذا قسوة فهنالك الكهرباء تتجول بين الأزقة باحثة عن أحساد طرية بيضاء تروح عليها. فالمراوح هناك من حديد على الرؤوس راقصة أو بمحاذاة الوجوه تنفخ الهواء نفخا. ومساكنهم قرب الحقول تجود بالرطوبة على منازلهم الإسمنتية المغطاة بأسقف القرميد . والماء من حنفياتهم دائم التدفق. ولكأن شمسهم أرق من شمس الحي المجاور ولا يفصل بين الحيين سوى المقبرة فهناك الناس يتساوون رغم أن لكل منهم جانب يدفنون فيه موتاهم. ولكن أيضا هناك ذاك الفرق الملعون فعدد الأموات أقل في جانب الأغنياء. وأطرح سؤالا على ملك الموت :هل ....... فيجيب:......... فأقتنع بإجابته. (ومن سخرية القضاء وعبث القدر) الطيب ومهدية... يجمعهما ذالك الشعور الذي يبحث عن التناقضات ويهوى المتاعب.. ذلك الشعور الذي لا يعترف بغير الوصال غاية ولا بغير الأنس والتآنس سبيل. اصطبغ حبهما بقساوة الطبيعة فزادته عمقا وعنفا .وتصادم في صراع البقاء مع الأعراف والتقاليد فانتصر بين طيات كتمان ولهفة أمل بغد أفضل. يوم جميل مع طلة الفجر، لتحسبه- إن صفعك النسيم القادم من الحقول -صبح من أيام الربيع. لكن ما إن تتكشف الشمس يتبين لك خطأ حسابك. قلت لها ذات يوم لما طلبت مساعدتي: أخشى أن يقع القلب الخالي من الحب في هواك. فأجابت مبتسمة. أن ذلك لن يحدث. وقد حدث. كان المراهق يحصي سنوات عمره الثلاثين سنة فسنة، كلها سنون متشابهة لا يميز السنة عن سابقتها إلا تجعدات حول عينيه تنذره بأن العمر يتحرك. لا يستهويه ما عادة يستهوى الشباب في مثل سنه. حياته بسيطة . كالساعة تدور حول نفسها لا يعني الوقت عقاربها أكان صيفا أم شتاء. إن جالسته فأديب هو يرتدي زي فيلسوف. يتحدث كواعظ. وإن نادمته لهو المفكر الذي يعبث بالمفاهيم ويقلب الأذهان. وتظنه الكامل العارف الملم بكل شيء. لا يغفل عن شاردة من شاردات العصر إلا أحاط بها فهما وإدراكا. والسائل له يجد مبتغاه يقينا. وتحسده على لذلك .لكن العارف بالعواطف يدرك أن له قلبا خاويا فارغا من الأحاسيس ، أجوف من المشاعر. لم يطرق الحب بابه، لم يعرف الهيام داره. فهو يوصد أبواب قلبه امام كل طارق. أيخاف الحب... وهي أميرة أهلها وعزتهم وسلاحهم إن كان النزال يتعلق بالجمال. صبية الحسن زجاجة عطر في يديها تضعه متى شاءت فتسقي الأنام دلالا. وكالربيع يقلب الأجواء فرحا هي تبعثر السعادة مجانا على كل من يراها. ولا تجالسها إلا منتشيا بلسان عذب فصيح رغم أنها لا تملك حرف الراء في قاموس لسانها. دارسة مدرسة متفرسة رغم صغر سنها. من يراها يهيم بالحسن غراما. فيشدو الشاعر طربا ويرقص الرسام سكرا بالقوافي. وكما يقول المثل الشائع: (لا محبة إلا من بعد عداوة) - أنت إنسان سيء ... انتبهت من لحظة عابرة لا أدري أين كنت سابحا بخيالي خلالها على همس يشبه المناجاة ،فتخيلت أنها لا تعدو أوهام محتار. أنت إنسان سيء عبد الرحمان صوت ضج بهدوء في إذني من الداخل .. نعم سمعته وبوضوح هذه المرة. ألتفت يمنة ويسرة لكن لاشيء في الجوار فقط صمت مطبق... زفرة غير المبالي.. نعم أنت إنسان سيء أنا أكلمك فلا تتغافل. علت على محياي ابتسامة الأبله الساخر من شيء لا يعرفه وكان لسان حالي يقول له: مرحى لقد جن الولد.. لكن ...وبرزانة العاقل قلت له من أنت ومن أين تناديني.. فقال حينها صوت رقيق لطفل أخالني أعرف نبرته.. أنا روح الصبي بداخلك تحس بالاختناق منذ زمن وهي الآن تنازع الموت. فأجبته: روح من؟... الصبي؟ ... وأي صبي أنت يا هذا... روحك ...وصباك.. ولما حضرت الآن يا ويح روحي.. جئت أقول إنك إنسان سيء جدا.. وماذا فعلت لأنال هذا التكريم... فقال: كنت أعرفك من زمن وكنت تعجبني... كنت فخورا لأنك امتدادي ، كيف لا أفخر وكنت التقي الوفي، الملازم للقرآن، المواظب على الصيام، المتعبد الباكي، واليوم ما بالك لم تعد ذلك المتواضع البسيط.- مهلا .. مهلا.. على رسلك يا صاحبي. مالك تنهال علي .... يتبع.... بن حمادي عبد الرحمان
|
||||
2010-01-26, 12:38 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رجاءا إقرؤوها بتمعن وحذر ... فإن أعجبتكم أتتمناها .. وإن لم تعجبكم.. فلكم مني سواها... بن حمادي عبد الرحمان.. ماجستير أدب عربي. |
|||
2010-01-26, 15:42 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
دوختني هذه القصة كلما ظننت أني أمسكت برأس الخيط فيها أجدني ضائعا.... أسلوب بسيط وقوي كالعادة |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ليلية.., همسات |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc